رواية قتل عن عمد
……….الفصل السابع
قتل عن عمد
……
في منزل الحاج يوسف:
ارأيت إمراة تقسم بالماديات والمشاعر في آن واحد!.!..
ارأيت ظلي الخفي !!…..ما رأيك بشعري القصير؟
متي ستأتي حبيبي أشتاق لك..أشتاق للأمان بين أحضانك..
متى ستأتي حبيبي …إنتظارك طال …انا علي حافة الهوة…اخشي علي ابني قبل اي شئ …اخشى عليه من غدر الزمان…تعال لتكون العون والسند له..نحن لا نريد مال ظروفنا ميسورة والحمد لله
نائل حبيبي أنا لم أتذكر يوما اني شكوت من الظروف..
لا اعلم لم تركتني ولكن اكيد ليس من اجل المال
ف أنت من عائلة غنية جدا .من أكبر الاعيان…ورغم شغلك بالميكانيكا المتناقض تماما مع وضع عائلتك التي لا أحبها منذ زمن
أنا لم أشتكِ خليلي…لم أشتكِ لك ابدا….
كنت سعيده معك
بحق عشقك لايمان تعال…بحق إبنك نائل …وضعت لك صورته ايضا حتي تتعرف عليه…يشبهك كثيرا نائل….ذلك الجواب الستون الذي ابعته واليوم الدور علي امريكا
منذ ان ذهبت وانا ابعث في كل بلد في العالم جواب بإسمك…لعلك تكون بها وتقرأه إرأف بحالي
تنفست براحة تغلق عينيها ثم فتحتها.. تضع القلم….نظرت مرة أخرى علي الرساله تقرأها….
..ثم اغلقت الظرف ….تنظر بعيدا بأمل
لعل البعيد قريب
تنهدت مرة اخرى وخرجت من غرفتها تنادي.
_بابا.
..تنادي ايمان في الصالة
في نفس اللحظة حنان تدلف من الخارج…
نظرت لها ايمان تتذكر متي والدتها خرجت
حنان وهي تخلع خُفها تشاور..
_..كنت عند سنية ام عبدالراضي
الوليه يا حبة عيني ضغطها وطي فجأة…وجابولها الاسعاف …
ايمان بإهتمام ومازال الظرف في كفها.
_..طيب ودلوقت عامله اي
حنان وهي تتقدم صوب ابنتها تأخذ كفها ليجلسا معا
_الحمد لله كويسه دلوقت…تعالي انا عايزه اتكلم معاكي في موضوع
ايمان وهي تنظر لوالدتها بتوجس….
_.خير في حاجة يا ماما
حنان تزدرد ريقها وتقول وهي تنظر في عين ابنتها بتركيز.
_بصي يا حبيبتي انتي مش صغيرة….و عارفه الصح والغلط ..و عارفه ان الحياة كلها اقدار
ثم اخذت نفس عميق تمسك كف ابنتها مرة اخرى ومازلت تنظر في عينيها بحنان…
_عبدالراضي بن خالتك سنية…متقدملك
جحظت عينيها إيمان ….تنظر لامها بغرابة….ترى أن عيبا عليها تقول كلام مثل ذلك لإمرأه متزوجة….
ايمان ومازلت مزهولة…
_ازاي يعني
ثم وقفت تقول بصوت عال غصبا عنها…
_..هتجوز ازاي وانا متجوزة
حنان محاوله تهدأتها وصدمها في نفس الوقت…
_…..إيمان انتي ليه مش مستوعبه إن نائل ممكن يكون اتجوز. وخلف كمان
نظرة لوالدتها وكأنها تنظر لها لاول مرة…تسأل من هذة
إيمان ببكأء تعقد حاجبيها..
_..انتي بتقولي اي …نائل مستحيل يتجوز عليا…ثم صوتها اصبح عاليا فجأة في البكاء
دلف يوسف في نفس اللحظة…وجد نظرة قاسية من زوجته…ونظرة انهيار من ابنته
تقدم بخطوات واسعه يتسأل بإهتمام وغضب…
_….مالكم في اي
ايمان ببكأء تحتضن والدها وتشاور علي امها…تحكي ما حدث بينهما
نظر يوسف لزوجته قليلت العقل كما ينعتها دائما وقال وهو يربت علي كتف ابنته…
_والدتك بتتكلم من وجهتة نظرها يا حبيبتي…لكن ده مش معناه انه اتجوز فعلا
حاولت ايمان ان تصبر نفسها بكلمات والدها فهي الاخرى فكرت في ذلك الامر قبل سنوات…فكرت قبل ذلك هل نائل تزوج ؟ ولكن حبها الشديد له قتل الفكرة من جذورها
حنان تقف بغل من دلع ابنتها كما وصفته….
_.إفضل كده انت دلع فيها ودادي فيها….لحد ما وديتها ورى الشمس….
نظر يوسف لزوجته نظرة نارية كادت تفتك بها……. ومازلت ابنته في حضنه تبكي
حنان لم تصمت بل صرخت بعلو صوتها….
_.حرام عليك بنتي شبابها راح بسبب واحد كلب ولا يسو …اتجوزها ٧ شهور وسابها …
وتقدمت من زوجها تسأله بإستنكار وصراخ.
_..تقدر تقولي نائل طلق إيمان ولا لاء!!
يوسف يكاد ينفجر من الغضب اغمض عينية علي كلامات زوجته الازعه ….فقد القت القنبلة ..فجرتها بكل هوج..بكل طيش….سر حاول كل المحاولات في خلال العشر سنوات ان يخفيه حتي لا يؤرق ابنته….كل طبيب من حالتها حذره ان اي ضغط لن تتحمله وستموت إكلنيكيا ……..
.ابنته ترتجف كالمجاذيب. …لا تصدق ما تقوله والدتها….
عقلها هي الاخرى يترجم …نائل طلقها ..طلقها طلقها طلقها
واخذت الكلمه تترد داخلها لا تستوعبها….
ستصرخ تريد ان يتركها والدها …تريد الصراخ
ووالدها يعلم ماذا تريد … يحتضنها بقوة…سيموت ان تركها ورأها تفترش الارض كعادتها …لذلك اخذ يضغط عليها بين ضلوعه…لن يتركها
تصرخ صراخ مكتوم…يوسف يكتم فمها في صدره
سيموت إن حدث لها شئ دمعه فرت من عينيه
ايمان تحاول تقاومه بكل قوتها وكانت شديده تلك المرة…يوسف يقسم بأن محاولات ازاحتها له تلك المرة كانت اقوي من رجل
تهز رأسها بالنفي كالمجاذيب….ومازل والدها يكتم وجهها في صدره
حنان صدمها مارأت…..ابنتها تحاول التملص من والدها وزوجها يبكي حتي لا يتركها يردد كلمات
_لا يا ايمان مش هسيبك….لا يا ايمان مش هتروحي مني
ومازال يضغط علي جسدها وهي تقاومه بشراسة غير عادية
اتت زينب ومريم من الخارج…..صرخت مريم وكذلك زينب..
_.بابا
تقدما صوب امهما المرتعشه…..ينظران لمشهد
قد يأخذ جائزة الاوسكار اذا رُسم بحرفية
مشهد مؤلم لكل من يراه نهايته حتما مأساويه
وضعت مريم كفها علي جهها …تصرخ هي الاخرى تركض نحو غرفتها ترمي بحملها علي الفراش…لا تستوعب ما راته
_….آاااااه
واخذت تصرخ وتصرخ وتصزخ…غضب سنوات تجاهلته من اجل ايمان كما ان رؤيتها لولدها يبك بتلك الطريقة فاق تخيلاتها …فصرخت كثيرا
بالخارج
سقط الجواب من كف ايمان …..يوسف بصوت عال قرب من اذنها يقسم كذب..
_…..اقسم بالله اقسم بالله يا إيمان والدتك بتتكلم وخلاص…والله العظيم نائل جوزك …والله العظيم ماطلقك
مازلت ترتعش بسرعة وكأنها الة صناعية…في الثانية الواحدة تقريبا ٣رعشات
ويوسف لم ييأس يحتضنها بقوة …. يتحدث بصوت عال في اذنها
_…..والله العظيم يا حبيبتي والله العظيم ما طلقك….مش انتي بتثقي فيا…انا معقول احلف او اقسم كذب
ايمان ترتعش ولكن رعشها قل …..فهي تعلم ان والدها لا يكذب حتي إن وضع السيف علي رقبته
شعرت بإن ثلج وضع علي قلبها الملتهب….توقفت رعشتها فجاة…واغمي عليها
حمد ربه يوسف يحاول ان يجفف دموعه…ثم حملها يتجة صوب غرفتها
حاولت امها ان تلمس كتفه…هي الاخرى تبكِ… نفض كتفه منها نظر لها نظرة جمدتها …
توقفت حنان تندب حظ ابنتها البائس…حتي جلست في الارض …خلعت حجابها…تنظر بوجوم بعيداً.
وضعها يوسف علي الفراش …يتنفس بقوة وكانه كان يركض الف ميل
اتى بالطبيب المتابع لحالتها بعد ربع ساعة من الاتصال به
ها يا دكتور …قالها يوسف علي امل يشوبة بعض اليأس
الطبيب بتنهيدة مكتومة وغضب وهو يقف……
_هي حاليا هتفوق بعد ساعة…..ثم نظر بجواره ونظر ليوسف مرة اخرى..
_.انا قلت لحضرتك قبل كده اي ضغط عليها هيوقف حياتها نهائيا…خصوصا ان حالتها كل مالها في تدهور
شعر يوسف الضيق في خلجات صوته…
فقال بصدق وكانة المذنب وهو يجلس بجوار النائمة
_….انا السبب
بعد دقائق خرج الطبيب
اغلق الباب يوسف….ودلف مرة اخري للداخل…..
وجد اسر ينام بجوارها…يحتضن كفها
لا يعلم اي عقاب ياخذه من الله….دلف يوسف للحمام…يفكر كثيرا….ابنته حياتها شبة منتهيه تعيش كذبة حب النائل لها…تعيش كذبة زواجه منها….
اشعل المياه يغسل وجهه اكثر من مرة وكأنه هكذا ينهي الم قلبه
جلس علي حافة البانيو. يسند ساعدية علي ركبته….
يحدث نفسه……
ثم صرخ فجأة يضرب الحائط اكثر من مرة بغل.
_..ليه ليه ليه ليه يا عالم ليه
انا عملت اي عملت اي؟؟ اي ؟؟؟؟…
وهي وهي عملت اي ؟ عملت اي؟….
دموع انسابت لا اراديا منه…
واخذ يبكي يوسف كالطفل الصغير..
_..الم الهجر لابنته….يبكي الظلم لها….يبكي صدقها…يبكي مرضها الذي تعاني منه وحدها…يبكي فقدها لشبابها وعيشها سنوات الحرمان دون ذنب يذكر
يبكي خداعها بأنها مازلت متزوجة
ضرب مجددا الحائط عند تلك النقطة
ينظر للفراغ….
بعد ساعة …استقام يستغفر داخله….وتوضاء وخرج
يصلي لله ركعتين شفاءً لابنته
…………………..
في أحد الاماكن النائية قليلا:
الاول بإهتمام ….
_.انت متأكد من اللي عايز تعمله
الثاني وهو ينظر بعيدا….
_ايوه متأكد
الاول وهو ينظر للثاني…
_..والله زي ما قلتلك بابا بيشتغل هناك
وممكن يشوفلك شغلانه هناك بس انا مستغرب …مستخسرك هناك بصراحة….بس اللي انت عايزه…بإذن الله انهردة هقول لبابا
الثاني ومازل ينظر في نفس الجهة..
_…ياريت هتكسب فيا ثواب كبير يا زياد
زياد..
_..انت عارف انا بعزك اد اي….بس دي مصانع الصياد….عارف يعني اي….
ثم ابتسم بسخرية يردف…
_….مش. بابا بيشتغل عندهم …بس بيرتعش من ذكر الاسم ده قدامه…لدرجة انه لو ماسك اي حاجة بيرميها
الثاني.
_..ياه …للدرجادي
زياد وهو ينظر بعيد.
_…و اكتر من كده
الثاني بإستنكار…
_.طيب واي اللي مخليه مستمر مدام مضايق منهم
ربت زياد علي كتف صاحبه
وقال بتنهيده…
_….الفلوس الفلوس بتاعتهم كتيره للعمال
واي حد بيشتغل معاهم بيتريش
الثاني مستغربا..
_…انا مبقتش فاهم حاجة
زياد بنصف إبتسامة وهو يهز رأسه
_..هتروح…هتروح وتشوف بنفسك يا آسر
…………………..
بعد أسبوع:
في أحد مصانع الصياد ..
_الهمه يا رجالة يديكم العافية…. قالها رئيس العمال وهو يربت علي ظهر احد العمال بتشجيع
احد العامل ينظر خلفة…
_….ربنا ميحرمناش منك يا راجل يا طيب
وعامل اخر
_….والله من غيرك ومن غير تشجيعك ووقوفك جمبنا كنا لسه بنتعلم…مش خبرة زي دلوقت في وقت قليل
ابتسم لهم رئيس العمال مصطفي …وقال بتواضع ومازل يلف عليهم يتابع عملهم
_انا معملتش حاجة والله….انتم اللي دماغكم شغالة وتفهم الكفت
_السلام عليكم ..
..قالها .محمد احد العمال وهو يدلف
ومعه احدهم
أحد العمال لفت انتباهه الواقف بجوار محمد……فقال بسخرية ومازال يعمل في المكنه التي امامه
_اي يا عم محمد ..ده ابن بنتك ده ولا اي
محمد وهو يتقدم بآسر نحو رئيس العمال
_….لا يا ابراهيم ده واحد غلبان عايز يلقط عيشه
ضحك إبراهيم ومازال يعمل …فهيئة آسر لا تدل علي ذلك ابدا
محمد بأدب يحدث رئيس العمال من ظهره.
_..يا أستاذ مصطفي…
نظر له مصطفي بوجهه البشوش…يستقبله
_….اهلا اخبارك يا حج محمد ..اي الغيبة الطويلة دي يا راجل يا بركة…ده مكنش دور عيا يا راجل..وحشتنا والله
ابتسم محمد فهو يحب مصطفي …تقريبا لا يستلطف غيرة في المصنع بأكملة
يضع كفه علي صدره يقول بموده..
_..الله يعزك….والله كان دور شديد ربنا ما يجيبة لحد … وانت كمان وحشتنا يا استاذ مصطفي ربنا يعلم
ابتسم مصطفي بصدق ولفت انتباهه آسر الواقف في صمت
فقل بإبتسامه…
_ الشكل ده مش غريب عليا …كأني شوفتك قبل كده
فقال محمد بشفقة .
_..ما انا جاي مخصوص علشان الواد الغلبان ده
وقص له محمد ان اسر يحتاج الي عمل ليصرف علي والدته كما أخبره ابنه زياد
هز رأسه مستفهما وقال بحنان لاسر…
_.بص يابني انت شكلك صغير اوي …ف انت والله زي ابني لو قلتلك اوقفك علي مكنة يبقي انا كده بضرك….لان زي ما انت شايف حجم المكن. …تبلعك…وكل عامل مختص بمكنته..
..فيه كام مكنه محتاجين فعلا عمال
بس انت صغير المكنه ممكن تاكلك…
واردف مبتسما.
_…علشان كده انا افضلك انك تشوف طلبات العمال اي وتعملها من شاي بقي لقهوة…بعيد عن المكن ووجع القلب
إرتاح قلب آسر لذلك الرجل….فهو لا يريد الشغل علي المكن….او بالاحرى لا يهمه اين يعمل وفي اي مجال …اهم شئ يعمل و يصرف علي والدته….
فهو يشعر بالثقل علي جده …لذلك فكر في رفع الحمل قليلا عن كاهله
ف ابتسم اسر وقال مسرعا
_…ينفع اشتغل دلوقت
مشى كفة مصطفى يملس علي شعر اسر وقال مبتسما
_ ينفع طبعا
ضحك اسر لا اراديا ……
واخذه مصطفي لغرفة تغير الملابس …ارتدى مثل العمال وبسبب انه طويل جاءت مقاسه…ولكنها كانت واسعه بعمق …وكأنه مسمارا في بحر
خرج اسر …….ق
فقدمه مصطفى للعمال وقال
_اسر زميلكم الجديد….اي حد عايز شاي قهوه …هو زيه زي مصيلحي( احد العمال للقهوة والشاي ايضا اي…ساعي)
العيون مصوبة نحوه….
بعد ربع ساعة
احدهم مناديا من بعيد وهو يرفع رأسه. وصوته
_ .. كباية شاي يا اسر
فرح اسر بذلك الطلب…وركض صوب مكان القهوة والشاي الخام وغيره من المنتجات…كانت غرفه بالسيراميك
كا باقي المصنع…
بعد عشر دقائق اتي بالشاي والابتسامة علي وجهه يتقدم صوب العامل
_اتفضل …قالها اسر بأدب….
العامل ( عمر) نظر له جيدا …وخاصتةً لعينية وشفتيه …ازدرد ريقة
وقال بخفوت وهو يأخذها منه
_..شكرا
ذهب اسر بعيدا ينتظر طلبا من شخص اخر…
ولكن عمر. مازل يتابعة…..عينية كالصقر
………………
في منزل الاستاذ يوسف:
_بابا الساعة ٨ العشا اذن واسر لسه مجاش….من ساعة ما اتغدى
قالتها ايمان بقلق علي ابنها….
_يوسف يسمع التلفاز…..متقلقيش هيروح فين يعني تلاقيه مع صحابه …
ثم نظر خلفه تجلس بجواره ..تقطم اظافرها
فقال متسائلا .
_..انتي رنيتي عليه
ايمان بخوف ومازلت تقطم اظافرها
_…..ايوه ليا ساعة ارن مبيردش
_متقلقيش يا حبيبتي …انا
قطع جملته…طرق الباب
طق طق طق
ركضت تفتح الباب بلهفة.
ورأته
_اسر كنت فين….قالتها ايمان بضيق
دلف اسر يبتسم
_….كنت بلعب مع اصحابي كورة
ايمان تلوي فمها وهي تغلق الباب.
_…بقي واحد عنده عشر سنين يا ناس يلعب كورة
اسر قاصدا وهو يلف زراعه الطويلة حول كتفها
_ ..تعالي تعالي يا ست الكل اما اقولك….دا انتي وحشاني بشكل
قالها وهو يدلف بها نحوة غرفتهما…
ضحكت ايمان تضرب كفه
_…بطل بكش يا واد
………
خلع ملابسه …يقول
.._. ماما انا هموت من الجوع
انهي تغير ملابسه
ايمان وهي ترفع حاجبها تجلسه علي السرير وهي تقف امامه تستجوبه ك المحقق…
_كنت فين يا آسر نائل أمين
ابتسم اسر الجالس وقال يرفع ساعدية
_…والله العظيم يا باشا هقول الحق
ايمان ومازلت تغمض علي عينيها متقمسه شخصية الظابط…
_ها.. عايز الحق ….مش ابن عمة يا مجرم
اسر سريعا حتي يخرج من ذلك الموقف…..وقف فجأة يقول..
.سمعت من جدي وخالتو مريم خير الله وما اجعله خير انك بتموتي من الزغزيغ …
وشمر عن ساعدية وقال…انا بقول اجرب بنفسي
..ابتعدت خطوات بريبة تضحك…
_. هتعمل اي
ركض اسر خلفها ..وهي ركضت تصرخ نحو والدها تستنجد
به …
اسر خلفها
_ …انتي جيتي في ملعبي والله ما انا سايبك
ايمان برعب ومازلت تضحك خلف والدها…
_.الحقني يا بابا
يوسف في المنتصف يقول ببعض المسكنه ليهدأ اسر…
_…خلاص يا اسورة ما انت عارف امك. هتفرفر من اقل حاجة
اسر يمد كفه بعند محاولا الوصول إليها .
_..ابدا والله ما انا سايبها
ايمان تتفادى كفه
_…والله لو مسكتني لاضربك
ضحك يوسف في النصف….يرفع ساعدية لاعلي
_خلاص يا عيلة مجنونة…استووب
….نظر لاسر وقال
_انت عايز اي
اسر سريعا وبغل مصطنع
_….عايز مامتي حبيبتي
يوسف وهو يرفع ساعدية مرة أخرى
_… خلصو علي بعض…
قالها وخرج منهما بكل ندالة
وجدت نفسها ايمان امام ابنها مباشرةً كادت تصرخ وتركض …ولكن اسر مسكها سريعآ يدغدغ بطنها وهي تضحك بشدة وتركض
استمرا هكذا. نصف ساعة
حتي دلفا في ثبات عميق…ايمان ..اسر يضع رأسها علي زراعة
وهي تلف زراعها حول وسطة……
………………….
في جامعة عين شمس
كلية إعلام….
_ هتحضري المحاضرة الجاية.؟…قالتها نايا بشكلها المرهق تسأل مريم
مريم إنتبهت لها وهي تميل عليها.
_…مالك يا حبيبتي فيكي حاجة
يقفان بجوار سلم الكليه
نايا هزت رأسها بالنفي وقالت لها بخجل….
_عارفه وجع البنات
مريم بخجل
_ ..اه …سلامتك…طيب انا معايا برشام كتوفان…
قالتها وهي تفتح شنتطها
نايا سريعا وهي تبعد كف مريم
_..لا يا حبيبتي انا مستحيل اخد برشام…
مريم لم تفهم
فقالت نايا وهي تبتسم .
_..ده مضر خالص وبيوقف الخلفة…
علشان كده انا مستحيل اشرب اي من انواع البراشيم دي..ديما ماما بتعملي نعناع ..او حلبة….اي حاجة سخنه
لكن براشيم نووووو
ضحكت مريم علي هيئتها الطريفة…وقالت
_…والله يا بنتي انا مبستخدمش غيره..
نايا بإهتمام…
_.والله بجد يا مريم البراشيم دي مضره حبيبتي…افضل انك بعد كده متستخدميهاش…انا اعرف واحده صاحبتي والله العظيم اهلها جوزوها صغيره بعد تالته ثانوي….كانت ديما لم تجيها ال period تشرب برشام تشرب برشام….
و اردفت بحزن..
_..عارفه دلوقت….لم اتجوزت كام شهر ومحصلش حمل اهل جوزها كشفولها…الدكتور قال ان عندها عقم والسبب البراشيم اللي كانت بتشربها..ودلوقت هتطلق
حزنت مريم..وقالت..
_.يا حول الله ربنا يلطف بينا وبيها
وتقدمت عند سلة مهملات القت بها البرشام تبتسم
نايا وهي تراها من بعيد
_…..جدعة
وهكذا استرسلا حديثهما …..
………………
كلية هندسة:
_عندنا محاضرة اي دلوقت..
…قالها احدهم لزينب الواقفة خارج المدرج
نظرت له من رأسه لقدمه بغرور…لم ترد وذهبت وتركته
الرجل…نظر لظهرها الذي امامه يقول
_ …مجنونة دي ولا اي
فهو زميل ..معها في الدفعه…يتسأل بطريقة عادية ولكن زينب لا تفهم تلك الطرق…ترى بأن الرجال سفلة يريدون الحديث مع اي إمرأة والسلام
في محاضرة الهندسة……
المحاضر (الدكتور)…
_اي يا شباب…فهمتو؟
الطلبة ……….
ف المحاضرة صعبة بعض الشئ اليوم
الدكتور ….يا جماعة لو محدش فاهم قولو اعيدها تاني
الطلبة………
الدكتور وهو يرتدي جاكيت بذلته .
_…تمام بما ان محدش قال حاجة يبقي انتم فاهمين…بس قبل ما انهي المحاضرة…حلو المسأله دي كل واحد في ورقه
اعطاهم مسأله
الجميع تضايق …هم يريدون ان تخلص المحاضرة بفارغ الصبر
الدكتور وهو يلم ادواته…
_قدامكم دقيتين وكله يجيب الورق هنا
عدت دقيقتين….ولا احد يتحرك من مكانه غيرها…
احد الطلبة يغمز صديقه
_…معقول تكون حلتها
الاخر وهو يلكزه بضيق
_ …مش شايف الثقة اللي في عينيها
احد البنات..
_..مش حلوة
شخص اخر.
_. دي مش حلوة ..دي مكنة ..
اعطت الورقة للدكتور بثقة…..
اخذها منها نظر بها قليلا…ثم قال وهو يرفع عينيه من الورقة ..
_اسمك اي
قالت بأدب.
_..زينب
المحاضر معاكسا…
_.تعرفي ان اسمك جميل اوي
ابتسمت لا شعوريا
فقال بإبتسام وهو ينظر للطلبة…
_..سقفو لزميلتكم
واخرج باكو حلوى اعطاه لها
صفق الجميع لها
اخذته منه وابتسمت ذهبت تجلس مكانها……
انتهت المحاضرة ……
امام المدرجات…
طلبة تدلف وطلبة تخرج وطلبة تقف….
وهكذا
…………….
تمر الايام
أمام بوبة الجامعة من الداخل:
مجموعة من الشباب والصبايا يتحدثون…ويضحكون معا
أحد الطلبة يضحك
_….بقولك متحاولش معاها والله ما هتعرف
الاخر وهو يعدل مقدمة قميصة بغرور
_….يابني انا مفيش بنت تقاومني
احد الفتيات تمتعض
_…بطل يا حبيب انت وماهر.والله ما عارفه انا لافته انتباهكم ليه….دي حتي عادية جدا
ماهر ساخرا
_…بطلي الحقد السيكولوجي ده يا ميار…البت نار…وعليها دماغ اي الذكاء ده…عملت كوكتيل فواكة طازة عايز يتاكل أكل
ودلفا في نوبة ضحك هو وحبيب
حبيب سريعا وهو ينظر لاحد الجهات….
_..بصو بصو بصو….
_ياخي دا إحنا لو جبنا سيرة مليار دولار أحسن
ماهر بهيام وهو يحرك كفه علي صدره…
_هيح ..فظيعه بت الايه …اوعدنا يارب
ميار بغضب تلكز صديقتها.
_…. ما تقولي حاجة يا أليس..
..أليس دون اهتمام…تقلم اظافرها…
_.والله يابنتي دول شوية عرر….بيحبو اللي يديهم علي دماغهم
ماهر ضاحكاً…
_…البرنسيسة نفسها بتغير ولا اي؟
ثم مال عليها يقول وهو يغمز
_…..اي يا برنسيسة الليالي..البت مكنة اه بس انتي وتكه
ازاحته في صدره…
_..خف تعوم يا خفيف
_أبيه أيهم ….باي يا شباب…..
قالتها اليس بفرحة وهي تركض صوب أيهم بعدما لمحته منتظرها بسيارته….
فهو ابن عمها …يأخذها للجامعة صباحا معه …وفي الذهاب للمنزل تذهب معه
حبيب لماهر بإبتسام
_….حظها من السما اقسم بالله….رئيس الجامعة ابن عمها
ماهر بغرور.
_….ما انا الواء احمد الحكمدار خالي
حبيب ساخرا…
_.انت عارف يعني اي رئيس جامعة القاهرة او رئيس اي جامعة في مصر
ماهر …….
حبيب ومازلت السخرية في عينية…
_…يعني علي منصب وزير يا باشا…يعني الدكتور أيهم بين يوم وليلة هتلاقيه بقي وزير
قالها وهو يلكزه ويقوم يذهب لداخل الجامعة
………………………
بعد أسبوع
في أحد مصانع الصياد :
الساعة ٢ونصف مساءً
يركض أسر سريعاً بملابس مدرسته نحو غرفه تبديل الملابس ….يرتدي بسرعه لبس العمال( فهو يأخذ نصف وردية من ٢م….حتي٦م)
ولكنه تاخر اليوم بسبب اخذهم الحصة الرابعة في المدرسة.فهم با لعادة لا ياخذوها…
أحدهم ينظر له بإشتهاء……وآسر يبدل ملابسة ولا يلحظة
مازال منهمكا في تغير ملابسه يحدث نفسه وهو يلبس البنطال علي عجالة….
_…يله اتلبس انت كمان
وجد كف يمسك معه بنطاله…يقول بنبره غريبه نائمة بعض الشئ…
_.تعال انا هخليك تلبسه
قالها أحدهم بصوت يقطر شهوة……
ابتعد عنه آسر بخوف وخضة شديدة….لا يستوعب ما يحدث
اسر وهو مبتعدا
_ …انت بتعمل اي هنا
الرجل يتقدم نحوه ينظر برغبة لاسر….ويحك جسده وكأنه مدمن
_انا استنيتك اسبوع بحاله……..انا عايزك دلوقت
أسر بضيق من أسلوبه الغريب االغير مفهوم من وجهة نظرة
_انت مالك في اي …واطلع بره لو سمحت عايز أغير…. قالها وهو يشيح بكفه نحو الباب
الرجل كان كالمسحور يتقدم فقط….
وفي لمح البصر مسك أسر من ساعدية بقوة….يدية تتجول عليه
واسر يقاومة بشده ويصرخ به….
ولكن الرجل الشهوة سيطرت علي كل ذرة في عقلة….
كفه يبحث علي عورة أسر فقط….وأسر يصرخ به
…………………….
في منزل الاستاذ يوسف:
_أسر أسر …….قالتها إيمان تصرخ وهي تستيقظ من النوم …تتنفس بصعوبة عينيها تكاد تخرج من مقلتلها …تضع كفها حول رقبتها
نظرت حولها لم تجد شيء…..استقامت تعتدل …الخوف ينهش قلبها علي ابنها…..ركضت لخارج غرفتها بشعرها المشعث حافية..ببجامتها السوداء المعتادة
_بابا
قالتها بضياع….في الصالة…..تتقدم كالمجنونة صوب غرفة والدها …لم تطرق الباب كعادتها….دلفت مباشرةً
لم تجد أحدا….
عقلها سيجن تنظر للساعة…..إنها ٣ مساء….ترن علي ابنها لا يرد
ولا أحد بالمنزل ترتجف ….دلفت الحمام تقف…ثم خرجت للصالة…تلف حول نفسها لا تعلم اين تذهب
الدموع انسابت من عينيها ….لا تعلم الكابوس سيقتلها …ابنها يستنجد بها …وبوالده……ولم تنقذه في الحلم ولا حتى والده
_باباااااا….صرخت بها ايمان…..
ثم تحك شعرها كالمجاذيب
ثم تذكرت…رفعت الهاتف ترن علي والدها
فتح الخط
ايمان بكاء وهي تضع كفها علي فمها..
_..بابا بابا …آسر يا بابا مش عارفه فين…المفروض يجي وحده دلوقت تلاته ليه مجاش
………..اخذت نفس….تبكي ايضا
_….انت جاي …جاي ..ه…طيب طيب
اغلقت الخط تحاول ان تهدء نفسها……..
ولكن قلبها مازل ينهشها…….بقوة