ظلمني من أحببت بقلم سمر شكري

ظلمنى من أحببت

الفصل الخامس

ذهب زين لتناول الغداء مع إيمان كما وعدها
زين : تسلم ايدك يا أمى، الاكل يجنن ويفتح النفس.
إيمان : بألف هنا يا حبيبى. انا كان نفسى مراتك تكون معاك عشان اتعرف عليها اكتر، هى شكلها طيبة وبنت ناس.
زين : ايوه طبعا يا ماما وبكرة تتعرفى عليها اكتر بس معلش هى ظروفها مسمحتش تيجى معايا النهاردة بس اكيد هتيجى مرة تانية أن شاء الله.
إيمان : أن شاء الله يا حبيبي. وكمان كلمت علياء تجيب يوسف وتيجى بس هى قالت إنها تعبانة ومش هتقدر.
زين بغضب حاول اخفاءه : لا سلامتها الف سلامة. بس يوسف مش شكل مروان خالص
إيمان : فعلا هو كله علياء، ربنا يخليه ويحميه، هو فرحة البيت، ربنا يكرمها علياء صممت تسميه يوسف على اسم ابوك الله يرحمه، قالت عشان اسمه يفضل دايما موجود فى البيت
شرد زين بعد سماعه هذا، فقد كان ذلك اتفاقهم، اتفقا على تسمية ابنهم يوسف على اسم والده لأنه يحبه كثيرا
أعاده من شروده صوت الباب يفتح ويغلق، نظر ليفاجأ بأخيه مروان يقف أمامه
مروان بترحاب مزيف : حمدالله عالسلامة يا زيزو. نورت مصر
قام زين لمصافحته إكراما لوالدته ورغبة فى عدم ازعاجها
زين : الله يسلمك يا مروان
مروان : ايه دا هو انتو خلصتو الاكل؟ هى حماتى مبتحبنيش اوى كده؟
إيمان بتريقة : الله يرحمها مكنتش بتطيقك
مروان : ليه كده بس يا ايمان دا انا ابنك حتى
إيمان بغصب : ابنى بأمارة ايه! بأمارة انى مشفتش وشك بقالى يومين!
مروان : شغل يا ماما، قلتلك مشغول، المعرض واخد كل وقتى
زين : بمناسبة المعرض، انا عايز اقعد معاك واشوف الشغل ماشى ازاى
مروان : اه وماله ميضرش، دا انت راجع سخن علينا اوى
زين : ماانا سايبلك كل حاجة بقالى سنين وعمرى ماسألتك على على حاجة، بس أظن جه الوقت اللى اعرف فيه شغل ابويا ماشى ازاى
مروان : حقك طبعا، شوف الوقت اللى يناسبك وتيجى نتقابل
إيمان : كفاية كلام فى الشغل بقى. وانت ياسى مروان ابقى خلى عندك دم واسأل على ابنك، الولد نسى ان عنده اب اساسا
مروان بعصبية : كفاية عليه أمه. عن اذنكم انا ماشى
سأل زين إيمان متعجبا من عدم وجود مروان بمنزله : هو مجاش هنا بقاله يومين ومش فى بيته مع مراته وابنه، امال الباشا بيكون فين؟
إيمان بتهكم : مراته وابنه! دا دليل ان ابنى الكبير مكنش بيسأل ولا بيعبر حد، مروان طلق علياء من سنتين يا زين، بس انت اللى شايلنا من حساباتك من زمان ومش مهتم تعرف اخبارنا
كست الصدمة ملامح زين عند سماعة خبر طلاق علياء ومروان، فهل هذا هو نتاج الحب العظيم الذى أخيره عنه مروان، نفض أفكاره حانبا وقام مقبلا رأس والدته قائلا : حقك عليا، متزعليش بس انا بجد كنت بمر بفترة صعبة عليا، خصوصا بعد وفاة بابا الله يرحمه وانى مكنتش موجود ولا اخدت العزا بسبب الأستاذ مروان
ايمان : انت لسه شايل منه بسبب الموضوع دا يا زين
زين بغضب ظاهر : طبعا يا أمى وعمرى ماهنساه، انى اعرف من صاحبى أن ابويا مات و أجى الاقى الأستاذ اخويا المحترم دفنه وواقف ياخد العزا من غير اخوه الكبير، ابنك شالنى من حياته فى اليوم دا وموتنى وانا عايش
إيمان محاولة امتصاص غضبه : معلش يا زين، بص انا هقوم اعملك قهوتك اللى بتحبها من ايدى واستنانى فى البلكونة واجيلك تحكيلى عملت ايه فى حياتك السنين اللى فاتت
تركته إيمان وذهبت لإعداد القهوة، اما هو فعاد بذاكرته إلى يوم ان اتصل عليه أحد أصدقائه وابلغه بخبر وفاة ابيه، فسارع بالنزول إلى مصر ولكنه عاد بعد أن تم دفن ابيه، دخل المنزل وجد أخيه يتلقى العزاء

تجلس علياء فى شهور حملها الأخيرة وبجوارها صديقتها هند، يجلسن بجوار إيمان ويرتدين ملابس سوداء، يواسين إيمان فى وفاة زوجها ووالد زين ومروان، يدخل مروان فجأة مناديا علياء
مروان بغضب : قومى ادخلى اوضتى ومتخرجيش منها دلوقتى
علياء : طيب شوية كده لما اعمل لطنط حاجة تاكلها الاول
مروان بصوت غاضب مرتفع : قلتلك ادخلى جوه ومش عايز اشوفك بره الاوضة
فى هذا التوقيت يدخل زين صارخا بوجه أخيه : أظن من الذوق لما اكون بكلمك تقف تكلمني مش تمشى وتسيبنى
انتبهت علياء لصوته ونظرت إليه وتلاقت الأعين فى حوار صامت ملئ بالعتاب، اجتذبها من حالتها مروان بصوته الجهورى
مروان : قلتلك ادخلى الاوضة ومتخرجيش منها
جذبتها هند من يدها وتوجهت بها إلى داخل الغرفة
إيمان وهى تبكى وفى صوتها نبرة عتاب : ليه اتأخرت يازين؟ مكنتش حابب تشوف بابا لأخر مرة؟
فرت دمعة من عينه وتوجه إلى إيمان احتضنها وقبل رأسها
زين : البقاء لله يا أمى. ياريتنى كنت اعرف ان ابويا تعبان وانا كنت اسيب اى حاجة عشان اجيله، بس اخويا المحترم مبلغنيش، دا مكلفش خاطره حتى وبلغنى أن ابويا اتوفى، انا اللى بلغنى واحد صاحبى
إيمان محدثة مروان : الكلام اللى اخوك بيقوله دا صح يا مروان؟
مروان : ايوه صح، ايه هتعلقولى المشنقة؟ ثم مش هو اللى ساب كل حاجة وراه ومشى، جاى دلوقتى عايز يعرف أخبارنا ليه؟
زين وقد زادت حدة غضبه وارتفع صوته : انت اتجننت؟ دا ابويا يعنى غصب عنك لازم تبلغنى اخباره
مروان : والله لو كان يهمك كنت سألت انت. وبعدين خلاص مش اللى كان يهمك هو ابوك وبس اهو خلاص مات، يعنى ارجع مكان ماجيت ومتسألش علينا تانى ولا تفتكرنا حتى
صرخت إيمان بوجهه : بس بقى كفاية، ايه الهبل اللى انت بتقوله دا، كلم اخوك الكبير باحترام
مروان بغصب : انا ماليش اخوات لا كبير ولا صغير، أظن انتى مخلفتيش غيرى
صفعته إيمان على وجهه قائلة : أخرس بقى، زين ابنى فاهم؟ الأم هى اللى ربت مش اللى خلفت وبس، ومش عايزة اسمع منك الهبل دا تانى
تركها مروان وقد بلغ الغضب منه أشده وتوجه إلى غرفة علياء وجدها باكية وهند بجوارها، فقد سمعت الحوار الذى دار بالخارج
نظر مروان إليها بغصب فهو ظن إن بكاءها نتيجة اشتياقها لزين : لو سمحتى يا هند سيبينا لوحدنا
هند : انا همشى انا بقى يا علياء و هبقى اكلمك
علياء : ماشى
توجه إليها مروان وجذبها من ذراعها فتأوهت من الالم
مروان : بتعيطى ليه؟ حنيتى لحبيب القلب ولا ايه؟
علياء بصدمة : ايه اللى انت بتقوله دا؟ هو جنانك وصل لكده؟
مروان : انا هقولها كلمة ومش هعيدها تانى، طول ما زين موجود هنا مش عايز اشوفك بره الاوضة دى

اما فى الخارج عند زين وايمان
حاولت ايمان التخفيف عن زين بالرغم من أنها تحتاج إلى من يواسيها هى الأخرى ولكنها تعلم بأن المه أكبر فأخيه ذكره الان بأنه تربى فى كنف أم ليست من وضعته ولكنه لا يعلم أن الام ليست من حملتك داخل احشائها فقط…. كان قلبها يحدثه قائلا ” لا تقل هذا فأنت داخل قلبي، اقترب مني وضع همومك فوق كتفي كي نزيلها سويا فأنت نن العين ونبض الروح ياوليدى”
إيمان : متزعلش من اخوك يازين ومتاخدش على كلامه، انت عارفه طول عمره مبيفكرش قبل مايتكلم
زين : ولا يهمك يا أمى. انا اسف انى عليت صوتى ادامك. المهم انتى مش محتاجة اى حاجة؟
إيمان : محتاجاك ترجع وتشوف شغل ابوك، خايفة مروان يضيع كل حاجة بتسرعه واستهتاره
زين : انا اسف يا أمى، بس انا حاليا مش مستعد لكده، محتاج فترة اكون لوحدى واظبط أمورى عشان اقدر ارجع تانى
إيمان بلوم : هتسافر تانى؟ وياترى هترجع امتى لما انا اموت ولا لما مروان يبوظ كل حاجة؟
زين مقبلا يديها : انا اسف يا امى بس ارجوكى متضغطيش عليا وفى اى وقت حضرتك هتحتاجينى هتلاقينى عندك على طول واوعدك انى مش هتأخر عنك
عاد زين من ذكرياته و تنهد قائلا : ربنا يهديك يا مروان

اما عند مروان فبعد نزوله من منزل والدته، أجرى مكالمة هاتفية
مروان : ايوه يا برنس، بقولك ايه وقف اى حاجة كنا ناويين نعملها، في حاجة حصلت مكنتش مرتبلها، انا هخطط من اول وجديد عشان ناوى اضرب عصفورين بحجر واحد

اما عند علياء، فقد كانت جالسة تحاول إنهاء بعض الأعمال عاللاب وبجوارها يوسف يشاهد التلفاز، كانت تشعر بالضجر والضيق، تناولت الهاتف وأجرت اتصال مع صديقتها هند
علياء : ازيك يا هند عاملة ايه؟
هند : الحمد لله يا حبيبتى. انتى ايه اخبارك؟
علياء : الحمد لله
هند : ايه مالك صوتك متغير ليه
علياء : مافيش عادى، هو حسام عندك؟
هند : لا سافر المنصورة عند عمك، عمك اتصل عليه وقاله انه عايزه
علياء بتعجب : عمى!!!!! خير يارب مع انه مبيجيش من وراه خير ابدا. هبقى اكلمه اطمن عليه واشوفه كان عايزه ليه
شعرت هند بأن هناك شئ يشغل بالك صديقتها : متلفيش وتدورى فى الكلام، مالك؟ فيه حاجة مضيقاكى؟
تنهدت علياء وأخبرتها : زين رجع يا هند
هند بصدمة : ايه؟ رجع امتى؟
علياء : رجع امبارح، رجع ورجع معاه كل ألم ووجع السنين اللى فاتت.
هند : هو راجع على طول يعنى ولا شوية وهيسافر تانى؟
علياء : مش عارفة، لو فضل قاعد هنا انا مش هقدر اتعامل مع طنط إيمان، انا كنت الأول بهرب من مروان بس، دلوقتى عايزه اهرب من مروان وزين ومراته
اعتلت المدهشة والصدمة ملامح هند : ايه!!! مراته!!!!
علياء : ايوه، زين اتجوز
هند : لا الموضوع شكله كبير ومحتاج حكاية
علياء : خلاص تعالى اقعدى معايا و خرجينى من الخنقة اللى انا فيها
هند : خلاص هكلم حسام اشوف هيبجى امتى واعرفه انى جيالك
علياء : تمام مستنياكى

فى مكان آخر، يجلس شاب فى أواخر العشرينات مع رجل فى الخمسينات من عمره
الشاب : هو كلمنى وقال انه هيغير الترتيب كله
الرجل : خلاص انا كلمته عشان ييجى، لما ييجى نبقى نقوله اى حوار ونسيب موضوعنا دلوقتى

نهاية الفصل

 

error: