رواية قتل عن عمد

 

 

 

 

 

 

الجزء الاول من الفصل العاشر

قتل عن عمد:

 

لعنة الماضي

لا تترك الساذج

 

Radwa

 

………………

 

خرجت من شرودها إيمان……إبتسمت لا إرادياً …ذكرياته الجميلة هي التي تحييها….اخذت نفس تتحدث بأمل مع نفسها علي الفراش..

.انا مستنياك يا حبيبي ومتاكده إنك جاي….

إبتسمت مرة اخرى …..فتذكرت ابنها ..فقالت وهي تهم بالرحيل

اما اخرج اشوفه جه ولا لاء

.ثم خرجت من الغرفة

 

……………..

 

في الصاله تنادي ايمان..

_…..زينب يا زينب

 

زينب خرجت من غرفتها علي صوت اختها العالي قليلا….

_ايوا مالك يا ايمان في اي

 

ايمان متسائلة…بدأ ناقوس القلق يدق قلبها..

_..اسر جه؟

 

زينب وهي تمسك كفها …

_.مالك بس في اي…اكيد زمانه جاي

 

إيمان نظرت لها بحزن ثم سحبت كفها تقدمت صوب احد الكراسي تجلس…

_مش عارفه قلبي واكلني عليه

 

زينب تتقدم صوبها تجلس بجوار اختها….

_رنيتي عليه

 

ايمان بخوف تقطم اظافرها……

_هاه….رنيت اه مش بيرد مش عارفه الواد اتاخر ليه قلبي مش مستريح ….انا قلقانه قوي

 

زينب وهي تقف وتملس كتفها..

_..طيب تعالي معايا الاوضه نقعد ندردش شوية نصايه والله وتلاقيه جه

زينب حاولت الا ترهق اختها

…ف ايمان كثرة التفكير دون فعل اي شئ تتعبها وتتعبها جدا

 

دلفت مع اختها لغرفتها…..

واخذا في الحديث فعلا

تحدثت معها نصف ساعه زينب في اي شئ

ثم تذكرت ..تقول وهي تقف

._..ميمونة قلبي…في مسأله صعبة خالص الدكتور ادهالنا …ممكن تساعديني فيها

 

ابتسمت ايمان  تقول بسخرية وهي تضحك

_..انتي هتستاذنيني يا زينبو دا احنا دافنينه سوا

 

ضحك زينب فحقا هم مرتبطون ببعضهم ك السمك والبحر….اي لا يوجد اي نوع من الرسميات بينهم

 

أتت زينب بكشكول محاضراتها…تعطيها اياه بضيق من المسأله…..

_خدي شوفي ياختي …مسأله ما يعلم بيها غير ربنا ..

المفروض اننا نسلمها الحصة الجاية

 

ايمان بتريقه .ومشاكسة.

_.الحصه؟

 

زينب تخبط رأسها تضحك..

_.يا وليه نسيت انا لسه سنه اولي……عارفه يا إيمان …اخدت اول كام يوم كل ما اسأل البنات عن ميعاد المحاضرة ..اقولهم الحصه….

وعن الدكتور…اقولهم امتي المدرس جاي

 

ضحكت إيمان حتي امتلأ فمها وكذلك زينب

تردف ومازلت تضحك

_…والله العظيم زي ما بقو لك

 

تربعت زينب علي السرير حتي تنصت لايمان وهي تحل المسأله..ولكن ايمان لا تستطيع ان توقف ضحكها…

مازلت تضحك.

_…ما خلاص بقي يا ميمونة ابوس ايدك حليها معايا ده الدوك عايزها المحاضرة الجاية

 

إيمان تضع كفها علي فمها تحاول ان تهدأ….كلما تتذكر كلمات اختها تضحك…

 

ثم اخذت منها دفتر المحاضرات.

_…وريني يا ستي فين

 

قلبت زينب لها الصفحات.. تقول بنزق

_اهي

 

ركزت إيمان بها جيدا وفي ثواني قالت

_دي صعبة دي …تعالي يا مشلوله

 

قالتها لاختها حتى تقرب وجهها

 

فقالت ايمان ..

_هاتي قلم

 

اعطتها زينب القلم …ومازلت تنظر للمسالة بتركيز شديد …حيث أن الدكتور قال من يحلها سياخذ ٥٠٠ جنية ..ربما لانه يعلم أن لا احد سيستطيع حلها

 

حلتها إيمان في دقيقة……رمشت زينب أكثر من مرة لا تصدق

تنظر لاختها تارة وللمسألة تارة أخرى…. تقول بعدم تصديق

_ايمان انتي ازاي كده

 

نظرات ايمان عادية لا تشعر بما أنجزته منذ قليل..

_.المسأله سهلة خالص يا حجة …انتي دماغك فين ..والله حاسه انك بتحبي

قالت جملتها الاخيرة وتضحك

 

زينب مازلت مصدومة مرتان مرة لحل إيمان لمسأله يخطأ بها دكاترة كما قال لهم الكتور قاسم….ومرة لأنايمان لا تستوعب حجم ما فعلته الان

 

زينب وقفت فجأة تقول.

_..انتي طبيعي يا إيمان؟  انتي بتتكلمي عادي كده وكان اللي عملتيه عادي

يا بنتي الدكتور قالنا اللي هيحلها هياخد ٥٠٠ جنية

 

جحظت عين إيمان..

_.٥٠٠جنية مرة واحده اي الدكتور الكريم ده

 

خبطت كفها في راسها زينب من غبأء اختها…تمسك ساعديها وهي تجلس بجوارها مرة اخري…

 

_يا اختي يا حبيبتي…الفكرة مش انه كريم الفكرة إنه اساسا متأكد محدش هيحلها….المسأله دي قالنا غلطو فيها دكاترة..وكانت سبب ان في ناس كتير ماخدتش الدكتوراه ..وانتي حلتيها في ثانية…وتقوليلي اي فيها

 

ايمان تضحك عليها تقول بسخرية وجدية.

 

_…تمام انا اشطر من الدكاتره….اهم شي دلوقت قوليلي اخبار الكلية معاكي اي

صاحبتي بنات فيها

 

زينب لا تتذكر غير موقفها مع أيهم…..فسردته لاختها

 

إيمان تعقد حاجبيها تضع اصابعها علي ذقنها تسأل نفسها واختها…

_..يعني انتي بتقولي أنه رئيس جامعة وان الكل بيترعب من اسمه….بس هو ازاي عدى موقف انك تطلعي علي المكتب وتصرخي

 

زينب هي الاخرى بملل..

_..مش عارفه ..بس انا كنت خايفه من القطة اووووي

 

ايمان رمشت مرتان تقول وهي تبتسم…

_..العيلة كلها مجنونة الحمد لله…ثم رفعت كفها تقول بمسرحيه

_…لا للكلاب لا للقط..لا للصراصير

 

ضحكت زينب …ولكن سرحت بعدها

 

ايمان وهي تحرك كفها في الهواء امام وجه زينب

 

_…هوي نحن هنا…سرحتي فين

 

زينب نظرت لايمان تقول سريعا

_..تعالي اما اوريكي حاجة

 

مسكت زينب هاتفها الجوال تبحث عن شئ…دخلت للفيس بوك فتحت احد الصفحات…

ثم اعطت الهاتف لايمان وتقولها بحسرة..

_..بصي ياختي علي جماله

 

اخذت إيمان الهاتف من كفها …..صورة احد الاشخاص أمامها

 

نظرت بها قليلا ثم نظرت لاختها مرة أخري …تتسأل بعقل غائب قليلا..يتذكر

_مين ده

ثم لمحت

.مكتوب علي الصفحة اسفل الصورة بالنجلش دكتور أيهم الصياد…

جحظت عينيها تذكرته …ثم نظرت لاختها بإستغراب ….

_انتي عارفه مين ده يا زينب

 

زينب بعدم فهم هزت راسها…

إيمان بغضب مكتوم

 

_ ..ده ابن عم نائل

..فهي تكره تلك العائلة الان… تكرهها ولا تتحمل سيرتها…لن تنسى نظراتهم الغير قابله بها ..نائل لم ياخذها لفيلا الصياد يوما…ولكن اتت حماتها لها وكذلك جيهان …نظراتهم كانت بها كره العالم  وحديث لازع خاصةً من حماتها

 

لم يَدخل نائل والدته شقته بعد اول زيارة لها…..اصبح  يذهب لها هو وبمفرده وقتما تحتاجه …..حيث ان تأثيرها كان سئ علي زوجته….

فهو لاحظ كل شئ ويمكن أكثر من إيمان

 

 

زينب بصدمة.

_..معقول

لكزتها اختها في راسها تقول.

_..يعني الاسم ملمحتهوش خالص …ده الصياد ده تقريبا البلد كلها من كبير لصغير تعرفه

 

زينب بصدق ومازالت لا تستوعب.

_…انا قلت يمكن عيلة تاني

 

إيمان نظرت بالصورة قليلا…ثم نظرت لاختها مرة أخرى…وهزت راسها بالنفي….

لا تريد تذكر تلك العائلة ابدا

 

تركت الهاتف وخرجت

………

 

طق طق طق

 

ايمان تتقدم صوب الباب…

_ايوه يالي بتخبط

 

فتحت الباب وليتها لم تفعل

 

وجدت أمامها ما لم تتوقعه يوما….ازبهلت..جف حلقها….لطالما كان كابوسها المرعب ..يقف أمامها بشموخه وجبروته المعتاد…نظرات السخرية خاصته موجوده…

دلف يزيحها بقوة بعض الشئ من منكبها…..كانت بشعرها

 

دلف بسخرية ينظر حولة رأى منزلهم لاول مرة….يمسك في كفه حقيبة صغيرة

 

مازالت مصدومه تعطيه ظهرها….دلفت للداخل اتت بحجابها…وجهها شاحب اخذت تتنفس بصعوبه….وقفت امامه مباشرةً علي بعد خطوات…وهو يجلس باريحيه علي الاريكه وكأن المنزل منزله

يضع ساق فوق ألاخري….ينظر لها بسخرية …ترتدي بيجامه سوداء حتي ما ترتديه في قدمها اسود….

قال بأمر..

_. أقعدي

 

جلست بعيده عنه ترتجف قليلا…لا تصدق انه اوس اماها….تمقته بشدة

اوس الاخر لا يحبها ابدا….بالعكس..دائما يري انها السبب في التغير الجذري لنائل …السبب الاساسي في رحيل نائل وحرمانهم منه….يحملها المسؤليه كامله…

 

مازلت ترتعش تتذكر قديما … عندما ياتي اوس تختبئ بنائل حتي بعد الزواج…دمعه فرت من عينيها من احساسها بالوحده….تبعتها دمعه اخرى لعجزها وقلة حيلتها الدائمة

 

لم يرأف اوس لدموعها……يشعر بتفاهة المراة التي امامه….لطالما ترتجف لم يلمحها مرة منذ زمن لم ترتعش

هي دايما هكذا

 

قال بصوت قاسي ودون اي مقدمات.

_..ابنك عندينا

 

هبت واقفه تحملق به وكانها لا تعرفه …..

.ااحساس غريب غزا قلبها…

احساس الفقد الوليد للمرة الثانية علي التوالي

 

ثم دخلت في نوبة من الضحك…ضحكت كثيرآ ضحكت ودموعها معها …..

لوى وجهه الناحيه الاخرى يبتسم بسخرية كعادته ….هو يعلم تأثير ما يقوله وسيقوله عليها ويشعر بالانتشاء من فكرة قتلها عن بعد.

 

مازالت تضحك وجلست تضحك….اتت زينب من غرفتها علي صوت اختها

 

رات راجل قاسي الملامح ..عينية صقر …ابتسامه ساخرة متشفيه في عينية…تصوب لاختها….يضع ساق فوق الاخرى بغرور يخصة ….الفخامة لا تخفي علي احد…

 

ولكن رؤيتها لاختها التي تضحك والدموع تنزل من عينيها…قلب رأسها

تقدمت كالمجنونة صوبه لا يهمها أحد..

_…انت يا بتاع انت ..مين وقاعد هنا ليه….قوم كده وتكلم زي الرجالة

 

أبتسم اوس علي القزمة التي امامه ….تشبة أختها كثيرا….شعرها بني طويل مجعد….وجهها طفولي صرف …ولكن لسانها لا يمشي علي هيئتها أبداً

 

وقف امامها يضع كفيه في جيبي بنطاله تصل رأسها لنصف خسره تنظر له لا على بعند وتحدي شرس

 

…..كل ذلك وزينب لم تنتبه لشعرها

فقال وهو يبعدها بنزق يتقدم صوب اختها

 

_ابنك عندينا …

ثم وضع بجوارها حقبة بها ملايين الجنيهات

ونظر لها مرة اخرى يكمل….

_.دي فلوس مشو حالكم بيها….آسر ممكن تيجي تشوفيه وقت ما تحبي

 

توقفت إيمان عن الضحك اقتربت منه تقول بضياع….

_..انت بتقول اي…ها …انت بتساومني في ابني..

تشاور علي نفسها تنظر لعينية مباشرةً بقوة….

_.أقسم بالله اسجنك

 

ضحك اوس بقوة علي سذاجتها حتي ادمعت عيناه….

ضربته في صدره كثيراً تصرخ به…..

_يا حيوان انت عايز تحرمني من ابني كمان…..جوزي راح مني وكمان ابني….

واخذت تصرخ وتضربة في صدره…ضربات لم تؤثر به ثانية

 

أمسك كفيها الصغيران يضغط عليهما يقول بفحيح الافعي…..

_انسى يا إيمان …انتي اخدتي نائل غصب عن عين الجميع…..نائل اللي مفيش واحده هزته ….نائل اللي اجمل بنات ومن احسن العائلات رفض قربهم. إلا انتي

 

وهتف بشراسة اظلمت عيناه فجأة

_..نائل اللي كان مرات كتير هيموت والسبب انتي السبب انه كان بيدافع عنك

 

جحظت عينيها لم تفهم….تقدمت زينب المصدومة هي الاخرى

 

_انت بتقول اي….

تضربه  بقوة وصراخ علي كفه …حاولت فك ساعد اختها منه دون فائدة…

 

ومازل هو يلقي علي مسامع إيمان الحقيقة الكاملة…….او القاتلة

_عايزه اسر علشان تعملي فيه اللي عملتيه في ابوه….

حاولنا الف مرة نقتلك لكن من غير فايدة….نائل كان واقفلنا بالمرصاد

لدرجة ان في اخر مرة هو اللي كان هيموت…

حفيد رئيس الجمهورية….عايزاه يتجوز واحده زيك

 

وعينيه أخرجت نار واخذ يهزها من ساعديها …_..سامعه كان هيموت بسببك

 

ايمان لم تذرف دمعة أخري يهزها بعنف شديد تسمع ما يقوله وتتذكر تنظر له بلامبالاه وكانها اكتفت لا تريد شئ اخر

 

اوس بصرامة وعنفوان وقوة…

_.اقسم بالله لو حاولتي تقربي من آسر لاقتلك بنفسي يا إيمان …

اللي مبعدني عنك وعد أخدته مع نائل قبل ما يمشي. ..غير كده  كان زمانك في خبر كان

 

وفجاة رماها ارضا بقوة .. ينظر لها بقسوة الدنيا…ركضت عليها زينب بصراخ.

_..ااايمان

 

ثم خرج وترك خلفه جريمة أخرى.

 

……………………….

 

الجزء الثاني من الفصل العاشر

 

تركت الجميع من أجلك….كيف حالك و روحي عالقة.?…

 

Radwa

 

………..

 

ذهب أوس وترك خلفه مالا يعلم حقيقته….اراد هزم وكسر إمرأة هي مهزومة من الاساس…اراد قتل امراة مقتولة….

لم يشفع لها الزمن ايمان…مازلت الدنيا تعاندها…تتحداها بكل جداره…تقسم علي تدميرها وتدمير عائلتها…..

روحها الغبار عليها منذ عشر سنوات…..لم يأتي احد لإزالته…مازال موجود بل ويزيد…

روحها ملوثه بعفرات الحياة…

والقاتل قلبها.

 

صرخت في الارض كثيرآ تضم ساقيها لبطنها…وكذلك ساعديها…..

وزينب تبكي وتحاول فكها ….وايمان أقسمت داخلها لا تريد الحياة وانتهي

توقفت عن البكأء ترتعش متقوقعه في نفسها تشبة الجنين…زينب ركضت تنادي والدها

 

سمع صوتها والدها قبل ان تطرق الباب حتي

 

هرع لها….سيموت إن حدث لها شئ

 

ركض صوبها…رأها.لا يصدق الكابوس المرعب سيتحقق

ستموت..

..يوسف وجد نفسه اماها الان…يفك بها….يصرخ…ويبكِ.

_..مش هتموتي

 

_تعاااالي يا زينب….صرخ بها والدها لعلهم ينقذوها

 

زينب بعيد تشهق وتبلع ريقها..المنظر صعب علي نفسها

تقدمت صوبه……تحاول فكها….

وايمان تهز راسها بالنفي ترتعش بسرعة البرق ..مازلت تشبة الجنين

 

بكى يوسف بكى عجزها….وعجزه وقلة حيلتهم جميعآ

يصرخ ويردد وهو يفكها

_….مش هتموتي …مش هتموتي..مش هتروحي مني …مش هسيبك تموتي

 

وزينب تحاول معه بإنهيار تبك هي الاخرى

 

اتي الجميع علي صوتهم …..

شهقت مريم وحنان تخبط علي صدرها تولول وهي ترى موت ابنتها امام عينيها

 

البكاء والصراخ يسمعه الناس خارج العمارة

 

احد الجران من الخارج يخبط الباب بكل قوته …

_افتح يا استاذ يوسف ..ام ايمان في اي

 

واخذت الناس تتجمع يسمعون الصراخ من منزل يوسف…

وذلك نادر حيث انه محترم هو وبناته ولا احد يسمع صوتهم ابدا

 

ذلك الصراخ المرعب……قلق الجميع

 

احد الفتيات من الخارج تبك.

_..يالهوي مين مات عندهم

رجل اخر بحسره ومازلاو يخبطون في الباب بقوة.

_…تقريبا بنتهم ايمان….انا سامعهم بيقولو ماتت…يتحدث الرجل بحسره يخبط كفه بالخرى…. لا إله الا الله إن لله والله راجعون

 

ومازل الصراخ بالداخل لا يهدأ…….

تصرخ حنان وتوالو تمسك حجابها وتلطم في الارض.

_..ماتت ..بتي  ماتت…

ولم يتحرك إنش ايمان منها بعد الان

 

……………………….

 

في نيويورك

الخامسة مساء”

 

يجلس في مكتبه بهدوء ينجز باقي اعماله…فهو دائما يعمل لا يمل أبدا….

يرتدي بذلة سوداء كعادته في العمل…..ابتعد قليلا بأرق يرخي جلسته….حرك الكرافاته قليلا …ثم نظر في ساعه معصمة…وجدها ٥م….رفع حاجبية ثم اخذ نفس…تنهد وإستقام يعدل نفسه للذهاب

 

خرج لم يكن احد بالخارج جميع الموظفين انهو دوام يومهم ٢م

 

يتقدم بخطوات متريثه نحو الخارج…

بعد دقايق صعد سيارته قادها…..

يفتقد صغيرته….ابتسم بمجرد ان تذكرها….يضع كفه علي المقود والاخرى علي ساقه الشمال

 

بعد ١٠ دقايق وصل لفيلته

 

خطواته واسعه …رن الجرس..

ف.فتحت الخادمة

 

_بابي بابي….قالتها لوجين وهي تركض نحوه بلهفه…

ابتسم ومال للارض يتلقفها بسعاده…قبل وجنتها يحملها

_ ..حبيبة بابي..وحشتيني

 

صقفت بكفيها تبتسم تقول بدلع

_….l miss you too

ضحك نائل حتي ظهرت أسنانه البيضاء…..

 

دلف بها للداخل …يشاكسها وتشاكسه

 

صعد لغرفته مازال يحملها.

_..اكلتي…سألها  وهو يقبل وجنتها بحب ابوي

 

هزت راسها بنعم تبتسم

 

قبل رأسها….دلف لغرفة نومه…وجد زوجته نائمة علي بطنها

تضم أحد ساقيها لخسرها

 

جلس علي الاريكة. يخلع حذائة

وضع صغيرته بجواره…مازلت تتحدث كثيرا..

 

ثم….تقدم صوب خزانه ملابسه يتناول احد الفوط الكبيرة…ليستحم

 

وقف عند باب الحمام يقول لطفلته بحب…

_متتحركيش ثواني وخارج…ابتسمت له…وهو دلف الحمام واغلق الباب

يفتقدها كثيرآ….هو كل يوم علي تلك الحالة يأتي من العمل يتغدى ثم يلعب معها ساعة ثم ينام ساعتان و هكذا…

المهم ان لها ساعه او اكثر يوميا…

 

في الخارج …فاقت جيهان من نومها وجدت ابنتها علي الفراش تلعب في احد العابها الغاليه الثمن

 

ابتسمت ….فلوجين كانت منهمكة في لعبتها لم تلاحظ امها التي تنظر لها منذ دقائق

 

جيهان بإبتسامه تسند علي كوعها .

_…What are you doing. لوجي?

 

انتبهت لها لوجين .ترفع راسها  ..ثم ابتسمت

تقول وهي تنظر للعبه مرة أخرى.

_.باثوف لعبتي..لبسها مس نضيف

 

استقامت جيهان….سمعت صوت الدوش. في الحمام عرفت ان زوجها اتي من العمل

 

تقدمت تبتسم صوب المرحاض..

تخبط عليه

 

_نائل احضرلك الغدا

 

نائل أسفل المياه

_…ماشي

 

ترتدي جيهان قميص اسود بحمالات حتي نصف فخذها ….ارتدت عليه الروب…ثم هبطت اسفل تعد الغدء

 

جيهان وهي تتقدم صوب المطبخ…تنادي الخادمة.

Roby

 

خرجت الخادمة تقول بادب.yes madam

 

جيهان وهو تشاو بكفها قليلا….حضرى الغدء للباشا

 

الخادمة تهز رأسها ..OK madam

 

دلفت الخادمة المطبخ وصعدت جيهان لاعلى

 

وجدت زوجها يلف المنشفه حول وسطة يتقدم صوب خزانة الملابس….المياه في شعرة الغزير تتساقط وكذلك علي جسده

القوي

 

عضت علي شفتيها بإثاره…

 

يعطيها ظهرةيتناول ملابسه لم يلحظ دخولها

وجد كف يعبث معه تلسق صدرها بظهرها…تقول بمياعة

_بيبي سيبني انا اطلعلك

 

ابتعد يفسح لها المكان….ثم نظر في الغرفه وجد ابنته نائمة لعبتها في كفها ….ابتسم  بحنان لها…

 

وفي نفس الوقت اعطته جيهان الملابس…ارتدي ملابسه  …وهي تقف بجواره

تيشيرت سكري…بنطالا قماش أسود

ابتسمت داخلها….فهو في كل حالاته انيق

 

وضعت زراعها في زراعه بتملك….تبتسم له….

يلا علشان نتغدى

….تقدم معها ولكنه دثر ابنته جيدا بالحاف قبل ان يخرجا

 

يحتل الكرسي الاول .علي السفرة..وهي علي يمينه…يتناولا الغداء

 

رن هاتفه….

مسح كفه باحد اقمشة الطعام  ثم امسك هاتفه….

_ايوا يا ادهم…انا الحمد لله تمام

انت عامل اي…اه…تمام…بردو رافض……وبعدين عملت اي….اه ..اه….

لاء……ابعتلي بياناته علي الواتس….تمام تمام…

 

اغلق الهاتف..

..اكمل طعامه بمثاليه….ترفع عينيها له..تنظر لتفاصيل وجهه النادر….تعشقه..صوته الرجولي تعشقه…لطالما حلمت به منذ انا كانت صغيرة.

 

بعد ساعة….

يجلس نائل في مكتبه بالفيلا….يكاد يمتاز من الغيظ

ينتظر بيانات ذلك الرجل الذي يرفض البيع

 

 

اتت الخادمة تضع القهوة علي سطح المكتب…

. وخرجت …

عقله مشغول ….بحور العسل تشتعل…لا يعرف من يتجراء ويرفض طلب كهذا( طلب من الجميع بيع شققهم….لبناء مول …بحيث يكون أكبر مول في مصر…ولكنه ايضا سيضع. سكان المنطقة الحالية…في اماكن افخم وأفضل بكثير من العشوائيات التي هم بها الان….لا يستوعب من يرفض النعمة هكذا ….فجميع من في المنطقة وافقو علي الفور ..بل والسعادة تغزو قلوبهم لحين السكن في المكان المنشود…

 

أخذ يفكر …حتي جاءته صوت وصول الرسالة

 

فتحها علي الفور يحك زقنه بإهتمام…والكف الاخرى تمسك الهاتف…..

 

دلو ماء مثلج سقط على رأسه….لثواني ذهب للماضي بكل ما فيه….لا يصدق انهم ماذالو في ذلك المكان …

 

لثانية

رن علي أحدهم….وقف …يضع الهاتف علي اذنه….يرن لا من مجيب.. صرخ بعلو صوته..

_..إخلص ..إخلص…

 

لا من مجيب ايضا….

رمي الهاتف بكل قوته علي الاريكه ….

يملس علي شعرة بشدة وغضب…يكاد يخلع شعره من جذوره

 

تذكر تذكر الرسالة مرة أخرى وهو يقرأها….شريط يمر في عقله

 

يلهث بصراخ….تناول احد الكراسي يرميها وغيرها وغيرها

 

دخلت في الحال ….رجعت للخلف من هيئتة المخيفة….

 

يتحرك كالاسد  الهائج….سينقض علي اي شئ…يفقد اعصابه بل .فقدها

 

_نائل

نادت بها بصوت هامس…خائفه….

 

نظر نحوها …ارتبكت …عينيه حمراء…للحظة هو تذكر كل شئ كل شئ يخصها….إيمان

 

تناول هاتفه من الاريكة بعنف….رن مره أخرى علي الرقم

 

يتحرك يملس علي شعره بغضب ..شاور لها تخرج…

خرت في الحال

ولم تخرج من المكتب فقط بل ركضت علي السلالم تصعد هيئته مخيفه

وجدت ابنتها تنزل من الدرج..فقالت….لايا ماما تعالي بابا معاه شغل…احتضنت ابنتها بخوف وركضت لاعلي

 

في المكتب:

 

فُتح الخط

 

نائل محاولا كتم غضبه…ايوه يا منصور…بلا باشا بلا زفت…

_إيمان فين….

 

منصور بقلق..لم يرد….

 

نائل شكوكة كادت تؤكد هتف بشراسة

_…اقسم بالله لو ما قولتلي إيمان فين لاسيح دمك

 

منصور بخوف يرتعش فهو يعلم جيدا جبروت العائلة.

_..والله العظيم يا باشا أنا ما ليا زنب

 

فتح نائل عينيه …يستمع جيدا…ماذا يجري…تاكد ان هناك شئ محيك من خلف ظهره

 

فقال بصوت خالي من الحياة

_…لو خايف علي حياتك قولي فين ومين اللي وراك

 

الرجل كاد يبكِ…

_مدام إيمان في بيتها القديم….مراحتش مكان

 

ابتلع  ريقة …إيمان في خطر ..هو امر ذلك الرجل بأن يأخذها بعيدا هي وعائلتها…حقا قطع عهد مع اوس في عدم الاقتراب منها..ولكنه يخشي الغدر…يعلم الصياد جيدا

لذلك طلب من زراعه اليمين كما كان(منصور) لاخذها بعيدا

 

ولكنه لم ياخذها مكان ..مازلت مكشوفه امام الجميع

 

نائل بنفس النبرة المميته…..

_انا هعرف مين وراك بمعرفتي…

اغلق الخط في وجهه…

صمت وصمت وصمت كثيرآ…..حدث مالم يتوقعه ابدا…هو لا يعرف الان هي حيه ام ميته

عند ذلك التفكير جلس علي احد الكراسي لم يتحمل

وضع كفيه علي وجهه…

هو الاخر اراد نسيانها…وثق في ذلك المنصور…ولم يسال بعدها لو مرة عنها

 

بعد ساعه

 

_نااااااائل…ناااااائل

 

ركض للخارج وجد زوجته تبك علي السلم بإنهيار

تصرخ..

_.لوجين بنتي بنتي

 

سقط قلبه حقا يركض نحوها….يحاول رفعها ولكنها خائره القوة….

 

صرخ بها..

 

.فقالت ببكاء حقيقي ترتجف تحتضنه..

_.بنتي مش لقياها

 

بهت وجهه ازاحها ينظر لوجهها يكاد يأكلها…مسكها من زراعها بقسوة.يهتف بشراسه.

_..ازاي مش لاقيها يعني..البت فين

 

تبكي دون حول او قوة

 

خرج ينادي علي الحراس يبحث عنها في ارجاء الفيلا…يصرخ بهم….

 

يبحثون الان في كل مكان….هو نفسه يبحث معهم قلبه يتقطع عليها…

لا يصدق …صرخ أكثر من مرة مناديآ إسمها دون فائدة

 

رفع هاتفه….يتحدث للجرايد عن خطف ابنته

وكذلك المستشفيات والاقسام….

 

اخذ شهران يبحث عنها دون فائدة…لم يذهب لعمله….اصبحت الحياة سوداء امامه الان…لا يطيق أحد ولا يجلس مع احد…سيموت علي ابنته…تبدل حالة ١٨٠ درجة وكذلك  زوجته لم يختلف حالها عنه كثيرا…كانت كالميته تقريبا

أخذت كل الليالي والشهور تنام علي فراش ابنتها…تركت زوجها نهائيا وهو تركها…

 

تحدث مع صديقه المقدم ادهم ايضا لعلاه يلاقها في مصر..وتحدث مع اصحاب الشركات التي يتعامل معاه في كل بلد في العالم

لعله يجدها

 

والجميع خدمه فعلا في كل البلاد وانزلو صورتها  في الجرائد.

 

 

 

 

 

 

error: