انتحار تحت التهديد
الفصل الثانى
صعدت ديما السيارة بصحبة قصي بعد ان طلبت منه فتح الباب لها فانصاع
لطلبها وفتحه وهو لا يدري لماذا يفعل كل ما تطلبه هكذا .. أقوة شخصيتها
..؟!! ام حضورها الطاغي ..؟؟! ام ماذا هناك يجعله يرضخ لها هكذا ..!؟
توقف امام مبني قسم الشرطة الذي يعمل به وطلب منها الهبوط من
السيارة عندما دخلت المبني راحت عيناها تجوب المكان بتفحص وعناية وعندما
وصلو الي مكتبه ما ان دخلت الغرفة حتي صاحت بتعجب : ايه دا ..؟! هو انا مش
هستريح من السفر شويه جايبني علي الشغل علي طول كدا ..؟؟!! خلاص اوك انا
بحب النشاط ..!!
قالت جملتها الاخيرة وهي تخلع قبعتها من فوق رأسها فانساب شعرها
البني الطويل علي ظهرها بنعومة جعلته يشدق فمه باعجاب صارخ .. اخرجته من
تلك الحالة عندما صاحت بجدية : انا سامعه ان في قضيه دلوقتي انتو شغالين
عليها وغريبه من نوعها ياريت اطلع علي كل الاوراق اللي تخصها… !!
تنحنح باحراج مميت وقال بخفوت : اه اه اكيد اتفضلي اقعدي وهجهزلك الملف ..!!
ثم وجه حديثه ل احمد الجالس في وضع المشاهد لحديثهم باهتمام وقال بغيظ : هااااا وصلت لحاجه ولا لسه ..؟!!
اجابه احمد بعدم فهم : ماهو حضرتك انا قولتلك اني عندي معلومات قبل ما تمشي وحضرتك قولتلي لما ترجع عرفني ..!!
ارتبك قصي عندما تذكر انه بالفعل اخبره عن ذلك فقال بسرعة : انجز وهات اللي عندك ..!!
اقتربت ديما من احمد ومدت اليه يدها لتصافحه بتودد وقالت برقة : هاي انا ديما تشرفت بمعرفتك ..!!!
ابتسم احمد ببلاهة ومسح يده قبل ان يصافحها وهو يتمتم بكلمات غير مرتبة ولكنها ضحكت بعذوبة لتحثه علي الهدوء وعدم الارتباك ..!$
بينما شعر قصي بالغيظ ينهشه لماذا تعامله هو بتعالي وتكبر بينما
تتقرب من احمد وتعامله بلطف فاقترب واعطاها الملف بيدها بعنف وصاح قائلا :
مش وقت تعارف .. يلا نشتغل بلاش كلام فارغ ..!!!
نظرت له باستهزاء ولم تجبه وتفحصت الملف باجتهاد ففهمت مجريات القضية وطلبت من احمد ان يكمل لها ما وجد علي الحاسوب ..!!
فقال احمد بثقة اكتسبها من وجودها وحديثها المنمق معه : بعد ما
رجعت كل الداتا علي الجهاز هنا لقيت ان في رسالة تهديد جاياله علي حسابه
الاصلي مش المزيف اللي هو باسمه حسان .. بيقول فيها ” انا اعرف عنك كل حاجه
.. وتقدر تسميني قدرك او جلادك اللي هيخلص حق كل ست وكل بنت ضحكت عليها
وهددتها وفضحتها .. انا كمان هفضحك وهيكون مسيرك ان بناتك يطلقو وعيالهم
يتشردو والناس هتخاف علي ستاتها منك وهيجرو منك كانك كلب أجرب .. هااا تحب
اقول تاني ولا اتاكدت اني اعرف عنك اللي انت متعرفوش عن نفسك ”
اعتدلت ديما في جلستها وقالت باهتمام : ها وهو رد عليه .. قصدي حسان ..!!
اكمل احمد حديثه وقال : طبعا يا فندم رد وقاله ” انت مين وعايز ايه انت اكيد بتخرف .. وغلطان في العنوان ”
طبعا لما حسان قاله كدا الحساب المجهول بعتله صور محادثاته مع
الستات وهو بيهددهم بس المفارقه هنا بقا يافندم انه كمان بعتله تسجيلات
صوتيه ليه وهو بيكلمهم علي التليفون اللي بيحمل رقمه الخاص وكمان بعتله
فيديوهات مسجله بمكالمات فيديو متسجله من الطرفين هو والستات… !!!
ضرب قصي علي مكتبه بعصبية وقال : مين دا وعرف كل دا ازاي وبيهدده ليه عايز فلوس مثلا بينتقم منه ليييييه ؟!!
نظر اليه احمد من خلف نظاراته وقال بأسف : الحساب دا طلب من
الضحيه انه ينتحر وادامه اسبوع بالكتير يا فندم وكل يوم يلعب باعصابه
ويبعتلك حسابات ناس يقربو لحسان ويقوله مش دا ابنك مش دي بنتك مش دا صاحبك
كل اللي بعتهولك دا هيروحله بس لو انتحرت من سكات سرك هيموت معاك. وبناتك
هيفضلو مستورين في بيوتهم … !!!!!
نهضت ديما واعادت خصلات شعرها للخلف بتوتر وقالت بذعر : ايه
كمية الترويع اللي شافها الانسان دا قبل ما ينتحر .. ايوه هو قذر بس في
قانون يحاسبه او ع الاقل كان اتسبب في توبته مش يخليه ينتحر … !!!!!
نطق احمد بلهفة : في حاجه اخيره يا قصي باشا .. الحساب دا طلب
من حسان انه يمسح كل الرسايل اللي بينهم وبين بعض .. تقريبا كان عايز محدش
يوصل لاي حاجه تخصه ..!!!
رن هاتف قصي الارضي الموجود بمكتبه فاجاب بغضب ظل يستمع الي
الطرف الاخر بعضا من الدقائق فجحظت عيناه وابتلع ريقه بتوتر واغلق الخط دون
ان يتفوه بكلمة .. ونظر اليهم وقال بجدية : في ضحية جديدة بلاغ عن حالة
انتحار بردو .. يلا بينا نتحرك ع العنوان فورااا… !!!
توجهوا الي عنوان الضحية هم وبعض عناصر الشرطة والطبيب الجنائي
دخلو منزلها .. منزل زوجية حديث لعروس لم يتعدي وجودها به الا عام واحد فقط
.. نائمة علي فراشها المغطي بالدماء المتسربة من شرايين يديها الاثنتين ..
كحل عيناها منسال علي خدودها وكأنها بكت مر البكاء قبل ان تقتل نفسها تركت
رسالة بجوارها علي الكومود الملتصق بالفراش مكتوب فيها كلمة واحدة وهي ”
سامحوني ” .. !!
تفحصتها ديما بقوة وشجاعة نادرا ما تصدر من فتاة بعمرها .. اقتربت منها وقالت بثبات : واضح ان الضحيه حامل في شهرها السابع تقريبا …
صرخ بها قصي غضبا : دا مش شغلك ..امال الطبيب الشرعي بيعمل ايه هنا .. ابعدي عن الجثه ..!!
أرسلت اليه نظرة قاتلة وقالت بهدوء : شغلي انا عارفاه كويس وبدل
ما انت عمال تدي اوامر اتفضل افحص المكان كويس اؤمرهم مثلا يتحفظو علي
متعلقاتها الشخصية زي تلفونها مثلا او لو عندها كمبيوتر او لاب ..!!
صرخ قصي بأمين الشرطة ان يأخذ ديما ويعيدها الي قسم الشرطة لحين
النظر ف امرها ان كانت ستكمل معه ام لا ..لم يعطيها اي فرصة للاعتراض فكان
فيأوج غضبه وكانت الامور لا تحتمل مناقشة او اعتراض… !!
تابع قصي عمله من دونها وطلب منهم التحفظ علي اي شئ قد يساعدهم
وبالطبع اخذ احمد هاتفها النقال ولم يجد اي جهاز اخر غيره سوي هاتف صغير
قديم فاخده ايضا للتحقق من الموجود عليه واخذت الجثة للتشريح ولكن من
المعاينة المبدئية بالفعل الضحية حامل في شهرها السابع كما قالت ديما ..!!
بداخله تيقن ان تلك الفتاة ذكية وغير مدللة علي الاطلاق فهي
قوية ولا تهاب المهمات الصعبة .. فبدأت نظرته اليها تختلف ولكنه عزم علي
تلقينها درسا لكي تحترمه امام عناصره .. خرج من منزل الضحية ودخل مكتبه هو
واحمد فوجدها تجلس منهمكة في بعض الاوراق ويبدو عليها الانغماس الشديد فيما
تقرأه .. فتعجب قصي واحتار لامرها لانه توقع انها ستعود وتبكي كثيرا
وتنتظره لتعتذر منه او لترجوه ان تظل معه او حتي توبخه ولكنها عادت لتعمل
بِجِد… !!
ما ان شعرت بوجودهم حتي نهضت بحماس وقالت : دي شوية تحريات انا
طلبتها عن الضحيه ..وكمان طلبت اهلها للتحقيق شويه وهيوصلو .. ولما عرفت
اسمها عملت سيرش عليها علي الفيس بالاسم والبلد والدراسه ظهرلي كام اسم
زيها شوفتهم كلهم لقيت فيهم واحده عامله متزوجه من ” محمد بسيوني ” وهو دا
جوز الضحيه ف عرفت ان هي دي الهدف وقلبت شويه في ض
صفحتها .. اخر اسبوع بقت تنزل منشورات كئيبة ومعظمها عن الموت ..!!
تبادل احمد وقصي النظرات البلهاء وقدرتهم علي فهم طبيعة تلك الفتاة المشاغبة تتلاشي تدريجيا ..
فتكلم احمد وقال بتساؤل : لحقتي تعملي كل دا امتي وازاي .. ؟!!
صاح قصي بصوت عال : والسؤال الاهم ولييييه اصلا هو انا مش امرت انك تفضلي بعيد لحد ما اقرر هتكملي معايا ولا لا ..؟!!!
اجابته بحماس يتزايد كلما تحدثت : استني بس … مريم حسن السكري
.. 25 سنه زوجة محمد بسيوني بيشتغل في شركة كهربا بيسافر السويس 3 اسابيع
ويرجع اسبوع .. 33 سنه وهو حاليا مسافر بس انا طبعا بعتله رساله يحضر علي
هنا فورا قبل حتي ما يشوف اهله او اهلها .. مريم خريجة دبلوم تجاره وكملت
معهد فني تجاري سنتين بعد المدرسه ودا اللي خلاها تتجوزها وعندها 24 سنه
..!!!
اعجب قصي من كفائتها وانخرط معها في الحديث وتغاضي عن امر
اهانتها له فقال بجدية : احمد .. الموبايل بتاع مريم معاك في خلال دقايق
تكون فاكك كلمة السر بتاعته وفاتحه ادامي ..!!
اجابه احمد بثقة : طبعا يافندم وكمان الموبايل اسهل بكتير من الكمبيوتر ..!!
تمكن احمد من فتح هاتفها والوصول الي كل ما كان عليه حتي الذي
مسحته اعاده ثانية بعد قليل من الوقت هتف بأسف : في اخبار مش كويسه يافندم
..!!