الاعيب القدر للكاتبه ايمان عبد الحفيظ
نوفيلا : ألاعيب القدر
للكاتبة : ايمان عبد الحفيظ
الفصل الخامس
************************** *******
ألى اين يأخذنا القدر .. الى أين سترسى بنا سفينة الحياة .. التى تبحر بنا وسط امواج البحر العاتية .. ألى اين سيظل القدر يلعب بنا كالدمى ؟؟.. سؤال سخيف حقا .. القدر يتلاعب بنا حتى الممات ..
خطتت اصابع يده تلك الكلمات اسفل اللوحه التى قام برسمها .. التى تحمل فى طياتها تقلبات القدر .. لوحة هادئة .. ثم ابتسم بهدوء .. ما الخطوة القادمة .. هل سيخبرها بأعجابة بها .. هل يخبرها برغبتة فى الزواج منها .. لكن .. الجانب الشرقى منه يرفض الزواج بها .. رجل اخر امتلكها قبلة .. رجل اخر انتهك حرمتها .. الرجل الشرقى دوما يا يرفض الاقتران او الاقتراب بما هو مستعمل قبل ذلك .. فلماذا نشترى حافلة اذا كان بامكاننا ان نشترى تذكرة .. تفكير سخيف .. يلجأ له بعض الذكور ليقنع نفسه انه رجل .. لكن شتان بين الذكر و الرجل .. حتى و لو اصبحت امرأه رجل اخر .. فسيعرض طلبة .. بالتأكيد هى لن تظل من غير رجل يحميها و يحبها .. و لن تجد رجل اخر يحبها مثلة هو .. اذن يجب ان يخبرها رغبتة فى الزواج بأسرع وقت ..
قرر ان يتناسى ما يفكر به الان مؤقتا .. يجب انهاء ما بيديه من اعمال حتى يتفرغ لأداره هذا الامر .. توجه للجلوس على مكتبة البنى اللامع .. ليمسكت بالقلم و يحركه بيده ببطء .. و هو يستحضر صورتها الملائكيه حتى ياتيه الالهام ليقوم برسم ما لا يخطر على بال شخص ..
هكذا هم العشاق .. نستحضر صورة المعشوق .. لنترك عقولنا فى عالم خيالى .. نخرج منه بأبدع الافكار .. عيونها الرمادية جاءتة بأبدع التصاميم للملابس .. قرر ان يجاذف و يقوم بما جاء فى خيالة .. قيامة بذلك ربما ان يؤدى الى انهيار مستقبلة المهنى .. لكنة سيفعلها لأجل تلك العيون الرماديه .. شغف ..
يزن بابتسامة هادئة : هعملها يا شغف علشانك …
************************** *****
اخرجت مفتاح شقة الزوجية الخاصه بها .. وضعته و هى تكتم دموعها بصعوبة .. كان يجب ان تجمع اغراضها بأسرع وقت من هناك .. لتعطيهم مفتاح الشقة التى هى ملك لسيف زوجها الراحل ..
جزت على اسنانها بقوه .. حين رأت الصورة المعلقة على الحائط .. صورة تذكارية لهم تم التقاطها يوم خطوبتهم ..كانت ترتدى فستان ازرق اللون .. و حجاب من اللون الرمادى هادى .. ابرز جمال عيونها الرماديه .. الابتسامة التى كانت على شفاههم استحضرت الدموع مره اخرى حزنا على فقيد قلبها ..
رتبت والدتها بحزن على كتف ابنتها الوحيده ..
أمنة : الله يرحمة يا شغف ..
اؤمأت شغف برأسها بحزن وهى تمسح دموعها بتعب و حزن .. ثم توجهت الى غرفتها .. لتخرج حقيبة السفر التى كانت تفرغ وقت سمعت خبر وفاته .. جاءت لتجمعها مره اخرى ..
كان زائد عليها للغايه و هى ترى حقيبة سيف التى اخذها و هو يغادر للمنزل يوم الحادثة .. وجدت عليها اثار دماء كثيرة .. اغمضت عيونها بألم .. دماءه تلك التى نثرت على الحقيبة لاحظت خروج شيئ مثل الورقة من جيب فى اول الحقيبة .. تقدمت بخطوات تشبة التمثال الالى تاركه حقيبتها التى تملاءها .. أخرجتها بأصابع مرتعشة .. لتجدها صورة جمعته بها .. صورة بوضعيه اخرى لهم يوم الخطبة .. تساقطت قطرات الدموع من عيونها ..
كان يحمل تلك الصورة معه دائما .. ذات مرة وجدتها بالمصادفة فى محفظتة .. فسألتة عنها ..
flash back
شغف بابتسامة : بتعمل اييه دى بقى فى محفظتك ..
سيف بهدوء : و لا حاجه ..
شغف بخبث : يا راجل .. قولى بتعمل ايه معاك دى على طول ..
خطف سيف الصورة من يده .. و وضعها فى محفظه يده ..
امسك يدها بابتسامة ..
سيف بابتسامة : طول ما هى معايا بتحسنى بالامان .. بحس بيكى معايا .. بحس بالراحه .. علشان كده لازم الصوره دى تكون معايا ..
شغف بابتسامة : بحــــــبك ..
انحنى برقبته و هو يقبل يدها ..
سيف بحب : و انا بعشقك ..
back
اجهشت ببكاء حار .. حزينة على حبيبها الذى دائما كان يعشقها و يحبها دواما .. فليرحمه الله ..
لكن هل ستظل كما هى .. تبكى عليه طوال العمر و هى ما زالت فقط فى عمر الثالث و عشرون عاما .. ماذا ستفعل ؟؟..
**************************
كانت جالسة امام شاشة التلفاز بأعين شارده .. لا ترى اى مما يعرض على الشاشه .. لكن عقلها شارد بما يحدث من حولها .. هل تخبر يزن بما عرفته ؟؟.. لتجعله يتزوج بمن يحبها ؟.. لكن هذا سر صديقتها و هى لن تقوم بخيانتها بهذه الطريقة الرخيصة .. بالتأكيد لن تقحم اخيها بالحياة الخاصه بصديقتها .. لكن ما العمل ؟؟.. يزن ليس بصغير اذا كان يرغب بها .. فسيفعل المستحيل ليحصل عليها لتصبح زوجتة .. لتترك له حرية التصرف دون اى تدخل منها .. لكن اذا قرر يزن عرض الزواج على شغف .. ماذا سيكون رد فعل والدتها .. التى رفضت شغف و هى أنسه .. هل ستقبل بها أرملة ..
نادية بغيظ : بت يا اروى .. ساعه بنادى عليكى !! .. سرحانة فى ايييه ؟؟..
اروى بهدوء : لا ولا حاجه يا ماما .. بس تعبانة شوية ..
نادية بابتسامة : طب قومى ارتاحى شويه يا بنتى ..
اروى بابتسامة : حاضر يا ست الكل ..
اروى بتوتر : ماما .. بقولك ايييه ؟..
نادية بترقب : قولى ..
اروى بهدوء : انا قريت اللى هقوله ده على الفيس بوك .. فى واحد بيحب واحده .. بس هى اتجوزت .. و اتطلقت .. و هو عايز يتجوزها .. و امه مش موافقه .. يعمل ايييه ؟؟..
نادية بهدوء : ممكن تكون امه عندها حق .. و البنت مش كويسة ..
اروى بترقب : لو كانت امه غلط .. و البت كويسة .. و نصيبها كده ..
نظرات الاستغراب التى انطلقت من عيون نادية الى اروى التى تدافع عن ذلك باستغراب ..
نادية بهدوء : لازم يقعد و يسمع من امه .. و يشوف وجهه نظرها هى .. و يتناقش معها .. الطرف اللى هيكون الاصح . يتنفذ اللى عاوزة .. يعنى لو الولد صح و البنت كويسة يبقى يتجوزها .. مش هيعيبها انها كانت متجوزه قبل كده .. لو كانت الام صح و البنت مش كويسة .. يبقى لازم يسمع كلام امه و يبعد عنها حتى لو بيحبها علشان ربنا يكرمه فى حياتة ..
أؤمأت اروى برأسها مع ابتسامه خفيفة .. لكن هل سيكون هذا نفس رد فعل والدتها حين تعرف ان الشاب هى يزن اذا قرر الزواج بشغف .. و الفتاة هى شغف .. لكن فلتترك كل هذا للقدر ..
************************** ******
بعد مرور شهر ..
قررت شغف متبعة دراستها .. لن تظل واقفة تبكى على الاطلال كثيرا .. الحياة لا تقف .. لا تنتظر احد .. لا يجب عليها انتظار عودة ما لا يرجع .. يجب عليها ان تتقدم .. تمارس حياتها بشكل طبيعى .. بالتأكيد سيف لم و لن يود ان تستمر حياتها بهذا الشكل .. قررت مهاتفة صديقتها الوحيده لتذهب معها مجددا الى الجامعه مثلما تعودا كلتاهما على ذلك الامر ..
شغف بهدوء : صباح الخير يا اروى ..
اروى بابتسامة : صباح الفل و العسل يا شغف يا عسل .. عاملة ايه النهاردة ..
شغف بابتسامه خافتة : تمام يا حبيبتى .. بقولك يا اروى هينفع تعدى عليا نروح سوا الكلية النهاردة ..
اروى بزهول : انتى بتتكلمى بجد يا بت ..
شغف بهدوء : ايووه بجد .. مش هفضل قاعدة فى البيت كده .. هرجع الكلية .. لازم اخلص دراستى و امارس حياتى بشكل طبيعى .. علشان اعرف اعيش وسط الدنيا دى انا و امى ..
اروى بابتسامة : ربنا يقويكى يا شغف .. حاضر .. هعدى عليكى بعد لما خلص فطار .. يمكن اخلى يزن يوصلنا بعربيتة زى زمان ..
شغف بابتسامة : طيب يا حبيبتى .. فى انتظارك ..
أغلقت الهاتف و تبتسم بهدوء .. لا تعرف لما جاءها فى حلما البارحه .. كان حلما هادئا .. كانت تمشى بجانب البحر .. ترتدى ملابس بيضاء رائعه .. لا احد على الشاطئ غيرها هى فقط و هو .. كان كلاهما ممسكين بأيدى بعضهم .. ثم اقترب منها ليطبع قبلة رقيقه على شفتيها ..
ثم همس بجانب اذنها ” بحبك يا شغفى ” .. وقتها انتفضت من نومها .. لاول مره منذ وفاة سيف و وجنتيها تتورد و تشعر بالخجل .. و الابتسامة اللاراديه ترتسم على شفتيها ..
هزت رأسها بعنف لتلقى بتلك الافكار بعيدا عن رأسها .. نحن لسنا مسؤلين عما نراه بأحلامنا .. بل احيانا يكون ما نراه فى الاحلام هو ما نتمناه فى هذه الدنيا ..
لكن هل هى تتمنى يزن ؟؟..هل هى تتمنى ان تحب و تتزوج مره اخرى .. بالطبع لا .. فهناك مثل قديم
” اللى اتلسع من الشربة ينفخ فى الذبادى ” ..
ابتسمت هى بسخريه على ذلك المثل الذى يطبق حالتها .. حتى و اذا حدث و تقدم لها .. لن تقبل بها .. لن تكرر التجربة مره اخرى .. ثم هل يزن النجدى سيقبل بأرملة لتصبح زوجتة .. كفى خرافات يا فتاة .. كفى غباء يا شغف .. و عيشى ما كتبة لكى القدر الذى سيتلاعب بكى مدى الحياة ..
امسكت تلك المذكرة السوداء التى ترقد فوق مكتبها .. لتفتحها و تخط بها
” لنرى الى اين ستأخذنا ايها القدر .. بألاعيبك ” …
***********************
أغلقت الهاتف و هى تدندن بسعاده بالغه .. لان صديقتها الوحيده قررت الخروج للحياة مره اخرى .. قررت الابتعاد عن بوتقة الحزن .. و بؤرة العذاب التى اعتكفت بها .. و اخير ستعود شغف للجامعه .. خرجت من غرفتها وهى تتبختر فى سيرها بسعاده ملحوظة
اروى بابتسامة : الدنيا ربيع .. و الجو بديع .. قفلى على كل المواضيع .. قفل .. قفل .. قفـــــــل .. مفيهاش كانى .. و مفيها…..
تشششششششششششششششش…
صوت ارتطام المياة المثلجة بوجهه اروى .. مما اثار غيظها
حسام بسخرية : قولت اوريكى الربيع .. و البديع ..
اروى بغيظ : يا حيوان .. حد يعمل كده فى عز الشتاء ..
حسام بضحك : ما انتى اللى بتغنى الدينا ربيع .. و الجو بديع …
زفرت اروى بغضب ثم صرخت به بغيظ و هى تستعد لتركض خلفة
اروى بغضب : تعالى هنا يا حيـــــــوان ..
ركض حسام من امامها مسرعا .. لكى يهرب من عقابة من اخته الكبرى .. ركض و هو يضحك بقوه .. فهو يعتبر خفة ظل المنزل .. من يرسم البسمة على الجميع فى هذا المنزل .. اقتحم غرفة يزن الذى وجده يغلق ازرار قميصة ..
نظر له يزن بترقب .. ليجد اخيه الصغيره .. يختبئ وراء ظهره ..
يزن بضحك : عملت ايه على الصبح .. خليت الساحرة الشريرة .. تجرى وراك زى التور ..
حسام بضحك : صاحيه الصبح .. بتغنى الدنيا ربيع .. و بديع .. فحبيت اوريها البديع و الربيع ..
يزن بضحك : حد يعمل كده فى عز الشتا .
اقتحمت اروى بملابسها المبتلة .. صرخت بقوه بهم ..
اروى بغضب : هو فين .. هو فيــــــــــن .. اللى عامل نفسه شاطر و بيرشنى بالميا الحيوان .. انت يا زفت يا حسام ..
يزن بضحك : بس كده و انتى شبة محى الشرقاوى ..
اروى بغيظ : لا انا عاوزة حقى من الواد الاوزعة ده ..
يزن بهمس : طب استنى ..
امسك زجاجة المياة من يد اروى برفق .. ثم سكبها بوجه حسام ..
يزن بضحك : حقك اهو .. خلاص بقى ..
حسام بضحك : و الله لولا ان الجو حر بسبب المجهود اللى عملتة .. لكنت عملت معاكى السليمة ..
اروى بفرحة : جابلى حقى منك يا معفن …
حسام بسخرية : كسر حقك يا اروتى ..
اروى بغيظ : اخرس يا حسام الكلب …
يزن بعصبية : بـــــــــــس .. بررررة انتوا الاتنين ..
اروى بطفولية : انت مش شايف عمايلة السودة …
حسام باستهزاء : بس يا بتاعة الدنيا ربيع …
زفر يزن بضيق .. ثم توجه ليمسكهما من ملابسهم .. و يزج به خارج غرفتة .. و يغلق باب غرفتة خلفهم بغيظ ..
التفت للباب حين رأى اروى تدخل راسها من فتحه الباب مره اخرى
يزن بغيظ : هاااا.. عايزة ايييه تانى ؟؟..
اروى بابتسامة : بص يا حلو يا عسل انت .. ليا عندك طلب يا يزن ..
يزن بضحك : اخلصى يا اروى.. عاوزة فلوس ؟؟
اروى بابتسامة : اكيد مش هقولك لا يعنى .. بس انا حاليا عاوزه حاجه تانى ..
توجه يزن الى سترة بدلتة .. ليخرج منها بضع ورقات ماليه .. ليعيطها لأختة الصغرى ..
يزن بابتسامة : 500 جنيه اهى .. لو عايزة حاجه تانى قولى .. بس قولى كنتى عاوزه ايه حاليا ؟؟..
قبلتة اروى بحنان على وجنته ..
اروى بابتسامة : ربنا يخليك ليا يا يزن .. بس اللى انا عاوزه حاجه مختلفة شويه .. الله اعلم هتوافق عليها و لا لا ؟.
يزن بترقب : قولى بصراحه يا اروى .. انا عمرى ما رفضت ليكى طلب ..
اروى بترقب : عاوزك توصلنى انا و شغف الجامعه ..
يزن بزهول : شغـــــف !! .. هى هتنزل الجامعة ؟؟؟.
اروى بابتسامة : اه و اخيرا .. هتنزل ..
يزن بابتسامة : طيب يا اختى .. روحى اجهزى و انا هوصلك انتى و هى ..
اروى بفرح : يعيــــــــش يزن .. يعيش .. يعيش ..
ركضت خارج غرفتة و هى سعيده لانه يحاول تجاهل ما حدث .. يحاول الضغط و كتمان مشاعره تجاه صديقتها .. لكن هل سنجح يزن فى هذا ؟؟..
وقف هو يفكر بتفكير .. هل ستعود مجددا الى الحياة ؟؟.. هل ستقبل على الحياة مره اخرى كأى فتاة فى عمرها .. هل ستقبل ان تتزوج مره اخرى .. هل ستقبل ان تحب و تعشق مره اخرى .. هل ستقبل ان تتزوج به .. لا يوجد اى داعى لتأخير طلبة مره اخرى .. سيطلب يدها للزواج اليوم .. ها هى الفرصه قد جاءت .. فليفعلها و يترك الباقى على القدر …
***********************
يتبع
للكاتبة : ايمان عبد الحفيظ
الفصل الخامس
**************************
ألى اين يأخذنا القدر .. الى أين سترسى بنا سفينة الحياة .. التى تبحر بنا وسط امواج البحر العاتية .. ألى اين سيظل القدر يلعب بنا كالدمى ؟؟.. سؤال سخيف حقا .. القدر يتلاعب بنا حتى الممات ..
خطتت اصابع يده تلك الكلمات اسفل اللوحه التى قام برسمها .. التى تحمل فى طياتها تقلبات القدر .. لوحة هادئة .. ثم ابتسم بهدوء .. ما الخطوة القادمة .. هل سيخبرها بأعجابة بها .. هل يخبرها برغبتة فى الزواج منها .. لكن .. الجانب الشرقى منه يرفض الزواج بها .. رجل اخر امتلكها قبلة .. رجل اخر انتهك حرمتها .. الرجل الشرقى دوما يا يرفض الاقتران او الاقتراب بما هو مستعمل قبل ذلك .. فلماذا نشترى حافلة اذا كان بامكاننا ان نشترى تذكرة .. تفكير سخيف .. يلجأ له بعض الذكور ليقنع نفسه انه رجل .. لكن شتان بين الذكر و الرجل .. حتى و لو اصبحت امرأه رجل اخر .. فسيعرض طلبة .. بالتأكيد هى لن تظل من غير رجل يحميها و يحبها .. و لن تجد رجل اخر يحبها مثلة هو .. اذن يجب ان يخبرها رغبتة فى الزواج بأسرع وقت ..
قرر ان يتناسى ما يفكر به الان مؤقتا .. يجب انهاء ما بيديه من اعمال حتى يتفرغ لأداره هذا الامر .. توجه للجلوس على مكتبة البنى اللامع .. ليمسكت بالقلم و يحركه بيده ببطء .. و هو يستحضر صورتها الملائكيه حتى ياتيه الالهام ليقوم برسم ما لا يخطر على بال شخص ..
هكذا هم العشاق .. نستحضر صورة المعشوق .. لنترك عقولنا فى عالم خيالى .. نخرج منه بأبدع الافكار .. عيونها الرمادية جاءتة بأبدع التصاميم للملابس .. قرر ان يجاذف و يقوم بما جاء فى خيالة .. قيامة بذلك ربما ان يؤدى الى انهيار مستقبلة المهنى .. لكنة سيفعلها لأجل تلك العيون الرماديه .. شغف ..
يزن بابتسامة هادئة : هعملها يا شغف علشانك …
**************************
اخرجت مفتاح شقة الزوجية الخاصه بها .. وضعته و هى تكتم دموعها بصعوبة .. كان يجب ان تجمع اغراضها بأسرع وقت من هناك .. لتعطيهم مفتاح الشقة التى هى ملك لسيف زوجها الراحل ..
جزت على اسنانها بقوه .. حين رأت الصورة المعلقة على الحائط .. صورة تذكارية لهم تم التقاطها يوم خطوبتهم ..كانت ترتدى فستان ازرق اللون .. و حجاب من اللون الرمادى هادى .. ابرز جمال عيونها الرماديه .. الابتسامة التى كانت على شفاههم استحضرت الدموع مره اخرى حزنا على فقيد قلبها ..
رتبت والدتها بحزن على كتف ابنتها الوحيده ..
أمنة : الله يرحمة يا شغف ..
اؤمأت شغف برأسها بحزن وهى تمسح دموعها بتعب و حزن .. ثم توجهت الى غرفتها .. لتخرج حقيبة السفر التى كانت تفرغ وقت سمعت خبر وفاته .. جاءت لتجمعها مره اخرى ..
كان زائد عليها للغايه و هى ترى حقيبة سيف التى اخذها و هو يغادر للمنزل يوم الحادثة .. وجدت عليها اثار دماء كثيرة .. اغمضت عيونها بألم .. دماءه تلك التى نثرت على الحقيبة لاحظت خروج شيئ مثل الورقة من جيب فى اول الحقيبة .. تقدمت بخطوات تشبة التمثال الالى تاركه حقيبتها التى تملاءها .. أخرجتها بأصابع مرتعشة .. لتجدها صورة جمعته بها .. صورة بوضعيه اخرى لهم يوم الخطبة .. تساقطت قطرات الدموع من عيونها ..
كان يحمل تلك الصورة معه دائما .. ذات مرة وجدتها بالمصادفة فى محفظتة .. فسألتة عنها ..
flash back
شغف بابتسامة : بتعمل اييه دى بقى فى محفظتك ..
سيف بهدوء : و لا حاجه ..
شغف بخبث : يا راجل .. قولى بتعمل ايه معاك دى على طول ..
خطف سيف الصورة من يده .. و وضعها فى محفظه يده ..
امسك يدها بابتسامة ..
سيف بابتسامة : طول ما هى معايا بتحسنى بالامان .. بحس بيكى معايا .. بحس بالراحه .. علشان كده لازم الصوره دى تكون معايا ..
شغف بابتسامة : بحــــــبك ..
انحنى برقبته و هو يقبل يدها ..
سيف بحب : و انا بعشقك ..
back
اجهشت ببكاء حار .. حزينة على حبيبها الذى دائما كان يعشقها و يحبها دواما .. فليرحمه الله ..
لكن هل ستظل كما هى .. تبكى عليه طوال العمر و هى ما زالت فقط فى عمر الثالث و عشرون عاما .. ماذا ستفعل ؟؟..
**************************
كانت جالسة امام شاشة التلفاز بأعين شارده .. لا ترى اى مما يعرض على الشاشه .. لكن عقلها شارد بما يحدث من حولها .. هل تخبر يزن بما عرفته ؟؟.. لتجعله يتزوج بمن يحبها ؟.. لكن هذا سر صديقتها و هى لن تقوم بخيانتها بهذه الطريقة الرخيصة .. بالتأكيد لن تقحم اخيها بالحياة الخاصه بصديقتها .. لكن ما العمل ؟؟.. يزن ليس بصغير اذا كان يرغب بها .. فسيفعل المستحيل ليحصل عليها لتصبح زوجتة .. لتترك له حرية التصرف دون اى تدخل منها .. لكن اذا قرر يزن عرض الزواج على شغف .. ماذا سيكون رد فعل والدتها .. التى رفضت شغف و هى أنسه .. هل ستقبل بها أرملة ..
نادية بغيظ : بت يا اروى .. ساعه بنادى عليكى !! .. سرحانة فى ايييه ؟؟..
اروى بهدوء : لا ولا حاجه يا ماما .. بس تعبانة شوية ..
نادية بابتسامة : طب قومى ارتاحى شويه يا بنتى ..
اروى بابتسامة : حاضر يا ست الكل ..
اروى بتوتر : ماما .. بقولك ايييه ؟..
نادية بترقب : قولى ..
اروى بهدوء : انا قريت اللى هقوله ده على الفيس بوك .. فى واحد بيحب واحده .. بس هى اتجوزت .. و اتطلقت .. و هو عايز يتجوزها .. و امه مش موافقه .. يعمل ايييه ؟؟..
نادية بهدوء : ممكن تكون امه عندها حق .. و البنت مش كويسة ..
اروى بترقب : لو كانت امه غلط .. و البت كويسة .. و نصيبها كده ..
نظرات الاستغراب التى انطلقت من عيون نادية الى اروى التى تدافع عن ذلك باستغراب ..
نادية بهدوء : لازم يقعد و يسمع من امه .. و يشوف وجهه نظرها هى .. و يتناقش معها .. الطرف اللى هيكون الاصح . يتنفذ اللى عاوزة .. يعنى لو الولد صح و البنت كويسة يبقى يتجوزها .. مش هيعيبها انها كانت متجوزه قبل كده .. لو كانت الام صح و البنت مش كويسة .. يبقى لازم يسمع كلام امه و يبعد عنها حتى لو بيحبها علشان ربنا يكرمه فى حياتة ..
أؤمأت اروى برأسها مع ابتسامه خفيفة .. لكن هل سيكون هذا نفس رد فعل والدتها حين تعرف ان الشاب هى يزن اذا قرر الزواج بشغف .. و الفتاة هى شغف .. لكن فلتترك كل هذا للقدر ..
**************************
بعد مرور شهر ..
قررت شغف متبعة دراستها .. لن تظل واقفة تبكى على الاطلال كثيرا .. الحياة لا تقف .. لا تنتظر احد .. لا يجب عليها انتظار عودة ما لا يرجع .. يجب عليها ان تتقدم .. تمارس حياتها بشكل طبيعى .. بالتأكيد سيف لم و لن يود ان تستمر حياتها بهذا الشكل .. قررت مهاتفة صديقتها الوحيده لتذهب معها مجددا الى الجامعه مثلما تعودا كلتاهما على ذلك الامر ..
شغف بهدوء : صباح الخير يا اروى ..
اروى بابتسامة : صباح الفل و العسل يا شغف يا عسل .. عاملة ايه النهاردة ..
شغف بابتسامه خافتة : تمام يا حبيبتى .. بقولك يا اروى هينفع تعدى عليا نروح سوا الكلية النهاردة ..
اروى بزهول : انتى بتتكلمى بجد يا بت ..
شغف بهدوء : ايووه بجد .. مش هفضل قاعدة فى البيت كده .. هرجع الكلية .. لازم اخلص دراستى و امارس حياتى بشكل طبيعى .. علشان اعرف اعيش وسط الدنيا دى انا و امى ..
اروى بابتسامة : ربنا يقويكى يا شغف .. حاضر .. هعدى عليكى بعد لما خلص فطار .. يمكن اخلى يزن يوصلنا بعربيتة زى زمان ..
شغف بابتسامة : طيب يا حبيبتى .. فى انتظارك ..
أغلقت الهاتف و تبتسم بهدوء .. لا تعرف لما جاءها فى حلما البارحه .. كان حلما هادئا .. كانت تمشى بجانب البحر .. ترتدى ملابس بيضاء رائعه .. لا احد على الشاطئ غيرها هى فقط و هو .. كان كلاهما ممسكين بأيدى بعضهم .. ثم اقترب منها ليطبع قبلة رقيقه على شفتيها ..
ثم همس بجانب اذنها ” بحبك يا شغفى ” .. وقتها انتفضت من نومها .. لاول مره منذ وفاة سيف و وجنتيها تتورد و تشعر بالخجل .. و الابتسامة اللاراديه ترتسم على شفتيها ..
هزت رأسها بعنف لتلقى بتلك الافكار بعيدا عن رأسها .. نحن لسنا مسؤلين عما نراه بأحلامنا .. بل احيانا يكون ما نراه فى الاحلام هو ما نتمناه فى هذه الدنيا ..
لكن هل هى تتمنى يزن ؟؟..هل هى تتمنى ان تحب و تتزوج مره اخرى .. بالطبع لا .. فهناك مثل قديم
” اللى اتلسع من الشربة ينفخ فى الذبادى ” ..
ابتسمت هى بسخريه على ذلك المثل الذى يطبق حالتها .. حتى و اذا حدث و تقدم لها .. لن تقبل بها .. لن تكرر التجربة مره اخرى .. ثم هل يزن النجدى سيقبل بأرملة لتصبح زوجتة .. كفى خرافات يا فتاة .. كفى غباء يا شغف .. و عيشى ما كتبة لكى القدر الذى سيتلاعب بكى مدى الحياة ..
امسكت تلك المذكرة السوداء التى ترقد فوق مكتبها .. لتفتحها و تخط بها
” لنرى الى اين ستأخذنا ايها القدر .. بألاعيبك ” …
***********************
أغلقت الهاتف و هى تدندن بسعاده بالغه .. لان صديقتها الوحيده قررت الخروج للحياة مره اخرى .. قررت الابتعاد عن بوتقة الحزن .. و بؤرة العذاب التى اعتكفت بها .. و اخير ستعود شغف للجامعه .. خرجت من غرفتها وهى تتبختر فى سيرها بسعاده ملحوظة
اروى بابتسامة : الدنيا ربيع .. و الجو بديع .. قفلى على كل المواضيع .. قفل .. قفل .. قفـــــــل .. مفيهاش كانى .. و مفيها…..
تشششششششششششششششش…
صوت ارتطام المياة المثلجة بوجهه اروى .. مما اثار غيظها
حسام بسخرية : قولت اوريكى الربيع .. و البديع ..
اروى بغيظ : يا حيوان .. حد يعمل كده فى عز الشتاء ..
حسام بضحك : ما انتى اللى بتغنى الدينا ربيع .. و الجو بديع …
زفرت اروى بغضب ثم صرخت به بغيظ و هى تستعد لتركض خلفة
اروى بغضب : تعالى هنا يا حيـــــــوان ..
ركض حسام من امامها مسرعا .. لكى يهرب من عقابة من اخته الكبرى .. ركض و هو يضحك بقوه .. فهو يعتبر خفة ظل المنزل .. من يرسم البسمة على الجميع فى هذا المنزل .. اقتحم غرفة يزن الذى وجده يغلق ازرار قميصة ..
نظر له يزن بترقب .. ليجد اخيه الصغيره .. يختبئ وراء ظهره ..
يزن بضحك : عملت ايه على الصبح .. خليت الساحرة الشريرة .. تجرى وراك زى التور ..
حسام بضحك : صاحيه الصبح .. بتغنى الدنيا ربيع .. و بديع .. فحبيت اوريها البديع و الربيع ..
يزن بضحك : حد يعمل كده فى عز الشتا .
اقتحمت اروى بملابسها المبتلة .. صرخت بقوه بهم ..
اروى بغضب : هو فين .. هو فيــــــــــن .. اللى عامل نفسه شاطر و بيرشنى بالميا الحيوان .. انت يا زفت يا حسام ..
يزن بضحك : بس كده و انتى شبة محى الشرقاوى ..
اروى بغيظ : لا انا عاوزة حقى من الواد الاوزعة ده ..
يزن بهمس : طب استنى ..
امسك زجاجة المياة من يد اروى برفق .. ثم سكبها بوجه حسام ..
يزن بضحك : حقك اهو .. خلاص بقى ..
حسام بضحك : و الله لولا ان الجو حر بسبب المجهود اللى عملتة .. لكنت عملت معاكى السليمة ..
اروى بفرحة : جابلى حقى منك يا معفن …
حسام بسخرية : كسر حقك يا اروتى ..
اروى بغيظ : اخرس يا حسام الكلب …
يزن بعصبية : بـــــــــــس .. بررررة انتوا الاتنين ..
اروى بطفولية : انت مش شايف عمايلة السودة …
حسام باستهزاء : بس يا بتاعة الدنيا ربيع …
زفر يزن بضيق .. ثم توجه ليمسكهما من ملابسهم .. و يزج به خارج غرفتة .. و يغلق باب غرفتة خلفهم بغيظ ..
التفت للباب حين رأى اروى تدخل راسها من فتحه الباب مره اخرى
يزن بغيظ : هاااا.. عايزة ايييه تانى ؟؟..
اروى بابتسامة : بص يا حلو يا عسل انت .. ليا عندك طلب يا يزن ..
يزن بضحك : اخلصى يا اروى.. عاوزة فلوس ؟؟
اروى بابتسامة : اكيد مش هقولك لا يعنى .. بس انا حاليا عاوزه حاجه تانى ..
توجه يزن الى سترة بدلتة .. ليخرج منها بضع ورقات ماليه .. ليعيطها لأختة الصغرى ..
يزن بابتسامة : 500 جنيه اهى .. لو عايزة حاجه تانى قولى .. بس قولى كنتى عاوزه ايه حاليا ؟؟..
قبلتة اروى بحنان على وجنته ..
اروى بابتسامة : ربنا يخليك ليا يا يزن .. بس اللى انا عاوزه حاجه مختلفة شويه .. الله اعلم هتوافق عليها و لا لا ؟.
يزن بترقب : قولى بصراحه يا اروى .. انا عمرى ما رفضت ليكى طلب ..
اروى بترقب : عاوزك توصلنى انا و شغف الجامعه ..
يزن بزهول : شغـــــف !! .. هى هتنزل الجامعة ؟؟؟.
اروى بابتسامة : اه و اخيرا .. هتنزل ..
يزن بابتسامة : طيب يا اختى .. روحى اجهزى و انا هوصلك انتى و هى ..
اروى بفرح : يعيــــــــش يزن .. يعيش .. يعيش ..
ركضت خارج غرفتة و هى سعيده لانه يحاول تجاهل ما حدث .. يحاول الضغط و كتمان مشاعره تجاه صديقتها .. لكن هل سنجح يزن فى هذا ؟؟..
وقف هو يفكر بتفكير .. هل ستعود مجددا الى الحياة ؟؟.. هل ستقبل على الحياة مره اخرى كأى فتاة فى عمرها .. هل ستقبل ان تتزوج مره اخرى .. هل ستقبل ان تحب و تعشق مره اخرى .. هل ستقبل ان تتزوج به .. لا يوجد اى داعى لتأخير طلبة مره اخرى .. سيطلب يدها للزواج اليوم .. ها هى الفرصه قد جاءت .. فليفعلها و يترك الباقى على القدر …
***********************
يتبع