أحبك والبقية تأتي

الفصل الرابع
كانت بملابس المدرسة متجهة اليها ……ولأن بيتها كان بعيد الى حد ما عن الأسواق فدخولها بمناطق شبه خالية كان محتوم….
كانت تفكر به طوال الوقت ولكن ما فعله معها جرحها جدا..بعد ان هدأت فكرت انها ربما لمست وتر حساس عنده فربما تعدت الخطوط الحمراء ارادت الذهاب اليه ولكن كان سيقلل منها الكثير… فجأة لم تشعر بنفسها الا وفى يد تمسك بخصرها من الخلف والاخرى على فمها مانعة لصرخاتها….دلفت الى مدخل بيت شبه خالى وهى ترفس بأرجلها بقوة وتحاول الصراخ….همس بأذنها
موت:انا زين
توقفت قليلا عن الرفس وهدأت..وهو بدوره خفف قبضته من على خصرها والخرى التى على فمها وتركها…نظرت له بحدة وهى عاقدة يديها امام صدرها تنتظر ما سيقوله
موت بارتباك:أأأ….أأأنا
حياة بعيون الصقر:اممممم
موت:الصراحة انا متعودتش اكلم الناس ع الى يخصنى
حياة وهى تتحرك بأتجاه الباب:مش كدة الناس بيتأسفو
موت وهو يمسك بيدها:استنى بس
نظرت ليده الممسكة بها ورفعت انظارها له فتركها
موت:انا اسف مقصدتش ازعلك
حياة:هقبل بشرط
موت:وانا جاهز
حياة:تحكيلى السر
موت بأستغراب: ايه
حياة:يمكن أنت شايفنى هبلة وصغيرة وبتاع..بس انا غير….السر هو الى خلاك غامض بلشكل ده…هو الى خلاك تزعقلى لما جبت سيرة اهلك
تحكيهولى ونبقا زى مانبقا مع بعض مش مهم شكل العلاقة اد هو مهم نبدأعلى نضافة منغير اسرار وحورات
موت بهدوء:بس انا مش هقدر
حياة:وانا مش هضغط عليك….لما تبقا جاهز قابلنى ف مكانا ..بس غير كده فأنت هتتحرم من وجود فمكانك المفضل
اخرجت ورقة من حقيبتها وكتبت عليها رقمها ومن ثم اعتطته اياها
حياة:ولأنى كسلانة ومش هطلع عشر ادوار كل يوم عشان اعرف انت جاهز ولا لأ..فده رقمى كلمنى او ابعتلى مسدج وهجيلك..تمام
موت:تمام..انا ممنوع اروح مكانى الى هو بقا مكاننا ك اسلوب ضغط
حياة:اممممم حاجة شبه كدة…ومتخلنيش امنعك من السجاير كمان
موت بدهشة:لا والله
حياة:اه والله…باى
مرت ايام حياة مشابهة ولكنها تحمل التليفون معظم اوقاتها انتظارا لمهاتفته لها …حلت امتحانات نصف العام واجتازتها بجدارة هى وسمية
اما هو فيشتاق اليها كثيرا خاصة بعد ان رأى منها جانب اخر غير المرح والسعادة والعفوية…اشتاق لحكايتها المفصلة لكل شئ يحدث بحياتها…تعبيرات وجهها العفوية…رائحتها التى تشبه الياسمين …وشعرها البندقى المتطاير دائما حولها….ولكنه لا زال يحتاج وقت للأفصاح عن ماضيه وحياته…الظاهر انها لا تعرف حقيقته وان هذا الزين يضع قناع الموت ….لقد حسم الأمر لن يدعها تتركه مثل امه سيتمسك بها وتبا لعقله وخطوطه الحمراء
حياة بلهفة:زين
موت:حياة
حياة:مر شهور فكرتك مش هتكلمنى
موت:كنت محتاج وقت
حياة:وانا مقدره..ها جاهز
موت:اها..أشوفك ف مكاننا
حياة:كمان ساعة هبقا عندك
موت:هستناكى
حياة:سلام
موت:سلام
كاد قلبها ان يقفز من الفرحة عقب مكالمته..ارتدت فستان روز قصير وعقصت شعرها كل كعكة وجلست على سريرها منتظرة جدتها ان تنام
فى بيت سمية
اتصالات زوجة اخاها باتت ملحوظة وهى لا تطيقها بلمرة عليها بلتصرف الان
جلال:مالك يا بت سرحانة ف ايه
نيرة بأمتعاض:شوف بقا وعلى فكرة تليفونتها مع بت مجيدة كترت اوى
ظهر الغضب على وجه جلال فأسرعت بلرد:مش أنا لوحدى شوفى تليفوناتك
جلال بغضب:انت بتقولى ايه
سمية بتشفى:اسألها كل يوم ارجع القيها بتكلم حد ف التليفون وقافلة الباب عليها
نيرة بخوف:أأأ ده..يعنى
جلال بزعيق:مييييييييييين
نيرة بخوف:أأأأ…باسم
جلال وهو يمسكها من شعرها:اه يا**** انا مش قولتلك انسيه
نيرة ببكاء:هيسكن ف الشقة الى فوش الست مجيدة وعايزنى انضفهاله
جلال وهويصفعها:وكمان جه القرية
نيرة ببكاء:اسمعنى بس
لم يسمعها جلال بل كال اليها الضربات والسباب ..كانت سمية مفزوعة من المنظر خاصة انها من تسببت بذالك فاسرعت لتخلصها من قبضته
سمية:كفاية يا ابيه
جلال بغضب:امشى من هنا
سمية ببكاء:متكنش زى بابا
شلت يد جلال وحملق بها بصدمة ومن ثم خرج من المنزل ..وقعت انظارها على منيرة التى كانت بلأرض تبكى وهى واضعة يدها على وجهها وتنزف بغزارة نتيجة لكسر انفها ..هرعت للحمام ومن ثم اخذت منه ادوات الطوارئ وعادت اليها..جثت امامها وحاولت ان تضمد جرح انفها ولكنها ابتعدت
نيرة:كدة انت فرحانة
سمية بندم:انا اسفة متوقعتش انه هيعمل كدة..بس حاولت اردلك معملتك الزبالة ليا
نيرة بحزن:عشان غبية ومتعرفيش مين باسم
سمية:مين
نيرة بأنكسار لم تراه سمية من قبل:اخويا…يبقا اخويا…انا هربت من اهلى عشان اتجوز اخوكى.. باسم لقانى وحاول يرجعنى ساعتها مكناش بلقرية كنا بره الحدود…باسم اذاه كتير وعمل فيه مصايب عشان يسبنى بس جلال خلانى اوعده انى مكلمش حد وخصوصا احمد عشان عمل فيه موقف عمره ما هينساه …وقالى لو كلمتيهم ف يوم يبقا تسبينى وبعد كده جينا القرية وعشت اسوء ايام حياتى مع ابوكى وامك لغاية ما مامتك هربت وبباكى مات
سمية:وانا ذانبى ايه بتعملينى كده ليه
نيرة بكره:انت ناسية امك كانت بتعاملنى ازاى…وبدل لما اكون عروسة عايشة مع جوزها
بقيت عايشة مع عيلة كاملة ف قوضة وبعد لما ربنا خلصنى منهم فضلتى انت
سمية وقد فاض بها الأمر:انت الى ناسية انى منغير ام واب وامى هربت وسابتنى من معملت بابا بدل ما ابقا عايشة وسط اب وام وعيلة مستقرة بقيت عايشة مع أخ قاسى ومرات اخ بتكرهنى وبتتمنالى الموت…انت عارفة يا نيرة ايه الى هيحصل دلوقتى ..انا ههرب من البيت وهروح اعيش مع عيلة بتكرهنى هكرهم واعقد اخت جوزى وتفضل الحلقة تدور وتدور وعمرها ما تخلص..خدى اعملى منخيرك
رمت لها الضمادة الطبية وذهبت لغرفتها وهى تبكى بحرقة..ولا تعلم انها تركت قلب نيرة يحترق لكلاماتها هل ..كانت بهذه القسوة؟!…سؤال دار على بال منيرة الاف المرات بهذه الدقيقة
عند حياة
اخيرا غفت جدتها .ارتدت حذائها الرياضى وتسللت لتراه
اما عند موت
كان فى طريقه لمقابلت حياة ولكن كان للقدر رأى آخر.

 

error: