رواية ملاذي الاخير للكاتبة نورا عبد العزيز

•• الفصـــــل الثـــانــى عشـــــر (12) “الآخير” ••
بعنـــــوان ” هـــــديــة الخـــالــق ”

“” إذا كنت تُحبهآ أحفظ حق ذلكَ الحُب
بميثآقٍ غليظ ، وشهآدة إثنين وخآتم يُزيَن إصبعهآ ،
فـ لا وجوُد لحُب صآدق دون زواجٍ يكتمل .. “”

بعد ثلاث أشهر الساعة الرابعة عصراً
كانت “نور” تقف أمام المرآة تتجهز لحضور حفلة خطوبة وكتب كتاب “حسن” و “تالا” .. أرتدت فستان ذهبي اللون وله ديل طويل من الخلف وعليه بعض الورود السوداء من الأسفل ورفعت شعرها إلى الأعلى ووضعت القليل من مساحيق التجميل ووضعت لمستها الأخير بعطر أحضره “عمر” من أجلها وأرتدت حذاء بكعب عالِ ثم مسكت شنطتها السوداء الصغيرة فى يدها وولجت إلى غرفة “تالا” وجدتها ترسم شفتيها بأحمر شفايف فهتفت بأستعجال :-
– لسه مخلصتيش ياعروسة

  • أهو يانور أخر حاجة
    قالتها وهى تقف ثم أستدارت لها وهى تريها فستانها الأبيض الطويل وبه شريط حرير ذهبي حول خصرها مُنتهي بفيونكة كبيرة من الخلف وتلف حجابها الذهبي فسألتها بفضول عن مظهرها بتوتر :-
  • ها أيه رأيك يانور ؟؟

أقتربت نحوها مُبتسمة بسعادة من أجل أصدقاءها وحصولهم على الحب وقالت بفرحة عارمة :-
– قمر ياحبيبتى بسم الله ما شاء اللّه

عانقتها بفرحة تغمرها رغم توترها الشديد وقالت :-
– عقبالك يانور يارب

  • يارب
    قالتها بتمنى ولهفة أنتظارها لتلك اللحظة فقطع حديثهما صوت رن هاتف “نور” بأسم حبيبها ولم تجيب عليه عمدًا ،، سألتها بأستغراب من فعلتها فهى لم تتأخر بالرد عليه وهلة واحدة :-
  • مردتيش ليه ؟؟

أجابتها بمكر طفولية بينما تغمز لها بعيناها قائلة :-
– خلينى أوحشه شوية

ضربتها بخفة على ذراعها وقالت أغتياظ منها :-
– أيه التفكير ده يابت

تذمرت عليها بألم من ضربتها وهى تمسك ذراعها فصاحت بها هاتفة :-
– خليكي فى حالك أنتى وحسن بتاعك ده

قطع شجارهما دخول والدة “تالا” تحدثها :-
– يا تالا ،، بسم اللًه ما شاء اللّه الله اللى يشوفك وميصليش على النبي يعمي

تبسمت لوالدتها بسعادة وهى تدور حول نفسها مُتمتمة بغفوية :-
– شوفت ياماما شكلى حلو أزاى

عانقتها بحنان أم تغمرها السعادة وهى تحاول منع دموعها من الأنهمار على وجنتيها ومسحت على حجابها ثم قالت :-
– زى القمر ياحبيبتى .. أجهزى عشان العريس طالع

  • أنا خلصت خلاص
    حدثتها بلهجة مُربكة وتوتر زاد مع قشعريرة جسدها بما قالته أمها وأنه أتِ من أجلها الآن ،، خرجت والدتها لكي تستقبل “حسن” وأسرته ومعه “عمر” ووالدته وبعض أصدقاءه ..
    دخلوا للصالون و”عمر” يبحث عنها بنظره منذ الصباح وهى لا ترد على مكالماته ولا تعيره أى أهتمام ،،أشتاق لها وإلى صوتها تمنى إلا يكون أغضبها منه بدون قصد لذلك لا تحدثه ،، كان يتحدث “حسن” مع والد “تالا” وأصدقاءه …
    خرجت “تالا” ومعاها “نور” ..
    وقف “حسن” بأبتسامة عاذبة تدل على سعادته بها وهو يحقق حلمه به ، يتأملها بعد أن تزينت له مُنبهرًا بجمالها وكما حدثها بأنها لم تظهر من شعرها خصلة واحدة خارج حجابها وفستانها فضفاض لا يظهر من جسدها شيء كما يغار عليها من نظر الأخرون ، مد يده لها بفرحة يصافحها ثم أخذها وجعلها تجلس بجوارها ناظرة للأرض بخجل وسعادتها تفوق كل الحدود مثله تماماً تختلس النظر له تتأمله ببدله بحياء سافر مسطير عليها جاعلاً وجنتيها مُتوردتين بلون الأحمر كان يراقب تصرفاتها بسعادة وهى تفرك أصابعها ببعضهم البعض ويعلم بأنها مُختلسة النظر له لكنه يخشي من أخبرها فترتبك أكثر وتزداد حمرتها التى تزيدها جمالها ولا يرغب بأن يري رجل آخر غيره هذه الملامح عندما تزداد جمالاً ..

ذهب “عمر” نحوها ولم تعريه أى أنتباه فوقف بجوارها هامسًا فى أذنها يسأل بفضول :-
– أنتى زعلانة منى ؟؟

أجابته مُتحاشية النظر له مُستديرة تعطيه ظهرها وصوت هادي :-
– لا

  • أومال مبترديش عليا ليه
    جذبها من ذراعها بخفوت يديرها له مُحدثها ،، نظرت لعيونه الساحرتين لها الذي طال الأنتظار لرؤيتهم فقالت ببراءة كأنها لم تفعل شيء :-
  • عشان أوحشك

لم يتمالك نفسه وضحك على سذاجتها وطفوليتها فهى لا تدرك بأنه يشتاقها حتى وهى أمامه فكيف لا يشتاقها أثناء غيابها فهتف مُحدثها :-
– أنت بتوحشينى وأنتى معايا يانور ،، فاكرة لما روحنا أول فرح سوا أنا عملت ايه

أتسعت عيناها على مصراعيها فنظرت له بصدمة وهى تضع يديها الاثنين فوق شفتيها وتتذكر حين مسح لها ملمع الشفاه بسبب غيرته وكيف تنسي ذلك اليوم وهو يوم أعترفه بحبه لها ولأول مرة تسمع منه كلمة “بحبك” التى أعلنت عن أمتلاكه لها وأنهاحقه وحده ،، أبتسم على رد فعلها وأنحنى نحو أذنها وأردف هامسًا :-
– كدة أنتى أفتكرتى بس متخافيش مش همسحه عشان واثق فيكي

أبعدت يديها عن فمها بإرتياح ورسمت بسمة تزيل تعابير الدهشة عن وجهه وقالت :-
– عشان كدة بحبك

مد يده لها بمنديل نظرت للمنديل بدهشة ثم له فهو لم يتغير ولن يتنازل عن عادة به .. أردف بحزم قائلاً :-
– بس مش واثق فى عيون الناس

أخذت منه المنديل بهدوء وخففت الروج قليلاً ونظرت له تسأله بضيق بعد أن أفسد مكياجها :-
– كدة حلو ؟؟

  • حلو ياحبيبى
    غمز لها بعينه بينما يقولها فسألته وهى تنظر لفستانها بحزن وتقوس شفتيها للأسفل بخيبة أمل :-
  • ده بس اللى حلو ؟؟

نظر لفستانها ثم لعيناها مبتسماً وقال يتغازل بها بينما عيناه تفضح هذا الغزل :-
– كلك على بعضك حلو وزى القمر

رفعت نظرها له بخجل وهى تعض شفتها السفلي وتوردت خدودها كالفراولة وقالت بحياء :-
– يعنى عجبتك

أجابها وهو يمسك يدها بيده بحنان قائلاً :-
– أنتى عاجبنى فى كل حالاتك يانور ومن زمن بعيد وسنين فاتت

أقتربت والدة “حسن” وهى تمسك علبة قطيفة زرقاء على شكل قلب بها شبكة “حسن” وهديته لعروسته الغالية وأعطتها لوالدة “تالا” لكى تريها للمعازيم … وكانت الشبكة عبارة عن دبلتين لهما و٤ أساور ذهبية وخاتمين وسلسلة على شكل قلب كبير إلى حد ما بها صورته من الأمام ومن الخلف صورة تجمعهم معاً وعليها أمضاء مكون من حرف كل منهما H&T …

همس “حسن” فى أذنها مُردفًا :-
– كان نفسي أجبلك أكتر من كدة بس أهو اللى رزقنى به ربنا .. وأن شاء الله هعوضك بس هو يزرقنى عشانك

تبسمت على حديثه الراقي لها وقالت :-
– ربنا ما يحرمني منك ياحسن ويدومك نعمة فى حياتى

كادت أن يرد عليها ولكن أستوقفه والدها وهو يقول :-
– تعال ياعريس

أخذه للصالون الأخر من أجل أن يكتبوا الكتاب وتصبح زوجته شرعاً أمام الرب والناس ومعه “عمر” وخال “تالا” ليشهدوا على عقد الزواج ،، جلست “نور” بجانبها تنتظرهم .. جلس “حسن” ووضع يده فى يد والدها ويردد كلمات المأذون وهو ينظر لها وعلى وجهه أبتسامة وهى تبادله البسمة … وسمعوا كلمة المأذون وهو ينزع المنديل الأبيض من فوق يديهم :-
– مبروك ياعريس

أطلقوا الزغاريد فى كل مكان فى الشقة ومضيت هى وهو على عقد الزواج… وعاد إليها وضع دبلته فى خنصرها الأيسر وفعلت هى مثله وألبسها باقي الشبكة وأخرهم كانت سلسلتها …. وبعدها وضع قبلة على جبينتها بحنان قائلاً :-
– مبروك يامراتى

أجابته بنبرة تكاد تخرج منها بحياء شديد :-
– الله يبارك فيك ياحسن

كانت تقف تنظرة عليها مُبتسمة بسعادة فشعرت به خلفها فقال هامساً :-
– عقبال ما تكونى مراتى

نظرت للأرض بخجل وأجابته هاتفة :-
– ميرسي

أنتهى اليوم بسلام متفقين بأن الفرح سيكون بنفس الليلة مع زفاف “نور” و “عمر” .. أخذها إلى بيتها ليوصلها ،، وقفت على باب العمارة وقالت :-
– تصبح على خير ياعمر

أربت على ؤدها التى يمسكها بين كفيه وقال بحنان :-
– وأنتي من أهله يانور

نظرت له بهدوء ثم قالت بأصرار :-
– خلى بالك من نفسك ومتنساش تفكر في كلامي

تبسم لها بهدوء وقال :-
– حاضر .. لا إله إلا اللَّه

  • محمداً رسول اللَّه
    قالتها وصعدت إلى شقتها … وعاد إلى منزله وهو يفكر فى طلبها وحديثها …

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

وصل “عمر” إلى الإسكندرية مع “حسن” تحديداً إلى منزل “منصور” لكي يطلبها للزواج منه بدلاً من والدها المتوفى .. فقال :-
– ها ياعم منصور قولت أيه ؟؟

أجابه مُحدثًا “حسن” لاعبًا بأعصابه ليزيد من توتره :-
– أيه رأيك ياحسن

أبتسم حسن بمكر وقال بغرور مُصطنع :-
– أنا بقول تسيبنا أسبوع نفكر

صاح بوجهه بأغتياظ قائلاً:-
– أيه ياعم هو العمر فى كام أسبوع عشان كل شوية أضيع أسبوع

وضع قدم على الآخر مُصطنع الوقار والغرور وقال بلهجة جدية :-
– مش لازم نسأل عنك يابنى ..ولا هنرمي بنتنا كدة لأى حد

صصا به ثم تجاهله مُحدثًا “منصور” :-
– أسكت ياحسن .. قولت أيه ياعم منصور مالكش دعوة بحسن هو عشان كتب الكتاب مش مهم حد عنده

أجابه “منصور” بحزم يشاكسه هو الآخر :-
– يابنى لازم نسأل العروسة

وقف من مكانه غاضبًا ثم هتف بأقتضاب :-
– أنتوا هتجننونى عروسة مين اللى هتسألوها .. نور ده أنا سيبها فى القاهرة بدور على الفستان

سأله “حسن” بينما يرفع حاجبه له مُستفهمًا عن سؤاله :-
– هو أنت شوفتها ياعمر وأنت جاى

  • مش قولتلك ياحسن تسكت أنت جاي تبوظ الجوازة .. ياعم منصور أنا لسه هرجع القاهرة أجبهالك تسألها
    أخرج عصبيته به ثم قالها بجنون ،، رد “منصور” عليه مبتسماً وهو يشير خلفه على باب الغرفة قائلاً :-
    -طب بص كدة

أستدار مُنفعلًا فرأها وهى تخرج من الغرفة مُبتسمة له بعفويتها ودلالتها التى يعشقها ثم تمر من جانبه وهى تبتسم له بخجل وسعادة فقد أنتظروا تلك اللحظة منذ أن ألتقوا من ١٣ سنة وبعد فراق دام ١٢ عام … خطت نحو “منصور” وجلست بجواره ونظر “عمر” ثابت عليها ويتحرك معاها .. فأردف “حسن” قائلاً :-
– ها ياعم عمر أدينا جبناها من القاهرة

  • نور
    نادها بذهول أما هى نظرت له بخجل وعيناها تخبره بأن لا يقلق فهم عاشقين ولا يفرقهما أحد ولا اى عاصفة مهما كانت قوية فقال بجدية :-
  • أسالها ياعم منصور

قهقه “حسن” ضاحكًا ثم قال :-
– براحة ياعمر مستعجل على أيه ؟؟

رمقه بنظرة حادة ثم قال بأغتياظ :-
– هو أنت مش عايز تجوز ياحسن

هز رأسه بتركيز ثم قال بسرعة :-
– اه صح ده فرحي معاكم .. قولت ايه ياعم منصور

  • أيه رأيك ياعروسة عمر طلب أيدك منى
    سألها برفق فرمقت “عمر” بنظرها وسعادة تحملها وتطير بها تحلق فى السماء بها وقالت :-
  • ماهو مينفعش أكون لحد غير عمر ولا عمر ينفع يكون راجل لواحدة غير نور

أسرت كلماتها كيانه ووقاره وأخذته لعالم آخر ومكان بعيداً عنهما ،، مكان لا يوجد به غيره معاها فأشعلت كلماتها بركان نبض قلبه وأخذ ينبض بجنون ويضخ القلب ياسمين حبها .. حضنها بعيناه وأغلق جفنه عليها ليخفيها عن الجميع …
أفاق من وهلته على صوت “منصور” قائلاً :-
– على بركة اللّه نقرأ الفاتحة

رفعوا أيديهم وبدأوا يقرأوا الفاتحة وهو ينظر عليها بسعادة وهى تختلس له النظر من حين لآخر بخجل

حدث “منصور” بجدية :-
– صدق الله العظيم … بس نور ليها طلب عندك ياعم منصور

نظر لها وقال بطيبة قلب :-
– عينى ليها

أردف بترجي باسمًا له قائلاً :-
– تسلم .. نور مُصرة تعمل الفرح هنا على البحر

أبتسم لهما وقال بينما يربت على كتفها بحنان :-
– بس كدة غالية والطلب رخيص .. نعمل الفرح هنا

بدأت أحلامهم تتحقق واحد تلو الآخر حتى وصلوا إلى آخر حلم فى هذه القائمة لكى يستعدوا لصنع قائمة جديد من الأحلام معاً … وهذا الحلم أن ترتدي فستان زفافهم الأبيض له …
تجهزت “نور” و “تالا” تلك الحوريتين كلاً منهما من أجل حبيبها وكانت تجهيزاتهم فى كوافير فى الأسكندرية ..
جهز “عمر” شقة والدته فى الأسكندرية من أجلها وذهب إلى الحلاق مع “حسن” فقال مُداعبه مازحًا :-
– محدش قدك ياعم عمر

ضحك له وقال بلهجة واهجة :-
– أنت هتقر من أولها .. وبعدان ما أنت قدى أهو وبتجوز فى أيه

••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

مرت ساعتين عليهم وأرتدى كلاً منهما بدلته .. كانت بدلته “عمر” سوداء اللون ويرتدي ببيوناة وبدلة “حسن” ذات اللون الكحلى ويرتدي جرافته ،، خرجوا معاً كل منهما فى سيارة مستقلة وذهبوا إلى الكوافير من أجل أن يستلم كل منهما ملكته

هتفت “حنين” وهى تقف وتعدل لــ “نور” ديل فستانها :-
– يلا يابنات العرسان وصلوا

وقفت تالا بفستانها وقالت بتردد مُرتبكة :-
– أنا جاهزة بس خايفة أووى

أقتربت أمها منها بسعادة وقالت :-
– من أيه ياتالا .. ده توتر طبيعي ياحبيبتى

وضعت يدها على الفستان وهى تنظر على نفسها بقلق ومُغمغمة :-
– خايفة شكلى يطلع وحش

تبسمت لها ثم وضعت على رأسها بحب وقالت :-
– زى القمر ياحبيبتى

وقفت “نور” بسعادة بدون توتر أو أرتباك وهى تدور حول نفسها وتسألها عن حالها هى الآخري :-
– وأنا يا طنط

وضعت قبلة على جبينها برفق وقالت بحنان وسعادة :-
– أسمها ماما يانور .. أنتى معرفش رد فعل عمر لما يشوف اللى عاملة فى نفسك ده

  • وأنا كمان بتخيل شكله لما يشوفنى
    قالتها بفرحة فدخلت والدة “تالا” تستعجلهم وترد على “نور” :-
  • بطلى تخيل بقا .. أو تخيلى شكله وهو واقف برا

وقف “عمر” مع “حسن” ويضحك على حديثهم مع أصدقاءهم وكل ما تخرج فتاة أو سيدة من الكوافير تنظر عليه وتكتم ضحكاتها .. سأل بأستغراب وهو ينظر لنفسه :-
– هو أنا فيا حاجة غلط ياحسن

تبسم له بغرور وقال بأشمئزاز مُصطنع :-
– مش عارف أنت جيت غلط معانا ولا أيه

نكزه فى ذراعه بغيظ وقال بحدة :-
– مبهزرش هم بيبصلولى كدة ليه

نظر للأمام ببرود وقال :-
– روح أسألهم .. عشان عريس الكل هيتفرج عليك النهاردة

تذمر؛عليه وقال بضجر لفضول من نظراتهم :-
– وأنت نص عريس يعنى أشمعنا أنا

خرجت “تالا” أولاً مع أمها ووالدة “حسن” وهى ترتدي فستان زفافها الأبيض وتلف حجابها الابيض وطرحة فستانها القصيرة ويزينها شبكتها الذهبية .. أبتسم لها بسعادة وأقترب ليأخذها منهم ووضع قبلة على جبينتها برفقة وقال :-
– مبروك ياعروستى

قالت بخجل يذيبه ويفرط قلبه العاشق لها وهى تتحاشي النظر له بتوتر ملحوظ ظاهر فى ملامحها وبرودة يديها :-
– الله يبارك فيك .. نور مستنياك جوا مش عايزة تخرج من غيرك

  • أيه الجنان ده .. أستنى
    قالها “حسن” بذهول ودخل لها وبمجرد أن رأها قهقه من الضحك بسعادة وفخر بهذه الصديقة :-
  • أيه الجنان ده هى الحالة جت

ردت عليه بتوتر :-
– وحش ياحسن

أقترب منها بسعادة من تحقق لحظة كانوا يخشوا جميعًا أن لاوتحدث وقال بنبرة هادئة دافئة :-
– زى القمر ياقلب حسن لو كنت شوفتك كدة قبل الجواز كنت فكرت بس ممكن نخرج عشان الناس
أومأت له بنعم برأسها وخرجت معه

يقف “عمر” وهو كاد يجن من ما يحدث وكل مجموعة يتهامسوا وهم ينظروا له وكاد أن يفقد أعصابه ،، خرج “حسن” ومعه حورية جميلة جداً تزينت لحبيبها المنتظر بفستان زفافها الأبيض وحجابها لأول مرة الأبيض وطرحة فستانها الطويلة .. حدق “عمر” بدهشة وهو ثابت مكانه فى وهلة دهشته ولم يقترب ليأخذها من أمه و”حسن” لم يصدق بأن هذه حبيبته طفلته الصغيرة نضجت وتزينت بحجابها علم الآن لم الجميع ينظر عليه وبما يتهمسوا بالتأكيد يحسدوه عليها ،، على فتاة لا تعوض ولا تأتى فى العمر غير مرة واحدة فقط أرادت أن تبدأ حياتها معه برضا ربها أولاً وترتدي حجابها فرض فرضه ربها على كل فتاة مسلمة لكى تنال حياة ترضي ربها أولاً ثم ترضيهم معاً …
وقفت أمامه مع “حسن” وهى تنظر له بصمت وخجل ،، شعرت وكأن عيناه تغتصب عيناها بحبهم وسعادتهم بها ،، أنزلت رأسها بخجل من نظراته للأسفل فهتف بلهجة هائجة فعروسته هو الآخر تقف بمنتصف الطريق تنتظره :-
– هتفضل متنح ياعمر خد عروستك

مد يده لها ، وضعت أطراف أصابعها الصغيرة فى قلب كفه ليجذب يدها بأكملها لحضن كفه وهو يقول :-
– مبروك عليا يامراتى

قطعه “حسن” وهو يثنى ذراعه لـ “تالا” وتضع يدها به قائلاً :-
– لسه يابابا هنروح نكتب الكتاب .. قال مراتك قال

ركب كل منهما سيارته بحوريته وذهبوا إلى البحر ووجدوا والد “تالا” و “منصور” والمعازيم فى أنتظارهم بدوا الحفلة بأسماء الله الحسنى وأحضروا ترابيزة أرضية ( طبلية) ووضعوا حولها وسادات للجلوس وجلس “عمر” و”منصور” و”حسن” وخال “عمر” من أجل أن يكتبوا الكتاب وتصبح زوجته وليست حبيبته فقط .. وضع يده فى يده “منصور” وكيلها وكتبوا الكتاب وهو ينتظر على نار أن ينتهى المأذون ويقول مبروك وتصبح زوجته ،، نظره عليها وهى واقفة هناك بعيداً بجوار الكوشة وتمسك فى يد “تالا” العروسة الأخري التى أستغلت فرص أنشغاله لتتأمله بعناية ودقة وتمسك بيدها الأخرى فى “حنين” وتنظر “نور” مبتسمة له وتخبره بأن ينتهي وينهي لهيب ذلك الأنتظار الذي أختبار صبرهم سنوات وليالى وبكاء لم يفارق عيناهما وتفكر لا يترك عقلهما
سمع الجميع كلمة المأذون وهو يرفع المنديل من فوق يديهم :-
– مبروك

ترك الجميع ومباركتهم وركض لها مسرعاً بأقصي ما لديه من قوة وسرعة بجنون وقد جن عقله بها قبل قلبه أنتظار سنوات وليالى قاسية لتصبح حلاله وزوجته ..
عانقها بسعادة وهو يحملها ويرفعها عن الأرض ويدور بها بسعادة وهى تبادله العناق بأشتياق وشغف عافر كثيراً من أجلها من أجل أن ينتهى عذابه بذلك العناق ….
ضحك الجميع عليه ووقف “حسن” بجوار تالا مبتسماً عليهم ولف ذراعه حول كتف “تالا” بسعادة وأخيراً بعد عذاب سنين ومعاناة قلب نالت صديقته ما تستحق بدأت المباركات للعرائس و صعنوا دائرتين أحدهم بصديقات العرائس والسيدات والأخري بأصدقاء “عمر” و”حسن” والرجال يظلوا يرقصوا معاً ويغنوا ،، تجمع الشباب وحملوا “حسن” و”عمر” وبدأ يقذفوهم للأعلى وهم يغنوا …
هدأت الموسيقي وجلس الجميع على الترابيزات أتجه “عمر” و”حسن” كل منهما يمسك يد عروسته ليرقصوا معاً ،، وضع “حسن” يديه الأثنين فوق خصرها ووضعت “تالا” يديها حول عنقه بسعادة …

يمسك “عمر” يدها بيده ويقربها منه وهو يضع يديهم المتشابكة فوق صدره لكي تشعر بنبضات قلبه ودهشت “نور” حين يجذبها له اكثر ويلصق جبينته بجبيتها وعيناه معلقة فى عيناها ويحتضنهم بهم ولا يشعر بشئ حولهم سوا سحر عيناها له ويبدأ يهمس لها كلمات الأغنية ..
يغنى لها بصوت هامس لا يسمعه سواهما فقط .. وأن كان صوته سئ فى الغناء ولكن لها سحر يلقي على قلبها
(أوعدينى
لو زعلتى منى مرة تعرفينى
لو جرحتك غصب عنى تحسسينى
متشليش جواكي حاجة تحكي ليا كل حاجة لما هفهمها هبقي أحسن صدقينى …
أوعدينى لو نسيت ياحبيبتى نفسي تفوقينى
لو خدتنى الدنيا منك رجعينى
لو فى لحظة زاد غرورى أشتكي له منى صورى بس أوعى فيوم تروحي وتسيبنى
أنتى قلبي … وأنتى روحي… وأنتى عينى..
حد عايز أعيش معاه لأخر سنين
أنتى بالنسبة لي مش حب فحياتى أنتى كل حياتى فعلاً أفهمنى … أنتى قلبي .. وأنتى روحي .. وأنتى عيني
حد عايز أعيش معاه لأخر سنين
أنتى بالنسبة لي مش حب فحياتى أنتى كل حياتى فعلاً أفهمنى…
أوعدينى لو فى يوم الخوف ملكنى تطمنينى
لو ذكاءي فى مرة خانى تفهمنى
لما أقسي فى يوم تحنى
و أما أغلط غصب عنى قبل ما أغلط غلطة تانية تلحقينى
أوعدينى لو يبعنى الكون بحاله تشترينى
تبقي أقرب منى ليا تكملينى
تبقي أختى تبقي أمي
تجري فيا جوا دمى
لما أكون تعبان تضمي وتدوينى ….)
ظلت عيناها معلقة بعيناه وهو يغنى ويهمس لها بسعادة ..أنتهت الأغنية و سمعته يقول :-
– أوعدينى يانور عيني

تبسمت له وهى تعقد يديها بأحكام حول عنقه ثم هتفت بلهجة هامسة دافئة :-
– أوعدك ياقلب وروح نور عيناك

أنتهت ليلتهم المنتظرة وذهب الجميع ورحل “حسن” و “تالا” وأهلهم ،، وقفت على البحر بفستانها الأبيض وحدها تنظر له وكانت تخبره بأنها حققت حلمها ونالت حبيبها أخبرته بأنها وعدته بأن لا ترتدي ذلك الفستان لغير حبيبها ،، حدثت أمها التى تمنت أن تكون معاها فى هذه الليلة ووعدتها بأن تحبه أكثر ولا تهمله أبداً من أجل عملها وأن تتقي الله أولاً فى حياتهم وفى حبيبها شعرت بيديه على كتفها أستدارت له والبسمة لم تفارقها وجدته يقف ويمسك بيده خيوط كثيراً طرفها الأول فى يديه وطرفها الآخر مربوط فى مجموعة من البالونات الملونة أعطاهم لها مبتسماً وقال :-
– دى كانت أمنيتك وأنتى صغيرة تقفى على البحر بفستان فرحك وعريسك يجبلك بلالين تطيرها معاه

تبسمت له بسعادة وقالت بنعومة وهى تمسك يده بين كفيها بحب :-
– دى كانت أمنية طفلة متفهمش حاجة قبل ما تحب وتعرف أن وجود عريسها جنبها هو السعادة اللى بتتمنها

  • مش مهم طفلة طفلة ،، طيرهم يانور
    قالها ثم وضع قبلة على جبينها ،،أستدارت تعطيه ظهرها وهو يحتضنها من الخلف وتركت جميع الخيوط وهى تصرخ بكلمة واحدة بصوت عالى ، يسمعه البحر والعالم كله :-
  • بحبك ياعمر

وضع جاكيت بدلته على الرمال بعد أن أخرج من جيبه سلسلة جعلها تستدير له وأقترب لكى ينزع عن عنقها تلك السلسلة التى أهداها لها منذ ١٣ عام مسكت يده تمنعه من ذلك فسألها بفضول مُستفهمًا عن رد فعلها وهى تشير له بلا :-
– ايه يانور ؟؟

أجابته بحنان وطفولة تفيض من عيناها تدل على تعلقها بتلك السلسلة :-
– أنا مش عايزة أقلعها ياعمر

  • أنا جايبلك واحدة جديدة ذهب
    قالها بحنان ثم نزعها عن عنقها ووضع سلسلة جديدة ذهبية على شكل مصحف بداخله صورته وصورتها ومعه قلب صغير رقيق مثلها ثم وضع قبلة على كتفها فوق ملابسها يعلمها منها الحنان والشغف وكيف يستطيع أحتواء قلبها بأقل الأشياء ويعلمها معنى الحب والدلال التى يسكن قلبه
    أقتربت مياه البحر مع أحد الأمواج تداعب قدمهم بتناغم كالأغاني والشعر وكأنها تبارك لهم حياتهم …… …

وتمر شهور وسنين على يومها ومش ناسيين
انا شوفتك امتى يا حب العمر وشوفتك فين
وبنيجي سوا نحكي حكايتنا هنا للبحر
عن قصة حب أقوى من السحر
امتى الحب طال
قلبى ولافى الخيال
عشقك ده فيه يتقال موال
وياعينى ياه ياسيدى على الايام
لما تهادى قلوبنا غرام
فجاة يهون كل الى فات
(أغنية / ٣ دقات / أبو ويسرا )
تمت بحمد الله.

•• النهــــــــــــــايــــة ••

حبت أعرفكم من الرواية التالى :-

• أنك لما تحب من قلبك بجد حب حقيقي هتقدر تنتظر العمر كله الإنسان دا وقلبك مش هيعرف غيره وأن البعد مبيغيرش المشاعر إلا لو كانت مشاعر مزيفة مش صادقة هتتغير ..
• لما نغلط فى حق حد لازم نعترف بالغلط دا ونكفر عنه بأى طريقة ودا مش ضعف دا قوة والأعتذار وطلب التسامح ملهوش علاقة بالكبرياء والكرامة مادام غلطت ،، الجُبن هو أنك تغلط متعترفش بـ دا لكن أنك تصلح اللى بوظته دا شجاعة منك تقويك مش تضعفك
• أوقات الصديق بيكون أكثر النعم والرزق اللى ممكن ربنا يرزقك بيه لما يكون صديق سند يعوضك عن أب أو أخ مفقودين أو حتى لو موجودين
• بلاش نفقد الأمل وندخل مرحلة اليأس والأستسلام سوى فى مشكلة أو مرض أو أى حاجة ولازم نتأكد أن بكرة أفضل محدش عارف الخير جاي منين ولا أمتى ،، أتقل وأصبر وربنا هيرضيك خليك دايما واثق بإيمانك وربك

 

 

error: