أسير صورتها

الفصل الرابع

_يا أنسة … لو سمحتي ..!!

كانت ذاهبة لتبتاع بعض مستلزمات البيت من مكان ما..فوجدت من يستوقفها بندائه، التفتت سما لتتبين من هو… فرأت شاب يقف خلفها ناظرا لها مباشرا
فأبتعدت قليلا بمسافة أمنة.. وحدثته قائلة :

حضرتك بتكلمني أنا ؟؟؟؟

الشاب : أيوة بكلمك انتي، أنا اسف يعني أني بوقفك كدة في الشارع،بس اعمل ايه.. حبيت أدخل البيت من بابه..بس سيادتك رفضتي تقابليني كذا مرة..
فاضطريت اتصرف كدة … انا اسف …!!!

لم تكن تحتاج سما لكثير من الذكاء لتعلم هوية محدثها..الذي لم يكن سوي ……. كريم …!!

فرمقته بنظرة غاضبة لتصرفه الصبباني وهو يبدو رجلا ناضج ، فقالت :

يعني أنا أما ارفض تكلمني في قلب بيتي وقصاد أهلي! تقوم حضرتك بكل وقاحة تمشي ورايا كدة..؟
ينفع كدة وقفتنا بالشكل دة يامحترم .. ؟؟؟

كريم بهدوء : أنتي اللي أجبرتيني علي كدة .. اتحملي نتيجة عنادك..ومع ذلك انا همشي ..وبتأسف علي تصرفي ..بس هكرر طلبي أني اشوفك تاني في بيتك عشان اتكلم معاكي ،و لو رفضتي .. يبقي ماتلوميش إلا نفسك لو اتصرفت أي تصرف تاني.. واعتبريني مجنون على فكرة …

وقبل ان يتركها رمقها بنظرة أخيرة قائلا :

وليس علي المجنون حرج يا ……. سمايا …!!!


_انتي بتضحكي يا لافندر وانا دمي محروق …!!!

هكذا قالت سما بغضب بعد أن قصت لها ما حدث من كريم ..لافندر وهي تحاول التحكم بضحاتكها:
طب والله واد من الأخر.. انتي ماينفعش معاكي إلا كدة ….. الهجوم..!!!

سما مستنكرة : هجوم؟؟؟… انتي عاجبك تصرفه المتهور ده يا لافندر…..

قالت بجدية : بصي ياسما .. الشاب ده واضح انه شاريكي اوي ..وواصلت مشيرة بأصبعها ناحية القلب ….وشكلك سكنتي هنا …!!!!

سما بجدية مماثلة :وانا مش عايزة أسكن قلب حد!
ولا عايزة حد في حياتي .. ليه فاكرين اني مش هعرف اعيش لوحدي أو اني مش مبسوطة كدة… انا مرتاحة جدا و……….

قاطعتها لافندر بحزم وثقة : كدابة ..!!!

نظرت لها سما بعتاب،فاكملت لافندر قائلة :
ماتكدبيش على نفسك .. محدش بيرتاح في الوحدة..ومستحيل تكوني مبسوطة … لية مش عايزة تدي لنفسك فرصة تعيشي حياتك
يا سما..لية عايزة تفضلي حابسة نفسك في تجربة عدت وأزمة أنتهت..اللي حصل معاكي ومعايا كان نصيب .. محنة .. بس كان بعدها منحة..!!

تامر ومرات ابوكي ظهروا على حقيقتهم قصاد بابا اللي كان مخدوع في مراته قبل اي حد… لانها كانت عارفة ان تامر مش كويس واوهمته بالعكس وحاولت تكرهه فيا انا كمان وتشكك في أخلاقي..
وكانت هتتسبب انك تعيشي حياتك مع ندل زي تامر..بس ربنا أنقذك .. وسخرني ليكي .. معرفش ازاي وقتها اتبدلت بواحدة تانية غيري ..انا كان عندي استعداد اقتله من غير لحظة تردد واحدة ..

بعد كدة سخرلنا انا وانتي …عمار .. !!!
طلعني من القضية براءة رغم ان الخسيس
كدب وقال اني حاولت اقتله عشان مارضيش يتجوزني انا واختارك انتي وشهدت معاه طليقة أبونا وقتها ..وقالوا كلام كله افترى عليا ..

بس عمار قدر يثبت ان كل كلامهم كدب …
وانتي الحمد لله مالحقش يوصلك ويأذيكي ..
وبابا اللي كنتي دايما تحلمي انه يبقي لينا لوحدنا
ويحسسنا بحبه وحنانه ورعايته، ماسابناش في الازمة دي .. ضحي حتى بخالد .. وانتي عارفة بابا ازاي بيحبه وكان متعلق بيه.. بس اختار انه يعوضنا ويوقف معانا ويعدينا من الازمة دي ..أخدنا في حضنه وطلب نسامحه على كل اللي عدى
والحمد لله قدر يعوضنا كتير من اللي فات يا سما ..

كل دي منح ربنا في عز الازمة والمحنة اللي كنا فيها ..صمتت برهة ..ثم أسطردت قائلة:

ليه ماتبصيش لكريم على أنه تعويض ربنا ليكي انتي كمان ..زي ما كرمني بعمار .. بعتلك كريم..!
كريم اللي عرف كل حاجة حصلت معاكي واتقدم بعدها اكتر من مرة وانتي بترفضي حتى تقابليه وتسمعيه! أحتضنت راس شقيقتها مستأنفة حديثها:

قابلي كريم ياسما .. ريحي قلبي، أنا حاسة إن هو ده هدية ربنا ليكي .. ماترفضيش عطايا ربنا..اللي بيتمسك بواحدة بالشكل ده …. يستاهل فرصة …!!!!


لا يصدق كريم نفسه منذ ان اخبره عمار بموافقة سما لمقابلته، أخيرًا سوف يتحدث معها بمفردهم وبمباركة ابيها الذي يرتاح ويميل له كثيرا ..
لكن حبيبته العنيدة لم تعطيه اي فرصة مسبقا..

حتى قرر ان يخلق هو فرصته معها .. ونجح …!!!

وها هو ينتظرها اخيرا …!!!

استعدت سما ببرود ظاهري امام الجميع لمقابلة كريم ..ولكن بداخلها … كانت تخاف وتتوجس من القادم، لا تريد أن يقترب منها احد .. هي تعرف ان هذا المدعوا كريم يكن لها بعض المشاعر ..
اخبرها عمار عنه كثيرا .. متعمدا في كل مرة الأتيان بسيرته معها عن احواله .. عن موقفه وتمسكه الشديد بها .. كان هذا يرضي داخلها ويغذي غرورها وكبريايها كأنثى تعلم انها مرغوبة ..ويسعي لنيل رضاها أحدهم بهذا الاصرار والصدق ..ولكن خوفها هو من يمثل سد منيع.. لا يسمح بعبور احدا إليها..
فلتفعلها اذا لأجل خاطرهم جميعا .. لافندر ..عمار .. وأبيها … !!!


السلام عليكم…..!!!

ما ان سمع تحيتها بصوتها الرقيق وهو يجلس بتلك الغرفة الجانبية، حتى التفت اليها بلهفة!

أميرته أطلت عليه فأسره رؤيتها، وتمتم بصوت شديد الخفوت دون وعي: يخريبت جمالك!
اضيقت عيناها هاتفة: نعم؟!

تنحنح بإدراك لما قال، مغمغما بجدية:
بقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..

وواصل بتهذيب:
اولا انا أسف .. اني وقفتك في الشارع بشكل غير لايق وضايقتك .. بس والله كانت نيتي خير…
وثانيا : بشكرك انك وافقتي تقابليني …

سما وهي تسمعه جيدا وتصوب نظرها بعيدا عنه :

حصل خير .. تقدر تقول اللي انت عايزه .. اتفضل ..!!

كريم : طب تعالي جمبي ..!!!

سما بذهول ناظرة لعينيه مباشرا : نعم؟؟؟؟؟؟؟؟

كريم وقد نجح باستفزازها حتى تنظر إليه!

وقال متصنعًا إساءة التعبير:

انا اسف قصدي ياريت تقعدي قريب شوية عشان نتكلم من غير ما حد يسمعنا يعني …!!!

رمقته بغيظ : مش قاعدة إلا هنا في مكاني!

أجاب مبتسما بهدوء: ماشي زي ماتحبي …

ثم باغتها جلوسه بجوارها بمسافة قريبة نوعا ما ..

فلم تعي لفمها المفتوح وهي تحدق به مذهولة من تصرفه، فتأملها باعجاب عن قرب، وكم بدت له شهية مثل الاطفال عندما يفاجئهم شخصا ما بتصرف لا تستوعبه عقولهم الصغيرة!!
انتظر ان تستوعب تصرفه .. مستمتعا بالنظر إليها هكذا، فتخطت دهشتها سريعا، وظهر عليها الغضب ..!
وقالت: ارجع مكانك احسلك .. وقول الكلمتين بتوعك خليني اقوم واخلص من المقابلة الغريبة دي …

كريم بهدوء مستفز : لا الكرسي دة مريح جدا و أنا مبسوط فيه..

سما وقد بدات تفقد هدوء اعصابها :
أنت راكب ميكروباص ..كرسي اية اللي مريح ؟؟؟؟
وبعدين انت ازاي ت……………….

قاطعها كريم باقترابه ثانيا قائلا بجدية هذه المرة:

بقولك ايه .. مش هنضيع الوقت في كلام مش مهم ..

انا جاي عشان اقولك كلام كتير .. ومش مطلوب منك غير انك تسمعيني … صمتت تنظر له وكأنه مختل عقليا يجلس امامها..!
فهتف : أسمعيني للاخر وماتقاطعنيش ياسما …
شجعه صمتها على مواصلة حديثه:

من يوم ماشوفتك وانا حاسس انك حد كنت بدور عليه ولقيته انجذبتلك بشكل ادهشني انا نفسي … ومفهمتوش … انتي جميلة …. رقيقة ….. مؤدبة ..

صفات بتشترك معاكي فيها بنات كتير ..
يعني كل ده لوحده ماكانش كافي أني انجذبلك أنتي بالذات، سالت نفسي اشمعني انتي اللي اثرتي فيا كدة وشغلتيني مالقيتش غير اجابة واحدة، هي أني حبيت روحك..! الروح ياسما ..مالهاش غير بس روح واحدة بتتألف وتتوأم معاها وتحبها هي بالذات ..
عشان كدة بقولك بكل صدق ……

انا بحبك ياسما ….!!!!!!!


انا بحبك يا سما …..!!!!

لا تصدق انها تجلس امام هذا الشخص .. وهو يصارحها بحبه بمنتهي الوضوح والصدق …

نعم .. تري الصدق في عينيه .. تستشعره بنبرة صوته ..هذا الشخص استطاع التأثير عليها بشكل لم تعمل له حساب ابدا …!!
ماذا دهاها لتصمت هكذا .. ألن ترفضه كما قررت مسبقا ؟؟؟؟ألن تقول له انها لا تريد حبه ولا اهتمامه ولا حنانه الذي يتدفق من مقلتيه لعيناها … بل تريد ان يغادر للابد ..ولكن شيئا دخلها يجعلها تصمت … يعجز لسانها أن ينطق حرفا ..وكأنها تحولت إلى تمثال .. تحتاج مثله لمعجزة .. كي تتحدث ..!

أما هو، فيتأمل ردة فعلها بعد أن صارحها بحبه بوضوح، صامته .. شاردة.. حائرة .. تقاوم ..
هو يعلم انها تقاوم تأثير كلماته عليها ..
ولكن هل يسمح لها هو … أن تقاومه … ؟؟؟؟

اخذ نفسا عميقا وتمتم لها :

انا عارف اني لخبطك وفاجئتك بصراحتي، بس انا دوغري طول عمري ومابحبش ألف وادور ..
انا بحبك ياسما .. ومش هتخلى عنك ابدا ولا هسيبك اديني فرصة واحدة بس .. اثبتلك قد ايه بحبك
واوعدك اني اخليكي ترجعي تحبي الدنيا تاني وتثقي في الناس..اوعدك اني أكون بعد ربنا أمانك وسندك
واني اخليكي تحبيني ..أرجوكي اديني فرصة وماترفضيش أيدي الممدودة ليكي، لانك لو رفضتي .. انا مش هستسلم .. هفضل احاول واحاول
مش هيأس … انتي بقيتي روحي يا سما …

ومافيش حد بيسيب روحه …..!!!!


ها يا ولاد …. اتفقتوا على ايه ؟؟؟؟

هذا مانطق به والد سما عندما دلف إليهم ليعرف قرار سما علي طلب كريم ..وكانت الأخيرة مازالت تحت تأثير مصارحة كريم لها .. فلم تنطق بحرف..!!

فأستغل كريم هذا الإرتباك الذي حدث لها ….. وقال :

الحمد لله ياعمي … سما وافقت اننا نعمل حفلة خطوبتنا مع زفاف عمار ولافندر … بعد أسبوعين ..!!!

سما بعد ان أستعادت وعيها علي أخر جملة نطقها كريم لأبيها، قائلة بتساؤل وهي مذهولة : سما مين ؟؟؟؟؟

كريم متجاهلا تساؤلها قائلا لابيها :

ايدك نقرا الفاتحة ياعمي …

والد سما وهو لا يصدق انها وافقت اخيرا :

نقراها يابني … بسم الله …….!!!


لافندر وهي تضحك بهستيريا وعمار يستمع إليها بالهاتف ويشاركها ضحكها على الطرف الأخر.. بعد ان قصت عليه لافندر .. كيف تصرف كريم
ووضع شقيقتها أمام الامر الواقع .. وقرأ الفاتحة .. وأخذ موعدا أخر لزياتهم مع والديه … وتحديده لخطبتهما ايضا مع زفافها هي وعمار

وكيف كان رد فعل سما المذهول من كريم
لدرجة انها بعد ان غادرهم كريم، سألتها سما ببرأة:

ابوكي قرا فاتحتي من غير مايسألني وانا قاعدة معاهم ؟؟؟؟؟؟؟؟


سمع جواد صوت هاتفه وهو جالس خلف مكتبه بالشركة التي يعمل بها بقسم المحاسبة، وكانت الساعة لم تتجاوز العاشرة صباحا ..فألتقط هاتفه ووجد أسم عمار هو من يتصل!
منذ حضوره لعقد قرانه وهو يحاول تجنبه ..
وكأنه يشعر بالذنب تجاهه .. يؤرقه هذا الشعور ..
رغم انه لم يكن يعلم أن زوجته لن تكون إلا هي .. حبيبته لافندر ! أخذ نفسا عميقا .. وأجلى صوته ليكون مرحا وطبيعيا معه:
_ السلام عليكم يا عريس .. أخبارك اية ياعمار ؟؟؟

عمار بنبرة عتاب : وهو انت مهتم تسال عن العريس ولا حتي تطمن علي صاحبك ياجواد … من يوم فرحي مافيش اتصال منك..لولا ان بقالنا كتير مش بنتقابل .. كنت أفتكرت أني عملت حاجة زعلتك!

جواد وأحساس الذنب يتفاقم داخله .. فهذه المرة كان يشعر انه ليس صديق حق لعمار … هو اهمل صديقه و السؤال عنه متعمدا.. ولكن ماذا يفعل غير ذلك … لا أحد يدري بعلته وأسباب انطوائه..
عمار صديق مقرب له .. كيف يهمله هكذا..!

تنحنح بحرج قائلا : أنا أسف ياعمار .. غصب عني أنشغلت الفترة اللي عدت معلش … بس هعوضك ولو عايزني معاك في اي مشوار هفضالك

عمار محاولا إزالة الحرج عنه، فجواد بالنسبة له اخ وصديق حقيقي: ولا يهمك ياجواد .. ده من عشمي فيك يابرنس..عموما انا خلاص ياعم قربت اتجوز .. فاضل أقل من اسبوعين، وصاحبك يدخل القفص .. فقلت اعمل خروجة او سهرة انا وأنت وكريم نودع بيها سهرات العزوبيه..

ثم اكمل عندما تذكر شيء ما فجأة:

_ اسكت ياجواد شوفت المعجزة اللي حصلت… ؟؟؟؟
مش الواد كريم قرا فاتحة هو كمان! ومش هتصدق علي مين ….!!!

جواد الذي نغزه قلبه بألم وحزن رغما عنه لمعرفة اقترب زفافها بصديقه .. ولكن ماذا يفعل سوي الصمت والدعاء ان يهون الله الأمر عليه .. كي لا تظهر مشاعره امام من حواله…

قال بمزاح يحاول به اخفاء حزنه الجلي :

الندل!! ومقاليش على حاجة .. بس أما اشوفه ابو عين خضرة ده.. عمار ضاحكا : ده واد مصيبة .. انت ماتعرفش عمل ايه في العروسة، بس الاول اقولك العروسة مين! دي ياسيدي تبقى سما .. اخت لافندر مراتي …شوفت النصيب! شافها في الفرح عجبته أوي وأتجنن عليها .. وأتقدم كذا مرة في الشهر اللي فات ده واترفض .. لحد ما ………………

كان يقص عليه عمار كل التفاصيل التي حدثت مع كريم وسما ثم خطبته التي تحددت مع زفافه هو ولافندر ، ولم يكن جواد بذهنٍ حاضر معه! توقف تفكيره عند ذكر اسمها الذي لا يحمل له سوي العذاب … والمفارقه العجيبة ان يخطب صديقه الاخر شقيقتها….. أين المفر اذا يا جواد .. ألا يكفي عذابه وهو بعيدا.. فكيف البعد الأن … هم اصداقاءه و ةلهم لديه حقوق! هل يمكن ان يضمهما مكان واحد مرة اخري ؟؟؟؟كيف سيتحمل رؤيتها ثانيا..! هم يجلدونه بسياطٍ قاسي دون ان يدركوا ذلك ..
ماذا فعلت ياجواد ليكون هذا العذاب من نصيبك وحدك ..!ماذا فعلت؟!
أغلق الهاتف بعد أن تواعد مع عمار باللقاء اليوم التالي في سهرة بين ثلاثتهم .. حتي يتذكرونها بعد ذلك فلا يعلم أحد ..أين ستأخذه الايام فيما بعد .. فأراد عمار ان يجتمع بأصدقاءه ويعيد ايامهم الأولي وارتباطهم القوي ..!!!


يا كريم يابني تعالى شوف البتاع المزعج ده …!!!

صدح صوت كريم وهو بغرفته بعيدا منشغلا بتصميم جديد يأخذ تركيزه…وجعله يتاجهل تبين الهاتف!

فقال بصوت موتفع : في أيه ياماما… وبتاع ايه ده اللي مضايقك كدة يامزة…

أتت الأم غرفته حاملة هاتفه قائلة :

البايبر بتاعك عمال يرن وصدعني…!!!

كريم بنفاذ صبر :بايبر ؟؟؟!!! أعمل فيكي أيه .. أعللمهالك ازاي بس؟!!أسمها فايبر.. فاااااا …يبر…فايبر يا ولية … ليه مش بتنطقيها صح .!!!
ده احنا لسة مادخلناش على مرحلة الانستجرام …!!

ام كريم وهي ترمقه بقرف:

إجرام ؟!!!….تصدق أنك مجرم و قليل الأدب…
و ده إللي أنت فالح فيه .. تتريق علي أمك الغلبانة…

ثم امتدت يدها بالهاتف قائلة بامتعاض :
خد شوف صورة صاحبك عمار عمالة تنور كدة ليه .. !

أحابها كريم متهكما ..وهو يلتقط الهاتف :

أصله بعيد عنك يا حاجة ..متكهرب …!!!!


عمار بعصبية.: ساعة يا زبالة عشان ترد عليا …؟؟؟؟

كريم ببرود : وانا فاضيلك .. عندي شغل بعمله وحاجات أهم منك بكتير ..!!!

عمار : ماشي ياكريم .. بس أشوف وشك وانا هعمله خريطة واعلمك الأدب..!!

كريم : طب انجز بقي .. متصل لية سعادتك …

عمار : هنتنيل نسهر انا وأنت وجواد يوم الخميس الجاي ..

فقال : بس انا رايح عند سما الجمعة انا وأمي والحاج …!!!
عمار بسخرية : طب ما انا عارف .. أنت ناسي أني هكون مستنيك هناك معاهم يا أهبل! ولا انت هتاخد حمام مغربي قبلها بيوم يا أبو عيون ملونة …

كريم : هو انا لية بحس انك بتتريق عليا ياعمار عشان عيني ملونة اعمل اية اذا كان ابويا اتجوز مزة …وطلعت أنا حليوة زي أمي..

عمار : على فكرة انا مش فاضي للأستظراف ده ..
اعمل حسابك وخلاص، الخميس هنتقابل مع جواد!

كريم : خلاص ماشي تمام …وواصل:

تحب أجيب معايا حتتين بشاميل قنبلة من بتوع أم كريم ؟؟

أجابه عمار بعد ان صمت كاظمًا غيظه لبرهة قصيرة:

اقفل يا كريم ………………!!!!!


والله اللي بيحصل ده استهبال …

لافندر وهي تهديء سما الغاضبة :

ياحبيبة قلبي مالك بس زعلانة ليه كدة ده انتي عروسة ولازم تفرحي…

سما : يابنتي انا حاسة انكم بتجروا بيا وبتاخدوا خطوات مصيرية من غير ما اخد وقتي بالتفكير …
انا لسه مش مستوعبة ازاي الجدع اللي اسمه كريم ده قرأ الفاتحة مع بابا .. وأبوكي كأنه متفق معاه .. ما سألنيش حتي عن رأيي..لا وكمان سي كريم بتاعكوا من نفسه كدة عزم أمه وأبوه عندنا يوم الجمعة … أل عشان يتفقوا مع بابا علي الامور المادية

طب وأنا ؟؟؟؟ فين من كل ده …. أنا معرفوش لسه يا لافندر، واصلا ما وافقتش عليه.. انا اضحك عليا واتكروت …… وبعلم أبوكي ..!!!

_وماله أبوها بقا يا سما هانم ….؟!!

سما وهي ترمق والدها بعتاب.. قائلة :

بابا انا لسة ما وافقتش علي كريم ده …وحضرتك ما سألتنيش حتي وكمان ………….

قاطعها ابيها موجها حديثه للافندر …

سيبني مع اختك شوية يا بنتي، واعملي كوبايتين شاي من ايدك الحلوة ..

لافندر بتفهم : حاضر يا بابا …..


أجلسها جواره علي طرف الفراش ..وأمسك يدها قائلا بحزن:

انا عارف يابنتي أني ظلمتك قبل كدة وعرضتك لتجربة قاسية لسة اثرها جواكي لحد دلوقتي ..
سوء اختياري وأنانيتي وإهمالي ليكم خلاني ما أهتمش إن كان الإنسان اللي هسلمك ليه هيصونك ولا لأ وعارف أني ………….

ألتقطت سما كف ابيها وقبلته قائلة :
والله ما أقصد يا بابا اللي فهمته، وبعدين أنا نسيت اللي حصل وأنت مالكش ذنب ده كان نصيبي…

أجابها أبيها بحزن أشد :
لا يابنتي .. متحاوليش تهوني من غلطتي الكبيرة في حقك أنتي وأختك لأني مش قادر أغفر لنفسي .. ضميري بيعذبني ومش بنسي وكل اما بشوف حالتك وحزنك وعدم ثقتك في الناس ..بحس بالذنب أكتر وأكتر ياسما .. أنا السبب مافيش غيري…

ورغما عنه دمعت عيناه ندمًا وحزنا ..

فأحتضنته سما باكية.:

_ارجوك يا بابا ماتبكيش .. دموعك غالية عندي.. أنا مستعدة أعمل أي حاجة تريحك بس ماشوفش دموعك ابدا يا بابا ..مهما حصل انت بابا حبيبي وطاعتك أهم حاجة عندي…

ثم نظرت إليه قائلة :
وإن كان كريم عاجبك وشايفه كويس .. خلاص يابابا أنا موافقة عليه ..

جفف دموعها بيديه ثم قبل جبينها قائلا :

مش مهم يعجبني أنا يا بنتي .. المهم أنتي .. أنا مش هكرر غلطتي تاني .. بس هي نصيحة وبعدها أعملي اللي يريحك يانور عيني ..لو ما كنتش شوفت في كريم الراجل اللي هيصونك وحسيت قد أيه بيحبك .. مستحيل كنت أوافقك عليه، الولد ده شاريكي وعايزك لأنه بجد بيحبك وبيخاف عليكي
انتي ماتعرفيش أنه قابلني كذا مرة برة البيت عشان يسألني عنك ويعرفني ازاي بيحبك وانه مستعد يصبر لحد ما ترضي تقابليه ..حتي لما قرر يكلمك بنفسه لما مشي وراكي .. كان بعلمي ..أستأذني أنه يوقفك ويكلمك .. يعني واحد محترم ومؤدب ..مش بتاع لف ودوران ولا هزار .. من اول ما شافك وعجبتيه..
جه من الباب .. ولا لف من ورايا وكلمك ولا حاول يتخطي الأصول ..وزي ما اطمنت علي أختك مع راجل محترم زي عمار هيصونها ويحافظ عليها … لقيت ان مع كريم هطمن عليكي انتي كمان زيها ..
انا يابنتي مش هعيش العمر كله ليكم .. ونفسي أما أموت ماسيبكيش انتي واختك في الدنيا لوحدك من غير سند ليكم بعد ربنا…

احتضنته أكثر وهي تعاتبه :
لو قلت كدة تاني يت بابا بجد هزعل منك .. ربنا مايحرمنا منك ابدا …


التقي ثلاثتهم بمكان كانوا يرتادونه كثير في السابق ..!!

بأحد الكافيهات القريبة من هذا المكان ..
يجتمعون حول طاولة تضم ثلاثتهم
جواد .. كريم .. عمار ..!!

كريم : والله زمان يا رجالة، بقالنا كتير متقابلناش هنا
جواد : طبيعي ياكريم الدنيا بتلهي كل واحد بمشاغله وظروفه
عمار : ولسه هتلهينا أكتر … كل أما تزيد المسئوليات
هيزيد البعد للاسف سنه الحياة ياصاحبي …

جواد وهو يريح ظهره اكثر بمقعده ناظرا للفراغ أمامه: يعني خطبت يا كريم …

كريم بابتسامة ماكرة : ما كانتش موافقة، بس انا عملت عبيط وعرفت أحطها قدام الامر الواقع … !!!

عمار بضحكة قصيرة : دي لحد دلوقتي بتتخانق معاهم وبتقولهم ضحكتوا عليا ..

كريم ضاحكا بمرح : هي ما تجيش إلا كدة ..
إن كانت هي عنيدة ومجنونة .. فأنا اعند وأجن منها ..

جواد : طب وهي ليه أصلا كانت رافضاك ياكريم ..

تبادل كريم وعمار بعض النظرات .. ثم بادر عمار قائلا

اتعرضت لتجربة قاسية هي ولافندر .. عشان كدة كانت رافضة الارتباط بشكل عام … مش كريم تحديدا .

رغما عنه أنتبهت جميع حواس جواد عندما ذكرها عمار وما حدث لها هي وشقيقتها …..
تري ماذا حدث لها ولا يعلمه هو ….!!!

تبا وهل يعلم عنها شيء بالأساس ..
هي بالنسبة له .. مجهولة التفاصيل .. لا يعرف عنها شيء … !!!

أكمل عمار قائلا :
من سنتين جه مكتبي والد لافندر وسما ..
حكالي وهو شبه بيبكي عن محنة بناته، خطيب بنته الصغيرة سما حاول يعتدي عليها في البيت بوجود أختها لافندر مستغل وجودهم في البيت لوحدهم من غيره، لافندر دافعت عن اختها، وبسكينه قدرت بشجاعة تكسر جزء من الباب وتدخل وتنقذ اختها وتضرب خطيبها بالسكينه في كتفة ضربة قوية
أفقدته الوعي، طبعا سما وقتها أصابها حالة انهيار من اللي حصل ليها وقدامها، وأختها اتقبض عليها للشروع في قتل خطيب أختها …لأن في ناس افتكروه مات لما شافو دمه مغرق الارض ..
طبعا انا وقتها طمنت أبوها أنها حالة دفاع عن النفسى.. وطلبت الكشف علي سما فورا.. لأثبات محاولة الأعتداء عليها .. عشان اقدر أجيبلها حقها ..وأطلع لافندر برأة ..رغم أن الحقير ومرات ابوهم حاولو يثبتو انها حاولت تقتله غيرة من سما عشان فضل اختها عليها .. بس ده كان حوار فاشل وعبيط ربنا قدرني وعرفت أحبط من أوله .. وهو أتحبس 3 سنين ولافندر طلعت براءة.. بس سما فضلت تتعالج فترة عند دكتورة نفسية بعد الحادثة!

كريم وقد كسي ملامح وجهه الغضب :
ياريتني كنت اعرفها وقتها كنت قتلت الحقير دة وشربت من دمه!

جواد وقبضة ألم تعتصر قلبه لما علمه عن لافندر وشقيقتها ومحنتهما التي لم يكن يعلمها إلا الان …

فقال: تجربة صعبة وقاسية جدا علي بنتين زيهم …
ليها حق سما يا كريم تخاف وتفقد الثقة في الكل .. مش سهل ابدا اللي اتعرضتله المسكينة دي …

كريم بإيماءه من رأسه ..
عارف.. بس ده مش معناه اني كنت أستسلم لرفضها وخوفها …أنا اخدت عهد.علي نفسي أعوضها عن اللي حصل وانسيها كل حاجة مرت بيها وألمتها .. وانا قادر ارجع ثقتها بالحياة مرة تانية ..

عمار : والله انا مستغرب .. امتي وأزاي حبيت سما بالعمق ده يا روميو ..
كريم : الحب مش محتاج وقت يا ذكي .. الحب شرارة بتحصل في ثانية واحدة… مش محتاج وقت اكتر منها، مش بيحتاج عقل يحسب ويحلل.. أوامر بتيجي لقلبك ان ده هو نصك التاني وتوأم روحك … ممكن تشوف حد بس مرة واحدة ويفضل في خيالك وفي عقلك سنين بعدها مش قادر تنساه …!!!

نظر له جواد متعجبا .. كيف له أن يصف ماحدث معه بتلك الدقة ..سبحان الله … نظرة واحدة لصورتها .. فعلت به الأفاعيل! ليتهم يعرفون انه مثال حي علي تلك النظرية .. الحب من نظرة واحدة ..ولكن لن يعلم احدا منهم عن معاناته بهذا الحب!

عمار ملتفتا إلي جواد : انت ماحبيتش قبل كدة ياجواد؟

تأمله جواد وهو لا يعرف ماذا يجيبه .. وهل يستطيع إجابته هو بالذات عن هذا السؤال ؟!!!!!

تنهد قائلا : محبتش ياعمار … ومش عايز احب حد…

عمار : وايه السبب ؟؟؟ وليه ماتحبش وتفكر تستقر ياصاحبي، حتي عشان تفرح اهلك أللي بيحبوك ونفسهم يشفوك مرتاح ومستقر..

جواد مبتسما : أوعي تقول أن أم جواد أشتكتني ليك

عمار : مش محتاجة تشتكي، واضحة مافيش ام مابتتمناش تفرح بولادها يا جواد .. ليه مش عايز تاخد الخطوة دي

قبل أن ينطق جواد .. قاطعه كريم قائلا :

أعتقد لازم يحب الاول … أنا مثلا عمري ما كنت هفكر أرتبط من غير ما أحب الاول ..
ولا أيه يا جواد ؟؟؟كلامي صح ولا غلط ؟؟؟؟

جواد : يمكن يا كريم … الله اعلم بالمستخبي …

كريم مربتا علي يده … ان شاء الله المستخبي خير ليك ولينا

وهقولك نصيحة عن تجربة .. أنا خطوبتي علي سما في زفاف عمار ولافندر ..ابقي ركز انت في الفرح يمكن تلقط مزة تشنكلك زي أخواتك وتحصلنا يا برنس…!!!!

جواد بأبتسامة باهته … اللهم أعلم بالنصيب هيكون أمتي وأزاي ..خلي كل حاجة لوقتها ….!!!!

***************.
أنتهت أمسية الاصدقاء معا ..وعاد ثلاثتهم كلا إلي ببته ..ينشغل عقل كل منهم بشيء مختلف ..

عمار غير مصدق أن زفافه بعد ايام .. ويجمعه الله بحبيبة قلبه، تحت سقف واحد ويصبحون كيان واحد وروح واحدة…

وكريم يكاد يطير فرحا للقاء سماءه وحبيبته بالغد لطلبها بمصاحبة والديه وبشكل رسمي….

أما جواد .. عاد اكثر حزنا وأكتئابا … طوال الوقت يحاول إخفاء حزنه وتعاسته عن الجميع .. يحمل جبالا داخله .. ولا يعلم عنها احدا …


يقف يتأمل قطعته الغالية ..فستان قام بتصميمه خصيصا لحبيبته سما، كأول هدية لها .. وأراد أن تكون مميزة ومن صنع يديه هو..ليكون لها ذكري فيما بعد ..أنشغل بتصميمه وتنفيذه الأيام الماضية ليكون جاهزا لديه عند الذهاب مع والديه وخطبتها بشكل رسمي ..يتخيل ردة فعلها كيف ستكون عندما تراه …
هل سينال إعجابها ؟ يتمني .. كما يتمني أن يري هذا الفستان عليها، يقسم انها ستكون فاتنه به .. حبيبته الجميلة العنيدة …


_يلا يابنتي .. كريم جه برة مع والده ووالدته …وعمار كمان معاهم
عبارة نطقتها لافندر لتخبر سما بقدوم كريم وأهله..

سما وهي تنتهي من أرتداء حجابها وتطمئن علي هييئها الأخيرة:

_خلاص ياستي جاهزة أهو .. محسساني أن الوزير برة…

لافندر : لا يا اختي اهم من الوزير .. ده زوج المستقبل يافقرية ..
سما وهي تمط شفتيها بسخرية

والله أنا مكملة في المهزلة دي عشان خاطركم .. أما اشوف أخرتها مع المجنون اللي برة ده كمان …

لافندر : المجنون اللي برة ده مصمم أزياء محجبات قد الدنيا .. وزي القمر يعني كدة هنضمن طفرة في النسل ..

سما بذهول : انتي من امتي بدققي وتفصصي كدة في ملامح حد غريب يا عاقلة يا كاملة ؟؟؟

لافندر : وحياتك ولا شوفته ولا دققت فيه .. ده عمار اللي وصفه وقالي اختك فقرية وهتضيع منها منتج أجنبي بأصول مصرية

لم تتمالك سما نفسها من اسلوب حديث لافندر الغريب عليها وانفجرت ضاحكة رغما عنها قائلة

مش ممكن تكوني انتي لافندر اختي العاقلة الخجولة اللي بتغض بصرها دايما
لافندر :
ماقلنا عمار اللي وصفه عشان اوصفه لسعادتك !!
سما : ياستي اخضر اصفر مش هيفرق .. أنا أصلا هفلسعه عشان اخلص من زنك انتي وبابا وعمار عليه
لافندر بأنزعاج : سما انتي بتهرجي صح ؟؟
بعد كل اللي قلته ليكي قبل كدة وبردو مش هتدي نفسك فرصة تعرفيه !!
سما : مش مستعدة ولا عايزة ارتبط بحد .. ويلا بقي قبل ما بابا يجي ينادي عليا تاني
………..
لافندر بعد.ذهاب سما : يارب لو فيه خير يقربه من قلبك وروحك يا سما إحساسي بيقولي انه نصيبك


اخيرا أتت إليهم أميرته الجميلة..بمظهرها الخلاب في عينه ..فكانت ترتدي قميصا أخضر وتنورة باللون البني، وحجاب يجمع اللونين وعقد بني من الورود الصغيرة، ووجها الناعم الرقيق الخالي من أي أصباغ ..وعيناها الزرقاء ..وشفتيها البراقة ربما تضع ملمع شفاه..جعلها شهية وجميلة بشدة …

سما : السلام عليكم …
أجاب الجميع تحيتها .. ثم قالت ام كريم ..
بسم الله ماشاء الله .. أيه الجمال ده كله …ليك حق يا كريم تتجنن عليها ..
أحمر وجه سما خجلا ونظرت أرضا ولم ترد
فقال والد كريم : ماتكسفش عروستنا يا ام كريم
مش شايفة وشها قلب طماطم ازاي …

كانت سما تحمل بيدها صينيه فضية اللون
مرصوص عليها كاسات العصير .. فقدمتها تباعا للجميع ..حتي وصلت لكريم فأقترب وهو يلتقط كاسة العصير

وقال لها بصوت لم يسمعه سواها : حبيبتي زي القمر!

تحمد الله أنها قد فرغت من تقديم العصير كاملا إليهم، وإلا أنسكب من يدها من شدة خجلها من نظراتهم ونظرات كريم وإطراءه الخافي لها وكلماته الخاطفة بأذنيها عن جمالها الذي لا تنكر انه أسعدها كأنثي ..


بعد أن تحدثوا بالتفاصيل المادية وانتهوا .. قام والد لافندر بدعوة الجميع إلي تناول العشاء ..
حاول كريم عن طريق عمار معرفة أي الاصناف صنعتها سما بيدها، وعند معرفته انها صنعت البشاميل فقط .. فلم ياكل سواه..
حتي ان والد لافندر حاول ان يضع له أصناف أخري
فرفض كريم قائلا وهو ينظر إلي سما التي فطنت لمقصده..

أصلي بموت في البشاميل … !!


رغم اظهارها أمام الجميع انها تجاريهم وتنفذ رغبتهم ..إلا أنها في قرارة نفسها كانت تشعر بالراحة تجاه كريم ..لن تنكر هذا .. نظراته الحانيه المحبة المعجبة كلها تشعرها بالسعادة .. إطراءه الخفي لها كلما جاءته فرصة لذلك
ابتسامته الجميلة .. فعريسها المجنون وسيم بحق ..
بطول قامته .. وجسد رياضي .. وعين خضراء وشعر بني فاتح وبشرة بيضاء
يشبه والدته بشكل كبير .. لم ياخذ من والده الشكل ..
ربما أخذ من طباعه .. هذا كان ظنها …!!!


أستأذن كريم من والد سما ان يعطيها هدية أحضرها لها خصيصا ..وبالفعل بعد وقت قصير كانت تجلس معه بغرفة الانتريه المجاورة لجلسة الجميع ..وبابها المفتوح عليهم وهي تجلس بعيدة بمسافة أمنة …!!

قال كريم : سما تعالي جمبي .. قربي شوية عايز اديكي حاحة
سما بعناد : لا ….انا هنا كويسة ..!!
كريم بهدوء : تعالي أحسلك بدال ما اعمل زي المرة اللي فاتت ..!!
سما وهي تضيق عينيها تنظر له بغيظ :
طب أياك تقوم من مكانك .. وإلا اقسم ب…………
لم يمهلها إكمال القسم .. لأنه أنتقل إلي جوارها بخفة قبل أن تعي لذلك ..!!
انتابها الذهول من تصرفه .. وفوجئت من فعلته …

قال كريم وهو يتسلي بالنظر إلي رد فعلها الطفولي
كلما فوجئت بتصرفاته!

قال : حاولي تتعلمي تطيعيني شوية .. عشان لو انتي عنادية فأنا اعند منك بمراحل ..

سما بغيظ حقيقي من تصرفه :
طب ايه رايك بقا أني هقوم وأسيبك..و أنتشر في الانتريه كله براحتك

نهضت وقبل أن تذهب بالفعل ..
وقف كريم أمامها قائلا بغضب تراه لأول مرة علي وجهه: اقسم بالله لو سبتي مكانك ومشيتي خطوة واحدة ..لأتصرف تصرف مش هيعجبك ..

نظرت له بخوف حقيقي .. نظرته وقسمه أخافوها منه ..فجلست وهي تشعر بالحنق والغضب الشديد من تهديده لها ..

كريم بعد أن جلس محاولا أن يهدا قليلا .. نظر لها فوجدها صامته تنظر بعيدا ولكن يبدو الحزن علي وجهها فأحس بالضيق وحاول ملاطفتها والأعتذار قائلا:
أنا أسف ياسما ..مقصدش أزعلك وأتعصب .. بس انتي بتستفزيني جدا يعني أيه تسيبيني وتقومي .. ده انا حتي ضيف عندكم ..

فنظرت له سريعا بغيظ قائلة : ضيف تقيل ورخم وغير مرغوب فيك كمان …!!

أبتسم كريم لهيئتها الغاضبة .. فيبدو ان حبيبته عندما تغضب يحمر وجهها ايضا .. فتاته شهية بجميع أحوالها ..فقال لها وهو يضع بينهما مغلف كبير جدا ومزين بشكل جذاب :
طب ممكن ماتزعليش وتقبلي هديتي اللي عملتها عشانك بنفسي، لم تنظر إليه او لهديته .. فقال :

خلاص يا سما أنا أسف .. والله ما قصدت اتعصب عليكي ..شوفي الهدية بقا وعرفيني رأيك فيها…انا فضلت ايام بعملها ليكي..ومشتاق أعرف رأيك..

قالت سما دون النظر إليه : انا هقوم عشان أعمل قهوة .. لأن لافندر مابتعرفش تعملها .. عن أذنك …

كريم : يعني مش هتشوفي هديتي .. ؟؟؟

لم تجيبه سما .. فأدرك انها غاضبة بشدة .. ولم يريد ان يضايقها اكثر تركها تغادر .. وانتابته خيبة أمل شديدة .. كم تمني أن يشاهد ردة فعلها
وجها لوجهه .. ولكن لا باس .. هو أفسد الأمر بعصبيته عليها
فعليه ان يتقبل عقابه منها …!!!

error: