رواية قتل عن عمد
الفصل الثاني ١
(قتل عن عمد)
في عالم الحقيقة الضيحة أنا…عشقت رجلا فقط ب المنى..
تحولت الاحداث الي فناء او الى ذكرى حبنا…تناثرت بقايا انوثتي …لم يعد شعري طويلاً كما كنت تعشق..شعري قصيراً جداً الان.
Radwa
…………
في فيلا الصياد
عائلة الصياد احد اكبر عائلات مصر ….تلك عائلة تعمل في كل شيء وخاصةً الاستيراد والتصدير…عائلة مكونه من الجد الاعظم (الصياد) رجل جبار له احترامه من الجميع لا يخشى احدا ..بمجرد ذكر اسمه الجميع يصبح في حالة مزرية….له تآثير قوي علي الاخرين حتي ابناءه يخشونه….كلمته لا تأتي بعدها كلمه ….رجل حازم لا يقبل الخطاء…ولكن مع ابناءه وخاصةً احفاده لا يحب ان تشوب احدهم شائبة…
الجد الاكبر الصياد ..انجب ثلاث اولاد..زيدان -..امين -..معتز..
ابنه البكري(.زيدان الصياد)..انجب زيدان..ثلاثة اولاد (اوس الصياد).(.وايان الصياد).(وايهم الصياد)
و..( آمين الصياد)….انجب ثلاث ابناء(نائل الصياد..وادهم الصياد..ونورسين الابنه الاصغر)
وبعده (معتز الصياد) انجب ثلاث بنات
……….
واثناء الغداء يجلس الجد الاكبر يتوسط السفرة….يلتف الجميع حوله…يأكلون طعامهم في هدؤ تام ..دون كلام..علي شماله زيدان وعلي يمينه اوس.وباقي العائلة تحتل المائدة..
تناول الصياد احد القماشات يمسح فمه من بقايا طعام وهمي ..ها يا أوس عملت اي في البضاعة مع الجمارك
اوس بصوت رجولي بحت..متقلقش يا جدي كله ماشي تمام .
لم يعقب جده …فهو يعلم جيدا ما معني العمل و اوس موجود
…………………
في منزل الحاج يوسف
تنام ايمان علي خسرها كعادتها في النوم …ترتدي الاسود منذ رحيل النائل ..شعرها الاسود الفاحم القصير منتشر حولها بعشوائية … …رموشها طويله لم يأتي عليها الزمن..
..وجهها ليس ب المستطيل ولا الدائري ..بل بيضاوي الشكل..عيناها واسعة قليلا سوداء كملابسها . ..طولها ١٥٧ ووزنها ١٥٩…بإختصار هي فاتنة ?.
الان اشعة الشمس علي وجهها
ترمش عدة مرات…تتقلب يمينا وشمالا
ثم تفتح احد عينيها ببطئ تستقبل الضوء الناعم …ف تتقلب علي ظهرها
تفتح عينيها بوضوح..تنظر للسقف..بتمعن
لتذهب لعالم الماضى كعادتها كل صباح….
…….
Flash Back
يا ايمان يا ايمان….
نادى يوسف وهو يدلف للمنزل
…
_اتفضل اتفضل يا نائل يابني البيت بيتك…..
دلف نائل بهدؤ يخصة…ينظر حوله ..منزل بسيط يدل علي بساطة سكانه…
في تلك اللحظة دلف يوسف للداخل
في المطبخ
طفلة في ١٢ من عمرها تأكل بنهم الجبنة البيضاء ..لا تبالي بشئ ..لا تفكر في شئ…كل ما يشغلها في حياتها اهلها فقط ودراستها…مشاكسة تعشق المرح..لا تحب الهدوء….ترتدي بيجامة ميكي…شعرها الطويل تعقده لها والدتها جدايل….بشرتها ناعمة …
طفلة مفعمة بكل الحياوية….لم ترى الوجه الاخر للحياة…كل ما رأته هو الابيض…الابيض فقط.
مازال ينادي يوسف
_يا ايمان فينك يا بابا…
_انتي هنا بتعملي اي
نظرة له ايمان وفمها تملؤه الجبنة
_..عايز حاجة يا بابا….
تنظر له ببرأة
يوسف كان يود انا تخلط العصير للضيف بما ان زوجته في السوق
ولكن غير رأيه بعدما رأها…
_لا يا بابا مش عايز حاجة…انا داخل بس اعمل العصير معايا ضيف بره
..وتقدم اتجاة الثلاجة
تركت ما بيدها ايمان سريعا…
_هتعمل اي يا بابا …انا اعملك العصير
هز رأسه نافيا
_ ..لا يا بنوتي..انتي هتروحي زي الشاطرة تاكلي وتخلصي …وبعدين يا استاذة انا اسرع منك…دا انا لو اتكلت عليكي هيكون الراجل خلل بره
امتعض وجهها…
_كده ياسي بابا..ماشي
لم يعقب اتجه بكل همة ينجز العصير
كانت ايمان تأكل ..وتنظر له ولسرعته..
انهى يوسف عمله في ٥ دقائق او اقل….
فقالت ايمان سريعا..
_.خلاص طيب سيبه انا خلصت اكل…انا هطلعه للضيف
_ماشي يا ميمونه….قالها وخرج…وايمان تعد الاكواب
في الصاله
يجلس يوسف ..
_..ايوه يا نائل يابني…قلتلي عندك كام سنه
نائل بهدوء
_. ٢٥سنه…..انا جديد هنا…..وسألت وكده عايز افتح ورشة ميكانيكا…لكن محدش راضي يأجرلي هنا مكان.. في فاعل خير دلني علي حضرتك وقالي انك ماشاء الله محبوب بين الناس في الحته ..ف لو طلبت منهم شئ مش هيرفضو
كان يوسف ينظر لنائل ولا يشعر بأنه صاحب ٢٥عاما بل لباقته تدل انه اكبر بكثير..كما ان ملابسه المهندمه وشكله الرجولي الجذاب يدلون بأنه ليس من مصر من الاساس
خرج يوسف من تفكيره هز رأسه مستفهماً .وقال مبتسما .
_.اممممم…انا الحقيقة مش عارف عنك اي حاجة ..لكن وشك فيه القبول…وفعلا الحاج حسن هنا معاه كذا دكان واسعين كمان …بس هو مش هيقبل بأي مبلغ
رد نائل ..من ناحية الفلوس متقلقش حضرتك…..
_انا ساكن في العمارة دي الدور اللي فوق
فقال يوسف بإستغراب…غريبة الحاج حسن اجرهالك
_لا يا استاذ يوسف انا اشتريتها…
تفهم يوسف الامر وعلم ان المبلغ المدفوع ليس بهين ابدا …ف نادر ما يبيع الحاج حسن اي شئ من ممتلكاته….
لم يعقب يوسف …هز رأسه فقط
استقام نائل يهم بالخروج.
_..اسيب حضرتك انا..
ووقف يوسف
_ازاي يابني دا انت مشربتش حاجة..
تقدم نائل اتجاه الباب.
_.مرة تانية يا استاذ يوسف
.يوسف .
_.عيب كده والله احنا ناس تعرف في الاصول …
وصوت تالت
_استنى يا استاذ مش شايفه بيقولك عيب كده وانت بردو ماشي اي فيه …
قالتها ايمان بلسانها السليط تحمل اكواب العصير
وتتجة ناحية نائل
نظر نائل بإستغراب لقصيرة القامة..التي امامه ..كاد يضحك..لا يشعر بأن ذلك الصوت يخرج من تلك الطفلة
نظر يوسف لايمان بحزم علي كلماتها الدبش
وقفت امامه مباشرةً تنظر لاعلى بصعوبه وليعينيه مباشرةً تمد كوب العصير
تقول بأمر وتعقد حاجبيها وكانه احزنها
_..إشرب
قال يوسف سريعا…
_ايمان بنتي يا يوسف..كريمة جدا متعرفش يكون عندنا حد ومتقدمش الواجب..مش كده يا ميمونه…
ابتسم نائل داخله ولم يعقب…
اخذ منها الكوب بهدوء ولكنه ضغط علي اصابعها بقوة قيلاً..وكأنه يحذرها
تألمت ايمان بصوت منخفض ولكنها نظرة لعينية بإستغراب علي فعلته ….
رأت شئ لفت نظرها
تنظر لعينيه بتمعن…كأنها تبحث عن شئ…
فشهقت فجأة
……
صرخ يوسف بها من فعلتها الجريئة دون حياء..تحملق في الرجل وكأنه زوجها
ايمان تبتعد عنه بسرعة قائلة بخضة وهي تشاور علي والدها ومازلت تنظر للنائل ..
._…بابا شوفت بحور العسل…اي ده
كاد نائل يموت من الضحك
ولكن يوسف شعر بأن الارض انشقت وابتلعته…ابنته الطفلة تتغزل بعيون غريب وفي عقر داره…
احمر وجه يوسف عليها …تقدم منها يسحبها بعنف
ولكنها ركضت تمسك بملابس نائل من الخلف دون خجل…خائفة من والدها في نفس الوقت
_والله يا بابا خلاص مش تقول كده تاني…انا اول مرة اشوف عيون كده.زي اللي في التلفزيون…ده حتى رموشه كتار اووي
كل ذلك وهي تتشبث بملابس نائل من الخلف تحتميِ به
ويحاول والدها اخذها…وتلف ويلف النائل معها حتي لا يمسكها يوسف
حاول جاهدا نائل كتم غضبة من تلك الشقيه…فهو شخصية صعبة الميراث…لا يعترف بتلك التصرفات …يرى انها تصرفات هوجاء من واحده غبية تدعى ايمان…
توقف نائل وقال.
_..خلاص يا استاذ يوسف ..حضرتك قلت انها١٢ سنه طفلة يعني ..حصل خير
حاول تهدئة الموقف ..رغم انه يقسم انها لو كانت
اخته لكان كسر رأسها .
ايمان ببكاء ممزوج بالخوف.
_..خلاص يا بابا والله خلاص..الله يخليك..
يوسف.
_.خلاص يا نائل مفيش حاجة ….اطلعي من ورى الراجل ..الراجل معاه شغل
مازلت تبكي..
_. طيب هتضربني؟
يوسف بنفاذ صبر ..لاء
_طيب احلف يا بابا….
يوسف .
_.اللهم طولك يا روح …والله ما هضربك تعالي
خرج نائل وكأن لا شئ خلفه فهو يكره تلك التصرفات
خشيت ايمان كثيرا وهي لا ترى ظهر ذلك الغريب لتحتمي به
يخرج بهدوء تحت انظارها الخائفة
القى نظرة عليها يوسف ولم يتحدث معها ولكنه اعطاها درسا معنويا وقتها اشد مما لو كان كسر عليها الف عصا…
لم يتحدث معها يوسف اسبوع كامل …مما قطع قلب ايمان قطع.
Back
_ايمان ..يا ايمان …
ايمان..
_.ايوه يا مريم في حاجة…
جلست مريم قائلة.
_.ياااه يا ست ايمان انا ليا سنة بنادي..هتفضلي لامتي كده كل صبح تسرحي؟..لامتي كل ما تكوني وحدك تغيبي في الماضي؟
نظر لها ايمان لم تعقب
اردفت مريم بلامبالاه
رغم حسرتها داخلها علي حال اختها الميؤس منه
_..يا ست ايمان مش ناوية تروحي الشغل مع اسماء بنت خالتك مش قلتي لبابا انك هتروحي…والبنت يا حبة عيني جات الصبح علشان تروحو سوا …ياختي ومشيت علشان حضرتك نايمه في العسل
ايمان بإهتمام وهي تعدل من جلستها
_..فكريني كده اسماء كانت بتشتغل فين…
حكت مريم رأسها تتذكر….
_تقريبا في شركة مقاولات..
ايمان بتذكر ..
_.اه اه افتكرت …مقولات الراجحي
مريم وهي تقف للذهاب
_…عموما هي هتعدي عليكي بكرا بردو تكوني جاهزه من الساعة ٧ص
ايمان وهي تنظر للساعه علي الحائط
_…ياخبر دا الساعه ٢الضهر .انا نمت كل ده…..اما اقوم اصلي
مريم…
_ ..وانا كمان هروح اغير هدومي انهردة كان اليوم …في الجامعة متعب بشكل……
قالتها وخرجت تحت انظار ايمان
دلفت ايمان للمرحاض تغتسل وتتوضئ لتؤدي فريضتها كعادتها كل يوم
…….
في غرفة زينب…
زينب تشد شعرها بغل علي مسألة ما لا تعرف حلها…
_ااااه…هتشل هتنقط…يارب اللي حط الكتاب ده يتحول في عنية …اي المسأله دي??? …
_يا ايمان يا ايمان??….
اخذت تنادي من غرفتها علي اختها الاكبر حتي تساعدها في حل المسأله ف ايمان رغم عدم اكمالها الا الثانوية العامة ولكنها متفوقة ودماغها عبقرية…ولكن الحظ لم يحالفها مثل اختيها
_اي مالك يا زينبو اي كل الزعيق ده…
تتقدم ايمان اتجاة زينب …زينب تكاد تموت من الغيظ من المسألة
زينب محاوله الاتغضب..
_.تعالي تعالي كده بالله شوفي اي التخلف بتاع المسألة دي ..هيجيني شلل ??
ايمان وهي تجلس بجوارها..
_..خلاص ولا تضايقي نفسك ..وريني كده وان شاء الله نحلها
زينب بنفاد صبر…
_اهو بصي يا ستي
اخذت منها الكتاب ..تنظر للمسألة بتمعن…وزينب متوترة وكأنها تُمتحَن الان…
مرت دقيقة مازالت ايمان تنظر للمساله تأتي بها شمالا ويمينا تضعها في عقلها من جميع الزوايا…
زينب بقلق..
_اي يا ايمان ..صعبة صح
ايمان بإبتسامه…ولا صعبة ولا حاجة اهو تعالي بصي يا ستي…وفكت عقدة المسالة لها واخرجت الناتج مما ازهل زينب …ما ازهل زينب ليس حل ايمان لان ايمان دائما تحل لها ولكن ازهلها الناتج
زينب بزهول..
_.نعم !الناتج صفر بس!!
ضحكت ايمان
_ ..اي يا زوزو انتي علمي رياضه…يعني بالبراهين مفيش حاجة اسمها صغير وكبير
.هههههه.انتي بتصمي ولا اي
هزت زينب رأسها وقالت…
_والله خسارة انتي يا ايمان…بجد والله كان ممكن تكوني عالمه
ابتلعت ايمان ريقها …ونظرة في عين اختها محاوله الا تظهر ايا مما يجول داخلها…
ب_صي يا زينبو…انتي كبيرة و عارفة ان في الحياة كلها اقدار
_صح؟
زينب
_..صح
_يبقي يا حبيبة اختك…انا قدري اني مكملش بعد تالته ثانوي واني اتجوز واخلف واجيب آسر…وو
لم تكمل غصة استحكمت حلقها.
.اي خلفة تلك ما تتحدث عنها …اي امومة ..
..هي حتي الان لم تحتضن ابنها
..زوجها نفسه لا يعلم ان لديه طفل…طفل عمره ٩ سنوات…طفل يسأل كل يوم عن والده مثل باقي اقرانه…لم تستطع ان تبوح له ان والده مات بل اخبرته انه في عمل خارج البلاد وسيأتي يوما ما
….
غصة استحكمت حلقها….
تلك هي حياتها…ابسط المواقف تذكرها بحقيقة وضعها…حقيقة وضع امرأة في اوخر العقد الثاني من عمرها لا هي مطلقه ولا هي ارمله ولا هي اي شيء…
حقيقة وضع امرأة انجبت طفلا دون اب…اب ذهب وتركها دون النظر خلفه…اب لا يعلم حتي ان كان لديه طفل ام لا…
كل يوم تعطر نفسها من ذلك العطر الذي يعشقه…تنتظره كل يوم طيلة عشر سنوات
وابنها…اين ابنها في كل ذلك…منذ ولادته رمته لامها …هى تقريبا لا تعلم اي شئ يخصة…لم تحممه ولا اي شئ..ولا اي شئ …
صرخت ايمان فجأة
_ …آااااه…ابني ..يامي ..ابني ..آااااه…ليه كده ليه….ليييييييه
فرشت الارض تضربها بكل قوتها وكأنها السبب فيما تعانيه
وزينب تجمدت مكانها من هول ما حدث فجأة امامها
تساقطت الدموع الغزيره من عيونها..فتلك المرة الثالثه وايمان تصرخ بتلك الطريقه طوال العشر سنوات
ركضت زينب تبكي خارجا
…لترى يوسف وامها ومريم الجميع يركض اتجاه الصوت…
تساقطت الدموع من الجميع …و يوسف كان الاول جلس علي الارض سريعا يحتضنها يحاول ضمها ولكنها لا تساعده…مازلت تصرخ ..
…ليه…ليه ..ليه مشي…انا عملت اي…اااااه…تبكي وتتكلم وتصرخ وهي تغلق عينيها.
_…عملت اي انا
_عملت اي انا علشان اتعاقب كده…..وابني ذنبه اي…آاااااه…يا بابااااا….حاسه روحي بتطلع
مني ..
.آاااه..روحي بتطلع مني يا بابا…آاااه
يوسف ببكاء وهو يضمها
_…شهدي شهدي يا ايمان ..شهدي يا حبيبتي