نوفيلا”هنا سعادتي”

نوفيلا”هنا سعادتي ح(٥)
حنان وهي تتحدث في الهاتف: ياحول الله يارب امتى دا حصل ياميرفت ياحبيبتي….. البقاء والدوام لله اهدي ياحبيبتي متعمليش في نفسك كده، أه من الفراق ياميرفت وحشتيني، كنت أتمني أكون جمبك دلوقتي….. أيوه ياحبيبتي قلبي عندك والله طب وندى ومحمود عاملين إيه…….. أيوه عارفه إنهم كانوا متعلقين بباباهم الله يرحمك ياحمدي….. إيه بتقولي إيه بجد ياميرفت أخيرآ هتنزلوا، وهشوفك معايا هنا بدل التليفونات دي، أنا تعبت في فراقك بجد….. تيجوا بالسلامه ياأحسن وأحن أخت….. في رعاية الله.

في المشفى بعد أن سمع نبيل وعلي لشاهي بدى على ملامحهم الإستياء.
علي: تستاهل هى اللي عملت في نفسها كده.
شاهي بحزن: هى والله كويسه وطيبة قلبها، وسذجتها هى اللي عملت فيها كده ده غير إن مامتها وباباها مسافرين بيشتغلوا، وهى محبتش العيشه هناك فجيت تعيش مع عمتها هنا، وعمتها معندهاش ولاد، وجوزها متوفي، ده غير إنها اتصحبت على بنات فهموها إن دي الحياه الطبيعيه، وإنها عمرها ما هتلاقي اللي يحبها إلا كده.
نبيل بحزن على حال هند وإحساسه بمدى حب شاهى لها: بصى يا أنسه شاهندا أنا هحاول بإذن الله أساعدها ودا لأني حسيت بمدى حبك ليها، و خوفك عليها، وكمان من باب إني أستر مسلمه بس دا ميمنعش إنها غلطت لأنك نصحتيها، وحاولتي تفوقيها وهى تمادت.

شاهي نظرت له باندهاش فقال: أنا آسف مكنش قصدى أسمعكوا وانتوا بتتكلموا في الكافتريا، بس صوتكوا كان واصلني لأني كنت قريب، والصراحه شدتنى طريقتك وخوفك عليها، ورأيك السليم.

شعرت شاهى ببعض السعاده لأن نبيل أبدى إعجابه بتفكيرها، لكن سرعان ما عادت لحزنها من أجل صديقتها.
شاهي: طيب هتعملوا إيه.
علي ونبيل في نفس الوقت: هو مين وبيهددها ليه.
شاهى وهى معجبه بتوافقهم: لما تفوق هعرفها إنكوا ههتساعدونا ونعرف منها التفاصيل.
في هذا الوقت رن هاتف هند معلن عن استلام رساله فقامت شاهي بقرأتها، واتسعت عيناها مما تقرأه، ثم نظرت لنبيل وقالت الحيوان اللي استغل هند بيهددها بيا أنا.
نبيل باندهاش: إزاي يعنى، عايز إيه.
شاهي بحزن: بيقولها قولي لصاحبتك شاهندا اللي عامله فيها خاضره الشريفه، ومتخيله إنها من كوكب تاني تسمع الكلام، وإلا هنشر الصور دي على النت، وحليني بقى عالى ماتثبتي إنها متفبركه ياقطه تكوني اتدمرتي.
نبيل بغيظ وانفعال: وده يعرفك منين وعايز منك إيه.
شاهي ببكاء: والله ما اعرفه ولا اعرف عايز إيه.

في هذه اللحظه خرجت ممرضه تقول الأنسه اللي جوا فاقت، وبتسأل عن أنسه شاهندا.
أسرعت شاهي ناهضه فأوقفها نبيل.
نبيلة : لو سمحتي ممكن تستأذني منها ندخل نتطمن وأسألها عن حاجه.
شاهي بنبره حزينه: حاضر ثواني.
بعد عدة دقائق أوضحت فيها شاهي لهند أمر مساعدة نبيل وعلي لهم خرجت شاهي لتسمح لهم بالدخول، فدخلوا وتركوا الباب مفتوح.
أنكست هند رأسها للأسفل ونطقت بانكسار: متشكره لمساعدتكوا، وآسفه اني أدخلكوا في مشاكلي.
علي بغيظ: على العموم احنا كنا هنساعد أي واحده تطلب مننا مساعده، ومساعدتنا ليكي لأن أنسه شاهي متورطه معاكي بدون ذنب.
بكت هند بشده.
فلكزه نبيل وبصوت منخفض: إهدى عليها لسه تعبانه.

أدار علي وجهه بحزن لأنه كان قد بدأ يعجب بها ويريد الزواج منها لكن ما حدث أنهى تفكيره.

نبيل بهدوء: أنسه هند اتصلي بالرقم كده وافتحي الصوت، اسأليه عايز إيه بالظبط، وانك هتنفذي طلباته.
نظروا له باندهاش ما عدا علي الواثق بتفكير صديقه. فأكمل نبيل: متخافيش أنا هتصرف.
اتصلت هند بالرقم وجائها الرد بأنه يريد مقابلتها ليوضح لها ما يريد، كانت سترفض لقاءه عندما قال لها أن تقابله بنفس الشقه التى ذهبت لها من قبل، لكن نبيل أشار لها بالموافقه، أنهت اﻹتصال، وقف نبيل، وأخذ منها العنوان.
نبيل موجهآ كلامه لشاهي: كلمي والدك طمنيه، وخلي السواق يروحك انتي والأنسه هند، ومتقلقيش إن شاء الله خير.
شاهي: حاضر بس هتطمني ازاي.
نبيل: معلش بس مضطر أخد رقم ليكي علشان أعرفك التطورات، لأني مش ناوي أبلغ البوليس علشان سمعتكوا.
شاهي بإعجاب لشهامته: اتفضل…….
ذهب نبيل وعلي للعنوان،وعندما فتح لهم الغادر باب المنزل تفاجئ بلكمه قويه بأنفه، مما جعله يترنح ويسقط أرضآ.
سيد بألم: اتتوا مين وعايزين إيه.
دخل نبيل وعلي وأغلقوا الباب وقال علي: فوق كده ياروح أمك، وقولي فين الميموري اللي عليه صور هند.
سيد وهو يصطنع القوه والغضب: هند مين ياعم معرفش انت بتقول إيه، روح إرمي بلاويك على حد تاني.
رفعه علي من قميصه فأوقفه ثم قال بهدوء: تؤ تؤ شكلك عايز اللي يفوقك وانهال عليه ضربآ، فقد كان قوي البنيه.
وقال له: ها فوقت وافتكرت ولا….
قبل أن يكمل نطق سيد بضعف: خلاص افتكرت هقول كل حاجه، اتفضل الميموري أهو، فوضعه علي بهاتفه ليتأكد، وبالفعل أغلقه سريعآ حتى لا يرى المزيد عندما تأكد فقط، ولكم سيد لكمه أخرى بغيظ أوقعه أرضآ ثم قام بتكسير هاتف سيد، والكمبيوتر،وجميع السديهات الموجوده بالشقه.
اقترب نبيل من سيد الملقى أرضآ وقال: أنا واقف متفرج ولسه طاقتى معايا تحب أطلعها عليك ولا تتكلم بذوق.
هز سيد رأسه بالنفي قائلآ : والله ما معايا غير كده، انت عايز إيه تاني؟

نبيل: تقولي عايز إيه من شاهندا وليه استغليت هند معملتش كده مع شاهندا على طول.

سيد بألم وضعف قال: مش أنا دا شادي ابن خالتها عايز يتجوزها، وهو صاحبي كان عارف إن شاهندا مستحيل تكلمني أو توافق على صداقة فيس، وهو عارف سذاجة صاحبتها، ومدى ارتباطهم ببعض، فقولنا نضغط عليها بكده علشان توافق على جوازها منه.

لكمه نبيل بغيظ وقال: انت سلمت الكلب ده أي صور؟
رد سيد مسرعآ: لا والله هو كان جاي دلوقتي علشان كده.
قيدوه بكرسي وانتظروا شادي حتى وصل ودخل من الباب، الذي كان مفتوحآ وقبل أن ينطق، تفاجئ بمن ينهال عليه ضربآ وهو يقول دا علشان تصون أهلك ياواطي ياحقير.
ثم رفعوه وفكوا قيد سيد وأخذوا لهم بعض الصور معآ نبيل بتهديد: احنا مش زيكوا هنعمل حاجه بالصور دي، بس لو فكرتوا تتعرضوا ليهم تاني، أقدر بسهوله أعمل فوتوشوب زي ما عملتوا وحلوني على ما تثبتوا بقى تكونوا اتدمرتوا، مش ده كان كلامكم للمسكينه الساذجه؟

هنا سعادتي بقلمي.. دعاء الفيومي.
نوفيلا”هنا سعادتي” ح(10)

خرج نبيل، وعلي من عند الغادرين، وأخرج نبيل هاتفه، وضعط أزراره فأتاه صوت شاهي القلق
شاهي: السلام عليكم
نبيل: وعليكم السلام، خلاص ياأنسه شاهندا اطمني، وطمني أنسه هند مفيش حد يقدر يتعرض ليكوا بعد كده.
شاهي بفرحه: بجد أنا مش عارفه أقولك إيه يانبيل متشكره جدآ ليك انت وعلي، حقيقي انتوا عنوان للشهامه.
ثم صمتت للحظات وتابعت، بس انتوا عملتوا إيه؟
نبيل بابتسامه: مفيش أديناهم جرعه مكثفه من اللكميات، علشان يحرموا يلعبوا ببنات الناس.
شاهي بضحك: والله يستاهلوا بس استنى لحظه، بتتكلم إنهم اثنين ليه؟
نبيل بهدوء وتوتر: الصراحه مش عارف أقولك إيه، بس لازم تعرفي علشان تاخدي حذرك منه.
شاهي بقلق: أخذ حذري من مين؟
نبيل: شادي قريبك ده، طلع هو اللي مسلط البني آدم التاني على هند علشان يضغط عليكي وااااا احم تتجوزيه.
شاهي بصدمه ودموع: شااادي معقول وصلت حقارته لكده مش قادره أصدق.
نبيل بأسى: آسف والله.
شاهي مسرعه: أسف! بتتأسف ليه دا أنا اللي متأسفه جدآ لأني أقحمتك في مشاكل ملكش ذنب فيها.
نبيل بدون وعي: ازاي طبعآ اللي يخصك يهمني.

ثم صمت بإحراج فابتسمت شاهي؛ فأكمل نبيل حديثه: أنا محتاج العنوان علشان علي يجيب الميموري، وياريت تاخديه انتي منه بنفسك أو أنسه هند بلاش حد من الخدم دا أفضل يعني ومتقلقيش اتأكدت ان مفيش غيره، كنت هكسره بس حبيت أطمنها.
شاهي: متشكره مره تانيه.
نبيل: في رعاية الله.
أغلقت شاهي الهاتف وهي تشعر بالسعاده، ونظرت لأبيها الذي كان يجلس معها وهي تحادث نبيل؛ فقد كانت أخبرته عندما سألها عن سبب تأخرها، وعن سبب مرض هند حيث أنها أصرت على اصطحابها معها للمنزل، وليس لمنزل عمتها.
مجدي: معقول فيه شباب محترمه ورجاله كده ما شاء الله ربنا يحميه، على فكره أنا كنت عرفت حقيقة الكلب اللي اسمه شادي بس كنت متكتف خايف يأذيكي.
شاهي: الحمد لله مرت على خير، المهم دلوقتي هند.
في حديقة المنزل دلف علي، فرأى هند تضع يدها على وجهها وشارده، ودموعها سائله على وجنتيها، فأشفق عليها وذهب لها وقف أمامها.
علي: أنسه هند.
هند بانتباه: مسحت دموعها وقالت علي اتفضل.
جلس علي ومد يده بالكارت وقال: اتفضلي إكسريه كله تمام متقلقيش.
هند وهي منكسة الرأس’ شكرآ شاهي قالتلي على كل حاجه وأسفه على تعبكوا

وقف علي وقبل أن يذهب: بصي كان ممكن متلقيش حد يساعدك، بس لأن جواكي لسه نقي ربنا ما أردش ليكى التدمير، نصيحه من أخ فوقي لنفسك ربنا اداكي نعمه حافظي عليها، واحميها من عيون البشر، انتي مسلمه لازم جوهرك ومظهرك يدلوا على كده.
تركها وذهب، فشردت وهى تنظر عليه حتى خرج من الباب الخارجي.
سمعت صوت شاهي تقول: فين علي ياهند شوفته خرجت أناديه بابا كان عايز يشكره.
هند بشرود: ها علي مشى خلاص والظاهر إنى السبب اللي مشاه خالص.
شاهي: خساره على العموم ملحوقه نروح نشكرهم زي ما بابا قال.
نظرت لها هند وقالت: ملحوقه! تفتكري ملحوقه إني أكفر عن ذنوبى وأرجع هند النقيه تاني ثم أكملت ببكاء أنا بعدت عن ربنا أوي ياشاهي.
شاهي بحزن على حالها: حبيبتي ربنا رحمته واسعه جدآ وهو القائل
“بسم الله الرحمن الرحيم”
(قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعآ وهو الغفور الرحيم)
وقفت هند وقالت: شكرآ ياشاهي بعد إذنك حبيبتي محتاجه طلب منك.
شاهي: قولي حبيبتي.
هند: اديني لبس محتشم، وحجاب من عندك لأني عايزه أكون معاكوا وأشكر نبيل بنفسي.
شاهي بفرحه: هتتحجبي بجد ياهند احتضنتها ورددت مبارك عليكي ياروح قلبي.

ابتسمت هند، وصعدت لغرفة شاهي، ودلفت إلى الحمام الملحق بالغرفه، وتوضأت ثم خرجت، وارتدت الملابس التي أحضرتها شاهي، وافترشت سجادة الصلاه وتوجهت بقلبها، وجسدها معآ نحو القبله، وصلت ركعتي توبه لله تعالى، وبكت حتى ارتوت السجادة من دموعها، وشعرت كأن قلبها يغسل من الذنوب.
انتهت من صلاتها ووقفت فوجدت شاهي تنظر لها بحب وفرحه فاحتضنا بعضهم.
شاهي: ياله يابنتي بابي منظرنا تحت ولو اتأخرنا هنتعلق.
ضحكت هند وقالت: ياله بينا.
استقلوا السياره وانطلقوا متوجهين لورشة نبيل.
في منزل نبيل دلف لتوه فوجد رائحة طعام شهيه، ومنى ببطنها المنتفخه قليلآ من الحمل تساعد في تنظيم المنزل بجديه، فاستشعر أن هناك أمر ما.
فسأل أخته: فيه إيه يامنون حاسس إني جايلك عريس كده.
منى وهى تضحك باستخفاف: هاهاها لا خفه بابلبل.
ضحك نبيل وقال: لا بجد من هيزورنا يعني لكل الإستعدادات دي.
هنا خرجت حنان من مكانها الذي تبدع فيه ألا وهو المطبخ، وابتسمت عندما رأت نبيل.
حنان بسعاده: حبيبي حمد الله على سلامتك اتأخرت ليه كده؟
نبيل وهو يقبل يدها ورأسها: كان عندي شوية حاجات بخلصها ياأمي، بس هو في حد جايلنا زياره حاسس إن عنيك بتلمع من الفرحه يارب دايمآ بس فيه إيه؟
حنان بسعاده: أيوه ياحبيبي خالتك ميرفت كلمتني وقالت انها في المطار، وأخيرآ بعد كل السنين دي هتنزل مصر ثم صمتت لحظات وأكملت والله ما عارفه يابني أفرح برجوعها ولا أحزن علشان حمدي جوزها مات الله يرحمه، كان هو وأبوك ولاد عم وأخوات.
نبيل: البقاء والدوام لله اتوفى امتي؟
حنان: من شهر وميرفت وندى راجعين يستقروا أما محمود مسافر تاني شغله هناك مدرس، وحابب الشغل والعيشه في السعوديه.
ياله قوم ارتاح على ما يوصلوا، رد نبيل بإحراج: بصي هو فيه موضوع كده كنت عايزك فيه.
حنان: قول حبيبي خير.
نبيل: هو انا الحمد لله بشتغل كويس وبكسب ، وكمان وقعت النهارده عربيه مستعمله على قدي كده هجددها، فااا
حنان’ قول يانبيل ياحبيبي عايز إيه ثم صمتت وابتسمت وقالت بفرحه: عايز تخطب يابلبل؟
هز نبيل رأسه باﻹيجاب ففرحت حنان بشدة.
حنان بسعادة: كان نفسي ازغرط بس ميصحش علشان عمك حمدي، ها ومين سعيدة الحظ دي؟
قبل أن ينطق سمعوا صوت دقات على الباب فقامت حنان وقالت: افتح انت ياحبيبي وشوف مين وأنا هدخل أشوف الأكل، ولو حد عايزني ابقى عرفني، ياله يامنى ياحبيبتي ادخلي ارتاحي شويه كفايه كده عليكي النهارده.
فتح نبيل باب البيت وتفاجأ بشاهندا وهند ومعهم رجل يبدوا عليه الهيبة والوقار فعلم أنه والد شاهندا فقال بسعاده: أنسه شاهندا اااتفضلوا اتفضلوا.

error: