رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق كامله

الفصل الثالث
**********سقطت دمعه تلو الأخري مع كل ذكري تحيا بداخلها الي الان .. حتي مسحت دموعها سريعا وهي تُخاطب صديقتها قائله : بس انا يا ريم لسا منستش اللي حصلي ، انتي عارفه يعني ايه اول انسان يعلمك الحب هو اللي يخذلك
فنطقت صديقتها بأسف علي حالها قائله : زهره لازم تفوقي من الماضي ، هشام كان درس واتعلمتي منه وخلص خلاص .. هشام كان وهم ومات 
لتهطل دموعها ثانية وهي تتحدث بأسف قائله : يعني ايه ياريم ، اوافق علي العريس
فأقتربت منها صديقتها لتضمها اليها بحنان قائله : باباكي ومامتك مبسوطين بالعريس فرحيهم يازهره وافرحي .. وكمان ياستي ده واحد هياخدك فرنسا وهيعيشك في مستوي كويس وشاب امور .. ثم غمزت لها ريم بعينيها قائله بخبث : مش هو برضوه الواد البارد المُستفز اللي حكتيلي عنه اول ماجيتي من الفرح
فنفجرت شفاتي زهره بضحكه حالمه قائله : تفتكري انه عوض ربنا ليا
فنظرت اليها ريم بحنو قائله وهي تتذكر كل مامرت به صديقتها حتي قالت بتنهد : بصي يازهره معرفتك بهشام كانت غلط .. ايه أعرف واحد من علي النت واثق فيه .. وكادت ان تتحدث زهره لتُدافع عن ثقتها به وحسن نيتها
حتي تابعت ريم قائله : هتقوليلي انكم اتقابلتوا في الحقيقه وكان زي ما انتي متصوراه وكان شخص عادي .. بس ديه مره واحده يازهره عارفه يعني ايه وكمان كانت صدفه وانتي اللي عرفتيه بنفسك
لتتذكر زهره ذلك اليوم شارده فيه .. حتي ابتسمت أبتسامه باهته تُداري فيها اوجاعها قائله : اول رحله في حياتي اطلعها مع جميله كانت لشرم ، قابلته صدفه هناك في قريه كان هو المدير بتاعها .. مصدقتش نفسي ان القدر ممكن يلعب لعبته
وابتسمت ببلاها عندما تذكرت مُغازلته لها وهو يقول : طلعتي قمر يازهره !
وعادت تسمح دموعها ببؤس حتي تحدثت ريم قائله : وانتهت القصه الجميله بأنه سابك عشان يتجوز ست الحسن والجمال بنت صاحب المُنتجع …
فضحكت زهره قائله : بتتريقي عليا صح ياريم ، بس عارفه انا نسيت هشام بس للاسف منستش وجعه
ومسحت ما تبقي من دموعها حتي قالت : انا هوافق علي العريس، وهبني ليا حياه جديده !
فأبتسمت صديقتها بفرح ، وهي تتأمل معالم وجهها حتي قالت بحنان : ربنا يسعدك يازهوره !
……………………..……………………..……………
وقف يتأمل ظلام الليل من شرفته ، وهو يتنفس الهواء المصحوب بدخان سيجارته ..وعاد بذاكرته للوراء
ليوم ان رأها ترتدي دبلة لرجلاً اخرغيره ، فقد كان يسير دوما بمبدأ انثر علي جروحك ملحً كي يطيب وهذا مافعله ،فاليوم الذي قرر ان يُهاجر فيه البلاد نفسه اليوم الذي قد خُطبت لغيره
بعد حب قصة حب عاشت بداخله مُنذ ان ولدت وهو طفل في الخامس من عمره ..فضحك بستهزء وهو يوقف ذلك الشريط اللعين ويلعن نفسه مائه مره لقدومه مره ثانيه لحياته التي هجرها
فرن هاتفه ليعلن عن اتصالا ، فتأمل الاسم قليلا قبل ان ينبعث صوته ليتحدث قائلا : ازيك يارامز
فجائه صوت رامز الضاحك قائلا : فرنسا كلها وحشتها ، وتابع بحديثه قائلا : وديانا هتموت وترجع
فتأفف هو بضيق قائلا : سيبك من ديانا وقولي اخبار الشغل ايه
فهتف صديق غُربته قائلا : كله تمام متقلقش ، وانا ببعت ليك كل حاجه تخص الشغل علي ايميلك .. بس شكلك مش فاضي تبص علي اي حاجه ..ايه مصر بقيت حلوه كده عشان تخليك تنسي الشغل ومشاريعك
ليتحدث شريف قائلا وهو يُلعن تلك الطحونه التي وضعه فيها فارس لكي يُكمل عنه تصميماته واعماله الي ان يعود من رحلة زواجه : معلش يارامز بس مضغوط في شركه فارس الايام ديه ، لانه مسافر … عقبال عندك اصله اتجوز من اسبوع
فأتاه صوت رامز الضاحك قائلا : حاجتين ربنا يبعدني عنهم الجواز واني انزل مصر تاني ..
ليشفق شريف علي حال صديقه ، فلكل تارك لبلاده قصه .. جعلته يفر دون رغبه في الرجوع وكأن الوطن اصبح وباء
……………………..……………………..…………..
جلس بأسترخاء علي مكتبه الفخم الذي دوما قد حلم به .. ففتح عيناه علي صورة زوجته القابعه علي مكتبه وهي في حضن اباها .. فظل يتأملها قليلا الي ان حن لوجه طفولي قد عصف به .. فأخرج هاتفه ليبحث فيه عن صوره وحيدة لها مازال محتفظاً بها وقد اخذها لها دون ان تُلاحظ وقد كانت الصوره تحتوي علي بعض من السائحين
ليتذكر اليوم الذي قابلها فيه وقد كانت فعلا ملاك كما كان يتخيلها
فنظر باسماً وهو يتأمل ملامحها وضحكتها وهي تُحادث اختها وتشاور بأصبعها علي أحد السُياح ليتنهد قائلا : وحشتيني اوي يازهره ، كنتي انقي انسانه عرفتها ونورت حياتي .. بس للاسف حظك وقعك مع انسان مش بيفكر غير في نفسه وبس
واغلق هاتفه سريعاً عندما احس بأن الحنين سيأخذه لذكري راحله .. وبدأ يُتابع اعماله علي حاسوبه الشخصي .. حتي رن هاتفه ليرد بحبور : ازيك ياعمي ، نهي الحمدلله كويسه .. والقريه تمام
ليأتيه صوت احدهما يضحك قائلا : جوز بنتي طول عمره شاطر ودماغه عجباني ، سلملي علي نهي وخد بالك منها
وقبل ان تنتهي مُحادثته مع والد زوجته ، سمع صوت انثوي يتحدث بمياعه : هنروح فين يابيبي
ليضحك هشام علي افعال حماه وهو يُتمتم : بيبي .. وتابع بحاديثه قائلا : ادلع وانبسط يابيبي
……………………..……………………..……………
هتفت نسرين بسعاده وركضت نحوه لتتعلق برقبته قائله : بجد ياشريف هنروح النهارده نشوف العروسه
فأبتسم شريف وداعب وجنتي اخته قائلا : شريف حاف كده ، فين ابيه يابت راحت فين
فضحكت نسرين وتأملت وجه امها البشوش قائله : انا كبرت دلوقتي وبقيت مدام ..
فحضنها بحب وهو يري دموع والدته التي تقف امامه .. فترك اخته وذهب اليها ليضمها اليه بحنان قائلا : بتعيطي ليه دلوقتي ياست الكل
فنطقت امه وهي تُغالب دموع سعادتها : البيت من غيرك كان ضلمه ياحبيبي ، وروحي كانت رايحه مني … ربنا يفرحك يابني ويكرمك
فرفع بكف امه الاثنين وقبلهما وهو يبتسم قائلا : ربنا يخليكي ليا ياامي واعيش طول حياتي تحت رجليكي .. سامحيني اني سيبتك .. بس كان غصب عني
فرفعت امه عينيها اليه وهي تبتسم قائله : مسمحاك ياشريف وحاسه بيك ..
لتأتي نسرين اليهم قائله بدعابه : ابنك عريس يامني وبتعيطي ، ياست انتي زغرطي
وكادت والدته تستجيب لفكرة اخته المجنونه حتي قال : ماما ابوس ايدك بلاش فضايح ..
وتركهم وهو يضحك ، حتي أتي بفكره لقاء اليوم فأخذ يُتمتم بأحباط : شكلي هصلح غلطه بغلطه !
……………………..……………………..……………
أخذت تتأمل اثر اعتدائه عليها ليلة امس وهي تتأوه من الألم حتي ادمعت عيناها لتسمع طرقات طفلها الصغير علي الباب قائله : ايوه ياشريف ياحبيبي ، انا طالعه اه
فسكبت علي وجهها قطرات الماء كي تزيل اثر دموعها ، واكملت ارتداء ملابسها لتُغطي اثر الكدمات عن جسدها
وخرجت اليه لتنحني بجسدها امامه قائله وهي تمسح دموعه : مالك ياحبيبي زعلان ليه
فخرجت الكلمات من فم صغيرها بصعوبه قائلا : اللعبه بتاعتي اتكسرت يامامي
فضمته اليها بحنان واخدت تُلامس جسده الصغير وهي تُتمتم : حال مامي زي لعبتك ياحبيبي .. بس اللعبه ممكن يجي غيرها اما انا فخلاص مُت بسبب أنانيتي وحبي للمظاهر
……………………..……………………..…………..
وقفت امها ورائها وهي تُتمتم :يابنتي يلا اخرجي بقي للناس
فرجعت بأقدامها للخلف قائله : هو أنا لازم اخرج
فأبتسمت أمها بسعاده قائله : يابنتي بطلي كثوف ، الراجل مستني بره هو وامه واخته وجوزها .. يلا يازهره انا مش عارفه مش طالعه زي جميله اختك ليه
فتذكرت هي موقف اختها التي تركتها هي وحازم في مثل ذلك اليوم من اجل ان يروا احد الشقق من اجل زواجهم المُعطل مُنذ عامين فضغطت علي شفتيها بحنق قائله : متفكرنيش ببنتك ديه ،ماشي ياجميله انتي وحازم
وصارت بهدوء نحو غُرفت صالونهم المتواضعه وهي تقرء بعض الايات وايديها تهتز بأكواب العصير
وعندما اردفت بقدميها الي اللا مفر ، وجدت وجه بشوش يُطالعها لتسمع صوت سيده انيقه قائله : ماشاء الله قمر ياشريف
لتبتسم والداتها قائله : ده من ذوقك ياحجه ، اقدمي العصير يازهره للضيوف
فأخذت تُطالع زهره الاكواب بتردد مُتذكره نصائح والدتها من اجل التقديم … وصارت نحو حماتها التي يبدو عليها الطيبه ، ثم الي تلك الفتاه التي يبدو انها في شهورها الاخيره بسبب انتفاخ بطنها .. ثم الي الرجل الذي بجاورها ويبدو انه زوجها .. وجاء دور والدها الذي ضحك ببشاشه قائلا : قدمي لخطيبك الاول ياحببتي
فأقتربت منه وهي تهمس بصوت انثوي راقي قائله : اتفضل
ليرفع هو احد حاجبيه بشك من تلك الفتاه التي اول معرفته بها كان صداماً وجنوناً بسبب افعالها … وكاد ان يمد بيده كي يأخذ كوب العصير ولكن هيهات .. قد انسكب العصير علي بذلته التي يبدو انها غالية الثمن
لتقترب امها قائله : ايه اللي عملتيه ده ، احنا اسفين يابني
فوجدها تبتعد عنه بخجل حتي شعر هو بها فقال بهدوء : مافيش حاجه حصلت
فأبتسمت امه بطيبه قائله : محصلش حاجه ياجماعه ، تعالي يازهره ياحببتي جنبي ..
ونظرت الي ابنها الذي يُطالع بذلته بتأفف حتي قالت : وانت ممكن الحج يقولك فين الحمام وانقذ مايمكن انقاذه
وضحكت وهي تتأمل ملامحه فربطت علي يد زهره بحنان قائله : حد يطول القمر ديه توقع عليه العصير
ليخرج صوت ممدوح الضاحك وهو يتذكر نفس فعلت زوجته حتي غمز لها قائلا : مبتفكركيش بحد الحكايه ديه
فضحكت نسرين بحب وهي تتأمل ملامحه قائله : قلبك اسود يازوجي العزيز
وتحولت تلك الزياره الكئيبه .. للضحك والمُداعبات حتي شعرت الاسرتان بالألفه ..
……………………..……………………..……………
ضحكت جميله بقوه الي ان سمعت صوت امها المُحذر قائله : جميله
لتنظر جميله الي اختها التي مازالت هائمه فقالت بهدوء : خلاص ياست الكل ، معلش يازهوره اصلي بتخيلك وانتي بتدلقي علي شريف العصير .. وتابعت بحديثها قائله : حد قدك ياعم هتسافري فرنسا معاه ، لاء واسمع كمان انه عايش في شقه قصاد بُرج ايفيل
فنظرت زهره الي جميله دون أستعاب حتي قالت بسعاده : مين قالك كده
فتأملتها امها قائله : ربنا يشفيكي يابنت بطني ، يابت انتي مش من شويه قولتي لأبوكي انك مش عايزه تبعدي عننا
فلمعت عين زهره قائله : ياماما ديه فرنسا ، بس ياست الكل هو قال فتره بسيطه هيخلص شغله هناك وهنرجع تاني
فتأملتها جميله بمشاغبه قائله :صبرتي ونولتي !
وماكان من أمهُما سوا ان تمتمت بسعاده : ربنا يسعدكم يابناتي
……………………..……………………..……………
نظرت اليها مني بأشفاق لما فعله ابنها حتي قالت بأسف وهي تتأمل اعين ابنتها نسرين : شريف بيقولك اختاري الشبكه اللي تعجبك ياحببتي
فنظرت والدتها بأنبهار للأطقم المعروضه من الالماس حتي قالت : ربنا يعينه ياحجه ، اكيد ياحبة عيني مشاغله كتير
ومدت يدها اتجاه ابنتها كي تقترب وتتأمل الاطقم المعروضه ، ولكن زهره ظلت واقفة بقهر وألم لما فعله
فأحست بوجع وهي تُحطم حلم اخر من احلامها ، فخطيبها يترك والدته واخته تختار لها شبكتها .. اما هو منشغل بأعماله وامواله
وكادت ان تفر دمعه من عينيها لما تُلاحظها سوا حماتها التي اشفقت عليها … اما امها كانت مُنشغله مع نسرين ليختاروا من بين الاطقم العروضه طقماً مبهراً
فأقتربت منها امها قائله : زهره ،تعالي شوفي اختارت ليكي ايه
فنظرت لامها التي استسلمت لاموال ذلك المدعو بخطيبها ..ولم تشعر بها فأقتربت من امها وهي تُشير علي دبله ذهبيه تمنها لا يساوي شئ قائله : انا هاخد الدبله ديه وبس
فنظرت اليها امها بصدمه ، حتي اقتربت منها حماتها قائله : ليه يابنتي .. ده شريف موصيني اجيبلك كل اللي نفسك فيه وميهمكيش الفلوس
فأخذت تهز رأسها برفض وهي تُطالعهم .. وكادت ان تُنهرها امها علي فعلتها ولكن هيهات

 

error: