أسير صورتها

 

الفصل التاسع

صباح اليوم الثاني لزفاف جواد ولافندر ..

أستقبل جواد والديه ونهي وتلقي مباركتهم له هو وزوجته لافندر .. وايضا اتي كريم بصحبة زوجته ووالدها للاطمئنان علي لافندر والمباركة لها ..
استعدا جواد ولافندر للسفر سويا لقضاء أسبوعين بمرسي مطروح بالشاليه الذي قدمه له مديره بالعمل ليقضي اول اسبوعين مع زوجته هناك
فموقعه هاديء ومناسب جدا لصحبتهما سويا …
هذه ثاني مرة يذهب لنفس المكان .. ولكن شتان بين المرتين .. عندما ذهب بمفرده كان حزينا مكسور القلب فاقد الأمل بنيل السعادة يوما ..
ولكن اليوم يذهب بصحبة حبيبته وزوجته لافندر ..


المكان هنا هيعجبك جدا ياحبيبتي .. هادي وهتاخدي راحتك فيه ..
هكذا أخبرها جواد وهو يضع حقائبهم ارضا داخل الشاليه..

لافندر : طب ممكن اقعد علي البحر ؟؟؟
جواد : طبعا يا قلبي .. بس ارتاحي شوية من السفر الأول..
……………….
نظم لها جواد جلسة رائعة بقلب البحر .. حيث أحضر طاولة صغيرة ومقعدين وغرزهم برمال الشاطي بوسط المياه
وأعد عشاء مميز لهما ..ثم احضرها واجلسها بأحد المقاعد
وما ان جلست حتي شعرت بالمياه الباردة تداعب قدميها فضحكت بسعادة بالغة..

قائلة : الله ياجواد القاعدة دي تحفة .. مبسوطة اوي اني قاعدة في قلب البحر وحاسة بالمية حواليا وشامة ريحتها.. ماتتصورش ازاي كنت محتاجة الجو ده

جواد مقبلا وجنتها وقد حصل علي مكافئته عندما ضحكت وتجلت السعادة علي وجهها الرقيق : ربنا يقدرني واسعدك دايما يا روح جواد.

ولسة هتتبسطي اكتر اما ننزل الميه وقت الشروق ..

لافندر بأبتسامة لم تفارقها : بس انا مش بعرف اعوم واخاف أغرق ..

جواد قائلا وهو محيطا كتفيها بذراعه : تغرقي وانتي معايا بردو
امال انا روحت فين .. هبقي معاكي ياعمري وهعلمك كمان العوم ..

لافندر : عوم ؟؟؟ لا انسي بقولك بخاف جدا .. وخصوصا وانا ……….
جواد بحنو : حبيبة قلبي متخافيش .. كل حاحة ماتعرفيهاش هعلمهالك .. وقلتلك انا معاكي مش هخلي حاحة وحشة تحصلك ابدا

ثم اخذ يصف لها المكان حولهما بوصف دقيق.. كما وصف لها أصناف الطعام الموضوعة علي الطاولة .. حتي باقة الورد التي بجانب الطعام أمامها ..لم يهمل أي تفصيلة حتي يجعلها تتخيل كل شيء وكأنها تراه .
وحاول ايضا أن يجعلها تصل بمفردها لأطباق الطعام بعد ان أمسك يدها لتتحسس بنفسها الاطباق ..وبالفعل استطاعت ان تأكل بعد ان غذي عقلها وخيالها بموقع كل طبق امامها .. أحست بسعادة غير طبيعية لأستطاعتها تناول طعامها دون الاعتماد علية .. حقا هو يدللها وأصبح يسعدها هذا الشعور .. ولكن شعور مختلف ومبهج ان تعتمد علي ذاتها .. شعرت بالثقةو الأمل ان ربما الحياة ليست بهذا السوء وتلك الصعوبة التي تخيلتها من قبل.. جواد يغير مفاهيمها عن الحياة بشكل اسرع مما توقعت .. ويقربها إليه رويدا رويدا دون ان تدري ..

فقد اصبحت لا تشعر بنفس الخجل والخوف والرهبة منه .. رغم انه مر علي زواجهما يومان لا اكثر ولكن حدث بهما الكثير .. حنانه أهتمامه عاطفته القوية وصوته الذي يعطيها سكينة وراحة شديدة … هي باتت تطمئن لهذا الرجل وتشعر بالامان معه.

تماما كما كانت تشعر حين يأتيها صوته بحلم كل ليلة ..
وللعجب انها لم تحلم بهذا الحلم امس.. وكأن ظلمتها لم تعد تخيفها .. وصوته أصبح واقعا لديها لا مجرد حلم ..


بعد قضاء تلك الامسية الاولي معا بهذا الشاليه المنعزل .. عاد بها جواد لينالو قسطا من الراحة .. حتي يبدئا يومهما بنشاط وراحة .. هو يحاول ان يجعلها تعيش اشياء لم تجربها من قبل .. سأل عنها سما وعرف كل ما تحبه حتي التسالي التي تفضلها عندما تشاهد شيء تحبه.. كل شيء يخصها سأل عنه..
…………………………….

بجد ياجواد سهرة جميلة وكان نفسي فيها .. بجد بشكرك من قلبي ..

جواد وهو يقترب منها ومحيطا خصرها بذراعيه :

في طريقة كويسة اوي ممكن تشكريني بيها علي فكرة..

لافندر مبتعدة قائلة لتبعد أنتباهه عنها : انا جعانة !!

جواد بذهول : نعم ؟؟؟؟؟…والوليمة اللي اكلتيها علي البحر دي راحت فين !!

لافندر بتذمر : ياسيدي نفسي اتفتحت وجوعت … خسارة فيا ؟؟؟؟

جواد بمزاح مقلدا فيلم الزوجة الثانية : لا .. خسارة ليا !!

ضحكت لافندر لتقليده ضحكة صافية صادقة .. هي تشعر بالسعادة
شتان بين ما كانت تشعر بيه من قلق وخوف ورهبة .. وبين الآن ..

تغمرها الطمأنينة والراحة والسعادة وأزدات ثقتها بنفسها وبأن الحياة ليست سيئة .. جواد يلون لها الحياة .يتغلل داخلها بشكل غريب كأنه ساحر ..

كم تمنت الأن ان تكون تملت من ملامحه جيدا.. بالمرة الوحيدة التي رآته بها ..تري كيف شكله لا تتذكر أي تفصيلة لملامحه ؟؟
ما أستطاعت معرفته أنه طويل القامة وذو جسد متين وقوي .. تشعر بهذا عندما يحتضنها تختفي بداخله كأنها طفلة ..

حمدا لك يا الله .. رزقتني بزوج مثله يعينني علي تقبل علتي.. ويساعدني ان أحيا كباقي البشر المعافيين .. كنت أظن ان الحياة ستقف بي وأعيش بظلمتي وحيدة ..

ما أرحمك بعبادك يا أرحم الراحمين !!!!!


حبيبتي يلا قومي بقي عشان نلحق الشروق ..
لافندر وهي تتململ بفراشها بوعي مازال غائب :

بس بقي ياسما سيبيني انام ..!!

جواد وأصابعه تتغلغل بخصلات شعرها المتناثرة علي وسادتها :

مافيش سما .. في جواد بس ..

ثم جذبها إليه حتي صار وجهها قريبا من صدره .. فتحسس وجنتها برفق حتي تفيق .. أستغل غفوتها وراح يتأملها .. كم هي جميلة ناعمة صافيه وشعرها شديد السواد والنعومة .. حبيبته ملاك ..
لم يستطع ان يقاوم سحرها وهي بتلك الحالة فقبل وجنتها وهو يناديها بخفوت حتي تستجيب ولكنها مازالت غافية .. ابتسم بحنان .. فزوجته علي مايبدو نومها ثقيل جدا..

يود لو يستغل حالتها تلك ويقبل كل إنش بوجهها .. فهو يحاول السيطرة علي رغبته فيها وشوقه إليها يؤرقه حقا .. ولكنه لن يخلف وعده معها .. هو يريدها بإرادتها بعد ان تكون تخلصت من خوفها وشعرت بحبه ووثقت به واطمئنت له… ويتمني ان تبادله مشاعره ويسمع منها ما يسر قلبه العاشق لها !!!


ينتفض جسدها من برودة المياه التي تغمرها وجواد يسحبها برفق داخل البحر .. وكلما تعمق بها اكثر كلما احست بدفيء يتسرب الي جسدها بفعل المياه بعد ان اختفت برودتها تماما واصبحت دافئةو رائعة ومنعشة وممتعة حقا .. تحيط عنقه بذراعيها حتي تطمئن .. وهو يحيط خصرها بأحدي ذراعيه وبالاخري يجدف بها ..
وقف بعد.ان تعمق قليلا داخل مياه البحر قائلا :
ايه رايك بقي في نزول البحر في الوقت ده .. ممتع صح ؟؟

لافندر بحماس وسعادة : جدا جدا …. رغم اني خايفة شوية بس مطمنة انك ماسكني ..

ثم قالت بعفوية : أوعي تسيبني ياجواد احسن اغرق ..

جواد محتضنا اياها وناظرا بعينيها بحنان وصدق .:
عمري ماهسيبك ابدا .. ومستحيل تتعرضي لأي أذي وانتي معايا ..
حياتي كلها فداكي ..يانور عين جواد ..

ابتسمت بخجل .. هو لا يكف عن مصارحتها بحبه ودعمه لها ..سخي هو بمشاعره ورقته معها ورفقه بها .. لا تجد سوي الصمت ولكن بداخلها تطير فرحا .. مشاعرها الوليدة ترتوي بحنانه وحبه وأهمامه الشديد بها .. قاطع افكارها قائلا :
عايزك تسيبي نفسك خالص هخليكي تنامي علي وش المية هتحسي بمتعة كبيرة والمية شايلاكي ..
رفع جسدها بذراعيه حتي تحملها المياه .. وأمرها ان تهدأ وتسترخي تماما حتي تحملها المياه دون ان تسقط ..ثم حاول ان يسحب يده من اسفل ظهرها وقدميها ولكنها خافت وتشبثت به اكثر قائلة

لا خليك ماسكني ياجواد كدة هغرق ..
جواد بضحكة قصيرة : بطلي جبن بقا ومتخافيش .. هتغرقي ازاي وانا معاكي مش مالي عينك انا ولا أيه .. استرخي وانا جمبك اهو مش هسيبك .. ماتحرميش نفسك انك تجربي حاجات هتسعدك ..

وراحت تحاول الاسترخاء كما أمرها .. كانت تشعر بيده اسفل ظهرها فأطمئنت أنه يحملها حقا لما تخاف اذا .. تركت جسدها والمياه تتحرك بها برفق ونعومة .. يا الله أحساس جميل ممتع و تجربة رائعة كما اخبارها جواد .. فردت ذراعيها فوق الماء وابتسمت قائلة ..

كان عندك حق ..شعور عمري ماحسيته قبل كدة .. رائع..
جواد بصوت حاني : يعني دلوقتي مش خايفة من المية.. وبقي عندك ثقة انها مش هنأذيكي
لافندر : مش خايفة .. بس مش بسبب ثقتي في المية
بسبب ثقتي فيك انت .. انك مش هتسيبها تغرقني ..!!

جواد بصوت خافت مقتربا من اذنها :
بتقولي كلام خطير .. وردي عليه ممكن يكون أخطر !!

ثم قبل عنقها قائلا : علي فكرة .. انا ساحب أيدي من تحت ضهرك والمية هي اللي شايلاكي ..

ما أن أستوعبت انها بمفردها فوق الماء حتي ارتعبت وزال استرخائها وسقط.جسدها ورأسها بالماء .. فرفعها بذراعه ضاحكا عليها ..

فتعلقت بعنقه قائلة بغضب : كدة بردو تسيبني اغرق .. هو ده وعدك ..

جواد محاولا السيطرة علي ضحكاته : لو ماكنتش قولتلك كنتي فضلتي نايمة فوق المية لوحدك .. بس انتي جبانة وخوفتي ..

لافندر وهي تضربه بصدره : انت خدعتني .. خلاص طلعني من المية مش عايزة منك حاحة
جواد :
لا مش هنطلع ألا اما نلعب ونغطس شوية .. يلا خدي نفس واكتميه
لافندر بعند : لا ……. جواد مهددا : ماشي هغطسك كدة لحد ماتشربي مية البحر كلها .. واوهمها انه يسقطها بالمياه ..
فقالت متراجعة :
طب استني الله يخليك ..أووووف منك .. ده انت انسان رخم !!

جواد مشاكسا: وكمان بتطولي لسانك علي جوزك .. طب تعالي بقا !!
وقام بإنزال رأسها غصبا بالماء ثواني فقط ثم رفعها ثانيا

احست ان المياة تخترق عينيها وفمها وأنفها وحلقها .. وضاق تنفسها
وما أن أطلق صراحها ورفع وجهها فوق سطح الماء حتي سعلت بشدة وهي تطرد المياة من فمها وتتشبث به اكثر ..
فقال : هتسمعي اللي اقولك ولا اعاقبك تاني ؟؟؟؟
لافندر وهي توميء برأسها بالإيجاب ومازالت تلتفط انفاسها وتسعل :
هسمع هسمع …

جواد :طب يلا اهدي كدة وخدي نفس جامد واكتميه . وانا هغطس بيكي تحت المية واما تحسي انك خلاص محتاجة تتنفسي اضغطي علي ايدي وانا هطلعك فورا ..

اخذت نفسا طويلا واحتبسته برئتيها ..فانزلها جواد برفق تحت سطح الماء ..ثم امسك خصرها وراح يدور بها ويحركها تحت المياه يمينا ويسارا والمياه تداعبها ..

فأعجبها ما يفعل كثيرا حتي انها دون ان تشعر فردت ذراعيها عن اخرهما مسترخية وهو يدور بها مستمتعة بشدة .. ولكن انفاسها تستغيث فاضطرت للضغط علي يده .. فرفعها ثانيا من قلب المياة لتلقط انفاسها

جواد : ايه رايك .. عجبتك الحركة دي ..
لافندر : جدا جدا جدا .. وما كنتش خايفة
جواد : ولسة لما هتتعلمي تعومي لوحدك هتستمتعي وتتجرأي اكتر بكتير..
لافندر : تفتكر ممكن اتعلم اعوم لوحدي فعلا ..
جواد : كل حاجة ممكن تتعلميها لو عندك إرادة انك تتعلمي ..
لافندر : بس عجزي هو اللي بيخوفني .. مش اني ماعنديش إرادة ..
جواد بنفي : غلط يا لافندر .. العجز هنا .. واشار بيده علي رأسها ..

ناس كتير جدا ربنا ابتلاهم بإعاقات جسدية سواء اتخلقو بيها أو حصلت بعد كدة .. ومع ذلك مافيش حاحة بتمنعهم انهم يطوروا نفسهم وقدراتهم ويكتسبوا مهارات مختلفة .. المعافيين نفسهم بيفشلو فيها
خلي دايما عندك ثقة في نفسك وفي قدراتك ..

لافندر بتلقائية ولم تعي معني ما تقوله :
ثقتي دلوقتي بستمدها من دعمك ليا .. انت قوتي وسندي بعد.ربنا !!

جواد مقتربا منها أكثر : مش بقولك بقيتي تقولي كلام خطير ..

وردي عليكي ممكن يكون أخطر !!!!


باغتها بالتقاط فرشاة الشعر من يدها.. فأعترضت وحاولت أن تاخذها ولكن لم تستطيع .. استغل هو هذا وصمم ان يمشط لها شعرها بنفسه .. وأخبرها أنها كانت أمنيه لديه ويريد تحقيقها ..

جواد يتعامل معها وكأنها طفلته احيانا لا زوجته .. يهتم بكل مايخصها ويشاركها كل شيء تفعله .. كما يداعب انوثتها بغزله وإطراءه لها وأفصاحه الدائم بحبه لها وانها أغلي ما لديه ..

ماذا فعلت بحياتها لتستحق انسانا كجواد … ان كان هو مكافئة محنتها من رب العالمين .. فسعيدة هي بمحنتها وابتلاءها وتشكر الله ان جازاها بجواد

تذكرت إطعامه لها رغم انه علمها ان تأكل بمفردها ان تصادف وجودها مع أخريين .. ومع هذا يطعمها بيديه وبمكر يقبل وجنتيها بكل مرة ويقول لها هذه مكافئتك لانك تركتيني اطعمك ..

وحين هاتفها ابيها وسألها عن أحوالها ..

فتفاجأت هي نفسها بردها التلقائي .. انا في الجنة يا بابا..

ثم خجلت كثيرا لقولها .. ربما يفهم ابيها مقصدها خطئا …

مازالت هي جواد زوجين علي الورق .. هو يحافظ علي وعده لها ..
اما هي فتغيرت كل مشاعرها وتبدلت ..

يقترب من قلبها بسرعة غير معقولة .. لدرجة انها بدأت تسأل نفسها
هل احببت عمار يوما ؟؟؟ هل احببت من الاساس قبل جواد ؟؟؟

يا ويلي .. وكأني أعترفي اني …….. أحبك يا جواد !!!!


مضت أجازة جواد سريعا .. وعليه العودة وممارسة عمله ..
كان سعيد جدا بقربه واعتناءه بحبيبته لافندر .. التي حاول ان يقترب منها بشتي الطرق ويقتحم عالمها ويشعرها بحبه لها ..

حبيبته باتت تشعر بالطمأنينة معه والثقة به ..
اصبح يمثل لها الامان .. وكم اسعده هذا بشكل لا يوصف ..
_____________.

رائحة شهية تملأ منزل أبو جواد .. فتتبع الرائحة حتي وصل اللي زوجته المتواجدة بمطبخها وعلي وجهها تتجلي السعادة ..

ابو جواد : أيه الروايح الحلوة دي يا ام جواد .. شكلك عاملة وليمة .
ام جواد بفخر مما صنعته : واحلي وليمة لابني وعروسته .. خلاص جايين أنهاردة .. ولازم اجهزلهم ما لذ وطاب .. مش عرايس ياحاج ..

ابو جواد ضاحكا : ربنا يهنيهم ويخليكي لينا ياحاجة ..
ثم قال مشاكسا : طب ابقي افتكرينا بجوز حمام كدة ولا حاجة ..
ام جواد ضاحكة : ده كله ليك انت ومن خيرك يا ابو جواد ربنا يزيدك ومايحرمنا منك ابدا ..
._________________
وحشتيني اوي يا ماما انتي وبابا ..
ام جواد وهي تحتضن ابنها جواد : انت اكتر ياقلب امك ربنا يسعدك ويهنيك واشوف ولادك بيتنططوا حواليا عن قريب ياحبيبي..

ثم اتجهت الي لافندر التي تقف صامته .. فتلقفتها بحضنها قائلة

حمد لله علي سلامتك يا مرات الغالي ..
لافندر وهي تحتضنها ايضا : الله يسلمك ياماما ويحفظك لينا ..
ام جواد بسعادة: ويحفظك انتي كمان يابنتي .. ماتتصوريش ازاي فرحانة انك بتقوليلي ماما .. وربنا يعلم اني بحبك زي نهي بنتي..

جواد متدخلا بمشاكسة : طب بعد اذنك ياحاجة كفاية أحضان
انا مابحبش حد يحضن عروستي غيري ..

خجلت لافندر بشدة وأحمر وجهها .. فضحكت ام جواد قائلة :
عجبك كدة كسفتها وخليتها تحمر زي الفراولة ..

جواد وهو يضم لافندر اليه ويقبل جبينها : هي كدة بتحمر من اي كلمة

ضحكت ام جواد فهي سعيدة من اجلهم .. سعادة لافندر تتجلي علي وجهها .. كما تأملت ابنها جواد وكم هو سعيد مع زوجته
لم تراه ابدا يضحك ويمزح هكذا ألا عندما اقترن بلافندر ..
تمنت لهما السعادة .. واخبرتهم انها اعتدت لهما وليمة من كل مايشتهون .. وتركتهم حتي لا تكون عزولا بينهما .!!


كانت حزينة لعودتهم من مرسي مطروح .. جواد لم يتركها لحظة واحدة او انشغل عنها هناك ..تعودت علي وجوده الدائم حولها.. اما هنا سيأخذه عمله واشياء كثيرة غيرها هي ..

تري هل سيظل يدللها هكذا .. هل يمكن ان يمل من عبئها يوما ..مازالت تخاف القادم معه رغم انه اثبت لها كم يحبها ويعشقها ولن يمل من رعايتها .. ولكنها رغما عنها تخاف !!


كان يجلس امام حاسوبه بمكتبه .. عقب عودته للعمل بعد.اجازة زواجه

فوجيء باقتحام احدهم مكتبه.. وما ان نظر ليراه .. حتي بوغت بمن رآي…فلم يكن هذا الشخص سوي …….. عمار !!!


مالقيتش غير لافندر عشان تتجوزها هي بالذات …؟؟؟؟

جواد ببرود : اولا اسمها مدام لافندر .. وثانيا انا حر ياعمار !!

عمار بغضب : اشمعني هي أللي اختارتها ياجواد؟؟؟
وليه ماقولتليش انك هتتجوزها اول ما اطلقها أنا ..
ثم صرخ عليه مكملا : ليه اخدتها مني .. انا كنت راجع وناوي ارجعها تاني وك………….

لم يمهله جواد ان يكمل فقبض بيد واحدة عنقه ودفعه بقوة إلي الجدار خلفه قائلا بنبرة مخيفة :

اقسم بالله لو جبت سيرتها تاني علي لسانك هكون دافنك مكانك ياعمار .. ماتعملش فيها بريء ومخدوع من صاحبك ..

انت سبتها بإرادتك واتخليت عنها من زمان .. جاي دلوقتي تندم وترجعها ؟!.. وهي لعبة في ايدك .. تسيبها وتكسر ثقتها بنفسها وتكرهها في الدنيا .. وبعدين راجع ببساطة تقول ندمت وهرجعها ؟؟؟؟
انت بمجرد ما طلقتها أختفيت ومحدش شافك ..
عايزني أجي أستأذنك ؟؟؟ قد أيه انت انسان واطي وخسيس واناني

عمار بصوت مرتفع: وانت خاين ياجواد خااااين .. عينك كانت عليها وماصدقت اطلقها عشان تستغل الظروف .. وهي مسكينة وافقت عليك

كان صوت عمار العالي ودفع جواد له قبلا الي الجدار بعنف قد احدث صوتا وضجة فأقتحم مكتبه رجل الأمن وبعض زملاءه ..

فلم يشغل بال جواد بتلك اللحظة سوي انه لابد ان يصرف عمار ولا يجعله يتفوه عن زوجته بتلك الخرافات امام الغرباء ..

فمال علي أذن عمار بصوت خافت ومهددا :

لو فتحت بقك قصاد حد دلوقتي وجبت سيرة مراتي هأقتلك ..
أنخفي من قدامي حالا وكلامنا هيكمل في مكان تاني ..!!


غادر عمار وهو يرمق جواد بحقد وكره …
كان منذه طلاقها مقيما بضعة اشهر مع والديه بالسعودية حيث يعمل والده هناك .. وحين ابتعد عنها محاولا نسيانها وبدء حياة اخري وجديدة .. ولكنها لم تترك خياله ابدا .. هل تسرعت ياعمار ؟؟؟
سؤال جال بذهنه كثيرا .. انه تركها وخذلها ولم يعطي لنفسه فرصة ليجرب الحياة معها .. كان يظن ان حبه لها نابع من عقله اولا وانه سوف ينساها سريعا .. ولكن مرت شهورا ولم ينسي.. ازداد حنينه إليها وشوقه .. وقرر ان يعيدها إليه مرة اخري .. سيتحمل علتها وعجزها ويتعايش معها .. ليس اول انسان تكون زوجته ضريره .. فمادام يحبها هكذا سيتحملها ..ولكن لم يخطر بباله ابدا ان تكون تزوجت بتلك السرعة فلم يمضي علي طلاقهما اكثر من 6 اشهر..
وتتزوج؟ و من ؟!! جواد صديقه !!
جن جنونه عند علمه بذلك وذهب إليه علي الفور !!!


عاد إليها شاردا غاضبا وبركانا يستعر بصدره كلما تذكر كلمات عمار له

كانت تنتظره .. اشتاقت له كثيرا .. تشعر بغيابه انها وحيدة وينقصها كل شيء في الحياه .. جواد اصبح لها كل شيء .. هي تحبه .. وكيف لا تحب شخصا مثله ..
قررت ان تتجرأ قليلا ..فأرتدت قميصا طويل بمئزر يسترها من الأمام .. وحررت شعرها الطويل وترتكته منفردا علي ظهرها ..اخبارها ذات مرة انه يحبه هكذا ..

وهو يستحق كل شيء يحبه.. وهي اول مايحبه.. هي اصبحت تعلم كم يعشقها .. ستقترب منه هي وتعطيه فرصته وحقه للاستمتاع بها وبحياتهما معا ..

ما ان سمعت صوت الباب حتي علمت بقدومه .. فأبتهجت وذهبت إليه وهي تخطو بحرص كما علمها وهي ترسم الطريق بخيالها وتتفادي قطع الاثاث التي حفظت اماكنها وبعدد من الخطوات أستطاعت تحديد بعض الامانك بشقتها كلما حاولت التجول .. كيف تصل الي المطبخ او إلي غرفة نومها او حمامها وهكذا.. حبيبها يسهل عليها كل صعب..

لافتدر بعد ان وصلت قريبا منه :
حمد لله علي السلامة ياجواد ليه اتاخرت كدة

ينظر لها بشرود لدرجة انه لم يهتم بما ترتدي له رغم انه لاحظه.. الافكار تسيطر علي عقله وتحجب عنه اي شيء .. هل كان يمكن ان يخسرها ثانيا ان عاد عمار وأعادها إليه ؟!!

ان لم يسرع هو بالارتباط منها .. ربما كانت ضاعت إلي الابد ..
الخسيس يلعب بها وكأنها دمية .. ويتهمه بالخيانة؟؟؟
كيف ينعته بتلك الصفة الكريهه .. لم يكن يوما خائن لأحد ..

هو من تعذب سنوات وتألمت روحه .. وحرم علي نفسه السعادة مع غيرها .. ولم يقترب منها إلا بأبتعاده هو بإرادته الكاملة
كيف هو خائن بنظره .. هي بالأساس حقه هو وحبيبته هو لا غيره …

لم تكن تدري لافندر بتشتت عقل جواد وشروده .. راحت تحدثه فلا يجيب..
لافندر : مالك ياجواد ؟ في حاجة مضايقاك ؟؟؟
قال بأقتضااب لم يقصده من شدة غليانه : مافيش !!

احست بتغير نبرته واسلوبه معها .. هناك تغير.. كان دايما حين ياتي يناديها ويحتضنها ويقبل وجنتيها ويسألها كثير عن حالها وماذا فعلت ويحضر الطعام معها ويطعمها .. كان يدللها ..
ظنت عندما ترتدي هكذا سيفرح ويلتفت إليها ويتقرب لها
ماذا يحدث له ولا تعلمه ؟؟؟

قالت : انا هحضرلك الغدا بنفسي .. ماتقلقش انا بقيت ادرب نفسي وبقيت ……
قاطعها قائلا : مش جعان يا لافندر ..

لافندر بإصرار : لا هتاكل .. انت شغال من الصبح ولازم تاكل كويس انا هروح احضر ونفسك هتفتح معايا و………….
جواد بصوت غاضب : خلاص يا لافندر قولتلك مش جعان
ثم ألتقط سلسال مفاتيحه .. وغادرها مرة أخري


جواد : انت فين عشان أجيلك ؟؟؟
عمار ببرود : انا في البيت لوحدي .. مستنيك ..
ثم اغلق الهاتف بوجهه..
…………….
لم يكن يتصور يوما ان يتعامل مع جواد بتلك الطريقه .. هما اصدقاء منذه زمن ودائما ما كان يحترمه ويقدره ..
ولكن ما ان علم بزواجه من لافندر حتي حقد عليه .. جواد.بنظره سرق زوجته .. مسقطا من ذاكرته عمدا انه هو من طلقها وتخلي عنها .. هو يجمل الواقع ويكذب علي نفسه ليهون الامر ..

سأعود وأعتذر واطلب منها العودة وستعود !!!

هذا ما رسمه بخياله بثقة وغرور.. لم يفترض حتي رفض لافندر
وكأنها دمية كما قال جواد …


ما ان فتح الباب ليستقبل جواد .. حتي عاجله الأخير بصفعه مباغته وقوية علي وجهه حتي أنه ترنح وفقد توازنه ووقع علي ظهره مذهولا

أغلق جواد الباب خلفه وهو ينحني ليرفعه حتي يجبره علي الوقوف ثانيا امامه قائلا :
بقي انا خاين وغدرت بيك وعيني كانت علي مراتك ؟؟؟
ثم صفعه علي وجهه ثانيا قائلا بصوت هادر وغاضب .

يعني مش انت اللي سبتها شهور مريضة بتزورها كل فين وفين
مش انت اللي اتعمدت تهملها وتحسسها انها مابقيتش تنفعك لانها عاجزة .. مش انت الخسيس الواطي اللي اول ما قالت طلقني
طلقتها وسافرت لأبوك وأمك تستجم وتريح أعصابك
وماسالتش نفسك لحظة علي الإنسانة اللي دمرت ثقتها بنفسها وحسستها بالفشل وانها مابقاش ليها حق تعيش زي غيرها

انت اللي خاين وغدار ومغرور واناني..

عمار بعد ان تمالك نفسه محاولا الدفاع عن صورته القبيحة التي واجهه بها جواد : لو انت ماكنتش اتسرعت وأتجوزتها هي بالذات كنت هعوضها واطلب منها تسامحني .. لكن انت سبت كل بنات الدنيا وطمعت فيها
اشمعني هي …….ليه هي بالذات ؟؟؟؟؟؟
صمت يلتقط انفاسه وصدره يعلو ويهبط من كثرة انفعاله

جواد وهو ينظم انفاسه من شدة انفعاله هو الاخر …

لاني حبيتها من قبل ما تعرفها او تشوفها !!!

عمار بذهول .. غير مصدقا لما يقول : حبيتها قبلي ؟ازاي وامتي؟
يعني هي كمان كانت تعرفك قبلي وخبت عليا و………

جواد بنبرة محذرة : ماتخرفش في الكلام عشان ممكن اخليك تندم
هي عمرها ما شافتني ولا تعرف حتي شكلي .. اول مرة تشوفني كان يوم فرحكم.. مابصتليش اكتر من ثواني لدرجة انها مش عارفة شكلي ايه دلوقتي ..
انا اللي كنت بحبها وشوفتها ..
ازاي وامتي ؟؟؟؟ ده مايخصكش في حاجة ولا حقك تعرفه..

ولما اتفاجأت انك عقدت قرانك عليها وبقيت مراتك.. انا بعدت واتمنيتلك انت وهي السعادة من قلبي وربنا يعلم اني كنت صادق في دعايا ليك وليها … بعدت وانت نفسك لومتني علي بعادي

واما حصل اللي حصلكم في الحادثة .. حزنت عليك وعليها .. مش هنكر انا زعلت عليها ودعيتلها .. بس كنت دايما وانا بدعيلها شايفك
انت معاها .. جوزها وسندها .. عمري ماتخيلت انك تتخلي عنها كدة

ولما طلقتها بغبائك وانانيتك .. بردو جيتلك وانت عارف قولتلك ايه وقتها … بس انت في النهاية بعدت .. اختفيت .. وهي بقيت وحيدة

حسيت ان ربنا بيقولي هي نصيبك من الاول ومحدش غيرك هيصونها ويحبها زيك .. والحمد لله من يوم ما اتجوزتها وانا براعي ربنا فيها
وعمري ما هخليها تحس بنقص ابدا ..
لافندر دلوقتي مراتي وحبيبتي وكل حاجة ليا ..

وانت ياعمار من اللحظة دي .. مابقيتش صاحبي بعد.ظنك السوء فيا وفيها .. وبحذرك ان سيرتها تيجي علي لسانك تاني
ساعتها هتشوف جواد تاني عمرك ما شوفته .. !!!

 

error: