رواية قتل عن عمد

 

 

 

 

قتل عن عمد

الفصل الثامن

 

ماذ وإن فقدت أغلى ما تملك؟

 

وماذا إذا أقسمت أن تضحكت عليك الحياة ؟

 

كيف هو شعورك..وانت تفارق من تحب كيف هو؟

 

ما بها أحاسيسك مشوهة مشتتة ودموعك الحائرة ترتجف

تنفس ببطئ مازال هناك الكثير بإنتظارك…تنفس ببطئ….

 

Radwa

 

…………..

 

في مصنع الصياد:

 

أحدهم ملقى علي الارض دمائة تسيل …

و الاخر غير موجود..

 

Flash Back

 

يبحث الرجل بكفة…يريد بكل خبث قتل برأة الاسر

مازال آسر يصرخ به

 

ولكن الرجل لم يرحمه….رماه ارضا بكل قسوة…

ثم حاول شد بنطاله…وآسر يحاول مقاومته دون فائده

 

آسرعلي الارض  بصراخ وهو يحاول ركله…..

_.سيبني يا راجل يا مجنون…سيبني ..سيبني

 

واخذ يصرخ به لعل القريب يبتعد

 

ولكن الرجل وضع كل تفكيره في خلاياه التالفة…وبصره علي عورة الاسر فوق الغطاء…

محاولات الرجل شرسة أيضا للنيل منه

 

الرجل وهو يضحك وبعينية الغل وعدم الاخلاق….نظرات حقيرة تصوب لاسر وكأنة عاهرة

 

_متخافش هعملك براحة.. ..وهبسطك كمان…قالها بضحكة شيطانة…وهو يسحب البنطال من آسر

 

حاول آسر الركض بعيدا عنه …حاول الاعتدال …ولكن دون فائدة

 

اسر بصراخ وهو يمسك ملابسة الداخليه ويبك…

_.يا ناس ياعمو مصطفي…يا ماما

 

واخذ يصرخ ويصرخ مناديا ..لا يعلم اي عقاب يتجرعة ما يفعل به فوق تفكيره….لا يعلم يشعر بأنه سيموت ….انفاسه بطيئة..

 

والرجل لا يمل…مازال يعافر أمام الصغير…ونظرات الحقارة مازلت ترمي عليه

 

أخلعه البوكسر غصباً….واخذ ينظر لعورته فترة يمسك ساقيه…وأسر يصرخ به

 

حتي نادى أسر علي والده وهو يبك…رغم عدم إعترافه بوجود أب له

ولكنه لا يعلم فطرته بحاجته لسنده الان جعلته يصرخ بعلو صوته مناديا.. بااااابا… بابااااااااا

 

ابتسم الرجل حتي ظهرت اسنانه الصفراء ومازلت عيونه علي منطقة الاسر……..

 

مد كفه ببطئ وكانه مسحور …وزراعه الاخرى تمسك ساق اسر الشمال

 

_إي ده….

 

قالها أحدهم  بزهول تام وهو يقف اول بابا غرفة تغير الملابس

 

نظر له الرجل مصدوماً متمتما بلهجة وكأنه سيموت ( أمين باشا)

وابتعد عن آسر كالملسوع….يفرك كفيه ..واسر زحف بكثوف يرتدي ملابسه….

يمسح دموعه…شعر بأن الله بعته( ذلك الواقف بعيد)

 

أمين بصدمة يقترب نحو الرجل…

عينية تجحظ تكاد تخرج…

_اي اللي انت بتعمله ده يا عمر

 

عمر الدموع انسابت من عينية رعبا فهو يعلم ما معني وجود الخطاء مع عائلة الصياد…غير ان امين لا يعرف الرحمة

 

اخذ يرتجف عمر من الخوف….واسر يرتجف من الخوف علي ما كاد يحدث له

 

مازال آسر موليا ظهره لا أمين ولعمر…رغم ارتدائه ملابسه ولكنه.يشعر بالحرج…

 

ثم نظر أمين نحو ظهر أسر يقول بإستنكار…

_.وانت اي اللي جابك إنهردة وإنهردة أجازه…

 

وينظر امين نفس النظرة المتسائلة لعمر

 

قالها هو لا يعلم من ذلك..ولكن هيئة ملابسه..تدل انه عامل معهم.

فملابس الصياد…..مكتوب عليها (ملابس الصياد بالبنط العريض ..كما ان لونها زهري)

 

صدم أسر مما قالة أمين …ف اليوم السبت…وعزت (احد العمال ) قال له واكد عليه امس أن يأتي غدا لانه ارتاح له وانه مثل اخيه الصغير وانه عليه ان يثبت وجوده في المصنع وهكذا من الحديث الكاذب….

الذي صدقه اسر دون ذرة شك

 

مازال يولي ظهرة اسر لكلتاهما ..فهو علم من خوف عمر الغريب ومن هيبة امين التي لا تخفى علي احد….انه صاحب المصنع

 

تقدم امين بطوله الفارع….وقف مباشرةً امام عمر…..

وفي لمح البصر لطمة علي وجهه لطمة رمته ارضاً….

 

كان أمين  هادئ رغم شدة الضربة…ثم.بصق عليه من علوه

 

ولكن عمر مازال يبك يعلم أن الاسوء ينتظره

 

اجرى أمين إتصالا سريعا..يتحدث ببرود وكأن لم يحدث شيء

_ايوا يا هشام……. …في موضوع كده هخلصه واكلمك……

 

وأغلق الخط

 

كان يرتعش عمر من ذكر هشام…فهشام احد حراس أمين او الزراع الايمن له في كل تحركاته

ومعني وجود هشام …اي وجود عاصفة ممزوجة بالاخير بموت أحدهم دون شفقة

 

حمد ربه كثير عمر علي تلك المكالمة

ابتسم داخله بشفقة علي حالة….حيث انه تأكد بأن ألالم لن يكون مضاعف  مدام هشام غير موجود

 

مازال  عمر أرضا

 

_ممكن يا باشا أمشي….قالها أسر بصوت يحاول كتم البكاء…رأسه أرضا وكانه المذنب…

 

أمين إستغرب من صوته الذي يحفظة عن ظهر قلب  ينظر له والضيق في عينية من حديثه

 

_…انت مش عايز حقك

 

قالها أمين بصوت قوي….واسر رأسه منكس ارضا

 

اسر وعلي نفس حالته وانكسار بعض الشيء..

_..لاء

 

لوي أمين فمه بسخرية….يقول..(اذا كان صاحب الشأن مش عايز حقة)..

.فقال بلهجة أمر..

_.إمشي

 

_شكرا.

..قالها أسر وهو يمشي…يرفع رأسه له بإمتنان

 

سعل أمين مرة واحده كان يقف في نصف الغرفه بشموخه المعتاد….ولكن رؤيته لوجه أسر وهو يخرج

فوق تصوراته لأي شيء

 

إقترب منه أسر بخضه كاد يخرج من الغرفه برمتها ..ولكن السعال  المفاجئ لصاحب المصنع اوقفه

 

_حضرتك تعبان ..

 

ابتعد مصدوما خطوتان للخلف أمين من رؤيته لوجه أسر بوضوح

 

اخذ يسعل بشدة….دخل في دوامه….وضع فجاة كفيه علي جمجمته يمسكها من الصراع

 

دار في رأسه الالف الاسئله والاجوبة

 

عمر الاخر كان مرعوبا…اول مرة يرى رب عمله بتلك الطريقة

 

ركض عمر إستغل الفرصه وركض بعيدا

 

مازل أسر يضع كفه علي ظهر أمين في محاوله لاسعافه

لا يعلم ماذا أصابه

 

أمين ينظر لاسر بعيون محمره….ينظر لكل إنش في وجهه

ثم يغمض عينيه بأسى مرة أخرى…يستند علي الحائط

الشبة الشبة يكاد يفتك عقله….

يشعر بأن إبنه أمامه آلان…

إبنه الذي لا يعلم اين ذهب منذ رحيلة المفاجيء

 

حاول أمين ان يتوقف عن السعال…..

 

_إسمك اي

 

سأل أمين بتعب بعض الشئ وكأنه ركض الاميال

أسر لا يعلم ماذا يحدث

فقال وهو يعقد حاجبية

_أسر

 

أغمض أمين عينية…يريده أن يكمل يريده أن يؤكد شكوكه

 

_وبعدين

صرخ بها أمين سريعا دون مقدمات…

 

ابتعد آسر بفزع….ينظر بخوف للذي امامه…لا يعلم ماذا يحدث

 

صرخ به أمين مرة أخرى وهو يتقدم كالثور الهائج…

 

_اسمك اااي

…قالها أمين ك الشيطان….لا يعلم الغضب تملك منه

مسكه من ملابسه يضم كفه اكثر يصرخ به

_.. اسمك اااي

 

بكى أسر…يشعر بالخوف الشديد…اليوم يوم لن يمحى من ذاكرته

 

اسر بخوف ومازل أمين يمسكه من تلابيبه بشراسه وكأنه سيأكله…

_إسمي آسر…آسر نائل أمين الصياد

 

جحظت عين أمين للمرة الثانية وكان لا يصدق…وكانه لم يشك منذ قليل…

 

ينظر في ملامح اسر بغرابه…الشبه يكاد يكون هو والده(النائل)..الاختلاف معدوم…حتي الصوت هو

 

ابتعد خطوات يسعل مرة أخرى….دمعة فرت من عينه….ومازلت عينة في عين حفيدة الصغير

 

اعطاه ظهره وبكى أمين …وأخذ يشهق…يسند بكفه علي الحائط…لا يعلم أي إختبار يختبر الان …بكى كثيرا…جبروته وقوته هُدما في الحال  أمام حفيده…

 

أسر الاخر يبكي خوفا…يريد الركض من ذلك المكان…

وفعل

 

_رايح فين….قالها أمين بصوت هادئ لا يخص الهائج منذ قليل

قالها ومازل موليه ظهره

 

أسر  وهو يمسك ملابس مدرسته يعتصرها خوفاً

 

_رايح بيتنا…

 

_ايمان عامله اي….قالها أمين دون مقدمات

استعجب اسر ومازلت ملابسه في كفيه يعصرها…

_كويسه هو حضرتك تعرف ماما

 

إبتسم بسخرية داخله…علي برائة حفيدة

 

نظر خلفه  عليه….يبتسم

ينظر اسر من اسفل رموشه وتوتر..

لا يعلم يشعر بأن ذلك الرجل مجنون

مرة يضحك مرة يصرخ مرة مرة

هكذا يترجم عقل آسر

 

_ بطل تفكير كتبر هريحك تعالى..

 

قالها امين بإبتسامه واسعه وهو يتقدم و يلف زراعه حول آسر ويخرج من الغرفه بأكملها

 

آمين يتجة نحو مكتبة….الابتسامه علي شفتيه ..يشعر بأنه…كسب  دون قصد عمرا اخر علي عمره…لاول مرة في حياته يكون سعيدا هكذا..

 

_ادخل تعالى.

..قالها وهو يدلف لمكتبه ويشعل الضوء

 

ينظر حوله آسر بإنبهار تام…يفتح فمه

 

ابتسم داخله جده علي حبيبه الجديد…

 

_تعالى…قالها بحنية وهو يجلس علي الركنيه ..

جلس بجواره اسر علي استحياء

 

_متتكسفش.. كل حاجة هنا بتاعتك…

قالها أمين بفخر وثقة

 

واسر دلف في دوامة أخرى لا يفهم اي شيء….

 

ضحك أمين يقول بصوت عالى وهو ينظر لاسر بشغف

 

_تعرف يا آسر….انك كلك نائل في الشكل…بس كلك إيمان في تصرفاتك …..ثم ابتسم

 

اسر سريعا متسائلا بحيرة..

_.هو حضرتك تعرف بابا وماما

 

أمين يرفع هاتفه يجرى اتصال..بصوت خالي من الحياة

 

_ايوه يا هشام……ايوه اسمعني كويس…عمر…ايوا اللي في المصنع…عايزه…لا حي…في خلال نص ساعه اشوفه قدامي

 

اغلق الخط ينظر لملامح آسر مرة آخري …يفكر ويسرح .. اذا حدث في حفيدة شيء  ..او اذا لم يأتي في الوقت المناسب…لن يكفيه موت عمر فقط ولا عائلته حتى…ولكنه ابتلع ريقة يخشى ان محاولة الغتصاب الفاشلة تلك تؤثر في نفس الصغير فقال وهو يضع كفه علي ركبه اسر

 

_نائل يبقى ابني يا سر…

…..تنح به اسر اولا …

ثم اكمل امين بنفس النبرة…

_وانا جدك

انتفض اسر يبتعد عنه….لا يستوعب

 

_حضرتك بتقول اي

 

_تعالى هنا يا ولد….

 

قالها جده بأمر وصوت عالي

 

تقدم كالطفل المذنب يجلس مرة أخرى

 

امين بهدوء..

_.اسمع كلامي ومتقاطعنيش

 

هز اسر رأسه سريعا

 

امين بهدوء اخذ نفس واكمل…..

_نائل ابني وانا جدك…والصياد الاعظم جدك لسه هعرفك عليه….زي ما ايمان امك ويوسف جدك…

عندك عيلة كاملة من الاخر….

نائل مشي …لكن جاي تاني…

 

امتعض اسر من ذكر اسم والده…ولاحظ ذلك امين

 

فقال بإبتسامه وحزن..

_.ابوك لم يشوفك مش هيمشي تاني يا آسر

 

لم ينظر اسر كل الحديث فوق طاقته…

اقترب منه جده  يحاول ان يحتضنه….

 

ابتعد اسر ببكاء

_….انا مليش اب…انا ابويا مات…

 

تضايق عليه ومنه جده فقال محاولا كسبه….

_ابوك في ظروف كبيرة خلته يمشي….وبعدين ابوك مات ازاي وانت اول ما الراجل النجس ده حاول يقرب منك…انا سامعك بتقول الحقني يا بابا

 

اسر بعند وغضب

_….انا مقلتش كده

 

امين بهدوء وهو يقف يتقدم صوبه محاولا ان يمتص غضبه..

_.لا قلت وانت عارف…

والدك ميعرفش انك موجود يا آسر…لو يعرف هيجي في لمح البصر

 

اسر بعند وهو يمسح دموعه وكأنه حثم قراره.

_.. لا يا جدو انا مليش عيله

 

ابتسم أمين علي ما نطق به بعفوية..بل وشعر بأن اسر يعند فقط ولكنه متأكد انه جده بل ويريدهم في حياته

 

اقترب منه احتضن رأسه الصغير بين زراعيه…يقول وشفتيه تبتسم.

_….انت اسر نائل امين الصياد….دمك صياد…هو بيجري في دمك مستحيل هتنكره…غصبآ عنك هتعترف بيه

نائل كان بيحب الاطفال جدا يا حبيب جدو…وهياجي قريب

 

اسر فعلا يشعر بانه صادق في كل كلمة….لا يعلم يريد المكوث معه …يريد احتضانه …شعر بوجود والده لاول مرة من ذلك الحضن

 

ابعده أمين قليلا يمسك وجهه بين كفيه يقول بحنان

_انا مش هسألك اشتغلت هنا ليه ولا هسألك معقوله تشابه الاسماء ملفتش نظرك(اسر الصياد …مصانع الصياد) …لان انا متأكد انك راجل… زي ما انا متأكد ان ايمان متعرفش بوجودك هنا…

 

ثم قال وهو يقبل رأسه.

_..ومتأكد إن برأتك هي اللي خلتك متاخودش بالك من تشابه الاسماء النادر…

 

بكي اسر لا يعلم فرحة او ماذا…ولكنه مبسوط بوجود جده…يشعر بسند له الان …يشعر بأنه ليس يتيم ..ليس يتيم ابدا بعد الان

 

ثم اردف امين وهو يجلس بأسر محاولا ان يكون طبيعيا….واللي حصل انهردة من عمر انساه…اياك تخجل من اللي حصل….اللي حصل ممكن يحصل لاي حد …لاز تعرف انه معملكش حاجة…

 

اسر بنبرة بكاء وهو يتذكر..

_.ده قلعني البنطلون

 

امين بغضب محاولا كبته

_…..مفيش حاجة اسمها قلعني البنطلون….هو قرب عليك مسكك؟…محصلش انا شوفت كل حاجة…ولحقتك في الوقت المناسب…

حفيد الصياد راجل مفيش حاجة تهزه…جدك الصياد الاعظم لو شافك بتبكي هيطين عيشتك

وهيقول عليك مش راجل مفيش رجالة تبكي عندينا

سامعني

 

هز اسر رأسه بإنصياع لاوامر جده….

ربت امين علي ظهره بتشجيع

_…ايوا كده برافو عليك..انا كده اقول عليك ابن نائل بصحيح

 

ابتسم اسر لاشعوريا……

و امين شعر بان كلامه اثر به…فهو خشي ان تكسر عين حفيد ..او ان يعيش في وهم محاولة اغتصابه فلا يصبح رجلا

 

كما تحدث معه جده وقال له

الا يخبر ايمان او جده يوسف او اي احد بمعرفته لعائلته …ووعده انه سر بينهما حتي ظهور النائل….

وكذلك امين اعطاه اموال كثيرة…وقال له اخبر والدتك اي شئ عنها(الاموال) لكن اياك ان تقول الحقيقة…واياك ان تعمل في اي مكان بعد الان…

هز رأسه اسر بسعادة وخرج تحت انظار جده الفرحة الغير مستوعبه بوجوده حتى الان.

 

أخرج هاتفه بإبتسامه وصوت به سعاده نادرة….

_ايوه يا سعيد…عايزك تدبح خمس عجول تفرقهم علي الغلابة…ايوا..تمام

 

اغلق الخط يبتسم ….شعر امين حاليا شعور رجل  فاز في معركة الحياة

 

بعد خمس دقائق…رن هاتفه…

_ايوا يا هشام….حطة في المخزن تحت….وانا جاي…

وضع هاتفه في بنطاله…واستقام

 

….تذكر هيئة حفيدة ومحاولة الاغتصاب …..شرر يتطاير من عينيه….يخطو خطوات واسعه كل خطوة تحمل آلم…تفكيرة ..ماذ كان حدث إن لم يأتِ في الوقت المناسب…

 

دلف للمخزن…..وجد ما توقعه

عمر مسلسل بالزنجير ك الكلب….كفيه وقدميه….يرتعش الدم يخرج من شفتيه وانفه وبجوار حاجبيه….وكذلك ساقه…كان مشوهة

 

نظر لهشام المنتظر منه إشارة بأي طلب…

ثم نظر لعمر…

 

_عملك اي علشان تعمل فيه كده يا نجس….يتحدث امين وهو يتقدم ببطئ مربك بل يقتل

 

اخذ يبكي عمر يداري في وجهه يرفع كفية المسلسه….يداريه خوفا من اي ضربة علي حين غرة

 

شمر امين عن ساعديه.

_..ان هوريك ازاي تقرب من ابن الصياد تاني

 

اي صدمة تلقتها اذن عمر ولكن قبل ان يفكر لأي شيء….ضربه امين بقسوه في وجهه وبين ساقيه…وزراعه. .والاخير يصرخ صرخات تشق المكان الفارغ

 

 

…لم يكتفٍِ..كان يزمجر كالاسد…ومازال يضرب ويركل…ثم قال بقسوة وهو يمسكه من شعر رأسه

_مش انت شاذ و عايز……انا هدلعك

 

قالها وهو يخرج وخلفه هشام…وجعل احد حراسه يدخل

 

واغلق الباب خلفه….لم يسمع بعدها غير صراخ عمر

 

وترك المكان ذاهبآ للفيلا بإنتشاء من تذكره لاسر.

 

………………

 

في منزل الاستاذ يوسف:

 

اتي يوسف …..ركضت ايمان نحوة ببكاء ..

_بابا

احتضنها يوسف……

_ والله ما تقلقي عليه…خير بإذن الله …يحاول تهدئتها…رغم انه هو الاخر يشعر بشئ غريب

 

_السلام عليكم ….قالها أسر بإبتسامه وهو يدلف يمسك حقيبة صغيرة….يحمد ربه انه تذكر وغير ملابسه تحت اسفل السلم

 

ايمان تركض نحوه..

_….اسر حبيبي انت بخير…ها ها….تستكشفه تباعد زراعه…ثم تملس علي وجهه..وكأن قلبها يشعر بخطب ما…

ضحك اسر.

_..مالك يا ماما بس…قالها وهو يحتصنها وكانها ابنته

 

ايمان بكت وحضنته بقوة هي الاخرى لا تستوعب فكرة ان تفقده…..

يوسف من بعيد قليلا…

_امك دي بس تصدق ما تلاقي سبب علشا تبكي

 

نظرة لوالدها بطرف عينيها تعاتبه….

 

يوسف وهو يضع حقيبته علي الاريكة…

_.اي بكذب يا ست ميمونه

 

ثم نظر يوسف لاسر

_..وانت كنت فين كل ده ياسي اسر

 

اسر بسعاده

_ تعالي يا ماما…

قالها وهو يسحب كفها نحو الطاوله التي يقف بجوارها جده…..وضع الحقيبة عليها ثم فتحها بسعاده

 

شهقت ايمان تضع كفها علي فمها..

_..اي ده…

كذلك يوسف اخذ جرء من الصدمة ولكن لم يظهره…

 

اسر موضحا

_……عارفين انا وطالع من المدرسة لقيتها جمب صندوق  الزبالة…فتحتها اتصدمت الحقيقة ..بقيت بقي واقف بيها جمب الصندوق علشان حد يسأل عنها محدش سأل ليا تلت ساعات واقف او ساعتين ونص

 

ايمان كادت الارض تميل بيها ….لا تعلم تشعر انها تحلم

 

قفذت مرتان في الهواء بسعادة….

_..حد يقرصني انا بحلم صح

 

قرصها يوسف يقول..

_.لاء ياختي مش بتحلمي…بس انا مضمنش الفلوس دي بتاعت اي

 

اسر بخضه.

_..ازاي يا جدو…

 

يوسف بهدوء..

_..دي ممكن تكون فلوس مخدرات مثلا ..عصابه…تجار سلاح…فاهمين

لو اكلنا منها جنية يبقي راحت علينا وكأننا طول حياتنا بناكول حرام

 

يأس آسر ف اغمض عينيه لا يجد اي حيلة…….فقالت ايمان سريعا.

_…نسأل شيخ بخصوص الموضوع ده …اي رأيك يا بابا

 

يوسف وهو يتجة لغرفته

_…تمام

 

اخذت كف ابنها بسعادة هي الاخرى وتقدمت صوب غرفتها

_تعالى تعالى يا حبيبي احكيلي بالتفصيل….

اخذ يقص عليها الاكاذيب.حتي لا يفضح السر بينه وبين جده…وايمان لا تشك به ذرة…

……………………

 

_ماما انا هموت من الجوع……قالها اسر بصوت عالي قليلا وهو في الحمام يتحمم……

 

ايمان في المطبخ بصوت عال حتي يسمعها..

_..ايوا يا حبيبي خلص الدوش بتاعك وانا بحضرلك الغدا اهو

 

بعد ربع ساعة:

 

خرج اسر يرتدي بنطالا اسود وتيشيرت ابيض شعره طويل اسود كوالده تمام ….يتجة صوب غرفته يمشط شعره….

ثم تذكر كلام جده بعدم الحديث مع اي حد عن السر….وكذلك تذكر ماكاد يحدث له….كان سيتألم….ولكنه تذكر ايضا كلمات جدا…بأن الرجل لا يتألم ..وان ما حدث لا شيء يذكر…وعليه ان يكون رجلا…..

 

ابتسم ونسى فعلا ….خرج ينادي علي والدته….دلف للمطبخ…

_ماما

قالها اسر

 

نظرة له ايمان التي تعد السلطة…تقدم اسر فقال دون مقدمات

_ممكن تحضنيني….نظرة في عينية…..ثم.تركت ما كانت تفعله واحتضنته بشدة….وهو الاخر…فقال

_…انا بحبك اوي يا ماما…اوعي تسيبيني

 

احتضنته…ثم قبلت رأسه…

_اسيبك اي دا انت روح قلبي مقدرش أعيش من غيرك يا عمري

 

ابتسم علي حديثها الجميل دائما…..

 

ايمان سريعا..

_….يله بقي خد الاكل علي السفرة بره…..وانا هقعد جمبك لاني ماكلتش مع جدتك وبعدها عيني غطست ..وصحيت ادور عليك زي المجنونة..

 

ثم اردفت تزم شفتيها وتضع كفها علي خسرها تنظرالجهه الاخرى بحزن

_ ….انت معاقب وعقابك انك تاكلني في بؤي

 

ابتسم اسر علي والدته الطفلة…وتذكر حديث جده بأن تصرفاته تشبه تصرفات امه……ابتسم…وامسك كفها قبلها بحنان يقول

_….وانا اطول يا ست الكل اصلا …دانتي قلبي

 

ايمان بنصف عين.

_..يا بكاش…كله نائل في البكش

 

ضحك اسر

واستمرا هكذا ثم اخذا الاكل للخارج وفعلا ايمان جعلت ابنها يؤكلها……ثم بعدها نام اسر…بعد نصف ساعه من نومه دلفت بجواره تقول له بسؤال_ …اسر نومني علي دراعك…فتح نصف عين ثم ابتسم …ومد لها زراعه ونامت في ثواني

 

……………….

 

الحب لا يحتاج لكلام….الحب افعال…..

الحب فطرة داخل كل انسان …..الحب ليس حب رجل لامرأة فحسب…حب الزوجة حب الابن حب الاخت حب الاب حب الام حب الجد…..جميعها حب وجميعنا نخلق بها ……فإذا لم تحب  فانت حقآ سيئ الحظ.

 

…………

 

في فيلا الصياد:

 

الساعة ٩ مساءً

 

اثناء تناول العشاء……

_مالك يا امين بتاكل بسرعة كده ليه…محدش هيجري وراك….

قالتها زوجة أخيه تضحك تداعبه….

 

ابتسم أمين ومازال يأكل…..يشعر بأن السماء بين يديه…

تذكر وجه آسر ف ابتسم مرة أخري

 

الصياد بهدوء وهو يقطع اللحم بالسكين…

_.سمعت انك امرت بدبح خمس عجول للفقرا…خير في حاجة ولا اي

 

ابتسم امين وغمز لوالده بخفه….فهم الصياد ..

 

.فقال بعد خمس دقائق وهو يمسح فمه …الحمد لله …ثم نادي علي الخادمة وهو يتجة صوب مكتبه….

 

جأءت تركض إبتسام..

_…نعم يا باشا

الصياد وهو يغسل كفه…..

_.إعمليلي كباية قهوة وهاتيهالي المكتب

 

إبتسام وهي تبتعد تطأطئ رأسها…..أمرك يا باش

 

جفف يداه ثم أكمل طريقه لمكتبه ينتظر ابنه

 

بعد خمس دقائق كان أمين في المكتب يقف……لم يجلس يتنظر أمر والده بالجلوس

 

الصياد وهو يتفحص ابنه جيدا يشعر بوجود خطب ما وليس بهين ابدا

 

فقال ونظرة مصوب لعين امين….

_.اقعد

 

جلس يقبل كف والده كعادة جميع أفراد العائلة..

 

الصياد بنظرة ثاقبة…

_..قول اللي عندك

 

أمين يتذكر في الحال آسر فادمعت عيناه

 

مازال الصياد يريد ان يعرف ذلك السبب الخطير وراء بكاء ابنه الصامد

 

فقال أمين وهو يمسح دموعة بأحد مناديله…..

_.شوفته يا بابا

 

الصياد لم يفهم فعقد حاجبة ثم رفع أحدهم

_….شوفت مين

 

أمين بسعادة ودموع مرة أخرى ..

_.آسر نائل امين الصياد

 

هب الصياد واقفا….ينظر لابنه فقط

 

. ..هو يفتقد بشده نائل… النائل الذي حرم نفسه منهم وحرمهم منه بسبب تنفيذه لقواعدهم الصارمة….

بمجرد ان يذكر أسمه امامه يتذكره ….ف الصياد كان متعلق جدا به….

 

اغمض عينية الصياد لم يفهم من حديث ابنه …من اسر؟ …وكيف ؟..واين نائل؟

 

أمين فهم حيرة والده…فقال بصوت متردد وهو يقف….

_بابا اسر ابن نائل وايمان اللي اتجوزها  وطلقها قبل ما يمشي

 

جحظت عين الصياد ..

..يعقد حاجبية بشدة…..ينظر لابنه بغرابة……لا يصدق أن له حفيد ومن نائل….إبتسم الصياد لا إراديا…..ثم جلس مرة أخرى

 

فقال وهو ينظر بعيد.

_…عنده ١٠سنين مش كده

 

هز أمين رأسه سريعا والفرحة في عينية…..

_كله نائل يا بابا كله نائل …اول ماشفته اتصدمت …نائل قدامي

كأنك بتبص لنفسك في المراية….حتى نفس الصوت

كان يتحدث أمين بإنبهار واضح

 

_عايز أشوفه….قالها الصياد بنبره عادية ومازال ينظر في جه بعيده

 

أمين….

_. بكرا اجبهولك بعد المدرسه انا عارف مدرسته فين قالي إنهردة كل حاجة عنه….

 

هز الصياد رأسه وكانه يحيك أمرا ما

………..

 

ثاني يوم:

 

خارج المدرسه:

يخرج اسر يتحدث مع زملائه ويضحك…..سعد جده برؤيته يضحك ونسيانه ليلة أمس السوداء…

 

_أسر….. ناداه امين وهو في سيارته….

لمحه اسر ….ف ابتسم وركض نحوه …

 

وقف امام باب القيادة يتحدث وجده بالداخل

_…جدو عامل اي

 

امين بحنان .

_..انا الحمد لله يا بطل أنت عامل إي…

 

أسر بسعادة حقيقية ..

_..الحمد لله بخير

 

امين وهو يشاور بكفه

_…طيب يلا يا بطل إركب هوديك عند جدك اللي ههو جد بباك..والدي يعني

ابتسم أسر فهو الاخر لدية الشغف في معرفه جميع أفراد عائلة والده

 

حرك المقود أمين وذهب حيث الصياد

 

…………….

 

بعد نصف ساعة

في فيلا الصياد:

 

ترن ترن ترن

 

_ايوا …قالتها الخادمة وهي تتقدم صوب الباب

 

دلف امين واسر خلفه…صُدمت الخادمة ابتسام ايضا…فهي تعمل هنا منذ ان كانت في العشرين من عمرها…وتعرف النائل كثيرا…

ضحك أمين علي هيئتها المصدومة

 

يتقدم به صوب الصياد والعائلة…

وكانت تجلس ألين علي قدم جدها …ويجلس علي الجهة  الاخري اليس و زوجة معتز وزوجة زيدان…وكذلك أوس

 

الجميع مصدوما وقف الجميع بإستثناء الصياد وأوس…مشاعرهما المصدومة داخلهما…

 

أليس صاحبة ال٢٠عاما تضع كفها علي فمها تصرخ بخضه.

_….اي ده

 

وكذلك زوجات عِمام والده لم يسلما من الصدمة…..ألين لم تتحمل كاد يغمي عليها لولا أن سندها جدها..وضعها علي الانترية….

 

مازال يتقدم أمين ب أسر الصغير….. حتي اوقفه أمام الصياد…

 

ابتلع الصياد ريقة بطريقة لم ترى….

 

نظر له كثيرا…

.فقال أسر بعفويه وهو يشاور علي جده الاعظم..

_..حضرتك فيك شبة مني…. اكيد جدو الصياد صح

 

إبتسم الصياد …ف الصياد ونائل يشبهان بعض بطريقة غير عادية فعلاً….بإثتثناء العيون العسلية ..ف الصياد عيونه رمادية…واسر عيونه عسلية

 

الجميع يقف منتظر معرفة ماذا يحدث هنا

 

ملس الصياد علي رأس أسر بحب

فقال أمين لحفيدة

_…بوس ايد جدك يا نائل

 

قبل يده اسر ف ابتسم الصياد……لا يعلم كيف ذلك الشبه لتلك الدرجة…

جلس الصياد وأمر حفيدة بالجلوس علي ركبتيه…

 

فقال الصياد بصوت واضح وقوي للجميع…

 

_اللي علي رجلي ده حفيد الصياد…..أسر نائل أمين الصياد

أمه ايمان مش جيهان

 

جحظت العيون مرة أخرى …

 

إقترب منه أوس …فقال وهو يقف والصغير علي ركبتيه جده..

_..ازيك يا بطل

 

إبتسم له أسر فقال…..

_ أنا كويس و حضرتك…..

إبتسم أوس علي اسلوبه الراقي وذوقه

 

فرد

_…. أنا كويس ….

ثم إبتسم مرة أخرى ينظر بعيدا ويقول بصوت بسيط

_…إيمان أصيلة

 

سمعها جده فقال بإبتسام .

_..للاسف أه

 

خرج اوس وتركهم……ثم فاقت ألين في لحظات تحاول الاستيعاب ..

 

دقائق و..تقدم الجميع صوب أسر يعرفون نفسهم بسعاده له وموده حقيقية..

 

كل دقيقية ينظر الصياد لوجهه اسر …وكانه يعوض ما حرمه منهم نائل …

 

ابعده قليلا  الصياد ثم وقف …يقول له خليك هنا دول أهلك خد راحتك

 

قالها ودلف للمكتب وذهب خلفه إبنه

 

….دلف الصياد  بهدوء غير معتاد ….

فشعر  أمين من هدوئه الزائد …انه هدوء ما قبل العاصفة

 

جلس الصياد أمام مكتبه…وقال بكل ثقة……

 

_. أسر مش هيطلع من البيت ده

 

جحظت عين أمين….فهو لا يريد ذلك…لا يريد أن يحرم إيمان إبنها ..فهو يعلم جيدا مدي حبها لنائل ..وهم السبب في ذهابه

 

أمين بصدمة ومازال يقف

_…..اي اللي بتقوله ده يا بابا

 

الصياد ببرود وهو يشغل التبغ خاصته ويضع ساق فوق الاخرى

_…إللي سمعته…حفيدي كان أمانه عند إيمان وآن الاوان ناخدها

 

غضب داخله كثيرا أمين ….وندم أكثر علي قولة الحقيقة لوالده… فهو يعلم تفكير والده جيداً……لن يتنازل عن آسر بسهوله …..حتي وإن إنقلبت الارض.

 

 

 

 

 

 

 

 

error: