ظلمني من أحببت بقلم سمر شكري

ظلمني من أحببت

الفصل الرابع

عندما فتحت علياء الباب، تفاجأت بشخص لم تكن تحب رؤيته
علياء باستياء : مروان!!! خير عالصبح. جاى ليه؟
مروان وقد علا وجهه ابتسامة سمجة : طب دى طريقة تقابلى بيها جوزك؟
علياء بتهكم : طليقى…… صحح معلوماتك ولا نسيت!
مروان : لا والله يا لولو انتى ايامك متتنسيش
بدأ الضيق يبلغ مبلغه من علياء فقالت بنفاذ صبر : أنجز يا مروان وقول جاى ليه
مروان : طب ايه هنتكلم واحنا واقفين عالباب كده!
علياء : ايوه. مينفعش تدخل وانا قاعدة لوحدى فى البيت
رفع مروان حاجبه : دا بجد!!!!!
فجأة دفعها مروان للخلف ودخل الشقة وأغلق الباب بعنف وراءه، ثم توجه إليها وجذبها من ذراعها وقد ظهرت عليه قسوته التى اعتادتها علياء منه فى فترة زواجهم
مروان : انتى بعد العمر دا كله لسه مااتعلمتيش انى محدش يقولى لا أو يقفل بابه فى وشى؟
جذبت علياء ذراعها وحدثته بعنف والشرر يتطاير من عينيها
علياء : اقسم بالله يا مروان لو ماخرجت حالا لأكون عملالك فضيحة والبسك قضية دلوقتى حالا
مروان بضحكة عالية :ضحكتينى يا لولو. والله وطلعلنا صوت وبقينا نعرف نهدد. فين لولو المطيعة بتاعة زمان
علياء : علياء بتاع زمان انت قتلتها بايدك. قتلتها يوم مااتجوزتها ودخلتها حياتك المؤرفة. اخلص قول انت جاى ليه واتفضل امشى من هنا
فرك مروان ذقنه بيده ناظرا إليها بتمعن وبنبرة تهديد جلية فى صوته : حاضر هقولك انا جاى ليه. انا جاى اقولك بس انك متفكريش ترجعى الحب القديم عشان مش هيكون فى مصلحتك. لو قربتى من زين يا علياء ساعتها متلوميش الا نفسك
غضبت علياء من كلماته فارتفع صوتها وهى تخبره : بص انا لا طيقاك ولا طايقة زين ولا عايزة حد منكم فى حياتى. سيبونى فى حالى بقى
مروان : انا بس حبيت انبهك وانتى عارفانى مبقولش كلامى مرتين. سلام يا جميل
غادر مروان وتركها للغضب ينهشها وذكريات الماضى تهاجمها

تذكرت علياء اليوم الذى كانت متوجهة فيه إلى أحد المطاعم حيث اتاها اتصال من صديقتها هند تطلب منها مقابلتها هناك لأمر ضرورى
دلفت علياء إلى الداخل وأخذت تبحث عن هند ولكنها لم تجدها فقامت بالاتصال عليها
علياء : انتى فين يا هانم؟
هند : انا فى الطريق اهو بس الدنيا زحمة. مش هتأخر عليكى. ادخلى استنينى فى المطعم على ما اجى. سلام
علياء : سلام
ثم ذهبت علياء للجلوس وانتظار هند ولكنها وجدت من ينادى عليها فالتفتت إليه وجدته زين
زين بابتسامة : لا دا انا حظى حلو. بقينا نتقابل صدفة كتير.
فرحت علياء لتلك المصادفة وظهر هذا فى ملامحها المتوترة وصوتها المرتعش : اهلا يا استاذ زين. اخبارك ايه؟
زين : كويس الحمد لله. مستنية حد؟
علياء : ايوه هقابل واحدة صاحبتى
زين مشيرا إلى الطاولة التى كان يجلس عليها : طب اتفضلى معايا لحد ماصاحبتك تيجى
علياء : مافيش داعى. مش عايزة اتعب حضرتك
زين : ولا تعب ولا حاجة. انا مصمم نشرب حاجة مع بعض
علياء : طيب اتفضل
زين : تحبى تشربى ايه؟
علياء : ممكن بيبسى
طلب لهم زين المشروب و ظلا يتحدثان سويا
بدا متوترين وكلا منهم لا يعلم كيف يبدأ الحديث أو فيم يتحدثا من الاساس حتى أخذت علياء المبادرة وبدأت الحديث
علياء : حضرتك مستنى حد؟
زين : اولا بلاش حضرتك كل شوية. انا مبحبش الرسميات. مشيها زين بس واسمحيلى اقولك علياء لو مش هيضايقك
علياء : ابدا مش هيضايقنى
زين : تمام. ولأ ياستى مش مستنى حد. بصى هو انا بصراحة جاى اقابل حد بس الحد دا ميعرفش انى جاى اقابله
علياء : ايه الفزورة دى. طب الشخص دا هييجى ازاى طالما هو مش عارف انك هتقابله
زين : لا ماهو الشخص دا جه وناقص بس انى اتكلم معاه واقول له انا جاى اقابله ليه
همت علياء بالنهوض قائلة : طب خلاص اتفضل انا مش عايزة اعطلك
أوقفها زين : إستنى ، اتفضل فين
علياء : روح اتكلم مع الشخص اللى جاى تقابله
زين : ماانا قاعد معاه و بتكلم معاه دلوقتى
علياء : انا مش فاهمة حاجة
أخذ زين نفس عميق وأكمل حديثه قائلا : انا جاى اقابلك انتى يا علياء. هند مش جاية. هى عملت كده عشان كانت بترتب المقابلة دى لينا
علياء بذهول، غير مصدقة تصرف صديقتها: افندم!!!!!! وانت عايز تقابلنى ليه؟
زين : بصى انا هتكلم وعايزك تسمعينى للآخر ومش منتظر منك رد دلوقتى، خدى وقتك فى التفكير. علياء انا معجب بيكى من اول مرة شفتك فيها وكل مابقابلك بلاقينى مشدود ليكى اكتر ومش عارف دا بيحصل ازاى بس اللى انا عارفه انك بقيتى مسيطرة على تفكيري وانك بقيتى حد مهم فى حياتى. و عندى كلام اكتر من كده عايز اقوله بس لازم اعرف منك اذا كان فيه حد فى حياتك أو لا وعايز اعرف أعطى لنفسى فرصة واخد خطوة مهمة ناحيتك ولا لا…….. انا كده خلصت كلامى ومنتظر ردك
علياء بخجل وتوتر: ردى على إيه؟ انت فاجئتنى بالكلام دا ومش عارفة ارد اقول ايه
زين : طب نعيد صياغة الموضوع بشكل تانى. اولا انتى فيه حد فى حياتك؟ مرتبطة بحد؟
علياء بابتسامة خجولة : لا
زين : طيب من الاخر كده يا علياء انا حبيتك واتمنى تكونى الانسانة اللى اكمل معاها حياتى
علياء وقد سيطر عليها التوتر وتملك منها الخجل : انا مش عارفة ومتلخبطة. بقى هند تحطنى فى الموقف دا؟ ماشى يا هند
زين : سيبك من هند دلوقتى. انا مش عايزك تردى دلوقتى. خدى وقتك و دا رقمى هستنى منك رد بس اتمنى متتأخريش عليا
غادرا سويا وتركته علياء وتوجهت لمنزل صديقتها هند
علياء بغضب : انتى بتستعبطى ياهند! دا موقف تحطينى فيه!
هند بأبتسامة وضحكة مجلجلة على خجل صديقتها الواضح وغضبها المصطنع : وانا اعملك ايه. الراجل طلع واقع وحاكى لصاحبه وطلبو مساعدتى وانا شيفاكى معجبة فقلت اوفق راسين فى الحلال
علياء : لا يا شيخة!!!!!! ماشى يا هند. انا كنت هموت من الكسوف منك لله. وبعدين تعالى هنا هو مين صاحبه دا ويعرفوكى منين عشان يطلبو مساعدتك
هند : ماصاحبه اللى بييجى يزوره هنا فى العمارة طلع هشام اخويا فى الرضاعة اللى كنت حكيتلك عنه. المهم احكيلى قالك ايه وقلتيله ايه
قصت عليها علياء ماحدث فى لقاءها مع زين
هند : طيب وانتى ناوية تردى عليه امتى وهتقوليله ايه؟
علياء : مش عارفة. انا متلخبطة ومتوترة ومش عارفة اجمع اصلا. بصى هو اى نعم انا معجبة به ومشدودة له بس انا معرفش عنه اى حاجة فأكيد لما ييجى يقولى انه معجب أو بيحبنى مش هوافق على طول، لازم نتقابل تانى ونقعد نتكلم ونعرف بعض اكتر
هند : خلاص كلميه وقوليله كده
علياء : اتكسف اكلمه. عايزانى اكلمه واقول له عايزة اقابلك تانى! انتى اتهبلتى ياهند! يقول عليا ايه!
هند : طب هتعملى ايه؟
علياء : مش عارفة. سيبيها لله هفكر وابقى اقولك. انا هقوم امشى دلوقتى عشان حسام عايزنى فى شغل
مجرد ذكر إسم حسام جعل دقات قلب هند تتراقص عشقا وظهر هذا فى نبرتها الحالمة المحبة وهى تسأل علياء عن أحواله
هند : هو حسام لسه مااتجوزش ليه
علياء : روحى اسأليه يا هند. يابنتى ارحمينى وارحمى نفسك، قلتلك حسام مرتبط.
أخذتها علياء فى أحضانها وأكملت حديثها قائلة : انتى صاحبتى ياهند ومش عايزاكى تعلقى نفسك بوهم، انتى عارفة هو لو مش مرتبط مكنتش هتمنى عروسة لأخويا احسن منك، بس القلب مش بأيدينا. شيليه من تفكيرك، وإن شاء الله هيكون من نصيبك الأحسن من حسام كمان. يالا اسيبك انا وهبقى اكلمك لما اوصل البيت.
تركتها علياء وذهبت لمنزلها، اما هند فقد ظلت تفكر بحسام وحبها المستحيل له بسبب ارتباطه بفتاة أخرى ينوى خطبتها والزواج منها، حاولت عدم التفكير به وانتزاع حبه من قلبها ولكن كما قالت علياء فإن تحكمات القلب ليست بأيدينا.
اما عند علياء واخيها
علياء : خلاص يا حسام انا دماغى هنج، كفاية شغل كده بقى
حسام : هو انتى لحقتى؟ دا انتى حتى بتسرحى كتير النهاردة ومش مركزة أصلا. مالك؟ ايه اللى شاغل تفكيرك؟
علياء : مافيش. موضوع يخص هند شاغلني. إلا قولى يا حس، انت مش ناوى تعرفنى على نور ولا ايه!
حسام : لا اكيد طبعا هعرفك عليها. انا اصلا اول ماالشغل يتظبط والأمور تمشى تمام هكلم بابا واروح اخطبها
علياء : ربنا يكرمك يا حبيبى و يجعلها من نصيبك
حسام : يارب. وانتى بقى هتفضلى مأنسانا كده كتير!
علياء بغضب مصطنع : زهقت منى يا حس ولا ايه!
حسام بمزاح : اه زهقت. وأكمل حديثه غامزا بعينه : قوليلى بقى مافيش حد كده ولا كده!
علياء : لا يا سيدى مافيش لا كده ولا كده. اطمن
حسام : بجد ولا بتخبى عليا؟ انتى هتلاقى حد غير اخوكى حبيبك تحكيله؟
علياء : لما يبقى فيه حاجة هاجى احكيلك
حسام : وانا مستنى
فى المساء، ظلت علياء مستيقظة تفكر فى زين و بم سترد عليه، تحدث نفسها بأنها حقا معجبة به ولكن هذا ليس كافيا لترتبط به، فهى لاتعرف اى شئ عن شخصيته أو طباعه أو حياته الشخصية. احتارت فى أمرها لاتدرى بم ستجيبه، واخيرا هداها تفكيرها إلى أن تدع هند تخبر صديقه بما تفكر فيه. وبالفعل اتصلت على هند واخبرتها بأن تحدث صديقه برغبتها فى مقابلته مرة أخرى، وبالفعل تم اللقاء
فى أحد الكافيهات
زين : لا ماهو احنا مش هنتقابل عشان نفضل ساكتين. طب هنتعرف على بعض ازاى بالصمت دا
علياء بخجل : طب اتفضل اتكلم انت.
زين : اتكلم اقول ايه. اسألى وقولى عايزة تعرفى ايه وانا هجاوبك
علياء : عايزة اعرف مين زين، ايه المميزات اللى فيه تخلينى ارتبط به واكمل حياتى معاه، وايه العيوب اللى فيه، يعنى كلمنى عن نفسك
زين : بصى يا ستى. انا زين يوسف العشرى، عندى 26 سنة، خريج كلية تجارة، بشتغل محاسب فى بنك، اما عن مميزاتى وعيوبى فدى بالنسبالى حاجة صعب اكلمك فيها لأنها المفروض حاجات تظهرلك فى التعامل وبالعشرة وكده، بس اقدر اقولك ان اول عيب فيا هو العصبية ولما بتعصب بعمل حاجة من اتنين ياما بشوط فى الشخص اللى عصبنى وبخسره ياما بتجاهله وانسحب من حياته وبردو بخسره. أما باقى طباعى فدى حاجة هتظهرلك مع الوقت والمواقف. اللى اقدر اقولهولك انى هعمل اللى اقدر عليه عشان اخليكى اسعد انسانة وانك متندميش فى يوم على حياتك معايا
علياء بخجل : تمام. طب انت عايز تعرف عنى ايه؟
زين غامزا بعينه : لا ماانا تقريبا عرفت عنك كل حاجة او اللى يهمنى انى اعرفه. علياء انا اللى يهمنى هى أخلاقك و احترامك و دا شئ انا اتأكدت منه و أهلك الكل بيشهد بأخلاقهم واهم حاجة هى أن قلبى مدقش ولا عمره هيدق غير ليكى.
احمرت وجنتاها خجلا : طب تمام
زين : هو ايه اللى تمام. طب صبرينى بأى حاجة وقولى كلمة تعطيني امل
علياء : خلاص بقى كفاية كده عشان لازم امشى لانى اتأخرت
زين : خلاص هسيبك دلوقتى. بس انا عايز اقولك انى انا اللى محتاج نتقابل تانى عشان انا مش هقدر اتقدملك غير لما احس انك بتبادلينى نفس المشاعر…… … ها ممكن نتقابل تانى؟
علياء بعد تفكير : اوك موافقة.
وتوالت اللقاءات بينهم، وتوطدت علاقتهم وبدأت تتجلى لعلياء شخصية زين واضحة أمامها وكلما وضحت طباعه أكثر، زادت تعلقا به وتحولت مشاعرها ناحيته من مجرد إعجاب إلى حب متبادل بين الطرفين
وفى إحدى اللقاءات بينهم
علياء : انت ليه عايش لوحدك مش مع عيلتك
زين : انا كنت عايش معاهم بس لما دخلت الجامعة حبيت انى انفصل بحياتي عنهم. بصراحة كنت حابب انفصل قبل كده كمان بس فى البيت موفقوش
علياء : وليه تنفصل عنهم اصلا. حتى لو باباك موافق فأكيد مامتك متضايقة من الوضع دا
زين : هى فعلا متضايقة بس هى احترمت رغبتى
علياء : بس شكلها بتحبك اوى. دا يوم المستشفى كانت ملهوفة عليك وقلقانة خالص
زين : أمال لو عرفتى انها مش امى هتقولى ايه
علياء بذهول : نعم!!!! امال تبقى مين
زين : ماما إيمان تبقى مرات ابويا. انا امى اتوفت وانا عندى سنة و بعدها بفترة بابا كان لازم يتجوز لانى كنت طفل ومحتاج واحدة تكون ليا ام، فااتجوز ماما إيمان وفعلا كانت ليا ام حنينة وعمرها ماحسستنى انى مش ابنها لما كبرت حسيت انى لازم انفصل عشان اخليها تاخد حريتها فى بيتها، لانى مبقتش طفل صغير لسه وانا كمان محتاج اكون على حريتى، بابا فهم وجهة نظرى وشجعنى عالقرار دا، بس هى بقى حتى مش محسسانى انى بعيد عنهم، يااما هى عندى بتعملى اكل وتشوف طلباتى أو انا عندهم عشان ارحمها من البهدلة اللى ببهدلها لها كل شوية
علياء : ربنا يخليهالك هى وباباك
زين : يارب. طب ايه بقى، احنا مش هناخد خطوة مهمة فى حياتنا؟
علياء : لا طبعا لازم ناخد. وأكملت بخجل : تقدر تيجى تقابل بابا وقت ماتحب
زين بتنهيدة : يااااه اخيراااا نلنا الرضا السامى. طب فيه حاجة، انا مش هاجى غير لما اعرف اذا كنتى بتحبينى زى مابحبك ولا لأ
علياء بخجل : ماانا بقولك تعالى قابل بابا يبقى دا معناه ايه
حاول زين مشاكستها وقال بعناد : بصى انا مش همشى النهاردة غير لما اسمعها منك زى ماسمعتيها منى. انا بحبك يا علياء، هل يا ترى انتى كمان بتحبينى زى مابحبك؟
أجابته بخجل : لا يا زين، انا بحبك اكتر مابتحبنى
ابتسم زين واتفق معها على أنه سيفاتح والده ويتقدم لخطبتها رسميا فى اقرب وقت

عادت علياء من شرودها، مسحت دموعها، و عزمت على إلا تترك العنان لذكريات الماضى مجددا، فيكفيها مانالت من جراح الماضى، وايقنت انه بعد زواج زين فهو لم يعد يستحق منها التفكير فيه، فهو لايستحق حبها، فما كان جزاء حبها له سوى الخداع والغدر والخذلان

نهاية الفصل

 

error: