رواية نصف البدر بقلم / د. إيلاف أحمد
بقلم / د. إيلاف أحمد
الفصـل الثانيشكلك جديدة معانا…. ايوة الليلة اول يوم لي هنا….. برلومة يعني ههههه…. بدور تنزل راسها وتبتسم: ايوة….انا زميلك مخضرم عبد الستار سنيرك من المستوى الرابع….. لمن ابتسمت بدور وظهرت غمازاتها مخضرم قلبه رفرف وحس الدنيا دارت بيه بس بدور ابتسمت لانها كاتمة الضحكة وقالت في سرها ( عليك الله ما لقوا ليك اسم غير ده)….. اتشرفنا يا اخ مخضرم… شرف الله قدرك آنسةاااا…. بدور…. ما شاء الله اسما على مسمى طيب يا اخت بدور لو احتجت اي مساعدة انا موجود…. يسلمو ما بتقصر، مسك يدها مساافة وبعاين ليها يتأمل في الجمال الرباني ده، بدور سحبت يدها صلحت خصلتها ومشت.
مخضرم من عائلة بسيطة ابوه متوفي وامه شغالة بتبيع اسكريم في نفس جامعته بس عمره ما خجل أو انحرج منها بالعكس بعد كل محاضرة بيمشي يسلم عليها ويبوس رأسها ومرات يقعد يبيع معاها ونهاية اليوم يمسكها من يدها ويطلعوا سوا، مخضرم راجل بمعنى الكلمة ومعروف في الجامعة بشهامته وكرمه وأخلاقه النبيلة، زول طيب وحساس شديد وكل الناس بتحبو عشان طيبته دي، شكلو مقبول ملامحه ما شينة بس لونه اخدر شديد وقصير وجسمو مليااان وشعره مفلفل .
نرجع لي بدور الدخلت القاعة وبقت تتأمل فيها من السقف للمقاعد للناس القاعدين وطبعا لأنها نزلت في الاسبوع الثاني لقت البنات كلهم اتصاحبوا وبقوا يعرفوا بعض الا هي، وأثناء ما هي بتتلفت تقعد وين لمحت بت في نهاية القاعة قاعدة براها، بدور فرحت ومشت قعدت جمبها… هاااي ازيك….وعليكم السلام تمام الحمد لله …. مالك قاعدة براك …. الليلة أول يوم لي وما لقيت حتة أقعد فيها…. انا كمان الليلة اول يوم لي هنا عملت حادث اول يوم وما قدرت اجي…
. سلامتك انا كنت في السعودية وما لقيت حجز قبل كدة…. حمد لله على السلامة انا اسمي بدور…. وانا براءة
براءةشهادة عربية اهلها في السعودية مستواهم كويس وهي جات للجامعة وقاعدة في داخلية براءة بت رقيقة شديد ،هادئة ورااايقة، ضعيفونة مدقدقة وملامحها بريئة ده غير انها محجبة ومحترمة ومؤدبة
بعد المحاضرة انتهت، بدور وبراءةطلعوا عشان يفطروا وأثناء ماهم ماشين ومندمجين بالونسة، بدور خبطت في زول وقربت تقع بس براءةمسكتها وسندتها
لمن التفتت وراها لقت الحاجة البتبيع الاسكريم…. انت عميانة ولا شنو…. معليش يا بتي…. معليش ما بتأكل عيش وانا ما ح اخليك عشان تاني تعايني قدامك…. يا بتي اختيني من المشاكل عليك الله انا مرة مسكينة ختيني مكان امك…. مسكينة قالت مسكينة أنا واوعك تجيبي سيرة امي على لسانك امي تساوي مية زيك
بدور كل مرة صوتها يعلى زيادة والحجة المسكينة ما عارفة تعمل شنو وبراءةواقفة جمبها مخلوعة، والناس اتلمت من كواريك بدور وهي ما هاميها زول
مخضرم يشوف الجوطة واللمة يجي جاري يزح في الناس يمين وشمال وفي النهاية يلقى امه وبدور واقفين في النص
مخضرم يجي داخل ويشوف امه وبدور واقفين،اول حاجة اتكلم مع الناس الواقفين وطلب منهم يمشوا من هنا بعدين مشى وقف جنب امه ومسك يدها….. خيير الحاصل شنو….. بدور : مش انت القلت لي لو احتجتي مساعدة انا موجود اتفضل شوف الحاجة المحترمة دي ماشة ومغمضة عيونها خبطتني لمن قربت اقع…. مخضرم يفك يد أمه ويقيف قصاد بدور….. اولا الحاجة دي امي ثانيا محترمة غصبا عنك ثالثا الطريق ما حقك وهي اكيد ما قاصدة وما عندك حق تكوركي فيها…. بدور مستغربة: أمك؟…. ايوة امي مالك مستغربة….هههههه شبهينا واتلاقينا…. مخضرم لا شعوريا يرفع يده عايز يدي بدور كف بس امه تمسك يده…. يا ولدي احنا ما دايرين مشاكل ارح من هنا، يقبض كفة يده ويقول لي بدور…. لمن شفتك الصباح صدقيني قلت اجمل منك ماف بس اسي اتأكدت انه الجمال الخارجي ما كل حاجة، وساق امو ومشى.
بدور ما اثر معاها الموقف في حاجة ساقت صحبتها ومشوا على الكفتيريا، وقعدوا يفطروا ويتونسوا… ما حرام العملتيه في الحجة ده يا بدور هي في النهاية ما قاصدة…. يا بت ما تبقي بريئة ما قاصدة شنو انا شفتها بعيني هي جاية علي وقاصدة توقعني شكلها حاسداني على حلاوتي ههههه…. براءةابتسمت بتمشي في بدور… طيب والولد ذنبه شنو تجرحيه بالكلام كدة….هو اللي بدا واتلامض معاي بعدين الاولاد ديل كان ما اديتيهم العين الحمراء حيقولوا شخصيتك ضعيفة ويستغلوك…براءةسكتت بس من جواها ما مقتنعة بكلام بدور
مخضرم ساق امه وطوالي مشوا البيت وهم راجعين في الطريق بقوا يتونسوا…. يا أمي أنا من زمان بقول ليك خلي الشغل ده وارتاحي في بيتك بدل التلتلة دي وانتي ما عايزة تسمعي كلامي…. يا ولدي انا ما عايزة اقعد في البيت براي واحس اني وحيدة احسن لي اشغل روحي بالشغل ده ومنها اتطمن عليك… كويس يا امي انا عايز راحتك بس… راحتي اكون جمبك واخد بالي منك بس عليك الله يا ولدي ابعد من المشاكل ومن البت ديك بالذات… بمناسبة البت ديك يا أمي انا عايز اعترف ليك بحاجة….خير مالها…انت عارفة يا امي انه انا ما قاعد اخبي عنك حاجة وبصراحة البت دي الوحيدة الخلت قلب ولدك يدق من اول ما شفتها، أنا في حياتي ما شفت بت بالسماحة دي وحاسي نفسي اتشديت ناحيتها شديد ،انا عارف انه تعاملها جاف وكانت فظة معاك بس يمكن عندها عقدة او ظروف و انا عندي يقين انها حتتغير وانا الح اغيرها…. امه بتعاين ليه وما مصدقة الكلام البتسمعه: معقولة بتقول كدة حتى بعد ما كنت عايز تضربها وانا المسكتك بيدي…. انت عارفة يا امي انه انا ما برضى فيك حاجة ولازم كان ارد ليك كرامتك ولو ما عملت كدة كنت ح اسقط في نظر نفسي ونظر الناس، كدة انا اثبت اني راجل بقدر احميك وادافع عنك واكيد ح اكون كبرت في نظرها وما بعيد تكون اعجبت بي بعد الموقف ده….. يا ولدي احنا ما قدر الناس ديل وانت عارفني بخاف عليك ركز في قرايتك وعدي اخر سنة ليك على خير….ما تخافي علي يا أمي انا ما زول ضعيف واحساسي ما بخوني ومتأكد اني ح اغير بدور واخليها من نصيبي…. ربنا يحميك ويحفظك يا قادر يا كريم
نرجع لي بدور وبراءة الركبوا المواصلات في طريقهم للبيت، وطول الطريق بدور كانت بتعاين ناحية الشباك وسرحانة بتفكر في فارس احلامها داك وبتسأل نفسها لييه ما جاهم في البيت لحدي اسي مع انه وعدهم يجي… الجميل سرحان وييين…. ههههه بس في حاجة كدة شاغلة بالي…. ده منو المحظوظ الماخد عقلك ده، بدور نزلت عيونها وابتسمت… طيب احنا بقينا صحبات خلاص وح احكي ليك،وحكت ليها الفيلم كلووو
واسي انا مستغربة ليه ما جا… يمكن يكون مشغول ولا حاجة او مستنيكم تعزموه انتوا….جايز بس حتكون شينة في حقي لو طلبت منو كدة وانا ما مكلمة امي بحاجة… طيب انا عندي ليك فكرة جهنمية…انقذيني بيها سريييع
بدور فكرة براءة عجبتها شديد أول ما دخلت البيت جرت سريع شالت تلفون أمها ورسلت رسالة للزول داك كتبت ليه ( السلام عليكم انا فاطمة والدة بدور، وبتشكرك تاني على العملتو معانا وبتمنى إنك تشرفنا في البيت ونرد ليك جزء من جمايلك دي وجزاك الله كل خير)، بعد رسلتها مسحتها سريع وختت التلفون وكأن شيئا لم يكن
فاطمة لاحظت إنه بدور كل دقيقتين تشيل تلفونها وتقلب فيه بقت تسأل نفسها يا ربي في شنو في راس البت دي ما طبيعية الليلة وبعدين أول ما شافتها مشت ناحية التلفون تاني قررت تسألها …. انتي تلفوني ده فيه شنو كل شوية ماشة وجاية عليه …… ها لا يا أمي مافي حاجة بس عندي ارقام كتييرة اتمسحت مني وبجي انقلها منك ،بدور طبعا لماحة تعجبك في الرد السريع وسرعة البديهة، فاطمة سكتت ومشتها لكن ما مقتنعة وقالت اكيد في حاجة
المغرب أذن ومافي جديد وبدور بتغلي من جوة و مغيوووظة انه ما رد على رسالت
ها، دخلت غرفتها وقفلت الباب وفضلت ماشية وجاية تطقطق اصابعها وتتكلم مع نفسها تفكر تعمل شنوفكرت وفكرت ووصلت لي حل قالت لي نفسها …هو اصلا ما بعرفنا كويس واكيد ما حيفرق بين اصواتنا انا وامي ،انا احسن اضرب ليه عدييل من تلفونها واكلمو ،طلعت شالت تلفون امها وضربت ليه…. جرس مافي زول برد…. حاولت تاني وأثناء ما الجرس شغال، سمعت جرس الباب بدق… بدور نططت عيونها و قلبها بقى يدق سريييع وقالت اكييد ده هو، طوالي ختت التلفون من يدها نست حتى إنها تمسح المكالمة و جرت طيارة على غرفتها عشان تظبط نفسها استعدادا لمقابلة حبيب القلب.
جات طالعة من غرفتها قاشرة متجيهة و ماشية تتقدل منزلة راسها ولمن وصلت للضيف رفعت راسها … محمد? !!! قالتها بدور وهي مخلوعة لانه ما ده الزول المتوقعاه،
محمد ده فردة أحمد اخوها شديييد وحيد أمه وأبوه ما عنده أخوان وبيعتبر أحمد أخوهو الما ولدته أمه لأنهم جيران واتربوا مع بعض ، بجيه طوالي في البيت يسوقو ويمشوا شارع النيل يتونسوا بالساعات من قبل ما يتشل وحتى بعد ما اتشل ما خلاه
نرجع لي بدور الجاها احباط لمن ما حصل الفي البالها، سلمت على محمد ببروود ورجعت غرفتها العبرة خانقاها، جدعت الطرحة في السرير واتربعت في نصه تتكلم مع نفسها تسأل وتتساءل…الله يقطعك يا محمد ده وقتك اسي، بس انا حاموت واعرف الزول ده وين ولييه ما رد، انا لييه حاسة انه الزول ده غامض ووراه سر انا حتى اسمه ما بعرفو منو… بس اكيد ح اعرفه ولازم اجيبه….
محمد ساق أحمد كالعادة ومشوا شارع النيل، أحمد بالنسبة لي محمد زي المرايا البفضفض ليها و تحفظ اسرارو، ومع انه أحمد ما بتكلم بس محمد برتاح ليه شديد وابدا ما بزهج من الونسة معاه وبيحب يحكي ليه اي حاجة، طلب عصير ليه ولي أحمد وبقى يشرب ويشربو ويتكلم معاه ويحكي ليه….. عارف يا أحمد انا ما بتمنى غير حاجة وحدة من الدنيا دي اني ارجع اسمع صوتك واتونس معاك زي زمان، أحمد يعاين لمحمد في عيونو ويتأثر بكلامه لمن العبره خنقتو ….. صدقني انا بعرفك حتقول شنو من غير ما تتكلم ما تنسى انه نحنا فرد من المدرسة واتربينا مع بعض وبفهمك شدييد، انا عارف انك بتضايق شديد من حركات امك واختك عشان بتحبهم وخايف عليهم، يمكن يكونوا حاولوا يعالجوك بس مشغولياتهم وحريتهم خلتهم يفقدوا الامل سريع في انك تتعالج ورضوا بالامر الواقع وخلوك بحالتك دي، أحمد نزل عيونو من الاحباط والحسرة… بس انا ما زيهم انت زي اخوي واكتر وانا عندي يقين انك حترجع زي الاول واحسن وانا الح اساعدك، أحمد عاين لمحمد وعيونو مليانة دموع،…..أيوة يا أحمد انا جمبك وما اخليك ومن بكرة ح اجي اخدك كل يوم ونمشي للمستشفى عشان تتعالج وبالاصرار والعزيمة باذن الله حتتحسن وتبقى زي الاول وأحسن كمان, أحمد دموعو كرررر قامت جارية وما قادر يوصف شعورو، محمد قام من كرسيه ومسح دموع أحمد….. بس لازم التحدي ده يكون بيني وبينك ومافي زول يعرف بيه أنا عايز اعملها مفاجأة لناس بيتكم واثبت ليهم انهم كانوا غلطانين وارتكبوا جريمة لمن سابوك كدة، أحمد ابتسم وهز راسه ومن جوة بيشكر محمد شدييد وقلبو عايز يطير من الفرحة.
حيحصل شنو لي أحمد وحيتعالج ولا لا، وبدور حتقدر تصل لزولها داك ولا لا؟
إلي اللقاء ..