أحبك والبقية تأتي

الفصل الثالث

……..

رأته يدخن سيجار وينظر للمدينة بشرود وهو يجلس على الحافة ….هو نفسه ذالك المجهول الذى ساعدها يوم حظر التجوال…وبعفويتها الاعتيادية وتخلفها العقلى عن الجملة الشهيرة *لا تأمنى للغرباء*جلست بجانبه على الحافة بأبتسامة عريضة
دهش هو بل صعق من تصرفها هذا
ونظر لها بعيناين مفتوحتين من الصدمة ولأول مرة بحياته ربط لسانه بألف قفل…..تبا لهذه الفتاة المجنونة
حياة:هاى
موت:
حياة:امممم…عموما شكراعلى المرة الى فاتت
اخذت شطيرة واعتطها له
حياة:ديه عشان يوم السبت..تيتة قاعدة ف البيت دايما وأنا مكنتش اعرف موضوع حظر التجوال ده…صحبتى حكيتلى عنه انهاردة ..موت مش عارفة الناس بتخاف منه ليه ….ده انا كنت موته من الضرب عشان ….ايه ده انت مبتتكلمش ليه
موت ببلاهة:هه
حياة وهى تضحك:هه ايه
غرم هو بضحكتها بل عشق هذه الغمازات
حياة:انت يا بتاع
موت بدهشة:انا
حياة:اووووووف بجد انت مش طبيعى…..هوفى حد ع السطح غيرك
موت:لا
حياة بصراخ:يادينى..بقولك ايه انا ماشية فطيرتك ف ايديك وقلتلك شكرا كده خلصنين يا عم…سلام
نزلت وهى تشتمه وتسبه ..بينما هو اكتفى بأبتسامة هادئة
وصلت لمنزلها ودلفت غرفتها لتغرق ب تفكيرها بهذا المجهول ف برغم بروده وغموضه فهناك شئ يشدها اليه
فى بيت سمية
خرجت سمية من غرفتها ف اخيرا اخاها لن يأكل معهم اليوم سيتاخر ولكنها سمعت زوجة اخاها تتحدث على التليفون مجددا
لمياء بعصبية:بس انت قولتليلى قريب…..بقالى كتير مستنياة ….وحشتنى قوى
عند هذه الكلمة شهقت سمية بدون قصد فأنتبهت لمياء لصوتها ركضت الاولى بسرعة للمطبخ المقابل للغرفة واخذت كوب ماء واخذت تسعل بقوة
لمياء:مالك يا بت انتى
سمية:شرقت فيه حاجة
لمياء بحنق:لأ بس اشرقى بعيد
ذهبت لمياء وتركت بذرة الشك شجرة عند سمية
اما فى بيت حياة
كانت تجلس بلصالة هى وجدتها يشاهدون فيلم قديم….كانت بعالم اخر شاردة بدائا بلمجهول وصولا للقرية الغريبة التى تعيش بها
مجيدة:مالك يا حبة عينى
حياة وهى تضع رأسها على فخذى جدتها:احكيلى عن البلد الغريبة ديه
مجيدة بتنهيدة حارة:عايزة تعرفى ايه
حياة:جيتى هنا ازاى
مجيدة:ااااااه ….جدك هو الى جابنى الله يرحمه كان هربان من قصة قديمة كدا..اصلا اى حد عامل بلوى بيجى يستخبى هنا
حياة:غريبة يعنى مشفتهمش بيقتلو ف بعض فالشارع ولا حد اتعرضلى
مجيدة:موت يابنتى…رجالته فكل شبر من يوم ماجه وفيه قوانين الى بيخلفها بيقتله بدم بارد
حياة:ايه قصته يا تيتة
مجيدة:بحكم سنى معرفش كتير ..بس الى الناس تعرفه….بلطجى ..همجى…قاتل
حياة:انت شهدتيله على موقف
مجيدة:امممم..الصراحة اه …ف يوم جارنا الى ف عمارة الفرن اتعرض لبنت وهى طالعة من المدرسة..منعرفش حصل ايه بس واحد من رجالة موت شافها مرمية جنب مخزن الانابيب وطبعا موت عرف وهى قالت مين الى عمل فيها كدا ..ده طبعا كلام الناس وبعد كده جه بنفسه جابه من البيت من وسط مراته وعيالة ورمى عليه جاز وولع فيه بسجارته
انتفضت حياة:ومات
مجيدة:ايوة
حياة بحزن:تصدقى مش عارفة احس نحيته بأيه مش عارفة احكم عليه
مجيدة بتعجب:ولع ف الراجل وارمل مراته ويتم عياله ومش عارفة تحكمى عليه
حياة:وجاب حق البنت
مجيدة:ليه متقوليش انتقم منه عشان منفذش تعليماته..وعمله عبرة
حياة:ليه جبتيها كدة
مجيدة:لوانسان محترم كانو الناس لجأو ليه مش خافو منه
حياة بتأفف:مش عارفة بقى…تصبحى علخير
مجيدة:وانت من اهله يارب
نامت حياة وهى تفكر بأحداث حياتها الذى تشبه فيلم غربى
فى الصباح بمنزل حياة
استيقظت حياة بنشاط لتخوض يوم روتينى بلمدرسة
فى الفسحة
كانت تفتح كتابها لمراجعة بعض مفاهيم العلوم استعدادا للأمتحان..ولكن رأت ورقة مطوية بلكتاب فتحتها لتقرأ
اذا مر يوم.ولم اتذكر
به ان اقول .صباحك سكر
ورحت اخط كطفل صغير
كلاما غريب على وجه دفتر
فلا تضجرى من ذهولى وصمتى
ولا تحسبى ان شيئا قد تغير
فحين أنا .لا اقول:احب
فمعناه انى احبك اكتر
كانت الدهشة سيدة هذا الموقف…..من هذا المجهول
مر اليوم بدون احداث تذكر…وتكررت حياتها اليومية
فى الصباح
بمنزل حياة
على طاولة الافطار
مجيدة:يلا يا حياة مش هتروحى ل سمية
حياة:لا مرات اخوها هتخليها تنضف معاها
مجيدة:الواد ده ناقصه ولد ويتعدل ويبطل معملته النشفة لأخته
حياة:ده سئيل اوى ….شايفة سيبهلها تبهدلها ازاى….المهم انا ماشية
مجيدة:طيب يا حبة عينى
ذهبت وهى شاردة بصديقتها سمية …منذ ان حادثتها هذا الصباح وهى تبكى لان زوجة اخاها اشتكت لزوجها انها لا تساعدها بأعمال البيت فقرر اخاها ان ستنظف البيت اليوم……اخذتها قدماها لهذا المبنى المهجور فهى لن تذهب للمدرسة بدون سمية فهى تشعر بأنها دخيلة على هذه المدرسة بل القرية كلها …وهى تصعد السلالم تمنت من قلبها ان يكون بلأعلى فهى بكل مالا تعرفه عنه فهى تشتاق اليه… بقدر غموضه فهى تشعر انها تعرفه.. شعور غريب طرق على قلبها فقد تحتاج الوجود بجانبه وكل شئ سيكون بخير شعور الامان الذى تستشعره بجانبه يضاهى وجودها بحضن ابويها الراحلين تسب نفسها فهى لاتعرفها الا منذ يومين وتريد ان تراه اكثر…..نعم انه موجود اخيرا تنفست الصعداء وهى تجلس بجانبه على الحافة بدون كلمة بل تنظر للهاوية بصمت
ما به هذا البغبغان لماذا صامت اليوم هل اذاه احد…لا يمكن فهو عين لها حراسة خاصة ….مشاكل بلبيت ام مع صديقتها اخت الجلف …..انه يشتاق لكلماتها ..حركات يدها ..غمزاتها …عينيها الذى لا يعلم لونهما بعد…اعتقد بلبادئ انهم عسليتين….ام خضرواتين… …..تبا بماذا يفكر..هو لم يحب ولن يحب….ما هذا الشعور فهو رأها من يومين…سيترك العنان!
موت بصوت اجش:مالك
حياة بهدوء:اخيرا اتكلمت…عموما مش كويسة…شكرا على سؤالك
حلو المكان هاه…كل حاجة صغيرة قوى…ياريت اعيش هنا
موت:للدرجادى
حياة:واكتر…لما تبقا عامل نفسك فرحان وانت جواك بتموت…القشة بتكسر ضهرك
موت:اوف اوف الكلام ده يطلع منك انتى
حياة:شفت…امممممم….انت بتيجى هنا كل يوم
موت:تقريبا
حياة:انت مبتشتغلش
موت:فى راجل مبيشتغلش
حياة:اصل..يعنى كل يوم هنا و
موت:بليل
حياة:ايه
موت:شغلى بليل
حياة:امممممم…انت مبتتكلمش ليه
موت:انا بتكلم عادى جدا
حياة:لأ ردك بأختصار شديد شبه معدوم
موت:يمكن مبحبش
حياة بعند:بس أنا بحب
موت بابتسامة:اه لاحظت
حياة بعفوية:ابتسم اكتر
موت:ايه
حياة:ااا…انت جعان
موت:ايه
حياة وهى تعبث بحقيبتها:معايا مربة جبنة لنشون وجبنة
موت:انت بتكلى كل دة
حياة:ياااه بجوع بقا …ومعايا فلوس كمان اشترى سندوتشات تانية…انت بتحب ايه
موت:مش فاهم!
حياة:اكل..بتحب اكل ايه
موت بتنهيدة:يااااه ..تصدقى معرفش
حياة:مأستغربش حقيقى والله بغموضك ده اتوقع كل حاجة..طب بتاكل ايه
موت:اى حاجة
حياة:امممممممم..خلاص انا هظبطك
موت:ازاى
حياة:بص يا سيدى..انت من انهاردة بتحب الجبنة والمربة واللنشون والسدق والبسطرمة..عمتا دول سندوتشاتى المعتادة
موت:لا والله
حياة:اه والله وكل وانت ساكت بقا
موت:معلش صدعتك
ابتسمت حياة واعطت له نصف طعامها وعصير واكلت النصف الأخر…..وعصير!!!
بعد وقت
حياة:مش أنا اكلتك يبقى ليا عندك طلب
موت:لا والله هتذلينى بقا
حياة:حاجة زى كدة
موت وهو يزفر بضيق:طيب
حياة:اسمك
موت بدون تفكير:زين
وقف العالم عن الدوران فهذه اللحظة….. هل يعقل انه قال اسمه الحقيقى …
حياة:واو اسمك حلو اوى..مامتك ولا باباك
موت بضيق:انا لازم امشى
حياة:طيب اقعد كلمنى شوية..فين مامتك وبباك
موت بعصبية:بس
حياة:ماتو زى بابا وماما…ولا مبتحبهمش
موت وهو يكور قبضة يده بعصبية وصرخ بها:بس كفاية
ذهلت هى منه وتراجعت للخلف بخوف ورهبة……
اغرقت عينيها بلدموع واخذت حقيبتها وركضت من امامه وهى تبكى ..ماذا فعلت لكل هذا ..حتى لو ماتو اويكرههم لا ينبغى ان يعاملها بهذه الطريقة …ذهبت لمنزلها واعتكفت به واقسمت ان لا تكلمه مرة ثانية
اما هو فندم على ذالك اشد ندم …فهذا الملاك لادخل له بأمه الخائنة وابوه الشيطان ..عزم امره ان يطيب خاطرها وان يقربه منه فيكفى شعوره بلأمان وهى بقربه..بينما اعتكف هو امام بيتها..يوم…والثانى…والثالث..هل يعقل انها لازالت ببيتها لاسبوع …اوف ماذا فعل…اخيرا ها هى تنزل من المنزل

error: