الاعيب القدر للكاتبه ايمان عبد الحفيظ
نوفيلا : ألاعيب القدر
للكاتبة : ايمان عبد الحفيظ
الفصل الثامن
************************** *****
هل تحقق للتو .. أقصى احلام اى فتاة فى العالم .. أن يطلب يدها شاب مثل يزن النجدى .. أفضل مصمم ازياء فى الوطن العربى أو ربما شهرتة تمتد خارج ذلك للعالم .. هو مشهور فى مجاله مما يعطيه مجال راحه بين عامه الناس .. لا يهم .. هل حقا يزن يريد الزواج بها ؟!.. لما .. لما قد يرغب شاب مثالى مثلة بالزواج من فتاة مثلها .. اقل كلمة تقال عنها متزوجة قبل ذلك ..أرملة .. ما السبب وراء طلبه هذا …
شغف بزهول : ميييين ؟؟! ..
آمنة بابتسامة : بقولك يزن النجدى .. يزن اخ صحبتك اروى .. و بصراحه كده انا موافقة ..
شغف بثبات : و انا مش موافقة …
آمنة بثبات : مش هأخد ردك دلوقتى .. المهم ايه علاقة مروان بالموضوع ده ..
شغف بضيق : مروان وقفنى النهارده فى الجامعة .. طلب انى اتجوزة .. علشان يحافظ على مرات اخوه .. اللى هى تعتبر خطيبتة لحد اللحظة دى ..
آمنة بسخرية : واضح يا ضنايا أن ناس كتير طمعانين فيكى .. أو بمعنى افضل عينهم منك ..
شغف بترقب : قصدك مبين ؟؟ ..
آمنة بضيق : الشيخ حامد طلب ايدك النهاردة…
شغف بضحك : عمرها ما تحصل فى التاريخ .. ٣ عرسان فى يوم واحد … وااااو ده انا المفروض ادخل موسوعة جينيس ..
ضحكة قصيرة أفلتت من آمنة التى ترى لاول مره ابنتها تبتسم منذ وفاة سيف .. لا تعرف ما يدور بعقلها الان .. لكنها موقنة من شيئ واحد .. أن سعادة شغف مع يزن فقط ..
لكن الاصعب فى هذه اللحظات اقناع شغف بذلك … هى تعرفها جيدا .. ستسخر من الأمر .. ربما تذهب إليه لتتشاجر معه .. لكن يزن حقا يحبها …
************************** ****
جالس على فراشة الواسع .. يضع يده اسفل رقبتة .. يستند بظهره على الفراش .. يفكر في الصباح .. ما فعلة اليوم لم يكن على باله مطلقا .. ربما هذا ضمن ألاعيب القدر .. ابتسم بهدوء و هى يتذكر حديثة مع والدتها .. وقت طلب منه يد ابنتها الوحيدة …
Flash back ..
جلس هو بجانب اخية فى غرفة الجلوس فى منزل شغف .. التى اصرت على مكوث لينا لديها بعض طرد والدة يزن لها .. نظر للحائط ليجد صورة قديمة للغاية .. صورة لشغف و هى ترتدى ملابس المدرسة .. كانت صغيرة و جميلة للغايه .. بضفائر شعرها الناعمة .. قاطع ذلك دخول والدتها و هى تحمل مشروبات بارده لتقدمها لهم ..
آمنة بابتسامة : اتفضلوا .. نورتوا …
يزن بابتسامة : شكرا على العصير .. البيت منور بأصحابة ..
آمنة بابتسامة : انت قولت اسمك اييية ؟؟..
يزن بابتسامة : يزن .. يزن ياسر النجدى ..
آمنة بهدوء : اتشرفت بيك ..
يزن بابتسامة : الشرف ليا .. بس ممكن كلمة على انفراد لو سمحتى …
آمنة باستغراب : اه طبعا .. اتفضل …
توجه كلاهما للوقوف في الشرفة .. بينما هى اخذ يحرك اصابع يده التى تستند على السور بعشوائية .. التوتر يسيطر عليه .. ليس بسبب طلب يدها بل بسبب اعترافه بما يحتمل صدره من مشاعر لها …
امنة بترقب : خير يا ابنى ..
يزن بسرعة : انا بطلب منك ايد شغف ..
امنة بدهشة : انت بتهزر
يزن بجديه : لا انا بتكلم بجد .. انا فعلا عايز اتجوز شغف ..
امنة بحزم : و ليه واحد زيك يتجوز بنتى ..
يزن بابتسامة : واحد زيى دى مدح و لا ذم ..
امنة بابتسامة خافتة : مدح .. انت غنى .. وسيم .. ذكى .. شاطر فى شغلك .. جدع .. و راجل .. معتقدتش ان فى واحده هترفض حد بالمواصفات دى .. بس السؤال اشمعنا بنتى .. ليه تتنازل و تتجوز واحده كانت متجوزة قبلك ..
يزن بهدوء : اول حاجه كده انا مش هتنازل لو اتجوزت بنت حضرتك .. فكره ان الست تكون متجوزه قبل كده ده شيئ مش يعيبها .. اى ست فى الدنيا ليها قيمة و المفروض كل راجل يدور على اللى يقدر قيمتها …
نظرت له باعجاب .. يبدو انه مثقف و محترم للمرأه بشكل عام .. ارتسمت ابتسامة خافتة على جانب شفتيها .. ثم استطرد يزن قائلا..
يزن بابتسامة : و بالنسبة لسؤال اشمعنا هى .. اجابتى لانها هى ..
امنة باستغراب ممزوج بترقب لتلك الاجابه : مش فاهمة ..
يزن بابتسامة : انا اخترت شغف لانى بحبها من زمان .. يمكن تسالى انا مش قلت قبل كده ليه .. بس صدقينى مكنش ينفع كان فى خطيبها الله يرحمه .. و لا يخطب احدكم على خطبة اخية .. كان لازم اسكت ..
امنة بدهشه : انا مصدومة من ده كله ..
يزن بابتسامة : حقك يا طنط .. بس حاجه اخيرة .. بنتك حتى لو كانت متجوزة قبل كده هى فعلا بالنسبة ليا بدايه جديدة .. صدقينى هحطها فى عيونى .. عن اذنك …
back …..
اغمض عيونه باسترخاء شديد .. الابتسامة الهادئة تحتل ملامحه .. الشعور بالاطمئنان يحتل عقلة الان .. لكن ما زال هناك بعض القلق يشوب عقلة قليلا .. ما يشغل باله فعليا .. هو احتماليه رفض شغف له ..
**********************
صوتها خاشع للغايه فى قراءه القرأن الكريم .. جعلت الدموع تلألأ فى عيون لينا التى كانت تراقبها بابتسامة بريئة .. ابتسامة طفلة تطلع لتصبح بهذا الخشوع و هى تقف بين يدى الله .. انهت صلاتها .. مسحت دموعها هى الاخرى التى تتساقط منها و هى تسجد لله وحده .. الرهبة من ملكوتة و عظمتة تخيفها فتجعلها تبكى عظمتة ..
لينا بأدب : ممكن يا شغف ..
شغف بابتسامة : قولى يا ست لينا ..
لينا بدموع : عاوزاكى تعلمينى ازاى اقرأ القرأن كده .. و ازاى تعلمينى البس الطرحة ..
شغف بابتسامة : عيونى يا حبيبتى .. بس عاوزة تلبسى الطرحه ..
لينا بدموع : عاوزة اكون زيك .. متدينة .. بقرأ القرأن بالصوت الحلو ده ..
عانقتها شغف بفرحة .. هل هى حقا السبب فى ارتداء تلك الفتاة الحجاب .. الشكر لله .. الشعور بانك سبب فى هدايه شخص ما تشعرك براحه نفسية شديده ..
شغف بفرحة : عيونى يا لينا .. هعلمك كل حاجه .. و كمان هعلمك ازاى تنتظمى على الصلاة .. و كمان تعملى الورد القرأنى ..
لينا بفرح : متشكره جدا يا شغف .. انتى اختى الكبيرة فعلا ..
صدى صوت امنة الهادئ ..
امنة بمقاطعة : اسفه لو بقاطع عياطكم ..
شغف بضحك : لا اتفضلى يا حجه .. زى بيتكم ..
امنة بابتسامة : طيب يا شقيه انتى .. قومى البسى علشان فى ضيوف بره عاوزين يقابلوكى ..
شغف باستغراب : ضيوف مين؟؟..
امنة بخبث : يزن النجدى .. جاى يقعد معاكى علشان تسالى عن اللى عندك ..
شغف بصدمة : بتهزرى يا ماما ..
امنة بابتسامة : 5 دقايق و تكونى بره .. مستنيكى بره ..
ظلت متسمره فى مكانها .. كأنها للتو صعقت بكهرباء .. او ربما تحولت الى تمثال شمعى ..
لينا بفرحة : يزن طلب ايدك .. اقبلى يا شغف .. اقبلى ده حنين اووى . .
شغف بترقب : و انتى عرفتى منين بقى ..
لينا بضحك : كفايه اللى عمله معايا .. ده اثبات لانه راجل .. و شهم و جدع .. و يلا بقى مستنيكى بره الواد .. يلا ..
قالتها و هى تدفع شغف لترتدى ملابسها .. اخرجت شغف فستان اسود اللون .. و حجاب رمادى اللون ..
لينا بدهشة : لا .. بتهزرى ..
شغف باستغراب : اهزر فى ايييه ؟..
لينا ببزهول : هتطلعى ل يزن كده .. هتطلعى لواحد طالب ايدك باللون الاسود ده ..
شغف بسخرية : و الله انا واحد ارملة .. مش هقلع الاسود غير بعد شهور العده .. ماشى ..
قالتها و هى تخرج من الغرفة .. لتتوجه الى غرفة الجلوس لتقابل ذلك الذى يطلب يدها .. نظرت له من خلف الباب .. كان وسيم للغايه .. يرتدى حلة سوداء .. قميص ابيض انيق .. لا يرتدى ربطة عنق .. ترك الزر العلوى مفتوح ليعطية مجال للتنفس .. لا تعرف لما تتصاعدت نبضات قلبها .. و زادت ارتجافه جسدها .. اصابعها بدأت ترتعش من التوتر .. لم يحدث هذا وقت سيف .. او حدث لكنة لم يكن بهذه القوه .. ما الذى يحدث معها ؟.. حتما ستعرف حين تدخل لتقابلة …
شغف بهدوء : السلام عليكم ..
يزن بهدوء : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاتة ..
امنة بابتسامة خافتة : عن اذنك .. هعمل عصير و جاية ..
ساد الصمت .. كأن على رسهم الطير .. كلاهما يفكر فيما الحديث.. كيف يبدأ هذا الحديث .. او بما يتحدث كلاهما ..
يزن بتوتر : ازيك ..
شغف بهدوء : الحمد لله .. انت ازيك ؟؟..
يزن بابتسامة خافتة : الحمد لله ..
شغف بتوتر : اشمعنا انا ؟؟.. يعنى ليه ..
يزن بابتسامة : لانك انتى ..
شغف بخجل : مش فاهمة ..
يزن بجديه : مش هقولك غير بعد كتب الكتاب ان شاء الله .. لان مش من حقى اعبر عن مشاعر دلوقتى ليكى ..
شغف بزهول : انت حاليا بتقولى ان انت عندك مشاعر اتجاهى ..
يزن بابتسامة : حاجه شبه كده ..
شغف بغيظ : احنا مش بنلعب الغاز هنا .. سؤال اجابته اه او لا ..
يزن بابتسامة : اه ..
شغف بصدمة : اه ..
يزن بضحك : اجابة سؤالك اه .. بس مش هقولك اى حاجه غير بعد كتب الكتاب ..
هو يملك مشاعر تجاها .. لو كانت وحيدة بغرفتها الان .. لكانت بدأت تقفز كالمجنونه على فراشها .. يزن النجدى يملك مشاعر تجاها هى .. ربما هى فعلا ستدخل موسوعة جينيس ..
يزن بجدية : بصى يا شغف .. انا مش هقدر اشرحلك كل اللى جوايا بشكل صريح .. بس صدقينى انا فعلا مهتم بيكى .. و مش هتصدقى كم الالم اللى عشتة لما اتجوزتى .. و لا كم الالم اللى حسيتة لما شفتك بتعيطى يوم العزا .. باختصار يا شغف .. صدقينى هتكونى مبسوطة معايا .. لانى ….
كلماتة جعلتها تتمنى ان تختفى من على سطح الارض بسبب الخجل .. كلماتة تذيب مقاومة اى انثى على وجهه الارض .. كلماتة جعلت اعصابها تخرج عن المدى .. كوب الماء الذى بيدها على وشك السقوط من شده ارتجاف اصابع يدها .. وقف عن مقعده .. سحب الكأس من يدها .. ارتجف جسدها حين لامست اصابع يده اطراف اصابعها .. كان كهرباء صعقتها .. رفعت رأسها تلقائيا .. لتحدق بعيونه البنية .. التى تخبرها بكم الحب الذى يحمله تجاهها .. بكم الامان الذى تجده فى عيونه .. بمقدار الحب الذى تستشعر وجوده بانفاسه التى تلفح وجهها ..
امنة بابتسامة : العصير .. اتفضلوا ..
ابتعد يزن عنها بحرج .. بينما هى انكمشت على نفسها فى المقعد .. ربما بسبب الخجل .. او ربما بسبب الرجفة التى تسرى فى جميع انحاء جسدها و التى تخفى ان تظهر امامة ..
يزن بابتسامة : شكرا يا طنط .. تعبتى نفسك .. بس انا حاليا طالب اجابه على طلبى ..
امنة بترقب مصتنع : طلب ايه يا ابنى ..
يزن بابتسامة : طلبى لأيد بنتك يا امى …
امنة بجدية : هى قدامك اسألها ..
ليت الارض تنشق و تبتلعها الان .. هى فى موقف لا تحسد عليه .. ان تقول رأيها فى شخص هى معجبة به حقا .. بل و الكارثة انه امامها و ينتظر الرد .. أخذت نفس عميق .. تجمع به شتات نفسها ..
شغف باندفاع : انا موافقه .. كل حاجه بعد ما تخلص شهور العده ..
امنة بسخرية : اصلا مفيش…..
شغف مقاطعة : شهرين يا يزن .. و بعدها هنكتب الكتاب .. عن اذنكوا ..
ثم ركضت تجاه غرفتها .. اغلقت الباب و استندت عليه تنظم ضربات قلبها التى ينبض بقوه .. هى للتو وافقت عليه .. بل و قالتها بكل صراحه .. يبدو انها ازدادت جرأه .. بل و ازدادت جنون .. او ربما فقدت عقلها ..لتقولها صريحه امامها بأنها تقبل به زوجا .. بل و اخبرته بأن كتب الكتاب بعد انتهاء شهور عدتها الوهمية .. ماذا سيقول عنها .. اللعنه على الاندفاع .. و الزياد فى هرمون الادرينالين ….
************************** **
الاشتياق .. ربما كثيرون يسخرون من الحب فى السن الصغير .. لكنه من المحتمل ان يكون حقيقى .. لانه حب نقى .. لا يعرف مصالح او استغلال نفوذ .. لكنه فعلا يشتاق لها .. يريد رؤيتها لكنة صعب .. والدتة منعت الخروج عنه الا للذهاب للدروس .. و يزن يمنعه من مقابلتها ايضا .. الجميع عليه .. زفر بضيق من هذا الوضع الذى وقع به .. هو بحاجه للحديث و لا سيفقد عقلة .. توجه الى غرفة اخته الى وقعت بنفس السجن معه .. ضحية لغضب والدتهم على يزن الذى خرج صباحا …
حسام بغيظ : انا زهقت من الوضع ده يا اروى ..
اروى بسخرية : على اساس ان احنا فى الوضع ده بسبب مين .. مش بسبب جنابك ..
حسام بغيظ : لا يا اختى ده بسببب يزن اللى طلب ايد شغف .. و مش قال لأمك ..
اروى بغضب : و الله انا تعبت منكم انتوا الاتنين .. محبوسة هنا بسبب غباءكم .. واحد بيحب واحده اديلة سنين و امة مش موافقه علشان مستواه المادى .. لا و لما بقت ارملة رايح يطلب ايدها طبيعى امك تبقى تولع فينا .. و حضرتك البنت بتقولك انا بحبك .. و انتى تقولى كلمة عفوية .. و الله هقل ادبى و اقول كلمة مش محترمة …
حسام بضحك : اهدى يا منار ..
اروى بغيظ : و الله لاول مره اتمنى اكون متجوزة و لا مخطوبة علشان كنت اتصل بيه انفخه و افش غلى فيه …
حسام بمرح : الله يصبره اللى هتكونى من نصيبة …
اروى بضحك : يا عم اتنيل .. خلينا اعرف ازاى ههربب من الحبس الانفرادى ده .. المشكلة ان يزن و لا على بالة .. بل عايش حياتة و بيخرج و لا كان فى بقر محبوسين بسببة ..
صمتت لتفكر فى شيئ تهرب به من المنزل .. فقد طفح بها الكيل من هنا .. خرجت للشرفة .. نظرت جانبها بالمصادفة .. لتجد عمارة السيد ياسين .. يعمل باعمال المقاولة .. يسكن وحيدا مع زوجتة السيدة امانى .. تلكك الحنونة البشوشة .. لا يملكا الا ابن وحيد و هو تيم .. مسافر فى الكويت لأجل عمله كمعيد فى كلية هندسة .. لحسن الحظ شرفة غرفتها تقع بجانب شرفة غرفة تيم بمسافة معقولة .. يمكن القفز من خلالها .. ربما هذا هو الحل ..
اروى بصراخ : لقيتها .. لقيتها ..
حسام باستغراب : ايه هى دى …
اروى بابتسامة : تيم جارنا مش مسافر من اكتر من 5 سنين ..
حسام بدهشة : ايووه .. بس تيم ايه علاقته باللى احنا بنحكى فيه ..
اروى بثقة : لو نطيت من البلكونة للبلكونة بتاعتة .. هتبقى سهل اطلع من عندهم ..
حسام بدهشة : انتى اتجننتى يا اروى .. هتنطى على اوضه واحد علشان تطلعى من البيت .. لا طبعا .
اروى بثقة : و ايه المشكلة طالما هو مش هنا .. المهم انى اخرج من البيت .. و انا هعمل كده بكرة الصبح … المهم هروح اقول لطنط امانى علشان تسيب باب شقة تيم مفتوح علشان اخرج ..
حسام بغيظ : و الله مجنونة .. روحى ..
اسرعت فى خطواتها لتتجه الى منزل الجاره امانى .. لتخبرها بالموقف .. لترحب تلك لسيدة الطيبة .. لا تنكر انها حذرتها من خطورة الامر .. لكن اروى شابة جامحه و قويه .. فلتتركها لتجرب ..
اروى بابتسامة : اتفقنا يا طنط امانى …
امانى بابتسامة : اتفقنا يا بنتى .. بس خلى بالك من نفسك ..
اروى بثقة : يلا بقى تصبحى على خير ..
اؤمأت امانى برأسها بسعاده .. و اخير ستخرج من حبسها .. بينما اغلقت امانى الباب و هى تبتسم بهدوء .. و تترحم على هذا الجيل و ما به من جنون .. لتسمع صوت طرقات على الباب ..
امانى بضحك : نسيت تقول ايه المجنونة دى ..
توجهت امانى لتفتح الباب و هى تبتسم .. لتتسع حدقتى عيونها و هى تطالع ابنها البكرى الوحيد .. تيم ..
امانى بسعادة : تـــــــــــــــــيم …
ابتسم بسعاده و هو يعانق والدته التى افتقدها كثيرا ..
تيم بحب : وحشتينى اوى يا امى ..
امانى بفرحة : يا حبيب ماما .. وحشتنى اووى يا تيم .. انت وصلت امتى ..
تيم بابتسامة : لسه واصل حالا .. انتى اول حاجه اشوفها يا ست الكل ..
امانى بسعادة : يا عيون ماما .. تعالى هعملك شويه اكل ترم بيهم عضمك يا حبيبى ..
اخذت ابنها الوحيده .. لتحضر له الطعام .. متناسية امر تلك المسكينة التى ستقفز على غرفتة غدا …
للكاتبة : ايمان عبد الحفيظ
الفصل الثامن
**************************
هل تحقق للتو .. أقصى احلام اى فتاة فى العالم .. أن يطلب يدها شاب مثل يزن النجدى .. أفضل مصمم ازياء فى الوطن العربى أو ربما شهرتة تمتد خارج ذلك للعالم .. هو مشهور فى مجاله مما يعطيه مجال راحه بين عامه الناس .. لا يهم .. هل حقا يزن يريد الزواج بها ؟!.. لما .. لما قد يرغب شاب مثالى مثلة بالزواج من فتاة مثلها .. اقل كلمة تقال عنها متزوجة قبل ذلك ..أرملة .. ما السبب وراء طلبه هذا …
شغف بزهول : ميييين ؟؟! ..
آمنة بابتسامة : بقولك يزن النجدى .. يزن اخ صحبتك اروى .. و بصراحه كده انا موافقة ..
شغف بثبات : و انا مش موافقة …
آمنة بثبات : مش هأخد ردك دلوقتى .. المهم ايه علاقة مروان بالموضوع ده ..
شغف بضيق : مروان وقفنى النهارده فى الجامعة .. طلب انى اتجوزة .. علشان يحافظ على مرات اخوه .. اللى هى تعتبر خطيبتة لحد اللحظة دى ..
آمنة بسخرية : واضح يا ضنايا أن ناس كتير طمعانين فيكى .. أو بمعنى افضل عينهم منك ..
شغف بترقب : قصدك مبين ؟؟ ..
آمنة بضيق : الشيخ حامد طلب ايدك النهاردة…
شغف بضحك : عمرها ما تحصل فى التاريخ .. ٣ عرسان فى يوم واحد … وااااو ده انا المفروض ادخل موسوعة جينيس ..
ضحكة قصيرة أفلتت من آمنة التى ترى لاول مره ابنتها تبتسم منذ وفاة سيف .. لا تعرف ما يدور بعقلها الان .. لكنها موقنة من شيئ واحد .. أن سعادة شغف مع يزن فقط ..
لكن الاصعب فى هذه اللحظات اقناع شغف بذلك … هى تعرفها جيدا .. ستسخر من الأمر .. ربما تذهب إليه لتتشاجر معه .. لكن يزن حقا يحبها …
**************************
جالس على فراشة الواسع .. يضع يده اسفل رقبتة .. يستند بظهره على الفراش .. يفكر في الصباح .. ما فعلة اليوم لم يكن على باله مطلقا .. ربما هذا ضمن ألاعيب القدر .. ابتسم بهدوء و هى يتذكر حديثة مع والدتها .. وقت طلب منه يد ابنتها الوحيدة …
Flash back ..
جلس هو بجانب اخية فى غرفة الجلوس فى منزل شغف .. التى اصرت على مكوث لينا لديها بعض طرد والدة يزن لها .. نظر للحائط ليجد صورة قديمة للغاية .. صورة لشغف و هى ترتدى ملابس المدرسة .. كانت صغيرة و جميلة للغايه .. بضفائر شعرها الناعمة .. قاطع ذلك دخول والدتها و هى تحمل مشروبات بارده لتقدمها لهم ..
آمنة بابتسامة : اتفضلوا .. نورتوا …
يزن بابتسامة : شكرا على العصير .. البيت منور بأصحابة ..
آمنة بابتسامة : انت قولت اسمك اييية ؟؟..
يزن بابتسامة : يزن .. يزن ياسر النجدى ..
آمنة بهدوء : اتشرفت بيك ..
يزن بابتسامة : الشرف ليا .. بس ممكن كلمة على انفراد لو سمحتى …
آمنة باستغراب : اه طبعا .. اتفضل …
توجه كلاهما للوقوف في الشرفة .. بينما هى اخذ يحرك اصابع يده التى تستند على السور بعشوائية .. التوتر يسيطر عليه .. ليس بسبب طلب يدها بل بسبب اعترافه بما يحتمل صدره من مشاعر لها …
امنة بترقب : خير يا ابنى ..
يزن بسرعة : انا بطلب منك ايد شغف ..
امنة بدهشة : انت بتهزر
يزن بجديه : لا انا بتكلم بجد .. انا فعلا عايز اتجوز شغف ..
امنة بحزم : و ليه واحد زيك يتجوز بنتى ..
يزن بابتسامة : واحد زيى دى مدح و لا ذم ..
امنة بابتسامة خافتة : مدح .. انت غنى .. وسيم .. ذكى .. شاطر فى شغلك .. جدع .. و راجل .. معتقدتش ان فى واحده هترفض حد بالمواصفات دى .. بس السؤال اشمعنا بنتى .. ليه تتنازل و تتجوز واحده كانت متجوزة قبلك ..
يزن بهدوء : اول حاجه كده انا مش هتنازل لو اتجوزت بنت حضرتك .. فكره ان الست تكون متجوزه قبل كده ده شيئ مش يعيبها .. اى ست فى الدنيا ليها قيمة و المفروض كل راجل يدور على اللى يقدر قيمتها …
نظرت له باعجاب .. يبدو انه مثقف و محترم للمرأه بشكل عام .. ارتسمت ابتسامة خافتة على جانب شفتيها .. ثم استطرد يزن قائلا..
يزن بابتسامة : و بالنسبة لسؤال اشمعنا هى .. اجابتى لانها هى ..
امنة باستغراب ممزوج بترقب لتلك الاجابه : مش فاهمة ..
يزن بابتسامة : انا اخترت شغف لانى بحبها من زمان .. يمكن تسالى انا مش قلت قبل كده ليه .. بس صدقينى مكنش ينفع كان فى خطيبها الله يرحمه .. و لا يخطب احدكم على خطبة اخية .. كان لازم اسكت ..
امنة بدهشه : انا مصدومة من ده كله ..
يزن بابتسامة : حقك يا طنط .. بس حاجه اخيرة .. بنتك حتى لو كانت متجوزة قبل كده هى فعلا بالنسبة ليا بدايه جديدة .. صدقينى هحطها فى عيونى .. عن اذنك …
back …..
اغمض عيونه باسترخاء شديد .. الابتسامة الهادئة تحتل ملامحه .. الشعور بالاطمئنان يحتل عقلة الان .. لكن ما زال هناك بعض القلق يشوب عقلة قليلا .. ما يشغل باله فعليا .. هو احتماليه رفض شغف له ..
**********************
صوتها خاشع للغايه فى قراءه القرأن الكريم .. جعلت الدموع تلألأ فى عيون لينا التى كانت تراقبها بابتسامة بريئة .. ابتسامة طفلة تطلع لتصبح بهذا الخشوع و هى تقف بين يدى الله .. انهت صلاتها .. مسحت دموعها هى الاخرى التى تتساقط منها و هى تسجد لله وحده .. الرهبة من ملكوتة و عظمتة تخيفها فتجعلها تبكى عظمتة ..
لينا بأدب : ممكن يا شغف ..
شغف بابتسامة : قولى يا ست لينا ..
لينا بدموع : عاوزاكى تعلمينى ازاى اقرأ القرأن كده .. و ازاى تعلمينى البس الطرحة ..
شغف بابتسامة : عيونى يا حبيبتى .. بس عاوزة تلبسى الطرحه ..
لينا بدموع : عاوزة اكون زيك .. متدينة .. بقرأ القرأن بالصوت الحلو ده ..
عانقتها شغف بفرحة .. هل هى حقا السبب فى ارتداء تلك الفتاة الحجاب .. الشكر لله .. الشعور بانك سبب فى هدايه شخص ما تشعرك براحه نفسية شديده ..
شغف بفرحة : عيونى يا لينا .. هعلمك كل حاجه .. و كمان هعلمك ازاى تنتظمى على الصلاة .. و كمان تعملى الورد القرأنى ..
لينا بفرح : متشكره جدا يا شغف .. انتى اختى الكبيرة فعلا ..
صدى صوت امنة الهادئ ..
امنة بمقاطعة : اسفه لو بقاطع عياطكم ..
شغف بضحك : لا اتفضلى يا حجه .. زى بيتكم ..
امنة بابتسامة : طيب يا شقيه انتى .. قومى البسى علشان فى ضيوف بره عاوزين يقابلوكى ..
شغف باستغراب : ضيوف مين؟؟..
امنة بخبث : يزن النجدى .. جاى يقعد معاكى علشان تسالى عن اللى عندك ..
شغف بصدمة : بتهزرى يا ماما ..
امنة بابتسامة : 5 دقايق و تكونى بره .. مستنيكى بره ..
ظلت متسمره فى مكانها .. كأنها للتو صعقت بكهرباء .. او ربما تحولت الى تمثال شمعى ..
لينا بفرحة : يزن طلب ايدك .. اقبلى يا شغف .. اقبلى ده حنين اووى . .
شغف بترقب : و انتى عرفتى منين بقى ..
لينا بضحك : كفايه اللى عمله معايا .. ده اثبات لانه راجل .. و شهم و جدع .. و يلا بقى مستنيكى بره الواد .. يلا ..
قالتها و هى تدفع شغف لترتدى ملابسها .. اخرجت شغف فستان اسود اللون .. و حجاب رمادى اللون ..
لينا بدهشة : لا .. بتهزرى ..
شغف باستغراب : اهزر فى ايييه ؟..
لينا ببزهول : هتطلعى ل يزن كده .. هتطلعى لواحد طالب ايدك باللون الاسود ده ..
شغف بسخرية : و الله انا واحد ارملة .. مش هقلع الاسود غير بعد شهور العده .. ماشى ..
قالتها و هى تخرج من الغرفة .. لتتوجه الى غرفة الجلوس لتقابل ذلك الذى يطلب يدها .. نظرت له من خلف الباب .. كان وسيم للغايه .. يرتدى حلة سوداء .. قميص ابيض انيق .. لا يرتدى ربطة عنق .. ترك الزر العلوى مفتوح ليعطية مجال للتنفس .. لا تعرف لما تتصاعدت نبضات قلبها .. و زادت ارتجافه جسدها .. اصابعها بدأت ترتعش من التوتر .. لم يحدث هذا وقت سيف .. او حدث لكنة لم يكن بهذه القوه .. ما الذى يحدث معها ؟.. حتما ستعرف حين تدخل لتقابلة …
شغف بهدوء : السلام عليكم ..
يزن بهدوء : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاتة ..
امنة بابتسامة خافتة : عن اذنك .. هعمل عصير و جاية ..
ساد الصمت .. كأن على رسهم الطير .. كلاهما يفكر فيما الحديث.. كيف يبدأ هذا الحديث .. او بما يتحدث كلاهما ..
يزن بتوتر : ازيك ..
شغف بهدوء : الحمد لله .. انت ازيك ؟؟..
يزن بابتسامة خافتة : الحمد لله ..
شغف بتوتر : اشمعنا انا ؟؟.. يعنى ليه ..
يزن بابتسامة : لانك انتى ..
شغف بخجل : مش فاهمة ..
يزن بجديه : مش هقولك غير بعد كتب الكتاب ان شاء الله .. لان مش من حقى اعبر عن مشاعر دلوقتى ليكى ..
شغف بزهول : انت حاليا بتقولى ان انت عندك مشاعر اتجاهى ..
يزن بابتسامة : حاجه شبه كده ..
شغف بغيظ : احنا مش بنلعب الغاز هنا .. سؤال اجابته اه او لا ..
يزن بابتسامة : اه ..
شغف بصدمة : اه ..
يزن بضحك : اجابة سؤالك اه .. بس مش هقولك اى حاجه غير بعد كتب الكتاب ..
هو يملك مشاعر تجاها .. لو كانت وحيدة بغرفتها الان .. لكانت بدأت تقفز كالمجنونه على فراشها .. يزن النجدى يملك مشاعر تجاها هى .. ربما هى فعلا ستدخل موسوعة جينيس ..
يزن بجدية : بصى يا شغف .. انا مش هقدر اشرحلك كل اللى جوايا بشكل صريح .. بس صدقينى انا فعلا مهتم بيكى .. و مش هتصدقى كم الالم اللى عشتة لما اتجوزتى .. و لا كم الالم اللى حسيتة لما شفتك بتعيطى يوم العزا .. باختصار يا شغف .. صدقينى هتكونى مبسوطة معايا .. لانى ….
كلماتة جعلتها تتمنى ان تختفى من على سطح الارض بسبب الخجل .. كلماتة تذيب مقاومة اى انثى على وجهه الارض .. كلماتة جعلت اعصابها تخرج عن المدى .. كوب الماء الذى بيدها على وشك السقوط من شده ارتجاف اصابع يدها .. وقف عن مقعده .. سحب الكأس من يدها .. ارتجف جسدها حين لامست اصابع يده اطراف اصابعها .. كان كهرباء صعقتها .. رفعت رأسها تلقائيا .. لتحدق بعيونه البنية .. التى تخبرها بكم الحب الذى يحمله تجاهها .. بكم الامان الذى تجده فى عيونه .. بمقدار الحب الذى تستشعر وجوده بانفاسه التى تلفح وجهها ..
امنة بابتسامة : العصير .. اتفضلوا ..
ابتعد يزن عنها بحرج .. بينما هى انكمشت على نفسها فى المقعد .. ربما بسبب الخجل .. او ربما بسبب الرجفة التى تسرى فى جميع انحاء جسدها و التى تخفى ان تظهر امامة ..
يزن بابتسامة : شكرا يا طنط .. تعبتى نفسك .. بس انا حاليا طالب اجابه على طلبى ..
امنة بترقب مصتنع : طلب ايه يا ابنى ..
يزن بابتسامة : طلبى لأيد بنتك يا امى …
امنة بجدية : هى قدامك اسألها ..
ليت الارض تنشق و تبتلعها الان .. هى فى موقف لا تحسد عليه .. ان تقول رأيها فى شخص هى معجبة به حقا .. بل و الكارثة انه امامها و ينتظر الرد .. أخذت نفس عميق .. تجمع به شتات نفسها ..
شغف باندفاع : انا موافقه .. كل حاجه بعد ما تخلص شهور العده ..
امنة بسخرية : اصلا مفيش…..
شغف مقاطعة : شهرين يا يزن .. و بعدها هنكتب الكتاب .. عن اذنكوا ..
ثم ركضت تجاه غرفتها .. اغلقت الباب و استندت عليه تنظم ضربات قلبها التى ينبض بقوه .. هى للتو وافقت عليه .. بل و قالتها بكل صراحه .. يبدو انها ازدادت جرأه .. بل و ازدادت جنون .. او ربما فقدت عقلها ..لتقولها صريحه امامها بأنها تقبل به زوجا .. بل و اخبرته بأن كتب الكتاب بعد انتهاء شهور عدتها الوهمية .. ماذا سيقول عنها .. اللعنه على الاندفاع .. و الزياد فى هرمون الادرينالين ….
**************************
الاشتياق .. ربما كثيرون يسخرون من الحب فى السن الصغير .. لكنه من المحتمل ان يكون حقيقى .. لانه حب نقى .. لا يعرف مصالح او استغلال نفوذ .. لكنه فعلا يشتاق لها .. يريد رؤيتها لكنة صعب .. والدتة منعت الخروج عنه الا للذهاب للدروس .. و يزن يمنعه من مقابلتها ايضا .. الجميع عليه .. زفر بضيق من هذا الوضع الذى وقع به .. هو بحاجه للحديث و لا سيفقد عقلة .. توجه الى غرفة اخته الى وقعت بنفس السجن معه .. ضحية لغضب والدتهم على يزن الذى خرج صباحا …
حسام بغيظ : انا زهقت من الوضع ده يا اروى ..
اروى بسخرية : على اساس ان احنا فى الوضع ده بسبب مين .. مش بسبب جنابك ..
حسام بغيظ : لا يا اختى ده بسببب يزن اللى طلب ايد شغف .. و مش قال لأمك ..
اروى بغضب : و الله انا تعبت منكم انتوا الاتنين .. محبوسة هنا بسبب غباءكم .. واحد بيحب واحده اديلة سنين و امة مش موافقه علشان مستواه المادى .. لا و لما بقت ارملة رايح يطلب ايدها طبيعى امك تبقى تولع فينا .. و حضرتك البنت بتقولك انا بحبك .. و انتى تقولى كلمة عفوية .. و الله هقل ادبى و اقول كلمة مش محترمة …
حسام بضحك : اهدى يا منار ..
اروى بغيظ : و الله لاول مره اتمنى اكون متجوزة و لا مخطوبة علشان كنت اتصل بيه انفخه و افش غلى فيه …
حسام بمرح : الله يصبره اللى هتكونى من نصيبة …
اروى بضحك : يا عم اتنيل .. خلينا اعرف ازاى ههربب من الحبس الانفرادى ده .. المشكلة ان يزن و لا على بالة .. بل عايش حياتة و بيخرج و لا كان فى بقر محبوسين بسببة ..
صمتت لتفكر فى شيئ تهرب به من المنزل .. فقد طفح بها الكيل من هنا .. خرجت للشرفة .. نظرت جانبها بالمصادفة .. لتجد عمارة السيد ياسين .. يعمل باعمال المقاولة .. يسكن وحيدا مع زوجتة السيدة امانى .. تلكك الحنونة البشوشة .. لا يملكا الا ابن وحيد و هو تيم .. مسافر فى الكويت لأجل عمله كمعيد فى كلية هندسة .. لحسن الحظ شرفة غرفتها تقع بجانب شرفة غرفة تيم بمسافة معقولة .. يمكن القفز من خلالها .. ربما هذا هو الحل ..
اروى بصراخ : لقيتها .. لقيتها ..
حسام باستغراب : ايه هى دى …
اروى بابتسامة : تيم جارنا مش مسافر من اكتر من 5 سنين ..
حسام بدهشة : ايووه .. بس تيم ايه علاقته باللى احنا بنحكى فيه ..
اروى بثقة : لو نطيت من البلكونة للبلكونة بتاعتة .. هتبقى سهل اطلع من عندهم ..
حسام بدهشة : انتى اتجننتى يا اروى .. هتنطى على اوضه واحد علشان تطلعى من البيت .. لا طبعا .
اروى بثقة : و ايه المشكلة طالما هو مش هنا .. المهم انى اخرج من البيت .. و انا هعمل كده بكرة الصبح … المهم هروح اقول لطنط امانى علشان تسيب باب شقة تيم مفتوح علشان اخرج ..
حسام بغيظ : و الله مجنونة .. روحى ..
اسرعت فى خطواتها لتتجه الى منزل الجاره امانى .. لتخبرها بالموقف .. لترحب تلك لسيدة الطيبة .. لا تنكر انها حذرتها من خطورة الامر .. لكن اروى شابة جامحه و قويه .. فلتتركها لتجرب ..
اروى بابتسامة : اتفقنا يا طنط امانى …
امانى بابتسامة : اتفقنا يا بنتى .. بس خلى بالك من نفسك ..
اروى بثقة : يلا بقى تصبحى على خير ..
اؤمأت امانى برأسها بسعاده .. و اخير ستخرج من حبسها .. بينما اغلقت امانى الباب و هى تبتسم بهدوء .. و تترحم على هذا الجيل و ما به من جنون .. لتسمع صوت طرقات على الباب ..
امانى بضحك : نسيت تقول ايه المجنونة دى ..
توجهت امانى لتفتح الباب و هى تبتسم .. لتتسع حدقتى عيونها و هى تطالع ابنها البكرى الوحيد .. تيم ..
امانى بسعادة : تـــــــــــــــــيم …
ابتسم بسعاده و هو يعانق والدته التى افتقدها كثيرا ..
تيم بحب : وحشتينى اوى يا امى ..
امانى بفرحة : يا حبيب ماما .. وحشتنى اووى يا تيم .. انت وصلت امتى ..
تيم بابتسامة : لسه واصل حالا .. انتى اول حاجه اشوفها يا ست الكل ..
امانى بسعادة : يا عيون ماما .. تعالى هعملك شويه اكل ترم بيهم عضمك يا حبيبى ..
اخذت ابنها الوحيده .. لتحضر له الطعام .. متناسية امر تلك المسكينة التى ستقفز على غرفتة غدا …