رواية ملاذي الاخير للكاتبة نورا عبد العزيز

•• الفصــــل التـــانـى (2) بعنــــوان ” صـدمـة لقـــــاء “••

••””أحقًا أصبحت رجل لإمرأة آخرى ،، فهل كان هذا وعدك لى حينما رحلت تاركًا خلفك قلب ينبض لأجلك وجسد مسلوب الروح ،، فتباً لقلب عشقك وكسرته فلم يعد يتحمل صدمة آخر بلقاءك … فاللعنة على قلبي “”••

نظر عمر لها بدهشة وهو يعود بظهره للخلف ويردد أسمها :-
– نور نور

أزدردت لعوبها بصعوبة وهى تقارب على الرحيل ثم هتفت :-
– قتلتنى ..وقتلت أبنى .. أنا مش هسامحها … ولا حتى هسامحك على خيانتك ليا ..

رمقها بنظرة أستياء وقال :-
– أنا خونتك

  • أنت فاكر الخيانة بتكون بس بالجسد .. بأنك تخوني مع واحدة أو تعمل علاقة مع واحدة .. الخيانة بتكون فى المشاعر وأنت قلبك ملكها هى وبس الخيانة بتكون فى أنك تكون معايا ومتفكرش غير فيها هى دى خيانة ..الخيانة فى أنك تبخل عليا بكلمة حلو وتقعد ليالى تكتب فيها قصائد وشعر .. الخيانة فى أنك متهتمش بيا وفى نفس الوقت بتهتم بشوية ذكريات فى قلبك .الخيانة أن عمرك ما شوفتناش زوجين بس بتشوفها هى فتاة الاحلام
    قالت حديثها بصعوبة وهى تلتقط نفس وتتألم من الآخر بصوت ضعيف مبحوح يكاد هو يسمعه ،، فأجابة بهدوء وهو يري حالتها تسوء مع الحديث مُربت على يدها :-
  • أهدي ياملك متتكلميش دلوقتى أرتاحي

جذبت يدها منه بضعف وهى مُرتجفة ثم قالت تخبره بما يسكن صدرها من ألم لتفارقه :-
– أنت عارف أنا دايما بسأل نفسي هى فيها أيه أحسن مني عشان تحبها الحب ده كله وفيها أيه يخليك تعشقها بالجنون ده … عملت فيك ايه زمان عشان متنساش طول السنين دى … عملت ايه عشان تعبدها كده

قال بضعف وهو يمسح على رأسها بعدما أنتفض جسدها من أنفعالها فى الكلام :-
– ملك أهدي ياحبيبتى

تتألم أكثر من حديثه وأردفت بتعب شديد وعصبية متألمة :-
– أنت ليه بتعمل كدة أنا مش حبيبتك هى اللى حبيبتك هى اللى فى قلبك مش أنا

وضع رأسه بين كفيه بتعب وألم من تلك الصدمات المتتالية وسأل بقلب مشتاق لرؤية حبيبته الصغيرة وكيف كبرت؟؟ وكيف أصبح شكلها ؟؟ :-
– شوفتيها فين ؟؟؟ …

تبسمت له بوجع رغم كل ما يحدث معاها ووشكها على الرحيل وفراقها وهو مازال يهتم بحبيبته وبأمرها هى فقط فقالت بتهكم وأغتياظ ممزوج بألم مُعترفة له بأنها مازالت الطفلة :-
– شوفتها وهى بتخبطنى شوفتها وعرفت أنت ليه بتحبها … عرفت أن من حقي أغير منها فعلاً .. عرفت هى عملت ايه فى قلبك ياعمر ..شوفتها كانت زى العيل الصغير اللى أمه سابته فى الطريق ومشيت .. كانت بتعيط وكأن أمها هى اللى بتموت شوفتها بتقع جنبي كأن العربية خبطتها هى … كانت زى الملاك طفل برئ غلط ومش عارف يعمل اية ،، زى ماهي ياعمر متغيرتش عن الصور اللى عندك زى ماهي بس بقيت أجمل ياعمر ..

تنفست بصعوبة وضيق فى صدرها ثم هتفت تستكمل حديثها :-
– يمكن كان لازم ده يحصل و أنا أمشي عشان أنتوا تتلاقوا من جديد يمكن رصاصة الموت أرحم من رصاصة الوجع اللى ممكن أحسه وأنا معاك وهى بترجعلك

أسند ظهره للخلف بتعب لا يعلم ماذا يجب أن يفعل أيحزن على زوجته أما على تلك الفتاة التي تسكن قلبه وفرقته عن زوجته الأن وبسببها أصبحت زوجته على وشك الرحيل .
فدومًا بحياة كل رجل إمرأة تسربت إلى كيانه بفوضوية، أثارت رجولته ورغبته بها .. أسرت قلبه وأوقعته فى شباك غرامها ،فعلقت في قلبه وتشبثت في عروق عقله وأصبحت تسير فشرايين جسده كالدم الذي يسير بهم ،ولكن الوصول إليها كان مستحيل .
فحاول إجهاضها بالبحث عن إمرأة أخري لتصبح وسيلة للنسيان ،ولكن إمرأة أستطاعت أن تثير رجولته بجنون ووصوله لتلك الدرجة من العشق لن تسقط من قلبه بسهولة مهما فعل لأجهاضها ..لأنها طفلة قلبه

نظر نحو الباب حين سمع صوته يفتح .. ورأها أمامه بعد فراق داما بينهما ل١٢عام ..كانت متأنقة متألقة فى زيها وهى ترتدي فستانها الاسود يصل لركبتيها وعليه بلطو أبيض والسماعة الطبية حول عنقها الرفيع وشعرها مسدول على ظهرها بطريقة فوضوية … كانت كما أخبرته زوجته خائفة ترتجف من ما فعلته بدون قصد ومعها طبيب أخري “حسن ” .. سمع صوته الرجولى الخشن يقول :-
– نستأذنك تستننا برا ثوانى

وقف لكي يخرج ونظره عليها ،تغلق الممرضة الباب خلفه … أقترب “حسن” يفحصها بدقة وهى تنظر على “نور” بألم ، ألم قلبها أضعاف مضاعفة لألم جسدها ،ألم ووجع قد تقتل قلبها بدون حاجة لذلك الحادث
تنظر “نور” لها وهى شاردة فما فعلته حتى أنها لم تلاحظ وجود حبيبها وعودته … تفوق من شرودها على صوت جهاز القلب يصدر صفارته معلنآ عن وفأتها ووقوف قلبها ، دفعت ” نور ” “حسن” بفزع ووضع يديها على قلب “ملك” تفعل له إنعاش تريد أن تجعله يعود لنبضه مرة أخري لتبدا فى البكاء بخوف وهى تُتمتم بترجي :-
– لا متموتيش ، أبوس أيدك متموتيش ، لالالا

حدث “حسن” الممرضة وهو ينظر فى ساعة يده بحزن على حالة صديقته :-
-وقت الوفأة ١٢:٣٤

حاول أبعدها عنها وهى تبكي بخوف فهي قتل روح بريئة بدون قصد

يجلس “عمر” فى الخارج على أحدي كراسي المستشفي أمام الغرفة فأنتظار أحد يطمئنه علي زوجته ، يخرج “حسن” له بعد نص ساعة يخبره بوفاتها وفى لحظة ألم أمتلاكه وجع الفراق ف بكل الاحوال هى زوجته سقطت منه دمعة ألم هاربة من جفنيه ،تزداد ألمه حين تخرج “نور” من الغرفة ،يفزع “حسن” حين يمسكها “عمر” من ذراعيها بغضب وهو يدفعها ف الحائط بقوة صارخاً بها :-
– قتلتيها ، قتلتيها ليه ليه ، هى عملتلك ايه عشان تقتليها ، أنا هسجنك هسجنك

يبعده “حسن” عنها ويقف بينهم وأردف بثقة :-
– هى مقتلتهاش مرات حضرتك جت المستشفي بعد فوات الأوان

رد عليه “عمر” بعصبية وهو يشير بيده عليها صارخًا بهما :-
– هى اللى قتلتها ،هى اللى خبطتها ، وأنا مش هسكت حق مراتى هأخد

  • مين اللى قالك كدة ده تخاريف ، دكتورة نور موجودة فى المستشفى من الصبح وكل المؤطفين والدكاترة يثبتوا ده
    قالها “حسن” بتحدى بينما يرمقه بنظره ..

كانت تقف ساكنة بعالم غير العالم لم تنتبه لحديثهم وشجارهم ،تشعر وكأن الوقت توقف حين نظرت لعيناه عيون عشقتها بكل ما تحمله الكلمة من معنى ،، عيون لم تخضع للنسيان رغم ما طال بينهم من فراق وسنوات ، لم تستمع لحديثهم فقط ذهبت إلى عالم آخر بقلبها العاشق له أجل هو حبيبها الذي طالما كانت تنتظره ،تنظر له وهو يرحل بغضب وهو على وشك البكاء على زوجته الراحلة لتسمع جملة “حسن” يقول :-
– تعالى أروحك

أردفت بصوت دافئ ملوحاً بشوق وحنين لحبيبها قائلة :-
– عمر

نظر لها بأستغراب ثم سألها :-
– عمر مين ؟؟

  • عمر ياحسن عمر
    قالتها بحنان فنظر إليهاا بأستغراب جملتها وسأل بدهشة :-
  • عمر اللى كنتى بدوري عليه

أجابته بأبتسامة وسط بكاءها وضعفها :-
– اه ياحسن هو، هو ياحسن

نظر إلى سعادة وجهها وفرحة قلبها وتلك البسمة التى رسمت على شفتيها بعفوية وقال بأرتباك ظاهر على ملامحه وتلعثم فى جملته :-
– عمر جوز الست اللى جوا دى .. اللى أنتى خبطيها

وقعت تلك الجملة على قلبها العاشق له كالجمرة من النار ، صخرة نارية قاتلة وقعت على قلبها ، سكين مسموم حاد غرس بعمق فى قلبها العاشق له .. وكأن حسن يريد أن يقظها من فرحتها ويخبره بأمر واقع .. فهو تزوج من غيرها … سألت قلبها وهى تنظر لحسن فى وهلة صدمتها أهو تزوج من إمرأة أخري وهى هنا تنتظره وتبحث عنه بكل دقيقة .

................*

أجل هو حبيبها عمر .. يبلغ من العمر ٣٠ عام يكبرها بعامين .. تركها فى القاهرة وسافر إلى الأسكندرية مع أمه .. وألتقي بملك هناك …. درس كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية بعد أن حصل على مجموع ٦٠٪ فى الثانوية العامة .. كان حلمه أن يدرس فى كلية الأثار ولكنه لم يحقق حلمه .. أبقي على حب نور سنوات كثير وتزوج من ملك منذ فترة قصيرة .. ولكنه أبقي على حب تلك الطفلة بداخل قلبه رغم زواجه .. عمل فى مكتب محاماة لمدة ٥ سنوات وتركه فى نهاية الطريق لأن مرتبه لا يكفي شئ من تكاليف علاج السكر لأمه أو لحياته الشخصية … ثم عمل محامي مستقل وحده لمساعدة الطبقات الفقيرة والمتوسطة مثله …. عيناه عسليتين فاتح وبشرته حنطية طول القامة نحيف إلى حد ما شعره أسود … وتزوج ملك منذ أقل من شهرين وأنتقل إلى القاهرة مرة أخرى .. باحثاً عن محبوبته نور .. جاء إلى القاهرة أمس قبل يوم واحد من تلك الحادثة ….

..............*

بقت تسأل قلبها عن ما حدث له ، أهى تعيش على ذكريات الماضي وحبيبها يعيش مع إمراة أخري ، كلما فكرت بما يحدث يتألم قلبها
أردت أن تسأله أهناك إمرأة أخري سكنت بيتها بين ذراعيه ، ألجأ هو لحضن أخري حين يشعر بألمه وضعفه فى لحظة حزن .
يقطع تفكيرها صوت حسن يخبرها بوصولهم إلى المنزل ترجلت من السيارة وأغلقت الباب.. فسمعت صوته مرة أخري :-
-نور

  • نعم
    أجابته بضعف ،، فسألها عن حالها يخشي تركها وحدها بعد تلقيها لتلك الصدمات اليوم :-
  • أنتى كويسة

أخرجت نفسها من بين رئتيها بتعب وألم بداخلها يعتصر قلبها :-
– اه ياحسن روح أرتاح أنت وشكراً على كل حاجة عملتها النهاردة

أبتسم لها بسعادة وأردف قائلاً :-
– مفيش بينا شكراً يانور ، أطلعي أرتاحي وأنا هأخد نبطشيتك بكرة أرتاحي أنتى

  • شكراً
    قالتها ثم صعدت لشقتها وتدخل تجلس على أقرب كرسي لها وهى تتذكر لحظاتها معه

تبحث نور عن أمها فى شقتهم ولم تجدها وتراها تدخل من الخارج فسالتها :-
– كنتى فين يا زوزو

أجابتها أمها وهى تفتح الدرج :-
– كنت بفرج ناس على الشقة اللى فوق

جلست على الأريكة بعفوية ثم قالت بملل :-
– بردو هتسكنيها

أردفت “زيزى” بجدية قائلة :-
– ما أنتى شايفة ياحبيبتى الظروف عاملة أزاى ، مصاريف تعليمك وعلاجي، ومصاريف البيت ومستشفي جدتك

  • ماشي يازوزو اللى تشوفيه صح أعمليه
    حدثتها بهدوء ،، مدت يدها بالمفتاح ثم قالت :-
  • تسلميلى ياحبيبتى ، أنا مضيت العقد معاهم ،أطلعي أديهم المفتاح قوليلهم دى النسخة التانية من المفتاح ومفيش نسخ تانية ومتتاخريش

  • ماشي على طول أهو

غمغمت بذلك ثم صعدت للأعلى وتدق جرس الباب ،، يفتح لها شاب فعمرها تقريبا يرتدي بنطلون جينز وتيشرت بنص كم وشعره مبعثر بطريقة فوضوية قال وهو ينظر إليها .. طفلة ترتدي بنطلون جينز أزرق وتيشرت بنص كم عليه رسومات كرتون وشعرها على الجانبين يأخذ شكل ضفيرتين .. لتبدو بمظهر طفولى جداً :-
– نعم

  • المفتاح
    أخذه منها وهو يشكرها ..ركضت للأسفل بأحراج من نظراته المثبتة عليها تتفحصها فكان ذلك أول لقاء جمعهما معا به القدر ..

تجلس تشاهد التلفزيون ووجدت أمها تخرج من المطبخ وهى تحمل كوب الشاي وذاهبة نحو باب الشقة سألتها وهى تترك الريموت كنترول وتقف :-
-على فين يازوزو

  • طالعة أقعد عند طنط حنين شوية
    هتفت بسعادة وأبتسامة أرتسمت على شفتيها لكى تظهر غمازات وجهها :-
    -طب خدينى معاكي

  • تعالى وأقفلى الباب وراكي
    صعدت مع أمها وأستقبلهم حنين برحب وسعادة ..كانت تجلس “نور” معاهم وهى تشعر بملل من حديثهم وتتأمل المكان حولها فتسمع صوت “حنين ” تقول :-

  • وأنتى يانور فى سنة كام بقى ؟؟

أجابتها بنبرة هادئة ورسمية :-
– أولى ثانوى

فأعادت سؤال أخر عليها :-
– عام

أشارت إليها بنعم فقالت :-
– زى عمر أبنى يعنى بس هو فى سنة ثالثة أدبي

  • ربنا معاه
    قالتها ثم أبتسمت بخفة وهى تحدث نفسها قائلة :-
  • إذا أسمه عمر ويكبرنى بعامين

يقطع حديث عقلها دخول “عمر” عليهم قائلاً بعفوية وصوت مرتفع قليلاً:-
– أنا جيت ياللى فى الدار

تسمر مكانه حين رأي امه تجلس مع “زيزى” وأبنتها التى قابلها أول يوم لهم فى السكن .. شعر بأحراج فيبعثر شعره بأحراج ثم قال مُتمتماً:-
– سلام عليكم

هتفت “حنين” له باسمة قائلة :-
– وعليكم السلام تعال يا حبيبي سلم على طنط زيزي وبنتها نور

  • اه أهلا وسهلاً والله نورتونا
    قالها بمرح بينما يجلس معاهم فتبتسم “نور” بخفة على طريقة حديثه وروحه الخفيفة ، نظر عليها وهى تبتسم ليبتسم لها هو الأخر وأردف وهو يغمز لها بعينه اليسرى قائلاً :-
  • والعسل فى سنة كام

تضربه “حنين” على رأسه بخفة :-
– عيب أتادب ياواد

ردت عليها “زيزى” ببسمة :-
– عادي محصلش حاجة ،، نور ف أولى ثانوى

ضحك بغرور ثم قال مُتسائلاً بكبرياء مصطنع :-
– أنا الكبير يعنى ، وشطارة على كدة ولا خايبة

سمع صوتها المنخفض ورقته وكأنها تقصد أن تعلقه فى أذنه بقوة حتى لا ينساه ابدأ :-
– لا شطارة ، عايزة أكون دكتورة

  • دكتورة مرة واحدة ، ربنا معاكي
    قالها بسخرية مرحة فرمقته بأغتياظ وقالت :-
  • شكراً

وأبتسمت له بخفة وهو يتأمل أبتسامتها يريد أن يحفرها فى ذاكرته حتى لا ينساها .

إعتاد على أن يراها كل يوم مادامت تسكن معه فى نفس المنزل أحيانا يراها على سلم المنزل تتطورت أمرهما حتى أصبح يقف دائماً ينتظرها فى وقت عودتها من مدرستها ، أصبحت تسكن قلبه منذ أول لقاء بينهم .

عادت نور من مدرستها متأخرة عن موعدها فتراه يقف كعادته أمام المنزل فأبتسمت سريعاً بخفة وأقتربت منه بهدوء ، يقف يلعب بقدمه فالأرض بملل فيسمع صوتها الرقيقة تقول :-
– واقف كده ليه

تجاهل سؤالها وسألها بنرة مخيفة تحمل غضب وقسوة :-
– أتاخرتي ليه

رمقته بأستياء من غضبه عليها ثم قالت بعنف :-
– أيه اتأخرتي ليه دى ، كنت واقفة مع أصحابي شوية

رأته يضغط على أسنانه بغضب مكتوم أكثر ويقول :-
– واقفة مع أصحابك فى الشارع والرايح والجاي يتفرج عليكى ويرمي له كلمة

غضبت من طريقته معاها أكثر وقالت :-
– إيه ده أنت بتتكلم كده ليه ،وبعدان أنا حرة أعمل اللى أنا عايزه

تركته وتصعد وهى لم تفهم غضبه بسبب خوفه عليها وقلقه على تأخرها عن موعد عودتها للبيت ، يصعد هو الآخر خلفها فتغلق الباب بقوة
وجهه . .. نظر لها وهى تغلق الباب بضيق في وجهها وصعد إلى شقتهم

دخلت “زيزى” غرفة “نور” بعد أن سمعت صوت الباب القوى من غضبها وسألتها :-
– مالك يانور داخلة شايطة ليه وبترزعي الباب كده ليه

  • مفيش ياماما

  • ماما يبقي في مصيبة عملتى ايه ؟؟

لتحكي لها ماحدث أبتسمت أمها بخفة عليها وسألتها :-
– طب وأنتى متعصبة ليه

قالت بتذمر شديد من غضبه :-
– هو بيزعقلى كده ليه

أربتت على كتفها وقالت بحنان :-
– ياحبيبتى عشان خايف عليكى ، وأنا هكلم طنط حنين تكلمه

أجابتهاوسريعاً قائلة :-
– لا مفيش داعى ياماما

  • خلاص أضحكي بقى
    أبتسمت لها ،تركتها أمها وخرجت لتمسك هاتفها وتتذكر بأنها لا تملك رقمه لتأخذ دوشها وتغير زى مدرستها ثم خرجت من غرفتها وقالت :-
  • ماما أنا طالعة عند طنط حنين

أجابتها أمها بينما تقطع البطاطس :-
– ماشي ومتطوليش شويه وتنزلى

-حاضر

تصعد وتدق الباب مُبتسمة بخفة تأمل أن يفتح لها “عمر ” لتتلاشى أبتسامتها حين تفتح “حنين” وتقول :-
– تعالى يانور

دخلت خلفها بينما تتحدث :-
– أزيك ياطنط عاملة ايه

قالت وهى تجلس بالصالون :-
– بخير ياحبيبتى وأنتى عاملة ايه

  • الحمد لله
    أجابتها بنبرة حزن وهى تبحث عنه بنظرها فى أرجاء الشقة ،، سألتها “حنين” عن دراستها :-
  • وأخبار المدرسة ايه والمذاكرة ؟؟

قالت بتهكم وضيق :-
– الحمد لله بس مادة التاريخ وحشة جدا متعبة اووى فى الحفظ

تبسمت لها بدفء ثم قالت :-
– أبقي تعالى لعمر يذاكرهالك هو بيحب التاريخ

  • حاضر
    هتفت بينما مازالت تبحث عنه بنظرها ولم تجده أو تسمع صوته فسألتها بطريقة غير مباشرة :-
  • هو حضرتك قاعدة لوحدك

  • اه عمر راح الدرس
    أجابتها بأجابة تأبي سمعها فتحزن وهى ترسم أبتسامة مزيفة على وجهها ، تدخل “حنين” تحضر لها عصير فيرن هاتف “حنين” بأسمه أبتسمت فوراً وهى تحفظ الرقم بسرعة فى ذهنها ..وحين خرجت “حنين” لتجيب عليه ، أخرجت “نور” هاتفها وتسجل رقمه قبل أن يتلاشى من ذهنها وأبتسمت بسعادة ووقفت لتخرج ،، فأستوقفتها بجملة :-

  • ما أنتى قاعدة يانور

  • معلش عندى مذاكرة
    قالتها بأستعجال ثم ركضت للخارج بسعادة .. ودخلت شقتهم ومنها إلى غرفتها مباشرة .. فتحت تطبيق الواتس اب تحديداً لرقمه وترسل له رسالة بسعادة دون تفكير أو أنتظار …

كان يمشي “عمر” مع أصدقاءه بعد أن إنتهي من درسه ليقترح أحد أصدقاءه قائلاً :-
– تعالوا نتفرج على ماتش الأهلى فى القهوة
يجيب عمر عليه بملل من العودة للمنزل :-
– أنا موافق

ووافق الجميع وذهبون معاً وجلسوا فيرن هاتف “عمر” معلن عن استلام رسالة من رقم مجهول غير مسجل فيفتحها ويجد محتواها ( سوووورى عشان زعقتلك الصبح ، متزعلش منى ..نور)

أبتسامة رسمت على شفتيه وسعادة سكنت كيانه غيرت حال يومه وملامحه الحزينة وأبتسم وهو يتخيل كيف تنطق تلك الكلمات البسيطة بدلالتها ورقتها مع أبتسامتها التى عشقها ،يقف بسعادة ليسأله أحد أصدقاءه بأستغراب :-
– على فين

رد عليه بارتباك وقلبه ينبض بقوة يريد الأسراع فى الذهاب لها :-
-مروح أصل ماما عايزنى فى حاجة

ركض .. ظل يركض بسعادة مُبتسمًا ويمسك بيديه كشكوله وكتابه يريد أن يصل إلى بيته بأقصى سرعة من أجل أن يري أبتسامتها التى لم يستطيع أن يراها صباحاً فى شجارهم …..

يتـــــــبــــع ……….

error: