قطة في براثن الذئاب بقلم عائشة هشام
(5)
داخل جامعة القاهرة …
وصل أدهم .. وظل يبحث بعينيه عن صديقه ، حتى وجده يجلس على إحدى الطاولات داخل الكافتيريا بالجامعه .. ذهب اليه واحتضنه وظلوا يتكلموا قليلاً حتى لمحها تتجه ناحيه سيارتها وكان هو قد انهي حديثه مع صديقه .. استأذن منه ووعده بالحضور مرة أخرى ، ذهب تجاهها ولكنه توقف فجأة عندما وجد رجلاً ملثماً كمم فمها ووضعها داخل السيارة وانطلق بها .. صدمة سيطرت عليه ، ولكنه لم ينتظر قليلا واستقل سيارته وانطلق خلفهم بسرعة البرق وأخرج سلاحة وقد قام بتعميرة .. ظل وراءهم حتى توقفوا أمام بناية كبيرة وصعدوا بها الى إحدى البيوت ..
داخل شقه مجهولة …
كانت تجلس هي على كرسى مكبلة الايدى ، وفجأة دخل من الباب شاب فى اوائل العشرين من عمرة .. ابتسم فى خبث وهو يمرر يديه على جسدها قائلاً
.. – اية يا حلوة .. مذهولة ليه انا مش قولتلك قبل كدة انى لما بعوذ حاجة باخدها ..!!
* بينما كان هو يحاول كسر الباب واتصل بزميلة قائلاً
.. – ايمن تعالى على العنوان ده حالا وهات معاك قوة .. بسرعة
قاطع كلامه قائلا ً وهو يركله بقدميه
.. – انا بقي هعرفك ازاى تتعدى على ممتلكات غيرك .. يا حلو !
نزل عليه بالضرب المبرح .. حاول الإستنجاد فقال ادهم
.. – كل اللى انت بتستنجد بيهم حالتهم زيك بره !
ودخلت القوة والظابط ايمن .. – ادهم انت كويس ..
ادهم وهو يلتقط انفاسه ، ثم قال
.. – انا كويس متخافش ، خد الكلب ده والعيال اللى معاه على البوكس وانا هتصرف فى الباقي
ايمن بتفهم .. – تمام يا أدهم باشا ، واشار الى العساكر قائلاً
.. – خدوهم على البوكس حالا ً ..!
نظر ادهم ل الاء قائلا ً
.. – متخافيش ، انا معاكى اهو ..
واحتضنها .. ولكنها فقدت الوعي بين احضانة ..! ، انحنى بجزعه قليلا ً ووضع يديه اسفل ظهرها والأخرى تحت قدميها وحملها بين يديه متجها ً بها إلى سيارتة ..
وضعها داخل سيارته وفتح الباب .. امسك بها بين ذراعيه القويتين و جاء بزجاجة عطر ذو رائحة قوية ووضعها على انفها الدقيق ، بعد عدة محاولات منه افاقت هي ونظرت له فى فزع سرعان ما تعرفت عليه .. وفجأة ارتمت بين احضانه ، وتشبثت بقميصه وظلت تبكى .. مسد هو على شعرها فى حنو وامسك بوجهها بين راحتيه وقبل رأسها برقة قائلاً
.. – انتى كويسة ..!
اومأت برأسها عدة مرات مؤكدة له على انها بخير ، ونظرت له من بين دموعها قائلة
.. – انا مش عارفة اقولك اية ، انت بجد جميل اوى وحنين اوى ..!
لحظات مرت عليه وهو ينظر اليها بحب ، وقد اعلن قلبه المتحجر الهزيمة امام تلك البريئة .. فيبدو ان تلك بداية قصة عشق جديدة .. تشبه قصص روميو وجولييت ولكن الإختلاف فى ان الحبيب هو المنقذ ..!
قطع ذلك الصمت صوته الرجولى قائلاً فى جدية ومرح نوعا ً ما
.. – يلا علشان اوصلك ، مش هنفضل نشحطط اخوكى معانا كتيير ..!!
اطلقت ضحكة خفيفة .. اطاحت بقلبه أرضا ً ، وازدادت نبضاته .. واصبح مفتوحا ً لها على مصرعيه ..
نظر لها .. وانشكح قليلاً ، وقال بغمزة
.. – اللهم صلِ على النبى ..!
اوصلها لمنزلها ، صعدت وقصت كل ما حدث لها على اخيها ، وبخها قليلا ً ولكن لم يتمادى لأن ذلك لم يكن خطأها ..
ترجل حمزة من السيارة .. بينما نزلت هى خلفه ، وامسك هو بحقائبها ودخلوا إلى فيلا ” حمزة الأسيوطى ” ..
فتحت لهم الخادمة الباب واعطاها حمزة الأمر بالانصراف فى أجازة هى وباقي الخدم وتبقي هي وهو ..!
نظرت له فى سعادة قائلة
.. – فين بابا وماما مشتاقة اشوفهم اوى ..
رفع بصره اليها ، واقترب منها حتى وصل إليها وبنبرة حاسمة قال
.. – لا ما هو مفيش بابا وماما ، فى حمزة بس ..!
فتحت عينيها على اتساعهما ، وقالت فى صدمة
.. – نعم !! يعنى اية مش فاهمة
رد بعدم اكتراث .. – يعنى انا مش جاى من طرف ابوكى وامك والكلام ده ..
هتفت فى حدة ، وقد علت نبرة صوتها
.. – طب جبتنى ليه طالما انت كداب ، علشان اغسلك سنانك ..!
شدد على قبضة يديه فى غضب بات واضحا ً على ملامحه الصارمة ، واردف بغضب وهو يمسك بيديها فى قسوة
.. – صوتك ميعلاش عليا .. فاهمه !
كتمت ألمها ، ونظرت له فى عصبيه ونزعت يديها من قبضتيه قائلة فى شراسة أنثوية
.. – لا مش فاهمة ، وانا مباخدش أوامر من حد يا أخ انت !
وصوبت إصبعها السبابة فى وجهه قائلة فى تهديد
.. – وإيدك لو فكرت انها تتمد عليا تانى .. هقطعهالك !
صوت قهقهه صدر منه وهو يقف امامها ، وضع يديه تحت ذقنها قائلاً بهدوء بارد
.. – وانا اللى كنت فاكرك قطة مغمضة ، طلعتى بتخربشى ..!
نظرت له فى غيط مكتوم وقالت لإستفزازة
.. – ده لأمثالك بس ..
ضيق عينيه وتنهد كاظماً غيظة ، فلقد استطاعت تلك الشرسة إثارة غضبه فى لحظة ، زفر على مهل قائلا ً
.. – تمام ، استعدى بقي يا قطة علشان كتب كتابك النهاردة
قالت بإستنكار ، ونبرة غير مصدقة
.. – كدبة إبريل ..!
- يتبع –