رواية زوجة أخى بقلم سهام صادق كامله
الــفـــصــل الــــعـــشــــــرون
*******************وقفت مذهوله تُطالعه بصدمه وهي لا تُصدق بأنه جاء بها الي شقتهم .. ليُنفذ تهديده..فأرتجفت اوصالها وكادت ان تسحب يدها من قبضة يده القويه … فأكمل جذبه اليها حتي وصل بها الي غرفتها ليلقيها علي الفراش ناظرا اليها ببرود قد عاهدته في بداية معرفتها به.. وكأن كلماتها الاخيره قد اعادت شريف القديم مجدداً
لترفع وجهها نحوه وهي تُحاول ان تعتدل في وضعها قائله بخوف : شريف انت هتعمل فيا ايه
فترك هو ماكان يبعث به ، وألتف اليها بتهكم قائلا : هكمل التمثليه اللي بمثلها عليكي .. واه صدمتك في الرجاله بدل ماتبقي واحده تبقي اتنين
فهبطت دموعها وهي لا تُصدق ما تفوه به للتو…لتجده يقذف نحوها احدي الثياب التي قد جلبها لها قائلا : قومي البسي ده .. وابسطيني
وطالعها مُتهكما : خلينا ننهي التمثليه ديه
فوقفت امامه ونظرت اليه بأسف قائله : أنا أسفه
فلم تجد منه سوا نظراته الجامده .. قائلا قبل ان يخرج من غرفتها : عشر دقايق الاقيكي جاهزه .. سامعه
فأرتجفت يديها وهي تنظر الي ذلك القميص العاري الذي يريدها ان ترتديه عقابا لها بما تفوه به لسانها في لحظة غضب
ليقف هو خارجاً .. تأكله الغيره وهو لا يُصدق بأنها رأته كحبيبها السابق فنطق بضعف قائلا : لسا فاكراه يازهره ، محدش بيفتكر حد الا لو كان ..
وقبل ان يُكمل باقي عباراته .. تنهد بغضب وهو يُفكر في
تأديبها
…………………….. …………………….. ………….
كانت ستتجه نحو فراشها تُمثل بأنها نائمه حتي يهدأ من نوبة غضبه .. ونظرت الي قطعة الملابس التي بيدها وكادت ان تخفيها في دولاب ملابسها .. الا انها سمعت صوته الغاضب يُخبرها
شريف: العشر دقايق قربوا يخلصوا يازهره ، لو منفذتيش اللي طلبته منك متجيش تلومي غير نفسك بعد كده
لتخلع زهره ملابسها سريعا دون تفكير .. وما من دقيقه واحده كانت تلبس ماطلبه منها ،ونظرة الي جسدها بصدمه
فرفعت بكفها نحو فمها وهي لا تُصدق انها فعلت ماطلبه منها
وسمعت تحريك يده لمقبض الباب ، فظلت تُطالع الباب وفراشها بنظرات خائفه
حتي وجدت نفسها تركض نحو فراشها ، تسحب غطائه لتُغطي به جسدها من ذلك الخزي الذي تشعر به
ليردف هو داخل الغرفه ، ناظراً اليها وهو مصعوقاً مما رأه
فقد كانت تتشبث بمفرش الفراش بقوه وشفتيها ترتجف من الخوف
ليقترب منها شريف مُتطلعا اليها بنظرات خبيثه قائلا بمكر :مالك خايفه كده ،هو انا لسا عملت حاجه
وعندما وجدها تنظر اليه بعينين راجيه ،شعر بأنه قد هدأ منها ..فهو مازال لا يُريد اجبارها علي شئ ..ولكن اراد أن يُأدبها قليلا ويُثبت اليها ان تقربه منها ورفقه بمعاملته لها
كله نابع من حباً لا يعلم متي قد وضع في قلبه نحوها .. فكل ماكان يرغب به معها حياة جديده ..حياة تجمعها الموده والرحمه ..حياه تعرف معني العطاء ..
فهمست زهره بأستعطاف وهي تره ينظر اليها بنظرات شارده ،الا ان وجدته يُلقي ساعته بأهمال ثم بدأ يفك كل زر من ازار قميصه بتمهل وهو يُدندن ببرود
فأنطقت زهره بتعلثم :ارجوك ياشريف بلاش ..
ثم اجهشت في البكاء وهي تراه يقترب منها لتهمس : انت هتعمل فيا ايه
ليضحك شريف علي عباراتها هامساً بصوت لم تسمعه :يارب صبرني ،انا يوم مااتجوز اتجوز واحده مُتخلفه عقلياً
فغطت زهره وجهها بباقي المفرش الذي تتشبث به ، لتجده يلتقطه بيده ويلقيه بعيدا
فأنصدمت من فعلته وشهقت بفزع وهي تري نفسها امامه وجسدها لا يستره الا تلك القطعه الشفافه
ووضعت بيدها علي وجهها كي لا تري نظراته اليها ، لتسمعه يهمس بالقرب منها : لسا بتحبيه يازهره
فأخذت زهره تُحرك رأسها برفض ، وأنفاسه تقترب منها
تحرقها من الخجل وهو يُتمتم : مدام الاهتمام والحب بيتفهم تمثيل ..يبقي الاحسن
وأراد ان يُكمل عباراته ويخبرها بأن يصبح نسخة أخري ممن خذلها في الماضي
فأرتمت بين ذراعيه قائله بخوف : الله يخليك ياشريف ،اوعي تتغير انا مصدقت احس ان الاحلام ممكن تبقي في يوم حقيقه
ورغم غضبه منها ،ضمه بذراعيه ليسمعها تهمس بضعف :
انا اسفه علي كل لحظه كنت بعيده فيها عنك
فأبتعد شريف عنها ،لينظر الي عينيها الباكيه ، ومسح وجهها بأنامله .. فزوجته الغبيه قد ألجمت غضبه بمنتهي البساطه عندما أرتمت بين ذراعيه وجعلته يشعر بأن رغم خوفها منه هو مازال أمانها
وكاد ان ينهض بعيداً عنها ويتركها .. الا انه وجدها تضع بيدها علي يده وكأنها تمنعه فنظر الي عينيها ليجدها ليست برافضه بل راغبه وبشده فيه كما يرغب هو فيها
فأنحني عليها ليُقبلها بدفئ وحنان .. الي ان شعر بأستجابتها نحوه …لتكون هذه اول ليلة لرابط حبهم
…………………….. …………………….. ……………
نظرت فرحه الي حازم بنظرات مُمتنه وهي تراه يُعاملها بلطف ، شعرت وكأنه يعوضها عن غياب حبيبها ولكن تلك الدبله التي يرتديها في اصبعه جعلتها تشعر بأن ذلك القرب لا تستحقه فهو ملك لأمرأه أخري ..
ليرفع حازم احد حاجبيه قائلا ببتسامه حنونه : مالك بتبصيلي كده ليه
فطالعته فرحه بخجل وهي تلوم نفسها علي افعالها الحمقاء دوما معه ، ولكن ماذنبها فهي من يوم ان رأته
وجدت فيه روح مُماثله لنصفها الذي تركها في بداية الطريق ورحل
فشعر حازم بتخبطها وادرك ماتُعانيه ، فحكايتها ولدت لديه نحوها مشاعر مُشفقه ..
لتُحرك فرحه رأسها وهي تنهض من امامه قائله : انا هروح اجيب ليا قهوه ، اجبلك معايا
فتمتم حازم بأرهاق : ياريت ..
فطالعته هي بابتسامه صادقه وكادت ان تُغادر حجرة مكتبه .. لتنصدم بها جميله .. مُتطلعه اليهم بنظرات غاضبه
فرفعت فرحه وجهها نحوها بأسف .. وأنصرفت سريعا من أمامهم
لتقترب جميله من مكتب حازم مُصفقه بكلتا أيديها قائله : هايل يابشمهندس .. قول انك خلاص لقيتلك بديل
ليمتقع وجه حازم من نبرتها المُتهكمه وجعلها ديما له بأنه المُذنب في فتور علاقتهما .. فوجدها تنظر اليه قائله :
عايزه اتكلم معاك في موضوع مهم ،ياريت بعد ماتخلص شغل تقابلني في المكان بتاعنا
فطالعها حازم بجمود وهو يشعر بأن مُقابلتهم تلك لن تكون شيئاً هيناً وهتف قائلا : خير ياجميله هانم
فضحكت جميله علي استعالجه للامر الذي سينهي كل شئ بينهم ورفعت بكفها مودعه له قائله : لما نتقابل هتبقي تعرف
وخرجت وهي تُفكر في نهاية علاقتها بحازم
وطالعت فرحه التي جاءت تحمل اكواب القهوه مُتجها نحو مكتب حازم
فأوقفتها قائله ببرود : علي فكره انا خطيبته ومكتوب كتابنا كمان ، ياريت تحلمي علي قدك ياشاطره
لتنظر اليها فرحه بوجع .. فتتركها جميله وعلي وجهها نظرات مُبتسمه
…………………….. …………………….. ……………
اخذ يُمرر بأنامله علي وجهها بحنان وهي نائمه علي ذراعيه
لا يُصدق بأنها نائمه بين احضانه واصبحت الان زوجته حقاً
ليُمرمغ وجهه في شعرها المشعث عليه هامسا بجانب اذنيها : كان لازم اقلب وشي ليكي ،عشان اعرف انك بتحبيني كده
وبدء يُقبلها علي وجهها بحنان وهو يتنهد بحب :هتصحي امتا ياكسلانه
ورغم انها لم تكن نائمه ، الا انها اردات ان تشعر بلمساته الحانيه دون خجل من نظراته التي تُربكها دوما وتسمع حديثه الذي يُشعرها بالخفقان
وكاد أن يرفع شريف الغطاء من عليها فوجدها تفتح عينيها سريعا،ليضحك بمكر قائلا :قولتلك مليون مره متلعبيش معايا يازهره
وقبلها من عنقها ،ليهمس بجانب اذنها قائلا بخبث : مبروك يامدام
لتغمض زهره عينيها بخجل ،وهي مازالت غائبه في كل ماحدث بينهم
وانقلبت الرياح لتصبح عاصفه هائجه!
…………………….. …………………….. ……………
استمع حازم الي عبارات جميله بصدمه ،وارتعشت يده وهو يرتشف من فنجان قهوته ..ليبتسم بألم قائلا : عايزانا ننفصل ياجميله
لتتنهد جميله بأرتياح قائله : ياريت ياحازم ..واه كل واحد فينا يشوف حياته
فهتف بها حازم دون وعي : طب وحبنا ، وحبي ليكي طول السنين ديه كلها خلاص ضحيتي بيه
فطالعته جميله ببرود وهي تتناول كأس عصيرها قائله : حكايتنا اتنتهت ياحازم ، زي ماقصص وحكايات كتير بتنتهي
ليتأملها حازم بتهكم قائلا : عندك حق ياجميله
وقبل ان ينهضوا سويا من اجل أنهاء كل شئ .. تنهدت جميله قائله : ياريت ماما وبابا ميعرفوش باللي حصل ياحازم
ليبتسم اليها حازم بمراره قائلا : حاضر يابنت خالتي
…………………….. …………………….. ……………
اقتربت نهي من والدها لتري من هي زوجته المصونه التي اختارها وعاد بالتو بها بعد ان قضي معها شهر عسلهما
لتقف مصدوما وهي تسمع صوت لم تنساه يوما .. واقتربت منها تلك المرأه وهي تتعلق بذراع والدها : اهلا يانهي نورتي بيتك
لتصرخ نهي بها قائله : انتي ازاي هنا ،اطلعي بره
فيُعاتبها والدها : عيب يانهي ديه مراتي
لتتذكر نهي شماتت تلك المرأه عندما جعلتها مُدمنه للمخدرات والسُكر ولولا حبها لهشام وقربه منها لكانت ظلت في المصحه طيلة عمرها ،فوجود هشام جعلها ترغب بالحياه من جديد بعد ان ظلت ضائعه مع اب لا يهمه الا متعته
وصرخت بجمود: انت ناسي عملت فيا ايه
واقتربت من والدها لتُطالعه بنظرات جامده : قدرت تخدعك ازاي ياصالح باشا ، ها فهمني ولا خلاص نزواتك بقيت اهم عندك من كل حاجه
ليهدئها صالح بعدما اصرف زوجته الجديده بعيدا قائلا : ياحببتي ده ماضي وانتهي وانتي اه الحمدلله بقيتي كويسه
وشيري اتغيرت زيك .. مش ديه برضوه كانت صاحبتك ياحبيبت بابا
لتُحرك نهي رأسها برفض وهي تسمع تبريرات والدها لغفرانه للمرأه التي دمرتها وجعلتها تُعاني عام كاملا بالمصحه .. ووضعت بيدها علي بطنها بتعب قائله : انا عمري ماهسمحك علي اللي وصلتني ليه ، ديه اخر مره هتشوفني فيها هنا ياصالح باشا
وذهبت وتركته وهو يقف مصدوماً من رد فعلها ، لتقترب منه تلك الاخري قائله بدلال : هنسهر فين النهارده ياحبيبي
…………………….. …………………….. ……………
وضعت بأستقالتها امامه وهي تخبره قائله : اتفضل
فنظر حاتم لورقة استقالتها دون اهتمام وتركها جانبا ..
لتُحدق به بنظرات جامده وهي تري بروده قائله : اظن وجودي هنا انتهي
ليبتسم حاتم قائلا ببرود: لسا قدامك 15 يوم من بنود التعاقد ياأستاذه لحد اما نلاقي بديل
ورغم ان طريقه حديثه معها جعلتها تشعر بأن هذا الرجل كتله من البرود والجليد معاً
وهتفت بغضب قائله :صبرني يارب، علي العموم 15 يوم مش هتعمل حاجه
وانصرفت من امامه وهي تسبه لوقاحته وبروده ، فأبتسم وهو يرفع هاتفه ليأتيه صوت احدهما : النهارده ياحاتم باشا هبلغها بطلبك ومتقلقش احنا عمرنا ماهنلاقي نسب احسن منك
…………………….. …………………….. ……………
ضمها اليه بحنان وهو يخبرها: هناخد اجازه يومين يازهره
لترفع زهره وجهها نحوه ناظره اليه بسعاده : بجد ياشريف
فهمس اليها بدفئ وهو يُقبل وجنتيها بحراره : عايز اقضي اليومين دوول….
واقترب من اذنها ليخبرها بالمكان الذي يرغب فيه .. لتغمض عينيها بخجل قائله : انت قليل الادب علي فكره
ليقهقه هو عاليا وهو يُخبرها بمشاكسه : وايه الجديد ، ماانا عارف
فهمست بخجل : انت وجودك هنا اثر عليك
فضحك قائلا : لو زوجه زيك كده وراجل مؤدب .. الحياه متنفعش ياحببتي .. كده البشريه هتنقرض
لتفهم مقصده ،وتضرب صدره بقبضه يدها وهي تُحاول الابتعاد عنه
ليجذبها هو اليه قائلا بخبث : رايحه فين ،ده احنا لسا الكلام بينا طويل
وقبل ان يغيبها معه في عالمهم ،همست برجاء : انا عايزه اسافر ماليزيا ياشريف ..
ليبتسم اليها شريف وهو يضمها اليه بحنان قائلا : حاضر ياحببتي
وداعب وجنتيها بأنامله وهو يخبرها بدعابه : بطلي رغي بقي ، انتي بترغي كتير كده ليه
ليضحكوا سويا ، ويذهبوا لعالم يُرفرف اليهم وحدهم
…………………….. …………………….. …………..
امسكت جميله حاسوبها وهي تُغير اسم حسابها الشخصي الذي لا يعرفه احداً واخذت تبحث عن اسم هشام
حتي نفذ صبرها ،لتتذكر فارس وقرابته منه … ومن وسط هؤلاء اخيرا وجدته لتعرفه من صورته الشخصيه وهو يقف بوسامته وهيبته التي لا تقل عن شريف شيئاً ولمعت عيناها وهي تُتمتم : ماهو لشريف لا هشام يازهره وانت اختاري بقي مين فيهم
وفتحت حسابها لتبعث له طلب صداقه بأسم اختها ..
ثم بعثت اليه برساله تخبره بحبها وشوقها اليه ،وان زواجها من اخيه مجرد غلطه
ولمعت عيناها دون تصديق وهي تري ان هشام قد فتح محتوي الرساله .. لتتأكد شكوكها بأنه كان حبيب اختها السابق ويبدو انه مُتلهف عليها ومازال يُحبها
وبرقت عيناها بوميض النصر وهي تراه يخبرها دون تصديق : انتي ايه اللي بتقوليه ده يازهره ، شريف ميستهلش منك كده ..انا فعلا لسا بحبك بس للاسف انتي مرات اخويا دلوقتي
لتغلق جميله الحساب وهي تتنهد براحه ،فأخيراً قد علمت كيف ستبدأ طريقها بعد ان حصلت علي طلاقها من حازم
…………………….. …………………….. ………….
نظرت مريم الي والدتها بصدمه وهي تخبرها عن موافقتها هي ووالدها علي حاتم
لتتنهد مريم قائله : زمان مقلتش ليكوا لاء بس المرادي لاء ياماما ..
فتصرخ بها والدتها قائله : هتفضلي قاعده من غير راجل لحد امتا ، ومطمع للي يسوي وميسواش انتي متعرفيش العيله كلت وشي ازاي انا وابوكي وهما شيفينك عايشه بأبنك لوحدك وبتشتغلي
وظلت تخبرها والدتها عن الاقاويل في شرفها حتي صرخت بها قائله بغضب : حرام عليكوا كفايه بقي ، سيبوني اعيش حياتي مع ابني
لتُطالعها والدتها بتهكم قائله :لو كنتي فاكره ان حبيب القلب ابن خالتك هيرجعلك تبقي غلطانه .. هو عايش حياته مع مراته وزمانه نسيكي ..فوقي بقي
حاتم الصاوي عمرك ماهتلاقي راجل زيه في ماله ومنصبه وعلاقاته …
لتضحك مريم بأسي وهي تستمع لحديث والدتها وتعود بها السنون لتتذكر اليوم الذي كانت تخبرها فيه عن اشرف وعن ماله ومنصبه…………………….. …………………….. ……………
لمعت عين زهره بسعاده وهي تري قدميها علي ارض المكان الذي دوما تحلم به .. ليقفل شريف باب الغرفه التي حجزوها في الفندق ليومين ..ناظرا اليها بحنان قائلا : مبسوطه
فنظرت اليه زهره بحب وركضت نحوه تضع برأسها علي صدره قائله : انا مش عارفه اقولك انا فرحانه قد ايه ياشريف ، ربنا يخليك ليا
ليبتسم اليها شريف بمكر وهو يُطالعها قائلا : طب ايه ، هنفضل نتكلم بس
فتبتعد عنه هي سريعا ، وهي تشعر بحراره جسدها من كلامه هذا .. لتتحرك في الغرفه بتوتر قائله : يلا نخرج ، انت وعدتني اننا هنتفسح بس اليومين دول
ليضحك شريف عليها وهو يُطالعها بنظراته قائلا : يوم ليكي ويوم ليا … والنهارده اليوم بتاعي
فأبتسمت اليه بسعاده وهي لم تفهم مايقصده قائله : خلاص ماشي فسحنا النهارده زي ماانت عايز .. وبكره انا اختار
ليتفرس شريف معالم وجهها ويضحك بقوه ،غامزاً اليها بأحد عينيه قائلا : لاء انا مبحبش الفسح يازهره
واقترب منها كي يربكها اكثر هامساً : ها فهمتي !
…………………….. …………………….. ……………
ظل يسير في المشفي ذهاباً واياباً وهو ينتظر احداً ليخبره عن زوجته
ليخرج اليه احد الاطباء قائلا : مخبيش عليك مراتك حالتها صعبه ..
فطالعه هشام بخوف وهو يبتلع ريقه قائلا : لاء ارجوك اعمل حاجه ، انا مش عايز الطفله .. المهم عندي نهي
ليبتعد عنه الطبيب قائلا بأسف : مقدمناش غير الدعاء يااستاذ هشام .. واللي عايزه ربنا هيكون
وانصرف الطبيب عائداً الي غرفة العمليات ثانية
لتأتي اليه احدي الممرضات قائله : حضرتك لازم تمضي علي الاقرار ده
فنظر هشام الي الاقرار ، الذي سيختار فيه المُجازفه بحياة زوجته او طفلته وهبطت دمعه ساخنه من عينيه وهو يشعر بالعجز من كثرة التفكير لو حدث لنهي شيئاً
وتنهد بألم : اه يانهي اوعي تسبيني
*******************وقفت مذهوله تُطالعه بصدمه وهي لا تُصدق بأنه جاء بها الي شقتهم .. ليُنفذ تهديده..فأرتجفت اوصالها وكادت ان تسحب يدها من قبضة يده القويه … فأكمل جذبه اليها حتي وصل بها الي غرفتها ليلقيها علي الفراش ناظرا اليها ببرود قد عاهدته في بداية معرفتها به.. وكأن كلماتها الاخيره قد اعادت شريف القديم مجدداً
لترفع وجهها نحوه وهي تُحاول ان تعتدل في وضعها قائله بخوف : شريف انت هتعمل فيا ايه
فترك هو ماكان يبعث به ، وألتف اليها بتهكم قائلا : هكمل التمثليه اللي بمثلها عليكي .. واه صدمتك في الرجاله بدل ماتبقي واحده تبقي اتنين
فهبطت دموعها وهي لا تُصدق ما تفوه به للتو…لتجده يقذف نحوها احدي الثياب التي قد جلبها لها قائلا : قومي البسي ده .. وابسطيني
وطالعها مُتهكما : خلينا ننهي التمثليه ديه
فوقفت امامه ونظرت اليه بأسف قائله : أنا أسفه
فلم تجد منه سوا نظراته الجامده .. قائلا قبل ان يخرج من غرفتها : عشر دقايق الاقيكي جاهزه .. سامعه
فأرتجفت يديها وهي تنظر الي ذلك القميص العاري الذي يريدها ان ترتديه عقابا لها بما تفوه به لسانها في لحظة غضب
ليقف هو خارجاً .. تأكله الغيره وهو لا يُصدق بأنها رأته كحبيبها السابق فنطق بضعف قائلا : لسا فاكراه يازهره ، محدش بيفتكر حد الا لو كان ..
وقبل ان يُكمل باقي عباراته .. تنهد بغضب وهو يُفكر في
تأديبها
……………………..
كانت ستتجه نحو فراشها تُمثل بأنها نائمه حتي يهدأ من نوبة غضبه .. ونظرت الي قطعة الملابس التي بيدها وكادت ان تخفيها في دولاب ملابسها .. الا انها سمعت صوته الغاضب يُخبرها
شريف: العشر دقايق قربوا يخلصوا يازهره ، لو منفذتيش اللي طلبته منك متجيش تلومي غير نفسك بعد كده
لتخلع زهره ملابسها سريعا دون تفكير .. وما من دقيقه واحده كانت تلبس ماطلبه منها ،ونظرة الي جسدها بصدمه
فرفعت بكفها نحو فمها وهي لا تُصدق انها فعلت ماطلبه منها
وسمعت تحريك يده لمقبض الباب ، فظلت تُطالع الباب وفراشها بنظرات خائفه
حتي وجدت نفسها تركض نحو فراشها ، تسحب غطائه لتُغطي به جسدها من ذلك الخزي الذي تشعر به
ليردف هو داخل الغرفه ، ناظراً اليها وهو مصعوقاً مما رأه
فقد كانت تتشبث بمفرش الفراش بقوه وشفتيها ترتجف من الخوف
ليقترب منها شريف مُتطلعا اليها بنظرات خبيثه قائلا بمكر :مالك خايفه كده ،هو انا لسا عملت حاجه
وعندما وجدها تنظر اليه بعينين راجيه ،شعر بأنه قد هدأ منها ..فهو مازال لا يُريد اجبارها علي شئ ..ولكن اراد أن يُأدبها قليلا ويُثبت اليها ان تقربه منها ورفقه بمعاملته لها
كله نابع من حباً لا يعلم متي قد وضع في قلبه نحوها .. فكل ماكان يرغب به معها حياة جديده ..حياة تجمعها الموده والرحمه ..حياه تعرف معني العطاء ..
فهمست زهره بأستعطاف وهي تره ينظر اليها بنظرات شارده ،الا ان وجدته يُلقي ساعته بأهمال ثم بدأ يفك كل زر من ازار قميصه بتمهل وهو يُدندن ببرود
فأنطقت زهره بتعلثم :ارجوك ياشريف بلاش ..
ثم اجهشت في البكاء وهي تراه يقترب منها لتهمس : انت هتعمل فيا ايه
ليضحك شريف علي عباراتها هامساً بصوت لم تسمعه :يارب صبرني ،انا يوم مااتجوز اتجوز واحده مُتخلفه عقلياً
فغطت زهره وجهها بباقي المفرش الذي تتشبث به ، لتجده يلتقطه بيده ويلقيه بعيدا
فأنصدمت من فعلته وشهقت بفزع وهي تري نفسها امامه وجسدها لا يستره الا تلك القطعه الشفافه
ووضعت بيدها علي وجهها كي لا تري نظراته اليها ، لتسمعه يهمس بالقرب منها : لسا بتحبيه يازهره
فأخذت زهره تُحرك رأسها برفض ، وأنفاسه تقترب منها
تحرقها من الخجل وهو يُتمتم : مدام الاهتمام والحب بيتفهم تمثيل ..يبقي الاحسن
وأراد ان يُكمل عباراته ويخبرها بأن يصبح نسخة أخري ممن خذلها في الماضي
فأرتمت بين ذراعيه قائله بخوف : الله يخليك ياشريف ،اوعي تتغير انا مصدقت احس ان الاحلام ممكن تبقي في يوم حقيقه
ورغم غضبه منها ،ضمه بذراعيه ليسمعها تهمس بضعف :
انا اسفه علي كل لحظه كنت بعيده فيها عنك
فأبتعد شريف عنها ،لينظر الي عينيها الباكيه ، ومسح وجهها بأنامله .. فزوجته الغبيه قد ألجمت غضبه بمنتهي البساطه عندما أرتمت بين ذراعيه وجعلته يشعر بأن رغم خوفها منه هو مازال أمانها
وكاد ان ينهض بعيداً عنها ويتركها .. الا انه وجدها تضع بيدها علي يده وكأنها تمنعه فنظر الي عينيها ليجدها ليست برافضه بل راغبه وبشده فيه كما يرغب هو فيها
فأنحني عليها ليُقبلها بدفئ وحنان .. الي ان شعر بأستجابتها نحوه …لتكون هذه اول ليلة لرابط حبهم
……………………..
نظرت فرحه الي حازم بنظرات مُمتنه وهي تراه يُعاملها بلطف ، شعرت وكأنه يعوضها عن غياب حبيبها ولكن تلك الدبله التي يرتديها في اصبعه جعلتها تشعر بأن ذلك القرب لا تستحقه فهو ملك لأمرأه أخري ..
ليرفع حازم احد حاجبيه قائلا ببتسامه حنونه : مالك بتبصيلي كده ليه
فطالعته فرحه بخجل وهي تلوم نفسها علي افعالها الحمقاء دوما معه ، ولكن ماذنبها فهي من يوم ان رأته
وجدت فيه روح مُماثله لنصفها الذي تركها في بداية الطريق ورحل
فشعر حازم بتخبطها وادرك ماتُعانيه ، فحكايتها ولدت لديه نحوها مشاعر مُشفقه ..
لتُحرك فرحه رأسها وهي تنهض من امامه قائله : انا هروح اجيب ليا قهوه ، اجبلك معايا
فتمتم حازم بأرهاق : ياريت ..
فطالعته هي بابتسامه صادقه وكادت ان تُغادر حجرة مكتبه .. لتنصدم بها جميله .. مُتطلعه اليهم بنظرات غاضبه
فرفعت فرحه وجهها نحوها بأسف .. وأنصرفت سريعا من أمامهم
لتقترب جميله من مكتب حازم مُصفقه بكلتا أيديها قائله : هايل يابشمهندس .. قول انك خلاص لقيتلك بديل
ليمتقع وجه حازم من نبرتها المُتهكمه وجعلها ديما له بأنه المُذنب في فتور علاقتهما .. فوجدها تنظر اليه قائله :
عايزه اتكلم معاك في موضوع مهم ،ياريت بعد ماتخلص شغل تقابلني في المكان بتاعنا
فطالعها حازم بجمود وهو يشعر بأن مُقابلتهم تلك لن تكون شيئاً هيناً وهتف قائلا : خير ياجميله هانم
فضحكت جميله علي استعالجه للامر الذي سينهي كل شئ بينهم ورفعت بكفها مودعه له قائله : لما نتقابل هتبقي تعرف
وخرجت وهي تُفكر في نهاية علاقتها بحازم
وطالعت فرحه التي جاءت تحمل اكواب القهوه مُتجها نحو مكتب حازم
فأوقفتها قائله ببرود : علي فكره انا خطيبته ومكتوب كتابنا كمان ، ياريت تحلمي علي قدك ياشاطره
لتنظر اليها فرحه بوجع .. فتتركها جميله وعلي وجهها نظرات مُبتسمه
……………………..
اخذ يُمرر بأنامله علي وجهها بحنان وهي نائمه علي ذراعيه
لا يُصدق بأنها نائمه بين احضانه واصبحت الان زوجته حقاً
ليُمرمغ وجهه في شعرها المشعث عليه هامسا بجانب اذنيها : كان لازم اقلب وشي ليكي ،عشان اعرف انك بتحبيني كده
وبدء يُقبلها علي وجهها بحنان وهو يتنهد بحب :هتصحي امتا ياكسلانه
ورغم انها لم تكن نائمه ، الا انها اردات ان تشعر بلمساته الحانيه دون خجل من نظراته التي تُربكها دوما وتسمع حديثه الذي يُشعرها بالخفقان
وكاد أن يرفع شريف الغطاء من عليها فوجدها تفتح عينيها سريعا،ليضحك بمكر قائلا :قولتلك مليون مره متلعبيش معايا يازهره
وقبلها من عنقها ،ليهمس بجانب اذنها قائلا بخبث : مبروك يامدام
لتغمض زهره عينيها بخجل ،وهي مازالت غائبه في كل ماحدث بينهم
وانقلبت الرياح لتصبح عاصفه هائجه!
……………………..
استمع حازم الي عبارات جميله بصدمه ،وارتعشت يده وهو يرتشف من فنجان قهوته ..ليبتسم بألم قائلا : عايزانا ننفصل ياجميله
لتتنهد جميله بأرتياح قائله : ياريت ياحازم ..واه كل واحد فينا يشوف حياته
فهتف بها حازم دون وعي : طب وحبنا ، وحبي ليكي طول السنين ديه كلها خلاص ضحيتي بيه
فطالعته جميله ببرود وهي تتناول كأس عصيرها قائله : حكايتنا اتنتهت ياحازم ، زي ماقصص وحكايات كتير بتنتهي
ليتأملها حازم بتهكم قائلا : عندك حق ياجميله
وقبل ان ينهضوا سويا من اجل أنهاء كل شئ .. تنهدت جميله قائله : ياريت ماما وبابا ميعرفوش باللي حصل ياحازم
ليبتسم اليها حازم بمراره قائلا : حاضر يابنت خالتي
……………………..
اقتربت نهي من والدها لتري من هي زوجته المصونه التي اختارها وعاد بالتو بها بعد ان قضي معها شهر عسلهما
لتقف مصدوما وهي تسمع صوت لم تنساه يوما .. واقتربت منها تلك المرأه وهي تتعلق بذراع والدها : اهلا يانهي نورتي بيتك
لتصرخ نهي بها قائله : انتي ازاي هنا ،اطلعي بره
فيُعاتبها والدها : عيب يانهي ديه مراتي
لتتذكر نهي شماتت تلك المرأه عندما جعلتها مُدمنه للمخدرات والسُكر ولولا حبها لهشام وقربه منها لكانت ظلت في المصحه طيلة عمرها ،فوجود هشام جعلها ترغب بالحياه من جديد بعد ان ظلت ضائعه مع اب لا يهمه الا متعته
وصرخت بجمود: انت ناسي عملت فيا ايه
واقتربت من والدها لتُطالعه بنظرات جامده : قدرت تخدعك ازاي ياصالح باشا ، ها فهمني ولا خلاص نزواتك بقيت اهم عندك من كل حاجه
ليهدئها صالح بعدما اصرف زوجته الجديده بعيدا قائلا : ياحببتي ده ماضي وانتهي وانتي اه الحمدلله بقيتي كويسه
وشيري اتغيرت زيك .. مش ديه برضوه كانت صاحبتك ياحبيبت بابا
لتُحرك نهي رأسها برفض وهي تسمع تبريرات والدها لغفرانه للمرأه التي دمرتها وجعلتها تُعاني عام كاملا بالمصحه .. ووضعت بيدها علي بطنها بتعب قائله : انا عمري ماهسمحك علي اللي وصلتني ليه ، ديه اخر مره هتشوفني فيها هنا ياصالح باشا
وذهبت وتركته وهو يقف مصدوماً من رد فعلها ، لتقترب منه تلك الاخري قائله بدلال : هنسهر فين النهارده ياحبيبي
……………………..
وضعت بأستقالتها امامه وهي تخبره قائله : اتفضل
فنظر حاتم لورقة استقالتها دون اهتمام وتركها جانبا ..
لتُحدق به بنظرات جامده وهي تري بروده قائله : اظن وجودي هنا انتهي
ليبتسم حاتم قائلا ببرود: لسا قدامك 15 يوم من بنود التعاقد ياأستاذه لحد اما نلاقي بديل
ورغم ان طريقه حديثه معها جعلتها تشعر بأن هذا الرجل كتله من البرود والجليد معاً
وهتفت بغضب قائله :صبرني يارب، علي العموم 15 يوم مش هتعمل حاجه
وانصرفت من امامه وهي تسبه لوقاحته وبروده ، فأبتسم وهو يرفع هاتفه ليأتيه صوت احدهما : النهارده ياحاتم باشا هبلغها بطلبك ومتقلقش احنا عمرنا ماهنلاقي نسب احسن منك
……………………..
ضمها اليه بحنان وهو يخبرها: هناخد اجازه يومين يازهره
لترفع زهره وجهها نحوه ناظره اليه بسعاده : بجد ياشريف
فهمس اليها بدفئ وهو يُقبل وجنتيها بحراره : عايز اقضي اليومين دوول….
واقترب من اذنها ليخبرها بالمكان الذي يرغب فيه .. لتغمض عينيها بخجل قائله : انت قليل الادب علي فكره
ليقهقه هو عاليا وهو يُخبرها بمشاكسه : وايه الجديد ، ماانا عارف
فهمست بخجل : انت وجودك هنا اثر عليك
فضحك قائلا : لو زوجه زيك كده وراجل مؤدب .. الحياه متنفعش ياحببتي .. كده البشريه هتنقرض
لتفهم مقصده ،وتضرب صدره بقبضه يدها وهي تُحاول الابتعاد عنه
ليجذبها هو اليه قائلا بخبث : رايحه فين ،ده احنا لسا الكلام بينا طويل
وقبل ان يغيبها معه في عالمهم ،همست برجاء : انا عايزه اسافر ماليزيا ياشريف ..
ليبتسم اليها شريف وهو يضمها اليه بحنان قائلا : حاضر ياحببتي
وداعب وجنتيها بأنامله وهو يخبرها بدعابه : بطلي رغي بقي ، انتي بترغي كتير كده ليه
ليضحكوا سويا ، ويذهبوا لعالم يُرفرف اليهم وحدهم
……………………..
امسكت جميله حاسوبها وهي تُغير اسم حسابها الشخصي الذي لا يعرفه احداً واخذت تبحث عن اسم هشام
حتي نفذ صبرها ،لتتذكر فارس وقرابته منه … ومن وسط هؤلاء اخيرا وجدته لتعرفه من صورته الشخصيه وهو يقف بوسامته وهيبته التي لا تقل عن شريف شيئاً ولمعت عيناها وهي تُتمتم : ماهو لشريف لا هشام يازهره وانت اختاري بقي مين فيهم
وفتحت حسابها لتبعث له طلب صداقه بأسم اختها ..
ثم بعثت اليه برساله تخبره بحبها وشوقها اليه ،وان زواجها من اخيه مجرد غلطه
ولمعت عيناها دون تصديق وهي تري ان هشام قد فتح محتوي الرساله .. لتتأكد شكوكها بأنه كان حبيب اختها السابق ويبدو انه مُتلهف عليها ومازال يُحبها
وبرقت عيناها بوميض النصر وهي تراه يخبرها دون تصديق : انتي ايه اللي بتقوليه ده يازهره ، شريف ميستهلش منك كده ..انا فعلا لسا بحبك بس للاسف انتي مرات اخويا دلوقتي
لتغلق جميله الحساب وهي تتنهد براحه ،فأخيراً قد علمت كيف ستبدأ طريقها بعد ان حصلت علي طلاقها من حازم
……………………..
نظرت مريم الي والدتها بصدمه وهي تخبرها عن موافقتها هي ووالدها علي حاتم
لتتنهد مريم قائله : زمان مقلتش ليكوا لاء بس المرادي لاء ياماما ..
فتصرخ بها والدتها قائله : هتفضلي قاعده من غير راجل لحد امتا ، ومطمع للي يسوي وميسواش انتي متعرفيش العيله كلت وشي ازاي انا وابوكي وهما شيفينك عايشه بأبنك لوحدك وبتشتغلي
وظلت تخبرها والدتها عن الاقاويل في شرفها حتي صرخت بها قائله بغضب : حرام عليكوا كفايه بقي ، سيبوني اعيش حياتي مع ابني
لتُطالعها والدتها بتهكم قائله :لو كنتي فاكره ان حبيب القلب ابن خالتك هيرجعلك تبقي غلطانه .. هو عايش حياته مع مراته وزمانه نسيكي ..فوقي بقي
حاتم الصاوي عمرك ماهتلاقي راجل زيه في ماله ومنصبه وعلاقاته …
لتضحك مريم بأسي وهي تستمع لحديث والدتها وتعود بها السنون لتتذكر اليوم الذي كانت تخبرها فيه عن اشرف وعن ماله ومنصبه……………………..
لمعت عين زهره بسعاده وهي تري قدميها علي ارض المكان الذي دوما تحلم به .. ليقفل شريف باب الغرفه التي حجزوها في الفندق ليومين ..ناظرا اليها بحنان قائلا : مبسوطه
فنظرت اليه زهره بحب وركضت نحوه تضع برأسها علي صدره قائله : انا مش عارفه اقولك انا فرحانه قد ايه ياشريف ، ربنا يخليك ليا
ليبتسم اليها شريف بمكر وهو يُطالعها قائلا : طب ايه ، هنفضل نتكلم بس
فتبتعد عنه هي سريعا ، وهي تشعر بحراره جسدها من كلامه هذا .. لتتحرك في الغرفه بتوتر قائله : يلا نخرج ، انت وعدتني اننا هنتفسح بس اليومين دول
ليضحك شريف عليها وهو يُطالعها بنظراته قائلا : يوم ليكي ويوم ليا … والنهارده اليوم بتاعي
فأبتسمت اليه بسعاده وهي لم تفهم مايقصده قائله : خلاص ماشي فسحنا النهارده زي ماانت عايز .. وبكره انا اختار
ليتفرس شريف معالم وجهها ويضحك بقوه ،غامزاً اليها بأحد عينيه قائلا : لاء انا مبحبش الفسح يازهره
واقترب منها كي يربكها اكثر هامساً : ها فهمتي !
……………………..
ظل يسير في المشفي ذهاباً واياباً وهو ينتظر احداً ليخبره عن زوجته
ليخرج اليه احد الاطباء قائلا : مخبيش عليك مراتك حالتها صعبه ..
فطالعه هشام بخوف وهو يبتلع ريقه قائلا : لاء ارجوك اعمل حاجه ، انا مش عايز الطفله .. المهم عندي نهي
ليبتعد عنه الطبيب قائلا بأسف : مقدمناش غير الدعاء يااستاذ هشام .. واللي عايزه ربنا هيكون
وانصرف الطبيب عائداً الي غرفة العمليات ثانية
لتأتي اليه احدي الممرضات قائله : حضرتك لازم تمضي علي الاقرار ده
فنظر هشام الي الاقرار ، الذي سيختار فيه المُجازفه بحياة زوجته او طفلته وهبطت دمعه ساخنه من عينيه وهو يشعر بالعجز من كثرة التفكير لو حدث لنهي شيئاً
وتنهد بألم : اه يانهي اوعي تسبيني