نوفيلا”هنا سعادتي”

نوفيلا”هنا سعادتي”
ح(٧) والأخيره

بعد أن عبرت حنان عن مدى شوقها، لميرفت قامت بتعريفهاعلي نبيل الذي مازال مصدوم مما سمع، وشاهد للتو، ثم عرفتها على منى التى صدمت أول الأمر، لكنها تجاوزت تلك الصدمه سريعآ بتفهم.
ونطق مجدي بتردد: تعالي ياشاهي سلمي على عمتك حبييتي.
نظرت له بلوم وقالت: عمتي اللي فهمتوني إنت وجدي إنها ماتت؟
نظرت ميرفت لمجدي بأعين واسعه.
فأسرع هو: بابا هو اللي قال كده، وكان مانع أي حد يتكلم في الموضوع ده، بس الصراحه مش ده السبب بس أنا خفت تسأليني ياشاهي فين عمتي، ومعرفش أجاوب، خجلت من نفسي إني مقدرتش أقف جمبها، معلش يابنتي إنتي أكتر واحده حست بعذابي في بعد عمتك.
شاهي وهى تقترب من عمتها : دي حقيقه بابا اتعذب قوي في بعدك ياعمتو، كان دايمآ يبكي وهو بيبص لصورتك، يعني أنا شوفتك قبل كده وكنتي ومازلتي زي القمر.
ابتسمت ميرفت وهي تضمها ثم أردفت: إنتي اللي زي القمر حبيبتي، تعالوا ياولاد سلموا على خالكوا مجدي، وبنت خالكوا شاهي.
اقترب محمود من مجدي وتعانقوا بحب وقال: حبيتك جدآ قبل ما أشوفك ياخالو ماما كانت دايمآ تكلمنا عنك.
فأكملت ندى وهى تحتضنه ولما نسألها ليه مش بيكلمنا فون؟ كانت تقول النمر ضاعت واحنا مش عارفين ننزل علشان شغل بابا الله يرحمه، بس مكنتش أعرف إني هلاقي عندك أخت ليا زي القمر وكمان حالها من حالي مفيش أخوات بنات.
عانقتها شاهي بحب.
وهنا صدح صوت علي عاليآ: إيه ياإخوانا هو أنا يعني علشان مليش في الليله دي محدش يعرفني، طب استنوا.

ووقف على كرسي أمامهم وأطبق قبضة يده وقربها من فمه وقال: إحممم أقدم لكم نفسي.

أنا بقي اسمي علي عبد القوي، صديق الطفوله لإبنكم نبيل، وأدرس في كلية التجاره في العام الأخير، ومن يريد الإستفسار عن أي شئ يقوم بالإتصال على الرقم الأتي…..
ضحك الجميع بشده فقد استطاع علي بخفة دمه المعهوده أن يخفف الوضع بينهم.
نظر علي لندى وهي تضحك وأعجب بشده بجمالها ولباسها الشرعي الذي يزيدها جمال، ثم أكمل حديثه: وشكلي كده طبيت على بوزي وهتجوز من عيلة صاحبي كمان.
قال هذا وهو ينظر لندى التي أنكست رأسها خجلآ وهى مبتسمه، فوجد من يضع يده على كتفه وهو يردف: إيه ياخفيف احنا راجعين من السعوديه مش من أمريكا نظرات علني كده؟!
طب اعمل لوجودي اعتبار طيب.
ابتسم علي بحرج وقال مسرعآ: وانت عامل إيه يا حوده
فضحك محمود على طريقته، وضحكت هند أيضآ فنظر لها محمود بإعجاب، فوجد من يدير وجهه
علي بضحك: إيه ياعم مش لسه جاي من السعوديه أمال لو من أمريكا.
ضحك محمود والجميع معه: ماشي ياعم بتردها.

جلسوا جميعآ على المائده، بعد أن أصرت حنان على تناول الجميع وجبة الغذاء معهم.
لاحظ مجدي تجهم وجه نبيل.
مجدي محاولآ فتح حوار بينهم: ها يانبيل يابني هتنزل تشوف المصنع إمتى؟
نظر له نبيل بحزن وقال: ها لا يامجدي بيه أعذرني مش هينفع، لسه قدامي سنه دراسه،وكمان شغل الورشه معلش اعذرني.
نظر له مجدي، وشاهي، وحنان في آن واحد وكل منهم يعلم سبب رفضه، بعد أن كان على استعداد للموافقه.
فرد عليه مجدي: يعني لما كنت متعرفش إني قريبك طلبت منك تقولي ياعمي، وإنك تساعدني في شغل المصنع الجديد معترضتش، ولما عرفت إني أكون خالك “وتعمد الضغط على حروف كلمة خالك ليمحي أي حزن بقلب نبيل” تقوم تقول مجدي بيه، وكمان ترفض؟!
نبيل بهدوء: معلش أنا محتاج وقت أتعود وأفكر.
مجدي بحزن: اللي تشوفه يابني.

شعرت شاهي بحزن شديد لأنها قد ولد بداخلها مشاعر جميله ناحية نبيل، وقد شعرت أنه يبادلها تلك المشاعر وإن لم يبح بها.

شاهندا بدموع تلمع في عينيها: بابي لو سمحت أنا حاسه إني تعبانه ومحتاجه أروح.

نظرت حنان لها نظره ذات معنى فوجدت علامات الحزن على وجهها، فاستنتجت أن هى
من جعلت قلب ولدها يدق، ويريد الزواج منها.

وقف مجدي وأصر على ميرفت الذهاب معه مما جعل علي يشعر بالضيق، فلن يستطيع أن يرى ندى، عند هذا الحد حدث نفسه: إيه ده ياعلوه هو الموضوع بجد، انت عايز تشوفها ليه طيب؟ لااا أنا لازم أتأكد بسرعه لو كده لازم تبقي نصيبي ياندى، فقد اكتشف أنه لم يكن لهند أي مشاعر إلا الأخوه فقط فقد فرح كثيرآ بحجابها وملابسها الجديده.

وافقت ميرفت رغم اعتراض حنان على وعد أنها ستبقى دائمآ على زيارات متعدده لها.
بعد انصرافهم دخل نبيل غرفته، وتوضأ، وتوجه بقلبه وجسده نحو القبله وصلى ركعتي، ثم جلس وتوجه بالدعاء لله عز وجل أن يريح قلبه، ويدله للطريق الصحيح، ثم أسند ظهره للحائط، وأرجع رأسه للخلف، وسبح في تفكيره في صراع بين قلبه وعقله.
العقل: انت اتجنيت يانبيل إزاي عايز ترتبط ببنت راجل كان بيحب والدتك؟
القلب: طب وهى ذنبها إيه؟
العقل: إزاي هتبص فى وشه دا هيبقى حماك يعني علاقه قويه مش عابره؟
القلب: دي البنت الوحيده اللي سرقت قلبك وعقلك.
العقل: لااا سرقتك انت انما انا لأ.
القلب: ياشيخ اتوكس انت أول ما سمعتها بتكلم صحبتها بعتلي علشان أدق.
العقل: أه بس ماهو….
القلب: اسكت بقى انت هو قال إنه خالي، وأنا عمري ماحسيت إن والدتي مقصره مع والدي، بالعكس كانت بتخاف عليه يمكن أكتر مننا.

هز نبيل رأسه وكأنه يريد أن ينفض أفكاره ثم توجه لفراشه، وألقى جسده عليه بإرهاق ليس جسدي فقط بل وذهني أيضآ.

دق باب غرفته فأذن والدته بالدخول، عندما دخلت حنان وقف نبيل احترامآ لها، فاقتربت منه وضمته آلى صدرها بحنان كان باحتياج له في هذا الوقت، جلست على الفراش فنام هو على قدمها، وأغمض عيناه فشعرت بدموعه تسيل، فابتسمت وهى تمسح على شعره

حنان بهدوء: بتحبها؟
رفع نبيل رأسه ونظر لأمه فأعدتها مره أخرى وأردفت: لو مش أنا اللي هحس بيك يبقى مين، أنا حسيت بحزنك لما عرفت اللي حصل زمان، وحسيت بيها إنها كمان بتميل ليك.
جلس نبيل أمامها وقال: خلاص مش هينفع.
حنان: وليه لأ إيه المانع؟
كاد نبيل أن يتحدث فأشارت له أن يسكت.
حنان بهدوء: حبيبي اللي حصل ده كان زمان، وعتابي لمجدي ابن عمي ده مش مشاعر لسه في قلبي، لا ياحبيبي دا من الصدمه لما شوفته حسيت وكأن الزمن رجع، والكلام اللي قولته ده كنت نفسي أقوله زمان فمحستش غير وأنا بقوله، إنما أنا يشهد ربنا من يوم جوازي أنا وأبوك، وأنا مشاعري وعمري كله لبيتي، وولادي وبس.
نبيل: طب وهو ده هيبقى بينا علاقه قويه معرفش هيفكر إزاي.
حنان: نبيل البنت دي شكلها كويسه ولو قلبك حبها متفكرش في حاجه إحنا خلاص كبرنا، ولو هو قال إنه معرفش يحسس مراته بحب ده مش معناه حب ليا لأ، ده كان تأنيب ضمير مقدرش ياخد قرار صح لا معايا، ولا مع أخته، ولا حتى مع مراته اللي كانت بتحبه، فبالتالي بعد ما ماتت برده حس بتأنيب ضمير. يعني لو حد عانى من الفراق يبقى هو لا أنا ولا ميرفت.
صمت نبيل وهو يفكر.
حنان بحب: حكم قلبك حبيبي واستخير ربنا هيدلك للخير.

خرجت وتركته يعود مره أخرى لصراع أفكاره.
مرت عدة أشهر،واقترب العام الدراسي على الإنتهاء، وكان نبيل يحاول قدر استطاعته تجنب التواجد مع شاهندا، إعتقادآ منه أنه سيستطيع نسيانها، لكن ما حدث هو العكس.
أعلنت الكليه عن قيام حفله ترفيهيه، وكان نبيل، يجيد إلقاء الشعر فاشترك بها.

.
كانت ميرفت تصر على أخيها للسفر، ليتم علاجه بالخارج، بعد أن علمت بمرضه الذي أحزنها.

مجدي: مقدرش ياميرفت ياحبيبتي، إزاي عايزاني أسافر وأسيب شاهي لوحدها بس.
ميرفت: يامجدي إنت عارف إن محمود كان كلمني إنه معجب بهند صاحبة شاهي، وهو عايز يتجوز على طول، وكمان قرر ميرجعش تاني السعوديه، غير بس علشان ينهي شغله وهيرجع على طول، أول ما يرجع وهيقعد هو ومراته هنا في البيت، هيكونوا مع شاهي وندى واحنا نسافر علشان تتعالج.
ثم أكملت بدموع: مش هقدر أشوفك بتموت واقعد أتفرج مش هقدر.
اقترب منها مجدي ومسح دموعها وقال بهدوء: خلاص حبيبتي اللي تشوفيه بس كفايه دموع، سبيني أرتب أموري ونسافر إن شاء الله.
ابتسمت بهدوء وقالت: إن شاء الله حبيبي.
مجدي: ياله اجهزي بقى علشان الحفله اللي الأولاد أصروا إننا نحضرها كلنا دي.
ميرفت: أصل محمود حابب يفاجئ هند بعرض الجواز هناك.
مجدي: ربنا يسعدهم.
قبل أن ترحل ميرفت أمسك مجدي الجريده واتسعت عيناه بصدمه، ففزعت ميرفت وسألته: مالك يامجدي فيه إيه؟
مجدي بحزن: دا شادي اللي حكيتلك عنه، اتقبض عليه، في قضية قتل راقصه إسمها سونيا،بيقولوا كان سكران وحصلت مشاده بينهم قتلها، والخدامة هي اللي شافته وصرخت فالجيران اتلمت ومسكوه.
ميرفت بحزن: جشعه ضيعه، وبعده عن ربنا خسره كل حاجه.
مجدي: ربنا يستر وشاهي متشوفش الجريده، هو مهما كان ابن خالتها، ولأن أبوه كان رجل أعمال معروف قبل ما يعلنوا إفلاسهم، الصحافه اتكلمت بتفصيل عن الحادثه.
ميرفت: ربنا يستر.
في حديقة المنزل كانت ندي تجلس مع شاهي، وهند طلبت منها شاهي تلاوة أيات القرأن بصوتها العذب ففعلت، في هذا الوقت دخل علي من الباب الخارجي للفيلا، وسمع صوت ندى الذي جعل القشعريرة تسري في جسده من عذوبة صوتها.

بعد أن انتهت اقترب منهم علي،وألقى التحية عليهم، وسأل عن محمود مبررآ، سؤاله بأن محمود طلب منه المجيئ ليساعده فوجد من يكمم فمه، فنظر خلفه وجد محمود يبتسم ويقول: إيه ياعم هو انت تفتح بقك منقدرش تسيطر وغمز له بعينه.
ابتسم علي وهو يزيح يده : طب أنا جيت أهو وأنا كمان عايزك في خدمه.
محمود: طب تعالى بعد إذنكوا يابنات.
ابتعدوا قليلآ وقال محمود: يخرب عقلك كنت هتبوظ المفجأه ثم صمت قليلآ وتابع تفتكر هند هتوافق، وهتحب المفا٠جأه؟
علي: من نحية توافق إنت محترم وفيك مزايا كتير، وكفايه قرارك إنك تستقر هنا لما عرفت إنها مش حابه الغربه.
محمود: يسمع منك ربنا أنا كلمت والدها أنا وخالي على الفون، وقال إنها لو موافقه معندوش مانع، المهم عملت اللي قلتلك عليه.
علي: كله ميه ميه افتكر الجمايل دي.
محمود: هاا انجز عايز إيه؟
علي بإحراج: بص هو أنا من الأخر عايز أتجوز أختك.
ضحك محمود بشده على طريقة فلكزه علي وقال: إييييه ياعم بطل بقى ها موافق؟
محمود: بس هى ليها شروط فى اللي هتتجوزه.
علي: شروط زي إيه مثﻵ؟
محمود: أنا مبدئيآ معنديش مانع لأنك صديق مخلص لنبيل، وإن شاء الله نبقى كده انا وانت كمان، وأكيد الإخلاص ده طبعك، تعالى نكلم خالي ووالدتي الأول.
دخلوا بالفعل وتحدث علي معهم، وسمح له خالها بالجلوس معها وقت قصير لمعرفة رأيها بعد أن يمهد لها هذا محمود.

خرج علي بسعاده بالغه، وذهب محمود لندى، ومهد لها طلب علي، فهزت رأسها موافقه بخجل.

اقترب علي منها وجلسوا متقابلين على منضده بالحديقه وبدأ علي بالكلام: أنسه ندى أنا بصراحه معجب بيكى من أول ما شوفتك، وصوتك فى القرآن زود إعجابي بيكي، محمود قالي إن ليكي شروط في اللي هترتبطي بيه، أقدر أعرفها.
ندى بخجل شديد: إحم شرطي غالي قوي.
علي بهدوء: لو طلبتي كل حاجه أملكها مش هأخرها.
ندى بهدوء: القرآن؛ عايزه اللي أتجوزه يكون حافظ للقرآن كامل، ومش حافظ ليه بس لا نطبقه في حياتنا، وتربية أولادنا.
علي قال برجاء: أنا حافظ عشرين جزء، وأوعدك قبل زفافنا لو وافقتي أكون ختمت القرآن، وبالنسبه لحياتنا أنا إعجابي بيكي سببه أخلاقك وحجابك، متقلقيش إن شاء الله تكون حياتنا زي ماتتمنيها، ها قولتي إيه؟
ندى بابتسامه: اللي يشوفه خالى ومحمود موافقه عليه.
ابتسم علي ووقف وقال: الله أكبر، الله أكبر.
ضحكت ندى وأقبل عليه الجميع وهم يضحكون وقالت شاهي وهى سعيده من أجل ندى ألف مبروك ياجماعه، ثم نظرت لعلي بتردد وقالت هو نبيل مش هيحضر معاك الحفله ولا إيه ياعلي.
تذكر علي حال صديقه وردد بهدوء: أه هيحضر، وهيشارك بس طلب مني أجي لمحمود لأنه ميعرفش حد هنا.
صمتت شاهي بحزن فقد فهمت أنه لايريد الحضور لبيتهم بسبب أبيها.
ذهب الجميع للحفل، وأمام مدخل القاعه رأى نبيل شاهى وهى تقف مع محمود وتبتسم فاغتاظ ، وشعر بالغيره تكاد تقتله فاقترب منهم وألقى التحية عليهم، وسلم على محمود وضغط على يديه بغيظ،
محمود بتألم: إيه يابلبل هتكسر إيدي.
فابتسمت شاهي وعلمت بغيرته وقالت: خلاص يامحمود هعرف رأي هند، وأديك الإشاره تبدأ في المفاجأه لو وافقت.
محمود بتمني: وانا مستني إشارتك بفارغ الصبر.

نظرت شاهي لنبيل بلوم، فتحجج بانشغاله في الحفل، واستأذن منهم ليذهب.

دخلوا جميعآ للحفل وبعد عدة فقرات صعد علي وسط ذهول الجميع وقال: أنا ياجماعه بيقولوا صوتي كويس وعندي حاجه كده أحب أسمعها للدنيا كلها النهارده، تسمحولي؟
صفق الجميع وهم يهتفون علوه علوه.
فبدأ بالغناء وهو ينظر لندى:

هى دي اللي اخترتها
اللي دينها مهرها
اللي روحها في فرضها

يوم ماجيت دقيت على بابها لاقيتها لابسه حجابها
كنتي فين دانا ياما دعيت بحوريه تكون من الجنه.
لاقيتها هى اللي لايقالي بس المهر هو الغالي
آيات القرأن الهادي عشانه اخترتهاااا.

يا عمي أنا شاري إديني حلالي في قلبي هحطها.
يا عمي هشورها، دي هى شروطها تعيش على شرعها.

هي دي اللي اخترتها.
اللي دينها مهرها.
واللي حافظه ربها، واللي روحها في فرضهاااااا.

أنهى أنشودته وشعرت ندى بسعاده، نظر نبيل لشاهي فوجد الفرحه على وجهها، لكن يوجد حزن بعيناها، فصعد إلى المسرح وانتبه له الجميع، وألقى قصيدة شعر لم تكن هى ما ينوى إلقائها لكن شعر بحاجته للتحدث الغير مباشر لها، ألقاها وهو يختطف نظرات سريعه لشاهي.

كن لي حبيبآ كما شاء القدر
ولا تتركني وحيدآ كالليل بلا قمر
فكيف لي بدونك أن أعيش بين البشر
فهل للزرع أن ينبت بدون المطر؟!
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر روحك يعشق
أغرك متي أن حبك قاتلي
وأنك مهما تأمرى القلب يفعل
أنت النعيم لقلبي والعذاب له
فما أمرك في قلبي وأحلاك
لو تعلمين كم أحبك وأغار عليك
أغار عليك من أحلامي
أغار من لهفتي، واشتياقي، ونبضات قلبي
إن المشاعر لاتقاس بنظرة أو لمسة
أو مابه يومآ لسانآ قد نطق
فرق كبير بين ما نخفي ونعلن
في العواطف، والعواصف، والأرق
حتى السكوت حبيبتي
لغة تعبر في الهوي.

قال نبيل هذه الكلمات ودموعه قد ملأت عيناه وجاهد لكي لا تسيل على وجهه، ثم خرج من القاعة بأكملها، شعرت شاهى بفرحة تدب فى قلبها عندما سمعت تلك الكلمات، لكن سرعان ما تحول هذا الشعور للحزن عندما رأته يغادر المكان دون أن ينظر إليها.

وقف علي ليتبع صديقه لما شعر بحزنه، فأوقفه مجدي، وذهب هو خلف نبيل وأوقفه خارج القاعة.
وقف نبيل عندما سمع صوت مجدي يناديه، ونظر له وهو يمسح دموعه.

نبيل برسميه: أيوه يافندم تأمرني بحاجه.
حزن مجدي من لهجته الرسميه وقال: تعالى يابني عايزك في موضوع بس نقعد لأني تعبان.
ذهبوا سويآ إلى كافيتريا الكليه وجلسوا، ونظر نبيل لمجدي بتساؤل
مجدي: شوف يابني أنا حسيت إنك بتحب شاهي صح ولا لأ
نظر له نبيل بدهشه من صراحته فأكمل مجدي جاوبني بصدق أه ولا لأ.
هز نبيل رأسه موافقة بحرج وكاد ان يتحدث لكن.

قاطعه مجدي: مبسش أنا كنت عارف، وعارف كمان سبب ترددك، بس عايز أقولك حاجه أنا اللي حسيت بيه طول عمري ده كان تأنيب ضمير، مش عايزك تحسه في يوم أبدآ، وعايز أعترفلك بحاجه أنا مريض كانسر وفي أواخر مراحله كمان.

علت الصدمه، والحزن ملامح نبيل فأكمل مجدي بهدوء: انت عارف إني مليش غيرها وبتمنى أطمن عليها قبل ما اموت قاطعه نبيل: ربنا يبارك في عمرك ويشفيك بإذن الله
مجدي: شوف يانبيل سواء عشت أو مت، أنا والدتك بالنسبالي دلوقتي أخت وبس يعني انت ابن أختي، ومش هلاقي حد أئتمنه على بنتي زيك بأخلاقك، وشهامتك انا مسافر أتعالج وميرفت معايا وعايز أطمن عليها قبل ما أسافر، وأنا لو مكنتش متأكد من حبك ليها عمري ما كنت اتكلمت معاك كده.

ابتسم نبيل بهدوء وقال: سافر وحضرتك مطمن ياخالي بس لو سمحت هاتلي موافقة شاهندا على الزواج الأول.
ابتسم مجدي وقال لأ خدها بنفسك انت، وأه كلمة خالي منك جمييييله جدآ متحرمنيش منها تاني.
احتضنه نبيل بحب واستأذن للذهاب.
أسرع نبيل لمحمود وعلي الذين كانوا يعدون المفاجأه لهند، وقال: بسعاده بتعملوا إيه؟
نظر له علي بدهشه فقال نبيل: متستغربش المهم اتصرفوا عاوز أنا كمان أعمل مفاجأه لشاهي معاكوا لأني اتقدمتلها بس ادعولي توافق.
ضحك علي عاليآ وقال: الحمد لله أنا خدت الموافقه مع نفسكوا بقى.

نظروا له نظرات حاده فأوقف ضحك وقال: إحم أروح أزود إسم شاهي بعد إذنكوا قبل ما تكلوني.
ضحكوا عليه وقالوا معآ: مجنوووون

بعد انتهاء الحفله صعد علي وقال بعد إذنكوا ياجماعه انتبهوا لحظه معايا للشاشه دي، فنظر الجميع بإهتمام فظهر قلب كبير مكتوب فوقه”قلب محمود” واستمعوا لصوت محمود دون أن يظهر قائلآ: أنا حافظت على قلبي ده علشان أهديه لواحده بس هى اللي تستحق تملكه، وأتمنى إنها تقبل هديتي دي ليها، اسمها هيظهر دلوقتي مكتوب في قلبي، فنظر الجميع باهتمام وأكثرهم هند التي خفق قلبها بشده وسعاده فقد أخبرتها شاهي بإعجاب محمود، لكن لم تكن تعلم أنه رومانسي هكذا كما تنمت.
ظهر اسم هند مزخرف بشكل رائع داخل القلب فتسارعت دقاتها وسمعت صوت محمود خلفها فنظرت وجدته جاثي على أمامها على ركبه ونصف، ورافع يده بعلبه بها خاتم على شكل قلب مكتوب به محمود وقال: أنا كلمت والدك وهو موافق لو إنتي موافقه تملكي قلبي
ابتسمت هند من بين دموعاها وقالت: موافقه أكيد إنك تملك قلبي.
صفق الجميع وهتفوا بصوت عالي وااااااو.

فجأه! استمعوا لصوت أحد ما يتحدث من خلفهم على المسرح، فاتسعت عين شاهندا عندما وجدته نبيل قائلآ: لو سمحت ياأخ محمود خدت راحتك، وعبرت عن مشاعرك، إيديني فرصتي.
أنسه شاهندا مجدي البحيري تتفضل هنا لو سمحت بعد إذنك طبعآ ياخالي.
نظرت شاهي بدهشه لأبيها فأشار لها بنعم، صعدت ودقات قلبها تكاد تسمع من في القاعه بأكملها، أقترب منها نبيل بهدوء وحافظ على مسافه بينهم وقال: الصراحه أنا ولا عملت خطه أفجأك بيها، ولا بعرف أعمل حركات رومانسيه، بس اللي أقدر أقوله إنى أقسم بالله قلبي عمره ماعرف يعني إيه حب إلا لما شوفتك، تسمحيلي أكون سندك في الدنيا بعد ربنا، ووالدك؟
تسمحيلي أكون زوجك وأب لأولادنا نربيهم كما يرضى الله عز وجل؟
نظرت شاهي له بدموع، ووضعت يدها على قلبها، ثم نظرت لوالدها رأته يبكي هو الأخر وأومأ برأسه موافقة، فعادت بنظرها لنبيل.
ابتسمت وهزت رأسها بالموافقة بخجل كبير.

انتهى الحفل بسعاده على الجميع واجتمع الأهل، وحددوا موعد الزفاف بقاعتان قاعه للنساء والثلاث عروسات، والأخرى للرجال والثلاث عرسان.

**عودة للوقت الحالي **

نبيل: بس ياأستاذ هادي عرفت بقى بيقولولي يادكتور ليه؟
وليه بحب أشتغل بإيدي دي لأني لقيت سعادتي هنا في المكان دا رغم إني كنت رافضه الأول، ولقيت سعادتي في كلية تجارة رغم كنت بحلم بطب، اتعرفت فيها على أبلة شاهي.
وعرفت دموعي دي سببها إيه؟
إني لما أشوف عم صالح بفتكر والدي، وكمان وقفته معايا ومع أهلي.

هادي: ياااه ياخالوا قصة حياتك جميله أوي لازم قصتي تبقى حلوه كده.
ولما أكبر هتجوز منه بنتك وأحبها زي ما بتحب أبله شاهى.
نبيل بذهول: تتجوز إيه ياخويا قوم ياواد من هنا، نروح أصل لاأنت ولا أنا هندخل البيت بالتأخير ده.

ودي نهاية رحلتنا مع نبيل اتمنى تكون نالت رضاكم.

error: