رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق كامله
الـــفصل الأخــيــر ( الــجــزء الــثــاني )
فتح عينيه عندما شعر بملمس ناعم وأنفاس تقترب منه
لينظر اليها فيجدها نائمه بجانبه علي الفراش
فطالعها بنظراته الي ان اقتربت منه لتضع برأسها علي صدره قائله : هكون زوجه صح ياحاتم صدقني .. وهعلم ولادي ان الحب هو اهم شئ في الحياه
ليجد حاتم ذراعه تمتد دون شعور ليحتويها من خصرها ..
فشعرت بنجاح تلك المهمه التي طلبتها منها الطبيبه من أجل أن تُصلح علاقتها به مدام هي تُريده
ورفع وجهها بأنامله وهو يتنهد : هعاقبك علي كل لحظه كنتي قدامي ومقدرتش اقرب منك فيها
ومال عليها بنظرات عطشه .. فوجدها تبتسم اليه قائله :
يعني مش هتسبني !
وكانت الاجابه ليله لم تكن تحلم بها يومً .. فقد جعلها تشعر كأنها تعلو في السماء .. فزوجها بالتأكيد خبير بما يجعل أمرأته تذوب بين يديه
……………………..
كان يجلس بجانب والدته بدفئ .. ليجد زوجته تقترب منه وهي تحمل الصغيره وبيدها الاخر تحمل طعامها ..
ليبتسم اليها هشام بحب .. فرغم هجرانه لها
ومكوثهم كل واحداً فيهم بغرفه .. الا انها تتعامل معه برضي
راضيه بكل مايقدمه له وتفعل من أجله واجل أبنته كل شئ
حتي والدته .. احبتها
وأبتسم وهو يتذكر يوم ان جاء بها هنا ليُعرفها عليها
فكان ردها ” شايفه فيها نظرة خير يابني ، شكلها طيبه وهتسعدك ”
ولم تُخيب نظرة والدته حتي الأن .. فهو بعد ظلمه لنهي أصبح لا ينظر للناس مما كانوا عليه في الماضي
فالجميع يُخطئ ولكن ليس الجميع يشعرون بالندم ويصلحون من أنفسهم
لتجلس منه بالقرب منهم علي استحياء من نظراته المتفحصه فيها … وظلت تتطعم الصغيره بأعين هاربه
لتسمع صوت حماتها الضاحك وهي توكظ أبنها علي ذراعه : خد مراتك وروح .. بدل النظرات ديه
فطالع هشام والدته وهو يُقبل يدها بدفئ قائلا بدعابه : بتطردينا ياست الكل
فأبتسمت اليه والدته برضي وهي تدعي اليه بالسعاده
……………………..
فتحت عينيها بصعوبه وهي تشعر بالألم في كل أركان جسدها .. فطالعتها الممرضه بتسأل : انتي كويسه
فلمعت عين جميله بالدموع وهي تري بأن كل شئ قد تحطم
وأنها اصبحت لا تصلح لشئ
لتقترب منها الممرضه بأشفاق : اهدي عشان غلط عليكي
وذهبت كي تأتي بالطبيب لفحصها
وأغمضت عيناها وهي تتذكر كذبتها علي والديها
بأنها ستسافر من أجل مشروع مهم رشحتها له الشركه
لتكون هنا اليوم بمفردها .. فهي لا تُريد ان ينظر احد اليها بأشفاق حتي والديها
……………………..
شعرت بسعاده وهي تراه يجلس معها عند الطبيبه .. فأخيراً دعوتها قد استجابت واصبح شريف معها الان
لتمسك بيده قائله بمرح : لم يتولد هقوله انك مكنتش بتهتم بمامته
ليضحك شريف علي عبارتها وهو يضمها بأحد ذراعيه قائلا : وانا هقوله ان امك الهابله خبت عليا وجودك وقال ايه خايفه مني ..
وتابع حديثه بغرور ومشاكسه : ده انا مافيش أطيب من قلبي ياظالمه
فلمعت عين زهره بالسعاده وهي لا تُصدق بأن كل شئ قد انتهي منذ ان علم بحملها .. وعاد شريف كما كان
ليلاحظ شريف شرودها فيه قائلا بأسف : عارف اني كنت قاسي يازهره ، بس ده عقابك عشان تتعلمي ازاي متخافيش
وتابع بتنهد : كنتي خايفه مني يازهره ، المفروض أكون انا أمانك واقرب حد ليكي
فطالعته زهره بألم .. وهي تتمني أن ينسي فعلتها .. ليسمعوا صوت نداء دورهم فيقفوا سويا في صمت ولكن ذراعه مازالت تحتويها
……………………..
باغتها هشام بأختضانه لها وهو يشعر بالسعاده بعدما هاتف شريف الذي اخيراً غفر له فعلته .. وعلم منه بحمل زهره
ورغم انه شعر بالحزن عندما طلب منه مازحاً بأن يعود الي مصر ويستقر .. فرده كان
” بأن الوقت لم يحن .. وان غربته ستطيل لفتره ”
فأخيه يُريد ان يبتعد عنه وهذا ما ألمه .. ولكنه يعلم في النهايه سيسير كل شئ علي مايرام .. فكل منهم أصبح لديه عائله
ليفيق من شروده علي تملص منه من بين ذراعيه .. فيلتقطها ثانية
لتهتف به قائله : سيبني ياهشام .. عشان أكل نهي
فتنهد هشام بحنق : هو في ايه .. هي نهي ديه دكر بط مثلا عماله تزغطي فيه
فضحكت علي نبرة صوته .. ليُتابع قائلا : نهي نامت علي فكره
فأبتعدت عنه أخيراً لتهمس بهدوء : طب هروح انام انا كمان
ليجذبها هشام اليه قائلا بمكر : نوم تاني لوحدك مافيش
وقبل ان تُبدي اي أعتراض او تتسأل عن تغير قراره
كان يحملها بين ذراعيه وهو يهمس بدعابه : يارب مانهي تصحي !
……………………..
ورغم حزنها بأنهم لن يأتوا لمصر لسنوات وأنها ستلد هنا
لا انها شعرت بالراحه قليلا من اجل تلك الهدنه ..
ليقترب منها شريف وهو يُطالع بطنها قائلا بدعابه : انا شاكك في الحمل ده .. انتي عندك انتفاخ صغير ولا ايه يازهره
فضحكت بتعب : ماعشان كده قدرت أخبي عليك
فجذبها نحوه .. وظل يُطالعها بتوعد : متفكرنيش بعملتك المهببه ..
وعندما وجدها تضحك ثانية نظر اليها بتمعن وهو يهتف :
اول مره اشوف ست بتحلو علي الحمل
فشعرت بالخجل من مُغازلته وتنهدت بشوق : الله يخليك ياشريف متبعدش عني تاني مهما كان
فظل يتأملها بندم علي مافعله بها وقسوته معها .. ورفع بيديها الاثنان نحو شفتيه ليقبلهما بدفئ قائلا : صدقيني يازهره هجري ليكي مكنش غير اني كنت محتاج افكر ..
وتابع بحديثه : ولما فكرت لقيتني بسأل نفسي سؤال
” ازاي اعاقبك ومعاقبش نفسي .. ماانا برضوه عشت قصة حب .. ولا هو بيكون حلال للراجل وحرام للست ”
وبعدما أنهي عباراته .. اندفعت نحوه سريعا تتخذ حضنه أماناً لها
……………………..
وبعد خمسة أعوام..!
كان يقف يصفق بحراره وهو يراها تُكرم كمصممه عربيه
ليجد أنامل صغيره تجذبه من بنطاله .. ليتذكر صغيره
الذي يقف بجانبه وقد نهض من علي مقعده عندما نهض هو
ليُطالعه الصغير بعينيه السوداء اللامعه : شيلني عايز أتفرج علي مامي
ليهبط شريف لمستواه ضاحكاً وهو يحمله وتنهد قائلا :
هو في راجل بيتشال
لتنكمش ملامح الصغير بطريقه مضحكه .. ويبتعد بوجه عنه وهو يُتمتم : انا مس عارف بتحبك علي أيه ..
ليحملق شريف فيه .. وهو لا يُصدق بأن هذا الطفل المتمرد صاحب اللسان الطويل .. طفله هو وزهره
وطالعه وهو يلوح لوالدته بيده قائلا : مامي .. مامي .. هييه ..هييه
لتركض زهره نحوهم بعد ان ألقت كلمتها بسعاده ومنحت تلك الهديه لعائلتها الصغيره
واقتربت منهم بحب ..
“حبايبي الحلوين اوعوا تكونوا اتخانقتوا تاني ”
ليمسك شريف وجه طفله وهو يضغط عليه برفق : انا وفهد نتخانق برضوه
وقذفه نحوها وهو يُتمتم : انا حاسس ان الواد ده مش أبني
ليُطالعه الصغير بنظرات ضائقه ، واقترب من وجه والده بتذمر قائلا : اه انا ابن مامي لوحدها
وأخرج له لسانه .. ليضحك شريف علي طفله الذي يناكشه دوما وحمله منها ثانية مُتذكراً بأنها في بداية حملها الثاني
قائلا بتوعد : العيل التاني لو مطلعش بنت .. هطردك انتي وابنك
فوضعت زهره بيدها علي فمها وهي لا تُصدق بأن هذا هو زوجها .. الذي يهابه الجميع فهو في السنوات الاخيره
أصبح أسمه يعلو بصداره
وتبطئت بذراعه وهي تستمتع بمشاكسة فهد اليه …حتي انتهت المشاكسه بقبله من الصغير علي وجنتيه
لتسمع شريف يخبره بفرح : حبيب بابي
فيرد عليه الصغير : حبيبي ياشقيق
ليلتف نحو زهره غير مصدقاً بما تفوه به قائلا بصدمه :
انتي متأكده ان الواد ده ابننا
فضحكت زهره وهي تُطالع طفلها المتشرد كما تطلق عليه قائله : بصراحه لاء ..
وتذكرت ما فعله بها في حملها قائله بحنق : انت السبب علي فكره .. نفسيتي فهد اتكونت بسببك
فرفع اليه أحد حاجبيه وهو لا يُصدق ما تتفوه به … ليهتف قائلا : والله .. ماشي يازهره
فأبتسمت زهره بسعاده وهي تري تغير ملامحه .. وعندما ركبوا سيارتهم مالت عليه لتُقبل احد وجنتيه قائله : بضحك معاك ياحبيبي !
ليبتسم اليها بعشق .. وغمز لها بأحد عينيه كي تفهم مقصده
ثم نظروا الي طفلهم القابع بالخلف .. ليجدوه يُطالعهم بتذمر قائلا : صالحوني انا كمان
فضحك كلاهما وهم يُطالعونه بحب .. ثم أقتربوا منه ليقبلوه
……………………..
لم تُصدق نفسها عندما أخبرها بأنهم أخيرا سيعودون لوطنهم
ويعيشون بكنف عائلتهم… ولكن عندما هبطت بقدميها هي وهو وطفلهم علي أرض المطار أدركت انها لا تحلم
ليضمها شريف بذراعه وبذراع اخريمسك يد طفله قائلا : ربنا يخليكم ليا
……………………..
خطي بأقدامه نحو والدته التي كانت قابعه وتحت أقدامها أطفال اخيه يلعبون … لتصحو والدته من غفلتها القصيره
علي صوت أحفادها .. لتُطالع الواقف امامها بشوق
وتمتمت بخفوت : انا مش بحلم ياشريف
ليقترب منها شريف أكثر .. وينحني نحو والدتها ليقبل يداها
فضمته اليه بحب وظلت تقبله بأشتياق .. غير مصدقه انه الان بين احضانها .. فقدومه لم يعلم به أحداً
لتهمس بعتاب : مش هخليك تسافر تاني ، حتي لو أضطريت أضربك واحبسك
فضحك وهو يستمع لحديث والدته .. ونظر الي زهره وطفله الواقفين ينظرون اليهم ببتسامه هادئه
وشعر اليوم بأن اكثر الاشياء حقاً مرهقه عندما يتركك اولادك .. ويرحلوا بعد أن أفنيت عمرك لأجلهم
فهو لم يفهم ذلك الشعور الا عندما أصبح أبً
لتبعده عنها بذراعيها بعدما لمحت حفيدها وزهره
وفتحت ذراعيها اليهم لتتقدم زهره نحوها بأشتياق
هي والصغير الذي يقف يُطالع ابناء عمه وهم يلعبون بألعابهم
وبعد عناق دام طويلا ..
هتفت بزهره بوعيد : انا جوزتهولك عشان ميسافرش تاني ، سامعه
فضحكت زهره علي نبرة والدة زوجها الحنونه .. ونظرت الي زوجها
ليبتسم شريف قائلا : احنا خلاص ياماما قررنا نعيش هنا ..
فخفق قلب والدته وضمته بذراعيه وأخيراً قد تحققت أمنيتها..
ليسمعوا صوت مشاغبه الصغار مع بعضهم .. فهشام أصبح لديه طفلا من منه ..
فنظر شريف الي طفله الذي هو أساس ذلك الضجيج
ليسمعه يُعنفهم قائلا بطفوله : وسعوا كده خليني ألعب معاكم
فتتأمله جدته وهي تنظر لوالده قائله :طالع لعمو هشام
ليردف في تلك اللحظه هشام وبجانبه منه من باب فيلته التي يقطنها هو وعائلته الصغيره .. ليُطالع اخيه بدهشه واقترب منه بسعاده : مين بقي اللي طالعلي ياست الكل
وعانقه بشوق وهو لا يصدق بأنه اخيراً قد رأي أخيه وقد تبدلت نظراته من العتاب الي الحب
ليهمس في اذنه بحب: وحشتني اوي ياشريف
ليضمه شريف اليه أكثر… الي ان وجد أيد تتشبث به
فيعلم بأنه المتشرد طفله .. ليبتعد عن أخيه فيسمعه يهتف :
ابعد خليني أبوس عمو هشام
لينظر اليه هشام ضاحكا، وأنحني بجسده كي يحمله بحب ..
ليهتف بهم شريف قائلا : نسختك ، اتفضل ياسيدي !
ليُطالع هشام الصغير وهو يدغدغه قائلا : سبهولي بقي
ليتركهم شريف ويتجه نحو أبناء أخيه الذين قد تخلوا عن اللعب واصبحوا يأخذون دور المتفرجون وفتح ذراعيه اليهم بدفئ قائلا : انا خليني مع نهي وأدم .. دول بقي اللي طالعين لعمهم مش زي المتشرد أبني
لتضحك والدتهم عليهم وهي تربط علي اقدام زوجات اولادها الجالسين بجانبها
……………………..
خطت زهره بخطوات سريعه نحو والديها وقد ظهر عليهم الشيب اكثر .. لتُعاتبها والدتها قائله : براحه يازهره عشان اللي في بطنك
لتبتسم اليها زهره وهي تشعر بالسعاده … فأخيراً اصبحت بينهم..
وتري نظرات والدها المتلهفه علي حفيده
وعندما رأه تركهم ليذهب اليه .. فالصغير قد اطار عقله منذ أن جاء ليحتل مكانه كبري في عقله وقلبه
لتنظر والدتها الي الانوار المعلقه في الحديقه قائله : ماشاء الله يابنتي ، ربنا يباركلك انتي وشريف
وعلي نطقها لأسم شريف .. وجدته يقترب منهم ليُقبل يدها بحب قائلا : منوره بيتك ياماما
فربطت هي علي كتفه بحنان .. فهو لم يخن ثقتها به يومً
ليتسأل : فين جميله !
لتهمس بحزن علي حال ابنتها الذي تغير منذ سنين .. واصبحت تقتل نفسها بعملها .. فهي أصبحت ناجحه في مجالها ولكن قد خسرت أشياء اخري في حياتها
وهتفت بحزن : قالتلي هتيجي بعد ما تخلص شغلها
ليمسك شريف بيدها وهو يُطالع زوجته التي تقف بجانبها…
ويبدو انها حزينه علي حال اختها المُتغير الذي لا يعلم به أحدا
……………………..
كان الكل يضحك رغم ما به من هموم .. فتلك الحفل الذي فعلها شريف من اجل عودته وبدئه صفقته الجديده مع حاتم
كانت هي عودت تجمعهم كأسره
ليأتي المصور طالبً منهم بأن يقفوا جميعهم ليلتقط لهم صوره عائليه …
وعندما وقفوا جميعهم مصطفين ببتسامه واسعه قبل ألتقاط الصوره
خرجت زهره راكضه من بينهم نحو شقيقتها التي جائت اخيراً .. لتضمها بذراعيها
فضمتها اليها جميله بوجع اصبح يمتلك قلبها .. لتجد زهره تجذبها من يدها قائله :
يلا ياجميله عشان تتصوري معانا
فوقفت جميله للحظات تُطالعهم .. وهي تظن بأن جميعهم يقفون يُطالعونها بأشفاق ولكن كل واحداً منهم كان مشغول بعائلته الصغيره ..
فهشام يقف بجانب منه وطفليه
وحازم يقف بجانب فرحه يضمها بذراعيه لحضنه ويحمل طفلته الصغيره بذراع
وحاتم يضم شريف الذي أقترب منه في الطوول بحنان ابوي.. ومريم تحتضن أبنتها اليها
وكل من والديها يبتسمون اليها ببتسامه حزينه علي حالها
والباقي يقفون منتظرين ألتقاط الصوره بعد ان اوجعتهم أقدامهم من الوقوف
فلم تشعر بنفسها الا وهي تقف وسطهم بعد أصرار زهره عليها .. وعندما أستمعت لصوت المصور وهو يبدأ في الاستعداد لألتقاط الصوره
وقفت في الهامش كي لا يلتقطها المصور بينهم
ليبتسم اليهم المصور بعدما ألتقط الصوره .. ونظر في عدست كاميرته لكي يُطمئن علي ألتقاطه للصوره
فيكون وجه شريف وزهره من يتوسط الصوره ناظرين الي أعين بعضهم بحب .. والأخرين حولهم يبتسمون
أما واحداً يقف علي اطراف الصوره .. لا يظهر سوا جزء منه
ومن هنا تنتهي حكايتنا
وتوته توته خلصت الحدوته بحلوها ومرها
لنعلم أن الحياه لا تتوقف عن أعطائنا الدروس دوماً
وكل منا سيجد عبره خاصه به وحده ليتعلم منها
الــــنـــــهـــايــــــه ♥ ( ارائكم بقي ♥ )