رواية قتل عن عمد
الفصل الرابع.
(قتل عن عمد)
في صباح يوم جديد..تشرق الشمس علي الجميع..عداي.
قُتلت عن عمد وليتك قتلتني وحدي✋? .
Radwa
……………..
في احد مصانع الصياد للغزل والنسيج:
_مش تفتح يا اعمى..
.قالها احد العمال …لاحد زملائه
العامل الاخر..
_..معلش يا مرتضى ..والله ما اقصدك يا معلم
مرتضى بنظرة ضيق وهو يعدل من هندامه…
_ماشي …
احد العمال يأتي ركضا وهو مزعور .
_..يا جماعة الباشا جاي الباشا جاي
الجميع في حالة ارتباك شديد…..وقفو جميعا ينتظرون رب عملهم…لا احد ينظر للأخر …الصمت عم المكان …لدرجة اذا سقتط ابره سيُسمع صداها
بعد دقائق
دلف رجلا قوي ..نظراته حادة …ينظر ببطئ لكل شخص يقف الان…وكأنه ينتظر من احدهم ان يخالف الاوامر او يصدر صوتا …
نظر علي شماله…وجد عقب سجائر ….فنطر مرة اخرى للعمال….وليته لم ينظر…
نظراته لا تخلى من المكر
الجميع منكث الرأس …
الرجل يتقدم للداخل بهدؤ وكأنه ملك…..ينظر شمالا ويمينا علي لحظات….الجميع في حالة شبة مزرية …او هي مزرية فعلا
وقف فجأة …يتنفس بهدوء…..ذلك رجل يخشاه الجميع …الكبير و الصغير….لا يعرف التفاهم …تربي علي ذلك…لا يقبل الخطأ لا يعطي فرصة ثانية…او ثالتة…
هو تحت مبدأ (فرصة واحده تكفي)
_سعادة البية…احدهم قالها وهو يتقدم ليقبل كفه..
ولكن الرجل رفع اصبعه بمعني توقف …
الجميع الان يعلم ما معني وجود رب عملهم والسجائر علي الارض..اي ما معني االاهمال وعدم النظام كما علمهم هو
قال جملة واحده بصوت قوي وهو ينظر لهم
_مخصوم من الكل شهر ..زي ممتعودين.. السيئة تعم.
خرج كما اتى… تحت انظارهم الخائفة…
………………….
في منزل الاستاذ يوسف:
مر شهر علي ما حدث….وايمان حاولت التأقلم جاهدة …حاولت انت تكون طبيعية قدر الامكان
مر شهر علي ما حدث وهذا الشهر هو الشهر الذي امتحن فيه ابنها …جده كان معه يساعده دائما .اسر لا يأخذ دروس ..حاول جده ان يعطية مثل اقرانه ولكن اسر رفض قائلا(الشاطر شاطر وحده…والمدرسة بتكفيني …اهم شئ المذاكرة اول بأول)
يوسف يشعر بالفخر ب حفيده….اسر يشبه والدته كثيرا في الذكاء…لذلك يوسف دائما يشجعه…ويخبره انه ممتاز وان والدته كانت مثله عندما كانت في سِنه….
يوسف رجل حكيم يعلم جيدا ماذا يعني التشجيع والايجابية….ويعلم جيدا ان الكلام السلبي لا يأتي بنتيجة جيدة ابدا….هو دايما يرى ان الاباء الذين يقارنون اطفالهم بأقرانهم…مثل(خليك زي احمد ابن خالتك…انت فاشل مش هتنفع في حاجة….ودلوقت يعني هتذاكر بعد ما اليوم خلص ابقي قابلني…)
والكثير والكثير من الحديث السلبي الهدام
اليوم هو يوم مميز لعائلة يوسف اليوم ظهرت النتيجة…لاسر..الصف الثالث الابتدائي .اجتازه بتفوف كاسح١٠٠% وخمس درجات فوق المئه…اي انه نادر ان يجتاز احدهم فوق %….الجميع يحتفل له بسعادة واضحة نابعة من اعماق القلوب
في الصالة:
_يا زينب هاتي الجاتوه من المطبخ اللي جابه ابوكي..
قالتها حنان وهي ترص الاطباق علي المائدة
زينب بإبتسامه .
_..حاضر
مريم تعلق الزينه….علي الحائط
يوسف مع اسر يعطية هديته….
اسر بإنبهار وهو يفك الورق ليرى الهدية
_…الله يا جدو ….بندقيه…انا كنت هموت واشتريها…
شكرا اوي يا جدو..قالها وهو يقبل وجنته بحب حقيقي
ربت يوسف علي ظهره بحنان وقبل رأس حفيدة الصغير…
_كل سنه وانت مشرفني ديما يا حبيب جدو…
ابتسم اسر بصدق …واخذ يجرب السلاح اللعبة
……
في غرفتها لا تخرج …..تحاول ان تلهي نفسها بأي شئ…مره تجلس علي السرير …مره تقف ..مره تدلف للحمام…
وجلست مرة اخري علي السرير علي امل انها تقرأ احد الروايات
تمسك الكتاب بكفيها …ثم ترجع خصله خلف اذنها تنظر تاره للباب وتاره للكتاب…
لا تريد رؤيته…تخشى ان تراه في ذلك يوم ف يركض عليها ليحتضنها…وضعت فجأة الكتاب علي وجهها تنفخ بقوة
ابعدته مره اخرى
طق طق طق…
اعتدلت في جلستها ..بتوتر ترجع خصلتها السوداء مره اخرى خلف اذنها
_ادخل
دلف يوسف بوجهه البشوش …يغلق الباب خلفه….يتقدم منها مبتسم..وقفت ايمان
_ست البنات اللي قاعده هنا وسيبانا بره
قالها وهو يمسك كفيها ليجلس علي السرير وهي معه
سحبت كفيها بتوتر تحك شعرها مره….تنظر للارض …تخشي كلمات والدها…فهي تعلم لم اتي
نظر يوسف لها بحسره حاول جاهدا الا تظهر….يشفق علي ام لا تشعر بإمومتها…يشفق عليها قبل ان يشفق علي اليتيم بالخارج….
_اي يا ميمونة…مش هتيجي تباركي لابنك …دا الولا شغال يسأل عليكي من الصبح لم كل دماغي
لم تعقب ايمان …تنظر للارض فقط
اخذ نفس يوسف ثم وضع كفيه علي ساقيه….يقول بتمهل
_لامتى هتفضلي كده…
لم تنظر لم تعقب……
وضع يوسف اصابعه علي ذقنها ليرفع وجهها…فقال وهو ينظر لعينيها
_انتي كده يا ايمان بتحرمي ابنك من امه….انتي كده بتقوليله امك ماتت زي بابا…بتقوليه انت يتيم…بتيتميه وانتي عايشه…كفاية يا ايمان ..كفاية.ارجوكي ..انتي مش عايزاه؟ يعني اوديه الملجأ؟ انا لو عشت سنه مش هعيش التانيه..كفاية حرام عليكي ….القسوة دي جاتك من فين
واردف وعينيه بها الغضب الشديد….
_انتي بالذات كان ليكي اب وام غير الناس وغير اخواتك …انتي الاولي ف كان ليكي معزه خاصة علي قلب الكل حتي جدتك الله يرحمها….
وابنك الوحيد …الوحيد معكيش غيره….بتكرهيه كده ….ليه كده…اي زنبه….انتي اللي اتجوزتي ابوه محدش ضربك ولا غصبك علي حاجة….
وشاء ربنا وابوه مشي……يبقي اي؟
زنبه اي..ها…ردي!!
انتي بتعاقبية علي غلط هو معملهوش …..ليه القسوة دي
ثم استقام يقف وقفة رجل حكيم غاضب. يعلم جيدا ماذا يحدث حوله….يشاور عليه بكفه وهي منكثه الرأس
_اسمعي كويس اللي هقوله انا راجل قربة اتحال عن المعاش …واختك مريم علي وش جواز …وزينب صرفت في الدروس دم قلبي ولسه كمان الجامعة ومصاريفها
وبنفس نبرة الغضب….اسمعي …ابنك انتي مش حملاه ومش طيقاه وعمك محمد مبيخلفش واول ما اتولد اسر وانتي قلتي ده مش ابني ….طلب مني اودهوله (علشان قليل خلفه)…وبقي يترجاني انه هيشيله في عينية ……وانا رفضت …
مال عليها قليلا وقال بصوت غريب.
_..عارفه ليه رفضت؟…
كنت فاكر انك لسه مصدومة وان سنه ولا حاجة وترجعي زي ما انتي لكن انتي حبك لنائل عماكي…. عماكي حتي عن ابنك….اقسم بالله انهرده هوديه لاخويا محمد …اقسم بالله يا ايمان ما هخليكي تشوفيه تاني.
وهم بالخروج تعلقت به بلمح البصر…تفاجأ…ابتعدت قليلا برأسها
تنظر له بتشتت ضياع …..سيل من الدموع في عينيها تنظر لوالدها بخوف…
شعر بها يوسف ….شعر بأنها لا تريد ذلك …المتها كلماته….شعر بأنها لا تعلم لم تفعل ذلك…حس بروحها المجبوره…
احتضنها يوسف …..يملس علي شعرها…وهي انطلقت في الدموع والشهقات
_انا مش عايزه اعمل كده يا بابا…انا ابني مش يتيم…انا امه انا موجوده …انا موجوده….اسر مش يتيم..
صرخت بقهر وصدق قلب يتقطع.
_..ابني مش يتيم…مش يتيم …انا امه انا موجوده انا موجوده
_مش يتيم.
..اخذت تقولها اكثر من مرة ومازال والدها يحتضنها ويملس علي شعرها….يشعر يوسف بإيجابية كلامه معها
ابتعدت تنظر ببكاء صادق في عين والدها
_بابا اسر مش يتيم…انا امه …بابا …انا اعمل اي …انا ابني لو حصلتله حاجة هموت ….ابني يبعد عني ازاي !!
ابتعدت تقف تشاور علي نفسها وتتحدث بتلجلج
_انا ..انا…انا …ابني مش يتيم…انا عايزه احضنه يا بابا
فرت دمعة من عين يوسف مسحها سريعا
ركضت كالمجنونه للخارج….ومازالت تبكي بإنهيار
_اسر…
.صرخت بها ايمان في الصالة …علي بعد خطوات من ابنها
رأتها والدتها فوضعت كفها علي فمها بشهقه….
وكادت تركض علي ابنتها اعتقدت بأنها ستنهار كما قبل
ولكن يوسف اوقفها واغمض علي عينيه وفتحهما مره اخرى وابتسم بمعني متقلقيش
اخواتها تقدمو ايضا يقفون بجوار ابيهم وامهم …يشعرون بالبكاء
ايمان ببكاء تقف بعيد
_….اسر
ينظر لها اسر بدموع …فهو عاطفي بعض الشئ عكس والده
كان يجلس ولكنه استقام بمجرد ان رأها
ركضت عليه تحتضنه بحب
.تحتضنه بإموميه صادقه. تبكي بإنهيار…
اخذت تقبله في وجهه بطريقه عشوائة…تعتذر بشده
_انا اسفة….سامحتي يا حبيبي…سامحني …ارجوك….انا اسفه
واخذت تعتذر وتحتضنه…وهي تبكي وهو ايضا يبكي م
حاول ان يبعدها عنه حتي يمسح دموعها.
_…متتأسفيش يا ماما انا مش زعلان….
كلما تحدث اسر…ايمان تبكي اكثر
والجميع عن بعد في زاوية واحده يبكي ايضا الجميع بالقرب من يوسف
ايمان بصدق وهي تحتضن وجهه الصغير بين كفيها ومازالت تبكي…
_.عارف انا هفسحك…وانا كل يوم هوديك المدرسة…وهجبلك كل اللي انت عايزه…..
_انت مش يتيم….
وهنا احتضنته مره اخرى تبكي.
_….مش يتيم…انت ابني..ابني.
..تقبل رأسه
ابعدت رأسها ثانية. تنظر له..تسأله بحيرة وبكأء وندم
_هترضي تخليني اروح معاك المدرسه؟
ابعدها عنه مره اخرى ليقبل كفها الرقيق…
وكانت تلك الحركة كافيه للرد عليها
يوسف يتقدم ..بعد ما مسح دموعه جيدا…..يبتسم
_يله بقي قوم منك ليها عايز اكل جاتوه جعاان يا ناااس…
يله كده اتحرك انت والست الوالده وروحو هاتو باقي الجاتوه من المطبخ
ووقفا معا يذهبا للمطبخ في حالة ابتسام
…تحت انظار يوسف والجميع
اسر ناولني الاطباق دي…..رغم فرق السن ولكن اسر اخذ بنيته من والده…اطول من والدته رغم صغر سنه طوله١٦٠
ابتسم ورفع زراعه لحاملة الاطباق …تحت انظارها الفخورة به
خرجا معا …والجميع في حالة افضل من افضل وقت
منذ عشر سنوات والجميع متقلب وحزين علي حزن ايمان….ولكن اليوم هو اليوم العالمي لهم
ولنقول نقطة تحول في حياة ايمان والجميع
اخذت تطعم ابنها في فمه وهو كذلك….يوسف لاول مرة يرى الفرحة الحقيقة منذ عشر سنوات في عين ابنته البكرية
وكذلك لاول مرة يرى الفرحة الصادقة في عين حفيده….
ابتسم يوسف لان اسر يتصرف لا شعوريا كرجل…لا يظهر المه لأحد او حزنه..مثل والده تماما….اوقات كثيرة قبل ذلك ..ورؤيته له يحاول التقرب من والدته ولكنها دائما تصده….كان يشعر به يتألم ولا يظهر
ابتسم من تلك الجينات الرجولية التي تسري في عروق الصغير.
……………..
في صباح يوم جديد
تانم ايمان علي زراع ابنها وليس العكس …..فهي طلبت وهو وافق علي الفور
تقلبت …تفتح عينيها…لتجد نفسها علي تلك الحالة….اسر في ثبات عميق …وهي تضع راسها علي زراعه…شعرت بأنها طفلته ….
ف اعتدلت ووضعت رأسه علي زراعها ….بحب امومي صادق
قربت راسه من قلبها …قبلت رأسه……
رأت ظهره مكشوف سحبت الشرشيف جيدا عليه…وبدأت تلعب في شعره بشرود
وعدت نفسها ان تتغير من اجله….وعدت نفسها ان تكون نعمه الام له…وعدت نفسها ان تعطيه كل ما اخذته منه خلال ال٩سنوات
……………..
امريكا (نيويورك)
انها الساعة ال١٠مساءً
احدى اعظم البنايات
.
…بناية مكونه من ١٠٠ دور
…ب الطابق ال٥٠ يقف احدهم ينظر من زجاج مكتبه علي العالم في الخارج..شارد
..يضع كفه اليمين في جيبه……وجهه اجنبي بحت…بإستثناء عينية التي تشبة الصقر….يرتدي بذله سوداء ..يفك اول ازرار قميصه لا يرتدي جاكيته.في حالة شرود تام ..مازال ينظر للخارج……
Flash Back
………..
إيمان وهي تغلق باب منزلهم .بصوت عال تقول…
_حاضر يا ماما مش هتأخر …سلام بقى
في ١٥من عمرها …تنزل السلام وهي تقفذ بدلع …وكأنها في منزلهم
تفكر في النائل جاء علي بالها مباغتاً لها سنوات لا تتذكره
او تتناساه
_اااي …يا بت اللذينه ..مش تحاسبي….
قالها احدهم فهو كان يصعد وهي تنزل وتشوح بكفها دون اعتبار وفي كفها ( بوك اللي بيتحط فيه الفلوس للستات…اسمه بورتفيه دلوقت) اصتطدم جسدها بجسده ..فارتدا الاثنان للخلف واثناء ذلك ضربته ب البوك في رأسه دون قصد
ضحكت ايمان بشده علي هيئته
_معلش يا احمد والله …انت كمان طالع بسرعة ليه ههههههههههه بس خبطة حلوة ههههههه ..وريني دماغك كده…
(احمد ٢٦ سنه مهندس …معجب ب ايمان منذ كانت صغيره ..ف حيويتها ولسانها السليط هما ما اعجبانه)
نظر الي ضحكتها بإبتسامة وقال…
_خلاص مفيش حاجة …انتي عامله اي ..انا بطلت اشوفك خالص …
ايمان ببرأه…
_بابا بطل يطلعني
احمد محاولا الفهم .
_…ليه كده خير
اصل انا….كادت تحكي له ما نبهتها منه والدتها ولكنها توقفت تنظر للارض
احمد ينظر لها بإهتمام ممزوج بالاستغراب…يقترب مها
_…في حاجة ولا اي
ايمان تنظر لعينية القريبة …مفيش حاجة…معرفش مال بابا..
تجاهلت دون قصد المسافة الشبة منقطعه بينهما…
نظرتها البريئة وشفتيها المنتفخة بإعتدال…
جعلته يزدرد ريقة بصعوبة
ابتعد في لحال…وجد نفسه ينظر لمفاتنها ….استغفر داخله…لا يعلم ماذا اصابه….
صعد السلام سريعا دون قول اي كلمة…..
نظرة ايمان خلفها رأته وهو يصعد…لم تفكر…بل حمدت ربها انه لم يضغط عليها في معرفه سبب عدم خروجها والا انها تقسم كانت سوف تخبره كل شئ…
……….
بعد مرور شهران…..
ترن ..ترن..
_يا ايمان …يا ايمان ..شوفي مين علباب قالتها حنان من المطبخ…تُحلل الدقيق
تتقدم بخفه وهي تقفذ مرات قبل ان تفتح الباب…
….
_خالتو ام احمد يا ماما ….اتفضلي يا خالتو ..قالتها وهي تفسح لها الطريق
ام احمد تنظر للصغيرة بحب…..
_القطة الصغيرة ….تعالي بوسي خالتك….
قالتها وهي تقبلها من وجنتيها
ابتسمت ايمان وبادلتها القبل.
_..عامله اي يا خالتو
تغلق الباب
الحمد لله يا حبيبت خالتو…
_فين الوليه امك…قالتها مشاكسة
اتت حنان بإبتسامه وهي تمسح كفيها العالق بهما الدقيق…
_ازيك يا ام احمد وحشاني والله…تقبلها
_شهر بحاله مشوفكيش
_تعالي تعالي اتفضلي
قالتها وهي تتقدم بها لاحد الزوايا في الصالة
_اقعدي يا ام احمد والله ليكي وحشه……اعملي شاي لخالتك ام احمد يا ايمان.
..بصوت عال
ايمان من غرفتها.
_…حاضر يا ماما
تُعد الشاي وتدندن احد الاغاني ( عايشه سني وبغني وبحب الحياة…قلبي عايش سنينه وحياته بهواه…عايزه اضحك وافرح وارقص يا ناس هي دنيا وبنعشها مرة وخلاص…نناااا)
انهت عميل الشاي….تتقدم صوبهما
ومازالا المرأتان يسترسلان حديثهما
حنان بإبتسامه …
_.اي اللي بتقوليه يا ام احمد بس…. البت صغيرة
ام احمد بصوت عزب….واللهِ ما هيوقف تعليمها ولا حاجة ….هو انا بقولك جوزيها دلوقت! …..خطوبة بس…وبعد ما تتم ١٨ سنه يتجوزو…
_الواد خايف حد تاني يتقدم …وتوافقو
حنان بهدوء ومازالت الابتسامه علي وجهها…
_اللي فيه الخير يقدمه ربنا …انا هقول لابوها وهو اللي يقرر…انتي عارفه انا بعزك اد ايه….وابنك احمد والله الدنيا كلها تشهد علي ادبه واحترامه
ام احمد بسعادة.
_…انا متفائلة خير وبإذن الله ايمان هتكون مرات ابني احمد
في تلك اللحظة…سقطت الصنية من ايمان…اذنها لم تلقط غيرها من الاساس(الجملة الاخيرة)….
حنان بخضه وهي تقف.
_…مالك يا بت مش تفتحي.
لميهم وروحي اعملي غيرهم
ذهبت ايمان كا المصدومة وجهها اصفر ك الليمون
جاءت باكواب جديد
تتقدم
ام احمد بسعادة …
_…عقبال ما نشرب شربات فرحك يارب
قالتها وهي تربت علي وجنة ايمان المصدومة.
………….
بعد مرور شهر
_اوقفي بقولك….انا عايز اعرف انا اترفضت ليه
قالها احمد علي السلام والشرر يتطاير من عينية
ارتدت للخلف بخضة تقطم اظافرها…لا تعلم ماذا تقول له
_بابا…بابا رفض
احمد بسخرية وهو يقترب.
_…بابا بردو
ايمان بدموع وهي تلسق في الحائط
_..انت عايز مني اي
نظر للدموع الصادقه….وفي ذمة شفتيها البريئة…ونظر لعينيها مرة اخري….
فقال ببرود
_انا هقولك كلمة واحده….انتي ليا انا وبس…..سامعة…ليا انا وبس
وذهب وتركها تحت انظارها المذعوره
………
بعد مرور سنة ونصف:
مازال عقل احمد في تلك الفتاة …لا يعلم سبب رفضه…فهو معروفه اخلاقه…وكذلك متعلم…وهيئته جيده…كما ان ظروفه ميسورة
امام المدرسة:
_تعالي هوصلك….
_اي ده انت بتعمل اي هنا…قالتها ايمان بصدمة
احمد بصوت عادي وهو ينظر للمارة..
_..امك اللي بعتتني
ايمان بإستغراب….
_ماما ازاي
احمد بإبتسامة خبيثة..
_..ولا حاجة والدتك تعبت
ايمان بزهول ..
_.ماما..
وتركته وركضت ركض خلفها
_انتي يا مجنونة تعالي اوصلك …لسه هتركبي تلت موصلات…
توقفت تبكي تنظر له بخوف علي والدتها….
_احمد ماما مش هيحصلها حاجة صح…
قرب منها يمسح دموعها بأصابعه
_….تؤ..تؤ….ويله بقي اوصلك
صعدت معه لسيارته وداخلها تشعر الخوف والفقد…لا تريد ان تفقد والدتها
واخذت تبكي بصوت عالي…وتنظر له
_…طيب قولي قولي اي حصل …فهمني والنبي تعبت ازاي؟
احمد ينظر امامه للقياده…ثم عليها ..ويمسح دموعها مرة اخرى….تضايق من دموعها هو لا يحب رؤيتها تبكي
ولكنه يشعر بالنصر….يشعر بالفوز العظيم …يشعر بأنه اخيرا وصل لمبتغاه….
ابتسامه خبيثة ماكرة لا تعرف الرحمة زينها محياه
وانطلق بها حيث لا تعلم .