رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق كامله

الـــفــصــل الــخـــامــس عــــشــــر
**************************كانت السعاده ظاهرة علي وجهه وهو يراها تتعلق به كالطفله،لتلجمه همساتها وهي تعترف بحبها ورغم انها نطقت أعترافها بصوت منخفض الا انه قد سمعه .. فضمها اليه أكثر وهو يهمس بدفئ : مكنتش متوقع انك هتفرحي كده
وعندما سمعت زهره صوت همساته بجانب أذنها ، وأنفاسه تحرق عنقها .. أدركت انها بين أحضانه .. فأبتعدت عنه بخجل وهي تُحاول الهروب 
فضحك بسعاده ، ولكن سريعا ماتمالك نفسه .. ليبدء عرض المُشاغبه الذي يعشقه معها فغمز لها بأحد عينيه قائلا : هو حضني معجبكيش ولا ايه يازهره
فنظرت اليه زهره بأعين لامعه ،وأخفضت برأسها أرضا قائله : هو أنا هبدء تدريب أمتا صح ؟
فتأملها شريف ضاحكاً:في مثل كان بيقول الجري نص الجدعنه بس معاكي انتي هيكون الهروب نص الجدعنه .. واقترب منها ليُطالعها عن قرب ويُربكها أكثر : وانتي بتموتي في الهروب يازهره وشكلك هتتعبيني
فطالعته بغباء وهي لا تفهم شئ .. فأبتسم بمشاغبه قائلا : متاخديش في بالك .. أنا نفسي طويل جداً
ومدّ بأنامله نحو وجهها الساكن قائلا : هكمل شغلي ، وانتي لو عايزه تروحي تنامي مافيش مشكله
وأتجه نحو الاريكه التي كان يجلس عليها ، ليرفع حاسوبه علي قدميه ثانية ويبدء فيما كان يُتابعه …
لتقف هي في صمت وتشعر كأنها أحزنته واخذت تلوم نفسها لجفائها هذا رغم اعترافها بحبه .. فأقتربت منه بأرتباك وهي تُفكر في خطوتها تلك وأنحنت بنصف جسدها نحوه لتقبل احدي وجنتيه قائله بخجل : شكرا اووي ياشريف
وانصرفت من امامه سريعا ودقات قلبها تخفق بجنون ، الي ان دخلت غرفتها وجلست علي فراشها قائله : هو ده الراجل اللي كنت بحلم بيه ديما ، وأبتلعت غصة الماضي مُتنهده بألم: يارتني ماكنت عرفتك ياهشام وشوهت قلبي بأهتمامك المُزيف … وتذكرت حاجتها الي خلوتها مع الله .. فنهضت براحه وذهبت بأشتياق لتلك الخلوه التي تجلس فيها مع ربها
ولكن في تلك المره ارادت ان تبث له عن سعادتها وكرمه وعطائه الذي ليس له مثيل
……………………..……………………..………..
نظرت الي بطنها المنتفخه وهي تتزين له بردئها القصير ، حتي وجدته يردف الي حجرتهم ليُطالعها بنظرات مُتفحصه قائلا : ايه اللي انتي لبساه ده يانهي
ليصيبها خيبة امل فأقتربت منه قائله : الفستان معجبكش ياهشام
وعندما وجد ملامح الحزن قد أرتسمت علي وجهها ، صمت ليخبره عقله : اوعي تنكر انك عايزها دلوقتي ..وبقيت تمنع نفسك منها بالعافيه .. وكمان انت مُغفل ازاي تسيب حلالك وتحرمه عليك وتفكر في أنسانه أكيد دلوقتي في حضن جوزها
واخذ يصور له عقله بأشياء يعيشها الان أخيه مع حبيبته وقد فعلها مع نهي في بداية زوجه عندما كان لا يشعر بأي تأنيب الا طفيف
ليأتي دور قلبه يُخبره قائلا : مش قولتلك انك محبتش زهره .. خليك مع مراتك بقي وبطل تفكر فيها سيبها لحد يستهلها ولا انت غاوي تعب
ليُحرك هشام رأسه بنفور من ذلك الصراع الذي أصبح يراوضه .. منذ زواج اخيه من زهره
فأقتربت منه نهي في تلك اللحظه ترتمي علي صدره قائله :هو انت بقيت بعيد عني كده ليه ياهشام ..وتابعت بتنهد :
رغم ان أسلوبك في المعامله معايا بقي حنين الا انك بقيت تبعد عني في حاجات تانيه
ليفهم هشام مقصدها ، فرفع وجهها بأنامله لينظر الي عينيها .. وقد بدء يستجيب لرغبة عقله ..
……………………..……………………..…………
جلس حازم في مكتبه يُدخن وعقله سابح في عالم اخر وسط كل مايحدث .. فعلقه أصبح سيجن وهو لا يُصدق أن الحب ممكن ان يكون في النهايه مجرد أكذوبه .. وان من أعطيناهم قلوبنا كانوا كالطوفان الذي يشتد مجراه فجأه فيقضي علي كل شئ ..
ليدخل فارس في تلك اللحظه عليه ، ناظراً اليه بقلق
: مالك ياحازم ، حالك مبقاش عجبني
ثم نظر الي تلك السيجاره التي يمسكها مُتابعاً حديثه : انت مش كنت بطلت السجاير عشان خاطر جميله
وعند ذكر فارس بما كان يفعله من أجلها .. تنهد حازم وهو يقف احتراماً له فرغم صداقتهم فهو مُديره
حازم : تعبان يافارس
فأشار اليه فارس بيده بأن يعود لجلوسه ثانية .. قائلا وهو يجلس علي احد الارائك امامه :قبل ماالشغل يجمعنا أحنا أصدقاء.. وتابع قائلا : احكيلي ياصاحبي
لينظر حازم اليه وهو لا يعلم كيف سيخبر أحد بما في قلبه ومن كان سبب فيه ..وتنهد بقوه : تفتكر الحب ممكن ينتهي بين شخصين
فطالعه فارس بقلق قائلا بُدعابه: انت فيه حاجه حصلت بينك وبين جميله ، اوعي تقولي ان حصل حاجه ده انتوا قصتكم قصه اسطوريه ، احنا حسدناكم ولا ايه
لينظر اليه حازم بتهكم قائلا : لاء ده سؤال واحد صاحبي سألهوني .. ومعرفتش أرد عليه .. قولت اسأل حد يمكن ألاقي عنده الاجابه
ورغم شعور فارس ، بأنه لا يخبره بالحقيقه الا انه تنهد قائلا : أه الحب ممكن ينتهي .. ويجي وقت علينا نسأل نفسنا ازاي كنا عاشقين لناس .. وفجأه شعورنا ليهم أتغير
ليُطالعه حازم بألم قائلا : حتي لو الحب ده دام سنين
فأبتسم فارس قائلا بشرود : عندك قصه شريف ومريم أختي .. أنتهت من زمان رغم انهم حبوا بعض سنين طويله .. بس في النهايه مريم أتجوزت راجل تاني .. وشريف اتجوز زهره بنت خالتك
وصمت للحظات ليُتابع حديثه قائلا : وزي حكايتي مع رانيا .. لما انتهت برضوه .. وابتسم مُتذكراً حبيبته القديمه التي انتهي حبهم بالفراق لتتزوج هي باابن عمها ويتزوج هو من اخري ذات مكانه اجتماعيه ونسب مُشرف من وجهه نظر اهله
فنظر اليه حازم قليلا .. متذكراً تلك الحكايات التي يعلمها
……………………..……………………..……………
وقف يتأملها وهي تُهندم حجابها بعنايه ، وابتسم برضي وهو يري ماترتديه .. لتلتف اليه زهره بخجل قائله : انا جهزت اه
فأبتسم اليها شريف بسعاده قائلا : طب يلا يامأخراني ..
فطالعته زهره بحب أصبح يولد بداخلها بقوه .. واخذت حقيبتها مُتأمله اناقته التي تخطف الانفس .. وجاء الي ذهنها فجأه نظره جيداء لها وهي تسأله عما فعلته لتُجذب أعينه اليها ويتزوجها .. فلاحظ شريف شرودها واقترب منها قائلا : مالك يازهره
فرفعت وجهها اليه وكادت أن تسأله .. هل يراها جميله ويفخر بها ام لا
ولكن سريعا ماتمالكت نفسها ..قائله : مافيش …
وقبل ان تُكمل باقي عباراتها وجدته يُقبلها برقه قائلا بخبث : كنت حابب ادوق طعم الروج
فخجلت زهره من فعلته .. ورغم هذا كان قلبها يدق فرحاً .. فقد أصبحت قبلته لها كالحياه وتمتمت بخفوت : بس ده مش روج ده مُلمع شفايف بس
فأنحني عليها ثانية ليُقبلها .. وعندما ابتعد عنها وجدها كحبة الطماطم تنظر ارضاً من شدة خجلها .. ليضحك قائلا :
تصدقي طلع صح مش روج
ومد أنامله نحو وجهها ليرفعه قائلا :اعملي حسابك كل ماتحطيه .. هتكون ديه العقوبه
……………………..……………………..……………
وقفت أمامه في موقع الانشاء .. تُتابع اوامره التي يخبرها للعُمال .. وبعدما انصرف بعض العُمال من امامه قال : شكلك تعبتي
لتُطالعه فرحه بأرهاق ، فهي لم تكن تظن بأن عملها كمهندسه معماريه سيكون صعبً بتلك الطريقه ورغم ذلك هزت رأسها قائله : متقلقش انا كويسه يابشمهندس
لينظر اليها حازم بشك ، وسريعا مااشاح بوجه عنها ليُكمل عمله … وهي تقف خلفه شارده في شخص قد أخذه الموت منها .. ولكن حركة حازم بيده وطريقه وقفته جعلتها تُشعر وكأنه هو .. فأقتربت منه ودون شعور أمسكت يد حازم وكأنها تمسك يده هو
لتهبط جميله من سيارة الموقع وتُشاهد هذا ،ناظره بغضب مُتمتمه : بقي كده ياسي حازم وانا اللي بلوم نفسي .. ماشي ياحازم
وارتدت نظرتها السوداء .. لتسير بعيدا عنهم وهي تُخبر نفسها بأنها قد ملت من هذا الحب وانه رجلا خائناً
اما حازم وقف مصعوقاً من تمسُكها بيده ،حتي انها لا تُريد ان تفلتها ليعلو صوته قليلا قائلا : انسه فرحه ، ايه اللي انتي بتعمليه ده
لتفيق فرحه من تلك النوبة التي تأتيها بقربه ، ناظرة ليدها التي تمسك يده بقوه قائله بخجل : انا اسفه والله يابشمهندس مكنش قصدي .. وركضت من أمامه وهي لا تُصدق مافعلته
وهطلت دموعها بغزاره وهي تُلعن غبائها .. متمتمه بضعف : كده هيفتكرك انسانه مش كويسه يافرحه
اما هو تمتم بضيق قائلا :هو انا ناقص اشتغل مع واحده مجنون ياربي
……………………..……………………..……………
نظرت زهره الي مقر شركته بأنبهار.. فقد كانت في بناية ضخمه في أرقي مناطق العاصمه الفرنسيه
لتسير بجانبه وهي تُتابع خطوات الماره بجانبها نحو مدخل البنايه
ونظرت اليه مُتذكره بأنها من المفترض ان تذهب لمقر المكان الذي ستتدرب فيه علي التصميم بماهره
وهمست قائله : هو انا جيت معاك هنا ليه ياشريف ، هو انت مش هتوديني المكان اللي قولتلي عليه
فوقف شريف عند المصعد ليتأملها قائلا : ما المكان اللي هتدربي فيه هنا يازهره ، وتابع حديثه : الشركه اللي عمله الدوره التدربيه ديه .. شركه صديق ليا هو شاف رسوماتك وعجبته وقالي انه شايف فيكي نظرة امل ولو نجحتي في نظرته ليكي هتكوني من ضمن فريق المصممين عنده
وامسك وجهها يتحسسه عندما شعر بخوفها قائلا بدفئ : وانا برضوه شايف فيكي أمل .. وواثق انك هتنجحي وتحققي حلمك
فتأملته بسعاده وأعين تبرق بلمعه .. الي ان فُتح باب المصعد
ليردف داخله قائلا : يلا يازهره
فنظرت زهره للمصعد بأنبهار وصعدت معه وهي لا تُصدق بأن هذا يحدث معها
وهمست بخفوت قائله : وانت شغلك في الدور الكام
فأبتسم علي نبرة حديثها قائلا وهو يضمها اليه بأحد ذراعيه : في الدورين اللي فوقيكي علطول .. الشركه ليها دورين مخصصين ليها ..
فأشرق وجهها بسعاده .. وقد زال الخوف من داخلها عندما علمت بوجوده في نفس المكان .. الا انها تذكرت شئ فهتفت قائله : بس ياشريف انا مبعرفش اتكلم فرنسي كويس .. معرفش غير كلمات بسيطه .. ازاي هفهمهم
فنطق ببعض العبارات بالفرنسيه فوجدها تهتف بغضب : انت بتقول ايه
فضحك هو قائلا : بقول ان كل حاجه فيكي جميله يازهره
فخجلت من عباراته .. ونظرت اليه بيأس قائله : طب انا هعمل ايه هنا مدام مبعرفش اتكلم فرنسي
فنظر في ساعة يده ..وأمسك يدها ليُغادروا المصعد قائلا : اغلب اللي بيشتغلوا هنا عرب .. وصاحب الشركه عربي فمتقلقيش
لتشعر هي بالدفئ .. وتنظر الي يده التي تضم يدها مُتنهده بسعاده لاتُصدقها
……………………..……………………..……………
تحولت ملامح وجهه البارده الي كتلة من الغضب وهو يسمعها تتحدث في الهاتف وتخبر من تُحادثه بأنها تحبه مثلما يُحبها .. ليضم حاتم قبضه يده بقوه وهو يُخبر نفسه بأنه بالتأكيد زوجها
فتلتف مريم في تلك اللحظه شاهقة بفزع وهي تراه يقف خلفها قائله : الاوراق اللي حضرتك طلبتها جهزه
لينظر اليها حاتم بأحتقار ، قائلا ببرود قبل ان يردف الي غرفة مكتبه : هتيلي قهوتي ، وهاتيهم معاكي
واغلق خلفه الباب بقوه .. ليسير نحو مكتبه الفخم ويسند مرفقيه عليه قائلا بغضب : اهدي ياحاتم ، اهدي .. اوعي تخلي ست تأثر فيك .. وظل عقله يوبخه علي حماقته عندما جعلها تعمل سكرتيره له وهي يعلم بأنها متزوجه ولكن يوجد حقيقه هو لا يعلمها ولن يعلمها الان .. فهي لم تعد زوجه بل أصبحت أرمله
……………………..……………………..…………..
ارتدت ملابسها بعجله بعدما أستيقظت بأرهاق ..وخرجت اليه لتجده يضع الفطور علي الطاوله قائلا : يلا عشان تفطري
فنظرة زهره لكوب القهوه التي يرتشفها قائله بخوف عليه : أفطر الاول وبعدين اشرب قهوتك
فأبتسم اليها وهو ينهي كوب قهوته قائلا : اتأخرتي في النوم ياكسلانه
فنظرت اليه بأسف وهو تلوم نفسها علي تقصيرها في واجبها كزوجه .. فهو قد أستيقظ قبلها واحضر لها طعام الافطار حتي فنجان قهوته وكوب الشاي خاصتها قد احضرهما
لتهمس زهره بخفوت قائله : كنت بحاول اقلد التصميم اللي ادهوني مستر عمران
فمضغ طعامه بمهل قائلا : امممم ، طب ماتوريهوني عشان اقول رأي
واكمل حديثه بدعابه :ولا مستر عمران بس هو اللي ليه الحق
فنظرت اليه زهره بسعاده من رغبته تلك ، ونهضت من مقعدها لتأتي بحقيبتها لتخرج منها التصميم .. فنظر اليه قائلا بتشجيع : هايل يازهره
وبدء يُخبرها ببعض الاضافات التي كانت من الممكن ان تضيفها وتخلق شئ خاص بها .. فلمعت عينها وهي وتستمع لكلماته
قائله بأنبهار : انت طلعت شاطر حتي في ده
فترك شريف التصميم جانبا ، وتأملها بنظرات ساحره قائلا بعذوبه :
عيونك بتكون جميله اووي يازهره وانتي فرحانه ..بتلمع زي النجوم في السماء لما بيغيب القمر .. ولمس وجهها بأنامله يتحسس نعومته …وهو غارق في لمعه عينيها التي تأسره !

 

error: