ظلمني من أحببت بقلم سمر شكري

ظلمنى من أحببت

الفصل الثالث

كان التوتر هو سيد الموقف بين زين ورانيا، فهو شعر بالأسف لاستغلاله لها دون موافقتها ولكنه كان بين أمر واقع لابد إن يتصرف فيه، فهو لم يكن بحسبانه وجود علياء فى ذلك التوقيت عند والدته، أما رانيا فندمت على موافقتها الذهاب معه إلى والدته التى أصر على الذهاب إليها قبل إيصال رانيا إلى منزلها

زين بأسف: انا اسف يا رانيا انى استغليتك
رانيا بعصبية طفيفة: انا مش بقول عشان تقولى اسف. انا بسأل عن السبب، ليه تقول انى مراتك ؟
زين بضيق : ينفع مااجاوبش؟
رانيا وقد بدأت تاضح لها الامور قليلا : البنت اللى شفناها عند مامتك دى هى البنت اللى حكيت لنا عليها قبل كده
لم يجبها زين و اكتفى بتنهيدة واشارة من رأسه بالإيجاب
زفرت رانيا بضيق وقالت : بص يا زين….. اللى انا شفته من نظراتها عكس اللى انت حكيته
زين : معلش يا رانيا انا مش حابب اتكلم فى الموضوع دا.
حاولت رانيا تغيير موده فضاحكته قائلة: اوك. بس اقول لهشام جوزى انك هتيجى تطلب أيدى منه امتى؟ ?
زين : اه وماله. قوليله كده بس انا مش مسئول عن اللى هيحصلك. دا صاحب عمرى وعارف أنه غبى فى ردود افعاله
رانيا : انت هتقولى!!! عالعموم شكرا يا سيدى انك جيت جبتنى من المطار، هطلع انا بقى اتصل على هشام اطمنه انى وصلت واحكيله عالاستغلال اللى انت استغلتهونى النهاردة
زين : اوك. قوليله انك هتيجى معايا بكرة عند ماما
رانيا : لا مش هينفع. انا اكتر من كده وهبوظ الدنيا اعتذرلهم وقول لهم انى سافرت أو أى حاجة
زين : أوك. مش محتاجة اى حاجة؟ انتى عارفة هشام موصينى عليكى
رانيا : لا شكرا يازين. بس انا عايزة أسألك على حاجة. انت ليه مقلتش لوالدتك انك فى مصر من اسبوع؟
تنهد زين قائلا: انا مكنتش مهيأ نفسيا اقابل حد. ولو كنت قلتلها كده كانت هتزعل
رانيا : اوك، بس فكر بقى هتقول لمامتك إنك مش متجوز ازاى، يالا سلام
زين : سلام
غادر زين وصعدت رانيا إلى منزلها. ظل زين يتجول بالسيارة لفترة ثم توجه إلى شقته. بدل ملابسه وتوجه للنوم ولكن جافاه النوم وهاجمته الذكريات.

تذكر رؤيتها صدفة بعد أن شغلت باله لفترة بعد أخر مرة رآها بالمشفى، كان متوجها لزيارة احد أصدقائه وعند دلوفه من باب العمارة اصطدم بشخص ما، نظر له لكى يعتذر وإذ به يتفاجأ بها
زين بارتباك : انا….. انتى…. ازيك
إما علياء فقد كان شعور الارتباك لديها مضاعف :كويسة الحمد لله. انت ايه اخبارك و جرحك عامل ايه؟
زين : تمام الحمد لله. انتى تعرفى حد هنا؟
علياء : ايوه صاحبتى ساكنة هنا
زين : بجد! انا كمان صاحبى ساكن هنا
علياء : اها طب عن اذنك. فرصة سعيدة يا استاذ زين
زين بخبث: هو انتى لسه فاكرة أسمى يا انسة علياء؟ مش اسمك علياء بردو؟
علياء : ايوه. عن اذنك
وماكادت تخطو خطوتين حتى أعلن هاتفها عن اتصال ما، نظرت إلى الهاتف وجدتها هند صديقتها، فأجابتها
علياء : ايوه يا هند
هند : ارجعى يا حبيبتى عشان انتى نسيتى اللاب بتاعك. ايه اللى شاغل بالك؟ اوعى تكونى بتحبى من ورايا!
علياء بلجلجة :ااااااا بطلى هبل. حاضر هطلع تانى اخده
هند : تطلعى؟!! هو انتى لسه تحت؟
علياء : خلاص بقى قلت طالعة
هند : بت انتى انا مش مطمنالك. اطلعى وشكلك هتحكيلى كتير. سلام
علياء : سلام
كان زين مازال منتظرا يتأملها، هى من خطفت عقله وقلبه من النظرة الاولى، تاه فى سحر عيونها وجمالها الهادئ الفتان، استمع إليها وهى تخبر صديقتها بصعودها إليها مرة أخرى فسألها : انتى طالعة تانى؟
علياء : ايوه نسيت اللاب بتاعى عند صاحبتى
زين : طب كويس نطلع سوا. الدور الكام؟
علياء : الدور الثالث
زين : تمام اتفضلى
ركبا المصعد سويا وصعد كلا منهما إلى منزل صديقه

عند علياء وهند
علياء : انا همشى بقى عشان حسام يلحق يشوف الشغل قبل ماينام
هند : تمشى فين يا قطة؟ تعالى هنا احكيلى انتى حكايتك ايه؟ وليه كنتى واقفة تحت كل دا؟
علياء : عادى يا هند
هند : لأ مش عادى يا قلب هند. اقعدى احكيلى
تنهدت علياء وبدأت فى الحديث
علياء : فاكرة الشاب اللى انقذنى يوم حوار التاكسى؟
هند : ايوه اللى كان اسمه…….
علياء : زين
هند : ايوه. ماله يا ستى ايه اللى فكرك به؟
علياء : قابلته تحت وانا نازلة كان طالع لواحد صاحبه
هند بخبث : طب وايه يعنى؟ مايطلع ولا ينزل احنا مالنا
علياء بضيق : تصدقى انك رخمة وانا غلطانة انى بتكلم معاكى اصلا
ضحكت هند من تصرفات صديقتها الطفولية : طب هدى نفسك بس. هى الصنارة غمزت يا لولو ولا ايه؟
علياء بتوتر : بس بقى يا هند انا اصلا مش عارفة مالى اول ماشفته حسيت انى متلخبطة و متوترة
صفقت هند بيديها وقالت بمرح والابتسامة تعلو وجهها : ايوه يا لولو… وقعتى ومحدش سمى عليكى
علياء : يا فرحتي…. واستفدت ايه انا بقى وانا بفكر فى واحد مش حاسس بيا ولا يعرفني ولا اعرفه
هند : سيبيها لله ولو ليكى نصيب فيه هتشوفيه. مش جايز مقابلتكم النهاردة تكون سبب فى حاجة
علياء : انا مش عارفة اشمعنى الشاب دا اللى مشدودة له كده
هند : طب انتى متعرفيش هو طلع الدور الكام؟
علياء : لا معرفش. بتسألى ليه؟
هند : عادى يعنى نعرف هو طالع لمين و نحاول نعرف عنه اى حاجة
علياء : انتى اتهبلتى يا هند؟ هو احنا هنمشى نسأل عليه؟ انا همشى قبل مااتجن عليكى. سلام
هند : سلام
بعد رحيل علياء ظلت هند تفكر فى الشخص المتوقع أن يكون قد صعد زين إليه، ظلت تطرق باصبعها أعلى رأسها دلالة التفكير ثم تمتمت قائلة : ايوه هو مافيش غيره….كل السكان اللى فى الأدوار اللى فوقينا مافيش عندهم شباب غيره

اما عند زين وصديقه هشام، بعد التحية والسلام بينهم
زين : بقولك ايه يا اتش. انت تعرف مين ساكن فى الدور التالت؟
هشام الذى كان منهمكا فى شيئا ما على جهاز اللاب توب : ايوه استاذ عبدالعليم. بتسأل ليه؟
زين : عادى بسأل حبيت اتعرف
أزاح هشام اللاب جانبا وقال بخبث : تتعرف!!!! قلتلى. عجبتك هند؟
زين بتعجب : هند مين؟
هشام : بنت الأستاذ عبدالعليم
زين وقد لاحت له فكرة ما : هى اسمها هند. طب ايه نظامك هنا مع جيرانك؟
هشام : بتلف و تدور ليه يا زيزو؟ عايز ايه من هند؟
زين : لا مش هند دى صاحبتها. بس انا عايز اوصل لصاحبتها عن طريقها.
هشام : مش فاهم بردو انت عايز ايه
أشار له زين بيده : من امتى وانت بتفهم اصلا؟
أخذ هشام اللاب متظاهرا بالانشغال به مرة أخرى : هى بقت كده؟ طب شوف حد غيرى يساعدك
أخذ زين منه الجهاز : استنى بس ياعم وخلى بالك طويل. انا عايز اقابلها تانى
هشام : هى مين دى؟
زين بغضب : شفت.! وبترجع تزعل لو قلت مبتفهمش
هشام ضاحكا : خلاص ياعم بهزر. عايز تقابل صاحبة هند. انا بقى مطلوب منى ايه؟
زين : مطلوب منك تكلم هند دى وتفهمها انى معجب لصاحبتها و ترتبلى ميعاد مع صاحبتها. تعرف ولا هتنيل الدنيا؟
قاطع حديثهم رنين هاتف هشام
هشام : ثوانى هرد عالفون…… الو ازيك يا نودى اخبارك ايه يا جميل؟
هند : ازيك يا اتش. كنت عايزة أسألك على حاجة
هشام : اسأل يا جميل
هند : انت ليك واحد صاحبك اسمه زين؟
هشام : ايوه. قوليلى اتعرضلك بحاجة؟
هند : لا أبدا…… هو لسه موجود عندك ؟
هشام : إيه دا! انتى مرقبانا ولا إيه! آيوه يا ستى
هند : طب خلاص هبقى اكلمك بعدين واقولك عالحوار بس متجيبش سيرة أنى سألت عليه
هشام : حاضر. ابقى سلميلى على عمى عبدالعليم
هند : يوصل. سلام
أغلق هشام الهاتف و نظر إلى زين
هشام متظاهرا بالبلاهة : ها يا زيزو كنا بنقول ايه
أشاح زين بيده وقد بجت عصبيته جلية على وجهه : استنى بس كده. انت كنت بتكلم هند؟ بنت الأستاذ عبدالعليم؟ اللى بنتكلم عليها من الصبح ولا دا تشابه أسماء؟
هشام : لا هى. ثم خبط جبهته بكف يده قائلا : هو انت متعرفش؟
زين : لا والله محدش قالى. ايه هو اللى المفروض اعرفه؟
هشام : اصل هند تبقى اختى فى الرضاعة. كانت مامتها تعبت بعد ولادتها وماما رضعتها مع سارة اختى
زين : يا رااااجل! اختك فى الرضاعة. قلتلى… قال جملته وهو يقوم من مكانه والشرر يتطاير من عينيه
ثم انقض زين على هشام وخنق رقبته بذراعه قائلا : هو انا لو قتلتك دلوقتى يبقى ليا حق ولا لأ؟
هشام متظاهرا بالاختناق : أعقل يا زيزو. والله كنت بهزر معاك
زين : هزارك ثقيل زيك
هشام : طب خلاص سيبنى وانا مش ههزر معاك تانى. سيبنى حتى عشان اظبطلك الحوار مع هند. سيبنى يا عم المزة شكلها واقعة هى كمان
لكزه زين فى كتفه : احترم نفسك واتكلم على مراتى باحترام
هشام وهو يعدل من هيئته : مراتك ايه ياعم. انت ماصدقت!
زين : احكيلى بقى هند كانت بتتصل ليه؟
هشام : كانت بتسألنى عليك. اكيد صاحبتها كلمتها عنك
زين : يبقى دلوقتى حالا تتصل بهند وتعرف منها ايه الحكاية بالظبط و ترتبلى ميعاد معاها فى اقرب فرصة
هشام متحسسا رقبته : حاضر ياعم بس خف أيدك شوية الا أيدك بقت تقيلة اوى
زين : احسن تستاهل اكتر من كده. يالا اتصل
هشام : حاضر متزقش

عاد زين من ذكرياته على صوت رنين هاتفه، نظر فوجده صديقه هشام، رد عليه بابتسامة
زين : حبيبى يا اتش. كنت لسه على بالى
هشام بغضب مصطنع : بتستغل مراتى يا واطى؟ انت اتهبلت يا بنى . انت لسه مصدق الهبل اللى مروان قاله زمان؟
زفر زين بضيق : ايوه يا هشام مصدقه. ولو كان هبل فعلا زى مابتقول تقدر تقولى ليه سابتنى وراحت اتجوزت اخويا؟ بص يا هشام انا مخنوق من ساعة ماشفتها وندمان انى رجعت مصر اصلا. اقفل دلوقتى ونتكلم بعدين عشان انا على اخرى
هشام متفهما لحالة صديقه : ماشى يا زين بس انا لسه عند كلامى أن فيه حاجة مش مفهومة فى الموضوع دا. فكر فيها وانت تعرف انى على حق. سلام
أنهى المكالمة مع صديقه وظل يفكر فى كلامه ولكن كل ماجال بفكره هو إنها لم تحبه يوما ، لسان حاله يقول ” أنعتك بالخيانة ولكن قلبى مازال معلق بك فكيف جرؤتى على هذا” ثم استسلم للنوم لكى يهرب من ذكرياته

اما عن علياء فقد جافاها النوم طوال الليل، فلم تستطع الهروب من ذكرياتها الا فجرا. استيقظت فى اليوم التالى وأعدت يوسف للذهاب إلى حضانته وأنهت ترتيب منزلها، وشعرت بصداع شديد يداهمها فقررت التوجه للنوم ريثما يعود يوسف. وماكادت تتوجه إلى غرفتها حتى رن جرس الباب و توجهت لترى من الطارق
ماان فتحت الباب حتى شعرت بالذهول. فقد اتاها زائر لم تكن تنتظر رؤيته

نهاية الفصل

error: