قطة في براثن الذئاب بقلم عائشة هشام
(6)
اطلق ضحكة استفزازية ، وقال وقد لمعت عينيه فى خبث
.. – لأ حقيقة متخافيش
هتفت فى دهشة قائلة بتهكم ساخر
.. – ومين بقى سيادته ، يعنى لو تتكرم وتعرفنى بعريسى ..!
اشار على نفسه ، وهو يراقب تعبيرات وجهها قائلاً
.. – انا !
ردت بحنق :
.. – انت ، لأ طبعا مش موافقة .. على جثتى !
وأسرعت بالهرب من أمامه ، وانطلقت نحو باب الفيلا وحاولت فتحه بينما سبقها هو وسد عليها الطريق بجسده المفتول القوى وبحركة سريعة ، أمسك بيديها وثبتها على الحائط المجاور للباب وأقترب منها حتى أصبحت أنفاسه تلفح وجهها الجميل وهمس بجانب أذنها قائلاً
.. – انتى اللى قدامك الإختيار ، بس هو فى صالحي فى كلتا الحالتين .. يا تقبلى بالجواز بمزاجك يا تقبلى غصب عنك ..!
قالت بترقب ، وهي تحاول اللأبتعاد عنه
.. – وغصب عنى إزاى بقي ..!
نظر لجسدها الأنوثى قائلا فى خبث
.. – يعنى .. ممكن أخد اللى انا عايزة من غير جواز ، وساعتها انتى اللى هتتمنى تتجوزينى ..!!
فغرت فاها من كلامه ، وأردفت بعصبية
.. – أه يا واطى يا زبـــ ..
قاطعها ببرود ، وهو يضع إحدى أصابعه على شفتيها
.. – شششش ، ينفع برده تشتمى جوزك ..!
وأردف بجدية .. – فى ظرف ساعة تغيرى هدومك فى الأوضة دى وتستعدى لكتب الكتاب ، وأشار بيديه على غرفة ما من الغرف الموجودة بالفيلا .. ثم تركها ورحل وهي تتمتم بكلمات غير مفهومة فى غضب
فى قسم الشرطة …
داخل غرفة مظلمة كان يجلس أدهم ، ويضع قدماً فوق الأخرى وأمامه ذلك الشاب الذى حاول التعدى على ” آلاء ” ، نفث دخان سيجارته وهو ينظر له فى غضب واضح .. ذهب تجاهه وأمسك به من ياقة قميصة قائلا ً
.. – قولى بقي ، اية علاقتك ب الاء وعايز منها اية !
رد بخوف ونبرة متوترة
.. – اصل ، اصل هى
ادهم بعصبيه و نفاذ صبر قائلا ً
.. – انت هتنقطنى يا روح امك ..!
قال فى سرعة
.. – مش قصدى يا باشا بس هى زميلتى فى الجامعة ، وانا روحت اتكلمت معاها علشان نتعرف ضربتنى بالقلم .. واتحدتنى وانا مفيش بنت تتحدانى فخطفتها علشان اكسر عينها !
ادهم وقد صفعه على وجهه ، وبنبرة مخيفة
.. – عايز تغتصبها علشان محترمة .. اة يا ابن الكلللب ، ورحمة ابويا ما هرحمك !
رد بخوف ورجاء
.. – لا ابوس إيدك يا باشا ، ابوس إيدك انا كدة مستقبلى هيضيع .. سامحنى وانا مش هعمل كدة تانى
ادهم بإشمئزاز قائلا
.. – مش انا اللى هسامحك ، صاحبة الشأن هي اللى هتسامحك ..!
واتصل على رقم اخيها وأخبرة بالأمر .. ووافق على الحضور
وصلت الاء ومازن الى قسم الشرطة واستقبلهم ادهم فى مكتبه وكان ذلك الشاب يجلس بداخله ، عندما رأته اختبأت خلف اخيها خوفا منه ، بينما احس ادهم بالغيرة وتمنى لو كانت احتمت خلفه هو .. وانتبه للوضع وقال بصوت حنون موجها كلامه الى تلك المذعورة
.. – متخافيش ، مش هيقدر يعملك حاجة .. هو بيطلب منك السماح والرأى رأيك انا ممكن اسجنه !
الاء وهى تنظر له قائلة
.. – انا مسامحاه ، بس ميقربليش تانى !
تنهد أدهم ، ثم قال وهو يشير اليه بصوت اجش
.. – سامع ، اهى سامحتك .. انا هعملك محضر بعدم التعرض ليها مرة تانى .. وعلى الله اسمع انك موجود فى مكان هي فيه ، اقسم بالله العظيم .. انسفك !
أومأ هو برأسه فى موافقة وانهي أدهم المحضر ورحلت الاء مع اخيها بعد ان شكر ادهم على شهامته ودعاه للغداء معه فى اليوم التالى ..
فى المساء حضر عادل بصحبة المأذون وشاهد على العقد
* كانت تقف أمام المرآة ودموعها تسير على خديها .. يالله الى متى سيظل القدر ضدى كل ذلك الوقت ، طوال سنين حياتى اعيش يتيمه ووالدى لازالوا على قيد الحياة !
مسحت دموعها سريعا ودخل حمزة قائلاً بصوت أجش
.. – جاهزة ،،
نظرت له فى غضب ، ومرت من أمامه متجهه نحو الجالسين دون ان تعطيه ادنى اهتمام .. وتبعها هو في غيظ
تم عقد القران واصبحت زوجته ، بينما غمز له عادل فى خبث قائلا ً
.. – مبروك يا .. يا عريس !
– يتبع –