رواية اميره بلا فارس ( الجزء الاول ) للكاتبة اسراء على

الحلقه الثالثه

فى مكان اخر تحديدآ مدينه ( الرياض ) بالسعوديه
كان فهمى الصريطى يتناول افطاره مع امراه وطفل صغير معهم
تحدثت المراه وتدعى ( نوال ) بشئ من الحنق :-
_ ناوى تنزل مصر امتى بقى انشاء الله

نظر لها بطرف عيونه وهو يتناول وهو يضع الطعام بفمه
_ كمان يومين .. بتسألى لى بقا … ولى تكونى عيزانى اقعد معاكى هنا على طول

هتفت بضيق جلى على ملامح وجهها وهى ترتشف من العصير امامها
_ وفيها اى يعنى ابنك محتاج رعايه هتسيبنى لوحدى معاه فى بلد غريبه
وبعدين انت لما بتنزل مصر بتنسي نفسك

ترك هو الطعام من يديه لينظر لها نظره ناريه
_اعمل اى يعنى عيزانى افضل جمبك على طول
ما زى ما دا ابنى .. حور بنتى ولى هو ليه حقوق عليا وهى لا

شعرت انها اخطأت فى التعبير فهى لا تريد ان يغضب عليها ويتسبب فى المشكله معها لذلك لانت نبرتها وهى تهتف بطيبه مصطنعه
_انا مقصدش يا فهمى .. انا عارفه ان حور برضو بنتك بس بقول كده عشان .. ادم انت عارف انه مبيحبش يقعد بعيد عنك

تنهد هو بضيق وهو يمسح بكف يده على وجهه
_وانا مش هتاخر .. هو اسبوع بالكتير وهرجع تانى

نهض من على الطاوله ليذهب لعمله وتشرد هى وتسود نظراتها وهى تهتف بنبره ناريه
_ مستحيل اخليه يكون ليكى يا ناديه .. وشويه كمان هخليه يطلقك ويرميكى رميه الكلاب انتى وبنتك

________________________

اتجهت حور الى المركز لتلتقى باصدقائها
كانت ترتدى بنطلون جينز ازرق وفوقه تيشرت ابيض منقوش عليه بعض الكلمات الغربيه بالون الازرق
وعليه جاكيت جينز بلون البنطلون وحجابها الذى يحمل اللونين

تقابلت مع اصدقائها فكان معهم بعض الوقت على موعد المحاضره
هتفت رانا وهى تطلع امامها
_ السنتر غير الجدول والجديد متعلق هناك اهو

تحدثت الاخرى وتدعى ( هند )
_ مش هنعرف نجيبه دا عليه زحمه اووى

حور وهى تنظر فى ساعتها
_ بقولكم اى المحاضره هتبداء يلا …ولما نخلص نبقى ناخده او نصوره

وافقوها الرأى واتجهو للمحاضره وبعد فتره انتهت المحاضره
وخرج جميع الطلاب متجهين لنقل الجدول المعدل

رانا بضيق وغيظ :- يادى النيله هننقله ازاى دا دلوقت

هند بضيق اشد :- لا مينفعش اتاخر على البيت ومش هستنى

حور وهى تتجه ناحيه الجدول
_انا هروح انقله واللى يحصل يحصل

كادت ان تخطو وسط ذلك الزحام حتى وجدت يد تجذبها للخلف وتتجه بها الى ركن بعيد

حور بأستنكار :- اااى فى اى دا بتعمل اى يا يوسف

ترك هو يدها لينطق بصوت عالى نسبيا وعصبيه طفيفه :- كنتى راحه فين حضرتك

حور وهى تنظر له بغيظ شديد :- راحه انقل الجدول وبعدين وانت مالك بتسال لى

جز يوسف على اسنانه بقله صبر و بغيظ ويشاور تجاه ذلك الحشد
_بصى كده على مكان الجدول … عشان توصليله لازم تتلزقى وسط الولاد يا هانم
شايفه ان معظم البنات اللى هناك دول .. مش محترمين ودخلين بحجه نقل الجدول بس هما قصدهم حاجه تانيه
ترضى بقا ان حد يقول عليكى كلمه مش كويسه

إلجمت الصدمه لسانها فهى لم تتوقع ذلك .. فكان شاغلها الاكبر وهو الجدول ولم تنتبه لهؤلاء الاولاد الذين ينتهزوها فرصه فى ملامسه اجساد الفتيات

اكمل هو كلامه بعد ما لانت نبرته
_ خلى بالك من تصرفاتك يا حور .. الناس مش بتتمنى الخير لغيرها وهيقفولك على الواحده

ثم اخرج من جيبه ورقه واعطاها لها وهو يكمل كلامه
_دا الجدول نقلتهولك ..

نظرت له نظره مختلفه تماما عن الاول
فهى ترا لاول مره ( راجل )
والرجل فى قموسها هو من يخاف على سمعه الفتيات كأنه يخاف على اخته
ويخاف على كسر قلبهم
ويخشى الله فى تعامله معهم … فالرجل له معانى كثيره
واولهم … ( تنفيذ الوعود الذى يقطعها )

يمكن ان يوسف لم يفعل ذلك .. لكن تصرفه لها
وخوفه عليها وعلى سمعتها ..
انقاذه لها من ذلك الشاب الذي حاول مضايقتها
جعلها تعطى له مكانه فى عقلها لتفكر به

كانت تحدث نفسها بتلك الجمل وهى تسير بجوار رانا عائدين للمنزل بعد ان اخذت منه الورقه وشكرته
افاقت من شرودها على صوت رانا وهى تهتف بتعجب
_حووووور .. روحتى فين سرحانه فى اى

حور بأنتباه وهى تتلعثم
_ هااا ول .. ولا حاجه مفيش

رانا بدهشه ونبره متعجبه
_مفيش ازاى انتى مش معايا خاالص … وبعدين كنتى بترغى فى اى انتى ويوسف

حور بضيق وهى تداريه الموضوع
_ ولا حاجه .. يلا احنا وصلنا سلام

توقفو عند مفترق الطريق لتودع كل منهم الاخرى وتذهب حور الى منزلها بعقل شارد للغايه

_______________________________

مر يومان على تلك الحادثه ولم يوفر يوسف جهد ليثبت لحور انه يحبها
وفى كل مره كانت حور تعجب بشخصيه يوسف عن ذى قبل

فى يوم كانت حور تجلس قرفصاء فى الصاله وامامها عدد لابأس به من الكتب الدراسيه
حتى وجدت مين يفتح الباب ويدخل
جحزت عيناها فرحا فكان ذلك والدها الذى غاب عنها ثلاث اشهر

ركض بسرعه لتلقى نفسها بين احضانه .. ضمها هو بحنان اب اشتاق لابنته
جاءت ناديه من المطبخ لتجده يجلس وابنته بين احضانه
نظرت له بغيظ وضيق شديد لكنه رسمت الابتسامه واتجهت له وهى تهتف
_حمدلله على سلامتك يا فهمى

رد هو السلام بجديه شديده وهو يرى نظره الضيق فى عيونها :- الله يسلمك

عاود النظر لابنته ليبتسم لها بحب :- عامله اى يا حور فى دراستك

حور بسعاده لرؤيه اباها :- الحمد لله يابابا
ثم اكملت بعتاب :- بس كل دى مده تقعدها بره
ياريت بقا متسافرش تانى

ارتبك هو من جملهتها لكنه اخفى ارتباكه وهو يجيب بجديه :- مينفعش مسافرش تانى شغلى كله هناك

وناوى بقا تقعد هنا قد اى
قالتها ناديه بنبره عاديه لكنها محمله ببعض السخريه

رد هو بنبره خافته :- اسبوع بالكتير

حور بأستنكار :- اسبوع ببببس … لى يابابا كده يعنى تغيب تلات شهور ولما تيجى متقعدش غير اسبوع

اعمل اى يعنى يا حور .. شغلى اسيبه يعنى
قالها هو ببعض الانفعال

لترد هى بنبره حزينه لكنها جامده
_ لا يا بابا متسبهوش … سيبنا احنا
عن اذنك ورايا مذاكره

تركتهم ودلفت الى غرفتها
نظرت له ناديه بغضب دفين وهى تهتف
_عجبك كده …. عجبك لهفه بنتك عليك ولى وكسرتها لما قولتلها انك هتقعد اسبوع بس
نفسي اعرف انت لى بتعمل كده

نظر لها بغضب ليهتف بعصبيه
_ناديه قفلى على الموضوع دا … انا تعبان وعايز انام

دلف هو الاخر الى غرفته ليستريح وتركها حزينه على حالهم

___________________________

فى الرياض ،،
فى منزل فهمى هناك ،،

جلست نوال على الاريكه وهى تنظر بشرود امامها لكن نظراتها غاضبه
حدثت نفسها بصوت مسموع
_ لا مهو انا مش هفضل قاعده وحاطه ايدى على خدى كده
وانا اصلا عارفه ناديه دى حربايه
وممكن تلف عليه وتاكل عقله

ثم وضعت احدى اصابعها على طرف الكرسي وهى تحركه حركه دائريه دليل على تفكيرها

ثم انفرج ثغرها بابتسامه ولمعت عيونها ببريق مخيف
_ خلاص كده لقيتها هو دا الحل

___________________________

مر يومان على وجود فهمى وسط اسرته تأقلمت حور معه ورضيت بالامر الواقع

حتى جاء اتصال تلفونى لفهمى من زوجته نوال
خرج الى الشرفه واجاب عليها وهو يوبخها
_مش قولتلك متتصليش بيا طول ما انا فى مصر

اصطنعت نوال البكاء وهى تهتف بنبره حزينه
_يعنى كمان مش عايزنى اقولك حتى اخبارنا افرض حد مننا انا وابنك حصله حاجه

اجاب هو بصوت خافت وقلق
_ هو ادم حصله حاجه

اجابته بكذب :- ايوة سخن اووى وحرارته مش عايزة تنزل وكمان عمال يرجع

فهمى بخوف وقلق اذيد :- طيب مرحتيش للدكتور لى

نوال بخبث ولؤم :- رحت بس العلاج مش جايب نتيجه

اذداد قلقه فهتف بخوف :- طيب خلاص انا جاى على اقرب طياره سلام

اغلقت معه وعلى وجهها ابتسامه انتصار وفرحه

دلف هو من الشرفه للداخل فوجود حور امامه وتنظر له بتعجب
_ مالك يا بابا فى حاجه حصلت

اخفض هو نظراته للاسفل وارتبك بشده
لكنه هتف بثبات متقن
_حصلت مشاكل فى الشغل هناك ولازم اسافر بسرعه

حور بصدمه جاليه :- تسافر !!!! … انت لحقت تقعد

هتف بعصبيه وصوت عالى نسبيا
_ اعمل اى يعنى … هما لسه مكلمنى دلوقتى لازم اسافر … وهسافر بكره

نظرت له بغضب شديد لكنها كتمته داخلها
ونطقت من بين اسنانها
_ طيب يا بابا توصل بالسلامه

دلفت الى غرفتها .. لتتجه بعد ذلك ناديه تجاه وعلى وجهها اقصى علامات الحزن على ابنتها والغضب من افعاله
_ انت لى بتعمل كده فى بنتك … حرام عليك زى ما هو ابنك .. هى بنتك برضو

نظر لها ولم يقدر على النطق فهو بالفعل يخطئ كثيرا فى حق ابنته

____________________
جلست حور فى فراشها تبكى على حالها
فهى لم تعد تشعر بوجود الاب فى حياتها
كانت تمر امام عيونها بعض اللحظات من طفولتها
كان دائما معها … لكن بعد سفره وعمله بالخارج
لم يعد موجود معهم

جففت دموعها بيدها وهى تنظر امامها بشرود
حتى قاطع سلسال ذكرياتها رنين هاتفها برقم غير مسجل

اجابت عليه بنبره خافته لكنها جاده
لتتفاجئ بالمتصل !!

______________________________

error: