البارون .. “عندما يصبح واقعك هو جحيمك”

الجزء الاخير

… أن أسوء مخاوف المرء عادة تتمثل فى مواجهة نفسه، ولكن الأسوء من ذلك هو أن تتجسد نفسك لكيان ملموس!!، أتعلمون ذلك الشعور الغريب الذي يراودكم عندما تنظرون الى أنفسكم بالمرآه ولكن تشعرون انكم لا تعلمون من هذا الذي تنظرون إليه .. هذا الشعور كان مشابه كثيرا لما شعرت به عندما نظرت الى البارون بعدما قام بخلع قناعه .. فوجدتنى أنظر لنسخة مطابقة لي كما لو كنت أنظر بالمرآه الى نفسي .. هذا الشخص يمتلك نفس وجهى، نفس ملامحى وحتى نفس الأعين .. ولكنه ليس انا .. بالتأكيد ليس انا .. استطيع الشعور بذلك بداخلى .. ولكن كيف ذلك؟!! .. كيف يمكن لشخص غيرى أن يمتلك نفس وجهي؟!! .. أن كان كل ما رأيته بذلك المكان يقودنى الى الجنون، فذلك الأمر وحده يكفى لجعلى مختلا بالكامل .. وقفت بمكانى انظر إليه تملؤنى الصدمة والحيرة بل والجنون مما أرى، بينما ظل هو ينظر إلي بإبتسامة باردة فى سخرية من حالى قبل أن يقول فى تعجب ساخر

  • عمرى ما تخيلت انى هيجى يوم واحس فعلا انى كنت غلطان لما افتكرتك طول الوقت اذكى مني

… كانت الحيرة المختلطة بالتوتر تملئ نبرة صوتى وانا أقول

  • أنت .. أنت مين؟!! .. و ازاى؟!!

… توجهت هند لتقف عن يسار ذلك الشخص، بينما ابتسم هو بسخرية قبل أن يفرك وجهه بكلتا يديه ويذفر متمللا قائلا

  • يا الله .. عمرى مكنت أتخيل أن الموضوع هيبقى بالمتعة ديه اللى انا حاسس بيها

= انطق .. انت مين؟!! .. صبرى بدأ يخلص.

… تبدلت ابتسامته الباردة الى نظرة حانقة وهو يقول

  • انا؟!! .. انا ياسين .. توأمك !!

… ما هذا الهراء؟!!.. هل حقا يتوقع أن أصدق تلك الكذبة الساذجة؟!! .. وأنا أعلم تماما أننى ليس لى أخوة .. لم أسمح لعقلى بأن يدخل فى تلك المنطقة من الحيرة وصحت غاضبا

  • بطل كدب وانطق .. انت مين وعايز مني ايه؟!! .. انا ماليش اخوات اصلا عشان يكون ليا توأم

= واضح ان مش هيكون فى فايدة من انى اقنعك بحاجة انا اللى شيلتها من عقلك بنفسي

  • تقصد ايه؟!!

… نظر ياسين عن يمينه صائحا

  • سااااارة !!

… انفرجت أحدى المرايا لتدلف سارة من خلفها الى الغرفة .. تتقدم بخطوات ثابتة متعالية حتى وقفت بجوار ياسين دون أن تنطق ببنت شفاه .. لا أعتقد أنه من العقل أن أصف بما شعرت عندما رأيت سارة بتلك الطريقة .. فيكفى أننى قد ادركت أننى كنت مخدوعا بها، وأنها كانت تتقرب مني فقط لتصل الى المصل، الأن أصبح كل شئ منطقيا، فهم أتوا بى فقط الى هنا لكى يحصلوا على التركيبة النهائية لمصل الليمنت3 ومبطل مفعوله، وسارة كانت هى الأخرى متورطة بالأمر مثلهم .. أحد بيادقهم التى حاولوا بها الوصول الى ما يريدون!! .. ولكن سارة عادت إليهم بالتركيبة ناقصة العنصر النهائي، ولأننى لم أذكر ذلك لها شعروا أننى ربما أكون قد كشفت أمرها، فأبعدوها عن طريقي لكي يصيبنى الأرتباك .. وعندما حاولت هند أكمال ما لم تستطع سارة فعله أستبقتهم انا بخطوة وفعلت ما لم يضعوه بالحسبان وذلك ما جعل البارون يكشف لى عن نفسه الأن، فى أشارة تدل على وصولنا لأخر مطاف تلك الرحلة .. أعتقد أننى أعلم ما يضمره ذلك البارون .. فهو بالبداية يحاول أن يتلاعب بعقلى قليلا عن طريق تلك الكذبة بأنه توأمي، وأظن أن وجهه هذا الذى يشبهنى ما هو إلا تنكر مصنوع بدقة عالية .. ولكن ماذا إن لم ينجح فيما يريد مني بتلك الطريقة .. هل سوف يلجأ الى تعذيبي حتى أعطيه ما يريد .. أم أنه سوف يقتلنى وينهى الأمر ويكتفى بالتركيبة القديمة غير المستقرة، أو ربما بعد قتلى يدع بعض أطبائه يعملون على بحثي الذي تأكدت الأن أن سارة قد سرقت نسخة منه وأعطتها أليهم حتى يتوصلوا الى العنصر الأخير والسري بالتركيبة؟!! .. لم أعد أستطيع وصف ما أشعر به من غضب ولكننى رحت أنظر الى سارة بحنق والغضب يعترينى، فوجدت نفسي أصفق لها بأمتعاض مقلدا أسلوب ياسين الدرامي قائلا

  • برافوو .. برافوو .. وأخيرا نجمة العرض ظهرت بنفسها

… كان ياسين مبتسما بسخرية وهو يتفرس ملامح وجهى ليبحث عن ردود فعلى عندما رأيت سارة كأنه يتحقق من أمرا ما، فلم يجد منى سوى الحيرة والغضب فسخر قائلا

  • أنت عارف ديه مين؟

… نظرت الى سارة بحنق بينما أجيب ياسين قائلا

  • طبعا .. دكتورة سارة

= لا .. غلطة تانية ديه منك يا أدهم .. حاول تفتكر كدة مين ديه .. ولا صحيح هتفتكر ازاى فى الثانيتين دول وهى اصلا بقالها اكتر من شهر قدامك ونامت فى حضنك ومع ذلك معرفتهاش

  • تقصد ايه !!

… امسك ياسين بيد سارة يقبلها ثم ضمها الى وجهه وهو ينظر نحوى قائلا

  • اقصد نور يا أدهم .. نور حبيبتك .. أو اقصد اللى كانت حبيبتك

… ثم استطرد ياسين مستكملا بطريقته الدرامية

  • نور .. اللى .. انت .. قتلت .. احمد .. عشان .. بس .. فكر .. ينطق .. اسمها

… لا أعلم أن كانت تلك الدرامية هى اسلوبه الطبيعى، ام انه يفعل ذلك فقد لإرباكي وأستفزازي .. وفى كلتا الحالتين فقد نجح حقا فى أثارة غضبي وجعلنى أصرخ صائحا

  • بطل استفزاز .. ولعبة الالغاز اللى بتلعبها واتكلم على طول .. انا متأكد أنك بتكدب فى كل اللى قولته .. وهى انا ميهمنيش اذا كانت سارة ولا نور ولا حتى ملكة انجلترا .. انا كل اللى يهمنى .. أنتم عايزين مني أيه؟!!

= بكدب؟!! .. طيب خلينا نشوف حاجة صغيرة يمكن تنشط ذاكرتك شوية .. اصل بصراحة مش حاسس بمتعة كافية وانت مش فاكر حاجة كدة .. انا عايزك تفتكر كل حاجة .. عشان لما ابص فى عينك اشوف انهزامك وانكسارك

… أشار ياسين الى سارة لتتوجه نحو الشاشات فضغطت بعض الأزرار فتحولت جميع الشاشات الى شاشة كبيرة ضخمة متجزئة لتبدأ فى عرض فيديد يرجع تاريخه الى خمس سنوات مضت .. وضعت يدى بجيب سروالى متمللا فأنا لم أعد أطيق الأنتظار لأنتهاء تلك المسرحية أكثر من ذلك .. بدأ الفيديو بعرض أباحى بين شاب وفتاة يرتديان أقنعة بسيطة لوجوههم فقط وبعد عدة دقائق نهض ذلك الشاب عن الفتاة ليقف أمام الكاميرة ليحدث ما ذكرته هند لى سابقا عن تلك الحادثة التى بدأ معها ذلك الجنون كله .. ظللت أشاهد ما يحدث حتى أنتهى الفيديو فلتفت ياسين نحوى قائلا

  • لحد كدة والبث المباشر وقف .. ياترى فاكر ايه حصل بعد كدة؟؟ .. مش لازم ترد خلينا نشوف مع بعض .. كدة كدة انا مكنتش وقفت تصوير بعد موقفنا البث

… عادت الشاشات لعرض تكملة لذلك الفيديو وكان يظهر ثلاثة أشخاص يقفون متجاورين ينظرون نحو الجثث المشتعلة يضحكون .. اثنان منهم كانوا يرتدون تنكر البارون أم الشخص الثالث فقد كان فتاة ترتدى فستان أسود وقناع أملس من نفس اللون .. وأثناء ضحكهم خلعت تلك الفتاة القناع لتظهر سارة من خلفه ثم أمسكت بكاميرة فوتوغرافية لتلتقط صورة للشبان فى تنكر البارون والذين أتخذوا وضعية الصورة المعلقة هنا بغرفة البارون .. وبعد أن ألتقطت سارة الصورة نزع الشبان قناعهما ليظهر وجهيهما وهم يشيران الى سارة بالأقتراب ولكنهم ينادونها بأسم نور .. كانا الشبان نسختان متطابقتان بنسبة 100% .. نفس الوجه والملامح وكل شئ .. نسختان متطابقتان عني !! ..؛ ضاقت الأرض بما رحبت من حولى، شعرت ببعض الدوار ودكت رأسي مدافع الألم، أحسست أن الأرض تتهاوى أسفل قدامي فبحثت عن أقرب مقعد كى أجلس عليه منكسا رأسي بين يداي .. بات الأمر الأن مؤكد ياسين لم يكن يكذب .. أنه هو أخى التوأم وأنا وهو فعلنا كل ذلك معا .. أنا فعلت كل ذلك !! .. ولكن ماذا حدث؟!! .. كيف لا أتذكر أي من تلك الأمور؟!! .. كيف لا أعلم أخى؟!! .. ما هذا الجحيم الذي يستعر بعقلى؟!! .. كيف أفقد ذاكرتى بذلك الشكل؟!! .. ولما أنسي أمورا بعينها دون غيرها؟!! .. هل يعقل أن اكون أنا ضحية ما صنعت يداي؟!! .. نعم لا تفسير أخر للأمر .. لقد قام أحدهم بأستعمال مصل الليمنت3 ضدي وقد فعل بعقلى ما يريد .. وأعتقد أننى بت أعلم من هو الأن !!؛ عندما رأى ياسين حالي هكذا كان من السهل عليه أن يعلم ما يدور برأسي فأطلق ضحكات ساخرة عالية قبل أن يقول

  • وأخيرا .. أخيرا البارون بدأ يفتكر حقيقته

… رفعت رأسي أنظر لياسين بنظرات حائرة متسائلة قائلا

  • ليه؟!! .. ليه يا ياسين؟!!

= ليه؟!! .. غريبة .. أفتكرتك أذكى من كدة .. بس برضوة من حق الميت يعرف هو هيموت ليه !!

  • الميت؟!!

= أيوة .. مأنت مش هتخرج من هنا حي .. يا أخويا

  • أيه كمية الحقد والكره ده؟!! .. أنا عملتلك أيه عشان تعمل معيا كدة؟!!

… تقدمت نور لتقف مرة أخرى بجوار ياسين قائلة

  • قتلت أختى !!.. سارة !!

… نهضت مفزوعا أقول

  • أيه؟!! .. أنتى بتقولى أيه؟!!

… نهض ياسين يتقدم نحوى ليوجه لكمة قوية نحو وجهى أفقدتنى أتزانى وجعلتنى أسقط مرة أخرى على المقعد مذهولا مما يحدث .. أنحنى ياسين نحوى يمسك بيدي المقعد من حولى قائلا

  • سارة .. أخت نور الصغيرة .. وحبيبتى!! .. اليوم ده أنت قتلتها لما صرخت عشان قتلت أحمد .. قتلتها هى وأحمد وعادل وهشام زميلك من أيام الجامعة، حتى البنت اللى كنا جايبنها عشان تصور مع احمد قتلتها .. قتلت الكل بدم بارد ولأننا كنا تحت تأثير المخدرات فى الوقت ده مع خوفنا منك كمان خلى محدش مننا أنا ونور كان مستوعب حاجة من اللى بتحصل .. ولما فوقنا من اللى كنا فيه فكرنا أن أحنا نقتلك لكن الموت كان رحمة بالنسبة ليك .. ساعتها قررنا أن أنتقامنا لازم يخليك تتمنى الموت .. فضلنا مستنين سنين عشان نقدر نلاقي فرصة ننتقم فيها منك .. ومع كل الحراسة اللى كانت حواليك والنظام الأمنى اللى أنت عمله هنا وفى القصر مكنش قدامنا أى فرصة .. لحد ما أنت بنفسك من شهرين أديتنا الحل على طبق من دهب لما قررت أننا أحنا التلاتة نحتفل فى حفلة خاصة بمناسبة أنك أنتهيت من التركيبة النهائية من مصل الليمنت3 !!

= قصدك …

  • أيوة .. أنت أتوصلت للتركيبة النهائية من شهرين فاتوا .. ولأنك كنت بتثق فينا جدا فأحنا كان لينا أمكانية الوصول لمعملك الخاص فى القصر واخدنا فعلا التركيبة من المعمل وقررنا أن هنحانق بيها فى يوم الحفلة الخاصة بينا وبعدها هنحطك وسط الشباب هنا ونسيبك تتعذب زيهم .. بس..!!

… توقف ياسين عن الحديث واعتدل بوقفته ليستكمل قائلا

  • بس للأسف أكتشفنا أن بينات التركيبة النهائية مش موجودة فى أى مكان على جهازك أو أى مكان تانى .. وده خلانى أنا وسارة نعمل تعديل بسيط فى الخطة

… كنت أجلس بمكانى تعترينى ملامح الآسي والخذي مما أسمعه من ياسين .. أجلس منهك العقل والتفكير لا أستطيع أستيعاب كل ذلك على أنه حقيقة .. ولكنى لا أملك تكذيبه فنظرت نحو ياسين قائلا

  • والتعديل كأن أنكم تزرعوا فى عقلى الشخصية اللى أنا بيها دلوقتى .. وتمسحوا أى ذكريات قديمة عندى عنكم وعن حياتى .. وطبعا موضوع طردى من الشغل وحالة الأكتئاب اللى كنت فيها كل ده كان وهم أنتم زرعتوه فى عقلى عشان تقدروا تجبونى أشتغل هنا تانى وكل اللى يشغل عقلى أن أوصل للتركيبة النهائية للمصل اللى فى حد ذاته بالنسبالكم كنز مقدرتوش تقتلونى وتفرطوا فيه بسهولة، ولما موصلتوش برضوة لنتيجة قررتوا تخلوا المواجهة مباشرة زى مأحنا كدة دلوقتي. . وأراهن أنكم على علم باللى عملته مع هند وكل حاجة حصلت بعدها كانت بترتيب منكم .. والتنكر والاسم ده بالذات مكنش خلل عشوائي كل ده كان تخطيطكم .. بس طب وأهلى دول كمان مش هما اهلى؟!!

… أبتسم ياسين وراح يقف بين نور وهند يضع يديه حول كتفيهما قائلا

  • انا ونور بصراحة مديونين لهند بفكرة أهلك دول .. لأن هى اللى قدرت تأجر الأتنين الممثلين اللى قاموا بدور أهلك و توفرلنا البيئة المناسبة اللى نخليك لما تفوق وتلاقى نفسك فيها متشكش فى حاجة.

… تبدلت ملامحى الى الغضب المختلط بالذهول قائلا

= يعنى ايه؟!! .. أمال أهلنا فين يا ياسين؟!! .. أنطق .. أهلنا فين!!

… عاد ياسين الى أبتسامته الباردة وهو يقول

  • ماتوا !! .. بس هما من زمان أموات من قبل ده كله ميحصل .. ملناش حد غير أختنا الصغيرة .. ماليكا دلوعتك وحبيبتك الصغيرة

… انفجرت غاضبا فأمسكت بياقة ياسين بكلتا يدي أجذبه والغضب يتطاير شرزا من عيناي قائلا

  • هى فين؟ .. فين ماليكا يا ياسين؟!!

= فى لندن !!.. فى اليوم اللى قررنا فيه أنا ونور أننا نقوم بتنفيذ خطتنا .. أقنعنا نور أنها تسافر لندن من غير متعرفك عشان تعقد صفقة كبيرة لمكتبها الهندسي ولما الصفقة تتم تعملهالك مفاجئة .. وهى سافرت فعلا بحسن نية منها .. وهناك هند أستقابلتها وفى الوقت اللى انا ونور كنا بنفذ خطتنا هنا كانت هند بتمسح من عقل ماليكا أى ذكريات تخصك وخلتها تعيش وتستقر هناك عشان تبعد عن أى حاجة ممكن تفكرها بيك

… لكمت وجه ياسين بكل قوتى فى فورة غضبي وحنقي على ما فعله قائلا

  • أنت مش بس ندل .. أنت أوسخ من الحيوانات .. ازاى تعمل فى أختنا كدة!!

… تركت ياسين من يدي وأستدرت اللهث بصعوبة لألتقاط أنفاسي من فرط الغضب الذي يعترينى .. بينما صاح ياسين قائلا

= وأنت بقى فاكر نفسك الملاك البرئ اللى معملش حاجة .. لا فوق لنفسك يا أدهم .. المكان ده كله أنت اللى عملته .. كل نقطة دم نزلت فى المكان ده أنت اللى شيلها على أيدك .. كل الجحيم اللى انت مشمئز منه ده هو الواقع اللى أنت خلقته بأيدك .. أنت الشيطان الحقيقي هنا

… لحظات من الصمت عمت المكان بعد جملة ياسين الأخيرة قبل أن ترتفع ضحكات عالية هستيرية بأرجاء المكان ولكن هذه الضحكات كنت أنا مصدرها !!.. دهشة، حيرة، وتعجب ضرب عقل ثلاثتهم من رد فعلى الغريب ذلك .. فأستدرت أنظر أليهم وقد زالت ملامح الأسي والغضب عن وجهى وتبدلت الى إبتسامة ساخرة تفوق أبتسامتهم برودة ونظرة بثت الرهبة والخوف بنفوسهم كصاعقة ضربت عقولهم !! .. وزادت دهشتهم الى الذهول عندما وجدوا باب الغرفة يفتح وتدلف فتاة ورجلين الى الداخل ليقفوا متجاورين ويبدأون بخلع اقنعتهم فتظهر وجوههم الحقيقية وقد كانوا هم سيلين وعزت وحسن ..؛ كانت تعبيرات الذهول والدهشة بوجوه ياسين ونور وهند كافية للتعبير عن الارتباك والخوف بداخلهم .. فتسعت أبتسامتى بشكل أكبر وأنا أسير أمامهم ذهابا وأيابا قائلا

  • عارف يا ياسين .. أصح جملتين قولتهم فى كل كلامك الخايب اللى أنت قولته أنى أنا الشيطان الحقيقي هنا .. وكمان أنى أذكى منك .. بس بصراحة كنت مستغرب أزاى غبائك صورلك أنك ممكن تفوز عليا فى حاجة مع أنك زى مقولت بنفسك لنور من شهرين لما كانت عندك فى أوضتك وأنتم قاعدين بتخططوا لخطتكم التافهة ديه كلها من غير متعرفوا ان حتى أوض نومكم فى القصر كان فيها كاميرات برضوة بتنقلى كل حاجة بتقولوها وتعملوها صوت وصورة .. ساعتها أنت قلت لنور أيه؟ .. تحب أفكرك .. مفيش مانع .. أنت قولتلها بالنص أدهم دايما كان أحسن مني فى كل حاجة .. ابن أمه المحبوب .. ومصدر فخر بابا .. والاقرب لقلب ماليكا .. أفضل فى الدراسة .. الرياضة .. التنافس .. وحتى فى الحب !! .. غيرتك كانت عمياك ومخلياك متشوفش أى حاجة كويسة عملتها عشانك ؛ والهانم .. نور اللى فكرانى أني قتلت أختها .. لو ركزتى كويس فى الفيديو هتلاقى ان اللى كان بيضرب النار من وراء الكاميرة كان من ناحية اليمين .. حاول كدة تفتكر يا ياسين وانت بتصور مين كان واقف على أيدك اليمين !!

… صمت ياسين للحظات يحاول التذكر ويستعيد الموقف كاملا بذاكرته قبل أن يصيح

  • نور !!

… ضحكت قليلا ساخرا منهم قبل أن أقول

= برافوو .. كويس أنك أفتكرت .. بس للأسف أنت سبت نفسك لنور تلعب بيك زى مهى عايزة .. وهى كان كل همها أنها تستغلك عشان تخلص مني وبعدها منك ويبقى كل ده بتاعها لوحدها

… حاولت نور أن تتحدث ولكننى أشرت لها بالصمت التام واستطردت قائلا

  • انا مش عايز اسمع ولا كلمة تانية منكم .. الموضوع انتهى .. من اللحظة اللى سمعتكم فيها بتتفقوا على خطتكم وأنتم بالنسبالى أنتهيتوا .. وكنت ناوى فعلا أقتلكم فى اليوم اللى عرفت فيه خطتكم .. وبنفس الخطة اللى انتم حطتوها عشان تخلصوا مني .. لكن اللى مكنتش عامل حسابه هو انكم تسفروا ماليكا من غير علمي .. وده خلانى أأجل حسابكم لحد موصل لماليكا الأول .. وفى الوقت اللى أنتم كنتم بتخططوا فيه اتفقت انا مع سيلين وعزت وحسن الناس اللى ولائهم ليا فعلا على أننا ننهيكم بس لما نوصل لمكان ماليكا الاول .. حسن كان بيوهمكم أنه بيدينى جرعات الهلوسة فى الأكل والقهوة، أما عزت وسيلين قاموا بدورهم على أكمل وجه وقدروا يوصلولكم أنى تحت سيطرتكم بالكامل وأن حبوب الاكتئاب والهلوسة بدأت تأثر فيا فعلا وأنى بنهار يوم وراء التانى وأنكم المسيطرين على كل الأمور .. وأنتم كنتم مصدقينهم مع أنكم أنتم اللى كنتم الضحية هنا.

… صاحت نور بهيسترية واضحة من فرط الصدمة قائلة

  • ازاااااى؟!! .. انا حقنتك بالمصل بنفسي .. ومتأكدة أنه كان المصل الحقيقي .. يبقى ازاااااى؟!!

… أطلقت ضحكة ساخرة أخرى بينما أقترب من نور أتحسس وجهها بيدى قائلا

  • أنتى صح !!.. فعلا حقنتيني بالليمنت3 .. بس اللى انتى مكنتيش تعرفيه أن أنا كنت حاقن نفسي قبلك بالمصل المضاد واللى يخلى الليمنت3 ملوش أى تأثير عليا مهما كانت الجرعة اللى حقنتيني بيها .. أظن كل اللى بعد كدة تقدروا تفهموه لوحدكم .. ودلوقتى اللى انا كنت عايز أوصله خلاص وصلتله ومعتقدش ماليكا هتعرف ان انا ادهم مش ياسين !!

… قلت جملتى وأبتسمت ثم نظرت نحو عزت الذي اشار لبعض الحراس بالخارج ليدلفوا الى الغرفة ويمسكوا بياسين ونور وهند بينما يرفع كل منه هو وسيلين وحسن ابرة حقن تمتلئ بمصل الليمنت3 .. وهو المشهد الذي اثار الفزع والرعب بنفوس ياسين ونور وهند وجعلهم فى حالة هيسترية من المقاومة والصراخ والتوسلات بينما عدت أنا لأضع قناع البارون خارجا من الغرفة بخطوات ثابتة شامخة كملك منتصرا صامم أذانى عن صرخات أخى وتوسلاته لكي أرحمه .. لم أشعر بالشفقة نحوه قدر ما شعرت بغبائه فهو يعلم تماما أن البارون لا يرحم أحد..!!

تمت

error: