نوفيلا”هنا سعادتي”

نوفيلا”هنا سعادتي”
ح(٤)
مرت الأيام سريعآ، وزادت شهرة نبيل، وعلي
وأقبل عليهم الزبائن بكثره، فأصبح المكان لا يستوعب السيارات لضيقه.
علي: هنعمل إيه يابلبل عايزين نوسع الورشه شويه.
نبيل بتفكير: محل عمك لطفي لو اشتريناه، ندخله في الورشه تبقى حلوه أوي.
علي باستياء: بس ده راجل طماع، كان عارضه بسعر قليل جدآ؛ لأنه محتاج الفلوس، وأول ما سمع إن احنا عايزينه، رفع السعر للضعف علشان متأكد إنه الوحيد اللي ينفع للورشه هنا.
نبيل: مينفعش نتكلم عليه في غيابه ياصاحبي، وبعدين هو حر، وأدرى بحق حاجته، احنا بقى عجبنا السعر نشتري معجبش خلاص.
علي: طب هنعمل إيه هو عايز 120، واحنا معانا أنا وانت 50، هندبر الباقي منين؟
هنا سمعوا صوت العم صالح يدخل عليهم الورشه.
صالح: السلام عليكم.
نبيل وعلي بابتسامه: وعليكم السلام، اتفضل ياعمي.
صالح :كنت قريب جيت أسأل عليك، وعلى والدتك، واختك ناقصها حاجه الفرح بعد يومين.
نبيل: ربنا يبارك في عمرك ياعمي والله حضرتك ونعم الصديق، احنا تمام في فضل ونعمه، ومنى كل حاجتها جاهزه.
صالح وهو يقف: طيب يابني الحمد لله ربنا يتم فرحتها على خير، بس يانبيل الورشه هنا بقيت صغيره أوي، ما توسعها شويه يابني.
علي باندفاع: ياريت لو بس عم لطفي يتساهل شويه.

لكزه نبيل بخفه وقال: ربنا ييسر ياعمي بعد فرح منى هشوف الموضوع ده مع عم لطفي.
صالح بتفهم: قولي يانبيل بصراحه انت معاك كام؟
نبيل بإحراج: احم أنا وعلي معانا 50 ألف.
علي مسرعآ: ممكن أتصرف في 10 كمان من والدي، ونردهم بعدين.
صالح: والمطلوب كام.
علي:120 ألف يعني لسه النص.
صالح: طيب أنا هعدي عليك يانبيل بعد العشا، ونروح للطفي هو كان صاحب والدك الله يرحمه، وأكيد هيعمله خاطر.
نبيل بتردد: بس ياعمي…
قاطعه صالح: مبسش ولا حاجه، ها هتيجي معانا ياعلوه.
علي بضحك: أكيد يعني راشئ معاكم.
ضحكوا جميعآ وردد صالح: على خيرة الله.

بالفعل بعد الصلاة ذهبوا ومعهم المبلغ، وتفاجئوا بوجود المحامي عند الحاج لطفي.

نبيل باندهاش: إيه ده احنا كنا لسه جاين نتفق، وناخد رأيك ياعم لطفي.
لطفي بابتسامه: عمك صالح جالي العصر واتفقنا، علشان خاطر والدك هخليهم 110 بس، وهاخد اللي معاك والباقي هاته لما تفرج عليكم.
نبيل بامتنان، وسعادة : شكرآ ياعم لطفي وانت ياعم صالح مش عارف أوفيك حقك ازاي.
صالح: ياله بلاش تضيع وقت، الأستاذ عزت المحامي مش فاضي.
تمت كتابة العقد مناصفة بين نبيل، وعلي بناء على رغبة نبيل، رغم اعتراض علي.

وحين وضع نبيل المبلغ أمام عوض وقال دول 60 ألف ياعم عوض. وجد يد صالح تمد وتضع نقودآ.
صالح: كده 80 يالطفي، والباقي ربنا ييسرها عليهم، وتاخده فى أقرب وقت.
حدث هذا وسط اندهاش نبيل، وعلي الذين حاولوا منع صالح عن هذا ولكن لم يفلحوا.
صالح: اعتبر ان الفلوس دي هتسدها لعوض، بس الفرق اني مش مستعجل، سدده أول، ووالد علي وبعدين أنا في أي وقت ياولادي.
نطق نبيل وعلي عبارات الشكر والإمتنان له.

مرت الأيام، وتم زفاف منى، وانتهت السنه الدراسيه، وطوال فترة العطله الصيفيه، رغم انشغال نبيل وعلي بتوسيع الورشه، وإنهاء عملهم، إلا أن نبيل دائمآ كان يتذكر شاهندا بشكل مستمر، مما جعله يسأل نفسه: إيه يانبيل هى ليه معلقه معاك كده، دي عمرها ما كانت طريقة تفكيرك، معقول أكون حبيتها؟! أيوه أنا فعلآ أعجبت بيها من أول ما سمعت كلامها لهند. بس أنا فين وهما فين؟ ثم تابع بحزن أكيد والدها هيرفض ارتباطنا لو اتقدمتلها.

عند شاهي لم يختلف حالها كثيرآ عن نبيل، فهي تشعر بافتقادها له. رغم أن لقائتهم كانت محدوده؛ فنبيل شاب ملتزم، ويحافظ عليها.
لكن ما كان يؤرقها هو إلحاح شادي ابن خالتها بالإرتباط بها، وهى تشعر أن والدها يريد الموافقه، لكن لا يحب أن يجبرها.
دق باب غرفتها، فاستفاقت من شرودها.
شاهي: أدخل.
دلف مجدي بابتسامه: حبيبة بابي بتعمل إيه.
وقفت شاهي واقتربت منه، وعانقته بحب: بفكر في حبيبي.
مجدي بتعجب، وتردد: بتفكري في شادي تقصدي؟!
شاهي: لأ طبعا شادي إيه ده اللي افكر فيه، كنت بفكر فيك انت يا حبيبي.
مجدي بهدوء: ياشاهي ياحبيبتي انتي بنتي الوحيده، نفسي أطمن عليكي قبل ما أموت.
شاهى مسرعه: بعد الشر عنك يابابي، ربنا يبارك في عمرك.
مجدي: أنا عارف ان شادي طايش شويه، بس بكره الجواز، والمسؤليه يعقلوه، واهو ابن خالتك هيحافظ عليكي.
شاهي: بابا ياحبيبي شادي مش طايش شادي أخلاقه كده، دي تربيته، والده رباه على الطمع، وعدم تحمل المسؤليه إنه يتغير ده مستحيل. وبعدين يابابي أنا مش بحبه ولا متفاهمين أبدآ.
مجدي بقلة حيله: خلاص ياحبيبتي اللي تحبيه، أنا خارج رايح المعرض عايزه حاجه قبل ما أخرج حبيبتي.
شاهي بابتسامه:تسلملي ياروح قلب شاهي، أنا اللي هتجوزه لازم يكون شبهك، في رجولتك، وحنيتك، وصلة رحمك دي حتى عمتي ربنا يرحمها مش بتشيل صورتها من مكتبك، ولا محفظتك.
هنا ترقرقت الدموع بعين مجدي عند ذكر أخته التي يفتقدها كثيرآ، وكان ومازال يبحث عنها، ويتمنى أن تكون مازالت على قيد الحياه؛ فقد أخبر زوجته،وابنته أنها توفت كما أمره والده.
شاهي: أسفه يابابي الظاهر اني فكرتك بعمتو.
مجدي: أنا مش ناسيها ياشاهي علشان أفتكرها. ومسح دموعه وقبل أن يذهب قالت شاهي’ بابي بعد إذنك هخرج أنا وهند نشتري شوية حاجات، الجامعه كمان يومين.
مجدي بهدوء: ماشي ياروحي متتأخريش.
شاهي: حاضر ياأحسن أب.

نوفيلا”هنا سعادتي”..دعاء الفيومي

خرج مجدي واستقل سيارته بمفرده دون سائق، أثناء سيره داهمته بعض الذكريات، عن أخته التي طالما اعتبرها أمآ له بعد وفاة والدته، رغم أنها تكبره بثلاث أعوام فقط لكن شملته بحنانها كاأم، أيضآ تذكر كيف خذل حبه القديم، الذي أثر على حياته كلها وتسبب عدم قدرته على نسيانه في إيذاء أقرب الناس له زوجته التي عاملها بالحسنى ولكن لم يستطع أن يعشقها، لذلك بعد وفاتها حزن بشده لفراقها، وأكثر ما أحزنه تأنيب الضمير، مع تلك الذكريات، شعر مجدي بألم شديد سببه مرضه اللعين الذي لا يعلم إلى متى سيستطيع إخفاء حقيقته عن ابنته، وأنه على مقربة من الموت؛ أدار السياره وقرر العوده للمنزل.

في منزل مجدي وقبل عودته رن جرس الباب وفتحت الخادمه؛ فوجدت شادي يقف أمامها.

الخادمه: أيوه ياأستاذ شادي اتفضل.
شادي ببرود: هى شاهى موجوده؟
هنيه: لا خرجت من شويه هي والبيه الكبير.
شادي: امممم طيب روحي اعمليلي عصير فريش وهاتيه هستنى أونكل علشان عايزه.
هنيه بضيق: حاضر اتفضل.
جلس شادي واستمع لرنين هاتفه فرد فأجاب أن ينظر للهاتف.
شادي: هاي
سونيا: هاي بيبي وحشني مووووت.
شادي بانفعال وصوت منخفض نسبيآ: إيه ياسونيا بتكلميني انتي ليه مش اتفقت معاكي إني اللي أكلمك بس، فرضنا شاهي كانت هنا وشافت التليفون او حاجه.
سونيا بنرفزه: هو إيه ده مش هنخلص من موضوع ست زفته دي هى، والعجوز اللي متبت في الدنيا ده.
شادي وقد نسى أنه في منزل مجدي: يعني أنا بعمل كل ده ليه ياحبيبتي مش علشانك إنتي أقدر أتجوزك، وأعيشك في المستوى اللي تحلمى بيه بعد ما ضاعت كل فلوسي في القمار. صمت قليلآ
ثم تابع حديثه بغل وقال: أنا دلوقتي في إيدي ورقه ربحانه أضغط بيها على شاهي، وأتجوزها ولما الخرفان أبوها يموت، زي ماقولتلك التقارير اللي شوفتها في مكتبه بتقول إنه مريض كانسر، وحالته متأخره وهيتكل وهى تورث كل حاجه، وساعتها أقدر أستولي أنا على كل فلوسها بطريقتي وأرميها واتجوزك ياروووح قلبي.

أثناء تلك المكالمه كان مجدي قد دلف للمنزل ولم يشعر به شادي، واستمع لكل المحادثه فصدم بشده أهذا من كان يريد ترك ابنته أمانه له؟ فاق من شروده على صوت شادى ينهي مكالمته، فقرر أن لا يخبره بشئ لحين أن يفكر كيف يتخلص من هذا الغادر دون إضرار لابنته. فتصنع أنه لم يسمع شئ وقال: أهلآ أهلآ شادي.
شادي بتوتر: أأ أهلآ ياعمي حضرتك هنا من امتى؟
مجدي بغيظ يواريه: لسه داخل حالآ كنت بتكلم مين شاهي دي ولا إيه؟
شادي: أه لا اقصد دا واحد صاحبي. أستأذنك أنا ياعمي أصل ورايا مشوار.
مجدي وهو يجلس على الكرسي: اتفضل إذنك معاك.

رحل شادي مسرعآ وترك مجدي حزينآ ومتألمآ جسديآ وذهنيآ من كثرة التفكير.
في مكان أخر تجلس شاهي مع هند في كافتيريا سويآ وهند تشهق من شدة البكاء.
شاهي مصدومه وهي ممسكه بهاتف هند نطقت بانفعال: إيه اللي هببتيه دا ياهند معقول اللي شايفاه عنيا دا إيه الصور دي انتي اتجننتي.
هند ببكاء: والله ياشاهي ما اعرف حاجه عن الصور دي.
شاهي: ازاي يعني مش دي انتي، والزفت اللي معاكي ده هو اللي كنتي بتكلميه على الفيس.
هند ببكاء شديد: أيوه بس والله ما عملت كده صمتت ثم أكملت بحرج أنا صحيح رحت معاه البيت ده بس على أساس إنه هيعرفني على ولدته، قال إنها مريضه وعايزه تشوفني علشان يقدر يتقدملي.
شاهي بذهول: وانتي بقى متخلفه صدقتيه دا لو طفله مش هتصدقه.
هند: والله رفضت في الأول، بس هو زعل وقال إن ملوش غير والدته ومبتخرجش، وعايزها تشوفني، وإني لازم أثق فيه فصدقته.
شاهي بغيظ: وبعدين إيه الصور دي.
هند ببكاء زايد وقد شعرت بدوار : معرفش ياشاهي والله، أنا طلعت ملقيتش والدته ولا أي حد،عرفت إنه كذاب فحاولت أخرج شديني، وقرب مني بنفس الحركات اللي في الصور، بس والله كنت لابسه هدومي وكنت بصده، حتى زقيته وجريت خرجت قبل ما يلحقني وجريت على السلم.
شاهي بصدمه: طب ومين اللي صوركوا . هند وعيناها زائغه: معرفش معرفش.
شاهي بهدوء : طب اهدي هو عايز إيه بيهددك ليه.
هند بدوخه : قال هيبقى يكلمني يعرفني مقالش حاجه.
شاهي بقلق: مالك ياهند خلاص كل حاجه ليها حل قومي.
قامت هند وخرجت وهي تترنح ، فأسندتها شاهي وما أن خرجوا رأهم علي فأشار لنبيل شوف كده مش دي شاهندا يابلبل.
نظر نبيل بلهفه وقال: أه هي بس هند معاها شكلها تعبان ليه كده.
علي: تعالى نسلم.
نبيل: انت اتجنيت نسلم بصفتنا إيه؟ ياله خلينا نشتري اللي ناقصنا ونرجع الورشه.

فجأه وقعت هند مغشيآ عليها فصرخت شاهى
فأسرع إليهما نبيل وعلي، وعندما رأتهم شاهي قالت:الحقني يانبيل السواق مشيته ومش عارفه اتصرف.
رد نبيل مسرعآ: متخافيش وأوقف تاكسي، وطلب من سيده أن تساعد شاهي في نقلها للعربه ففعلت ذلك، وركب معهم العربه وطلب من علي أن يلحقهم بأخر إلى المشفى
وبالفعل وصلوا المشفى،ودخل مسرعآ يطلب المساعده،بالفعل أتوا لنقلها وتم الكشف عليها.
الطبيب وهو ينظر إليهم: تقربولها إيه؟
شاهي ببكاء: أنا صديقتها. مالها يادكتور؟
الطبيب : اتعرضت لصدمه عصبيه شديده ودخلت في غيبوبه مؤقته. شويه وتفوق.
شاهي:شكرآ يادكتور.
نظرت شاهي لنبيل، وبكت كثيرآ وقالت: أسفه اني عطلتك يانبيل ومتشكره لوقفتك معانا.

انضم لهم علي وقال: مالها أنسه هند إيه اللي حصل؟فقص عليه نبيل ما قاله الطبيب ثم وجه كلامه لشاهي.
نبيل: بصي ياأنسه شاهندا أنا تحت أمرك لو محتاجه أي مساعده أأمري.
نظرت له شاهي بشرود ثم نطقت: هقولك بس أوعودوني إن لو قدرتوا تساعدوني يكون دا سر بينا، والله هند كويسه بس انخدعت بالموضه والمظاهر الكذابه.

error: