ظلمني من أحببت بقلم سمر شكري
ظلمني من أحببت
الفصل الثانى
كنت أعتقد اننى انتزعتك من قلبي ولكنى رأيت حبك قد توغل داخل أعماقي فهل من مفر؟
شعرت علياء بالدموع تحرق عينيها وغصة تخنقها وأن قدميها لم تعد تحملها بل كادت تجزم بأنها ستسقط مغشيا عليها فاستأذنت إيمان فى الرحيل
علياء: سورى يا طنط انا لازم امشى دلوقتى
إيمان : مستعجلة ليه يا حبيبتى لسه بدرى. اقعدى حتى زين يتعرف على يوسف
علياء : معلش يا طنط عشان حضانة يوسف الصبح ولازم ينام بدرى… مرة تانية أن شاء الله…. حمدالله على سلامتكم وفرصة سعيدة يا مدام رانيا
ثم تركتهم ورحلت قبل أن تنهار قواها امامهم
بعد رحيلها توجهت إيمان بالحديث إلى زين ورانيا
إيمان : نورتو مصر يا حبايبى….. انتو وصلتو امتى؟
زين : وصلنا النهاردة الصبح ورحنا ارتاحنا فى فندق شوية وبعدين جينا
إيمان : حمدالله على سلامتكم. ثم أكملت حديثها معاتبة اياه : بس كدا تتجوز من غير مااعرف يا زين. بقيت تعاملنى مرات اب مش ام
زين : متقوليش كده يا ماما انتى عارفة انك طول عمرك امى وعمرى ماحسيت انك مرات ابويا الله يرحمه. هو الموضوع حصل بسرعة وعلى فكرة هو كتب كتاب بس لسه معملناش فرح. مقدرش افرح من غيرك يا ايمان يا سكر انتى
ايمان: ربنا يخليك ليا يا حبيبى. وانتو اتعرفتو على بعض ازاى احكولى
زين : رانيا تبقى زميلتى فى البنك اللى بشتغل فيه
إيمان موجهة حديثها إلى رانيا : شكلك هادية ومؤدبة وبنت ناس يا رانيا ، والله وعرفت تنقى يازين
رانيا وقد بدأ عليها علامات الخجل : تسلمى يا طنط دا بس من ذوقك
اما عند علياء فقد كانت تقف بالشارع تنتظر تاكسى حتى وقف أمامها تاكسى ما وحدثها سائقه قائلا :
معلش يا مدام علياء اتأخرت عليكى بس الطريق زحمة
علياء : ولا يهمك يا عم سعيد. انا اللى بعتذرلك على بهدلتك معايا بس انت عارف حسام مصمم أن أى مشوار اروحه يا اما هو يوصلني أو انت
سعيد السائق : ولا يهمك انا تحت امرك فى اى وقت
علياء : الأمر لله ربنا يخليك
وفى طريقها حدثت علياء نفسها : يااااه يا زين راجع بعد السنين دى كلها و كمان راجع متجوز. للدرجة دى انا كنت ولا حاجة فى حياتك؟ الظاهر انى كنت غبية ومخدوعة فيك فعلا
و أخذت تستعيد ذكريات الماضى، ذكرى اول لقاء بينهم منذ سبع سنوات
كانت علياء تركب تاكسى وإذ بالسائق يتحول عن مساره ويسلك طريق آخر غير طريقها
علياء بتوجس : انت رايح فين؟ مش دا الطريق اللى المفروض نروح منه
السائق : اصل الطريق التانى فيه لجنة يا انسة وانا رخصى خلصانة وبعدين دا طريق أسرع
علياء وقد اعتراها الخوف من هيئة السائق ونبرة صوته فقالت له : طب نزلنى على جنب هنا
السائق : والله متخافى انا هريحك عالاخر واوصلك مكان ماانتى عايزة
ارتابت علياء فى أمره وحاولت فتح باب التاكسى والترجل منه لكنها وجدته مغلق
علياء بخوف: انت قافل الباب ليه؟ أقف ونزلنى احسنلك
زفر السائق بضيق وتحدث بلهجة سوقية وصوت غليظ قائلا لها : انتى شكلك متعبة. ماقلتلك هريحك واوصلك مكان ماتحبى
ظلت تصرخ علياء وتطرق الزجاج بجوارها بعنف. وفى هذه الأثناء مرت بجوارها سيارة لمحها سائقها فاعترض طريق التاكسى واوقفه
غضب سائق التاكس منه ففتح زجاج النافذة بجواره مشيرا له بيده قائلا : ايه يا عم انت. ايه اللى انت عملته دا
انتهزت علياء الفرصة وصرخت : ارجوك الحقنى دا خاطفنى وقافل الباب
الشاب بمنتهى الهدوء : افتح الباب ونزلها احسنلك
السائق : ولو مفتحتوش هتعمل ايه
الشاب : انزلى وانا اوريك هعمل ايه
ترجل سائق التاكسى وبيده سلاح أبيض “مطواة” وهدد به الشاب واشتبكو سويا، وأثناء ذلك استطاعت علياء الخروج من التاكسى وحاولت الاستنجاد بأى شخص ولكن الطريق خالى تماما سوا منها هى وسائق التاكسى وذلك الشاب الذى أرسله الله نجدة لها وفجأة سمعت صرخة ألم، نظرت فوجدت الشاب يمسك بجانبه الأيسر إثر طعنة من السائق ورأت الدماء تلطخ قميصه ويده
عند هذا الحد ركب السائق التاكسى وهرول به مسرعا ولم يبالى بمن كان ينوى اختطافها ولم يبالى أيضا بذلك الشاب المسجى فى دمائه ولكن كل ماكان يهمه فى هذه اللحظة هو أن يفر هاربا قبل أن يراه أحد ويبلغ عنه الشرطة ، ركضت علياء تجاه الشاب تتفحصه وقد اعتراها خوف شديد من رؤية الدماء ظهر هذا جليا فى ارتعاشة صوتها وقلقها البادى فى حديثها
علياء : انت كويس؟ رد عليا…. انا اسفة
الشاب بوهن : اطلبى الإسعاف بسرعة انتى لسه هتحكى
علياء : اه صح انا اسفة
اتصلت بالاسعاف التى أتت وحملت الشاب وذهبت علياء معه إلى المشفى لكى تطمئن عليه
افاقت علياء من شرودها على صوت يوسف وهو يجذبها من ذراعها
يوسف : يالا يا ماما انزلى احنا وصلنا. بقالى كتير بكلمك وانتى مش بتردى عليا
علياء : معلش يا حبيبى سرحت شوية… شكرا يا عم سعيد
ترجلت علياء من التاكسى وتوجهت إلى منزلها وأثناء صعودهم للمنزل سألها يوسف : هو مين عمو زين دا يا ماما؟
علياء : دا يبقى عمك اخو باباك
يوسف : طب هو انا هشوفه تانى ولا مش هشوفه تانى زى بابا؟
نزلت علياء لمستوى يوسف وداعبت شعره مبتسمة له ابتسامة حنونة : حبيبى هو انا مش قلتلك أن بابا مسافر وغصب عنه أنه ميجيش يشوفك. وعمو زين لو عايز تشوفه فى اى وقت قول لتيتة إيمان وهى تقوله
يوسف : خلاص انا هتفق معاها اشوفه يوم الجمعة
علياء : ماشى
اما عند ايمان، ظل زين يحدثها عن أحواله فى الفترة الماضية ويحدثها عن مدى اشتياقه لها، قضو معا سهرة لذيذة أدخلت السعادة والسرور على قلب ايمان لفرحتها لعودة ابنها الذى لم تلده ولكنها قامت بتربيته كابن حقيقى لها
زين : طب نستأذن احنا بقى يا ماما و هجيلك تانى بكرة ان شاء الله
إيمان : ايه دا هو انتو عايشين مع بعض من غير ماتعملو فرح
زين بضحك : لا يا ماما متخليش دماغك تروح لبعيد. انا هوصل رانيا بيت أهلها وبعدين اطلع على شقتى
إيمان : طب ماتيجي تقعد معايا زمان شقتك عايزة تتنضف
زين : مانا بعت حد فتحها ونضفها. انتى عارفانى من زمان بحب اعيش فيها
إيمان : خلاص ماشى يا حبيبى اللى يريحك. بس اعمل حسابك هستناك بكرة تيجى تتغدى معايا وانتى كمان يارانيا تيجى معاه
رانيا : لا انا اسفة اعذريني يا طنط بس انا مسافرة بكرة أزور أهل ماما
إيمان : خلاص ياحبيبتي تبقى تيجى مرة تانية. قولت ايه يا زين؟ هتيجى؟
زين : حاضر يا حبيبتى مقدرش ارفضلك طلب. بس انا عايز الاكل اللى بحبه كله
إيمان : بس كده! انت تؤمر يا حبيبى
عند علياء ظلت بجوار يوسف حتى استغرق فى النوم ثم عادت إلى ذكرياتها
فى المشفى، تنتظر علياء امام غرفة العمليات وماان خرج الطبيب حتى ذهبت إليه
علياء : طمني يا دكتور هو عامل ايه دلوقتى؟
الطبيب : الجرح الحمد لله سطحى هو بس نزف كتير ومحتاج راحة كلها ربع ساعة ويفوق وتطمئنى عليه بنفسك
علياء : شكرا يا دكتور
خرجت ممرضة من غرفة العمليات توجهت إليها علياء وسألتها عن الغرفة التى وضعو بها الشاب، وأثناء توجهها إليه أعلن هاتفها عن قدوم اتصال ما، نظرت إلى شاشته وجدته ينير باسم أخيها حسام
علياء بتوتر : ايوه يا حسام…… لا انا فى مشوار واحتمال اتأخر….. بص يا حسام بصراحة كده انا فى المستشفى. وقصت عليه ماحدث معها. وماان أنهت المكالمة حتى أتت إليها ممرضة تحمل هاتف يعلو رنينه
الممرضة : دا تليفون الأستاذ اللى كان مع حضرتك وبيرن من ساعتها
أخذت علياء منها الهاتف، نظرت إلى الشاشة وجدت المتصل مكتوب باسم “امى”
علياء : طب انا دلوقتى ارد ولا اعمل ايه
عندما وجدت إصرار المتصل أجابت، وماان فتحت الخط حتى اتاها صوت امرأة ما قائلة: انت فين كل دا يا زين؟ مش انت قلت مش هتتأخر
حاولت علياء التحدث بنبرة هادئة : ااااهلا حضرتك
إيمان وقد ساورها الشك : ايه دا مش دا تليفون زين؟
علياء : ايوه بس هو الحقيقة فى المستشفى
دب الخوف فى قلب إيمان وحدثتها بلهفة وصوت حزين به أثار بكاء قائلة : ايه مستشفى ايه؟ قولى العنوان بسرعة
أملتها علياء العنوان وأغلقت الخط وذهبت إلى غرفة زين، طرقت الباب ودخلت وجدته قد بدأ يفيق
بادرت علياء بالحديث قائلة : حمدالله عالسلامة يا استاذ زين
زين بوهن : الله يسلمك. عرفتى اسمى منين
علياء : من والدتك لما اتصلت
زفر زين بضيق : زمانها قلقت وهتيجى جرى
حاولت علياء شكره على مافعله معاه لأنه لولا إنقاذه لها لعلم الله وحده ماكان ينتظرها على ايدى ذلك السائق فقالت له : انا متشكرة جدا على وقفتك معايا ومش عارفة كان ممكن ايه يحصلى لو مكنتش موجود
زين : أهم حاجة انك كويسة وبخير
أتى حسام اخو علياء ووالديهم كما أتى والدى زين وأخيه مروان وحدث التعارف بين العائلتين وبعد أن اطمئنو على زين و شكروه على مافعله مع ابنتهم ذهبوا إلى منزلهم
عادت علياء من ذكرياتها، مسحت دموعها الجارية على وجنتيها وتنهدت بألم ثم خلدت الى النوم أو هكذا كانت توهم نفسها فالذكريات ظلت تطاردها طوال الليل
عند زين ورانيا، كان يسود جو من الغضب والتوتر بينهم وهم جالسين بالسيارة أسفل منزل رانيا.
زين : ايه مالك ضاربة بوز طول الطريق ليه
رانيا بغضب باد فى صوتها : مافيش يا زين
زين : لا فيه. هو انا يعنى مش عارفك
انفجر غضب رانيا بوجهه : طيب ممكن تفهمني ايه الهبل اللى قلته عند مامتك دا؟ انت ازاى تقدمنى ليهم على انى مراتك?
نهاية الفصل