انتحار تحت التهديد

الفصل الرابع

عندما عادو الي المكتب وجدوا قصي يتحدث مع عسكري يكبره عمراَ ولكنه
يحدثه باحترام وعندما اقتربوا سمعو العسكري يطلب منه الذهاب الي زفاف نجله
الاكبر غدا .. عندما رآهم العسكري طلب منهم ايضا الانضمام الي قصي والح
عليهم كثيرا فوافقوا ان يذهبوا معه ..!!

بعد ان خرج العسكري هتف قصي بجدية:  اشربو القهوه سريعا كدا عشان نكمل شغلنا .. زوج مريم علي وصول .. اللي عنده اي سؤال يحضره ..!

ابتسمت اليه ديما ابتسامة عذبة رقيقة جعلت قلبه تتسابق به
الدقات ولكنه لم يفهم سر تحولها الرقيق هذا سابقا كانت نظراتها تحمل عدم
الصبر والضيق فقط ما بها الان ..!!

زاغت نظراته وتنحنح بحرج قائلا : احم احم .. بقولك يا احمد .. عايز كشف مكالمات ل مريم وحسين وجوزها خلال الشهر اللي فات كله ..!!

اجابه احمد باحترام : علم وينفذ يا فندم ..  بس ممكن افهم ايه اللي في دماغ حضرتك عشان نبقي علي مقربة من بعض ..!

صاحت ديما بحماسها المعتاد : انا اقولك .. المره اللي فاتت حسان
المجرم المحرض ع الانتحار وصله عن طريق الفيس او ممكن نقول كان عامل هكر
للجهاز كله .. المره دي مفيش اي حاجه ابدا تدين مريم علي الفيس او اي موقع
تواصل تاني ف ازاي المجرم عرف عنها كل المعلومات دي الحقيقه دا سؤال دماغي
مش بتبطل تسأله واكيد قصي باشا هو كمان بيفكر كدا !!

هتف قصي باعجاب : بالظبط كدا هو دا فعلا اللي بفكر فيه ..!!

صاح احمد وكأنه تذكر شيئا هاما : ثواني يافندم بس .. انا لازم
اشوف تلفون حسان ضروري جدااا .. لازم اتاكد من حاجه مهمه .. لازم الموبايل
يبقي عندي حالا ..!!

رن قصي الجرس فدخل العسكري الموجود امام مكتبه فأمره ان يرسل في طلب اولاد حسان الضحية الاولي عاجلا غير اجلا ..!!

بعد قليل من الوقت وصل محمد بسيوني ” زوج مريم ” ودخل الي مكتب
قصي منهارا تماما فتعجبوا من انهياره الصادق وحزنه علي خائنة تستحق الذبح
..

كالعادة بدأ قصي التحقيق بثبات : اسمك وسنك وعنوانك ..!؟!

بصوت مختنق مهزوز اجابه محمد : محمد بسيوني .. 33 سنه ..  العنوان (…… )

س : كنت مسافر قبل الحادث بأد ايه ..؟!

ازدادت عبراته بالسقوط وعلي صوت تنفسه الضيق وقال بصعوبة : اسبوعين بس .. !!

س : هل كان في مشاكل بينك وبينها ..!

اجابه بحزن : لا انا عمري ما زعلتها ابدا وكل طلباتها اوامر ..!!

هتفت ديما بجمود : كنت بتثق فيها ..!!

ابتلع محمد ريقه بصعوبة وقال بقلق : قصد حضرتك ايه .. اكيد يعني كنت بثق في مراتي مش فاهم ايه لزمة سؤال زي دا ..؟!!

صاح قصي بجدية : استاذ محمد انت هنا تجاوب وبس .. مش مسموحلك
باي سؤال ومش مسموح باي كلام جانبي .. الاسئلة دي لابد منها في اي قضيه ..
احنا هنا قصاد قضية انتحار مش محضر كيدي اتمني تكون فاهم الفرق عشان احنا
طرقنا في الشرح مش هتعجبك ..!!

اخذ نفسا عميقا وقال : مكنتش بشك فيها ابدا بالعكس بس من كتر
مابشوف وبسمع بقا يجيلي هواجس اني لازم ابقي مسيطر ومراقب الوضع عن قرب
دايما ف كنت علي طول بمسك تليفونها وبقلب في كل حته فيه وعمري ما لقيت اي
حاجه تدينها ابدا .. مريم كانت محترمه الله يرحمهااا …  بكي وانتحب عندما
انتهي من كلمته الاخيرة ..!!

وصل الغيظ بقصي الي الذروة فقال بنفاذ صبر:   تعتقد ايه السبب
اللي يخلي شابه في العمر دا تنتحر .. مكانتش مرتاحه في حياتها معاك مثلا
وهل طلبت منك الطلاق قبل كدا  ..؟!

نظر اليه محمد بعدم فهم وقال : لا خالص عمرها ما طلبت مني الطلاق .. وعمرها ما بينتلي ان في حاجه مضايقاها مني .. بس ..!!

هتفت ديما بلهفة : بس ايه اتكلم ..؟!!

استرسل محمد في حديثه قائلا : من فتره وهي متغيره وعلي طول
سرحانه وكانها شايله هم جبال .. وبتنسي كل حاجه لدرجه انها مره كانت هتولع
في الشقه لما نسيت براد الشاي علي النار واتحرق كله ..حمدت ربنا اني كنت
معاها في اليوم دا .. قولت جايز من الحمل واخدتها كشفت عليها وامرنا
الدكتور اننا نهتم بصحتها شويه وبقيت شايلها علي راسي في الفتره دي حتي كنت
مقرراني هنزل وهاخد اجازه كبيره ومش هرجع شغلي الا لما اشوفها بتتحسن
ادامي ..!!

صاحت ديما بأسف : استاذ محمد .. ازاي اتعرفت علي مريم وتم الجواز بينكم ..؟!

اجابها محمد وهو يبتسم بمرارة : اتقدمت ودخلت البيت من بابه ..
وقعدت معاها وتم من القبول من طرفي وبعدها بيومين والدها كلمني وقالي انها
موافقه ..!! زي اي جواز عادي وتقليدي الفرق اني حبيتها فوق الوصف .. ايوه
كان بيحصل بينا مشاكل بس مشاكل عاديه زي اي اتنين متجوزين متخيلتش ابدا
انها توصلها للانتحار !!

وجه اليه قصي سؤالا مفاجئا : زي ايه المشاكل دي اوصفلنا مثال ..!!

اجابه محمد بتعب : مشاكل تافهه اوي اغلبها  مثلا ليه واقفه في
البلكونه بشعرك .. ليه منضفتيش المكان دا .. ليه بتتكلمي مع حد متعرفوش من
الجيران ..!!

رفعت ديما حاجبيها ونظرت اليه بضيق وقالت : ودا اعتبره قلة ثقه فيها ولا في نفسك ..!!

اجابها بغيظ : لاااااا انا راجل بغير علي حرمة بيتي .. هي كانت مفكره ان انا خانقها ومضيق عليها حياتها بس انا كنت بحافظ عليها ..!

بعد الكثير من الاسئلة الموجهة اليه انتهي التحقيق واخبره قصي ان يكون بالقرب منهم .. لانهم سيرسلو في طلبه عندما يحتاجون اليه ..!!

حرك قصي رقبته بتعب شديد فرأته ديما فرق قلبها لحاله فهتفت برقة
: انت لازم ترتاح شويه بقالك يومين مطبق لازم ترتاح عشان تقدر تواصل ..!

اجابها بارهاق : كلنا لازم نرتاح .. هنروح ننام الليله دي ونرجع الصبح بدري نكمل شغلنا .!

error: