البارون .. “عندما يصبح واقعك هو جحيمك”

… لا اعلم هل ما شعرت به هو السعادة أم الأحتياج عندما رأيت سارة تقف ببابى وهى تطلب قضاء الليلة معى، ولكننى لم أتردد حتى للحظة فى دعوتها للدخول ؛ دلفت سارة الى الغرفة قائلة

  • مش عايزة اكون بضيقك .. بس مش جيلى نوم

= تضيقينى؟!! .. ده انتى وجودك لوحده سبب للبهجة والسعادة بالنسبالى

… توجهت سارة نحو علبة سجائرى الموضوعة على المكتب لتتناول احد السجائر منها تشعلها وتنفث دخانها وهى تستند بظهرها الى المكتب تنظر نحوى مبتسمة قائلة

  • أدهم هو انت بتحبنى؟ !!

… كان سؤال سارة لى مباغت وصريح جدا، وعلى الرغم من اننى اشعر بحب غامر لسارة يعترى وجدنى إلا ان سؤالها اصابنى بالارتباك والتوتر وظللت صامت تعترينى نظرة مترددة نحوها، فتقدمت سارة نحوى بخطوات ثابتة وهى تخترق روحى بنظراتها المبتسمة حتى أصبحت تقف قريبة منى بشكل كبير على مسافة لا تسمح سوى بمرور خيط رفيع بيننا ثم اقتربت بشفاها نحو شفاهى قائلة فى نعومة

  • بتحبنى يا أدهم؟ !!

… لم أكن ضعيف من قبل مثل تلك اللحظة لم تنهار قوتى ولم ينهار تماسكى هكذا من قبل فلم أشعر بنفسي سوى وانا أقبل سارة بكل قوتى .. شوق جارف يجرفنى إليها ولم يعد لى سلطان على أرادتى ولم تبدى سارة أى مقاومة من جانبها بل كانت مستسلمة تماما تعتمرها رعشة القبلة الأولى ويملؤها شبق الرغبة ؛ جرفتنا رغباتنا وزين لنا الشيطان لذة المتعة بيننا فإتخذنا من الفراش ساحة للرذيلة بيننا نمارس بها طقوس ملذاتنا المحرمة ونتضاجع بكل قوتنا تقودنا رغباتنا الى الجنون بشكل غير طبيعي .. قبلات شرسة تأوهات تثير الرغبة وتدفعها الى الجنون قبضات من سارة بأظافرها على جسدى كما لو كانت تريدنى أن لا أنتهى، شوق ورغبة ولذة عارمة تعترينى حتى أنتفضت فزعا عندما خيل لى أن من أطارحها الفراش الأن هى هند وليست سارة ولكنى وجدت سارة تجذبنى أليها مرة أخرى تضغط رأسي بقوة تدفعنى لتقبيل جسدها المقشعر بنشوة اللذة، ولكنى عندما رفعت نظرى نحو وجهها مرة أخرى ألا وعدت أرى وجه هند مرة أخرى بوجه سارة وهى تدفعنى دفع لمضاجعتها بقوة ولكننى أنتفضت مغادرا الفراش مبتعدا تعصف بعقلى التساؤلات، لا أعلم ما الذى يحدث لي ولما تتملك هند من عقلى ورغبتى بتلك القوة حتى يخيل لى وجودها هى بدلا من سارة .. تعجبت سارة من تصرفى ونهوضى عنها بتلك الطريقة وصمتى المحير فنظرت نحوى متسألة

  • مالك يا أدهم؟ !! .. ايه اللى حصل؟ !!

… توجهت نحو المكتب اشعل أحد سجائرى وأرتشف بعض المياه من الزجاجة مباشرة ودون أن أنظر لسارة قلت

  • مفيش يا سارة .. انا بس حسيت ببعض التوتر .. انا اسف

… نهضت سارة من الفراش وأقتربت تضمنى بقوة من ظهرى وتستند برأسها عليه قائلة

  • ولا يهمك يا أدهم .. أنا حاسة بيك .. انا نفسي عمرى مكنت أتخيل أن ده ممكن يحصل

… ثم جعلتنى سارة أستدير كى أقف وجها لوجه معها مستكملة

  • بس صدقنى .. اللى حصل ده اجمل حاجة حصلت فى حياتى.

… طبعت سارة قبلة ناعمة على شفاهى ثم دلفت الى الحمام للأستحمام بينما أرتديت أنا ملابسي وجلست قليلا على الفراش محاولا أستجماع شتات تفكيرى والسيطرة على عاصفت الأسئلة برأسي حتى لا تقودنى الى الجنون .. وقع نظرى على ذلك الحاسوب المحمول على المكتب والذى صرت أستخدمه فى كتابة أبحاثي فتوجهت نحوه وقمت بتشغيله لعلى أنشغل به عن كل ذلك التوتر والارتباك بداخلى، وبينما انا جالس كذلك أراجع أبحاثي خرجت سارة من الحمام وهى تضع المنشفة حول جسدها لا أكثر ومازالت المياه تبلل شعرها الحريرى وتتساقط كقطرات الندى من جسدها الخمرى فى مشهد يندى جبين الجبال إليه وكانت نظرتى نحوها خير دليل على ذلك مما جعلها تبتبسم بابتسامة ساحرة خلابة وهى تتوجه نحوى لتتوقف بجوارى تعانق عنقى بيدها مائلة نحوى وهى تنظر الى شاشة الحاسوب قائلة

  • هو ده بحثك بقي؟

= ايوة ياستى هو ده بحثي اللى بهدل حياتى

  • ايه عقار الليمينت 3 ( Element 3 ) ده؟!!

… نظرت نحو سارة مبتسما قائلا

  • عندك وقت تسمعى؟ !!

= طول الليل لو تحب

  • ماشي

… نظرت نحو شاشة الحاسوب مرة أخرى وبدأت فى أظهار بعض الملفات لسارة قائلا

  • الليمنت 3 ده يا سارة عقار بقالى سنين بشتغل على تطويره من احد انواع المخدرات المنتشرة فى أمريكا الجنوبية أسمه السكوبولامين، والمخدر ده بيصنف على انه العقار الأخطر حيث يستعمله المجرمين لمسح ذاكرتك وجعلك غير قادرة على ممارسة ارادتك، وهو يعرف ايضا ب (نفس الشيطان) حيث أنه مشتق من نوع مألوف من الأشجار في كولومبيا يدعى بأشجار (Borrachero) والتي تعني (أحصل على مشروبك) وتنمو بريا في بوغاتو، كولومبيا ؛ انا بقى اخدت المخدر ده وطورته لحد موصلت لمصل الليمنت 3، والمصل ده هو الطفرة اللى هتزلزل مجال العلاج النفسي .. المريض النفسي والمختليين وحتى اللى اتولدوا معاقين والمدمنين وكل الحالات اللى كانت بتاخد شهور وسنين فى علاجها وساعات كنا بنفشل فى علاجها اصلا هنقدر نعلاجها بعد كدة فى جلسة واحدة

= ده بجد؟ .. ازاى؟!!

  • الليمنت 3 مصل بيسلب إرادة المريض تماما وبيلغى وعيه تماما وبيفتح مدارك الذاكرة والعقل البشري عشان تستقبل اى افكار تحبى تزرعيها فيها فيستقبلها العقل بكل بساطة ويزرعها فى الذاكرة .. بطريقة بسيطة تقدرى تقولى انه زى التنويم المغنطيسي بس دائم المفعول

= بس ده جنون !! .. زى متكون بتعمل فورمات لهارد كمبيوتر وبتشكله من اول وجديد حسب رغبتك ؛ انا دلوقتي فهمت ابحاثك اتهجمت ليه

  • سارة انا فضلت شغال على الليمنت 3 سنين لحد مقدرت اتوصل انى اصنع تركيبة ليه ملهاش طعم او لون او ريحة زى المياه كدة بس المشكلة كانت ان المفعول فى البداية كان بيحتاج جرعات كبيرة وعلى فترات طويلة لحد ميقدر يسيطر بالكامل على عقل المريض ويسمحلى انى ازرع فى عقله الفكرة اللى انا عايزها وده موضوع كانت نتايجه مش مضمونة لان التأثير والجرعة كانت بتختلف من شخص للتانى ومكنش فى طريقة لعكس العملية او ايقافها بعد زراعة الفكرة اللى عايز ازرعها فى عقل المريض، وديه كانت نقطة الضعف اللى فى بحثي واللى خليته يتهاجم بالشراسة اللى حصلت، .. لكن دلوقتى انا وصلت للتركيبة النهائية للمصل اللى تأثيرها ثابت وكامل .. بمعنى انى دلوقتى بحقنة واحدة من الليمنت 3 اقدر احول اعتى مجنون لأنسان فى كامل قواه العقلية عن طريقة زراعة الفكرة نفسها فى عقله بمجرد كلامى معه بعد حقنه بالمصل وكمان صنعت المصل اللى بيبطل مفعول الليمنت 3 بعد زراعة الفكرة، وبكدة ابقي اتوصلت لأفضل طفرة فى الطب النفسي وحليت المشكلة اللى كانت بتوجهنى.

= ادهم .. انت مجنون !!

… ضحكت قليلا ثم احتضنت يد سارة أقبلها قائلا

  • انا فعلا مجنون .. بس مجنون بحبك

… انقضي الليل وأتى صباح اليوم التالى لأستيقظ ولا أجد سارة الى جوارى بالفراش .. نهضت أبحث عنها بالغرفة ولكننى لم أجدها بأى مكان !!، ولكننى وجدت ورقة صغيرة منها على المكتب ذكرت بها سارة أنها قد عادت الى غرفتها فى اثناء نومى حتى لا تزعجنى، وأنها تحبنى كثيرا .. شعرت بسعادة كبيرة تغمرنى وتبسمت وانا امسك برسالة سارة وأقراء كلماتها الرقيقة قبل أنا أتحضر لبدأ يوم جديد بالعمل .. لكن ذلك اليوم لم يكن عادي بالمرة فقد تجاوزت الساعة الحادية عشر ظهرا ولم تهبط سارة للعمل بعد ولم احتمل انا غيابها اكثر من ذلك فصعدت اطرق باب غرفتها ولكن دون رد مما اثار تعجبى وقلقي بدرجة كبيرة .. هبط مسرعا نحو مكتب الاستقبال أسأل سيلين فى توتر

  • سيلين .. دكتورة سارة منزلتش الشغل لحد دلوقتى وبخبط عليها مبتردش

… ابتسمت سيلين فى برود مستفز قائلة فى هدوء يثير الأعصاب

  • دكتورة سارة اتنقلت شيفت بليل يا دكتور أدهم !!
error: