أسير صورتها

الفصل العاشر والأخير!

تبكي بصمت .. لأول مرة يتعامل معها هكذا بغضب
كانت تستعد له وتتخيل ردة فعله عندما يراها بقميصها هذا..كانت تدعوه إليها ..كما أنتوت ان تخبره عن مشاعرها تجاهه، ولكنها شعرت بالإهانة عندما تجاهل ما ترتديه لأجله..تجاهل دعوتها
وجرح كرامتها.. وأهان مشاعرها الوليدة..

هل مللت ياجواد ؟؟.. ألم أقولها لك قبلا .. لن اكون الزوجة التي تتمناها.. كنت اعلم انك لن تتحملني وتتحمل عجزي .. ربما رآيت من هي افضل مني .. بالطبع الجميع سيكونون افضل مني ..
ماذا تفعل ان لفظها من حياته وتخلى عنها هو الأخر .. هل ستتحمل ؟؟

جواد أصبح لها كل شيء الحبيب الصديق الزوج .. اصبحت تحبه تحب حنانه اهتمامه رعايته تدليله لها كل شيء يصدر منه اصبحت تعشقه لدرجة انها لن تستطيع العيش دونه .. لن تكون لحياتها قيمة ان تركها
………………..

وصل إلي البيت بحال افضل بعض الشيء ..
ذهابه لعمار ومواجهته معه وافراغ غضبه عليه قد أفاده كثيرا..
حين اتي إليها سابقا .. كان يغلي من الغضب
لاحظ ما كانت ترتديه ولكن مزاجه كان في أسوأ حال
الحقير عمار أثر عليه حتي انه حدثها بشكل فظ .. مؤكد حبيبته غاضبة منه .. ولن يتركها غاضبة .. سيراضيها ويعرف كيف يفعل!!!


وجدها جالسة بفراشها وترتدي منامة اخري وعادية ..وجهها غاصب وحاجبيها معقودين وتذم فمها وعيناها تنظر أمامها وتبدو شاردة
ألم تلحظ مجيئه بعد !!.. ام هي غاضبة لدرجة انها لاحظته وتتجاهله

نظر لها وابتسم بحنان .. واقترب ليجلس بجانبها
ثم احاط كتفيها بذراعه قائلا : حبيبتي زعلانة مني ؟
فأبعدت ذراعه عنها وأبتعدت عنه مسافة اخري.. ومازالت صامته!!

تيقن انها غاضبة وبشدة .. فأقترب منها ثانيا قائلا :

مهما زعلتي مني ماتبعديش.. لأن مهما بعدتي عني هقرب منك ..
مش هسيب اي مسافة تفصلنا عن بعض !!

صامتة لا تجيبه ولكنها تفكر ..لقد عاد.افضل مما تركها.. لما عاد لحنانه ورقته معها .. هو من يطلب منها ألا تبتعد .. ألم يتركها منذه قليل وهو يصرخ عليها دون ان تفعل له شيء .. ألم يتجاهل دعوتها وجرح كبريائها بمغادرته لها وللبيت ..
لم تعي ان دموعها تنزل بصمت علي وجنتيها .. إلا عندما احست بأصابعه تجفف دموعها برفق.. ثم ضمها إليه برفق مقبلا وجنتيها ومقدمة رأسها قائلا :

كل ده عشان زعقت واتعصبت عليكي شوية قبل ما اخرج ..
ثم قبل كفها المستكين بكفه مستأنفا حديثه :
يعني حبيبتي ماتتحملنيش لو اضايقت شويه واتعصب عليها !!
اجابته لاول مرة سريعا وبتلقائية:
أتحملك العمر كله لو كان مجرد غضب مش حاجة تانية ..

جواد وهو يملس علي وجنتها :
ايه بقي الحاجة التانية دي اللي ماتتحمليهاش ؟؟؟
لافندر بحزن : انك تمل مني وتسيبني .. انك تحس فجأة أني مش الزوجة أللي ترضيك وتندم انك اتجوزتني بعلتي دي وتتخلي عني ..

جواد ينظر لها بذهول مما وصل إليه عقلها الصغير .. هل بعض الغضب يجعلها تتصور انه بتلك الندالة والخسة !!.. هل تتصور أنه سيتركها يوما؟؟ هل مازالت لا تثق به وبحبه لها

الحمقاء مازالت لا تفهم او تعلم ماهي بالنسبة له !!

ربما آن الآوان ليجعلها تفهم وتتأكد انه لن يتركها او يتخلي عنها مادام بصدره نفس يتردد ..

اقترب منها وقد عزم ان يثبت لها بالفعل ماذا تكون هي له ..الليلة بالذات ..

ستكون لافندر زوجته.. قولا وفعلا!


تشعر بشيئا ما يداعب انفها .. تتململ يمينا ويسارا لتتفادي هذا الشيء المزعج لانفها
ثم تسرب صوته الخافت بأذنها : أصحي بقي ياكسولة !!

عاد وعيها دفعة واحدة .. انه جواد .. حبيبها .. وزوجها اخيرا
ما ان تذكرت ليلتهما سويا حتي خجلت بشدة وأختبئت بغطاء فراشها أكثر .. فلاحظ جواد المتأمل بها.. احمرار وجهها بعد ان فاقت

فمال علي اذنها قائلا بصوت خافت :

وشك احمر ليه ياحبيبتي .. انتي افتكرتي حاجة حصلت بينا أمبارح

لافندر بتلقائيه وسرعة وكأنها تنفي عنها تهمة ما :

لالا انا مش فاكرة حاجة خالص .. بص … انا اصلا لسة نايمة !!

واختفت بأكملها اسفل الغطاء ..

فأنفجر جواد ضاحكا علي براءتها وكذبها وخجلها منه ..
ثم سحبها من اسفل الغطاء فأختبئت بحضنه هو ودفنت وجهها بصدره يحاول ان يري وجهها فتختبيء منه اكثر..

ضمها ضاحكا أكثر وأشفق عليها من شدة الخجل..

ثم قال وهو يداعب خصلات شعرها :
في عروسة تكذب في صباحيتها؟.. انتي ماتعرفيش ان الكذب حرام؟

لافندر ببراءة : عارفة !!
جواد : طب بتكدبي ليه .. اهلك علموكي تكدبي علي جوزك كدة؟
زغدته لافندر بقبضتها علي صدره قائلة :

لو مابطلتش تكسفني والله هزعل منك ياجواد ..

جواد وهو يلتقط قبضتها ويقبلها : وانا مقدرش علي زعلك ياروح جواد وقلب جواد ..
ثم رفع وجهها لمرمي نظره قائلا :
انا بحبك اوي يا لافندر.. اوعي مهما حصل بينا تشكي ابدا اني مش بحبك او اني مش مرتاح معاكي او ممكن اتخلي عنك لحظة ..
حبي ليكي قوي لدرجة انتي لسة معرفتيهاش ..

انا حبيت روحك من قبل ما أقابلك ..

لافندر بتأثر : بجد ياجواد حبتني قبل ما تشوفني !!
ازاي ؟؟ يعني حلمت بيا قبل ما نتقابل ؟؟؟

جواد : لا ياعمري .. هو اه حلمت بيكي بعدين .. بس دي مش بداية حبي ليكي .. أنا حبيتك من صورتك .. شوفتك اول مرة وصورتك متعلقة بفاترينة !!!

اعتدلت لافندر بجلستها وقد شدها حديثه بشدة
فقرأ جواد دهشتها وتساؤلها .. فقص عليها كل ما حدث معه منذه ان رآي صورتها بفاترينة الاستوديو ..وانتظاره لها سنوات بيقين لا يعرف مصدره بلقائها.. وكيف كان إحساسه يوم رآها لاول مرة بفرحها هي وعمار .. وكيف ابتعد وتمني لهما السعادة …!!!

كانت تستمع إليه مذهولة .. أمعقول ان يعشقها احدا في هذا العالم بتلك الدرجة وهي لا تعلم عن عشقه شيء !!.. لهذا كانت تحلم به هو تحديدا عقب الحادث بأصعب فترة مرت بها .. الوحيد كان مصدر آمانها بأحلامها الخفية به و التي لم تقصها لأحد .. حتي هو لا يعلمها إلي الأن ..
يا الله .. هذا هو عشق الروح للروح .. هي أيضا تعلقت بروحه وصوته من قبل ان تراه .. لهذا أحساسها به مختلف
حين تصورت امس انه يمكن ان يتركها كادت تختنق .. جواد أصبح يمثل لها الهواء الذي تتنفسه .. هو حبيبها .. قدرها الجميل
هو كنز عمرها الحقيقي !!!
أحتضنته بشدة دون خجل باكية بكاء شكر لله علي نعمة هذا الزوج !!


لم يخفي عن عين خبيرة ومحبة مثل عين ام جواد
تلك التغيرات الحديثة بين أبنها وزوحته لافندر .. كانت تعلم عندما عادو من مرسي مطروح انهما لم يتزوجا بالفعل..
أما الان .. السعادة والألتحام الروحي بينهما يتجلي بشكل لا يصعب إدراكه .. كم هي سعيدة لأجلهما وتتمني لهما السعادة والذرية الصالحة
كما تمنت من الله ان يشفي زوجته لافندر ويعيد لها بصرها بقدرته تعالي الذي لا يعجزه شيئا في الأرض ولا في السماء
لن تكف عن الدعاء لها .. ولن يخذلها رب العالميين !!!


مضي سبعة اشهر علي زواجها هي وجواد .. كل يوم يمر عليها معه تعشقه اكثر واكثر .. كم هي محظوظة به ..
ولكنها حزينة لسفره بعيدا عنها .لأجل عمله ثلاثة اشهر .. طلب منها أن تمكث فترة غيابه مع والديه ..يخاف عليها ان تبقي وحيدة ..
……………………
ااااه يا جواد …كيف لها ان تتحمل بعده كل هذا الوقت ..
تحملي لافندر .. لا تعيقي تقدم زوجك بعمله .. ثلاثة اشهر ستمضي حتما .. وسيعود سالما غانما لأحضانك .. لا تكوني طفلة !!


يعني تفتكر ممكن توافق ياحاج انها تتعالج ؟؟

أبو جواد : باذن الله يا ام جواد .. انا حاسس أن ربنا هيمن عليها بالشفا .. صديقي شكرلي جدا في طبيب العيون ده وانه موفق جدا وعنده ضمير وشاطر .. عالج حالات صعبة كتير بتوفيق ربنا ..
هاخد لافندر عنده .. وربنا يقدم اللي فيه الخير ليها ..


ياريت ياعمي انا نفسي ربنا يشفيني عشان جواد .. مش عشاني ..
الاول كنت برفض حتي المحاولة لاني كنت كارهه حياتي .. انما دلوقتي جواد علمني احب الدنيا وأتمسك بالأمل وبيقيني وحسن ظني بالله .. انا هروح مع حضرتك للدكتور بس عندي رجاء من حضرتك

أبو جواد : قولي يابنتي وانا هنفذلك طلبك فورا لو في مقدرتي..

لافندر : بلاش جواد يعرف .. عشان لو ربنا شفاني . تكون مفاجأة
لما يرجع بالسلامة .. لو لاقدر الله ما اتعالجتش .. يبقي ما اتعلقش بامل ..
ابو جواد مملسا علي شعرها بحنو : حلاص يابنتي طلباتك اوامر .. انا هكون معاكي ومش هنعرف جواد .. وباذن الله ربنا مش هيخذلنا ابدا ..


لم يكن حديث الطبيب عن حالتها مبشرا بشكل كبير ..
قال كثيرا عن حالتها ولم تفهم منه سوي ان قرنية العين تأثرت من الحادث بشكل ليس بهين .. ولكن لا ينقطع الامل في الله قط..
هكذ اخبرها الطبيب ..كما قال أنه سيحاول محاولة ربما تفيد !!
عملية نسبة نجاحها ضعيف جدا .. ولكنه يظل أمل .. ولن نخسر شيئا
_______________:

تم تجميع مبلغ العملية بتيسير من الله .. نصفه حصلت عليه لافندر من ابيها الذي باع قطعة ارض هي ورثها من والدتها مع شقيقتها سما.. والنصف الاخر صمم أبو زوجها جواد التكفل به .. وقال لها انه من خير زوجها وحقه

تحدد موعد قريب جداا لإجراء العملية ..
الجميع يكثف الدعاء لها ليل نهار .. يوقنون ان الله لن يخذل أياديهم المددوة له يطلبون الشفاء لها ولكل مريض علي وجه الأرض .
………………..

تتحدث هي وزوجها جواد بأستمرار .. يطمئن عليها ويخبرها دائما عن شوقه لها .. وأنه يحاول العودة قريبا كي يراها ..
فكانت تدعو الله بقلبها ان تراه هي الأخري عندما يعود !!


امام غرفة العمليات .. الجميع ينتظر .. ويدعو من قلبه بشفائها

الحاج جمال : يارب اجبر بخاطر بنتي واشفيها ورجع نور عنيها تاني .. يارب ياقادر علي كل شيء ولا يعجزك شيء بالكون كله ..

سما : اللهم أمين .. بأذن الله ربنا هيفرحنا كلنا يا بابا .. واختي هتخف و ترجع تشوف .. والله قلبي بيقولي كدة ..

كريم : باذن الله ياحبيبتي ربنا هيطمنا عليها .. بس تعالي اقعدي شويه انتي في الشهر التامن ومش حمل الوقفة دي كلها ..
أم جواد مربته برفق علي كتف سما : اسمعي كلام جوزك يابنتي وروحي أقعدي عشان ماتتعبيش .. ربنا يطمنك ويطمنا ..

أبو جواد الذي يجلس يرتل القرآن حتي يهديء أعصابه المتوترة وهو ينتظر انتهاء العملية ..


ما ان انفرج باب غرفة العمليات وخرج الطبيب حتي هرع إليه الجميع مترقبين ما سيقوله لهم ..
الطبيب : العملية اتعملت بنجاح الحمد لله .. بس النتيجة هتظهر بعد اسبوع بالظبط .. الضمادة هتفضل علي عين المريضة .. وزي أنهاردة هتتشال ووقتها هنعرف النتيجة .. باذن الله خير ..


لم تتركها سما .. ظلت معها ولم يستطيع كريم الاعتراض ..هو يعلم مدي قلقها علي لافندر .. فتركها مع شقيقتها بعد ان اوصاها علي نفسها وجنينهما المرتقب وصوله بعد اقل من شهر ..
……………..
تفتكري هشوف تاني بكرة يا سما ؟؟؟
سما وهي تحتضن شقيقتها بحنان : باذن الله ياحبيبتي ربنا هيجبرنا كلنا وهنحتفل بيكي واحنا فرحانين علشانك .. قولي يارب

لافندر بأبتسامة : كله خير من رب العالمين يا سما .. ربنا كرمني كتير اوي .. كفاية رزقني بجواد .. انا ان كنت بتمني نظري يرجعلي .. ده بس عشان اشوفه .. نفسي اشوفه ياسما حتي لو بعدها اموت ويبقي اخر حاجة شافتها عيني !!
سما بانزعاج : بعد الشر عنك يا حبيبتي .. ليه بقي الكلام ده
باذن الله هتفتحي تاني وتشوفيه ياستي وتشبعي منه ..
………………..

الجميع ملتف حولها .. ينتظر نزع الضمادة عن عيناها .. كانت تتمني ان يكون جواد بجانبها .. ولكن عزائها الوحيد.. انها مافعلت كل هذا إلا كي تراه وتشبع عينيها من ملامحه.. جواد ..حبيبها وقطعة من روحها!!


خدعها بمعاد.وصوله .. اخبرها انه سيعود بعد 10 أيام
ولكن لم يمضي سوي 3 أيام .. حتي حجز تذكرة طيران للعودة إليها بأسرع وقت .. الشوق إليها يقتله .. لحبيبته لافندر ..
………………..
ماما .. بابا ..لافندر …. حبيبتي فينك !!
بحث عنهم بكل البيت فلم يجدهم.. جميعهم ليسوا بالبيت !!

ألتقط هاتفه ليتصل بأبيه ليعرف أين هما .
جواد : السلام عليكم ياحاج .. انتو فين كلكم البيت فاضي ولافندر فين
أبو جواد بدهشة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. انت رجعت أمتي يابني ..مش قلت فاضل علي معاد رجوعك أسبوع؟!

جواد بمشاكسة : حبيت أعملكم مفاجأة ياحاج.. شكلك مش مبسوط اني رجعت .. ألف وأرجع تاني ؟؟؟؟

أبو جواد ضاحكا : لا طبعا ياحبيب أبوك .. نورت كل الدنيا
جواد : طب انا كنت سايب معاكو حاجة كدة تخصني .. هي فين ؟
أبو جواد بمكر وهو يتصنع عدم الفهم ؟ حاجة أيه يا ابني .. فتشني!!
جواد : انت هتهرج ياحاج !!…… مراتي فين يا راجل ياكبارة ؟
ابو جواد وهو يجاري ابنه بمزاحه: خطفتها !!
جواد بذهول مصطنع : خطفتها ؟!! طب طلباتك أيه عشان ترجعهالي
ابو جواد : فكر انت بقي وشخلل جيبك …
جواد : لا انا عندي حل فعال اكتر .. لو ماجبتليش مراتي بعد دقايق
هخطف مراتك انت كمان يابرنس … انجز ياوالدي مراتي وحشتني هي فين ؟؟؟؟؟
ابو جواد : أختشي يا ياواد ومتنساش اني ابوك .. وان كان علي امك اخطفها هي اساسا هتفرح
عموما ياسيدي .. مراتك في بيتها بقالها يومين لوحدها .. وانا وامك شوية وهنرجع البيت .. روح بيتك بالسلامة لمراتك وبكرة عدي سلم علينا !..
جواد بقلق : ليه يابابا لافندر في بيتها لوحدها ؟؟ انا سبتها هنا عشان تاخدوا بالكم منها .. أيه خلاها تمشي ؟.. في حاجة حصلت ؟

ابو جواد قاصدا اللعب بأعصاب جواد :
هو في حاجة حصلت .. روح بيتك وانت هتعرف بنفسك !!!


حبيبها اتي مبكرا .. أخبرها أبو زوجها منذه قليل بقدومه إليها ..

تقف تمط قميصها وتهندمه وتتمم علي اكتمال زينتها
تنظر بمرآتها .. لا تصدق إلي الآن ان الله أكرمها بعودة البصر ونجحت العملية
الآن تستطيع ان تري حبيبها جواد وتشبع من رؤيته التي تمنتها اكثر من أي شيء أخر ..
منذه ان أستعادت بصرها وصممت ان تعود لشقتها .. راحت تتأملها وتتذكر كل خطوة علمها جواد لها.. وكل ذكري له معها وهو يطعمها ويدللها .. لاحظت قطع الاساس الخالية من اي زجاج .. اخبرتها ذات مرة ام جواد بهذا .. حبيبها وفارسها كان يخاف عليها ويراعيها بشدة .. فكر بكل شيء يكون آمان بالنسبة لها و يخدم راحتها ..

تري ماذا سيكون وقع المفاجأة عليه .. طلبت من الجميع عدم إخباره
هي لحظتهم الخاصة جدا .. وستظل بينهم ذكري لأعوام قادمة
………………..
وصل إلي مسامعها صوت تكة مفتاح شقتها .. حبيبها اتي .. يالله رفقا بقلبي ماذا افعل حين اراه ..!!!

جواد : لافندر …. حبيبتي انتي فين .. انا جيت .
دلف إلي حجرة نومه .. فوجدها تقف بقرب فراشها ترتدي قميصا يسلب العقل توقع ان يكون ابيه اخبارها بوصوله فاستعدت حبيبته له

اقترب منها بشوق وهو يتأملها .. ثم احاط وجهها بكفيه قائلا : وحشتيني يانور عيني .. كنت هتجنن عليكي .. طمنيني انتي كويسة ؟

تنظر له .. فقط تتأمل بملامحه .. عيناه بنية صافيه بنفس لون شعره البني وبشرته القمحيه .. ذراعيه كتفه العريضة قامته الطويلة.. كل تفاصيله التي تمنت ان تراها بعينيها .. هي تراه الان .. تري حبيبها .. كم احبته اكثر .. وسيم بل اجمل رجال العالم بنظرها ..

الرؤية بدأت تغيم وتوشوش أمامها .. دموعها اللعينة تحجب رؤيته
مدت كفيها لتحيط وجهه لتتاكد انها لا تحلم .. هي تراه حقا ..
حبيبها جواد !!!

شيئا غريبا بعينيها ونظرتها إليه .. خيل له انها تنظر لعينيه مباشرا وكأنها تراه .. تتأمله وكأنها تتعرف علي ملامحه ..
اه يا جواد .. أصبحت تهذي .. ليتها تراني حقا !!!

جواد : مالك يا لافندر .. فيكي حاجة متغيرة ..
ثم راح يجفف دموعها بيدها قائلا : فيه حاحة حصلت من ماما وبابا وضايقتك ؟؟ ليه جيتي هنا لوحدك ؟

فوجئ بأرتمائها بحضنه وبصوت بكائها وهي تتشبث به اكثر وكأنها لا تصدق انه اتي إليها
جواد وهو يشدد بضمها : حبيبتي اهدي عشان خاطري وبلاش تبكي كدة وتزعليني .. عارف اني وحشتك وغبت عليكي .. بس والله غصب عني

لافندر وهي ترفع وجهها إليه وتنظر لعينه قائلة :
أيه اكتر حاجة بتتمناها ياجواد .. حاجة تتمني تحصل معايا

جواد متأملا أياها وخاصا عينيها التي تنظر له .. يشعر انها تراه ولكن عقله يكذب .. حبيبته للأسف لاتستطيع ان تراه .. ربما خياله مايترجم نظرتها خطأ بانها تري عينيه .. ياليتها تراه .. لن يستطيع ان يقول انها امنيته .. حتي لا يحزنها .. يكفيه انه هو يرها .. ويريها العالم بعينه ..

كانت تعلم انه لن يقول امنيته حتي لا يحزنها علي حالها ..

باغتته لافندر قائلة : نفسك ارجع اشوف بعيني تاني ؟؟؟؟

سؤالها مع نظرتها الجديدة عليه يشلو تفكيره وردة فعله .. يتأملها بدهشة وقلق .. لا يعرف ماذا يقول لها .. بالطبع يتمني ان يعود بصرها لاجلها اولا .. هي بعينه لا ينقصها شيء .. يعشقها هكذا ..

لافندر وهي تقرأ حيرته وشكه وقلقه ..
قالت لتريحه .. فآن الآوان ان تري رد فعل حبيبها لرؤيتها مجددا

رفعت أصابعها وتحسست عينيه ثم مررتها علي سائر وجهه قائلة :

عيونك تشبه عيون والدك ونفس لون بشرته ولون شعره .. ثم مررت يدها تتحسس كتفه وذراعيه..
نفس طوله كمان .. انت كلك تشبه والدك .. حبيبي وسيم ..

يحاول الأستيعاب .. يبذل كل جهده ليظل هادئا ويستوعب.. هل لافندر وصفت له ملامحه الأن ؟!!! لافندر تراه ؟؟؟ أمعقول هذا !!!
افق ياجواد .. انت تحلم .. او ربما سألت عنك والدك فاخبرها بدقة عن ملامحك وهيئتك .. نعم هذا تفسير منطقي جدا …

جواد محاولا التماسك : انتي سألتي بابا عني وعن شكلي صح ؟؟

لافندر وهي تبتعد عنه خطوتين وتنظر لما يرتدي قائلة:

قميصك الاخضر جميل اوي عليك.. زي لون قلبك ياحبيبي..

أتسعت مقلتيه بصدمة ..

بعد ما قالت ووصفها لقميصه .. لا مجال للشك او التخمين ..هي تراه حقا ولا يخيل له كما ظن !!

ألتقط رأسها بين كفيه فجأة يتأمل عينيها بذهول ..

انتي شايفاني يا لافندر .. بجد شايفاني دلوقتي .. انا مش مصدق عنية
عمال اكدب نفسي من وقت ماشوفتك انك متغيرة بس خوفت اطاوع خيالي واللي عيني شايفاه ..

ثم بدأت دموعه تنزل بغزارة .. فلم يعد.يستطيع كبح دموعه وأندهاشه
لافندر تراه اخيرا تحققت أمنيته وأستجاب الله لدعائه..

احتضنها وراح يقبل عينيها مرارا وتكرارا لا يصدق ان تلك العينان تراه اخيرا .. ثم حملها وراح يدور بها باكيا غير مصدق مذهولا متفاجيء
مشاعر شتي تتملكه بتلك اللحظة !!


بعد 7 سنوات ..
………………..
يا ليلة العيد أنستينا و جددت الأمل فينا يا ليلة العيد
هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا و قلنا السعد حا يجينا
على قدومك يا ليلة العيد


كريم : سوما .. سومااااااا انتي فين !!
سما بصوت عالي : انا هنا ياكيمو مع الولاد
ذهب كريم اليهم .. فرآي سما تمشط شعر مريم وتصنع لها ضفيرة كبيرة… بينما رامي مندمج بأحدي الالعاب علي الآيباد الخاص به..

كريم وهو ينظر لهم نظرة حنان وسعادة ويتذكر يوم ان رزقه الله من سبع سنوات برامي اول فرحتهما والذي يشبه والدته سما كثيرا
حتي ان كريم شاكسها بوقتها قائلا :
شوفتي بحبك ازاي أبننا جه شبهك انتي !!
ثم ابتسم عندما نظر إلي مريم أبنته الاصغر (4 اعوام )..والتي اتت تشبه هو تلك المرة فتذكر كيف اخبرته سما مداعبة انها هي التي تحبه اكثر فأبنتهم جاءت نسخة من كريم ..
قاطع شروده ابنه رامي قائلا : بابا .. انا عايز اروح عند عمو جواد وطنط لافي..عشان نلعب مع جانا وعاصم ..
سما ضاحكة : هيجنني من الصبح ياكريم عشان يروح عندهم
قولتلو ما احنا هنتقابل كلنا بصلاة العيد مافيش فايدة

كريم وهو يحمل رامي ويقبله : حبيب بابا كلنا هنروح مع بعص ..

فأنزعجت مريم لحمل كريم لأخيها رامي دونها ..
فهرولت إليه تمسك بنطاله قائلة بطفولة :
شيل مريم يا بابي انا حبيبتك بس ..

ضحكت سما لغيرة ابنتها علي ابيها..ثم جثي كريم علي ركبته وهو يحمل رامي واخذ مريم باحضانه قائلا:
مريم دي روح وعقل بابي كمان .. انتي واخوكي نور عيني
سما : احم أحم … واحنا يا باشا مالناش نصيب في الحب ده

كريم بحب : انتي الأصل يا روح قلب الباشا ..

اخرج من جيب بنطاله شيكولاته لأولاده الذين ألتهو بها وابتعدوا .

ألتقط سما بين أحضانه قائلا :
كل عام وانتي بخير يا حبيبة قلبي يا أحلي حاجة في حياتي كلها
سما وهي تحيط عنقه بذراعيها قائلة بدلال:
وانت بالصحة والسلامة ياحبيبي .. وربنا ما يحرمنا منك ابدا ياكيمو ..
كريم بمكر : طب كيمو مالوش كدة حاجة حلوة في ليلة العيد
ولا كل الاهتمام بولادك وأبوهم المسكين لأ..
سما وهي تشب بقدميها لتقبله بوجنته قائلة :
الدلع كله والحب كله ليك انت يا أحلي كيمو في العالم كله ..
كريم وهو يحمل سما بشكل مفاجيء قائلا :
طب تعالي نناقش موضوع الحب والدلع ده بشكل مستفيض اكتر
سما بخجل : اعقل ياكيمو العيال برة
كريم : العيال غرقانين في الشيكولاتة يا حياتي .. خلي ابوهم المسكين ياخد عديته من الشيكولاتة البيضا حبيبته ..


تيتا : وانا عايز حتة عجين كبيرة زي جانا ألعب بيها..
ام جواد بحنو وهي تطالع حفيدها عاصم ابن 6 اعوام
خد ياقلب تيتا حتة كبيرة عشان خاطر عيونك ..

جواد :
هيخلصولك العجين في اللعب يا ام جواد دول ولادي وانا عارفهم
ام جواد ضاحكة بحنان : خليهم يلعبو ويخلصوا انا راضية
لافندر التي تجلس بجوار ام زوجها وتطبع وحدات البيتيفور بأستخدام الماكينة المخصصة كما علمتها ام جواد .. قائلة لزوجها :

والله لسه قايلة كدة ياجواد.وردت عليا نفس الرد ..

ام جواد : دول حبايب جدتهم طول ماهما عندي اللي يطلبوا يعملوا انما في بيوتكم انتوا احرار معاهم ..
ثم تذكرت احفادها الاخرين من ابنتها نهي قائلة:
كان نفسي نهي وولادها كمان ينزلو ويعيدوا وسطينا زي كل سنة
جواد مربتا علي كتفها : معلش يا امي .. تتعوض السنة الجاية اكيد عندها ظروف هي وجوزها ..يمكن حب انها وولادهم يعيدو معاه المرة دي هناك .. ربنا يرجعهم بالسلامة

ابو جواد الذي اتي للتو : يا جماعة مش هتخلصو بقي عشان ترتاحو شوية قبل صلاة العيد ..
لافندر : خلاص ياعمو .. احنا اصلا خلصنا تقريبا .. وانا هقوم احمي الولاد عشان يناموا شوية قبل ما يجوا ولاد خالتهم علي صلاة العيد
وهيبقي البيت ملعب ..
ضحك جواد قائلا :
اه والله اما بيتجمعوا البيت بيقلب نادي كمان وحياتك
ابو جواد :
يارب دايما متجمعين ومانتحرمش من لمتكم حوالينا ابدا يا ابني …
ام جواد : اللهم امين .. ويحفظك لينا ياحاج ..
ابو جواد : اللهم امين ومايحرمناش منك ياحاجة..

ثم تذكر أبو جواد شيئا فقال :
صحيح يا لافندر اتصلتي علي والدك و خالد اخوكي عشان يجوا يصلوا معانا و يفطروا بعد صلاة العيد ؟؟؟

اجابه جواد.قبل لافندر قائلا : انا كلمتهم يا بابا وأكدت عليهم يجوا.. وخصوصا خالد هددته لو ماجاش وكمان عمل حساب العيدية بتاعة ولادي هموتوا .
ضحكت لافندر قائلة : حرام عليك اللي بتعملو في اخويا ده
انا ماصدقت رجعلنا تاني وبقي عايش مع بابا وبقينا نشوفه
ام جواد : ربنا مايحرمكم من بعض يابنتي ..خالد ده شاب مافيش منه ربنا يوفقه ويفرحنا بيه ..


خالو جه .. خالو جه

خالد وهو يتلقفهم جميعهم بأحضانه..

حبايب خالو انتم .. فين البوسة الكبيرة بتاعة خالو عشان العيد
انقض عليه عاصم ورامي متعلقين به يقبلانه بتحدي بينهم .. من سيقبله قبل الأخر

خالد ضاحكا : براحة ياوحش انت وهو هتخنقوني ههههههه
ثم جثي بركبتيه ليحتضن جانا الصغيرة أبنة الثلاث اعوام وايضا مريم ابنة الاربع اعوام .. قائلا
تعالو يابرنسيسات خالكم .. وحشتوني يامزز..

كريم : يا ابني ابوس ايدك بلاش الكلام ده مزز ايه .. بذمتك في دكتور صيدلي قرب يتخرج يقول الكلام ده والألفاظ دي؟؟
خالد : هي مزز بقيت ألفاظ ياجوز اختي ؟؟والله انت راجل طيب اوي !
سما مهرولة ما ان رآت خالد شقيقها واخذته بحضن حاني قائلة:

خلودي حبيب قلبي .. جيت امتي ياغالي ..
خالد وهو يحتضنها مربتا علي ظهرها : لسة حالا ياسوما ..
عاملة ايه وحشاني اوي .. بس ايه يابت الحلاوة دي كلها

كريم وهو يرمقه بغيظ : بت في عينك .. اسمها سما يا…..
ثم قام بتقليد سما قائلا بسخرية : ياخلودي ..!!
خالد : نفسي اعرف جوزك حاططني في دماغه كأننا ضراير ليه
سما ضاحكة : بيهزر ياحبيبي بيهزر..


بعد اداء صلاة العيد …

ألتف الجميع حول مائدة كبيرة تضم الجميع وامامهم ما لذ وطاب

لافندر : امال بابا فين ياخالد ماجاش ليه معاك ..
خالد : جاي بعد شوية قال هيحصلني .. عشان واحد صاحبة تعب فراح يزوره ويطمن عليه وجاي علي هنا

أم جواد : طب مد ايدك ياحبيبي احنا عاملين كل الاصناف اللي بتحبها
جواد : ايوة ياعم مين قدك .. ام جواد بنفسها مهتمة بيك وبتأكلك..
خالد وهو يلتقط كف ام جواد مقبلا اياها قائلا بصدق :
ربنا مايحرمنا منك ابدا .. حضرتك اللي عوضتيني غياب امي الله يرحمها .. مهما عملت مش هوفيكي حقك عليا
ام جواد مربته علي رأسه : انت زي ابني الصغير ياخالد ومعزتك من معزة جواد ونهي

لافندر : وانا ياخلودي ؟؟نسيت انك كنت دايما تقولي اني ماما الصغيرة
سما بمزاح : وانا كمان ماما .. ده انا ياما غيرتلك البامبرز ياواد
خالد : يادي الفضايح .. انا هلاقيها منك ولا من جوزك
جواد : يابني كريم ده نسمة!!
خالد : مين ده اللي نسمة ؟؟؟؟؟
كريم : انا !!… مش عاجبك ؟؟ اه نسمة وبلسم كمان
خالد : بلسم دوف ولا صانسيلك ???
كريم: انت بتتريق ؟؟طب والله لافضحك واكشفك قدامهم
خالد : ليه يعني .. انا سمعتي فلة ومعنديش ماضي ?

كريم : والله انا ما عارف انت ازاي في كلية صيدلة وبالظرافة دي كلها
عموما انا هستر عليك عشان انت خال عيالي بس

خالد : أصيل يا ابو رامي .. ده العشم بردو ياكبير ..


تشعر بلمسات حانية رقيقة متتابعة فوق جفنيها جعلتها تتململ بنومتها
قبلات اعتادت عليها من زوجها جواد منذه أن عاد إليها بصرها منذه أعوام وهو يقبل عيناها بكل صباح ..حامدا شاكرا الله علي شفائها ..

كم هي محظوظة به .. جواد هو فرحة عمرها ونصيبها الجميل
ماذا فعلت ياجواد لأستحق أنسان برقتك ونقاء قلبك ..

فتحت عيناها تنظر له بحب ثم قالت :

هتفضل لحد امتي تبوس عنيه كل يوم الصبح..

جواد مملسا علي وجنتيها : لحد اخر يوم في عمري
رجوع بصرك تاني وانك تشوفيني وتتحقق امنيتي ..
دي حاجة تستحق الشكر كل يوم وكل صباح يعدي عليا
ثم قبل عيناها مرة أخري مستأنفا حديثه:
عنيكي دي في يوم من الايام وقفت قصادها أتأملها في صورة وانا مبهور من جمالها وسحرها .. روحي عرفتك منها كأني شوفتك قبل كدة
مع انها كانت اول مرة في حياتي اشوف صورتك وقتها..

بس آسرتني واسرة روحي وعقلي .. فضلت سنين احبك واستناكي وانا معرفش عنك اي حاجة .. مجرد احساس انك اتخلقتي ليا و عشاني

لافندر معتدلة لتحيط وجهه بكفيها قائلة :

روحك وروحي كان بينهم اتصال من قبل مانتقابل ونحب بعض..ربنا كان مقدرنا لبعض من زمان، انت توأم روحي وهدية ربنا اللي هفضل اشكره عليها طول عمري..!

روحك عرفتني من صورة في فاترينة..!
وروحي عرفتك من صوتك في أحلامي ..!
كنت النور وسط العتمة، والأمان وسط خوفي ووحدتي!

انا وانت اتأسرنا برباط واحد. وقيد واحد..!
اسمه الروح!

………………….

تمت بحمد الله

 

error: