انتحار تحت التهديد

الفصل الثامن

صدم قصي من ردة فعلها الغريبة .. هل فقدت الذاكرة .. هل حقا لا تتذكره ولكن الطبيبة لم تخبره بأمر كهذا ..

فهتف بهدوء : ديما انتي كويسه ..!!

اجابته بنفس النبرة العالية : انت كمان عارف اسمي .. مين باعتك ليا هنا .. انا اصلا ايه اللي جابني هنا ..!!

أصاب العجز لسانه وقيدته الصدمة فوقف مكانه دون ان يتحرك او
يتكلم فصرخت تتألم من يدها ورأسها فاقترب اليها مسرعا وقال بخوف : ايه اللي
بيوجعك انتي كويسه ..!!

اجابته وهي تنظر بعينيه باشتياق : للدرجه دي بتخاف عليا ..!!

ضيق ما بين حاجبيه وكاد ان يتكلم فقالت وهي تضحك بعذوبة : اه اه انا عملت فيك مقلب .. بس انت طلعت حساس اهو وبتخاف عليا …!!!

تنحنح بإحراج وقال : احم احم يلا يا حضرت الظابط شدي حيلك بقا ورانا شغل كتير ولا انتي بتحبي الكسل …!!

قالت بغيظ من بين اسنانها : يخربيت كدا مفيش فيك فايده ..!!

فصاح بتساؤل : اييييه بتقولي حاجه ..!!

اجابته بتذمر : لا ولا حاجه ..!!

دخلت الممرضة بعد ان طرقت الباب واذن قصي لها بالدخول تحمل
الغداء وتقول بابتسامة ودودة : حمدلله علي سلامتك يا مدام .. علي فكره
البيه بيحبك اوي دا كان هيتجنن عليكي يا عيني ..!!

صرخ بها قصي ان تضع الطعام وتخرج علي الفور .. تعجبت الممرضة من
أسلوبه الفظ فهي التي ظنت انه بتلك الكلمات المعسولة عنه امام زوجته
سيعطيها مبلغا يرضيها ولكنها لقيت منه ما لم تتوقعه ابدا …!!

كتمت ديما ضحكاتها علي تورد وجنتيه من الاحراج كالفتيات يا لهذا القلب الرقيق الذي يتخفى خلف وجه قاسي وأسلوب متعجرف ..!!

هتفت ديما بطريقة طفولية : طب وانا هاكل بقا ازاي دلوقتي بايدي
دي .. طردتها ليه كانت هتاكلني حرام عليك عايز تموتني من الجوع يعني ..!!

اجابها مسرعا بلهفة : بعد الشر عليكي .. انا هاكلك يا ستي واهو كله بثوابه ..!!

مرت بعض الايام ظلت فيهم ديما بالمشفى لاعتراض قصي الشديد ان
تخرج منها الا بعد ان يطمئن عليها تماما .. في تلك الاثناء كانت لا تأكل
الا من يديه ولا تنام الا علي صوته وهو يقص عليها الحكايات المختلفة
لكتابها المفضلين .. كان ينام علي الاركة المرفقة بجانب فراشها في الغرفة
.. كان يتركها لبعض الوقت لمتابعة عمله وانتظاره لنجاح احمد في ذلك
البرنامج الذي يحاول ان يحل به القضية وينهيها .. حتي خلال الأوقات التي
يتركها فيها كان يطمئن عليها بالهاتف او الرسائل النصية ولكن برغم كل هذا
لم يعترف قط بمشاعره تجاهها .. وكان يوهمها ان ما يفعله معها كان سيفعله مع
أي شخص اخر فالواجب يحتم عليه ذلك ولكنها تشعر بحبه لها تفضحه عيناه
ونظراته العاشقة لها .. يعترف عليه خوفه عليها والسهر علي راحتها واشياء
اخري كثيرة لا يفعلها الا عاشق ذاب عشقا في انثاه ….!

أصرت ديما علي الخروج من المشفى بعد ان ملت كثيرا وارادت بقوة
ان تتابع القضية فلكم اشتاقت للعمل وللحماس المشتعل بعقلها وهي تحاول فك
رموز التسلسل المتقن من قبل المجرم المحرض فوافق قصي علي طلبها بعد ان الحت
عليه كثيرا فخرجت بجبيرة في يدها وبعض القطب علي بعض جروحها الطفيفة ..!!

دخلت المكتب برفقة قصي فوجدت احمد يجلس عل حاسوبه بثياب غير
مهندمة ذقنه غير حليقة ويبدو عليه التعب الشديد فتأكدت انه يعمل بشكل
متواصل منذ أيام .. حيته بحرارة وقابلها بنفس التحية وفرح لعودتها كثيرا ..
عادت الي حماسها ونشاطها واعادت الي المكتب رونقه فكان من دونها كالزهرة
الذابلة ….!!

تصفحت الأوراق ودرست كل ما فاتها في فترة مرضها وذهلت من القضية الأخيرة   ….!!

جلست بالمكتب بعض الساعات الي ان امرها قصي بالعودة الي المنزل
لأخذ قسط من الراحة فانصاعت لأوامره وهمت للنهوض والمغادرة بصحبته لإيصالها
الي المنزل ..

فصرخ احمد مهللا بفرحة عارمة : الحمد لله واخيرااااااا ياااارب
اخيراااااا نجحت واقتحمت نظام الامان بتاع الهكر وكلها دقايق واعرف كل
البيانات الخاصه بيه وهجيب مكانه فوراااا …!!

بعد مباركات وكلمات فخورة من قصي ورقيقة من ديما نجح احمد في
الوصول لكل بيانات الموقع وعندما تصفح به قليلا هتف بذعر : قصي باشا .. في
ضحيه جديدة ومعاد التنفيذ بعد كام ساعه …!!

صاح قصي بصوت عال : العنوان حالا هنتحرك فورا وانت هتفضل هنا تبعت عناصر لعنوانه تجيبه من قفا امه نفذ الامر بسرعه …!!

اسرع قصي الي عنوان الضحية التالية وطرق الباب كثيرا حتي فتحت
له فتاة في السادسة والعشرين من عمرها .. عيناها متورمتان من كثرة البكاء
صوتها بالكاد يخرج ..!!

فسألها قصي : سلوي محمد كرم .. موجوده ..!!

اجابته بصوت مكتوم : ايوه انا في حاجه ..!!

هتف بجمود : فين والدك او والدتك ..!!

حدثته بطريقة فظة : عايز اييييييه ..!!

صاح بثقة : انتي مطلوبه حالا في القسم للتحقيق معاكي وانا الظابط قصي الالفي  ..!!

تأكدت من صدق كلامه عندما رأت خلفه بعض عناصر الشرطة يتميزون بزيهم العسكري …!!

فقالت برعب : انا .. انا مالي  .. انا عملت ايه .. معملتش حاجه والله …!

اجابها بهدوء : فين اهلك ..؟؟!!

ردت عليه وقد بدأ البكاء يأخذ طريقه لعيناها : بابا متوفي وماما نايمه جوه بس هي تعبانه مش هتقدر تصحي دلوقتي خالص …!!

هتف وهو يحاول طمأنتها : متخافيش يا سلوي انا هنا عشان انقذك .. انا عارف موضوع انتحارك وجاي عشان اوقفك ..!!

لطمت وجهها بيديها  وقالت بنحيب : يالهوي يالهوي يالهوي اتفضحت
خلاص والله انا غلطانه وندمت وتوبت خلاص وكنت هموت نفسي عشان متفضحش ابوس
ايديكو متقولوش حاجه لامي دي هتروح فيها ..!!!

اجابها بصوت منخفض : اتفضلي يا سلوي معانا علي القسم .. ووعد شخصي مني ان محدش هيعرف ابدا بالتحقيق دا ..!!

ذهبت معه مجبرة الي مكتبه للتحقيق معها .. في حين انتظرته ديما
بالمكتب وابت ان تغادر الا بعد ان يتم القبض علي المجرم المتسبب بكل هذا ..
بالفعل نجح احمد في تحديد هوية وعنوان ذلك المجرم وارسل العناصر المكثفة
اليه للقبض عليه في الحال .!!!

جلست سلوي امام قصي وبدأ ينهال عليها بالأسئلة فقال : من امتي الحساب دا بيهددك ..؟؟!!!

اجابت بتوتر : من كام يوم كدا مخلي حياتي جحيم بعتلي مكالمات بصوتي و صور و ..!!

صاح قصي بها ان تكمل : و … اتكلمي متخافيش احنا مش هنحاكمك ..!!

اجابته بخجل شديد لو كانت تمتلكه قبل ذلك لما فعلته ما فعلته : وحاجات مش كويسه عني وليا وعليا ..!!

هنا تكلمت ديما وقالت بتعجب : يعني ايه الكلام دا لغز مثلا .. اتكلمي علي طول عايز منك ايه اللي بيهددك دا ..؟؟!!

فقال احمد بسخرية : هتقول اهي بس هو اللي عملته دا يتقال ولا يتحكي …!!!

شرعت بالبكاء والنحيب وقالت : والله انا توبت .. وندمت صدقوني مش هعمل كدا تاني ابدا والله ..!!!

قال قصي بعصبية : فهموني ايه اللي حصل بالتفصيل وبسرعه ..!!

خيم الصمت علي الجميع بعضا من الوقت فقطعته ديما وقالت بنفاذ صبر : ماتتكلمي هنفضل نستني كدا كتير ..!!

كفكفت دموعها بكفيها وقالت باختناق : انا واحده زباله مجرمه
بتحط المنوم لامها في الاكل كل يوم بالليل عشان يجيلي واد ابن حرام عملي
البحر طحينه ووهمني انه كدا هيتجوزني وانا مصدقاه لحد ما خلاص مبقاش فارق
معايا حلال من حرام وخدت علي كدا انا استاهل الدبح عارفه بس انا توبت و
..!!1

قاطعها احمد باستحقار قائلا : متوبتيش انتي خوفتي تفرق كتير ..
خوفتي من ولاد عمك عشان هيدفنوكي حيه لو عرفو .. خوفتي امك تموت بحسرتها ..
لانك لحد قبل التهديد بيوم واحد بس كنت مستمره في قذارتك دي ..!!

أشار له قصي ان يهدأ لأول مره يخرج احمد عن سيطرته علي
انفعالاته ولكن كل اعذار الكون معه فبشاعة ما تفعله هذه الفتاة لا يحتمل ..
فخرج احمد من المكتب واغلق الباب خلفه بقوة .. فنظرت ديما لقصي وهي تغمض
عيناها وكأنها تقول له لا تغضب منه فهو محق تماما ..!!

صوت نحيب سلوي وعبراتها المتساقطة لم يشفعان لها ابدا فشعر قصي
انها دموع التماسيح الماكرة وصوت بكائها كأنه فحيح افعي خبيثة .. فقال بحزم
: قومي روحي بيتك بس انا عيني عليكي وقسما بالله لو عرفت انك عملتي كدا
تاني ما حد هيحاسبك غيري .. قووووومي من ادامي ….!!

وأخيرا تم القبض علي ذلك المجرم المحرض علي كل تلك الانتحارات
.. هل خطر بذهنكم انهم يستحقون ابشع طرق الموت حقا .. ام انه ليس من حقه
ابدا  ان يحاسب الناس ويروعهم ويحدد وقت موتهم …!!

جلس امام قصي شاب في العقد الثالث من عمره طويل القامة خمري
اللون عيناه حادتان كأعين الصقر  يمتلك ثقة عمياء بنفسه وبردود افعاله
ثباته الانفعالي قوي للغاية يغلب علي مظهره قوة الشخصية .. كل تلك الصفات
لاحظتها ديما علي الفور فتأكدت انه لن يعترف بسهولة ابدا ويحتاج الي حنكة
للتعامل معه وايقاعه في فخ نصبه هو لغيره ..!!!

سأله قصي بحزم : الاسم والسن والعنوان ..!!

أجاب بسخرية : مع انكم دايما بتبقو عارفين كل الأسئلة البديهية دي بس بردو بتحبو تضيعو وقتكم وتسالوها تاني ..!!

هتف قصي بثقة : اممممم احنا هنبتيها كدا من اولها .. لعبة القط
والفار ..! طب اسمع بقا يا روح امك انا هنا اللي بسال وانت زي الجزمه اللي
في رجلك تجاوب وبس ..!!

هتف الشاب بثبات : مش من حقك تعاملني بالاسلوب دا .. انا ممكن
اوديك في داهيه مسمعتش عن حاجه اسمها حقوق الانسان ولا ايه وبعدين انا
ممتنع عن الكلام لحد ما يجي المحامي بتاعي ..!!

بلغ الغضب من قصي مبلغه وكاد ان يقذفه بالكوب الزجاجي الذي
امامه فيهشم وجهه ولكن تدخلت ديما وجلست امام الشاب وقالت بهدوء عجيب : قصي
باشا .. هو في حد هنا في الاوضه دي غيرنا انا تقريبا حاسه ان في شوية دبان
كدا بس متقلقش هنرشهم دلوقتي ويموتو ويتعفنو ومحدش هيحس بيهم اصلا انهم
هنا ..!!!

فهم قصي ما ترمي اليه ديما فتمتم بهدوء بعد ان أعاد ظهره علي
مقعده بثقة : ها يا احمد انت ايه رايك نرش الدبان ولا لو اتادب واتعدل
نسيبه ياكل عيش ..!!

اقترب احمد من الشاب وهمس في اذنه : والله ياباشا احنا ممكن نسمع رأي الدبان ايه في الموضوع دا ما هو يخصه بردو ..!!

ضيق الشاب حدقتيه وقال ببرود : دا تهديد صريح وانا برفضه وهرفع عليكو قضية رد شرف ومش هسكت ..!!

قاطعته ديما بقوة : دا ان طلعت من هنا اصلا ساعتها اعمل اللي يعجبك ..!!!

صاح قصي بجدية : الاسم والسن والعنوان ..!!

اجابه الشاب بحذر : شريف محسن جاد الحق .. 36 سنه .. العنوان ( …. ) ..!!!

ابتسم قصي بانتصار وقال : مهنتك ايه ..!!

اجابه بخبث : مهندس اتصالات في شركة اتصالات كبيرة اسمها ( … ) …!!

سألته ديما بذكاء : ما يقع الا الشاطر اخر مره هددت فيها البنت غلطت غلطة عمرك ..!!

رفع حاجبه الايسر وقال بثقة : مش فاهم تقصدي ايه ..!!

اجابته بثبات : لا فاهم هو في حد بردو ينسي وبدل ما يدخل من
حساب الشركة المتأمن كويس اوي يدخل من حسابه هو اللي سهل جدا اختراقه ..!!

اهتز قليلا وفكر برهة قبل ان يجيبها : بردو مش فاهم قصدك علي ايه ..!!

قالت بهدوء وهي تريه رسالة مبعوثة من حسابه علي حساب سلوي :
طبعا الرساله دي احنا كشفنا موقعك منها بعد ما فكينا النظام الامني اللي
انت عامله لنفسك طبعا نظامك انت ميجيش ربع نظام الشركه الكبيره اللي من
الصعب او يكاد يكون مستحيل اختراقها بس نقول ايه بقا دايما في وقعه وغلطه
حتي اكبر المجرمين ليهم وقعه مع ان اصلا انت مش من حقك تنكر احنا جايبنك
بعد تتبع ومعانا دليل قوي علي انك انت الفاعل لكل دا ..!!

انفعل واجاب دون وعي : دا كذب انا مستحيل اغلط وانا اصلا حسابي مش علي كمبيوتر الشركه وانا مبستخدمش جهازي في حاجه من دي اصلا …!!

قهقهت ديما وقالت بانتصار :طب ما احنا عارفين يا باشمهندس واللي
ورتهولك دا اصلا رساله وهميه احنا اللي عملناها بس اقولك سر .. انا مكنتش
اتوقع انك هتقع بدري كدا كنت متخيله انك هتغلبنا لحد ما نقدر نسحب منك
اعتراف …!!!!

انتفض شريف وفز واقفا بغضب وصرخ : دا اسمه غش وتلاعب بالكلام انا مش هسكت انا ه…!!

قاطعه قصي بصوت عال مهيب : اقعد مكانك .. واتكلم بادب ودي اخر مره هحذرك فيهاااااا !!

جلس شريف بانهزام وقال بصوت حزين : كان لازم يموتو كلهم
مجرميييييين .. مقدرتش اتحمل وانا بسمع مكالماتهم حسيت اني عايز اروح
اقتلهم بايديا دول وبعدين رجعت قولت انا ملوثش ايدي بدم فاسد هما اللي
هيموتو نفسهم بنفسهم .. عملت نظام امني ميخرش الميه .. وبحكم شغلي في شركة
كبيرة بعتلهم روابط برصيد ببلاش وطبعا الطمع عماهم وفتحو الرابط فورا واول
ما فتحوه بقيت انا المتحكم في كل بياناتهم حتي اجهزه الكمبيوتر قدرت ادخلها
لما بعتلهم صور وفيديوهات ليهم كانت متهكره لما فتحوها بقيت كمان متحكم في
اجهزتهم ..!!

قاطعه قصي وقال بثقة : لا استني واحده واحده عليا كدا ومن الاول خالص ..!!

تنهد شريف بعمق وقال : الموضوع ابتدي لما جالي شكوه من عميل
اسمه حسان .. عن انه عمل باقه واتسحبت منه من غير ما يتكلم انا حولتله اول
مره .. ف لقيته بيعمل الموضوع دا كذا مره قولت لا لازم اتاكد من مكالماته
وعملتله حصر بالمكالمات دي وواجهته بيها لاني انا اللي كنت بشيل الباقات
اللي برجع اعملهاله لما لقيت صوته راجل كبير واد والدي اشفقت عليه وقولت
يمكن مش فاهم بس لما لقيته بيتحداني وعمل شكوي فيا انا اللي بسرق منه
الرصيد وكان هيخرب بيتي قولت لازم اتصرف وقولت هسجله مكالماته واواجهه بيها
.. مره في مره كنت اسيب الجهاز يسجل واقوم اشتغل اعمل اي حاجه جمبه بس في
مره من المرات سمعت واحده بتعيط وبتترجاه انه ميفضحهاش وانها عندها عيال
كبار ومراكز وجوزها هيقتلها وعيالها يتفضحو وسط الناس الفضول خلاني احب
افهم اكتر وبقيت اسمع مكالمه ورا مكالمه لحد ما اقررت اهكره وفعلا دخلت علي
تليفونه وجهازه ..الدم جري في عروقي وحسيت بنار في قلبي … حسيت كل ست من
دول كانها امي واختي ومراتي وحلفت اني لازم انتقم منه واخد تارهم كلهم ..
ولما انتحر حسيت بالنصر والراحه النفسيه .. ومن هنا بدأت اسمع مكالمات وقصص
واسرار الناس سمعت حاجات كتير وقفت شعر راسي وقررت اقيم عليهم الحد ويبقي
مصيرهم زي مصير حسان …!!

لم يدري قصي ما الرد المناسب علي ما يسمعه .. انه محق كلهم اذا
اطلقنا عليهم لقب قمامة ظلمنا القمامة ولكن حتما لابد ان لا ننسي قول الله
تعالي ” ولا تجسسوا ” الله يري ويسمع هؤلاء الظالمين الفاسدين يمهلهم لكن
لا يهملهم وعقابهم سوف يناولنه في الوقت الذي يأذن به الله وان وعد الله حق
..!!

امر قصي بأن يحتجز المتهم لتحويله علي النيابة ومن ثم علي المحكمة للبث في امره …!!!

احتفلوا فيما بينهم لحل لغز القضية واعترف قصي بذكاء وقوة ديما
وكتب تقريرا مفصلا عن اتقانها للعمل وانه من المنصف لها ان تبدأ بالعمل فهي
لا تحتاج الي أي تدريب … !!!

حزمت ديما امتعتها وذهبت الي المكتب وودعت احمد بكلمات مهذبة
رقيقة .. ووقفت امام قصي وعيناها تقول تكلم يا قصي اطلب مني البقاء صدقني
سأبقي بأقل الكلمات ولكنه لم يتكلم وظل صامتا حزينا فشعرت هي بانه لا يحبها
وانها كانت متوهمة فالقت عليه التحية برسمية وغادرت من امامه .. قلبه يصرخ
” عودي لا ترحلي لا تتركيني .. تعلق قلبي بك كالطفل الملتصق برائحة والدته
.. ابلغ من العمر الكثير ولكني اشعر اني الان طفل يتيم تغادره والدته
ويتمزق قلبه بقسوة .. مع الكثير من الفرق هنا هذا الطفل هو الذي يحث والدته
علي الرحيل ولا يتمسك بطرف جلبابها متوسلا باكيا خلفها ”

قدميها ثقيلتان لا تود الرحيل ابدا ولكن بأي صفة ستظل .. انه
عار علي الفتاة ان تفرض نفسها وحبها علي رجل لا يطلب منها ابسط الأشياء وهي
البقاء بجانبه ” تمنيت منك فقط ان تقول لا تغادري صدقني لبقيت بجانبك حتي
اتلفظ انفاسي الأخيرة ولن اتحرك من جوارك الا محملة بكفني  ولكن تفوه بها
تلك الكلمة ستغير الكثير بينا .. لا اعلم اذا كنت سأقابلك مرة اخري ام لا
ولكنك ستحيا بقلبي ما دمت اتنفس ..!!

جلس قصي علي مكتبه يضع كفيه اعلي رأسه متكأ علي مكتبه شارد الذهن تكاد تفلت منه عينه دمعة هاربة ..!!!

لييييييييييييه …!!

رفع رأسه بلهفة عندما سمع تلك الكلمة من ذلك الصوت الذي تطرب له
اذنه وتستمتع بسماعه فوجدها امامه تقف حائرة .. لم يجبها فأعادت الكلمة
عليه مرة اخري ..!!

فنهض ووقف قبالتها وقال : خايف اضعف .. خايف انكسر ..!!

قالت بسرعة : انت شايف ان انا ممكن اضعفك او اكسرك ..!!

اجابها بخفوت : متمشيش ..!!

ابتسمت باعين دامعة وقالت : اخيرا نطقت يا طوبة ..!!

ضحك رغما عنه وقال بعشق : ديمااا .. تتجوزيني …!!

غمزت له وقالت بشقاوة ودلع : لا …!!!

 

error: