نوفيلا”هنا سعادتي”
نوفيلا”هنا سعادتي”
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة دعاء الفيومي
تسلم ايدك يادكتور نبيل.
كان هذا صوت صاحب سياره قام بتصليحها نبيل صاحب أكبر معرض سيارات؛ ملحق بها ورشه كبيره لتحديث، وإصلاح السيارات المعطله.
نبيل بابتسامه وعيون لامعه بدموع: تسلم ياعم صالح حضرتك مش أى حد حضرتك أعز صديق ل والدي الله يرحمه اتفضل مفاتيح العربيه.
رحل صالح بعد أن رفض نبيل أن يأخذ المقابل المادي منه، استند نبيل على سياره وهو ينظر لإبن أخته صاحب العشر سنوات الذي أصر على مصاحبته اليوم للعمل.
نبيل بتعجب: بتبصلي كده ليه ياهادي حاسس ان فيه أسئله في عنيك.
هادي: الصراحه أيوه ياخالو هو انت مش بتكشف على أي حد، ومفيش عندك مستشفى، وبيقولولك هنا يادكتور ليه؟ وليه عندك ناس بتشتغل كتير، ومعرض كبير بتحب تنزل الورشه وتشتغل بإيدك ؟ وليه حسيت إن هينزل دموع من عيونك وانت بتكلم الراجل اللي كان هنا ده؟
نبيل: يااه كل دي أسئله تطلع منك انت ياشبر ونص، طيب تعالى نطلع المكتب ونشرب حاجه واحكيلك.
هادي: ها ياخالو طلعنا وشربنا ممكن تحكيلي بقى.
نظر له نبيل وترقرقت الدموع في عيناه وقال وهو شارد الذهن ويتذكر ما حدث، ويحكي لهادي .
“عودة بالزمن قبل اثنا عشر عاماً”
مشاده حاميه بين نبيل ووالده الأسطى عبد الرحمن، حول رغبته باصطحاب نبيل معه ورشته لإصلاح السيارات، ورفض نبيل لذلك بحجة أنه بالصف الثالث الثانوي ومتفوق جدآ، وسيصبح طبيب ليس ميكانيكي.
عبد الرحمن: يابني انا أتمنى انك تبقى أشهر دكتور، بس انا تعبت ومحتاجك جنبي اليومين دول، وانت دلوقتي اجازه عايز اعلمك الصنعه أهي يمكن تنفعك.
نبيل:يابابا بقولك دكتور تقولي صنعه! لو سمحت أنا مش حابب كده.
شعر عبد الرحمن بنغزه في قلبه فجلس على الأريكه،فأسرع إليه نبيل وقال:مالك يا بابا خلاص أنا أسف هنزل معاك زي ماتحب.
نظر له والده بحب وقال: يابني انا مش عايز اغصب عليك أبدا بس محدش عارف الزمن مخبي ايه، صنعه في ايدك احتجتها خير، مش محتاجها مش هتضرك. فهز نبيل رأسه بالموافقه وردد خلاص يابابا انا تحت امرك ياحبيبي.
بالفعل بدأ عبد الرحمن باصطحاب ولده، وتعليمه المهنه، وأسرارها وكان نبيل يتسم بالذكاء،وسرعة بديهته؛ فتعلمها سريعآ دون عناء.
ومرت الإجازه الصيفيه دونما أحداث كثيره وبدأت الدراسه، وزاد تفوق نبيل وباقتراب نصف العام حدث ما لم يتوقعه أحد.
أثناء عودة نبيل من مدرسته، نظر لبيته فوجد ازدحام حوله فهرول إليهم؛ واندفع داخل المنزل ليستمع إلى كلمات مواسيه لوالدته وهي تبكي، ويرى أخته المنهاره تسندها إحدى الجارات، شعر وكأن ماس كهربائي يسري بجسده، وتسائل بصوت متقطع: فين بابا، انتو بتعيطوا ليه اسكتوا. وأسرع لغرفة أبيه، وجلس بجواره، وكشف عن وجهه يأيد مرتعشه، ونظر له بدموع تنهمر كشلال على وجهه.
نبيل بصوت مرتعش ودموع : لا لا متسبنيش أرجوك محتاجلك جمبي، والله هعمل كل اللي تقول عليه، أرجوك افتح وقولهم انك موجود بس بتعاقبني إني كنت مضايق من كلامك، أرجوك أرجوك، ازدادت شهقاته فاحتضنه العم صالح صديق والده المقرب.
صالح بدموع: ادعيله يابني إنت دلوقتي راجل البيت، لازم تكون أقوى علشان تخفف عن والدتك وأختك، إنا لله وإنا إليه راجعون يانبيل، كلنا يابني في رحله نهايتها كده، شد نفسك قوم.
هنا احتضن نبيل والده لأخر مره، وخرج صوته به بحه:مع السلامه ياأحن، وأحسن أب هتوحشني.
بعد مرور شهرين نظر نبيل لوالدته بشرود.
الأم: إيه يانبيل مبتذاكرش ليه، وكمان المدرسين زعلانين من مستواك اللي قل مره واحده، ليه يابني كده نقصك حاجه؟ قولي أوعى تداري.
نبيل وهو يقبل يد أمه: لا ياأمي مش محتاج حاجه، بس مش قادر أركز، مش عارف بس خلاص أنا أسف ياست الكل هحاول علشان خاطرك.
والدته وهى تربت على كتفه بحنان: وعلشان أبوك كان نفسه تخلص تعليمك يانبيل.
رفع بصره بعيون دامعه طيب ومنى ياأمي مخطوبه وأكيد محتاجه جهاز، أنا لازم أشتغل.
احتضنت وجهه بكفها وقالت: اشغل بالك بمذاكرتك بس يانبيل، واختك لسه قدامها شويه على فرحها، اهتم انت بنفسك لأن شكلك دبلان كده اشرب كوباية اللبن دي، وكمل مذاكره حبيبي.
نبيل: حاضر ياأمي.
اقتربت امتحانات الثانويه العامه، كان نبيل عائد لمنزله بعد أن انهى درسه، ومعه علي صديقه علي؛ فجأة استند نبيل على الجدار بجانبه فنظر له علي بقلق.
علي بقلق: مالك يانبيل أنا حاسس إنك مش مركز من أول الدرس، وشكلك غريب فيك إيه ياصاحبي، نظر له نبيل بنظرات زائغه ونطق بضعف..روحني ياعلي لو سمحت لأني مش قادر أمشي.
بالفعل أسنده علي وعندما وصلوا دق الباب ففتحت منى وفزعت لهيئة أخيها ونطقت بصوت يشوبه القلق: مالك يانبيل تعالى ياحبيبي ادخل.
وما أن أدخله علي حتى تركه نبيل، وارتمى على الأرض ممسكآ بجانبه الأيمن، ويصرخ بشده، هرولت إليه أخته ووالدته بخوف، وأسرع علي للخارج فوجد العم صالح.
فقال بعجاله: عم صالح كويس إنك جيت معاك التاكسي بتاعك فرد صالح باستغراب أيوه يابني في حاجه! أنا كنت……
قاطعه علي: معلش ياعم صالح تعالى نلحق نبيل بسرعه أول؛ فأسرعا إلى الداخل وأسندا نبيل للخارج، وتبعته والدته، وأخته وذهبوا لأقرب مشفى، وتم الكشف عليه ونقله لغرفة العمليات سريعآ، وقفوا جميعآ بقلق بالغ.
صالح ليطمئنهم: متخفيش ياأم نبيل الذايده عمليه بسيطه، وان شاء الله كله هيبقى تمام قولي يارب.
رددت هي بصوت هامس ودموع:ياااارب نجيه.
بعد مرور وقت ليس بقليل اجتمعوا حول نبيل بالغرفه بعد استفاقته،
الأم: الحمد لله على سلامتك يابنى،خضتني عليك.
نبيل بضعف: الله يسلمك ياأمي، ونظر حوله وجد العم صالح فاندهش قليلآ، وقبل أن يتحدث
قاطعه صالح: ألف سلامه عليك يابني أنا كنت جاي أطمن عليكوا، لقيت صاحبك المخلص ده قابلني، والحمد لله لحقناك بالوقت المناسب.
نظر له نبيل بامتنان ونطق بضعف: شكرآ ياعمي ربنا يبارك في عمرك.
علي بابتسامه: إيه ياعم كنت عايز تعرف غلاوتك عندنا، طيب ياسيدي أديني اتأخرت وشكلي هتشرد بسببك النهارده. ضحك الجميع.
نطق نبيل بصوت متقطع: معلش أسف ياصاحبي ربنا يديم الحب والود بينا دايمآ.
علي: اللهم أمين، المهم دلوقتي شد حيلك الإمتحان كمان يومين.
نبيل بقلق: ربنا يستر