الاعيب القدر للكاتبه ايمان عبد الحفيظ

نوفيلا : ألاعيب القدر
الكاتبة : ايمان عبد الحفيظ
الفصل الثالث
***********************************
أخيرا جاءت اللحظه التى حلمت بها كل فتاة على وجهه الارض .. لحظه ان يتم زفافها على من تحب . لحظه سيرها الى زوجها التى ستقضى ما تبقى من عمرها معه .. لحظه ان يعانقها بين ذراعيه و يطبق قبلتهم الاولى على وجنتها ليعدها بالامان .. ليعدها بأن يخذها فى …
ليحيطها و يرعها ..
للأفضل و للأسؤ ..
الفقر و الثراء ..
الصحة و المرض ..
يظلا معا فى السراء و الضراء..
فقط كى يحبها ..
كى يرعها..
كى يحترمها …
اللحظه التى سلمت بها كفها الى سيف .. كانت لحظه حقا رائعه ..شعرت بسعاده حقيقة و هو يقترب منها ليطبع قبلة خفيفة على جبهتها .. يهمس بأذنها ” انا اسف .. ” .. لتكافأه بأروع ابتسامه ممكن ان تخرج من شفتيها .. لانه يعتذر له قبل ان يبدأ كلاهما حياتهما سويا .. كى تبدا حياتهم من دون اى اعذار .. من دون مشاكل …
أخيرا اصطحبها لتجلس بجانبه فى السيارة التى يقودها اخيها الاصغر .. المعيد بكلية علوم .. الذى يدعى ” مروان ” ..
سيف بابتسامة : انا اسف انى اتخانقت معاكى فى الصبح .. بس كنت متنرفز حبتين ..
شغف بابتسامه هادئه : حصل خير انا مش زعلانة ..
اقترب سيف منها ليطبع قبله على وجنتها بحب ..
سيف بابتسامة : بحبك …
شغف بابتسامة : و انا كمان …
امتلأت قاعة الحضور بالمدعوين لحفل الزفاف .. كانت الابتسامات مرتسمة على وجوه الجميع .. منهم سعيد حقا لهم .. منهم من يتصنع الابتسامه بسبب خلافات خاصه به .. منهم من يرسمها حنقا و غيظا .. و غيرة من تلك اليتيمة التى حظت بزوج غنى و وسيم .. بل و يحبها ايضا .. لكن ثلاثة من وسط المدعوين .. ابتسامتهم كانت مهتزة .. قلقة ..
شغف .. يزن .. اّمنة ..
شغف التى شعورها بالخوف و القلق يزداد رغم الامان التى هى محاطة به .. شعور يخبرها ان هذا لن يدوم طويلا .. بل لن يستمر مطلقا .. شيئ ما يخبرها انها السعاده لن تدوم …
يزن الذى قلبة يحترق على تلك التى تجلس بجانب رجل أخر .. اصبحت ملك لغيرة .. لم يعد له الحق فى التفكير بها .. لم يعد له الحق فى ان يحبها .. يجب ان يبتعد .. فليسافر قليلا .. ليصفى ذهنه من تلك الامور .. رببما هذا هو الحل …
اّمنة و هى قلبها الملكوم .. القلق على ابتعاد ابنتها الوحيده عنها .. لأول مره ستبتعد صغيرتها الوحيده بعيدا عنها .. حقا ستشتاق لها .. لكن قبضه قلبها ليست لأجل ذلك .. شيئ ما يخبرها ان ابنتها يحدق بها خطر كبير .. بل سيهاجمها خطر قريب للغايه .. لكن من اين ؟.. او متى ؟؟.. لا تدرى .. حدس الام يصدق دائما …
*****************************
فتح باب الشقه .. و ملامح وجهه غامضه .. لا توحى بالغضب او الضيق .. لا توحى بأى شيئ .. فقط الموجود بنظراته الفراغ .. لا شيئ اخر .. ملامح اخته التى تكاد تبكى بسبب ألم اخيها .. رغم انه لم يظهر قط الانزعاج او الحزن .. فقط كانت ملامحه هادئة او عادية .. مثلة كأى شخص جاء لحضور الزفاف .. ملامحه ترتسم عليها ابتسامة هادئة ..
اروى بقلق : انت كويس
يزن بابتسامة هادئة : انا كويس .. متقلقيش .. ادخلى نامى بس .. اه و ياريت تخلى بالك فى ضيفه هتقعد معانا هنا .. هى قاعده فى الشقه اللى تحت ..
اروى بدهشة : اى ضيفة ؟؟.. مين ده اللى هينال الشرف و يقيم معانا فى بيتنا .. اللى هو المفروض بيتنا .. انت شقه و حسام لما يتجوز شقه .. و شقه ليا ..
يزن بابتسامة : هقولك بعدين ..
فجأه ظهرت من العدم والدتهم .. السيدة نادية .. التى كانت ملامحه لا تبشر بأى خير .. كانت غاضبة للغايه .. عيناها كانتا مجرد حجرين من اللهب .. كانهم حمم بركانية ..
ناديه بغضب : ممكن افهم .. ازاى تجيب واحده من الشارع تقعدها فى بيتى ..
يزن بهدوء : ماما .. دى طيبة و مش حراميه و لا نصابة زى ما انتى فاكرة .. دى واحده الظروف اجبرتها انها تكون كده .. انها تكون فى الشارع ..
ناديه بغضب : اى كان .. البنت دى مش هتقعد هنا اصلا .. ده بيتى و انا اللى اقول مين يمشى و مين يقعد .. و تربية الشوارع دى هتمشى …
كاد يزن ان يرد عليها .. لولا انه سمع صوت شهقه خرجت من لينا التى سمعت حوارهم ..
يزن بدهشة : ليـــــــنا ..
لينا بدموع : انا اسفه .. انا همشى حالا ..
حاول يزن ان يتعقبها .. لكنه امر اروى ان تقوم بذلك ..
يزن بهدوء : ألحقيها يا اروى ..
خلعت اروى حذائها لتستطيع الركض خلف تلك الفتاة التى استشعرت منها طيب قلبها .. و صفاء نفسها .. لكن مليئه بالهموم .. فنظرات العتب و الحزن كانت تكفى لأى شخص ليرى قدر الالم الذى تحملته تلك الفتاة .. حقا هى مسكينة ..
نظرت اروى لأخر السلم .. وجدت الفتاة بأخر درجه .. بينما اخيها حسام يدخل للبناية ..
اروى بصراخ : حسام ..
حسام بزهول : فى ايييه يا اروى ؟؟.. عاوزه حاجه ..
اروى بصراخ كى يسمعها : وقف البنت دى حالا .. و اوعى تخليها تمشى .. حاول ان تهديها و على قد ما تقدر .. بس اوعى تفلت منك .. دى امانه من يزن .. فاهم ..
لاحظ حسام نظرات الألم التى تحملها تلك الفتاة داخل عيونها البنيه اللامعه .. رأى بها الحزن .. رأى بها جمالا لا حدود له .. لكن هناك معاناة ..
حاولت لينا الهرب منه .. لكنه امسك معصمها بقوة ..
لينا بغيظ : سيب ايدى يا اخ انت ..
حسام بهدوء : لا انا مش اخ انا حسام ..
لينا بتهديد : سيب ايدى يا حسام ..
حسام بابتسامة : حلو اسمى كده .. بس انتى امانة من يزن .. يعنى لو سبتك هروح فيها دى .. و انا واحد ثانوية عامة .. لسه قدامى مستقبل ..
نظرت الى عيونه السوداء اللامعه .. كيف يمرح و يمزح فى هذا الوقت .. يرى عيونها البنيه التى تجاهد لتخفى الدموع المتحركه بها .. هو حقا غريب الاطوار ..
*****************
وقف الاثنان مع بعضهم امام شقة عش الزوجية .. فتح سيف الباب .. كان الخجل يسيطر على شغف التى اكتمللفت بالنظر للأرض كتعبير خجل فطرى منه ..
سيف بمرح : ادخلى برجلك اليمين ..
أؤمأت هى برأسها بخجل .. رفعت قدمها اليمنى لتعبر لها الى داخل الشقة .. لكنها شعرت بجسدها يطير فى الهواء . لقد اصبحت بين ذراعيه الان .. يحملها ..
سيف بمرح : عنك انتى .. ادخل انا ..
دلف سيف بقدمة اليمنى الى داخل شقة الزوجيه .. و هو يحمل زوجتة و يدعى بداخله ان تنقضى هذه الليلة ..
انزل سيف جسد شغف من بيد يديه .. لتقف على قدمه و هى تتمنى ان تنشق الارض و تبتلعها بسبب الخجل .. هى حقا تحتاج لسبب لتهرب منه اليوم .. لن تعطيه ما يريد .. فجسده مرهق للغايه بسبب الزفاف .. و بسبب كابوس الليلة الماضية .. ربما يصبر قليلا ..
سيف بابتسامة : بتفكرى فى ايييه ؟؟..
شغف بابتسامة : لا و لا حاجه يا سيف .. بس هروح اغير هدومى ..
سيف بابتسامة : طب روحى .. انا هغير و استناكى ..
ركضت فى اتجاه الحمام لتغير ملابسها .. ارتدى اسدال الصلاة الفيروزى اللون .. الذى ابرز جمال عيونها الرمادية و بياض بشرتها الورديه .. ترددت كثيرا فى الخروج لتقابلة .. لكنها حسمت امرها للخروج و رفض اى طلب للاقتراب منه .. او ممارسة اى علاقة بينهم ..
فتحت الباب .. بحثت عنه فى جميع انحاء الشقه لكنها وجدته مستلقى على الفراش .. مستغرق فى النوم عميق .. يبدو انه مرهق ايضا .. تنهدت بعمق .. ثم ابتسمت بهدوء و غطته بحنان ..ثم توجهت لتصلى فريضتها .. ثم غاصت فى نوم عميق على الاريكة فى غرفة المعيشة ..
****************
الشعور بانك على وشك الانفجار .. الغضب يعمى عيونك عن الرؤية .. تشعر بأنك بركان على وشك قذف حممه البركانية .. هذا كان شعور يزن حين طردت والدته تلك المسكينة لينا .. التى خففت عنه شعوره بالضيق هذا اليوم بحديثها الهادئ ..
يزن بعصبيه : مــــــاما .. لييه كده .. حضرتك طول عمرك بتشوفى فى الناس مين الطيب و مين الكويس و مين الوحش .. و هكذا .. و علمتينى كدا .. البنت دى كويسة .. ليه تقسى عليها .. الدنيا قسيت على البت دى اووى يا ماما حرام عليكى ..
أثار ذلك فى نفس الام .. بعض مشاعر الشفقه .. هى حقا تستطيع تميز الجيد و السيئ بين الناس .. لكنها تفقد تلك الميزة حين مصلحة اولادها .. تصبح عمياء للغايه اذا اقترب احد من اولادها الصغار .. التى تعتبرهم صغار حتى اخر يوم فى عمرها ..
نادية بحزن : يزن .. انا بخاف عليكم من اى حد .. و انا فكرتها بتلف عليك ..
يزن بغضب : واحده عندها 15 سنة هتلف عليا انا اللى اكبر منها ب 12 سنة .. ده انا فى عمر ابوها .. و بعدين يا ماما انا استحاله افكر فى اى حد ..
نادية مقاطعه : غير شغف ..
يزن بغضب : انسى الموضوع ده يا ماما .. موضوعنا دلوقتى لينا اللى طردتيها .. انا كنت هقعدها عندى تدرس لانها بتحب الرسم .. لو اتعلمت كويس هتبقى رسامه كويسة .. هستفاد منها فى المستقبل لمصلحه الشركه .. يعنى استثمار للشركه مش اكتر ..
نادية بغيظ : انا هوافق على الموضوع ده بشرط ..
يزن بترقب : اتفضلى قولى ..
نادية بتهديد : لو قربت من حسام .. هتتطرد فورا من بيتى .. انا مش ناقصة ابنى يحب واحده من الشارع لا عارفة اصلها و لا فصلها …
يزن بغيظ : يا ماما حب ايه و زفت اييه .. ده لسه عيل ..
نادية بهدوء : ده سن مراهقة .. اكتر مرحله الانسان بيحب فيها .. لانه بيكون طايش بمعنى افضل ..
يزن بهدوء : طيب يا ماما ..
قالها وهو يسير من امامها للبحث عن الفتاة التى ركضت من المنزل .. و ركضت خلفها اروى التى لم تعد حتى الان ..
بينما اروى كانت مشدوهه من كلمات والدته .. شرط والدته لمكوث لينا معهم عدم اقترابها من حسام .. الا انها الان جعلت الاثنان فى مكان وحدهم وحيدا .. يجب اخبار يزن بذلك .. بل حالا لمنع وقوع اى كارثة …
*****************
ملامح الفتايات تتحول تلقائيا حين رؤية اى شاب .. منهم الى الخجل الفطرى التى ولدن بة .. منهم الى الاشمئزاز بسبب حقارة بعضهم .. لكن هذا ليس جيد .. الرجال ليسوا مثل بعضهم مثل اصابعنا التى لا تشبة بعضها .. كذلك الفتايات لسن مثل بعضهن ..
ملامح الشراسة التى ارتسمت على وجهه لينا لم تكن تبشر حسام بأى خير .. فهو شعر بأنة فى مواجهه انثى نمر صغيرة .. بل فى مواجهه النمر نفسة .. عيونها البنيه احتدت للغايه .. بل شعر بها توهجت كأنها تنير ..
حسام بمرح : انتى عيونك بتنور و لا ايه ؟؟.. ده انا حاسس انك هتنقضى عليا تموتينى ..
لينا بغيظ : ابعد من وشى يا عم انت
حسام بمرح : لا انا مش عم حد .. انا عم سبت ..
زفرت لينا بضيق ثم قالت بعصبية
: ابعد عن طريقى بقى .. و كفايه غلاسة ..
حسام بضحك : يا سلام .. اول مره اسمع انى غلس .. ده انا سكر يا بنتى .. حتى بصى كده تحت ..
تلقائيا نظرت لينا للأسفل .. لم تجد شيئ .. لكنها سمعت ضحكات حسام التى خرجت منه كانها شلال انفجر منها ..
حسام بسخرية : ضحكت عليكى .. هاهاهاها .. بزمتك مش دمى خفيف ..
أشاحت لينا بوجهها بعيدا عن نظره .. ثم ابتسمت بخفة .. ربما مزاحه ثقيل بعض الشيئ .. لكنة خفيف الظل حقا ..
حسام بمرح : ضحكت يا اخونا .. الف مبرووك .. ده انا كنت فاكرك اجازه النهارده من الضحك ..
لينا بخجل : طب ابعد عن طريقى و خلينى امشى لو سمحت ..
حسام بخبث : بلاش الطريقة دى معايا .. علشان هموت فى ايدك .. و هتبقى السبب ..
لينا بزهول : ليييه ؟؟..
حسام ببراءه مصتنعة : بتغرينى يا قليلة الادب ..
لينا بدهشة : انت مجنون و لا اييه ؟؟.. هو انا عملت ايييه ؟؟.
حسام بضحك : انا بهزر معاكى .. انا كلام على الفاضى حضرتك .. المهم قوليلى انتى مين و اسمك ايييه اصلا ؟؟..
لينا بهدوء : انا لينا ..
حسام بابتسامة : عاشت الاسامى .. اسمك حلو يا اخت ..
لينا بخجل : شكرا ..
حسام بترقب : قوليلى بقى .. انتى مين و كنتى بتعملى ايييه هنا ؟؟..
لينا بدموع : انا واحده اخوك جابها هنا .. علشان تعيش معاكم و يعلمها و تشتغل معاه فى المستقبل .. بعد 3 سنين تقريبا ..
حسام بابتسامة : ماشى .. و فين المشكلة .. كنتى متعصبه و بتجرى ..
اختفت ابتسامة حسام حين رأى دموعها تتساقط مجددا .. و أجهشت بالبكاء .. و وجهها اصبح احمر بسبب البكاء .. و الشعور بالوحده و اليتم الذى يسيطر عليها الان ..
جذبها من يدها برفق و حنان تام .. ليجلس كلاهما على احدى درجات السلم .. جلست و هى تجفف دموعها بظهر يدها كطفلة صغيرة ..
لاحظ هو ذلك فابتسم بهدوء .. وهو يخرج لها منديل ورقى .. ليعطيها اياه بابتسامة حنونة .. افتقدها فى حياتها .. بل لم تجدها فى اى شخص منذ زمن .. مما جعلها تغرق فى بحور عيونها السوداء الجميلة ..
رأت فيه الحنان التى افتقدته فى الام و الاب معا .. رأت فيه رجولة لم تراه منذ زمن الا مع اخيه صباح اليوم .. شيئ ما يجذبها تجاه .. تشعر باحاسيس مختلفة لأول مره تجربها ..
لينا بدموع : انت مين ؟؟..
حسام بمرح : انا اللى ضاع من عمرى سنين …
افلتت ضحكة من بين شفتيها الوردتين .. داعبته هذه المره كانت طريفة ..
لينا بابتسامة و هى تجفف دموعها : لا بجد .. انت مين ؟؟..
حسام بضحك : انتى عندك زهايمر يا بت .. انتى لسه قايلة .. انا اخ يزن ..
لينا بابتسامة : مش قصدى .. قصدى الحنية اللى فيك دى منين ؟؟..
حسام بسخرية : من السوق الحرة .. اكيييد ورثتها من يزن .. و بابا الله يرحمه ..
لكزها بمرح .. قال و هو يرفع يده للسماء..
حسام بمرح : ادعى يا بت ربنا يرحمه ..
يبدو ان ايامها فى هذا المنزل ستكون جيده قليلا بفضل هذان الاخان .. احدهم شهم لأبعد درجه .. و الاخر مرح لأقصى درجه .. لكن هل ستتركها والدتهم تعش بسلام هنا فى وسطهم ..
سمع كلاهما صوت يزن الذى انتفضا عليه ..
يزن باستغراب : انتوا بتعملوا ايييه ؟؟..
حسام بمرح : منور يا زيزو .. اتفضل امانتك اهى .. انا هروح اذاكر بقى علشان انا اخدت راحتى مع الاخت لينا .. بدل ما كنت اخدها مع الاكل ..
يزن بحزم : ولد .. احترم نفسك ..
حسام بمرح : بلاش دور الحج اللى يرحمه اللى بتعيش فيه يا زيزو .. لسه يا بابا .. لسه هتعيشه قريب .. بلاش تنكد على نفسك بدرى ..
يزن بابتسامة : اطلع فوق يا حسام .. اطلع ربنا يهديك …
حسام بترجى و هو يرفع يده للسماء : قولوا يا رب ..
يزن بمرح : يا رب …
حسام بغيظ : ما تدعى .. و لا هو الحج تدعليه و انا ابن البطة السودة ..
لينا بابتسامه هادئة : يـــــا رب ..
حسام بابتسامة : ناس ما تجيش غير بالعين الفوشيا …
قالها حسام على سبيل السخريه .. لان لينا كانت ترتدى بلوزة باللون الفوشيا .. بينما نظرت له لينا بابتسامه هادئة .. تشكره على مساندتها فى بكاءها قبل قليل ..
بينما نظرات الاثنين لاحظها يزن .. نظرات تنم عن ولاده شيئ قريبا .. لكن متى ؟؟.. هل ستلاحظ هذا والدتها ام لا ؟؟.. ربما يفضل الصمت و ترك الامور تجرى كما يرغب القدر …
*******************
صباح يوم جديد .. استيقظت شغف على حركة بجانبها .. فتحت عيونها بكسل .. لتجد نفسها فى مكان اخر غير غرفتها .. استرجعت ذكرياتها .. لتتذكر انها تزوجت البارحه من سيف .. لكن اين هو ؟؟.. وجدته يجمع بعض الاشياء من الخزانة الخاصة بملابسة .. و يضعها فى حقيبة صغيرة .. كانت هى تنام على الفراش ترتدى اسدالها الفيروزى .. يبدوا انه حملها الى هنا ..
شغف بابتسامة : صباح الخير يا سيف ..
سيف بحرج : صباح النور .. صحيتك .. انا اسف بس مضطر ..
شغف باستغراب : هو انت بتلم هدومك ليييه ؟؟..
سيف بضيق : طلبونى ضرورى فى الشغل .. و مضظر اروح .. معلش مجرد 5 ساعات و هرجع ..
شغف بابتسامه لتواسية : عادى يا سيف مش مشكلة .. هنقعد كتير مع بعض ان شاء الله .. العمر كله قدامنا ..
اقترب منها سيف .. ليطبع قبلة صغيره على جبهتها .. هى حقا رائعه .. لم تتذمر او تشتكى .. لم تسمعه درس كاى زوجه .. بل اخذت الامر ببساطة .. هو حقا شاكر لها تفهمها للوضع عملة كضابط شرطة فى الامن العام ..
ارتدى سيف ملابسة ..و خرج مسرعا و طبع قبلة صغيره على وجنتها بابتسامة صغيرة .. تمسكت شغف بذراعها بقلق .. قبضه قلبها ازدادت الان و هى تراه يرحل ..
شغف بقلق : ضرورى تروح ؟؟..
سيف بضيق : غضب عنى و الله يا شغف ..
شغف بابتسامه خافتة : لا أله ألا الله ..
سيف بابتسامة : محمد رسول الله ..
ثم أغلقت الباب خلفها و هى تدعو الله ان يعيده أليها سالما .. بينما قبضه بدأت تعتصر قلبها الصغير بأسنانها .. عقلة تأتى به مخليات ليس لها معنى .. نزعت عنها حجاب الاسدال بضيق .. هو حتى لم يرى شعرها حتى الان .. لم يقترب منها ربما هو منزعج من هذا ؟؟.. لا يهم هو الان رحل .. يجب ان تحضر نفسها حتى اذا حضر .. تكون مستعده لأستقباله ..
بعد مرور عده ساعات …
كانت تضع ملابسها فى الخزانة الخاصه بها.. لتسمع صوت رنين هاتف المنزل الارضى .. اثار ذلك استغرابها .. بينما دموعها تساقطت تلقائيا .. رفعت السماعة و هى ترتجف خوفا كورقه نبات رقيقة تواجه عواصف الخريف .. تواجهه وحيدة ..
شغف بهدوء : السلام عليكم ..
المتحدث : و عليكم السلام .. لو سمحتى منزل الرائد سيف رشاد ..
شغف بتوجس : ايووه هو ده .. مين حضرتك ؟؟.
المتحدث : انا المقدم حسن المغربى .. كنت قائد العملية اللى كنا بنعملها دلوقتى .. حضرتك المدام صح ..
شغف ببكاء : ايووه انا .. سيف جراله حاجه ؟؟.
حسن بأسف : للأسف الرائد سيف استشهد ..
شغف بصراخ : سيــــــــــــــــــــف ..
وقعت سماعة الهاتف من يدها بصدمة .. سيف زوجها .. ذلك الذى كان امامها قبل ساعات لن تراه مجددا .. الشاب الذى احبته منذ سنوات عديدة توفى .. لقد استشهد اثناء قيامة بواجبه .. ذلك الذى لم تعطيه حقوقه توفى .. ذلك الذى زفت له ليلة البارحه توفى ..
هرعت الى هاتفها و هى تبكى بألم و حرقة ..
دقت رقم صديقتها الوحيده اروى …
*********************
تجمع افراد اسرة النجدى على طاولة الطعام .. كالعاده يزن على رأس الطاوله ..
يزن بحزم : نزلتى ل لينا الفطار ..
اروى بابتسامة : اه .. دى طيبة اووى يا يزن ..
حسام بابتسامة : اه و الله
نادية بغيظ : و انت عرفت منين ؟؟.. هو انت شفتها ..
حسام بمرح : لا حضرتك انا زايط فى الزيطة ..
زمت نادية شفتيها بحنق .. بينما ابتسم يزن بجانب شفتيه .. لقد اخبر حسام الا يخبر والدته عن مقابلتة ل لينا .. حتى لا تنزعج و تغضب منه ..
دوى صوت رنين هاتف اروى .. لتتسع حدقتى عيون اروى التى رأت اسم شغف .. لكنها ابتسمت بهدوء ..
اروى بابتسامة : اهلا يا عروسة .. ايه اخبارك يا شغف ؟.
شغف بصراخ : سيف مــــــــــات يا اروى .. سيف مات ..
اروى بدهشة : بتقولى اييييه ؟..
شغف ببكاء : بقولك سيف مات .. مات يا اروى .. جوزى مات تانى يوم جوازنا .. سابنى و نزل شغله .. و مات .. مات يا اروى ..
اروى بحزن : طب اهدى يا شغف .. اهدى .. انا جايلك حالا ..
أغلقت اروى الهاتف .. لتطالع نظرات الدهشه فى وجوه الجميع .. بينما نظرات القلق التى فى اعين يزن التى ربما تعيد أليه الامل من جديد ..
يزن بقلق : مالها شغف ؟..
اروى بحزن : سيف جوزها..
يزن بترقب : ماله ؟؟..
اروى بحزن : سيف مات .. شغف بقت ارملة تانى يوم جوازها ..
اتسعت حدقتى عيونه .. زوجها مات ثانى يوم زواجها .. كيف ؟؟.. متى ؟؟.. لماذا ؟؟..
******************************

 

error: