أحبك والبقية تأتي

أحبك والبقية تأتي

جميع الحقوق محفوظة للكاتبة ايمان حسن

نوفيلا

الفصل الاول…

خرجت من بيتها المتواضع بقرية صغيرة لا تقع على الخريطة ولا يعترف بها مسؤل لكثرة الحوادث بها ولوقعها تحت سطوة البلطجية …كانت تمشى ك الحورية بجيبتها السوداء القصيرة وقميسها الابيض الضيق وشعرها البندقى المنسدل لخصرها ك الشلال ..لمدرستها المتواضعة القابعة بسوق القرية غير عابئة بنظراتهم القاسية والمتلهفة والمتسائلة بهويتها ..ف اهل القرية يعرفون بعضهم تقريبا اما هى ف ضيفة غريبة …..وصلت للمدرسة لتبدأ دروسها ب شغف
على الناحية الاخرى
موت بعصبية:زى ما قلت وبقول ماشوفش كلب بره بيته بعد الساعة ستة
جمال: امرك يا سيدنا بس ستة
قاطعه موت بصرامة:انا قلت وهشرف بنفسى
جمال:الى تشوفه
هذا هو سيد هذه (المخروبة)……يدير القرية بعنف ولا يسمح لأى تجاوزت …عريض وضخم البنية وجهه مشوه وابعد ما يكون عن الوسامة …معروف عنه انه انتحارى ولا يخاف شيئا لذالك اطلق عليه هذا الاسم
فى المدرسة الثانوية
بعد انتهاء الدوام المدرسى كانت الساعة تخطت الرابعة وهى لم تعلم بحظر التجوال….ولأن بيتها قابع بأطراف القرية اخذت تجوب بين الحوارى والبيوت لحتى تاهت …نظرت حولها ولكن كان الظلام قد حل ولا يوجد بلشارع اى شخص بدء الخوف يدب فى اوصالها وهى ترى الشارع خالى من الناس وقعت على عتبة باب وأخذت تبكى بشدة وهى ترتعش الى ان احست بيد من الحديد تطبق على كتفها..رفعت انظارها لتطلق صرخة دوى صوتها بأنحاء القرية وهى ترى هذا الكائن الضخم المشوه…..تراجعت للخلف وهى تبكى
موت بصرامة:بت مين انتى…وجاية من انهى داهية
الفتاة:أأأأنا
موت بصراخ:ها
الفتاة:مش بنت حد
موت:نعم يا روح امك
الفتاة ببكاء:اسمعنى انا ….جيت الاسبوع الى فات وعيشة مع تيتة
موت وقد هدأ:البلد ديه بقالها سنين مدخلهاش كلب…ايه الى جابك
الفتاة بحزن:ماما وبابا ماتو ف حدثة عربية ومعنديش غير تيتة
موت بترقب:مين ستك وعايشة فين
الفتاة:اسمها مجيدة وعايشة ف البيت الى جنب الفرن بتاع الفطير
موت:اه عرفتها….وانت ايه الى جابك هنا دى الناحية التانية
الفتاة بطفولية:مش عارفة كنت ف السوق والدنيا زحمة قلت امشى بين البيوت هوب لقيت نفسى هنا
ضحك موت على طريقتها وحركات يديها وكان هو لا يصدق انه ضحك فهو لم يضحك منذ طفولته
الفتاة:ها هتودينى عند تيتة
موت:انتى اسمك ايه
الفتاة:حياة…وانت
تبا لهذه الفتاة لا تعرف مع من تتحدث
موت:الى هيوديكى بيتكم
حياة: هو مفيش ناس ف الشارع ليه
موت بسخرية:الناس هنا بتنام بدرى
ظهرت ملامح الاستغراب على وجهها فقرر ان يوصلها الى بيتها قبل ان تطرح المزيد من الاسئلة
موت وهويمد يده:يلا
التقطت يده ببرأة متناسية شعورها بلرعب قبل قليل
استغرب هو منها فلم يعامله احد بهذه…..الطبيعية من قبل كلهم يخشونه وكلهم يعاملونه كأنه اله اغريقى خاشية من غضبه…أتجهو بأتجاه منزلها
حياة بطفولية:انت ازاى عارف تيتة
موت يحاول يتجنب النظر اليها أو الحديث معاها لأنه يعرف انه سيقع بشباكها على الفور
موت ببرود:عادى.. كلنا نعرف بعض هنا
حياة بحماس:اه طبعا…اصلا انا حبيت الجو هنا…انت تعرف انى من اسكندرية..لأ انا اصلا من القاهرة …لألأبابا من القاهرة وماما من اسكندرية واتقابلو ف اسوان …لأ اظن ف اسيوط …تبع رحلة …او زيارة مش عارفة….وبعديها على طول اتجوزو…تخيل بعديها على طول…
ما الذى فعله بحياته ليستحق هذا القدر من الجنون…. حسنا لقد فعل الكثير ولكن لا يزال لا يستحق هذا القدر من الجنون!
بعد دقائق من الجنون
حياة:هههههه تخيل نطيط من على السور انا وشهد…لأ اظن ان وعليا انا حكيتلك على عليا صح…لأ ماأظنش بص بقا انا وهى صحاب من تاية…لأ تالتة
موت بزعيق:بسسسسسسسسسس
نظرت له بدهشة ..فتدارك نفسه
موت بهدوء:اظن وصلنا
حياة براحة:اها طبعا
اقتربت منه وطبعت قبلة رقيقة على ندبة على خده وابتسمت له برقة وشكرته ثم تركته….بهذه البساطة تركت ندبه يحترق ….ظل واقفا يتطلع مكان ما تركته…….. لا يعلم كم من الوقت ظل على هذا الوضع ولكنه تدارك نفسه سريعا وذهب ليتابع عمله
فى منزل حياة
منذ ان دخلت المنزل وهى بأحضان جدتها التى تبكى وهى تحمد ربها انها رجعت سالمة
مجيدة:جعانة يا حبة عينى
حياة:لأ يا تيتة هستحمى وانام عشان تعبت
مجيدة:طيب يا حبيبتى
دلفت لغرفتها بعد ان استحممت ولبست منامتها القطنية…نامت وهى تحلم به
فى الصباح بمنزل حياة
حياة وهى تنظر فى الساعة:احية يا تيتة اتأخرت
مجيدة: طب افطرى طيب…ده انتى ماكلتيش من امبارح وانت عندك اصلا أنخاض ضغط الدم باين ..ولا ارتفاعه
حياة:لما اجى…باى
وركضت حياة لتلحق بلمدرسة…..بينما كانت هناك اعين تراقبها كا الصقر…..وصلت للمدرسة بعد جهد……فى الفسحة ذهبت لتشترى شيئ لتأكله لتتذكر انها نسيت نقودها بلبيت
سمية:هاى انا سمية
حياة بابتسامة:وانا حياة
سمية:قوليلى بقا انتى منين
حياة:من اسكندرية
سمية:واو…يا بختك اكيد بقا بتروحى البحر كتير
حياة:اه …يعنى مش كتير اوى
سمية:اممممم..باين عليكى شطرة
حياة:يعنى مش اوى..بلدكم غريبة اوى
سمية:اه منو لله …نازل قتل وسرقة وامبارح حظر تجوال
حياة:مين ده
سمية:موت
قاطعهم صوت ولد
اسلام:مش تعرفينا يا سوسو
سمية بحنق:لأ ومسميش سوسو
اسلام:هى بقت كده
سمية وهى تقف:ايوة وابو كدة كمان..يلا يا حياة
بعد انتهاء الدوام كانو سمية وحياة فى طريق العودة
حياة:انا مش مصدقة ان بيتك جمب بيتنا لزم …انا بقالى اسبوع ازاى مشوفتكيش
سمية:يا ستى اخويا بيودينى المدرسة بلعافية…موت مخلى الناس تخاف على بناتها
حياة:ليه
سمية:اوف ده انتى حكيتك طويلة…وانا نهار امى مش معدى مرات اخويا طلبت كبدةوانا جاية …وانا نسيت
حياة:هو فين المحل
سمية:عند المدرسة…ولو رجعت منغيره هتنفخ..تعالى مش هنتأخر
حياة:والله تعبت مش قادرة..حسة انى دايخة ده غير ان المسافة كبيرة
سمية:طيب روحى انت..باى
حياة:باى
اكملت حياة طريقها ..وقفت بطريق شبه خالى وهى تمسك رأسها من الصداع..ومن ثم تحول لدوخة…لم تشعر بنفسها الا وهى بين يد حديدية

error: