نوفيلا”هنا سعادتي”

نوفيلا”هنا سعادتي”ح(٦)

بعد أن رحب نبيل بشاهي،وهند، ووالدها
نبيل بسعاده: شرفتني بزيارة حضرتك يافندم، ثم صمت قليلآ كأنه تذكر شئ.
نبيل بقلق: فيه حد اتعرضلكوا تاني؟
رد مجدي قبل أن تنطق شاهي: لا يابني كتر ألف خيرك احنا جينا نشكرك على وقفتك، وحمايتك للبنات.
نبيل بهدوء، وابتسامه: لا شكر على واجب يامجدي بيه. بس حضرتك عرفت عنواني منين؟
مجدي بابتسامه: أولآ مفيش بيه فيه عمي، ثانيآ شاهي وديتنا للورشه، وهناك دلونا على بيتك، بس هو ممكن تكلم صديقك اللي كان معاك يجي أشوفه، وأشكره، ولا نروحله بيته؟
نبيل: لا ياعمي مفيش داعي هواا قبل أن يكمل يقول علي: يادكتور نبيييل إنت ياعم أااااا وصمت عندما رأى الضيوف.
نبيل بضحك: جيبنا سيرة القط أهو جه علي.
علي بإحراج: إحممم السلام عليكم. حضرتك أكيد والد أنسه شاهندا، أهلآ وسهلآ ياعمي.
ثم وجه كلامه لنبيل ها كنت جايب سيرتي ليه يادكتور يارب خير.
رد عليه مجدي بضحك: الصراحه أنا اللي كنت جايب مش هو حبيت أشكرك علي شهمتك ووقفتك الرجوليه معانا، بس قولي إيه حكاية يادكتور دي مش إنتوا زمايل مع البنات في الكليه؟!
علي بابتسامه: مفيش شكر ياعمي دا واجبنا، أما دكتور دي، واحد صديق جابلنا عربيه أنا أول ما شوفتها، قولتله يروح يبعها خورده، أما نبيل بصلها كده وكأنه بيكشف عليها، وقاله سيبها أسبوع، رجع صاحبنا بعد أسبوع معرفش عربيته، حسيته هيتجن وفضل يقول إنت أحسن دكتور يابلبل، بعدها الكل بقى ينادي نبيل كده.
ضحك مجدي وتحدث بسعاده: إحنا كده لااازم يكون بينا شغل يادكتور، المصنع الجديد لإعادة تصنيع السيارات هيكون في أمس الحاجه ليك.
نبيل بهدوء أنا تحت أمرك ياعمي، أشوفه ولو بحاجتي فعلآ معنديش مانع.
هنا دخلت منى بتحية الضيوف ورحبت بهم جميعآ.
نظر مجدي لمنى مطولآ ثم قال بدون وعي: حنان.
فنظرت له منى باندهاش وكذلك نبيل وكل من يجلس.
فاستفاق وقال: أقصد إنك شكلك حنينه أوي.

ابتسمت منى بهدوء ورددت عبارات الشكر وقالت، والدتي بتجهز ثواني وتخرج.
حنان: أنا جيت أهو ياأهلآ وسه… بترت كلمتها، واتسعت عيناها بصدمه.
حنان بحروف متقطعه: ماج ددي إنت مجدي؟!

تصلبت أطراف مجدي وتسارعت دقاته وكأنها تتزاحم للخروج.
مجدي بدموع ودهشه: حنان بنت عمي معقوول، يااااه ياحنان بعد كل السنين دي أخيرآ لقيتك.
حنان بدموع واستهزاء: همم وانت كنت بتدور عليا ليه، علشان تعرف مكان أختك المسكينه اللي موتوها بالحيا صح؟! كنت عايز منها إيه تعرف أبوك مكانها علشان يقتل جوزها حرام عليك بقى، مكفكش اللي عملته فيا.
جلست على كرسي وهى تشهق وقد نسوا تمامآ وجود أولادهم المصدومين مما يحدث.
وتابعت حديثها: كسرت قلبي، بعد ما بينتلي حبك وقولتلي انتي بنت عمي، وهتبقي مراتي، ولأن أبوك حب يجوزك بنت شريكه، مقدرتش تقف في وشه، أو حتى تدافع بكلمه لااا انت متحركتش من مكانك أساسآ.
مجدي بانكسار ودموع: والله عمر قلبي ما دق لغيرك أه عاملت مراتي بالحسنى، وبما يرضي الله، لكن هى عمرها ما حست بحب من نحيتي، مقدرتش ودي أكتر حاجه عذبت ضميري بعد وفاتها.
حنان وقد تعالت شهقاتها وكأن الماضي عاد ليصبح حاضر: أه ما انت لما قولتلك إن فيه شاب بيشتغل مع عمك متقدملي، قولتلي ربنا يسعدك، بس عارف أنا فعلآ ربنا أسعدني وعرفت إن سعادتي كانت مع عبد الرحمن وبس، كان بيحبني، ويحترمني، وأنا حسيت إني عمري ماحبيت غيره الله يرحمه.
مجدي بدموع: الله يرحمه هو كان يستاهلك إنما أنا لأ فعلآ.
بس فين أختي ياحنان أرجوكي قوليلي ريحيني عايشه صح؟ أرجوكي متقوليش غير كده، نفسي أشوفها قبل ما أموت أرجوكي، أنا عارف انكوا كنتوا أكتر من إخوات مش ولاد عم بس؛ فأكيد تعرفي مكانها.
علت الدهشه وجوه كل من يقف حولهم، وانتبه مجدي وأيضآ حنان لوجود أولادهم، فنظروا لهم ونطق مجدي: عارف انكوا مصدومين من االي سمعتوه بس للأسف هيا دي الحقيقه حنان بنت عمي، وكانت هتبقى اااا صمت ولم يكمل ثم نظر لحنان مطولآ وجثى أمامها وقال بترجي ودموع منهمره: أختي ياحنان أجوكي ريحيني.
شعرت حنان بشفقه على حاله، وقبل أن تنطق دق باب المنزل فخيم الهدوء عليهم، وفتح علي الباب وهنا دلفت سيده جميله وهي تسأل علي: السلام عليكم مش دا بيت الأسطى عبد الرحمن؟
هنا سمعت صوت كم اشتاقت لسماعه مرارآ وهو ينطق بااسمها.
مجدي بلهفه: ميرفت أختي.
فنظرت بصدمه وتحركت للأمام لا تعرف أهى تحلم أم هذا واقع، فاقت على من يضع يده على وجهها، ثم حاوطها بقوه وهو يشهق كطفل التقى بأمه بعد أن ضاع منها، فلم يكن منها إلا أن حاوطته هى الأخرى، وسالت أمطار عيناها شوقآ لهذا الحبيب الظالم، عند هذه الكلمه استفاقت وابتعدت عن أحضانه، ونظرت له نظرة عتاب تحمل ألم سنين فراق.
فأنكس رأسه بحزن وقال: سامحيني كان غصب عني.
ميرفت و هي رافعة زاوية فمها: غصب عنك! هو إيه ده إنك متقفش جنبي بكلمه حتى؟ ولا إنك مهتمتش لسعادتي رغم إن كان كل همي سعادتك اللي دمرتها بإيدك؟ ولا أه كنت هنسى، تكون عايزني أسامحك لما جيت أشوفك قبل فرحي على حمدي، وأترجاك إنك تقف جمبي وطردتني بسرعه وكأني كنت متسوله!
مجدي بحزن وألم بدأ يشعر به نطق بصوت ضعيف: كنت خايف عليكي، أنه يكون طمعان علشان كده موقفتش معاكي، ولما سألت واتأكدت إنه كان شاب خلوق، وهيحافظ عليكي، محاولتش أمنعكم، ولما جيتي مقصدتش أطردك أنا بس كنت بمشيكي بسرعه من خوفي بابا يشوفك، لأنه كان موجد وقتها، وكان حالف إن لو شافك هيحبسك في البيت، ويروح يلفق لحمدي مصيبه تسجنه، وانتي عارفه إنه كان قاسي وممكن يعملها، وفرحك محضرتوش خفت عليكي يكون مراقبني ويعرف طريق مكان فرحك، ويكسر فرحتك، هو قلب الإسكندريه عليكوا معرفش إنكوا رحتوا مصر.
صمت قليلآ وشعر بألم شديد ظهر على وجهه فاقتربت منه ميرفت بلهفه: مالك يامجدي حاسس بإيه ياحبيبي فقد نسيت ما عانته كل تلك السنين بمجرد أنه يتألم أمامها.
فقال بابتسامه من وسط دموعه: ياااااه أخيرآ سمعت إسمي منك، وحسيت بخوفك عليا من تاني.
نظرت ميرفت له بلوم وقبل أن تبتعد أمسك يدها وقبلها، وقبل رأسها، ومع كل قبله يقول أرجوكي سامحيني محتاجلك، ثم جثى أمامها وانحنى وسط اندهاشها واندهاش كل من حولها وقبل قدمها، فأسرعت هي بالرجوع للخلف وانحنت له، وأوقفته وقالت: إنت بتعمل إيه انت اتجنيت بتنحني إزاي.
مجدي بصدق: إنتي أكبر مني بحاجه بسيطه بس أنا طول عمري بعتبرك أمي، فعادي اللي عملته، ومستعد أعمله قدام الناس كلها بطيب خاطر، وسعاده بس ترضي عني وتسامحيني.
ما كان من ميرفت إلا أنها ضمته بقوه شديده وقالت: تفتكر الأم حتى لو عاتبت ابنها ووبخته، تقبل ليه الإهانه أو تقدر تقسى عليه ومتسمحوش، أن مجرد ما شوفتك وسمعت إسمي منك سامحتك، بس العتاب للأحباب، إنت متعرفش عيشت السنين دي إزاي في بعدك، حمدي وولادي بس اللي صبروني على اشتياقي ليك، ودلوقتي حمدي الله يرحمه.
مجدي بحزن: مات؟! الله يرحمه ويجازيه خير على حبه ليكي، وحفاظه عليكي.
ضموا بعض بقوه واستمعوا لصوت حنان وهي تقول بعتاب: كده ياميرفت من لقى أحبابه نسى أصحابه.
نظرت ميرفت لها وكأنها قد نسيت وجود من حولها بلقاء أخيها وذهبت لها سريعآ عانقوا بعض بقوه وبحب وألم فراق دام لسنوات.
ميرفت بحب وصدق: انتي أعز الأحباب ياحنان وحشتيني ووحشني حضنك.

error: