انتحار تحت التهديد

الفصل السابع

ركض اليها وعندما اقترب وجدها تنزف من رأسها فصرخ  .. وهي بين
الوعي واللاوعي رأت عبراته تتساقط علي وجنتيها وغابت عن الوعي تماما فحملها
وركض بها الي السيارة كالمجنون .. قاد السيارة وهو يصرخ محتضنا إياها بيد
ويقود باليد الأخرى .. حتي وصل أخيرا الي المشفى فحملها ودخل وهو يصرخ
بالموجودين هناك ان يسعفوها بأسرع وقت .. فاقترب منه ممرض رجل وتبعه اخر
فعرضو عليه ان يحملوها بدلا منه لعدم توفر اسرة متحركة الان فرفض ان يمسها
غيره وتوجه بها الي حيث ارشدوه .. وضعها علي سرير الفحص وجاءت اليها
الطبيبة مسرعة لتفحصها .. بالكاد اخرجوه من الغرفة .. لم تغفل عيناه عن
مراقبة الطبيبة فهو الان يتمني ان تكون بخير ويأخذها بين احضانه ويعترف لها
بعشقه وخوفه وغيرته وجنونه بها ..!!

أمرت الطبيبة بأن يخرجوها لغرفة الاشعة وعمل اللازم لها للتأكد
من عدم وجود كسور او شروخ بها .. خرجت الطبيبة الي قصي واخبرته انها بخير
مبدئا وطلبت منه ان يهدأ قليلا .. ظنته زوجها لأنها تري الان امامها شخص
متيم وعاشق وخائف ومذعور علي شريكته ..!!

هاتف احمد قصي ليطمئن عليه لأنه تأخر كثيرا وأيضا ليخبره
بالأحداث المثيرة الجديدة التي وصلت اليه لتوها فرد عليه قصي بصوت مختنق
وبعد سؤال احمد له عن سبب تأخره .. اخبره قصي عن الحادث الذي حدث لـ ديما
..!!

فهتف احمد بحزن : لولا التطورات الجديدة في القضيه كنت جيتلك
حالا بس مش هينفع احنا التلاته نسيب المكان انا بشتغل علي طرف الخيط اللي
هيوصلنا للمجرم ولازم اخلص بسرعة ..!

اجابه قصي بلهفة : في ايه يا احمد فهمني وصلت لايه بالظبط .؟!

رد احمد بأسف : مش هينفع اقولك ع التلفون تفاصيل كتير دقيقه لازمها شرح ..!!

هم قصي واقفا بتصميم وقال : انا جايلك يا احمد خلال دقايق هكون عندك ..!!

توجه قصي الي استقبال المشفى وترك رقم هاتفه لديهم وطلب منهم ان يهاتفوه سريعا اذا افاقت ديما او حدث لها أي شئ مفاجئ …!!!

استقل قصي سيارته وترك قلبه هناك حيث ترقد ديما .. نظر علي
المقعد المجاور لمقعده في السيارة فوجد قطرات دمائها عليه فأغمض عينيه
بلوعة ولكنه قرر الا يفكر بأي شئ حاليا ما عادا القضية وارواح الناس التي
ينقص منهم شخص او اكثر أسبوعيا .. وصل الي مكتبه مسرعا فوجد احمد منهمك بين
الأوراق وبين الحاسوب

فصاح بترحيب : ها يا احمد ايه الاخبار ..!!

رفع احمد راسه بلهفة وقال : قصي … انت كويس طمني عليك انت بخير وديما عامله ايه فاقت ولا لا ..؟؟!!

تنهد قصي بحرقة وقال بجمود  : ايه الجديد في القضيه مش عايزين نضع وقت ..!!

هتف احمد بأسي : انا عارف انك زعلان عليها اوي ومتاكد ان كل
مناكفتك ليها وصوتك العالي وعصبيتها من تصرفاتها كل دا عشان انت مش عايز
تميل ليها وقلبك بيعاندك .. !!

نظر قصي اليه نظرة قاسية وقال بحدة : احمد .. مسمعتش انا قولت ايه اتفضل شوقف شغلك ياباشمهندس ..!!

امسكه احمد من كتفه وهزه برفق : حرام عليك نفسك اللي انت حارمها
من كل حاجه ممكن تسعدها .. انا اكتر حد ممكن افهمك في الدنيا .. انت طيب
وحساس من جواك اوي ليه بتظهر الشخصيه القاسيه دي في الشغل وقولنا ماشي لكن
في حياتك الشخصيه حب وعيش وافرح ..!!

جلس قصي بتعب وقال بارهاق : ومين قالك ان الحب فرح .. اديني اهو
بتعذب لو مكنتش حبتها مكانتش هتهمني اوي كدا .. كنت هسال عليها عشان دا
واجب عليا لكن قلبي مش هينكسر وراها كدا .. !!

اقترب منه احمد وجلس بجواره وقال بود : لا متحسبهاش كدا احسبها
ان ليك شخص بتخاف عليه وبيخاف عليك تقلق عليه ويقلق عليك ويحبك وتحبه سيب
قلبك يسعدك ويعيش ويتنفس حرام عليك تقضي عليه كدا ..!!

ابتسم قصي بمرارة وقال : انت بقيت فيلسوف كدا امتي ؟..!!

اجابه احمد بصوت هادئ :لو مسمعتش الكلام ههريك فلسفه .. ديما بس تقوم بالسلامه وهفضحك ادامها مش هسكت ..!!

هز رأسه وقال بتمني : يارب تقوم بس بالسلامه ..!

رد عليه احمد بسخرية : احنا واقعين خالص شكلنا وهي كمان واقعه
.. انا مراقبكو من زمان .. نظراتها ليك عندها معاك تحديها ليك ومحاولتها
دايما انها تظهرلك انها قويه وشاطره كل دا معناه ان انت عاملها ثوره في
دماغها وقلبها ..!!

تذكر قصي مواقفها معه وجنونها وقوتها وعنادها معه  ونظرات
عيونها  اللامعة وبريقها عندما تراه فشعر انه سيقصر في عمله اذا فكر اكثر
فصاح بثبات : خلصنا كلام جانبي .. يلا دلوقتي علي الشغل .. عندك ايه
ياباشمهندس اتفضل سامعك …!!

قال احمد بجدية : تقرير المعمل الجنئي وصل يا فندم .. انا طبعا
اطلعت عليه بعد اذن حضرتك .. حصلي ذهول وانا بقرا ان زياد مش هو اللي قطع
شرايين ايديه ورجليه .. وان دا بفعل فاعل .. !!

انتبت حواس قصي وهو يستمع لحديث احمد الغير متوقع فقال بتساؤل : يعني ايه الكلام دا فهمني ؟؟!!

فرك احمد كفيه بحماس وقال : البصمات اللي علي الموس اللي المفروض هو ينتحر بيه بصمات لؤي ..!!!

هتف قصي بلهفة : قصدك تقول ان لؤي هو اللي عمل كدا في زياد ؟؟!!

اجابه احمد بثقة : ايوه يافندم بالظبط كدا .. لان المفروض لؤي
كان يمسح بصماته من علي الموس بس تقريبا المخدرات خلته يغلط الغلطه دي ..!!

حك قصي ذقنه وقال بفضول : احمد انت شكلك فاهم الملابسات اللي
حصلت اليوم دا كويس هات من الاخر وبعدين نبقي نفصص الموضوع حته حته من
الاول تاني بس ابقي معاك علي الخط …!!

هز احمد رأسه بالموافقة وقال : تمام يافندم .. من خلال شغلي انا
بقا علي تليفوناتهم واللاب توب بتاع زياد ظهرلي انهم كانو بيتحدو اللي
بيهددهم دا ومش هاممهم منه عيال واصله بقا ومش هاممها فضايح وكلام من دا
كانو واخدين الموضوع علي انه لعبه وفلا كانو ناويين يستخدمو هكر عشان يعرفو
مين دا ويعلموه الادب بس اللي هما ميعرفوهوش ان اللي كان بيهددهم دا كان
عنده كل حاجه علي اجهزتهم كان تليفوناتهم وكل حاجه تخصهم  مفتوحين ادامه

24 ساعه مكالمات رسايل فيس بوك واتساب وكل وسائل التواصل اللي
تخصهم .. المهم يا فندم انهم مكانش في دماغهم ابدا انتحار الا بعد ماجه لـ
لؤي رساله من اللي بيهددهم دا فيها صور لزياد وفيديوهات مع اخته .. طبعا
لؤي مقالش لحد عن الرساله دي وقرر ينتقم هو بنفسه عشان كدا استغل فرصة غياب
نصر وشرب زياد جرعه زيادة وهو اللي قطعله شرايين ايديه ورجليه وبعد كدا
كان ناوي هو كمان يقطع شريان ايديه عشان محدش يشك فيه فاخد جرعه زياده شويه
عشان ميحسش بالالم …!

هتف قصي مقاطعا له : ثواني بس .. كل دا عرفته ازاي يعني بتتكلم
علي اساس كنت معاهم .. الاتنين ميتين يبقي ازاي عرفت اللي حصل ف الليله دي
..؟؟!!

اجابه احمد بثقة : مانا كنت لسه هكمل لحضرتك يا فندم .. العناصر
بعد تفتيش البيت كويس جدا لقو ان زياد كان مركب كاميرات في كل ركن في
البيت اكيد كان من هواة اعادة المشاهد لكل حاجه بتحصل .. ولقينا هارد
كمبيوتر زي الميموري بتاع التليفونات كدا متسجل عليه كل حاجه صوت وصوره من
اول ما الكاميرات ركبت لحد ما العناصر فكت الكاميرات دي وجابتها تتفرغ هنا
وطبعا اكيد الواقعه اتسجلت يوم قتل زياد .. وانا طبعا بعد اذن حضرتم طلبت
نصر من الحجز وسالته عن موضوع الكاميرات دا انهار تماما ومكانش عارف حاجه
زي دا .. لانه لو يعرف مكانش عمل اي حاجه مقرفه من قاذوراتهم دي وتتسجل له
كدا اكيد فضيحه كبيره…!!

صفق قصي له بإعجاب وقال : حقيقي انا فخور بيك يا احمد في اول قضيه تمسكها اثبت ذكاء ونشاط وحنكه كبيره جدااااا ..!!!

ابتسم احمد واجابه بتواضع : طبعا انا تربيتك وانت اللي علمتني
الهمه والنشاط والاتقان .. بس مازال هناك للقصة بقية انا مخلصتش شغلي عند
هنا بس …!!

انصت اليه قصي باهتمام حيث استرسل احمد في حديثه وقال  : انا
كنت شاكك في حاجه معينه عشان كدا طلبت تليفون حسان … كان مبعوت لمريم
رساله من شركة اتصالات معروفه .. لينك تحميل رصيد ببلاش كعميل مميز للشركة
.. انا شكيت في اللينك دا لاني لما فتحته من تلفون مريم تاني مظهرش معايا
اي نتيجه ومعرفتش اتتبعه او اعرف مصدره ومن اول ماشوفته وانا ببرمج برنامج
عندي انه يفتح الروابط المحمية دي لاني اكتشفت انها قوية ومأمنه كويس ..
البرنامج دا اخد من وقتي ومجهودي كتير بس كان بيفشل .. المهم لما اخدت
تليفونات لؤي وزياد لقيت عليهم نفس الرسالة وزيها علي تلفون نصر .. تاكدت
ان الهكر بيدخلهم من الرساله دي انا لو عرفت ادخل من اي ثغرة امنيه وافك
الرابط دا هقدر بسهولة جدا اوصل للمدبر لكل

الانتحارات دي …!!

هتف قصي بحماس : عظيم ..!! اشتغل عليه فورا ..!!

اجابه احمد بهدوء : اتمني اقدر اخترق الكيان دا يافندم لاني شاكك في حاجه كبيره ممكن تقلب مجريات القضيه ..!

صاح قصي بتساؤل : ايه هي ..!

رد عليه احمد بتحفظ : اتمني حضرتك متسالنيش الا لما اتاكد الاول .. البرنامج ممكن ياخد معايا اسبوع او اكتر للاسف ..!

زفر قصي بضيق : انت عارف ان بكدا ممكن ضحيه جديده تنتحر ..!! مفيش وقت ابدا يا احمد اتصرف باسرع وقت ممكن ..!!

قال احمد بقلة حيلة : بحاول والله يافندم بس النظام متأمن كويس جدا جدا ويبدو انه مدفوع فيه مبالغ ضخمه مش حاجه هينه ..!!

اجابه قصي بتساؤل : انا ملاحظ انك بتقول كلمة نظام دي كتير جدا هو فرد واحد ولا ايه بالظبط .. هي ايه الحكايه فهمني ..؟؟!

نطق احمد بحيرة : اول ما يبقي عندي اخبار اكيدة .. هفهم حضرتك كل حاجه ..!!

كاد قصي ان يرد عليه ولكن رن هاتفه برقم غير مسجل لديه فـ رد
بلهفة عسي ان يكون تابعا للمشفى فأجاب قبل ان تكتمل الرنة الثانية فاستمع
الي صوت انثوي يقول : حضرتك المدام فاقت واحنا حبينا نطمنك لو حابب تيجي
تشوفها ..!!

نهض قصي مسرعا وقال بفرحة : انا جاي حالا ..!!

وصل قصي الي المشفى علي عجالة والتقي بالطبيبة واخبرته ان  ديما
بخير حال رغم كسر يدها اليمني وارتجاج طفيف برأسها وبعض الكدمات الخفيفة
فاطمئن قلبه واستأذن منها وذهب الي غرفة ديما مسرعا وما ان دخل واقترب منها
حتي صرخت بوجهه قائلة بعنف : انت ميييييين وعاااايز اييييه ….؟!؟

error: