ظلمني من أحببت بقلم سمر شكري

ظلمنى من أحببت

الفصل الثامن

إننى اتحير بين أولادي…. هذا وذاك….. …فهذا قتله الحب وذاك هو من قتل هذا الحب
توجه زين إلى منزل إيمان التى رحبت به ودعته لتناول الإفطار اولا ثم التحدث فيما تريده بشأنه بعد ذلك. وبعد انتهائهم من تناول الإفطار سألها زين :
خير يا ماما، انتى كده قلقتينى، إيه الموضوع اللى حضرتك عايزانى فيه؟
ايمان : مروان…… أحواله وتصرفاته مش عجبانى، وعايزاك تقف له.
زين : حضرتك عارفة إن مروان مبيتقبلش منى كلام خالص وحضرتك عارفة اننا دايما مش متفقين
ايمان : عارفة…. بس انتو مش لسه عيال صغيرة، انتو بقيتو رجالة المفروض تعقلو فى تصرفاتكم وتبطلو شغل العيال دا، انتو ملكوش غير بعض
زين مقبلا يدها : حاضر يا امى، شوفى حضرتك عايزانى أعمل إيه وأنا تحت أمرك
ايمان : أول حاجة تنزل المعرض وتشوف الدنيا ماشية ازاى، من ساعة وفاة باباك وأنا معرفش هو ممشيه إزاى، أنا للأسف لا بسأله ولا كنت بفهم فى شغل المعرض من الاصل
زين : حاضر هنزل واشوف كل حاجة بنفسى وهشوف لو الموضوع احتاج تدخلى مش هتأخر طبعا، بس حضرتك اعطينى يومين بالظبط عشان بخلص إجراءات نقلى فرع البنك هنا وبعدين هفضى نفسى للمعرض حتى لو اضطريت أخد اجازة من الشغل
ايمان بسعادة مربتة على كتفه : يعنى خلاص هتفضل هنا ومش هتسافر تانى، متتصورش انت فرحتنى إزاى، ربنا يباركلى فيك يا حبيبى، ايوه خليك معانا هنا إنت ومراتك، عشان أنا نفسى افرح باولادك
شعر زين بغصة فى حلقة وضيق من نفسه لاضطراره الكذب عليها ولم يعلم كيف يبلغها بكذبه عليها وكيف سيبرر لها ذلك.
حدثته إيمان قائلة : ايه رحت فين، سرحان فى ايه؟
زين : أبدا مافيش، بفكر فى كلامك، فعلا كفاية سفر لحد كده، لإنه للأسف مافيش فرق هنا زى هناك، الجرح مفتوح ومش بيلم
ايمان : يبقى أنا كان احساسى صح لما قلتلك إنك مسافر هروب مش فرصة فى الشغل زى ماقلت
زين : معلش يا امى مش وقت كلام فى الموضوع دا بالله عليكى
إيمان : ماشى، عايزاك بقى فى موضوع تانى
زين : موضوع ايه؟
إيمان : علياء……
صمتت ايمان لتستشف رد فعله، وقد كان ماظننته صحيح، هناك شئ خفى بين زين وعلياء لايعلمه غيرهم وقد يكون ذلك هو سبب سفره هربا، لقد كان ذلك جليا فى لهفته وفى نظرة عينيه عندما نطقت باسمها، ليبادرها السؤال متلهفا….
زين : مالها علياء يا امى؟ كملى حضرتك عايزة تقولى ايه
ايمان : علياء عايزة مروان يبعد عنها هى ويوسف ومش عايزة ترجعله ولا عايزة يوسف يقعد معاه، وجاتلى النهاردة وطلبت منى كده وأنا مش عارفة أعمل مع مروان إيه
زين : هى طلبت من حضرتك انى أتدخل ؟
ايمان : لا أبدا ، أنا اللى عايزاك تقف لمروان وتخليه يبعد عنهم
زين بحزن بدا ظاهرا فى نبرة صوته : معلش يا امى أنا مش هقدر أتدخل فى الموضوع دا
إيمان : ليه يا زين؟ البنت طالبة مساعدتنا وإنت عايزنا نتخلى عنها ؟
زين : لا يا امى حضرتك اقفى معاها واقنعى انتى مروان يبعد عنهم، بس أنا الموضوع دا خصوصا انا مش هقدر أتدخل فيه
استمرت إيمان بالضغط عليه فى الحديث حتى يبوح لها بما تريد سماعه، فهى باتت متيقنة من ظنها
إيمان : ليه ؟ انت أخوه الكبير ومن حقك تدخل ويوسف يبقى إبن أخوك وأكيد يهمك مصلحته
فقد زين السيطرة على اعصابه فرد عليها بعصبية وبصوت مرتفع : أرجوكى يا امى كفاية كده أنا مينفعش أتدخل، انا لو اتدخلت مروان هيعند اكتر وهينفذ اللى فى دماغه، انا لو اتدخلت الموضوع هيتعقد اكتر
إيمان : انا عايزة اعرف ليه، ليه بتقول كده ؟
صمت زين ولم يجيبها فنزل عليه سؤالها التالى كالصاعقة
إيمان : ايه اللى بينك وبين علياء يا زين؟ ليه هى رافضة تدخلك أنت خصوصا وليه انت مش عايز تدخل؟
لم يعرف زين بم يجيبها، نظر إليها نظرات شاردة متعجبا من تخمينها، ومصدوما من رغبة علياء بعدم تدخله، التلك الدرجة تريد إقصاءه عن حياتها، شعر بالاختناق فقرر الرحيل
زين : انا لازم أمشى
إيمان : أمشى يا زين، روح أظلم مراتك اللى انت اتجوزتها وإنت قلبك مع واحدة تانية، أفضل اهرب لحد مافى يوم تلاقى الدنيا باظت وكل حاجة ضاعت منك، اهرب حتى من المحاولة انك تتمسك بحاجة بتحبها
اوقفته كلمة ايمان مكانه، استدار إليها قائلا : بحبها!!!!! هى مين دى اللى بحبها! حضرتك بتقولى إيه ؟
ايمان : بقول اللى انا شيفاه ، بقول ان نظراتكم لبعض فضحتكم، بقول انكم بتبصو لبعض نظرات لوم وعتاب وكره، أنا مش صغيرة وفاهمة فى نظرات العيون اوى، بس ليه كل دا، ريحنى وقولى إيه اللى بينكم لأن دا أكيد اللى مجنن مروان كده ومخليه عايز يعمل اللى فى دماغه
زين : مافيش اى حاجة من الكلام دا صحيحة، حضرتك أكيد فاهمة غلط، إجابة سؤال حضرتك مش عندى، عن اذنك
رحل زين وتركها بعد أن أصبحت متيقنة من ظنونها وأصبحت أكثر إصرارا على معرفة سرهم

أما عند علياء، فقد كانت تشعر بالملل فقامت بالاتصال بهند لكى يخرجو سويا
علياء : ازيك يا هند، عاملة ايه؟
هند: الحمد لله يا لولو، انتى عاملة ايه؟
علياء : زهقانة وحاسة بملل، ماتيجى نخرج شوية!
هند : خلاص ماشى، هجهز وساعة وأكون عندك
علياء : خلاص ماشى مستنياكى
أغلقو سويا وذهبت كلا منهما لتجهيز نفسها

اما عن زين، فبعد نزوله من منزل إيمان أخذ يجوب الشوارع بسيارته شاعرا بالاختناق، فقام بالاتصال بهشام
هشام : ايوه يا زيزو
زين : انت فين؟ مخنوق وعايز أتكلم معاك
هشام : مالك يا زين؟ فيه حاجة حصلت ؟
زين بنرفزة وعصبية : اخلص يا هشام انت فين؟
هشام : أنا فى بيت بابا أنا ورانيا، عدى عليا هنا وهنزلك
زين : تمام، أنا فى الطريق

بعد ان تجهزت هند توجهت إلى منزل علياء وجدتها بانتظارها
هند: بقولك ايه، ماتيجى نسيب فرح ويوسف مع ماما ونخرج كده نفرفش لوحدنا
علياء : والله ياريت، لأنى فعلا محتاجة أتكلم معاكى، بس خايفة يتعبو طنط هما الاتنين
هند : يا ستى ولا هيتعبوها ولا حاجة وبعدين أصلا هما عايزين يوسف عشان وحشهم
علياء : خلاص ماشى، نوديهم وربنا يستر
هند : متقلقيش يالا بينا
وتوجهو إلى منزل والدى هند فى نفس توقيت توجه زين إلى منزل والدى هشام لاصطحابه

أسفل المنزل ترجلت كلا من هند وعلياء من التاكسى
علياء : بصى طلعيهم آنتى وأنا هستناكى هنا، بس متتأخريش
هند: طب ماتيجى تطلعى شوية
علياء : لا خليها وإحنا راجعين
هند : خلاص ماشى مش هتأخر
فى نفس توقيت دخول هند المنزل، كان هشام وزوجته متوجهين إلى أسفل البناية لملاقاة زين
هشام : هوديكى تقعدى عند مامتك شوية واشوف زين ماله وارجع أخدك بالليل
رانيا : ماشى يا حبيبى بس متتأخرش عليا
هشام : مقدرش أتأخر عنك يا جميل ?
في أثناء خروجهم من المصعد تلاقو بهند فصافحها هشام بحرارة
هشام : عاملة ايه يا نودة؟ وحشتينى ، ولادك دول ؟
هند : لا فروحة بنتى انما يوسف يبقى ابن أخت جوزى، انت اخبارك ايه؟ رجعت امتى؟
هشام : رجعت من أسبوع وخلاص مافيش سفر تانى، أعرفك رانيا مراتى
رانيا بأبتسامة ترحيب : إزيك يا هند وايه اخبارك؟ هشام حكالى عنك كتير
هند مقبلة إياها : اهلا بيكى يا حبيبتى، عارفة حكاويه، أكيد بيحكى المصايب
وقفو يتسامرون ويستكملون حديثهم أثناء وصول زين بسيارته، ترجل منها عند رؤيته علياء، وذهب ليتحدث اليها
زين : ازيك يا علياء
علياء باقتضاب : اهلا
زين : خير واقفة كده ليه ؟
علياء : مستنية هند هى عند مامتها
شعر زين بالتوتر، فهو يعلم أن رانيا ترافق هشام

عند هشام وهند
هشام : معلش يا هند، صاحبى مستنينى بره ولازم اخرجله، شفتى هارينى اتصال
كان زين يحاول الاتصال بهشام لكى يطلب منه إلا يصطحب رانيا معه ولكنه لايجيب
هند : خلاص اتفضلو بس إحنا لازم نتفق ونتقابل تانى، عايزة أتعرف على رانيا اكتر
رانيا : أكيد يا حبيبتى

عند خروجهم لمحو زين يقف مع فتاة ما ولكنها كانت توليهم ظهرها، اخذ زين يشير لهم بإشارات معينة ولكنهم لم يفهموها، فاقتربو منه وتحدث هشام قائلا : ايه يابنى كل دا رن
رانيا : معلش يا حبيبي اعذره شكله مخنوق وعلى اخره
استدارت علياء عندما تعرفت على صوت رانيا، ولكنها صدمت عند استدارتها، فقد وجدتها بين أحضان رجل آخر يحيط خصرها بيديه بتملك
شعرت رانيا بالتوتر، وكذلك زين، فهو لايعرف كيف سيفسر ذلك الوضع أمامها، فمن المفترض أن رانيا زوجته ولكنها تقف بين أحضان آخر، ولكن هشام لم يمهله فرصة للتفكير، فبدأ هو الحديث قائلا : مش تعرفنا يا زين
زين بلجلجة : آيوه طبعا، دى تبقى مدام علياء طليقة مروان أخويا، ودا يبقى هشام صاحبى ودى….
قاطعه هشام قائلا : رانيا اختى مرات زين
زفر زين بارتياح لإنقاذ صديقه للموقف، ولكن علياء شعرت بالاختناق وبغصة فى حلقها، فهى تشعر بشعور ما يشبه الغيرة عند رؤية رانيا ولاتعلم سببه، فهى لم تعد تحب زين ولايحق لها أن تشعر بالغيرة عليه
علياء بصوت جاهدت إن يبدو طبيعيا : اهلا يا مدام رانيا، إحنا اتقابلنا قبل كده
رانيا : ايوه، أهلا بيكى
زين محاولا الهروب من الموقف: طب نستأذن إحنا ، عن اذنك يا مدام علياء
علياء : اتفضلو

بعد رحيلهم بالسيارة، شكر زين صديقه على إنقاذه من هذا الموقف
زين : شكرا يا هشام عاللى عملته
هشام بضيق : متشكرنيش لأنى معملتش حاجة ، أنا بس قلت بلاش الموقف دا يكون ادامنا، بس كده كده أتعرف الكدبة دى ولازم تقول لمامتك ولعلياء إنك مااتجوزتش
زين : مش وقته
هشام بعصبية : لا وقته، أنا أجلتلك المواجهة بس ، احب اقولك ان هند صاحبتها قابلتنا واحنا نازلين وعرفت أن رانيا مراتى انا واكيد هتقول لها
ساد الصمت بينهم بعد حديث هشام، كل فى تفكيره، فزين يفكر فى كيفية الخروج من هذا الموقف ومواجهتهم بالحقيقة وكيف سيبرر لهم كذبه، اما هشام فكان يفكر فى فتح الدفاتر القديمة ومعرفة ماحدث منذ سبع سنوات أدى إلى تفريق زين وعلياء

اما عند علياء، فبعد رحيلهم سمحت لعنان دموعها بالفيضان على وجنتيها، دموع صامتة.
نزلت إليها هند، وقلقت عليها عندما وجدتها بتلك الحالة فبادرتها بالسؤال قائلة : مالك يا لولو، إيه اللى حصل ؟
علياء ببكاء : ليه مقلتليش إن مرات زين تبقى جارتك؟ ليه تخلينى أقابلهم هنا واتحط فى الموقف دا ؟
هند: أنا مش فاهمة حاجة، مرات زين مين اللى جارتى؟
علياء : رانيا أخت هشام صاحبه
هند : انتى بتقولى إيه ؟ أخت هشام مين اللى تبقى مرات زين! سارة أخت هشام متجوزة بقالها سنتين وعايشة مع جوزها فى اسكندرية…. توقفت عن الحديث واسترجعت ما قالته علياء لتكمل حديثها قائلة : استنى انتى بتقولى رانيا! رانيا تبقى مرات هشام مش اخته، زين بيكدب رانيا مش مراته
شردت علياء وتذكرت طريقة إمساك هشام لرانيا، فقد كان فيها تملك، كما أن نظراتهم كانت عبارة عن نظرات عاشق لمحبوبته،
إذن فزين لم يتزوج بعد، ايعنى هذا صدق كلام مروان بأن الزواج ليس من خطط زين ام انه مازال يحبها ولم يقدر على عشق امرأة سواها، قررت أن تكتشف الحقيقة بنفسها وعرفت من أين ستبدأ

علياء : هند، أنا هروح مشوار مهم، مش هينفع نخرج النهاردة، وخلى يوسف معاكى وهبقى أكلمك أشوفك فين واجى اخده
هند : هتروحى فين عرفينى
علياء : بعدين، لما اجى هبقى احكيلك، سلام
أوقفت سيارة تاكسى وتوجهت إلى وجهتها تاركة هند فى حيرتها واندهاشها

نهاية الفصل

error: