البارون .. “عندما يصبح واقعك هو جحيمك”

الجزء التامن

… كان الرداء الخاص بالمرضي الذى ترتديه تلك الفتاة الصهباء من النوع القصير الذى يتيح للناظر أن يرى الجزء السفلى من ساقيها .. وقفت أنظر بذهول ودهشة مما أرى من علامات حروق وتعذيب واضحة جالية على ساقيها وبكثرة .. لم أكن لأترك ذلك الأمر يمر مرور الكرام فأرتديت القفازات الطبية ورحت أتفحص تلك العلامات بساقيها والتى ظللت أتتابعها بكامل جسدها !! .. يا أللهى ما كل ذلك؟!! .. كيف تحملت تلك الفتاة كل ذلك التعذيب؟!! .. ولكن كيف حدث لها ذلك من الأساس؟!! .. ان أثار التعذيب تلك تحتوى على الكثير من الأثار الحديثة!! .. وهذا يعنى أنها حصلت عليها هنا بالمشفى!! .. عاصفة من التساؤلات تجتاح عقلى جعلتنى أسأل نفسي بصوت مسموع

  • هو ايه اللى بيحصل هنا بالظبط؟!!

… أعدت تدثير الفتاة بالغطاء وعدت الى غرفة الأطباء متحير فيما علي فعله .. هل أسأل الممرضات عن ذلك الأمر؟ .. ولكن ماذا أن كانوا هما أيضا متورطتان بما يحدث لتلك الفتاة!! .. يجب علي أن أعرف حقيقة ما يحدث هنا .. بينما أنا جالس أفكر وغارق فى بحر التساؤلات ذلك دلفت هند الى الغرفة وأغلقت الباب غلفها ثم جلست بمواجهتى تنظر نحوى قائلا

  • خلاص يا أدهم .. انا فكرت فى الموضوع كويس وأوعدك أنى مش هضيقك تانى

… نظرت نحو ها متسائلا بعقلى عن لما لا استغل هند فمعرفة ما أريد .. نعم هى لا تبدو من النوع الذي يمكن الوثوق به أو حتى أئتمانه، ولكننى أثق بنفسي كثيرا وأعلم أننى سوف أصل لما أريد مهما بلغت درجة أستحالته ؛ تعجبت هند من نظرى نحو بهذا الصمت فأمتعضت ملامحها قائلة

  • ياااااه .. مكنتش أعرف أنى تقيلة اوى كدة .. عموما أنا أسفة و زى موعدتك انا مش هحاول أضيقك تانى

… نهضت هند لتغادر لولا أن ضحكاتى العالية أستوقفتها فنظرت نحوى بحنق قبل ان تقول

  • هو أيه اللى بيضحكك دلوقتى .. ممكن افهم !!

= أصلى مكنتش متخيل أنك هتستسلمى بالسرعة ديه

  • قصدك ايه؟!!

… نهضت من خلف المكتب لأقف امام هند أنظر نحوها نظرة أشتهاء كافية لتصيبها بالحيرة وهى تشعر أننى أعرى جسدها بنظرى .. مررت أصابع يدى اليمنى بنعومة و ببطء على ذراعها الأيسر من الأسفل نحو الأعلى قائلا

  • قصدى انى افتكرت انك هتبقي قد كلامك واللى انتى عايزاه هتقدري توصليله .. لكن واضح أنك أضعف من كلامك القوي

… شعرت بتلك القشعريرة التى سرت بجسد هند فجعلتها ترتعش وهى تغلق عيناها فى استسلام لشعورها بتلك اللذة من ملامستى لها قبل أن تقول بصوت تجهده ليخرج

  • أنا عمرى متعودت أنى أترفض يا أدهم .. وأنت أول راجل أقبله ميضعفش قدامى .. وواضح ان سارة قدرت تعمل اللى مقدرتش انا اعمله

= وديه حاجة تخليكى تستسلمى وترفعى الراية البيضاء؟

… انهيت جملتى بقبلة صغيرة على شفاه هند ثم أبتعدت عنها مغادرا الغرفة وقد رميتها بأبتسامة ونظرة شهوانية قبل ان أغلق الباب من خلفى .. كانت الساعة توشك أن تكمل الثامنة بينما غادرت غرفة الأطباء وتوجهت الى غرفتى كى أعد كل شئ لأستقبال هند، فأنا على يقين من أنها سوف تلحق بى سريعا بعد ما حدث منذ قليل .. قمت بالفعل بأعداد كل شئ سريعا وجلست أنتظر قدومها، وبتمام التاسعة جاء حسن ليحضر العشاء الخاص بى وأنصرف .. جلست أتعجب من عدم قدوم هند حتى الأن، وبدأ التوتر يتسلل الى نفسي خوفا من أن تنتهى خطتى من قبل أن تبدأ، وبينما أتحرك بالغرفة مشعلا سيجارتى الرابعة أم أنها الخمسة لم أعد اعلم عدد السجائر التى أشعلتها وقد بلغ التوتر والقلق مني مبلغه إلا وقد وجدت بعض الطرقات على الباب، فهرولت إليه أفتحه لأجد هند تقف هناك فى أبهى صورة يمكن أن تكون للمرأة .. أبدلت فستانها بأخر ذهبى اكثر أثارة مع بعض التبرج البديع .. دلفت هند الى الغرفة تعلو وجهها نظرة انتصار مختلط بسعادة عندما وجدت تلك الأضاءة الخافتة والجو الرومانسي الذى أعددته لها، تنقلت هند بنظرها بالغرفة قائلة

  • واضح أنك كنت متأكد أنى هاجى

… أقتربت نحو هند من خلفها قائلا

= بصراحة .. كنت أبتديت أقلق لما أتاخرتى

… أحتضنت هند من خلفها أضمها نحوى بقوة .. ولكن الأمر لم يكن كما توقعت هى فبأقل من لحظة شعرت هند بوخزة فى وريد عنقها حيث باغتها أنا بحقنها بجرعة كاملة من مصل الليمنت 3 !!، وذلك هو حقيقة ما كنت أعدها لها .. أمتعضت ملامح هند وراحت تشهق بقوة محاولة أن تتنفس بصعوبة بالغة وأستدارت تترنح وهى تمسك بملابسي وبأعينها نظرة صدمة مختلطة بالذهول واصبحت لا تقوى على الوقوف فراحت تسقط وهى تحاول التشبث بى بينما أقف أنا بمكانى ناظرا نحوها بهدوء بارد حتى سقطت أرضا شبه فاقدة الوعى .. حملت هند وأجلستها على احد المقاعد وجلست على مقعد مقابل لها وما هى إلا لحظات وبدأت هند فى أستعادة تركيزها وهى تنظر نحوى بنظرات متثاقلة قائلة

  • أنت .. أنت أدهم؟!!

… كانت تلك أشارة جالية على نجاح عمل المصل وتأثيره عليها، فأبتسمت قائلا

  • ايوة يا هند انا أدهم، الدكتور اللى لسه متعين جديد فى المستشفي !! .. ودكتور عزت كلفك أنك تخدينى فى جولة فى المستشفي دلوقتى وتعرفينى كل حاجة عن الشغل بليل .. وكل اللى بيحصل مع المرضي هنا !!

= دكتور عزت كلفنى بكدة؟!!

  • أيوة يا هند .. دكتور عزت كلفك أنك بنفسك تورينى وتعرفينى كل حاجة عن اللى بيحصل هنا من غير متخبى أى أسرار ومهما كانت العاقبات مش هتسمحى لحد يمنعنا انك تورينى وتعرفيني كل حاجة

= بس المصل !!

  • مفيش مصل يا هند ودكتور عزت مقالكيش اى حاجة بخصوص الموضوع ده .. ديه كانت مجرد تهيؤات فى دماغك وانتى هتنسيها خالص دلوقتى

= مفيش حاجة اسمها مصل .. ديه كانت تهيؤات وهنساها .. وانا هاخدك أوريك كل حاجة وكل أسرار المستشفي

… أعتدلت بجلستى مبتسما بأرتياح .. فقد تمكنت من فعل ما أريد بعقل هند، وعندما أحقنها بمبطل مفعول الليمنت 3 سوغ تكون تلك الأفكار التى زرعتها بعقلها مستقرة تماما .. نهضت من مكانى أخرج حقنة أخرى من جيبى ثم أستدرت من خلف هند قائلا

  • دلوقتى يا هند هتحسي بشكة بسيطة فى رقبتك بعدها هتنسي اننا قعدنا واتكلمنا اصلا ومش هتفتكرى غير الكلام اللى انتى قولتيه بنفسك بس

= ايوة .. مفيش مصل .. ديه تهيؤات وانا نسيتها .. وهاخدك أعرفك كل حاجة وكل أسرار المستشفى مهما كانت

… ربطت على كتف هند مبتسما ثم حقنتها بالمصل بعنقها فى خفة وسرعة ففقدت هند وعيها تماما ..؛ بعد قليلا من الوقت بدأت هند فى أستعادة وعيها شئ فشئ بتباطئ وهى تحاول فتح أعينها التى تثاقلت جفونها بشكل كبير بينما ترقد بفراشي لتجدنى أقف بجوارها مرتدى ثياب العمل وأحاول أفاقتها قائلا

  • أستاذة هند .. أستاذة هند .. أستاذة هند خير مالك؟

… أعتلت هند نظرة دهشة عندما وجدت نفسها بفراشي فنتفضت جالسة وهى تنظر نحوى بصدمة وتمسك رأسها بقوة قائلة

  • هو .. هو ايه اللى حصل؟!! .. أيه كمية الصداع والدوخة اللى انا حاسة بيهم دول؟!!

… مددت يدي لها بكوب من الماء وحبة اسبرين مبتسما وانا أقول

  • أهدى بس وخدى الاسبرينة ديه وانتى هتبقي تمام .. متقلقيش مفيش حاجة كبيرة .. واضح أنك مرهقة وضغطك وطى مرة واحدة .. لانك وقعتى مرة واحدة واحنا بنتكلم عن اللى الدكتور عزت طلبه من حضرتك

… نظرت هند نحوى بأستعجاب قليلا قائلة

  • دكتور عزت؟!!

… شعرت ببعض الأرتباك قليلا بداخلى والقلق من أن تكون الفكرة لم تستقر بعقلها ولكن ذلك كان للحظات قبل أن تقول

  • أيوة أيوة أفتكرت .. دكتور عزت كان طلب منى أنى أعرفك كل حاجة عن طبيعة الشغل هنا فى المستشفي بليل

… أنفرجت اسارير وجهى متهللة بنجاح خطتى، ولكنى سرعان ما أخفيت ذلك الشعور عن ملامحى قائلا

  • أيوة بالظبط هو ده اللى كنا بنتكلم فيه قبل ميغمى عليكى .. وحضرتك كنتى جيالى دلوقتى عشان ننزل سوا وتعرفينى على المكان والشغل

… نهضت هند عن الفراش وقد ابتسمت بخجل قائلة

  • انا أسفة يا دكتور على اللى حصل .. بس واضح انى مرهقة بشكل مش طبيعى

= لو تعبانة احنا ممكن نأجل كلمنا والشغل لبكرة

  • لا لا يا دكتور مش للدرجة ديه .. انا بقيت احسن دلوقتى .. حضرتك جاهز

= أكيد

  • طيب أتفضل معيا يا دكتور

= على فين؟

  • أعرفك على (نادى) البارون ..!!
error: