رواية كيف لي ألا أحبك
الفصل السادس :
صَقَعَ معها في أحدي شوارع المدينة ،تحول الطقس من سئ لأسوء فلم يتواجد أحد بالشارع غيرهم فقد تساقط الثلج علي رؤسهم عندها أخبرها أن تسرع حتي لا يصيبهم البرد فتقدم معتقداً أنها ستلحقه ولكنه وجدها واقفة مكانها تغمض عينيها باسطة كفيها لألتقاط قطع الثلج الصغيرة وكأنها تستمتع بكل قطعة تلمس بشرتها الناعمة فأقترب منها وأستحثها علي التحرك معه فأن صقيع الطقس لا يقدر علي أن يتحمله جسدهم الذي يتقبل طقس مصر الدافئ ،أمسك يديها الباردة وأقربها له ولم يتركها حتي تشعر بالدفء أبتسمت له قائلة :
– الله كان نفسي اشوف الدنيا بتمطر تلج
بادلها الأبتسامة قبل أن يمازحها قائلاً :
– اي خدمة يا ستي وريتيك اللي عمرك ماشوفتيه اهو .
عندها أردفت قائلة:
-تعرف انا نفسي في ايه دلوقتي .
لم تعطيه فرصة أن يجيبها فقد ركضت مبتعدة عنه وهي تصرخ قائلة :- أجري
فهرول خلفها وهو يستحثها علي الوقوف : -استني عندك قطعتي نفسي.
فوقف يسعل بشدة وهو يدعي ذلك حتي يوقفها فأقتربت منه بلهفة لتطمئن عليه وعندما وصلت أليه ضربها براسها بخفة براحة يديه :
-بطلي هبل بقي يا بت أنتي فاكره نفسك في مصر
وضعت يديها علي رأسها ونظرت له قبل أن تردف :
– ما انا علشان مش في مصر عارفة اجري برحتي ومحديش يضحك علي المختمرة اللي بتهبل وتجري
فضحك ونظر لها قائلاً :- طيب كفاية كدا عليكي جري علشان متتعبيش لسه سكتنا طويلة
فأبتسمت وسَارَت بجانبه حتي أقتربوا من شارعهم وكانوا بالفعل هيئتهم تشجع للضحك فهو قد نزع سترته وألبسها أياها فهي بالتأكيد أكبر منها حجماً فأصبحت تشبه الممثل سمير غانم بشخصية (فطوطه ) حاول أن لا يكتم ضحكته حتي لا تقسم أن تنزعها عنها فصقيع الطقس لا يتحمل ذلك، توقفت في منتصف الشارع الذي يسكنون به وقالت وهي تنحني لتمسك قدميها :- انا تعبت .
حدق بها هيثم وهو يردف مستنكراً :
– انتي مشيتي دا كله وجيتي علي دول خلاص مش قادرة تمشي
تابعت وهي تمسك يديه ليجلس بجانبها علي الكرسي المتواجد بجانبهم :
-تعالي نقعد نستريح ،تابع :
– نستريح ايه في التلج دا يالا يا ماما
زفرت الاء بشدة فوجدته يقترب منها بشدة ه وانحني قليلاً بجسده ليحملها علي ذراعيه وقال بتهكم :- مش بحب الدلع .
صدمت لرد فعله وصاحت به : – نزلني يا دكتور هيثم
أكمل :- انتي خليتي فيها دكتور دا انتي قلة مني خالص بمنظرنا دا .
عندها نظرت له وهي تمسك به :- مقدرش اقل منك لانك عالي في نظري
فبادلها النظرات فتقدم بها لبيته راقبتهم علياء و هيثم يحمل الاء علي ذراعيه وهو يتقدم ناحية شقتهم
فقالت لأسامة :- انا هروحلها يا اسامة
إمسكها أسامة قبل ان تتحرك قائلاً:
-الصباح رباح بقي سيبيهم انهارده يقعدوا مع بعض .
في تمام الساعة الواحدة ببعد منتصف الليل بحثت عنه وجدته يجلس أمام المدفئه يتدفئ فجلست بجانبه
وسئلته لما لم ينم لتلك الساعة فأخبرها أنه لم يتذوق طعم النوم منذ أن أتوا للمنزل وكأن النوم يأبي أن يزور كليهما بعدما حل عليهم الصمت لبرهة وهم يحدقون بنيران المدفئه أخرج من جيبه خاتماً ليعطيها أياه فهو خاتم فضي به فص رقيق فرحت به الاء وأرتدت بعدما شكرته ففرح انه رأي عينيها فرحة أردفت وقد لاحظ أنها تفرك بكفيها بتوتر :
– ممكن اسئلك سؤال بس لو اتحرجت هسحبه من دلوقتي
مازحها قائلاً : -ايه هتقولي حاجة عيب ؟
أحمر وجهها خجلاً فحاول أن يوضح لها أنه كان يمزح معها فضحكت فعندها قال لها :- اتفضلي اسئلي
صمتت قليلاً وكأنها رجعت بقرارها بإخبره عما تريد أن تخبره فمازحها مرة أخري قائلاً: – مش قولتلك شكلها حاجة عيب
ضحكت الاء ونكزته في كتفه وقالت : -بس بقي .
عندها نظرلها قائلاً :
-اسئل انا طيب بس بالله عليكي تجاوبيني بصراحه .
اومأت بالإيجاب فألقي عليها سؤاله وكأنها صعقت لما فتح معها ذلك الموضوع مجدداً قائلاً: – انتي بتحبي محمود ؟
اتسعت حدقة عينيها واشاحت وجهها بعيداً وكأنها ترفض أن تجيب عليه فعندها شعر بأنقباض شديد بصدره وكأن حد أتي لكي يخنقه فأغمض عينه لثواني قبل أن يفتحها لينظر المدفئه مرة أخري تابع :- خلاص مش لازم تقولي .
عندها قطعت صمتها قائلة : – كنت بحبه .
حدق بها هيثم وسئلها :- بتقولي ايه
نظرت له الاء وقالت :- كنت بحبه قبل ما يباعني ويسافر ويحب ويتجوز واحدة غيري
عندها رد عليها بتضايق من رد فعلها لما عرفت بقرار جواز محمود : -ما انتي اتجوزتي بعديها علي طول
قبضت علي جلباب نومها وقد أمتلئ عيونها بالدموع فأردفت : -كنت هبلة فاكرة أني هعذب قلبه لو اتجوزت بس جيت اكيده كيدت نفسي وضعت يديها علي صدرها لتكمل :
– جيت أحرق قلبه حرقت قلبي أنا.
صمت وكأنه يستحثها لكي تكمل له ماذا حدث عندئذ فتابعت : – في مرة اللي مريم قالتلي أن محمود هيسافر انا كنت بتقطع معرفش ليه حسيت أني روحي بتتسحب مني مرضيتش أروح أودعه في المطار زي ما كلهم عملوا لكن اللي قتلني لما عرفت انه اول ما سافر اتجوز وكأنه كان مرتب كل حاجة قبل ما يسافر حسيت أني مجرد لعبة في ايد طفل اول ما باباه جابله واحدة احسن رماها وشاف الجديدة
دمعت عينيها وقالت : -كنت اللعبة اللي زهق منها اتصدمت شهور شهور وانا رافضة كل اللي حوالية لحد لما عرفت من مريم بالصدفة أن مراته حامل وهي بتحاول أنها تخليني أكره ومتعلقش به بس قلبي رفض أنه يصدق لانه فضل سنين كتيرة يحبه.
دمعت وهي تقول :-ومن بجاحته كان بيحاول يكلمني من هناك ويجدد علاقة الحب اللي دفنها بأيده فقررت اني اوافق علي ماهر واني اتجوزه في اقرب وقت علشان أرحم قلبي شوية من حبه وأنه ميتعلقش به ويتعلق بزوجي حلالي بس يارتني ما شوفت ماهر
بكت بشدة فأمسك هيثم يديها وجدها تكمل : -استحملته هو ومامته اللي بتدخل في كل كبيرة وصغيرة في حياتي وحتي علاقتنا كانت بتتدخل فيها لبسي خلته يضربني علشان اقلع الخمار وكانت عاوزاني اقلع الطرحة خالص علشان أبقي مودرن ومبقاش كدا وأزايز الخمرة اللي مكنتيش بتتقطع من البيت بحجة أنه مبيقدرش يعيش من غيرها وأنه بيخسر فلوس وعاوز ينسي
بكت بشدة فامسك هيثم يديها ورتب عليها فوجدها تكمل وهي تبكي فتلعثمت : – أنا
ضغط علي يديها وهو يرتب عليها ليحاول تهدئتها فأستئنفت:
– انا لو حكيتلك عن اللي ماهر عمله فيا مش هتصدق انا عشت سنين اسود سنين عمري كرهتني في صنف الرجاله كله اكيد كلهم زي ماهر كفاية أنه كان كل لما ارفض انه يقرب مني يحبسني في اوضة ضلمة وينزل فيا ضرب
ولما يطلع كل طاقته في ضربي يرميني علي بلاط ساقع ويمنع عني الاكل والشرب مانع أهلي يزوروني أو ازورهم لانه عارف لو روحت مش هرجعله تاني
أقربها له ليحتضنها ورتب علي ظهرها :
– اهدي الحمدلله انه سابك ومفضلتيش مع الحيوان دا
بكت بشدة فشعر بالندم أنه سئلها ذلك السؤال ولو لم يكن ليفعل لم تكن لتوصل لتلك الحالة من البكاء الهستيري بعد قليل هدئت نامت بحضنه فحملها علي ذراعيه وصعد بها لغرفتها وأنامها..،في صباح اليوم التالي استيقظت الاء وجدت هيثم نائم بجانب السرير علي الارض يمسك بكف يديها بشدة وكأنه يخشي أن تهرب منه فتمددت مرة أخري وأخذت تنظر له وهو لا يرتدي نظارات كم يبدو طفولياً فوجدته يتقلب فبعدت يديها عنه فأستيقظ وجدها تنظر له فأبتسم لها وألقي عليها تحية الصباح قبل أن يخبرها هل نامت جيداً فأخبرته أنها ستحضر له الفطور بينما يأخذ حمامه عندها قال وهو يقف ليعدل ظهره :
– رجعتيني لايام ماكنت عيل بروح الكلية
ضحكت قبل ان تقول : -ومش بس كدا دا انا هعملك سندوتشات وهحطهملك في لانش بوكس .
خرجت من الغرفة فقال :- كدا بقي كملت.
دلف الحمام الملحق بالطابق العلوي وهي نزلت لحمام المجاور للمطبخ بينما كان يستحم تذكر ليلة امس بعدما وضع الاء علي سريرها وجدها تمسك بيديه بشدة وأردفت
– متسبنيش انا مليش غيرك
تنهد بضيق ووضع رأسه أسفل الصنبور،
وارتدي ملابسه نزل وجدها واقفة تصنع الفطور ظل يمدح برائحة الطعام الشهية
حضرت له الطباق فأخذ ياكل وبعدما أستكفي ودعها ورحل
أتت أليها علياء ومعها الصغير جلست معها لوقت قصير فأخبرتها بما حدث في مركز الشرطة فضحكت علياء وظلت توصي بها أن تعامله معامله حسنة فأخبرتها الاء أن يظل معها حمزة لوقت قصير حتي تقوم بتنظيف الشقة فأخذته معها علياء مرة أخري.
كانت الساعة الثانية صباحاً حينما عاد من الجامعة واقعة بالأرض أمام المدفئة تقدم ناحيتها سريعاً بلهفة عليها
فأتجه ناحيتها وقال : -الاء .
وفي لحظه واقل من ثانية ضرب برأسه بقوة بواسطة يد مسدساً أفقدته الوعي عندما فتح عينيه وجده مكبل وبجانبه الاء فاقدة وعيها حرك جسدها بأصابعه يستحثها علي الأستيقاظ فتحت عينيها وجدتها بجانبه بغرفة ممتلئة بالأتربة وخيوط العنكبوت يبدو لم يسكن ذلك المكان أحد منذ وقت طويل فاقتربت من هيثم بخوف وقالت :- أحنا فين؟
عندها دلف ماهر الغرفة ليصبح أمامهم نظر لهم بإستحقار قائلا ً : – اخير لاقيتكم
ترجته أن يترك هيثم فما شأنه بخلافتهم وأن أراد الأنتقام لينتقم منها هي فعدها صاح بها :- الجربوع دا دمرلي حياتي
عنده اردف هيثم :- لو راجل يبقي كلامك معايا انا مش مع حريم وتفقكني وشوف انا هعمل في اهلك ايه
نظر له ماهر وسئلها عن حمزة فلم تقول له عن مكانه فأقسم أن لا يتركهم حتي يحصل علي طفله ورحل تركاً الغرفة وكأنه يفكر ماذا سيتصرف معهم
حاول أن يطمنها وقد رأي عينيها تملئها الدموع :
– متخفيش يا الاء مش هيقدر يعملك حاجة
نظر حوله وكأنه يبحث عن وسيلة تساعدهم بالخروج فلم يجد شئ حاد يمكن أن يمزق به حبل يديه
فعندها تابع :- تعرفي تفكيني
نظرت له بعيني دامعة وقالت :
-هيثم انا خايفة علي حمزة ليعرف مكانه
طمينها علي ابنها انه لن يستطيع الوصول أليه
دلف شخص الغرفة فهو لم يكن مصري فأن ملامحه يشبه الفرنسيين بعينيه الخضراء وشعره الأشقر وظل ينظر لهم
نظرت له الاء فقال لها هيثم :-متخافيش انا جمبك
في المساء كانت الاء تفقد قدرتها علي الصمود بدون طعام فمالت علي هيثم ونامت علي كتفه ولكن هيثم لم يغمض له جفن خائفاً عليها من ذلك الشخص الذي يسلط نظراته عليها
فان نظراته تجاه الاء ضايقت هيثم فصاح هيثم به قائلاً :
– أياك أن تجرأ لتنظر لزوجتي.
أبتسم الأخر بسخافة قائلاً :- لماذا لا أفعل أنها جميلة
عندها ثار عليه هيثم وحاول الوقوف ولكنه عجز عن ذلك فهدده بأنه سيمزق عظامه أن فك قيوده فأحب ذلك الشاب أن يثير غضب هيثم فأقترب من الاء فأمسكها من حجابها فستيقظت فزعة وصرخت فصاح به هيثم بأن يتركها ولكنه حاول التقرب منها فأبتعدت عنه فمزق حجابها بغضب فعندها أندفع هيثم تجاهه وضربه بمقدمة رأسه عدة مرات أفقدته وعيه فأقتربت من هيثم مرة أخري فحاول تخليص يديه من الحبل حتي أستطاع بعد فترة طويلة وفك عقدة رجليه من ثم عقدة الاء التي لم تكف عن البكاء فامسك يديها وقال :
-متخفيش احنا هنخرج من هنا بس اعملي اللي هقولك عليه بالحرف الواحد سامعة ، حركت رأسها لأسفل وأعلي بإيجاب وعندها همس لها بما سوف تفعل بعد قليل قامت بالصراخ بشكل هستيري فتقدم ناحية الباب احد الحرس ففتح الباب وتقدم ناحية الاء وهو يسئلها ما بها فضربه هيثم علي راسه بكرسي الحديد الذي كان يجلس عليه ذلك الشاب الوقح وأمسك يديها وهرولوا للخارج وهو يتجنب أن يراهم أحد بالمكان فظل يختبأ بها حتي استطاعوا الهرب بنجاح ودلفوا غابة فغابوا عن اعيون رجال ماهر أمسكت قميصه ووقعت بالارض وهي تلتقط أنفاسها وتلهث
أردف قائلاً :- الاء لازم نمشي نحاول نخرج من الغابة دي والشمس طالعة كدا
قالت له وهي تلتقط انفاسها : -هطلبله البوليس
لوي ثغره وقال : – هيقف جمبه هو يالا يا بنتي الله يهديكي
أقترب منها
أسندها حتي خرجوا من تلك الغابة بسلام ووقفوا علي الطريق يلوح هيثم لأي سيارة تستطيع أخذهم ولكن لم تقف شاحنة من أجلهم الا حافلة نقل عام كبيرةفركبوا بها جلسوا بجانب بعضهم البعض حاولت أن لا تنام وتظل مستيقظة فأسندت رأسها علي الزجاج فخشي أن تنجرح منه فمال رأسها علي كتفه علي كتفه فظل هو مستيقظاً ولكنه لم يستطيع أن يتغلب علي سلطان النوم فسند علي راسها ونام بعمق
اظلم الكون ليحل المساء محل النهار كانوا قد وصلوا لمكان ساحلي فقال السائق وهو يوقظ هيثم فلم يعد بالحافلة غيرهم : – سيدي أرجوك استيقظ
فتح عينيه بتثاقل ونظر للسائق فأعدل رأسه : – ماذا
فأجابه السائق :- لقد وصلنا لنهاية الطريق ،عندها أنتبه هيثم لذلك المكان الغريب الذي وصلوا اليه فأنه يمكنه رؤية البحر فسئله عن ذلك المكان وأين هم؟
فقال السائق :
-أيل دو ري
حدق به هيثم وأخذ يوقظ الاء حتي فتحت عينيه وسئلته :
– فيه ايه
– احنا سافرنا روحنا قرية ساحلية
قالها هيثم وهو يعتدل واقفاً فأخذها وينزلوا من الحافلة عندها أخبرته أن يرجعوا لعند علياء حتي يأخذوا الطفل قبل أن يعرف ماهر طريقه .
تقدموا ناحية موقف الحافلات لم يجدوا اي حافلة يمكنها ان تصلهم الي بيتهم فقال لها
هيثم :- هنستني هنا لحد بكرة
وقفت تنتظر الحافلة وهي تقول : -لا متهزرش رجعني دلوقتي لابني
أستشط غضباً :- انتي مجنونه هرجعك ازاي ومفيش اتوبيسات رايحه هناك اتهدي بقي واسكتي سيبني افكر هنعمل ايه
صمتوا لوهلة فلم تمر أي حافلة أو شاحنة تستطيع توصيلهم فقالت :- هيثم
عندعا قال بمتضاض : -الله يخربيت هيثم عاوزة ايه
وضعت يديها علي بطنها التي أصبحت تصدر أصوات من شدة جوعها قائلة : -انا جعانه
أبتسم وهو يعض علي شفتيه السفلي فهو أيضاً جائع فتابع :- حاضر هاكلك .
تحرك فأتبعت خطواته حتي وصلوا لمطعم ياباني لم يكن هناك مكان غيره يعمل في تلك الساعة فأن الطقس سئ فعندها زفرت حين نظر لها وأشار علي المطعم فقالت :
– لا متقولش ما انا مش اصوم اصوم وافطر علي ياباني
قال لها بسخرية :- هو احنا لاقينا اوحش من كدا وقولنا لا
يالا يا الاء الله يهديكي
دلفوا المطعم فقالت الاء له بعدما نظرت بقائمة الطعام ولم تفهم شئ من تلك اللغة : -عاوزة اندومي
ترك قائمة الطعام فقال وهو يعدل نظارته :
– يعني انتي سايباه في مصر علشان تاكليه هنا
ضحكت الاء وقالت : -اه
بادلها بإبتسامة قائلاً : -اوه
طلب هيثم طعام ياباني له ولها شعرية ياباني ما تسمي بالنودلز أبتلع ريقه وهو ينظر للطعام فلم يعجبه هيئته تلك فنظر لها وجدها تأكل بنهم فنظرت له وجدته يحدق بطعامه فسئلته لما لا يأكل فأجابها :- الأكل دا ني.
ضحكت بشدة وقالت ساخره :- بكره يستوي
نظر لها وقال :- هاتي حبة من الاندومي دا
رفضت أن يأكل معها وقالت له :- مش كنت بتتريق
نظر حوله وجد ذلك الياباني ينظر لهم فأبتسم له وقال لها هامساً : -خلي عندك دم مش معايا اجيب تاني
رفضت واخبرته أنها جائعة مؤكدة أنها ليس لديها دماً فقال لها وهو يشاهدها تأكل : – الف هنا يا حبيبتي .
نظرت له وقالت بإستغراب: -قولت ايه
أردف قائلاً : -الف هنا ليكي
أجابته :
– اللي بعديها .
عندها خطف من يديها الشوكه واختطف سريعاً طبق شعرية وقال :
-مقولتليش.
فتضايقت منه أنه أخذ أكلها فصرخت به
فضحك بشدة بعدما انتهوا من الطعام او ما نقول انهم قد تقاسموا الشعرية ساروا في الشوارع قليلاً يحاولان أن يجدون فندق يمكنهم المبيت فيه ولكنهم شعروا بالتعب فتقدمت الاء ناحية البحر وجلست علي الشاطئ
وقف بجانبها وقال :
-ايه اللي مقعدك قومي ندور
نظرت له وقالت وهي تتنهد :
– مش قادره خلاص هموت لو مشيت تاني .
جلس بجانبها أمام الشاطئ فقال :
– بعد الشر عليكي يا لولو .
ابتسمت الاء وقالت :
– لولو من امتي لولو ها
ضحك وأكمل :
– بدلعك انا غلطان .
تابعت :
– من امتي دلع
ضحك هيثم وقال :
-الله يهديكي
تنهدت بشدة وهي تلقي بنظرها علي البحر الأزرق الذي ينعكس عليه نور القمر لينثر لؤلؤ علي سطح المياة أمسكت حجارة وألقتها بالمياة فقالت :
-امتي هنرجع مصر بقي يا هيثم انا نفسيتي تعبت هنا عاوزة اخد ابني ونسافر
تضايق من ردها قائلاً :
-وانا هتسبيني هتلغي اتفاقك معايا وهتسافري
نظرت له وتابعت :
-انا مش هقدر اواجه ماهر يا هيثم اديك شايف خطفنا ولولا ستر ربنا عرفنا نهرب الله اعلم المرة الجاية فيها ايه
قال هيثم بتضايق وقد أبتلع ريقه :
-خلاص يا الاء سافري طالما دا لمصلحتك انا مش هقف ضدك
نظرت مرة أخرى للمياة وأخبرته قائلة :
-بكره ترجع مصر وتبقي دكتور كبير وتتجوز الدكتورة مي وحياتك تبقي احسن وأنا كمان هعيش حياتي مع أبني
كور قبضة يديه وقال :
-مي
-بنت حلال اوي ربنا يصلحلكم الحال مع بعض
عندها تنهد قائلاً :
– الاء انا مش بحب مي
نظرت له فوجدته يكمل :
– خايف اكون بخون صاحبي
حدقت به بعدم فهم فأمسك يديها وعندها أرتعش جسدها :
– الاء انا بحبك أنتي
أتسعت حدقة عينيها وأمتلئ عينيها بالدموع : -انت بتقول أيه؟
أستئنف قائلاً:
– معرفش اللي انا عملته دا صح ولا غلط بس انا بحبك من زمان ويعلم ربنا ان معرفتيش احب غيرك حولت كتير اني انساكي لانك بتحبي صاحبي بس انا مش قادر استحمل اشوفك بتتعذبي وانا واقف مكتف ايدي
أمتلئ عيونها بالدموع فوقفت وكادت ان ترحل فأمسك يديها قال: الاء
قالت ودموعها تسبقها :
– يالا يا دكتور هيثم نشوف مكان نبات فيه الجو بقي ساقعة أوي
ذهب بها لأحدي الفنادق فلم يتكلم معها في ذلك اليوم وهي أيضا حاولت أن تداري عينيها عنه حتي لا تتقابل به لم تنام بتلك الليلة فقط تفكر لما أضطر هيثم أن يفعل كل ذلك من أجلها في صباح اليوم التالي أخذها وركبوا الحافلة ولم يتكلم معها حتي وصلوا للمنزل فصعقت حينما رأت علياء تبكي وأحتضنت الاء بشدة فأخبرتها أنه أتي لعندهم وأخذ منها الصغير وأخبرها أنه سيعود بي علي مصر نظرت لهيثم وأمتلئ عينيها بالدموع فبكت ذهبت لشقتهم فأخذت تضع ملابسها بالحقيبة فحاول أن يهدئها ولكنها لم تسمعه فقط كل ما يشغل عقلها كيف سترجعه أليها فأخبرها أنه سيعود بها لمصر
سمعوا صوت جرس الباب عندها قالت :
– أبني أكيد ماهر جيه.
هرولت لتفتح باب الشقة فأذا تجد محمود امامها عينيه حمراء بشدة كور قبضة يديه قبل أن يقول بغضب :
– الاء
أمتلئ عيون الاء بالدموع وقالت :
– محمود ايه اللي جابك
أتي هيثم أليها فصعق حين رأي صديقه أمامه حينها دفعها محمود بقوة عن الباب لتفسح له مجال بدلف بتلك الشقة وأقترب منه وعلي وجهه الغضب أمسك هيثم بقوة فحاول هيثم أن يوضح له سوء الفهم :
– استني يا محمود هفهمك
لكمه محمود بقوة بوجهه وأخذ يسبه ويلعنه فحاول هيثم أن يمتص غضبه فأقتربت الاء منه وقالت له ببكاء :
-سيبه
نظر لها محمود بغضب قبل أن يمسكها بقوة :
– نعم يا روح امك
دمعت وقالت :
– هيثم جوزي
عندها ازداد غضب محمود فأخذ يضرب هيثم بقوة فقد كان كالثور الهائج ،صرخت بشدة حتي فقد وعيه تقدمت عليه بلهفة وهي تمسح دمائه وتهز جسده بشدة كي يفيق كان قد حصل علي جواز سفرها فأقترب منها وهي ترتعش فأمسكها من يديها واجبرها علي الخروج ليوقف أحدي سيارات الأجرة ليجبره علي الذهاب للمطار فبكت بشدة ووضعت يديها علي صدرها وقالت :
-هيثم
عندها أردف :
-ملعون ابو هيثم اخرسي لحسن اتغابي علي اللي جابوكي دلوقتي
أغمضت عيونها باستسلام لمصيرها المؤلم الذي ينتظرها لم يمر الكثير حتي وصلوا للمطار فحجز أول طائرة تقلع لمصر ومن حسن حظهم أو من سوء حظها أنه أستطاع أن يحصل علي تذكرتين وسافروا لمصر وصل بها لمنزلها وهي لم تكف عن البكاء فوجدت أهلها ينتظروها بسخط عليها فقد كان محمد يستشيط غضباً أمسكها من شعرها بثوة ليسحلها بالأرض ودلف بها غرفتها وأغلق الباب خلفه فصرخت والدتها وأخذت تلطم علي وجهها تستعطفه قائلة:
– محمد سيبها يا محمد
عندها صفعها بقوة جعلت شفتيها تنزف دماً أمسكها من ذراعيها بقوة ألمتها غرز أظافره في جلدها :
-بقي عيلة زيك تيجي تحط راسي في التراب
بكت بشدة وأخذت تنحب :
– ابيه اقسملك اني معملتيش حاجة غلط انا اتجوزته علي سنه الله ورسوله
أمسك حزامه وكأن المشهد يتكرر مع ماهر نزل علي جسدها لتسمع والدتها صراخها وهو يقول :
-ماكان قدامك محمود موفقتيش ليه ؟
أتي مصطفى وطرق الباب وهو يستحثه علي تركها فأن صراخها عالٍ وتألمها يمزق قلبه ولكن محمد لم يرحمها وأكمل بغضب :
– كان نفسك تتجوزي تاني كنتي تقوليلي بدل ما تعملي عملتك المهببة من ورانا
صرخت وقالت وقد نشب الدماء من جسدها :
– أقسم بالله متجوزاه علي سنة الله ورسوله شرعي عند مأزون معملتيش حاجة تغضب ربنا.
بكت أمها وهي تستمع صوتها الباكي المتألم وهي تترجاه أن يتركها ولكنه اكمل قائلا ً :
– ورحمة أبويا لأربيكي يا الاء أنا دلعتك كتير وهطلقك من ابنك…. دا وهنشوف.
تركها وخرج بعدما أحس أنه غير قادر علي ضربها مرة أخري فخرج وهو يلهث فتقدمت فردوس مهرولة لعندها وجدتها فاقدة الوعي فصرخت به وهي تلطم علي صدرها:
– البت بتموت ألحقوني.
فتح هيثم عينيه وجد أسامة بجانبه يضع له ضمادة علي رأسه ويغير له المحلوب فأعتدل واقفاً متحملاً ذلك الدوار اللعين الذي يسيطر علي رأسه فقال له :
– أهدي يا هيثم مينفعش تقوم مرة واحدة كدا.
بحث عن جواز سفره وأردف :
– الاء هيأذوها لازم أروحلهم دلوقتي شوفلي أقرب معاد للطيارة بسرعة يا أسامة.
أستفاقت وجدت محمود بجانبها يضمد لها جروح رأسها فبعدت يديه عنها فأمسكها مرة أخري رغماً عنها
صرخت به بأن يبتعد عنها فلم يكترث بصراخها فعندها أمسكها بقوة موضع الألم فتأوهت ألماً :
– عملتلك أيه علشان تعملي فيا كدا؟
أنهمرت دموعها كالشلال وأجابته :
-قول معملتيش فيا ايه انت دمرت حياتي خلتني اكره صنف الرجاله كله انا بكرهك
أردف بنبرة يدعي بها البراءة :
– تقومي تاذيني في اقرب صاحب ليا
أرتعدت لثواني بيديه فوجدته يكمل :
– بس وحيات امك لتطلقي منه وهتتجوزيني وساعتها هطلع كل دا علي جتتك كل العذاب اللي عذبتهولي ورحمة أمي وابويا لأنولهولك
أمتلكت قدر من الشجاعة وقالت :
-حقير انا بكره اليوم اللي حبيتك فيه
مما أثارت غضبه وامسك يديها الاثنين ونادي علي مصطفى فدلف الغرفة فأمره أن يقيدها
أمسكها مصطفي فاعطاها محمود مهدئ :
– انا من رايي تتنقل عندي في المستشفى لانها محتاجة عناية
قال له مصطفي بإستغراب :
-مستشفى
أمسك هاتفه قائلا ً :
– ايوة انا هنقلها حالاً
فكر مصطفي قليلاً قبل أن يرفض ذلك النقل فكيف سيدلف بها المشفي وهي بها أثار اعتداء بالضرب والعنف فأنه سيعرض محمد الي الكثير من المشكلات أن بلغت عنه بالمركز الشرطة
وصل هيثم مطار مصر بعدما انهي من اجراءات الوصول هرول للخارج وركب سيارة اجرة لبيتها ففتح له مصطفي الباب وقد أمتلكه الغضب منذ أن رأه أمامه
عندما اقترب أمسكه مصطفى بغضب من ياقة قميصه :
-انت يالا تعمل كدا في اختي .
لم يهتم بأنه يمسكه بطريقة مهينه لهفكل ما يشغل عقله هي فقط فسئله عنها بلهفة فأجابه مصطفي :
– مرمية في الاوضة جوه تعبانه .
عندها دفعه مصطفي ليدلف الشقة بجرأة متجهاً ناحية غرفتها فأمسك به قبل أن يدلف الغرفة مانعاً اياه :
– رايح فين ؟
أجابه هيثم قائلاً:
– هدخل اطمن علي مراتي اظن محديش فيكم يجرأ انه يتدخل .
عندها أردف مصطفي بنبرة تحمل الوعيد :
-مش هتبقي مراتك لانك هتطلقها
قال له بصوت خشن :
-مش هطلقها
عندها أنفعل عليه مصطفي بشدة وقال :
-هتطلقها غصب عن عينك ورجلك فوق رقبتك
دفعه هيثم بقوة ليفسح له المجال لأن يدلف غرفتها وبالفعل فعل رغم عنه فوجدها نائمه شاحبة الوجه فكاد أن يقترب منها فأمسكه مصطفي واخرجه من الغرفة بقوة ليمنعه عنها
فطرده مصطفي :
– أمش اطلع بره وانسي انك اتجوزت وياريت ورقتها توصلها
عندها رمقه هيثم نظرات نارية قبل أن يهتف : -انا فعلا همشي بس مش هطلق .
تركهم وغادر البيت فنزل لعنده محمد ومحمود
قال محمد متسائلاً :
– ايه الصوت والدوشة دي
حكي مصطفي لهم عن هيثم وما فعله معه
هتف محمود بصرامة :
– لازم نطلقها منه انا مش هستحمل انه يجي ياخدها مني
رد عليه محمد وهو يوعد محمود بما سوف يفعله معها :
-وحياتك لاطلقها منه واجوزهالك لانك تستهلها .
أبتسم محمود بخبث وكأنه أنتصر بمعركة طويلة ،بعد حوالي ساعتين دلف هيثم ومعه احد الظباط الي البيت واتجه ناحية مصطفي ففتح له فصدم عندما نظر الي هيثم بجانبه ذلك الشرطي فأردف الضابط :
-انت الباشمهندس مصطفي
أتسعت حدقة عينيه قبل أن يردف بحنق :
-ايوة انا
أكمل قائلاً :
-الدكتور هيثم طالب يشوف مراته وبيتهمك انك مانع يدخل يشوفها
نظر له مصطفي بغضب وهو يفسح له الطريق لكي يدلف شقته فابتسم له هيثم وهو يتجه ناحية غرفتها ،دلف الغرفة وجدها نائمة شعرها منسدل بجانبها أقترب منها وضع أطراف أنامله علي جبهتها ووجهها الشاحب قبل أن يلقي النظر علي ذلك الأنبوب المتصل بكف يديها وجدها تفتح عيونها بتثاقل لم تكن رؤيتها واضحة بالبداية ولكنها أستطاعت معرفته من خلال ذلك العطر الذي أجتاح أنفها قالت بصوت ضعيف يكاد يكون مسموع :
-هيثم .
امسك يديها بشدة وضغط عليها بلهفة منه فأغمضت عينيها بتألم فأعتدل واقفاً
ليخرج من كفها ذلك الأبرة المتصله بالأنبوبة فتألمت قليلاً فقام بحملها علي يديه واتجه بها ناحية الباب ليكون أمام عائلتها وأمها
أشتد غضب مصطفي لما فعل فكيف يجرأ أن يأخذها هكذا :
– واخد اختي ورايح فين
نظر هيثم للشرطي قبل أن يخبره :
-بعد اذن حضرتك انا هاخدها وهعتني بيها بنفسي
اؤما الضابط بإيجاب قائلاً :
– حقك
كاد أن يوقفه محمد هو ومصطفي ولكن الضابط منعهم منه فهو من حقه أن يأخذ زوجته رغم أنف الجميع فأستطاع أن يأخذها ويخرج بعدما شكر الشرطي وأتجه بها ناحية بيته بكت فردوس بشدة بينما جلست مريم تهدئها فعندها خرج مصطفي وقد أشتد غضبه فلم يستطيع محمد أن يوقفه فتحت عيونها وجدتها نائمه بسرير كبير علي حجمها الضئيل موضوع عليها الغطاء ناعم كنعومة الحرير وزعت نظراتها علي المكان من حولها فأذا هي بغرفة جميلة للغاية بديكورها بها مكتبة بها الكثير من الكتب أكثر من مئة كتاب ويتوسط الغرفة نافذة الشرفة وبجانبها خزانة ملابس كبيرة وقفت ببطء وتقدمت ناحية الباب فتحته وخرجت وجدت هيثم واقف بمطبخه يعد الطعام لها عندما رأها ترك كل شئ بيديه وتقدم ناحيتها ليسندها فأخبرته أنها بخير ولا حاجة لذلك
أجلسها علي الكنبة وأمسك يديها الباردة فسئلته :
– انا جيت هنا ازاي .
صمت قليلاً قبل أن يرد قائلاً :
– هحكيلك
جلس محمد ومصطفى عند صبري بالبيت فأخبروه بما فعل أبنه بأختهم ظل صامتاً وكأنه يرتب بعقله ما سوف يفعله مع أبنه لم يكن ليتوقع أنه سيجلب له المشاكل من أجل حبه لتلك الفتاة التي ستضمره وتدمر عائلته فأن ماهر لن يسمح له بأن يبقي معها وعدهم صبري بأنه سيضع حد لهذا الموضوع
بكت بشدة فأمسك يديها قائلاً:
– ممكن تهدي و متخافيش من اي حاجة طول ما انا جمبك
فمسح دموعها بأطراف أنامله وحاول رسم الأبتسامة علي ثغره:
– لحظة وهحطلك الاكل وناكل مع بعض
سئلته عن كيف سيكمل دراسته ولكنه لم يبالي بها فقط هي ما تشغل عقله وليس سوي شهادة يعلقها علي حائط ليس ذات قيمة بالنسبة له ولكنها تعني الكثير لوالده
في المساء طرق باب شقته بقوة فأمسكت الاء بهيثم بقوة فخشيت أن يكون محمد أو مصطفي من يطرق ذلك الباب بقوة فرتب علي يديها وطمئنها تركها بغرفته وخرج بعدما أغلق الباب الغرفة خلفه فتقدم ناحية الباب ليفتحه فصعق عندما وجد أبيه أمامه يحمل علي وجهه جميع ملامح الغضب المتواجدة بذلك العالم ،دفع هيثم بعيداً عن الباب ليفسح له المجال بأن يدلف شقته بحث عنها كالمجنون قائلاً :
– هي فين
كاد أن يفتح باب غرفته ولكنه تحلي هيثم بالشجاعة ليمسكه ساعد ابيه يمنعه من فتح باب الغرفة وقال :
-لو سمحت يا بابا مينفعش تدخل علي مراتي الاوضة
حدقه بنظرات غضب قبل أن يترك مقبض الباب :
-يعني صحيح انك اتجوزتها
أبتلع هيثم ريقه قبل أن يجيبه :
– اها يا بابا اتجوزتها
عندها نزل صبري بثقل كفه علي وجنتيه ليصفعه بقوة جعلت شفتيه تنزف وأذنيها تصدر صفير لم يشهده من قبل فأخفض راسه بإنكسار أمام والده ليجده يمسكه من ملابسه يدفعه علي الحائط بقسوة تكاد تنكسر ضلوعه قال :
– تبقي يا حيوان تتجوزها غصب عننا اتجوزتها في السر ايه محديش مالي عينيك
أعتدل هيثم بوقفته وحاول أن يتمالك أعصابه لثواني قبل أن يهتف بصوت أجش :
– بحبها يا بابا
حدقه صبري قبل أن يصيح به :
-حبك برص قولتلك مفيش حاجة اسمها حب
أستئنف كلمه قائلاً :
– لا فيه فيه في قلبي حبها اللي بينبض باسمها
دفعه صبري بعيداً عنه واتجه ناحية غرفته واخذ يطرق بأب الغرفة بقوة كاد أن يقتلع بيديه وهو يقول :
– اصحي يا ست هانم .
لم تكن نائمة بل كانت تستمع لكلامهم تبكي علي ما حدث لم تتخيل أن الأمور ستسوء لهذه الدرجة ولكنها يجب أن تضع حداً بيديها
اتجه اليه هيثم وصاح فيه بغضب :
– بابا لو سمحت مينفعش كدا
فتحت الاء باب الغرفة وهي تستند علي الباب وعينيها تملئها الدموع ووجهها مليئ بالكدمات أثر ضرب أخيها لها فعندها أمسكها بقوة وهو يجبرها علي التحرك بالشقة بأتجاه الباب ليلقيها خارج تلك الشقة قائلاً :
– امشي اطلعي برة وأياكي تهوبي ناحية هنا تاني.
عندها جذبها هيثم ناحيته لتسقط بأحضانه ولا تصطدم بجدار الصلب قائلاً لأبيه بنبرة صارمة لم يتوقع أبيه كيف أمتلك تلك الجرأة ليحدثه بتلك الفظاظة :
– الاء مش هتمشي من هنا وعليا وعلي أعدائي.
رفعت عينيها الدامعة لتلتقي بعينيه وهي تحاول أن تكسبها بعض الأمان ولكن ما حدث لم يكن ليتوقعه هيثم أن يحدث
– طلقها.
قالها والده بنبرة صارمة فأبتعدت الاء عنه فأمسكها من معصمها وقال :
– لا مش هطلقها.
هدر به صبري بعصبية غير مبالٍ بحبه لتلك الفتاة :
– بقولك طلقها دلوقتي أرمي عليها اليمين.
حاولت أن تفلت يديها التي أطبق عليها بشدة ورد بإصرار اشد عنداً بتمسكه بها :
– مش هاقدر أعمل كدا أنا أسف يا بابا.
عندها أنقض عليه صبري ليمسك بقبضته من ذراعيه وهز جسده بعنف وهو يصيح به :
– أنت اتجننت بتعندني.
لم تقدر علي ان تتحمل وهو يقفل أمام والده هكذا وخسره من أجلها فقالت بصوت أشباه همساً :
– أسمع كلام باباك يا دكتور هيثم وطلقني.
عندها نظر لها وجدها تدمع فقال لها بخشونة :
– أنتي أتجننتي أنا مش هسيبك ابداً انتي مراتي.
أبتلعت ريقها وهي تجاهد لإخفاء خوفها مما سوف يحدث لهت قالت له :
– دا أتفقنا يا دكتور أننا لما نرجع مصر كل واحد هيروح في حاله وانا بطلب منك دا.
صمت صبري وهو يستمع لهم ومأسيفعله أبنه ،فأكمل بنبرة أرتعدت بها :
– أنتي بتقولي ايه
عندها قال له والده بنبرة صارمة أعتاد عليها هيثم بتهديده بها :
– أقسم بالله لو مطلقتيش البنت دي دلوقتي لاكون متبري منك وأنسي أنك ليك عيلة.
أمتلئ عينيه بالدموع فنظر لها وجدها تصرخ به ببكاء أن يلقي عليها يمين الطلاق فأبتلع ريقه وقال بصوت ضعيف رفض قلبه قبل لسانه أن ينطق بتلك الكلمة قائلاً :
– أنتي طالق.
تركته وخرجت من الشقة وكأنها لم تأتي فقد رحلت وأخذت قلبه معها فوقع بأرض الصلبة يبكي وهو يمسك رأسه نادماً عما فعل ولكن أبيه أبتسم له بفرحة وهو يتنفس الصعداء كمن يغرق وأستطاع أن ينجو مستنشقاً الهواء فهو لم يعلم ما بقلب أبنه الحزين في تلك اللحظة طرقت باب الشقة ففتحت لها مريم الباب فأرتمت بحضنها فبكت بشدة وبنحيب فعلم الجميع أنه قد طلقها.
أعتدل هيثم واقفاً قائلاً بدموع :
– ليه عملت كدا فيا
لوي ثغره ليقول :
– لانها متنفعكش
– لا تنفعني انا بحبها
قالها هيثم بصياح وبغضب
فحاول صبري تهدئته قال :
– انت لسه صغير متعرفش مصلحتك فين ومصلحتك مع مي
عندها أجابه بسخرية من رد أبيه :
– مصلحتي مع مي انت هترتاح لو اتجوزتها هترتاح لو شوفت ابنك تعيس طول عمره هترتاح لو شوفت ابنك بيموت كل يوم من القهرة رد عليا وقولي هترتاح
أكمل صبري قائلاً:
-انا كلامي هيتسمع هتتجوز مي وفي اقرب وقت وحكاية البنت دي تنساها خالص سامعني وانا باذن الله هروح لعمك وهتفق معاه علي كتب الكتاب والدخلة
أشتد غضب هيثم من عدم شعور والده به :
-مش هتجوزها ومش هتشوف وشي تاني .
كاد هيثم ان يخرج من باب شقته فوجد ابيه يوقفه بنبرة تحمل الكثير من التهديد :
-متخلنيش اتصرف معاك تصرف تندم عليه انا بمكالمه مني هخلي ماهر يأذي الاء وانت فاهم هو ممكن يعمل فيها ايه ؟
التفت اليه هيثم وقال بصدمة لما قاله والده :
– ماهر انت تعرفه منين
نظر له صبري وأبتسم بخبث.
أتي محمود لبيت الاء ليسئل محمد ماذا فعل في موضوعه الخاص مع الاء فأخبره أنها قد تطلقت منه وأنه الأن يستطيع أن تصبح من نصيبه فرح محمود بشدة وكأنه أمتلك الكون ولكنها لم تتحمل أن تقف مكتوفة اليدين فصرخت بهم قائله :
– لا مش هتجوزه مش هتجوز حد ابعدوا عن وشي سيبوني لوحدي
خرج محمد عندها أقترب منها محمود فسئلها بوقاحة :
– هو قربلك
أجابته بغضباً :
-وانت مال اهلك
عندها رمقها بنظرات نارية قال بنبرة صارمة :
– أتكلمي معايا عدل لاما اقسم بالله لاوريكي الوش التاني بتاعي واخدك غصب عنك وهتبقي بتاعتي
ألتقطت أنفاسها قائلة بغضب :
– أمشي اطلع بره
تركها قبل أن يردف بتهديد :
– خلي بالك مش محمود اللي عيلة تافهه زيك تيجي تضحك عليه سامعاني
خرج فالقت الوساده خلفه واخذت تصرخ ببكاء أتفق صبري مع أخيه علي ميعاد لكتب كتاب أبنه وكأنه فتاة يريد أن يزوجه بأقرب وقت فرحت مي بذلك الخبر كثيراً وأزدادت دقات قلبها بالعلو فهي عما قريب ستصبح ملكه للأبد سرحت بمخيلتها وهي عروس بجانبه يوزع أنظاره عليها فقط ليخبرها أنها أجمل فتاة رأت عينيه فيحتضنها بشدة نامت وهي تتمني أن تستيقظ ليصيح يوم فرحها علي حبيبها هيثم
دلف لبيته فألقي مفاتيح الشقة وسيارته علي المنضدة جلس علي الكنبه وهو يتذكر أبيه وهو يخبره أنه يعرف ماهر منذ سنوات ولما عرف أن الاء زوجته التي يبحث عنها وأنها ستأخذ أبنه منه خاطبه قائلاً: :
– مراتك عندي يا ماهر بيه .
أنهي مكالمته وتقدم ناحية بيته، زفر بشدة وتقدم ناحية شرفته ليلقي النظر علي شرفتها كما أعتاد ان ينظر علي شرفتها وجدها واقفة تنظر له وعينها تزرف دمعاً حسرة وقهر
عندما دمعت ازاحت وجهها بعيداً ودلفت غرفتها
نزلت دمعة من عينيه فقال :
-سمحيني
جلست بغرفتها تبكي لا تعرف لما يعتصر قلبها ألماً فدلف محمد عندها وجدها تبكي
فسئلها لما تبكي ولكنها صمتت فوقع نظره علي الشرفه وجدها مفتوحه فوقف أمامها لمح هيثم واقف في شرفته ينظر علي شرفتها فأغلق النافذة ودلف لعندها وأغلقها بالسلاسل الحديد من ثم بالقفل حتي لا تستطيع فتحها
دمعت قائلة :
– خير ما عملت أنا مش عاوزة اقف فيها تاني تركها وغادر الغرفة
في اليوم التالي نزلت الاء وذهبت للجريدة فقابلها الجميع بإبتسامات وفرحة فسئلها الجميع عن رحلتها ولكنها لم تجيب أحد بل طلب المدير ان يراها فسئلها :
– عملتي ايه في اوروبا
صمتت قليلاً قبل أن تخبره انها ستحضر له المقال الذي يريده .خرجت الاء من مكتب المدير فذهبت لمكتبها جلست به تحاول ان تكتب شئ عن التقرير فكلما حاولت تذكر ما حدث في تلك الأيام القليلة تذكرته هو فتركت مكتبها وخرجت من الجريدة دون أن تكلم احد ، اوقفت سيارة اجرة كادت أن تركب السيارة فوجدت يد تغلق باب السيارة نظرت بجانبها وجدته أمامهانظرت له وازاحت يديه عن الباب وركبت السيارة فأمسكها من يديها وأخرجها من السيارة وأغلق الباب
اردفت بغضب :- انت اتجننت ازاي تمسكني كدا
قال لها : -الاء انا عاوز اتكلم معاكي شوية
تنهدت قبل أن تقول : -مش من حقك تكلمينى
فقال لها بتضايق :- انا تعبان من غيرك
تركته الاء وتحركت مبتعدة عنه فهرول خلفها يستحثها علي الكلام معه فأسرع بخطواته حتي صار امامها
تابع :- اسمعيني
كادت أن تجيبه فوجدت محمود يمسكها من يديها ويجذبها اليه لتصبح خلف ظهره فتشاجر معه من أجلها
قال له محمود :- عاوز منها ايه
اجابه هيثم : -ملكش دعوة بشوف مراتي .
عندها أستئنف محمود كلامه : -كانت مراتك ياحبيبي
أجابه هيثم بغضباً و بنبرة تحمل الوعيد :
– وحياتك لاردها يا محمود وهتبقي ملكي
ضحك محمود بسخرية قائلاً :
-الاء دي بتاعتي انا انا اللي هتجوزها
صرخت بهم وهي تخبرهم أنها لا تريد أحد منهم فقط تريد أن يتركوها لحالها
قائلة :
-حرام عليكم انتم الاتنين انا مش عاوزة اتجوز حد فيكم انا تعبت بقي ارحموني
تركتهم وركضت فكادت ان تدهسها سيارة فجذبها هيثم اليه وهو يقول : – حاسبي
دفعته بعيداً عنها وتركت محمود وركبت أحدي سيارات الأجرة وهي تبكي ،بعد حوالي أسبوعين لم يكن هيثم يكلم مس وكلما كلمه والده أو أخته لا يجيب علي أحد فقط يرهق جسده بالعمل ليعود تعب ينام حتي اليوم التالي يكرر يومه الروتيني الممل
أتت مي لتزوره بالمشفى فرحب بها هيثم :
-مش هننزل نختار اوضة النوم
شرد هيثم فوجدها تقول :- هيثم
انتبه لها وقال : -نعم
تضايقت من عدم أنتباه اليها وكانها لم تكن متواجدة أمامه :
– انت مش معايا خالص
تنهد وقال : -معليش يا مي مخنوق شوية
اقتربت منه وقالت بميوعة : – مالك يا حبيبي
أبتعد عنها قائلاً : -مفيش مشاكل في الشغل
أردفت وهي تبتسم له :
-تعالي نسهر مع بعض وطظ في الشغل
أزاح وجهه بعيداً عنها فقالت ل:
-معليش اصلي عندي نباطشية يوم تاني باذن الله انا هستاذنك علشان عندي حالات عاوز اشوفهم تركها وغادر أمسكت هاتفها المحمول واتصلت بصبري لتشكي له عن أبنه
ظلت لأيام رافضة الطعام ترجتها فردوس لتدخل شيء بجوفها فأن معدتها لن تتحمل أن تصمد أكثر من ذلك فدلف محمد الغرفة :
-فيه ايه يا بت ما تلمي نفسك محديش مالي عينك دمعت قائلة :
-حرام عليكم بقي عاوزين مني ايه انا همشي وهسيبلكم البيت كله
أمسكها محمد من ذراعها وقال :
-شكلك عاوزة تتربي من اول وجديد
دفعها في غرفتها واغلق عليها باب الغرفة بعدما اخرج فردوس منها وقال :
– انتي ملكيش خروج من البيت ولا من الاوضة بتاعتك
وقال لوالدته :
– متتحيليش عليها تتطفح ان شاءالله ماعنها كلت .
جلست علي سريرها واخذت تبكي
فتح هيثم شرفته نظر علي شرفتها وجدها مغلقة فتضايق ودلف غرفته
فتح هاتفه وحاول الاتصال بها
فتحت عيونها الدامعة وجدته يتصل فأغلقت الهاتف
فسمع هيثم انه الهاتف مغلق فالقي هاتفه بعيداً عنه وزفر ،حاول في اليوم التالي ان يتصل بها ولكنه لم يستطيع الانتظار فذهب الي عملها ولكنهم قالوا انها لم تاتي فقلق عليها فأوقف محمود في المشفي وسئله عنها ولكنه لم يجيبه محمود وحظره ان لا يكلمها مرة أخري
أنِبتها مريم قائلة :- انتي اتجننتي ازاي تعملي كدا
أحتضنت وسادتها وقالت :
-كان نفسي اخد ابني وارجعه ليا بس ماهر خده مني بعد ما اخدته في حضني
اردفت مريم قائلة بإستنكار من ما فعلته ألاء : -انتي مجنونه اقسم بالله مجنونه
تنهدت الاء فقالت مريم :- حصل ما بينكم حاجة
نظرت الاء لها وقالت وقد أحمر وجنتيها خجلاً :
– لا والله أبداً
أبتسمت لها مريم بفرحة وجلست تضحكها وأصرت ان تأكل معها حتي تفتح من شهيتها
في اليوم التالي اتي محمود لعندها فاستأذن محمد أن يلبسها دبلته فرفضت الاء ان ترتدي دبلته ولكن محمد أجبرها علي ذلك
بكت بعدما ألبسها فقالت له :
– بردو مش هتجوزك يا محمود
ضحك محمود بسخرية :
– انتي هتنسي اصلك دا انتي كنتي بتبوسي التراب اللي بمشي عليه نسيتي كل دا نسيتي انك كنتي بتموتي من الغيرة ساعة ما اتجوزت أمتلئ عيونها بالدموع :
– انت انسان حقير وواطي انا بكرهك وبكره نفسي كل يوم اني حبت في يوم واحد زيك يارتني ما حبيتك
همس لها قائلاً :
– مش بمزاجك يا الاء هيبقي غصب عنك بكرة لما نتجوز وتبقي بتاعتي انا ساعتها هتنسي الدنيا كلها وانتي معايا
الاء بدموع :
-ربنا مايجيب اليوم دا ويارب اموت قبل ما اتجوزك
فقامت زوجة محمد وفردوس بإطلاق الزغاريد فابتسم لها محمودقبل ان يردف :
– عقبال الايد الشمال يا عروسة
دمعت الاء وظلت صامته وكانها فقدت النطق
كانت تتمني هذه اللحظة في يوم ما ولكنها لم تعد تشعر بالفرحة فانها كانت تعتقد بيوم ما احبته ولكنها كانت مجرد حمقاء مراهقة ركضت وراء الهوي فوقعت علي وجهها لم تري أحد يمد لها يديه لمساعدة سواه هيثم
فتحت عيونها وكانت تتمني ان يكون جميع ما حدث لم يحدث وكانه حلم او كابوس سئ وتجده بجانبها بباريس ولكنها وجدت الواقع انها نائمة بغرفتها نظرت بيديها اليمني وجدت دبلة محمود التي وضعها بيديها بليلة أمس
اعتدلت بجلستها أمسكت هاتفها وفتحته ولم يمر سوي دقيقة حتي وجدت اسم هيثم يظهر بالشاشة الهاتف
اجابته فرح هيثم بشدة وقال :
– الاء انا مش مصدق نفسي انتي بتردي عليا طمنيني عليكي
قالت له : -عاوزة اشوفك يادكتور
حدد لها المكان الذي سوف يتقابلون به أزداد دقات قلبه فرحاً ليسبقه الي المكان الذي سيجمعهم معاً ،اغلقت المكالمة ووقفت لتقترب من خزانه ملابسها اخرجت ملابسها وخمارها وارتدته وخرجت من الغرفة وجدت محمد يجلس مع ابنته يشاهدون التلفاز
سئلها : – علي فين ؟
أمتلئ عينيها بدموع وقالت :- هقابل هيثم
وقف وأشتد غضبه فصاح بها :
-انتي مفيش فايدة فيكي
تنهدت قبل أن تردف :
– متقلقش انا هنهي كل حاجه
ابتسم محمد وقال بفرحة انه قد أستردت عقلها مرة اخري :
– عين العقل روحي قابليه
خرجت واوقفت سيارة اجرة فانتظرت قليلاً فشربت كوب قهوة حتي اتي هيثم فكان فرحاً انه رائها فقال : -وحشتيني
تنحنحت الاء فنظر امامها وجدها شربت فنجان كبير من القهوة
أردف هيثم بمتضاض :
-انتي بتستهبلي مش قولنا القهوة غلط عليكي
صمتت قليلاً وكأنها تجمع ما سوف تقوله له فلأحظ ارتباكها وبروز دبلتها الذهبية
فقال لها : – ايه دا
الاء أمتلئ عيونها بالدموع فقالت :
– محمود لبسهالي امبارح وشبكني .
انفعل هيثم وأكمل :
– ازاي دا يحصل انا هردك لعصمتي
أمسكت خاتم الفضة الذي احضره لها هيثم في السفر ونزعته من يديها ووضعته علي الطاولة فسقطت دموعها وهي تعتذر له قبل ان تتركه لترحل فأمتلئ عينيه بالدموع وهو يحمل خاتمها بيديه فتساقطت دمعةبمنتصف خاتمة بكفه فقبض عليها ونظر أمامه قبل أن يمسح دموعه براحه يديه الأخري
سئلتها مريم قائلة :- عملتي أيه
أجابتها وهي تدمع :
– اللي كان لازم اعمله نهيت كل حاجه شكلي مكتوبلي افضل طول عمري متهانه
أخذتها مريم بحضنها فبكت بشده
قابل محمود هيثم بالعمل بعد عدة ايام :- مش تباركلي
أجابه بتضايق :- علي ايه
أبتسم محمود بخبث :
-خطبت الاء وباذن الله هتجوزها قريب
أزاح وجهه الناحية الأخري وقال : – مبروك
حاول محمود ان يستفزه : -من قلبك
زفر هيثم قبل أن يردف :- عاوز ايه يا محمود ؟
أجابه محمود :- نرجع زي ما كنا صحاب وحبايب
تنهد قبل ان يجيبه :
-الصفحة المقطوعه هيبقي شكلها مش حلو لو اتلزقت تاني بعد اذنك ،تركه هيثم وغادر الغرفة فأتصل بي لكي يخبرها انه يريد ان يخرج فأن صدره يضيق ويحتاج ان يتنفس هواء نقي وبالفعل أتت لعنده فأخذها ظلوا يتجولان بالشوارع كان هيثم يزيد من سرعة السيارة بعفوية فصرخت مي وهي تستحثه علي تقليل سرعة تلك السيارة حتي لا تنقلب بهم السيارة ولكنه أخذ يضحك بهستريا أخبرها أنه يريد أن يأكل فهو جائع بشدة فاؤمات بالإيجاب ولكنها أسته أنه لم يكن هيثم الذي أحبته بل وجدته أنسان حزين يحاول أن لا يظهر حزنه بضحكه الهستيري ،ذهب بمحل يبيع أكلات شعبية وهي ما تسمي بمسمط واخذ ياكل بشراهة وكانه لم يأكل منذ أعوام أردفت قائلة بقلق عليه : -كل براحة يا حبيبي هتتعب كدا .
نظر لها هيثم وقال :
-قولتلك انا جعان وضع الكثير من الفلفل الحار ومي تعلم انه يتعب من اكله فقالت وهي تمسك العلبة منه حتي لا يضع المزيد قائلة: -لا كدا كفاية انا هاكل الاكل دا متكلهوش انت
أبعد يديها بعضب عنه وصاح قائلاً : -سيبني
نظرت حولها وجدت ان الناس حولهم ينظرون اليهم ،نظر لها وكان العالم يدور من حوله فقال :- انا رايح الحمام
وقف وكاد أن يبتعد ولكنه لم يستطيع الصمود فسمعت صوت إرتدام شئ بالارض نظرت خلفها وجدته واقع بالأرض فاقد الوعي أجتمع حوله جميع من بالمحل لكي يجعلوه يستعيد وعيه فصرخت بهم لكي يبتعدوا عنه وأقتربت منه ضمته اليها فستشعرت نبضه فتح عينيه رائها الاء امامه في لهفتها عليه طالبة له سيارة إسعاف فأغمض عينيه ليدلف بظلام دامس