أسير صورتها

الفصل السابع

عريس مين ده يا بابا اللي عايز يتجوز واحدة بظروفي ؟!!!!

كان هذا استفسار لافندر المتعجب وهي تسأل أبيها بدهشة
فأجابها قائلا

أسمه جواد يا بنتي .. صاحب كريم وعم……..قصدي كريم عارفة ..

صمتت تتذكر .. هل هو نفس الشخص الذي سمعت صوته بفرح سما وتعرفت علي صوته الذي يأتيها بأحلامها .. !!!

تتعجب من وجوده هو لا غيره باحلامها عندما تخاف الظلام يأتيها مطمئنا لها مؤنسا لوحدتها .. تري بماذا يدل هذا .. لا تدري!!

كما لا تدري كيف له أن يطلبها للزواج هي بالذات !! ألا يعلم بظروفها ؟وفقدان بصرها
هل فقد عقله هذ الشخص الغريب ..

ولكن إن فقد هو عقله .. فهي لم تفقده بعد كبصرها المفقود ..

الرفض ……… سيكون الجواب !!!!


ارجوك يا كريم ساعدني واقنع لافندر بيه .. أنت تعرفني كويس وتعرف اني هصونها وهحافظ عليها ..

يطالعه كريم بصمت وتأمل .. لا يفهم مايحدث .. جواد يريد.لافندر زوجة له؟!!
كيف ولماذا ومتي !!!!!

قرأ جواد تسأؤلات صديقه الجلية علي وجهه.. فأجاب..

ماتستغربش يا كريم .. في حاجات كتير محدش يعرفها حصلت معايا
معرفش ممكن احكيها لحد ولا لأ.. بس انا عايزة أسأل سؤال وتجاوبني بصراحة …

أنا في نظرك ما استحقش لافندر … أو في نظرك أستغليت انفصالها هي وعمار؟؟؟ قولي يا كريم أنت شايفني ازاي ؟؟؟؟

كريم متمعنا النظرة به برهة قصيرة .. ثم أجاب قائلا :

لا ياجواد .. أنت عمرك ماكنت أستغلالي ابدا .. عمار هو أللي باع لافندر واتخلي عنها ..هو اللي سابها بإرادته .. محدش يقدر بلومك انت أو غيرك برغبة مشروعة للارتباط بلافندر..

جواد بحزم : مافيش غيري.. لافندر ليا انا وبس .. محدش هيفهمها ويخفف عنها ويخاف عليها غيري انا ..

كريم : معلش بس فهمني .. احنا أصحاب من زمان .. ومن حقي عليك كصاحب وصديق تفهمني .. امتي لافندر بقيت مهمة كدة عندك ومتمسك بيها بالشكل ده ؟ مستعد تتحمل ظروفها ؟؟ طب ايه السبب؟

جواد بنبرة قاطعة :
لأني بحبها يا كريم . بحبها من قبل ما عمار يعرفها !!!
كريم ومعالم الدهشة ملأت وجهه :
نعم ؟؟؟ بتحبها قبل عمار ؟!! امتي وازاي ؟ شوفتها امتي وحبيتها !!
وهي تعرفك قبل عمار ؟!!! فهمني ياجواد أنا لازم افهم
لافندر دلوقتي بعتبر نفسي مسؤول عنها وفي مقام اخ ليها..
وده يديني الحق أسألك .. وانت لازم تجاوبني …


قص عليه جواد كل ماحدث معه منذه ان رآي صورة للافندر بواجهه الاستوديو منذه سنوت وكيف تعلق بها وانتظرها رغم جهله بأي معلومة عنها غير أسمها الذي لم يعرف غيره .. وكيف كان شعوره عندما قابلها بيوم أقترانها بعمار.. وكيف ابتعد بعدها عن الجميع محاولا النسيان والرضا بقضاء الله ونصيبه من تلك الحياة ..

كريم بعد ان فرغ جواد.من سرده الطويل قال :

مش ممكن ياجواد .. في حب بالشكل ده دلوقتي ؟؟
لو حكيت لحد غيري .. هيفتكرك مجنون وبتخرف ..

جواد : طب وانت باكريم … شايفني ازاي ؟؟؟

كريم : أنا مصدق كل أللي قلته ووصفته عن مشاعرك ياجواد
فاهم كل احساس عشته ومستوعبه .. عارف ليه ؟

رمقه جواد بتساؤل صامت فأجاب كريم :

لأني تقريبا حبيت سما بنفس الطريقة.. من اول نظرة وقعت عيني عليها .. قلبي وروحي اتعلقو بيها من غير ما اعرف عنها حتي اسمها

ثم صمت ينظر لجواد متاملا أياه .. ثم أستئنف قائلا :

ده حب الروح للروح ياجواد .. !!

الروح مابتطلبش معلومات ولا مواصفات لما بتتعلق وتحب حد معين ..
الروح بتتألف من غير سبب محدد ومش بتحتاج وقت اكتر من ثانية او لحظة عشان تكون أسيرة لروح تانية …
عشق الروح أقوي وأرقي حب موجود في الدنيا دي بين البشر ..

جواد بعد أن انتعش الأمل داخله لتفهم صديقه لمشاعره …

يعني هتساعدني ياكريم اقرب منها وارتبط بيها ؟لافندر محتاجاني وانا محتاجها .. أنا مش ممكن أسيبها بعد ما ربنا هيأ الظروف بيني وبينها .. لافندر نصيبي وانا بس اللي هعرف أعديها من أزمتها بعد.ربنا

كريم : اوعدك .. هعمل كل اللي اقدر عليه عشان لافندر تكون من نصيبك .. انت تستاهلها وهي تستاهلك ياصاحبي ….


تستنشق النسيم العليل بإستمتاع وابتسامة مرتسمة بوجهها.. وبداخلها ممتنة كثيرا لإصرار كريم علي أصطحابها هي وسما معا للتنزه والجلوس بأحدي الحدائق بصباح هذا اليوم .. نقاء الهواء ورائحة الورد تشعرها بالراحة والهدوء ..
لا تعرف اين ذهب كريم وسما تركوها منذه دقائق ولم يخبراها إلي متي الانتظار …

الشمس أنهاردة جميلة ودافية ومشرقة .. علي يمينك شجرة كبيرة مليانة ازهار وورود جميلة بألوان مبهجة .. وعلي شمالك بعيد شوية في طفل لسة بيحبي بيعافر عشان يوصل للعبته الصغيرة ومامته بتراقبه وهي مستمتعة بأصرار وصبر طفلها ..
وقصادك بالظبط .. في شخص بيتمني كل أيامه تتلون بوجودك في حياته …. شخص حبك من قبل ما يشوفك ..

الشخص ده ……… أسمه جواد !!!!


الشمس أنهاردة جميلة ودافية ومشرقة .. علي يمينك شجرة كبيرة مليانة ازهار وورود جميلة بأاوان مبهجة.. وعلي شمالك بعيد شوية في طفل لسة بيحبي بيعافر عشان يوصل للعبته الصغيرة ومامته بتراقبه وهي مستمتعة بأصرار وصبر طفلها ..

وقصادك بالظبط .. في شخص بيتمني كل أيامه تتلون بوجودك في حياته …. شخص بيحبك من قبل ما يشوفك ..

الشخص ده ……… أسمه جواد !!!!
………….

نفس الصوت .. نفس دفئه وشعور الأمان الذي يسيطر عليها عند سماعه يناديها بحلمها كل ليلة .. حلم يكون بأوله كابوس مفزع وسط ظلمة قاتلة .. فيأتيها هو بصوته كفارس غامض لا تعرفه.. يحيل كابوسها إلي حلم جميل .. تستكين روحها وتهدأ ما أن تشعر بوجوده حولها …

عجيب إحساسها بشخص لم تعرفه ولا تتذكر له ملامح .. فقط أسم عابر كان يمر علي مسامعها أحيانا من زوجها السابق عمار ..

يقف أمامها مباشرة .. يتأمل صفحة وجهها الرقيق .. وعسل عيناها الصافي .. عيناها الأسرة له سنوات دون أن تدري او تعلم بفعلتها…

تعكس تعبيرات وجهها مشاعر شتي مابين التعجب والدهشة والترقب
شاردة وكأنها تتذكر شيئا ما ..

تنحنح قائلا : تسمحيلي أقعد معاكي شوية ؟؟؟
لم تنطق .. مازالت الدهشة تتملكها .. فجلس امامها قائلا ..

انا جواد اكيد سمعتي أسمي ع الأقل وتعرفيه .. أتقدمتلك وطلبت اقابلك كذا مرة .. بس انتي رفضتي .. فأضطريت أعمل كدة سامحيني
بس مش عايزك تخافي او تقلقي .. انا قاعد معاكي وكريم ووالدك واختك سما قاعدين علي ترابيزة قريبة مننا .. يعني مقابلتنا دي في النور وقصاد عيون أهلك..

ثم صمت برهة قائلا: ليه بترفضيني يا لافندر …

أقشعر بدنها من لنطق أسمها بصوته ..تشعر انها نايمة بغرفتها وتحلم به وبصوته…

جواد قائلا بعد أن أحترم صمتها برهة متاملا حركة عينيها المتوترة المتسائلة وهي تحاول الاستيعاب …

أديني فرصة واوعدك مش تندمي ابدا .. اوعدك احافظ عليكي واقويكي واكون عينك اللي تشوفي بيها الدنيا .. اوعدك اعلمك ازاي تعيشي من غير ماتحسي بأي عجز .. لانك بنظري مش عاجزة ولا ناقصة ..

لافندر : وانا هقدملك اية بالمقابل ؟؟؟؟؟

رغم برود نبرة صوتها وهي تلقي سؤالها عليه .. إلا ان قلبه رقص فرحا لسماعها تحدثه عن قرب .. كانت مجرد خيال وطيف ليالي طويلة وعندما وجدها كان لا يحق له النظر او التفكير او الاقتراب منها ..
اما الان هو معها بنفس المكان .. تجمعهم طاولة واحدة ..يستنشقون نفس الهواء .. تحدثه هو بشكل مباشر ..
يالله .. أين كان .. وأين اصبح الان .. حمد الله شكرا
فقد نال ماتمني .. ويوقن ان الله سيمن عليه بها بأخر الأمر ..

هو لها .. وهي لن تكون إلا له !!!

أخذ نفسا عميقا ثم قال لها :

هتقدميلي كتير يا لافندر .. هتقدميلي حياة بتمني اعيش كل لحظة فيها معاكي انتي وبس .. هتقدميلي سعادة مش بحسها غير معاكي ..
ماتستغربيش من كلامي .. انا اعرفك من زمان .. من قبل مايشوفك عمار .. بس مش هقدر احكيلك ازاي عرفتك ..بس اوعدك في يوم هجاوبك وهتعرفي كل حاجة..
لكن اللي اقدر أقوله ليكي .. انك اتأكدت انك مكتوبالي من زمان ..
واني قدرك وانتي نصيبي إلي مش عايز غيره في الدنيا
وهتمسك بيكي لأخر نفس ومش هتخلي عنك حتي لو انتي طلبتي ده

هزتها كلماته هزا .. مشاعره الصادقه لمست اوتار قلبها ..
تشعر بألفة غريبه مع هذا الشخص لا تعرف سببا لها .. لا تخافه ..

ولكن هل تستطيع تلبيه طلبه ؟؟؟ هي لم تعد تصلح لمشاركة حياة مع اخر او تتحمل عبء لن تستطيع حمله لاحقا .. هي عاجزة
كيف يتحاهل هذا او يتقبله ؟!!!
لا .. لن تقبل عرضه او مشاعره .. سترفض !!!!

ولكن والدها !!! ماذا تفعل له كي يقتنع انها تستطيع التكيف والمضي بحياتها وحيدة دون الارتباط .. يؤلمها قلبها بشدة حين تذكرت بكاءه منذه ايام وهو يبثها قلقه الدائم عليها .. وتمسكه بهذا الشخص جواد
وانه خير ونيس ومعين لها بتلك الحياة .. كيف اقنعه وجعله يدافع عنه امامها بهذا الشكل …
لابد ان ينقطع أمل والدها بهذا الشخص ..

قالت بعد ان وجدت حلا سيعفيها من الحرج ولن يجعلها طرفا في كسر خاطر والدها.الجالس قريبا يترقب وينتظر موافقتها ..

أستاذ جواد .. ممكن أطلب منك طلب وتوعدني تحققه؟؟؟

جواد مجيبا علي الفور : أطلبي اللي نفسك فيه وانا هوافق ..

لافندر : عايزاك تروح لبابا وتقوله أنك غيرت رأيك ومش عايز تتجوزني .. وأنك أما كلمتني أتاكدت أني مش مناسبة زوجة ليك
ثم اكملت قائلة :
بابا بيضغط عليا لانه شايفك مصمم علي طلبك .. وشايف فيك المنقذ والأمل. بس انا مش عايزة حد في حياتي .. انا رضيت بنصيبي من الدنيا وكفاية اعيش لوحدي من غير ما اشيل عبء شخص تاني بحياتي
عبء مش هقدر اشيله .. ولا هتحمل فشلي كل لحظة في حياتي مع حد معتقدش هيتحملني مهما كان ..
انت بتتكلم دلوقتي مجرد كلام وبس .. لكن عند الفعل هتتخلي عني وهتضرر من حملي عليك .. وانا مش هستني اعيش الإحساس ده ابدا

ثم اخذت نفسا أعمق مستئنفة حديثها :
انا برفضك .. وبقولك مش موافقة .. وارجوك تنفذلي طلبي !!!

صمت يتأملها بهدوء ثم قال :
يعني انتي عايزاني أنادي والدك دلوقتي واقوله اللي طلبتيه
واني خلاص مش عايزك؟؟؟ وانا أللي برفض؟؟؟

لافندر بلهفة : ايوة أرجوك .. وهيبقي جميل منك مش هنساه ..

ابتسم بغموض قائلا : هنشوف
ثم استدعي والدها وكريم وسما الجالسون قريبا منهم بنفس الحديقة
فأتوا إليهم مسرعين وعلي وجههم الترقب والتمني بسماع ما يريدونه

جواد : عمي أنا اتكلمت مع لافندر وأتناقشنا في نقط كتير مهمة لينا
ووصلنا لقرار اتمني منكم تحترموا ..

اوحت كلماته للافندر أنه سيتفوه بما طلبت هي
فأرتسمت ابتسامة صافية واثقة علي وجهها .. فأخيرا ستتخلص من عبء تلك الزيجة وإلحاح من حولها للزواج من هذا الشخص ..

تامل جواد نظرة الانتصار والراحة علي وجهها ثم تأمل الترقب والقلق علي وجه ابيها وشقيقتها وكريم ايضا

فأخذ نفسا عميقا ملأ به صدره ثم أستئنف قائلا :

لافندر وافقت علي جوازنا ياعمي .. واتفقنا ان كتب كتابنا هيكون أخر الأسبوع…وبعد اذنكم بكرة هزوركم انا وأهلي وهطلبها رسمي!!!!!


لا تصدق ما فعل هذا الماكر المخادع جواد .. لقد.اخبرهم بعكس ما قالت له.. ماذا تفعل ووالدها يحتضنها باكيا بشدة ولا يصدق انها وافقت علي هذا المدعو جواد .. ماذا تقول.. هل تخذل هذا الرجل المسكين وتخبره انها ترفض الزواج وأن هذا الشخص كاذب ولم يقول حقيقة ما اتفقوا عليه من دقائق..

محاصرة بينهم .. ابيها يبكي فرحا.. وشقيقتها لاول مرة بحياتها تسمعها وهي تطلق هذا الصوت (تزغرد كالنساء بالافراح )
حتي انتي يا سما تأمرتي عليا معهم
وكريم الذي يهنئء صديقه بحماس وقوة وتسمع صوت أحتضانهما معا هو وجواد الماكر الذي يتلقي التهنئة ببراءة وكأنه لم يخدع أحدا..

والذي راح يقص عليهم تفاصيل مغايرة لما قالت معه ..

تبا لك ولمكرك اللعين ياجواد ..

وكي يكتمل الحصار وتضيق الدائرة عليها اكثر
راح يحسها والدها علي ان تسمعه موافقتها من بين شفتيها حتي يطمئن

ألا يكفي كذب عريس الغفلة يا أبي.. لابد ان تسمعون كذبي انا الاخري
انا المخدوعة الضائعة بمكر هذا العريس المخادع ..

انطقيها يابنتي وريحي قلبي ابوس ايدك .. قولي انك موافقة ..

أغمضت عينيها بعجز كامل عن التصرفى.. كيف تخذل ابيها وتكسر فرحته .. لا والله لن تفعلها .. ستجبر خاطره .. وللحديث بقية مع هذا اللعين ..

انا ………..موافقة يا بابا ……!!!


عاد إلي بيته طائرا .. الفرحة لا تساع قلبه .. أخيرا سيتزوج بحبيبة قلبه لافندر ..توأم روحه ومعشوقته ومعذبته …

والأن بعد ان كسب معركته مع لافندر بالحيلة والخداع .. لم يكن امامه لإخضاعها سوي تلك الطريقة الماكرة …

حان دور معركته الأخري مع أهله …..ومع والدته تحديدا
فهو علي يقين برفضها الاكيد لتلك الزيجة .. ولكن لن يكون جواد ان لم يخضعها هي الاخري لرغبته …

فإن كان في السابق ..ضعيف الموقف و عاشقا بدون أمل .. معذب ومستسلما لقدره
فهو الأن يشعر بالقوة … الظروف هيئة قربهما .. ولن تقف بطريقه عقبة مهما كانت …سيزيح كل العقبات من طريقه !!!


لافندر مرات عمار ؟!!!

جواد :طليقته يا أمي …مش مراته ..

ام جواد: يا سلام !! ..والإضافة العظيمة بتاعتك دي المفروض تخليني ازغرط واقولك مبروك .. روح أتجوز طليقة صاحبك واللي كمان فقدت بصرها ؟؟؟؟ يعني جوزها سابها لانها مش هتقدر تشيل بيت وتراعي اسرة .. تقوم انت سايب كل البنات اللي جبتهالك
ورايح تشاورلي وتقولي عايز دي ؟!!!!

أنت اتجننت ياجواد ؟؟؟؟؟؟

صامت جواد يستمع لثورتها المتوقعة بهدوء عجيب ومستفز لها
وما ان انتهت حتي نظر لأبيه قائلا:
ممكن أسمع رايك يا بابا لو سمحت .. عشان ارد مرة واحدة واقول اللي عندي …

ابو جواد وهو يتامل ابنه بنظرة ثاقبة :

أشمعني دي اللي متمسك بيها يا جواد ؟!!

جواد بحزم وثقة : لأنها الوحيدة اللي حبيتها !!!

ام جواد بعصبية اكثر : بردو هيرجع ويقولي حبيتها.. يابني حبيتها امتي بس .. وانت تعرفها منين ده يدوب سمعت عنها وانت رايح فرحها وبعدها عملت حادثة وبقالها سنة عامية .. وانت اصلا مالكش معاهم علاقة .. منين عرفتها عشان تقولي حبيتها !!
ولا انت شفقان بس عليها عشان ظروفها ؟؟ لو كدة قولي عشان ساعتها بردو هقولك لأ.. لان مش معني انك تشفق علي واحدة تقوم تتجوزها!!

جواد بعد أن أتجه إلي حيث تجلس والدته وجثي بركبتيه أمامها ملتقطا كفيها بين راحتيه مقبلها بحب واحترام ..
ثم نظر إليها وعيناه تستجدي عاطفتها وتفهمها وإحساسها الأمومي تجاهه… ثم قال :

أنا عمري ما اتمنيت في عمري كله غير رضاكي يا أمي انتي وبابا
ولا عمري كنت بشغل بالي هتجوز مين ولا امتي وايه مواصفاتها
ولا كان بيلفت نظري جمال واحدة .. انا كنت دايما مستني روح أحبها وأحس انها هي بس اللي هتكملني.. عمري ما دورت علي شكل ولا جمال فاني

بتسأليني حبيتها امتي ؟.. حبيتها من زمان ومن قبل ما يعرفها عمار
شوفتها وحبيتها واستنيتها واتعذبت لما عرفت انها لغيري وأتقبلت نصيبي وبعدت واتمنيتلهم السعادة من قلبي .. وطلبت من ربنا يريح قلبي وينورلي طريق الصح ويهديني ..

ما كنتش مرتاح يا امي بس كنت صابر ومحتسب كل ألم روحي عند ربنا لأنه هو بس أللي عالم بحالي ..

بس الظروف اتغيرت .. بقيت اقدر اقرب منها بعد ما اتخلي عنها عمار و بقيت وحيدة .. بس رغبتي فيها مش شفقة ابدا زي ما قلتي يا امي .. رغبتي فيها حب حقيقي.. وامنية ما اتمنيتش غيرها لنفسي

ثم صمت ينظر لابيه ثم لوالدته بابتسامة حزينة …

انا دلوقتي سعادتي في أيدكم … وتعاستي بردو في أيدكم ..
وانا راضي بحكمكم عليا .. ومش هراجعكم في قرارقكم ..

بس في حالة الرفض.. ماتنتظروش في يوم أني أتجوز حد غيرها !!!


يرضيك عمايل ابنك دي ياحاج .. بقي يصوم يصوم ويفطر علي بصلة !

ابني واول فرحتي يتجوز مطلقة و عامية؟ في شرع مين ده ياربي

ابو جواد : أنا مش هقولك اني مش مصدوم ولا مستغرب .. بس انا كنت حاسس دايما انه مخبي حاجة جواه .. جواد مش صغير ولاطايش
أبنك مش عايز غيرها ولو رفضنا هيضرب عن الجواز خالص
وانتي عارفة كويس انه مابيهددش وخلاص .. مادام قال مش هيتجوز غيرها يبقي لا انا ولا أنتي هنعرف نغير قراره ..
جواد طول عمره أبن بار بيا وبيكي عمره ما عصي لينا امر
وحتي في موضوع البنت دي مش هيعصانا وهينفذ رغبتنا .. بس هيكون علي حساب سعادته هو يا أم جواد …

ام جواد بذهول : يعني عايز توافقه علي جنانه ده ياحاج ؟؟؟

ابو جواد بهدوء وتفهم لثورة زوجته :

ده مش حنان ده حب .. ابنك بيحب البنت دي بالذات ومش عايز غيرها .. ده نصيبه وهو قابل وراضي بيه .. ليه نتعسه بأيدينا يا ام جواد.. هترتاحي لو فضل جمبك من غير جواز ؟؟؟

أم جواد بحزن : طول عمري كنت بحلم أجوزه زينة البنات كلها .. بنت مالهاش مثيل لأن جواد ابني راجل يابخت اللي هيكون من نصيبها

ابو جواد : البنت مش ذنبها أن ربنا ابتلاها واختبرها في بصرها ..
كلنا بنمشي واحنا معرضين لأي ابتلاء من ربنا فينا او في ولادنا .. مادام هي نفسها محترمة وبنت حلال .. وهو راضي بظروفها وهيعرف يكيف نفسه معاها .. مالنا ومالهم احنا .. أنتي ما عليكي غير انك تدعيله وتدعيلها كمان بالتوفيق .. دي مسكينة بردو يا ام جواد لسة بتتفتح للدنيا وربنا أختبرها وابتلاها … وابنك عشان شهامته وقلبه الابيض ده صدقيني ربنا هيجبرهم هما الاتنين سوا.. مين عارف بكرة مخبي ايه .. ربك قادر في لمح البصر يرجعلها نظرها ..
بعيدة ولا صعبة علي اللي خلقك يا ام جواد ؟؟؟؟

ام جواد بخشوع : حاشا لله الشافي المعافي قادر علي كل شيء ولا يعجزه شيء في الكون كله …

أبو جواد وهو يقبل جبين زوجته :

هي دي ام جواد حبيتي وعشرة عمري .. الست الاصيلة الطيبة ..
يلا بقي روحي لأبنك طيبي خاطره وفرحي قلبه .. وقوليلو بكرة هنروح معاه نخطبله البنت أللي اختارها بنفسه .. وربنا يقدم اللي فيه الخير للجميع ……


لاول مرة منذه ولادتها تسمع غناء أبيها .. يا الله ماذا حدث للرجل..!!

منذه ان سمع موافقتها علي هذا المخادع جواد .. وهو يحتضنها ويقبلها بين لحظة واخري مهنئا لها متمنيا لهما السعادة …
أي سعادة وهي تتزوج بالحيلة والمكر ؟؟ وعندما طلبت من والدها ان تحدثه علي انفراد رفض اللئيم جواد وتعلل بضرورة ذهابه لإخبار والديه وأستعدادهم للغد ….
حسنا لن أعدم إيجاد طريقة ما لإفشال تلك الزيجة .. صبرا يا جواد !!

الفصل الثامن


أتي جواد مع والديه .. فأستقبلهما الحاج جمال والد لافندر بكل ترحيب متوجها بهم بالغرفة المخصصة للضيوف ..


يجلس جواد وبجواره كريم .. أما سما فهي تساعد شقيقتها لأستقبال جواد ووالديه ..

لافندر : انا هوريه الكداب ده .. بقي يضحك عليا ويقولي اتفقنا ويجي قدامكم ويحطني قدام الأمر الواقع .. أنا هعلمك الادب ياجواد

سما بضحك متواصل منذ ان قصت لها لافندر ما حدث من جواد أمس وهي تضحك بهستيريا .. وتذكرت مافعله كريم قبلا عندما أجبرها بالحيلة ان تتم خطبتهما …

قالت من وسط ضحكها : واضح انهم اصحاب اوي وتفكيرهم واحد …
بس انا بقي هرد عليكي .. بنفس كلامك اللي قولتيه ليه وقتها …

ثم أحاطت وجهه شقيقتها براحتيها بحنان:

مش يمكن ده تعويض ربنا ليكي يا لافندر ؟ يمكن يكون هو اللي سعادتك وأمانك معاه .. ماترفضيش عطايا ربنا انتي كمان يا لافندر .. جواد هيموت عليكي .. كريم بيقولي محدش هيسعد ويصون لافندر زي جواد .. وانا كمان ده احساسي بيه ..

لافندر : طب لو هو هيسعدني .. انا هقدر اسعده يا سما ؟؟؟ انا هبقي عبء عليه وحمل تقيل مع الوقت هيمل مني ويسبني .. اعمل ايه ساعتها قوليلي ؟؟

سما بنفي: غلطانة يا لافندر … الكلام ده لو كان مش عارف ولا فاهم حالتك .. بالعكس رغم علمه فهو مصر عليكي وعايزك أنتي .. يعني هو فاهم كويس حياتكم هتكون ازاي ومتقبلها وعارف انه هيكون عون ليكي .. يبقي ليه انتي رافضة وقلقانة من الفشل ؟!!!

ثم اكملت حديثها قائلة :

فاكرة اما قولتيلي ان بعد كل محنة وبلاء.. بتيجي منحة من ربنا لينا؟

انتي محنتك عرفتك مين ممكن يتحملك ومين هرب وخذلك..

ربنا بعتلك جواد.. منحة ربنا ليكي .. وبكرة هتفتكري كلام ده كويس…


اطلت عليهم لافندر بوجهها الملائكي الصافي وعيناها العسلية ووجهها البشوش .. مرتدية رداء طويل بدون اكمام بلون سماوي وقميصا باكمام بيضاء وحجاب أبيض .. كانت رائعة حتي ان ام جواد قالت :

بسم الله ما شاء الله يابنتي .. بدر منور الله اكبر!!
ابتسمت لافندر ابتسامة رزينة قائلة : شكرا لحضرتك ..

ثم أجلستها سما بالقرب من ام جواد وجاورت هي الأخري شقيقتها ..
كان جواد يختلس النظر إلي لافندر بين لحظة واخري..
إلي ان وجدها تميل علي والدته وتقول شيئا ما .. ثم وجد والدته تطلب بعدها الجلوس مع لافندر بمفردهم .. توجس خيفة منها
هو منذ ان خدعها أمس وهو يحاول تجنب الأنفراد بها حتي لا تلومه او تعاتبه لا يريد ان يحدثها إلا عندما تكون زوجته بنهاية الأسبوع…

تري ماذا ستقول لوالدته .. مؤكد تبحث عن حيلة لإفشال زيجتهم ..

ولكن هل يسمح لها بهذا …؟؟؟؟؟

فانتصب واقفا مناديا لوالدته قائلا : ماما لو سمحتي عايزك شوية ..

همت والدته بالرد عليه .. فتشبثت بذراعها لافندر قائلة..
معلش يا طنط .. اكلم حضرتك الاول واوعدك مش هأخرك ..


نجحت لافندر بالاختلاء بأم جواد بمكان أخر كما خططت مسبقا ..
فأملها الوحيد هو والدة جواد .. فإن رفضتها زوجة لأبنها .. ستتخلص من تلك الزيجة دون إغضاب أبيها منها ..

تنحنحت لافندر وهي تحاول أنتقاء الكلمات المناسبة للخوض فيما تريد قوله …

قالت : أولا أنا بشكر حضرتك جدا أنك جيتي تخطبيني لأبنك رغم ظروفي اللي واضحة لحضرتك ..
وهي أني واحدة فاقدة بصري .. مش هقدر أقوم بوجباتي زي أي واحدة في بيتها مع زوجها وولادها لو في أولاد ..هبقي عبء علي أبنك ومش هسعده .. انا معرفش ليه هو مصر عليا رغم ظروفي

بس انا مقدرش أتعس أنسان معايا .. انا رضيت بنصيبي وقدري وهكيف نفسي علي وضعي ده .. لكن هو أيه ذنبه يعيش معايا وانا بالعجز ده ؟

عشان كدة بطلب من حضرتك تساعديني ان الموضوع مايكملش .. ده من مصلحة أبنك اللي هي اكيد تهمك في المقام الأول..

انا للاسف حاولت أرفض بس والدي زي أي أب عايز يطمن علي بنته
أتمسك بالامل ان أستاذ جواد طلبني اكتر من مرة… وده خلي بابا يضغط عليا عاطفيا ..وانا مش قادرة اكسر خاطره واضيع فرحته .. فأرجوكي ساعديني .. وسامحيني لو كلامي في اي شيء ضايقك مني.

كانت أم جواد تنصت لها بتركيز شديد .. ومشاعر شتي تتملكها ..

أمامها فتاة جميلة رقيقة ناعمة خلوقة محترمة .. بها صفات كثيرة كانت تتمناها بزوجة ابنها .. كم اشفقت عليها وعلي حالها .. مصيبتها عظيمة ولكن تصبر وتحاول التعايش مع هذا البلاء
وبالوقت نفسه ليست أنانية .. لا تريد ان تكون حملا ثقيلا علي كاهل ابنها .. كم حساسة تلك الفتاة وطيبة …

تذكرت دفاع جواد عنها بأستماتة .. واستعداده ألا يتزوج كل عمره إن لم تكن هي زوجته ..
معذور ياجواد ..انت أحببت ملاكا لا بشر .. ماذنبها بما حدث .. من منا لا يبتلي بشيء بصحته او ماله او أولاده .. جميعنا معرضا لتلك الابتلاءات

ولكن ليس جميعنا يصبر عليها ويتقبلها شاكرا
فمن تقبل وشكر .. وجد مخرجا وعوضا كبير من الله ..

الأن فقط احست بالراحة .. ابنها أخذ قرار صائب .. هي زوجة صالحة لولدها باذن الله .. وستدعو الله بكل أخلاص ان يمنحها الشفاء من عنده ..

بينما ام جواد شاردة بافكارها وهي تتأمل لافندر
كانت الأخيرة تنتظر منها جوابا علي ما قالت .. فلما طال صمتها ولم تجد منها ردا قالت :
حضرتك لسة معايا يا امي ؟؟؟؟

لم تخطط لافندر لقول تلك الكلمة لها .. كما لم تتوقع ام جواد أن تتأثر بمخاطبتها بهذا النداء منها وتستفز عاطفتها كأم هكذا .. فما أن دعتها لافندر بأمي .. حتي تلقفتها أم جواد بين أحضانها بشكل مباغت ..

محرومة هي وشقيقتها من هذا الحضن الأمومي منذ صغرهما كم تمنت أن تكون والدتها علي قيد الحياة.. لحظات كثيرة مرت بها كانت تحتاج وجودها وحنانها ودعمها .. وحضنا منها ..كهذا الذي يضمها الأن .. كم حنونة تلك المرآة .. وجدت لافندر نفسها تحيط ام جواد بذراعيها وتبكي ..!!
لما بكت ؟لا تدري تحديدا السبب .. حنين لحضن الام بحياتها.. او أحتياج لهذا النوع من الحنان الامومي وهي بتلك المحنة ..
لا تهم الاسباب .. هي تنعم بتلك اللحظة وكفي .. فلتذهب الاسباب والمبررات إلي الجحيم .. دفنت وجهها بصدر أم جواد باكية بكل مافيها من حزن وهم وضعف وضياع ووحدة ..!!


عيناه تترقب باب الغرفة المختفية بها لافندر مع والدته ..

ماذا يحدث معهما .. لما أختفيا هكذا .. فيما يتحدثان .. ونتيجة حديثهم هلي ستكون بصالحه أم ضد رغبته وتحقيق أمنيته ..مهما كانت نتيجة حديثهما.. لن يتركها .. لافندر له مهما فعلت .. ربما يتصرف بأنانية وخداع معها متجاهلا رغبتها .. ولكن هل عندما يأخذ طفلك قرار خاطيء يؤذي حياته توافقه؟ .. أم تمارس سيطرتك عليه التي هي بالاساس بدافع حبك الشديد له!! .. هذا شعوره بالظبط معها .. حبيبته كطفلته هو من سيرعاها لا غيره .. حتي وان عاندت ..
فيوما ما ستدرك أنها كانت علي خطأ.. وكان هو لديه كل حق …


أسمعيني يابنتي .. زي ماكلمتني بشحاعة وصراحة أحييكي عليهم وبجد كبروكي أوي في نظري .. هكلمك بنفس الصراحة دي ..

لما جواد جه أمبارح صارحنا برغبته بالأرتباط بيكي .. انا ثورت عليه ورفضت وزعلت واستنكرت أزاي يقرر يتجوز طليقة صاحبة ..
بعد ماجبت عشانه عرايس اشكال وألوان كلهم مافيهمش غلطة واحدة .. قربو يكونوا كاملين .. بجمالهم وتعليمهم وعقلهم ومالهم كمان .. بنات ع الفرازة زي مابيقولوا.. وهو كان بيرفض من غير مايبص عليهم ولا يفرقوا معاه وحتي لو شاف واحدة مهما كانت جميلة ماكانش ينشد ليها أبدا … دايما كان يقولي مش هتجوز غير واحدة تخطف روحي وقلبي من غير ما اقاومها ولا افكر بعدها هي حلوة ولا وحشة ولا ايه مواصفاتها .. واحدة تأسره وتخليه يشاور عليها ويقول مافيش غير دي

صمتت تبتلع ريقها وتلتقط انفاسها ثم أستئنفت قائلة ..

لما عرفت بظروفك اعترضت ورفضت وأستغربت أزاي يختارك أنتي بالذات رغم ظروفك وهو مافيهوش عيب ويستاهل احسن واحدة بالعالم .. أشمعني أنتي اللي شاور عليها و قال هي دي ؟؟؟

لما سألته انا وأبوه .. رد وقالنا بمنتهي الوضوح والقوة ..
أنه بيحبك انتي بالذات ولو رفضنا ارتباطه بيكي .. هينفذ رغبتنا .. بس هيحرم علي نفسه الجواز من واحدة غيرك طول عمره .. وأبني عمره ما قال حاجة ومعملهاش .. فجيت لما شوفت حزنه وزعله من رفضي ليكي .. ما هانش عليا في الأخر .. جواد ده اول فرحتنا وسندنا في الدنيا بعد رب العالمين .. وسند لأخته وعزوتها .. أزاي أكسر فرحته بيكي .. جيت عشانه وانا راضية عنه وبدعيله بالسعادة ..

وألتزمت الصمت برهة أخري تتأمل لافندر الساكنة تتلقي صراحتها بكل تهذيب وهدوء شديد .. ثم اكملت حديثها قائلة ..

لحد ما أخدتيني هنا وكلمتيني انك رافضة جوازك من جواد ..
بترفضي تكوني أنانية او عبء علي غيرك .. مع أن واحدة تانية كانت أستغلت الفرصة وماصدقت بس انتي يابنتي اتصرفتي بأخلاق وضمير ونقاء مش موجود في ناس كتير ..
بنقائك وبراءتك وعفويتك وأنتي بتناديني أمي ..
حسستيني قد أيه أنا صغيرة قدامك بتفكيري الاناني اللي ظلمك..

وفكرتيني ببنتي نهي .. لو كانت هي مكانك كنت هفكر بنفس الطريقة ؟
ولا كنت هتمنالها فرصة تاني بالحياة .. تعيش فيها وتتهني
عشان كدة أخدتك في حضني .. حضن أعتذار مني لرفضك من قبل ما أشوفك ..
فجأة أنتبهت أم جواد علي دموعها السارية علي وجنتيها بصمت ..
فمسحت دموعها بحنان قائلة ..
في عروسة تبكي كدة قصاد مامتها بردو ؟؟؟
لافندر وهي تردد كلمتها بدهشة : مامتها ؟؟؟؟

ام جواد وهي تحتضنها مرة أخري قائلة : طبعا مامتها .. هي مرات أبني مش تبقي بنتي بردو ولا أيه ..
لافندر : بس انا مش هينفع اكون مرات ابنك .. صدقيني مش هقدر..
أم جواد وهي تملس علي احدي وجنتيها بحنان : مين قال كدة .. بالعكس هتقدري هتكوني ونعمة الزوجة والام لأحفادي كمان ..

اسمعيني يابنتي .. انا عمري ما استحيت أعتذر لحد لو غلط في حقه .
عشان كدة بقولك انا أ…… …………
لم تدعها لافندر ان تكمل جملتها.. قاطعتها قائلة ..
أرجوكي ماتعتذريش .. تصرفك طبيعي جدا وماتتلاميش عليه ابدا بالعكس رفضك ليا مبرره قوي .. انا فعلا ما اصلحش زوجة ولا ربة اسرة
عشان كدة سامحيني ..انا مصرة علي رفضي وطلبي من حضرتك انك ماتخليش الموضوع ده يتم ..

ابتسمت ام جواد بمكر قائلة : عنده حق جواد ياخدك بالحيلة مادام عنيدة ومش عارفة مصلحتك .. وانا بقي مش هدعمك لانك غلط وابني هو أللي صح .. واحنا معندناش بنات تقول لأ………..!!!!


يوم عقد القران صباحا…

الجميع حولها يستعد بفرح شديد لتلك المناسبة .. ابيها الذي لم يكف عن المزاح هو وكريم طوال الوقت وضحكاته العاليه الراضية السعيدة
أبيها يطير فرحا لزواجها من جواد .. سما تتسلي عليها طوال اليوم بماسكات عجيبة للوجه حتي انها أشمئزت من رائحتها العجيبة المكونات .. منذه متي تهتم بتلك الخرافات .. اي ماسكات تلك التي تفعلها ببشرة وجهها المسكين .. لما لا يتركوها بمفردها قليلا تستوعب مايحدث حولها ..!!

هي ستتزوج من شخص أسمه جواد ؟؟؟حقا !!
كيف وصلت إلي تلك المرحلة .. كانت تضع أمالا كبيرة علي والدة جواد بإفشال تلك الزيجة .. ولكن الغريب ان السيدة تمسكت بها هي الأخري حتي انها بعد ان خرجا سويا بعد نقاشهما بمفردهما بتلك الغرفة
عندما سألها جواد فيما تحدثا .. قالت والدته له بخبث..
انني كنت استفسر عنه منها ببعض النقاط حتي أطمئن إليه .. ياويلي!!
السيدة تصرفت كأبنها وخدعتني هي الاخري .. لقد صممت علي الرفض وطلب المساعدة منها .. فأوهمتني بالخضوع لرغبتي .. ثم باعتني امامه وبدلت الحقيقة .. عجبا .. هل تراني قادرة علي انجاح تجربة زواج بظروفي تلك ؟؟؟

ولكن بعيدا عن كل ما حدث.. لم انسي إحساسي وهي تحتضنني كأم وأبنتها
كم هي سيدة حنونة بشدة .. خدرت مشاعري بجرعة الحنان تلك وكأنني كنت أخذ جرعة مهديء لروحي واعصابي المجهدة. استسلمت لها وهي تخبر أبنها كذبا بموافقتي ولم يشغلني سوي احساس الراحة الذي انتابني بوقتها …
ثم تنهدت لافندر بعمق راجية من الله بقرارة نفسها ان يوفقها بحياتها وان تكون كما يتوقعون جميعا منها .. قادرة قوية محتسبة امرها لله

تري ياجواد .. ستكون تعويضي ومكافئتي من رب العالمين كما قالت لي شقيقتي ؟.. ام ستكون وجعا جديدا يزيد رصيد أوجاعي وخيباتي وفشلي …… اللهم افعل لي الخير ووفقني لما تحب وترضي ..


ما اكرمك وما ارحمك يا الله ..
سخي بعطائك ..كريم بتعويضك لعبادك الصابريين علي البلاء
حبيبتي لافندر ستكون اليوم زوجتي وحقي ومكافئتي الكبري..
هل هناك بهذا الكون من هو أسعد مني !!!!


اللهم بارك لهما وبارك عليهما واجمع بينهما في الخير” ..

وما ان انتهي عقد القران حتي انطلقت التهاني والزغاريد والمباركة من الجميع.. أصبحت هي وجواد زوجين علي سنه الله ورسوله ..


الان فقط يحق له الاختلاء بها والحديث معها دون قلق من تهورها
أصبحت زوجته .. فكيف لها الفرار من قدرها …. وهو قدرها …

تجلس صامتة هادئة غير تبدو شاردة بشيء..

يتأملها عن قرب .. يتشرب ملامحها هي زوجته وحلاله .. يعلم انها لم ترضي بعد.. ولكن هو سيغير كل شيء .. بيوما ما وقريب ستكون راضية وسعيدة ومطمئنة له .. هذه هي معركته الاخيرة مع حبيبته .. ان يجعلها تتقبله وتشعر بحبه وشغفه وعشقه لها …

تنحنح قليلا حتي يعلن عن وجوده .. فانتبهت من شرودها علي صوته
قائلة بغصب يعلم أسبابه و ينتظره منها :
عملت اللي في دماغك وأتجوزتني بالحيلة وخدعتني ؟؟؟ أرتاحت دلوقتي بتصرفك ده يا أستاذ جواد ؟؟؟

جواد مبتسما لغضبها الذيذ و عبوس وجهها وهي تلومه .. جميلة حتي بغضبها …
قال قاصدا استفزازها أكثر: في واحدة بردو تقول لجوزها يا استاذ ؟

لافندر وهي تجز علي أسنانها : بس ماتقولش جوزي .. أنت مش جوزي

جواد بهدوء : تحبي أثبتلك اني جوزك بجد ؟؟؟؟

صمتت تفكر بمقصدة وكيف له ان يثبت انه ………..

باغتها بقبلة رقيقة خاطفة علي إحدي وجنتيها..فتسمرت مكانها بعين متسعة كتمثال من تلك المباغته الغير متوقعة منه .. فقالت بإرتباك تحاول إخفاءه قدر استطاعتها

أااا…..أنت ايه اللي انت عملته ده ؟؟؟

فعاجلها بقبلة اخري خاطفة بوجنتها الاخري قائلا : عملت كدة ..
ارتبكت حركة عينيها يمينا ويسارا وتقسم داخلها انها اصبحت بلون الطماطم الناضجة من كثرة خجلها..

وعندما سمعته يتسأل إن كانت تحتاج لأثبات أكثر وأعمق .. فاتجه تفكيرها فورا إلي شفتيها هل يمكن ان يفعلها هذا الوقح .. فبلمح البصر كممت شفتيها بكفيها الاثنين معا.. قبل ان يتهور اكثر..

الرجل يبدو جن وفقد عقله حقا…

فأنفجر ضاحكا علي تصرفها قائلا من بين ضحكاته :

انتي نيتك وحشة اوي والله ما كنت هعمل كدة .. كنت هبوس جبينك

ثم اقترب لاذنها قائلا بصوت خافت : كدة صدقتي اني بقيت جوزك ؟

أحمرت غضبا هذه المرة قائلة: اخرج برة حالا بدال ما أنادي بابا واصوت وأقوله علي وقاحتك دي ..

جواد ضاحكا : ولو ان محدش بقا يقدر يمنعني أفضل معاكي زي ما احب .. بس خلاص همشي ..والايام بينا كتير يازوجتي العزيزة ..!!


تم الاتفاق علي ان يتم زفاف جواد ولافندر بعد شهر واحد من عقد القران .. وهذا بإلحاح شديد من جواد .. كما تكفلت والدته بإقناع لافندر بهذا الموعد .. فوالدته الحبيبة اصبحت تدعمه وتبارك أقترانه بلافندر بعد ان فتح الله قلبها لتلك الفتاة منذه ان رآتها وتحدثت معها
كم اسعده هذا بشكل لا يوصف .. وقد.ايقن ان الله يقربه منها بكل السبل .. فلم يتوقع ابدا ان تدعمه والدته وترضي عنها بتلك السرعة
حبيبته الأسرة أسرت قلب والدته كما فعلت معه بصورتها منذه سنوات
…………
قام جواد بتجهيز وترتيب شقته الزوجية بمساعدة والدته وشقيقته نهي التي أتت خصيصا من غربتها لحضور زفافه هي وطفليها ريناد وعمر الصغير..
انتقي جواد قطع أثاث آمنه من وجهه نظره لا تحتوي بتصميمها علي اي زخارف او قطع من الزجاج.. حتي إن وقعت لأي سبب لاتمثل علي زوحته أي خطر أذا تناثر الزجاج حولها .. ورتبها بشكل يجعل حركة لافندر فيما بعد مريحة بالمنزل حتي لا تصطدم بشي بطريقها .. كما قرر انه سوف يدربها علي ان تعرف كيف تسير بأدراك لكل القطع حولها وتحدد اماكنها.. يحاول بقدر مايستطيع ان يسهل لها امورها فيما بعد
سيعينها ويساعدها ويشاركها بكل شيء .. لن يشعرها بنقص او عجز .!!


مش قادرة اصدق ياكريم .. انهاردة زفاف لافندر وجواد .. اخيرا هطمن عليها وبابا قلبه هيرتاح بعد ما كان حزين علشانها ..

كريم وهو يضع بفمها قطعة فاكهه صغيرة : ربنا فضله واسع وكريم في عطاياه دايما .. لافندر وجواد الاتنين يستحقوا السعادة وبجد يستاهلو بعض ..
ثم ضمها لحضنه قائلا : أما بالنسبة لبابا ففرحته هتزيد اكتر وأكتر اما نقوله الخبر الحلو اللي عندنا ..

سما بسعادة ممتزجة بالخجل :
يعني انت فرحان ياكريم أن هيبقي عندنا بيبي ..
كريم وهو يضمها اكثر مقبلا جبينها بحنو : فرحان دي ماتعبرش عن إحساسي وسعادتي بيكي وبالخبر ده … ربنا يحفظك ليا وتقومي بالسلامة وتجيبلي سوما صغيرة وجميلة زيك ..


الله اكبر .. ماشاء الله .. بدر في ليلة تمامه يا قلب أمك..

جواد وهو يتمم علي اناقة حلته السوداء وينثر قطرات من العطر :

القرد في عين أمه يا ام جواد..

ام جواد باعتراض : فشر .. قرد ده ايه الله اكبر عليك قمر يا عين امك..

جواد مقبلا كف والدته .. ربنا مايحرمني حنانك يا ست الكل ..
أم جواد : ويسعدك ويعوضك اللي فاتك مع عروستك ويرزقكم الذرية الصالحة يا ابني
جواد :اللهم امين يا امي..امال فين نهي والقرود بتوعها ..
ام جواد بضحكة حانية : ماتقولش كدة علي احفادي حبايبي
عموما هي بتلبسهم جوة.. وبتجهز هي كمان .. وابوك جاهز ونزل الجامع شوية وقال انه مستنينا تحت نعدي علية هناك وهنروح أحنا القاعة ..
وانت بالسلامة تروح تجيب عروستك ..!!!


لافندر محتضنة اختها بفرحة صادقة : بجد يا سوما .. انا هبقي خالتو
الله ده أحلي خبر سمعته من فترة طويلة .. انا هستني البيبي ده بفارغ الصبر ..
سما بسعادة :
كلنا هنستناه يشرف وينورنا .. عقبال ياحبيبتي انتي وجواد..

لافندر وقد انطفأ وجهها وارتسم القلق والحزن معا..
سما : مالك حبيبة قلبي وشك اتغير ليه ؟

لافندر : ماكنتش عايزة فرح تاني وقاعة ومعازيم تتفرج علي العروسة المسكينة الضريرة .. كان كفاية حفلة عائلية وخلاص يا سما ..

فأحاطت سما وجهها بكفيها قائلة بحنو :

وايه يمنع انك تعملي فرح وتتهني وتفرحي انتي وجواد .. اللي من حقه هو كمان يفرح بيكي بطريقته قصاد.كل الناس ..
انتي اول فرحته.. وهو فرحة عمرك كله.. انسي يا لافندر تجربتك السابقة لأنك اصلا مالحقتيش تعيشيها مع عمار ..

جواد هو دنيتك الجديدة والحلوة.. اعملي كل حاجة معاه من اولها
وماتنسيش انتي يعتبر ما اتجوزتيش عمار أصلا .. وانتي طبعا فاهمة
قصدي …ثم قبلتها من جبينها قائلة:

ماتقلقيش من حاجة ولا تخافي .. جواد حنين وطيب وبيحبك جدا وهيحافظ عليكي ومش هيأذيكي او يجرحك ابدا .. افرحي يا لافندر .. صدقيني ايامك الحلوة خلاص أبتدت .. انسي كل اللي فات وانسي ظروفك اللي مامنعتش عنك السعادة ..اهو انهادة فرحك مع انسان بيتمني رضاكي وسعادتك عايزة ايه تاني عشان يطمن بالك؟

لافندر بتنهيدة : عايزة اعرف .. انا كمان هقدر اسعده ؟؟ هنجح في حياتي معاه .. ولا هتعسه معايا يا سما .. خايفه من فشلي وعجزي
انا في حاجات كتير دلوقتي مش بعرف اعملها لوحدي ياسما .. ازاي هعتمد عليه بكل شيء .. انا اصلا لسة مش متقبلة اننا متجوزين .. مش واخدة عليه .. انا بسرعة لقيتني متجوزة ..

سما : حبيبتي ارمي حمولك علي اللي خلقك .. وهو هيدبرلك كل امورك .. بأذن الله مش هتشوفي غير كل خير وسعادة ..


يحتوي كفها بين كفه بحنو بعد ماشعر بتوترها عقب دخولهما القاعة..
يفهم ويعي رهبتها الان من الاحتكاك بالناس بعد تلك الحادثة .. تفضل الوحدة والهدوء .. كان يستطيع تنفيذ رغبتها وعدم إقامة حفل .. ولكنه اراد لها ألا تخاف احدا.. يريدها ان تتعامل بشكل طبيعي هي لا ينقصها شيء بنظره ويجب ان يزرع بروحها القوة والثقة بنفسها .. سيعلمها كيف تواجهه الحياة بروح جديدة وإرادة قويه ..


كان حفلا بسيطا وقصيرا ..كان الجميع يدعوا لهما بالسعادة .. لم يحضر سوي المقربين منهما ..غير الاهل حضر اصدقاء لافندر القليلين واصدقاء سما المقربين ومن اهمهم هدير وزوجها ايضا ..و اصدقاء جواد وايضا مديره بالعمل حضر مع زوجته .. وكانت هديته لجواد وعروسه اسبوعين كاملين بالشاليه المملوك له بمرسي مطروح .. بمكان هاديء نوعا ما .. حتي يناسب شهر عسلهما هناك .. كما صرف له مكافئة سخيه فهو يعتبر جواد مثل ابنه ..


انتهي الحفل واخذ جواد زوجته إلي شقتهما …

ما ان وصلت بها وهمت بالدخول حتي وجدت جواد يرفعها ويحملها لتدخل اولي خطواتها وهي محمولة بين ذراعيه كما تمني ..

وبتلقائية أحاطت عنقه بذراعيها حتي لا تقع وشعرت بالخجل من هذا التصرف الجديد عليها ..

انزلها جواد قائلا: أهلا بيكي في بيتك ومملكتك .. واهلا بيكي في حياتي اللي نورتيها يا قلب جواد ..

الخجل يكاد يقتلها لا تجيبه سوي الصمت ..

امسك كفها وسحبها لتخطوا جواره متجها بها لمكان ما بشقتهم .. وبعد برهة قال لها : احنا دلوقتي في غرفة نومنا ياحبيبتي .. أكيد انتي مرهقة وعايزة ترتاحي ..
لأول مرة تتكلم بعد قدومهما المنزل .. قالت بصوت خافت ومتردد:

هو انت هتنام فين ؟؟؟
جواد ببساطة : ايه السؤال ده .. هنام هنا طبعا !!
لافندر وهي تأخذ انفاسها بصعوبة : ازاي .. يعني … اكيد مافيش غير سرير واحد هنا صح ؟؟

هو يعلم مقصدها .. ولكنه اراد ان يتسلي بها قليلا ..

جواد : ايوة طبيعي اي غرفة نوم بتبقي بسرير واحد ..

لافندر بنبرة ترجي : جواد .. ماينفعش تنام هنا !!

جواد : لافندر انا جوزك وطبيعي ننام بمكان واحد ..

خوف وخجل ورهبة وغربة .. كلها أحاسيس تكالبت عليها .. فبكت بصمت وهي تتخيل ماذا تفعل ان اجبرها علي شيء لا تريده .. هي تخافه وتخاف كل تصرف مجهول يصدر منه.. هو زوجها ولكن غريب بالنسبة لها ..

لم يتحمل بكائها الصامت فاخذها واجلسها بطرف الفراش وجلس جوارها ومسح دموعها قائلا بحنو شديد وهو يحتوي وجهها بين يديه ..

أسمعيني يا لافندر .. انا عارف انك لسة معتبراني غريب عنك وخايفة مني .. بس انتي لازم تفهمي اني مستحيل أسببلك أي أذي او أزعاج أو اجبرك علي اي شيء .. انتي حبيبتي وحياتي كلها ..

وشوفي ياستي هتفق معاكي اتفاق يريحك .. بس هيكون ليا شرط في الاخر عشان الاتفاق ده يتم ..أنا وانتي صحيح متجوزين بس انا هديكي فرصتك كاملة تتعرفي عليا وتقربي مني وتعرفيني.. ومتخافيش مني
بس شرطي الوحيد .. اننا هنام عادي بمكان واحد بس اوعدك هحافظ علي الوعد اللي بينا .. انا بس مش عايز يكون في مسافة بيني وبينك لازم تتعودي اني حواليكي ومعاكي بكل وقت .. لكن لو فضلت بعيد عمرك ما هتقربي مني ولا تثفي فيا .. موافقة علي شرطي ؟؟؟

لافندر وهي تفكر بكل مانطق به .. إذا هو سيعطيها فرصة لتتقبله !
تعترف بقرارة نفسها انها لم تتوقع منه هذا التصرف الشهم .. لا بأس ستوافق علي شرطه .. هو بالنهاية زوجها .. وهذا اقل حقوقه عليها !!


بأعجوبة استطاعت تغير فستان زفافها بمفردها .. فلقد رفضت مساعدته بالطبع .. وقد أحضرت مسبقا حقيبة صغيرة منفصلة بها بعض اغراصها من منامات واشياء اخري خاصة وضعتها لها سما بطريقة معينة تستطيع لافندر التعرف عليها حتي لا تحتاج مساعدة جواد وهي مازلت تعتبره غريبا عنها ..
انتهت من حمامها وارتدت ملابسها و اسدالها الذي احضرته مع باقي اغراضها ..
صلي بها جواد وكان صوته عذبا عند قرآة القرآن .. ثم وضع يده علي راسها قائلا : (اللهم إني أسألك من خيرها ومن خير ما جبلت عليه وأعوذ بك من شرها ومن شر ما جبلت عليه) ..


كانت تشعر بجوع وعطش شديد ولكنها تصنعت عدم الرغبة بالطعام امام جواد خجلا من الطعام معه وفضلت النوم لانها مرهقة ..

وبالفعل استلقت علي فراشها بعيدا عنه .. ولم يمضي دقائق حتي راحت بثبات عميق .. فظل يتأملها بحب وهو يشكر الله ان جمعه بها في الاخر الامر .. كان ينوي احضار بعض الفاكهه ويوقظها لتأكلها ولكن غلبه النوم هو الاخر من شدة إرهاقه منذه ايام ….
…………….

جف حلقها من شدة العطش .. استيقظت تريد ماء ترتوي به .. تشعر وكأنها بصحراء .. جائعة وتموت عطشا.. حاولت القيام من جواره دون الاصطدام به حتي لا توقظه .. ولكنه شعر بها فأعتدل من نومته

قائلا : ايه ياحبيبتي مالك ؟؟.. عايزة حاجة أجيبهالك ؟
لافندر بدون تردد : هموت من العطش ..!!
جواد بحنو : من عيوني هجيبلك مية ..
أحضر لها الماء فمدت يدها لتلتقطه وتشرب .. فلم يجعلها تحمل الكوب بيدها بل وضعه علي فمها لتشرب من يده هو .. لم تبالي هي تريد الارتوا فالعطش بجفف حلقها …
واثناء ألتهامها المياه سقطت قطرات منها علي جانب فمها فمد يده لتجفيف قطرات المياه عنها .. فملس علي بشرتها الناعمة متتبعا بيديه قطرات المياه المتساقطة ..

فأنتبهت لفعلته وابتعدت بخوف ..فابتسم لخوفها وقال مطمئنا :

متخافيش انا وعدتك مش هقربلك .. لكن ماوعدتكيش أني ما أهتمش بيكي !!


أعد لها طعام خفيف واحضره لها .. كانت استلقت ثانية لتعود للنوم ولكن اصر عليها لتجلس حتي تأكل..
كما اصر ايضا ان يطعمها بيديه ويضع الطعام بفمها .. جوعها الشديد.جعلها تتغاضي .. لا بأس فليطعمها هي تموت جوعا وتخجل ان تقول .. كان يحدثها اثناء إطعامها عن نفسه .. ما يحب وما يكره وكيف هي علاقته بوالديه .. وقربه من اخته نهي وعشقه لأبنائها وسعادته حين تأتي بهم زبارة .. ظل يروي لها اشياء كثيرة عن نفسه ودون ان تدري أكلت كثيرا جدا عن طاقتها .. فبتلقائية امسكت يده قبل ان يطعمها قائلة:

كفاية ياجواد شبعت اوي ومافيش مكان ..

فقبل جواد يدها الممسكة بكفه .. فخجلت وابعدت يدها عنه ..

فقال مبتسما بحب : كنت عارف انك جعانة .ليه ماقولتيش

لافندر بخجل : بصراحة اتكسفت اقولك ..

جواد : عارف .. وهصبر عليكي لحد ماتعرفي اني بقيت اقربلك حتي من نفسك ……. ومحدش بيخجل من نفسه ابدا !!

error: