رواية كيف لي ألا أحبك

الفصل الحادي عشر
أمسكت كوب المشروب الذي أجبرها علي أحتسائه كادت أن تكمل لتذوق رشفة أخري فوجدت يد تزيحه بقوة عنها فهوي بالأرض فتحطم لأشلاء زجاج صرخت الاء فزعة فأمسكه ماهر وصاح به بصوت جهوري :
– أنت أزاي تعمل كدا يا حيوان فين الأمن.
أمسكه هيثم من ياقة قميصة ولكمه بشدة فوقع ماهر بالأرض ونزف من شفتيه قبل أن يقول له هيثم :
– الحيوان دا يبقي أنت يابن أمك.
أتجه ناحيتها وجدها أمتلئ عينيها بالدموع ونظرت له حاولت أن توضح له سوء التفاهم ولكنه لم يمهلها فرصة بل أمسكها من يديها بقوة فنظر مرة أخري لماهر الذي حاول الأعتدال وقال :
– مش هيثم اللي واحد ***** زيك يجي ياخد منه حاجة
نظرت له حاولت أن تقاوم تأثير المخدر الذي بدأ يؤثر عليها فشعر بها تتمايل بيديه فأسندها قبل أن تقع بحضنه ليحملها بخفة علي ذراعيه وقال لماهر بنبرة صارمة :
– أياك تفكر أنك تقربلها تاني ولم شوية المعيز بتوعك عني وعن مراتي ودا أخر تحذير مني يا ماهر.
تركه وهي مازالت علي ذراعيه وخرج بها من الفيلا وهو ينظر للرجاله الفاقدين الوعي ينزف وجوهم أركبها سيارته وركب بجانبها قبل أن يقود سيارته بأقصي سرعة ليصل الي بيته دلف بها الشقة فوضعها علي كنبة وتركها ليجلس علي الكرسي المتواجد أمامها حتي تستعيد وعيها وبالفعل لم يمر الكثير حتي فتحت عينيها لم تكن رؤيتها واضحة بالبداية ولكنها سرعان ما تحسنت أعتدلت بجلستها فأخفضت رأسها بالأرض وهي تدمع وهي لا تعرف ماذا تقول له ولكنه لم ينتظرها فأقترب منها ليجلس بجانبها وسئلها :
– ايه اللي وداكي عنده يا الاء ؟
أبتعدت عنه وهي تحاول أن تهرب من التناقش بذلك الموضوع فقالت :
– كنت عاوزة اشوف ابني .
وقف وقد كور قبضة يديه محاولاً الحفاظ علي أعصابه فأردف قائلاً بغضبٍ :
-ابنك نازله من غير ما تعرفي الطرطور اللي هو جوزك ورايحه لجوزك الأولاني وتقوليلي ابنك أنتي تعرفي كان ناوي يعمل فيكي أيه
أبتلعت ريقها وقالت له بصوت مرتفع أثار غضبه :
-أنا مسمحالكش تكلمني كدا حافظ علي كلامك
معايا أنت سامع .
لم يشعر بنفسه غير أنه يصفعها بقوة جعلت شفاها تنزف دماً وكانت تلك أول مرة يصفعها بها هيثم وقال :
– وكمان بجحة ومعندكيش دم.
دمعت وكادت أن تدلف غرفتها فأمسك يديها بقوة وقال مردداً :
-لما اكلمك تكلميني زي ما بكلمك .
صاحت به بغضب وبكاء وقالت :
-عاوز ايه
أمسك ذراعيها وضغط عليها بقوة قليلاً فتأوهت ألماً فتابع قائلاً بصياح :
– بتعلي صوتك عليا
دمعت وهي تنظر لعينيه الثاقبتان عليها فقالت له بعتابٍ :
-مش انت كنت عارف ان ابني نزل ومحمود قالك ولا عبرتني
عندها أرخي قبضته عن ذراعيها فقال بتلجلج :
– نعم وانتي ايش عرفك بالموضوع دا
أزاحت وجهها عنه وعينيها الدامعة وقالا :
-الصدفه
أردف قائلاً :
– انا نايم علي وداني وانتي بتستغفليني وبتكلمي محمود
أشتد غضبها من أتهمه الصريح معها فقالت :
– اخرس انا اشرف من انك تقول كدا عليا انا تعبت من العيشة معاك ومش هقعدلك في البيت
دفعته بعيداً عنها فأمسكها قبل أن تخرج وتبتعد عنه بضع السنتيمترات
تابع قائلاً بنبرة صارمة :
– خدي هنا مفيش خروج
صاحت به بصوت جهوري وهي تحاول أن ترخي قبضته عنها قائلة :
– ملكش دعوة بيا سيبني في حالي بقي
ترك يديها بقوة قبل أن يحدقها بنظرات غاضبة قائلاً بتوعد :
– كدا طيب .
هرول ناحيه الباب الشقة أحكم أغلاقه بواسطة المفتاح الخاص به قبل أن يدسه بجيب بنطاله الأسود سئلته وهي تتهرول ناحيته :
– انت ايه اللي عملته دا .
حدقها بغضبٍ قبل أن يردف :
-وريني هتخرجي ازاي ما انا مبقاش راجل طول ما انتي بتعملي ما بدالك كدا
وقفت خلف باب الشقة أخذت تضرب عليه بقوة وهي تصيح وتصرخ أن يأتي أحد ينقذها من سكان العمارة فأتجه ناحيتها وأمسكها بقوة قائلاً وهو يكز علي أسنانه من غيظه :
– بت انتي انا مبحبيش اسلوب اللوع دا مبيكولش معايا انا قولت مفيش نزول وهتفضلي قاعدة زي الكلبه هنا لحد لما تولدي مفيش مرواح عند اهلك عاوزينك أهلاً وسهلاً ينورونا لكن نزول مفيش
حدقته بنظرات سخط علي حكمه قبل أن تقول بتحدي :
-هنزل يا هيثم وهتشوف
نظر لها بغضب قبل أن يهتف قائلاً :
– قدامك حل انك تنزلي من علي المواسير لو تعرفي وأنتي حامل كدا اتفضلي أنزلي بس خلي بالك لو حصلك حاجة
أشار بسبابته بوجهها فأرتعدت خوفاً من لهجته الصارمة وتهديده ليكمل :
– أو حصل لأبني حاجة حسابك معايا مش هتقدري عليه يا الاء وأتقي شر الحليم أذا غضب.
وقف سكان العمارة أمام شقته وهم يسمعونها تستغيث بهم لكي يكسرون الباب فتركها تفعل ما تشاء قبل أن يهتف بهم من خلف الباب وهو يسمعهم يتهمسون بسخطٍ قائلاً :
– كل واحد علي شقته مراتي وأنا حر معاها ملكمش دعوة .
تركها الجميع ودلف شقته لم تتيأس فأخذت تطرق الباب بكل قوتها بعدما قطع لها سلك التليفون الأرضي وكسر لها الهاتف المحمول فلم تجد حلاً للخروج غير ذلك الباب فجلس علي كرسي الكنبة وظل يتابعها وهي تصرخ وتبكي أنفطر قلبه عليها عندما وجدها تنزف من كفيها من كثرة الطرق صوتها أزداد خشونة من كثرة البكاء والصراخ حاول إيقافها بعدما أحس أها لن تقدر علي ذلك العناد معه فهو لا يتحمل رؤيتها هكذا ومع ذلك حاول التماسك فأنه توعد أن يعيد من تربيتها دلفت غرفتها وجلست علي الفراش تبكي تنظر ألي كفيها وهم ينزفان دماً وألماً تقدم ناحيتها ونظر ليديها فأمسكها بقوة ليجبرها علي الوقوف والأعتدال كما أجبرها علي التحرك لتدلف المرحاض كي يغسل لها يديها حاولت أن لا تستجيب له ولكن قوته الجسدية ساعدته بذلك، وقفت أمام الحوض قبض علي كفيها بكفٍ والأخر تحكم بغسلهما جيداً أنتهي فخرج بها من المرحاض أجلسها مرة أخري علي الفراش قبل أن يحضر صندوق الأسعافات الأولية
توقفت عن البكاء وأخذت تلهث بشدة وهي تقول :
– أبعد عني مش طايقة أشوفك.
دفعته بكفهيها فتأوهت ألماً فأمسك يديها مرة أخرى من رسخها قبل أن يضع لها مرهمٍ ويضمد لها جرحها تركها بعدما أخذ وسادته وغطاء ٍ وكأنه هو من لا يريد أن يري وجهها هاتفها قبل أن يخرج قائلاً :
– من بكره هتكون عندك خدامه تعملك الشقة وتشوف طلباتك بس خروج مفيش يابنت الناس والله لاربيكي من اول وجديد يا الاء .
سقطت دمعها وهو يغلق الباب خلفه بقوة ليبتعد عنها بالغرفة المجاورة لها بكت حتي جف دموعها فنامت وقلبها يؤلمها من كثرة البكاء وعندما فتحت عينيها لتستيقظ وجدته يضع لها الغذاء علي منضدة الغرفها معها كوباً من العصير الطازج ودوائها،خرجت من الغرفة لم تجده بالشقة بأكملها حاولت فتح باب الشقة ولكنه كان محكم الغلق تنهدت وجلست تنتظره كتبت بمذكراتها
تتسارع ياقلبي
كأنك في السباق ..
ترهقك دقاته …
ولم تفعلها بحب لمن لايحن لك..
خائن وضعك في السوق..
وكتبت للبيع بأرخص نقود …
طلبت حقك …وضعت نفسك في الهلاك من أجل عقابه
اما هو فخطط علي تدميرك مع ذلك العقاب القاسي ….
أنظر لمن يحبك ولا تجعله في الهلاك كما فعلوا بك …
تسئل متي سأعيش بسعادة
حين تنتهي تلك الغابة بما يسكنها من وحوش تنهش بك بلا رحمة . ( أميرة أنور)
أتي في التاسعة فوجدها جالسة تنظر له فتركها دون أن يعيرها أهتمامٍ ودلف الغرفة الخاصة بالأطفال دلفت غرفتها فنامت مرة أخري دلف لعندها بالغرفة نظر لطعامها التي لم تلمسه فدلف الغرفة المجاورة مرة أخري
في اليوم التالي ذهب لعمله وفي المساء أتي ومعه جليسة لها فتاة صغيرة بالسن ملامحها رقيقة حجمها صغير بالنسبة لسنها فهي طالبة بفرقة أولي بكلية تمريض
نظرت لها الاء ونظرت لهيثم فقالت له :
– مين دي؟
أبتسمت الأخري لها قبل أن تعرفنفسها قائلة :
– أسمي سلمي يا مدام.
عقدت ذراعيها قبل أن تحدقه قائلة :
– وأيه اللي لم الشامي علي المغربي.
أقترب منها هيثم قبل أن يردف قائلاً :
-سلمي هتبقي علي طول معاكي وهتخلي بالها منك.
تركتهم ودلفت غرفتها لتغلق الباب خلفها بغضبٍ فأعتذر لها هيثم ولحق الاء فقال :
– أيه قلة الزوق دي.
أعطه ظهرها وقالت بتضايق وكأن شياطين العالم توثب أمامها :
– رايح تجبلي بنوتة تقعد معايا.
قال لها هيثم بلؤمٍ بعدما تأكد من غيرتها :
– فيها أيه يعني أهي قريبة من سنك تعرفي تتكلمي معاه وتصحبيها.
عندها ألتفتت له قبل أن تشهق قائلة :
– نعمممم أصاحبها وشوية شوية تقوم متجوزها وتقولي حبي درتك مش كدا.
حاول أن يداري ضحكته وفرحته أنها المرة الأولي التي يشعر بغيرتها عليه فقال لها بنبرة أمرة :
– أخرجي رحبي بيها .
خرجت معه وسلمت عليها فأبتسمت لها سلمي ورحب بها كثيراً.
شعر بفرحة كبيرة حينما رائها تنظر له وتغار حين ينظر لسلمي كم هي ساذجة أيعقل أن يري قلبه أحد غيرها حتي أن كان غاضبٍ منها
أتي المساء فرحلت سلمي وظلت الاء تموت غيظاً من بروده معها فقالت له :
– أنا مش عاوزة جليسات أنا مش عيلة صغيرة علشان تجبلي جليسة.
رمقها بنظرات أستنكار قبل أن يردف :
– وأنا مش بسئلك عن رأيك دا تخليه لنفسك غصب عنك هترضي بيها.
جلست أمام التلفاز وهي تأفئف فجلس بجانبها ليقول لها :
– بنت فعلاً مجتهدة الله أكبر عليها بتدرس وبتشتغل
زفرت بشدة فوجدته يكمل :
-غير أنها نبيها وا
نظرت له بتضايق قبل أن تقول :
– ويه يا دكتور كمل شكر في الهانم.
فأبتسم قبل أن يقول :
– قمورة أوي
نظرت له بغضب وقد أمتلئ عينيها بالدموع فدلفت غرفتها لم يري وجهها غير باليوم التالي ظلت طوال الليل تفكر كيف تتخلص من تلك الفتاة فعندما أتت أخبرتها الاء أنها تريد أن ترحل ولا تعود مرة أخري فهي لا تحتاج أليها وشكرتها علي ذلك الوقت وأخبرتها أن لا تخبر هيثم بذلك فستأذنت هيثم عندما أتي ورحلت
أرتدت فستانٍ سماوي قصير وجلست أمام التلفاز تنتظره لتخبره أنها أخطأت بحقه وأنها كانت ينبغي أخباره فأنها تعلم أن ماهر لن يتركها سعيدة بحياتها كما أن محمود يتبع أؤامره كالقطيع الغنم أقتربت منه وأبتسمت له وهي تستحثه علي مسامحتها فقالت :
– أسفة يا هيثم
أزاح هيثم وجهه عنها فأقتربت منه أكثر لتقول :
– حقك عليا أنا فعلاً غلطانة بي أقسم بربي أنا كنت رايحة علشان أبني وأنت عارف دا كويس أنا من حقي أضمه لحضني
أردف قائلاً :
– وأنا هرجعلك أبنك يا الاء وعاوزك تنسي حاجة اسمها ماهر ومحمود
أبتسمت له بفرحة فأسرعت لحضنه وكأنه بيتها الذي يأويها من البرد .
سئلها بلؤم عن سلمي :
– عملتي في البت أيه
وضعت يديها علي صدره لتقول له بميوعة :
– مبحبيش واحدة تبصلك غيري أنا.
أبتسم بفرحة وهو يضمها أليه قبل أن يحملها علي ذراعيه ليدلف بها غرفتهم وهو يقول :
– وحشتيني أوي الشوية الصغيرين دول.
مرت الأيام ورفع هيثم قضية علي ماهر بضم الطفل لأمه فأخبره المحامي أن هذه القضايا تأخذ الكثير من الوقت لأن محامي الخاص بماهر يطلب دائماً تأجيل الجلسات كبر بطنها لتصبح أمامها لا تذهب بمكان غير طبيبة النسا والتوليد التي تخبرها أن نوع الجنين ذكر كان هو من يهتم بها وبأكلها لا ينام حتي يقبلها من رأسها ويقبل بطنها ليخبر طفله أنه يعد الأيام حتي يحمله بين ذراعيه ويقبله ظلت تكتب لطفلها كل يوم كم تتشوق يوم تحتضنه وكم تخبره أن حمزة يوحشها كما يفعل هو أوشكت علي الولادة أصبحت أكثر عصبية من ذي قبل ولكنه أستحملها فأن هرموناتها لم تعد بخير دائماً ما تضحك أو تبكي ألماً ولكن لا يهون عليها تعبها غيره هو عندما يرجع من شغله ليجلس بجانبها ويحتضنها يتابعون الأفلام حتي يغلبهما النوم.
ضمها لحضنه فأمسكت ظهرها بألماً لتقول له :
– حاسة أني هولد يا هيثم الليلة.
أردف بأقتضاب :
– بقالك ششهرين بتقولي نفس البوق دا ومش بتولدي.
أغمضت عينيها وقالت :
– ما الواد طالع زيك عمال يرفس في بطني وبيضربي بيخليني اتوهم أني هولد
وقف وأسندها لعتدلها بوقفتها وهو يحاوطها من خصرها قبل أن ينيمها بسريرها موعدها أنه سيذهب بها للطبيبة باليوم التالي.
نظر له ماهر بغضبٍ قبل أن يردف بصوت مرتفع :
– أنت ملكش عندي فلوس
نظر له بعينيه السودوات التي تشعان غضب قائلاً وهو يحاول أن يأخذ حقه من ماهر :
-طيب وبضاعتي.
أبتسم له ماهر بخبث قبل أن يقول :
– مش مسؤليتي روح شوف مين ضحك عليك وأداك بضاعة مضروبة.
أبتلع الأخر ريقه قبل أن يقول بنبرة تهديدية:
– ماهر أنت مش قدي رجعلي فلوسي
وقف ماهر أمامه وقال :
-أعلي ما فخيلك أركبه .
حدقه بنظرات غضبٍ قبل أن يتركه ويرحل غاضبٍ علي سرقة ماهر له وعدم رد ماله الذي يبلغ مليون ونصف دولار نزل من شركته وركب السيارة السوداء فنظر لمساعدة نظرة فهم ما يقصده فأنحني الأخر له رأسه موافقاً عليه فأبتسم وتطلع علي جرائد بإهتمام خرج ماهر ومعه حمزة من فيلته بالتجمع ليذهب به فيا والداته لم يكن يعلم أن مصيره سيلقاه أتت سيارة سريعة أطلقت النيران علي طفله وطلقة بصدر ماهر قريبة من قلبه فهوي الأثنين علي الأرض …
تقلب علي فراشه لم يشعر بها بجانبه تحسس بيديه المكان فتأكد من عدم نومها أعتدل بجلسته قبل أن ينظر لساعة الحائط المعلقة التي تشير الي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ترك سريره وغادر الغرفة وجدها تجلس بالصاله تضيئ نور خافت وتجلس بمفردها بدون تلفاز يسليها أقترب منها ليمازحها فضمها أليه وقال بحبٍ :
– أيه يا قلبي سبتيني وروحتي فين مشعيب تقومي من جمبي كدا وتقطعي نوميي
نظر لعينيها التي تدمع قبل أن يسئلها ببلهفة :
– أيه دا بتعيطي ليه.
أمسكت يديه وقالت :
– حسيت بنخذة جامد في قلبي وصدي مقبوض أوي مخلي نفسي ضيق أوي.
تضايق منها لعدم أخباره بما تشكو فأستئنف بغضب :
– أنتي مبتفهميش مش قولتلك لما تكوني تعبانه تقوليلي علي طول
تركت يديه بعدما أحست بغضب فقالت له :
– لأقيتك نايم صعبت عليا بس أنا مش قادرة أنام.
زفر بشدة قبل أن يعتدل واقفاً ليساعدها بالوقوف فأسندها ودلف بها غرفتهم أنامها وفحصها جيداً ولكنه لم يجد هناك شئ يدعوا لذلك الألم والأنقباض فأعطاها مُسكن قوي جعلها تدلف بنوم عميق فنام هو الأخر في صباح اليوم التالي أطمئن عليها وغادر لعمله ولكنها لم يكن ذلك المُسكن كافي لكي يذيل ذلك الأنقباض الصدر عنها فحاولت أن تصلي كثيراً وتقرأ القرآن الكريم حتي يهدأ قلبها
جلس بعيادة الفحص ممتلئ عينيه بالدموع فقال :
– إن لله وإن أليه راجعون.
جلس أمامه محمود وقال :
– وهو ربنا وحده اللي يعلم به مرمي في العناية المركزة بين الحية والموت.
دمع هيثم علي الاء فكيف ستواجه الموقف فعندها قال له محمود بخبث :
– أزاي هتقول للاء الموقف .
نظر له وهو يدمع فأخذ عقله يحاول أن يرتب الكلمات التي سيقولها لها وبالفعل أستأذن بالرحيل وذهب لعندها بمنزله فدلف الشقة وجدها جالسة علي كرسي تقرأ القرآن الكريم بخشوع فعندما رأته صدقت الأية (قالت صدق الله العظيم) وقفت بتعبٍ وقالت له :
– ثواني يا بابا الأكل هيكون عندك.
أمسكها من يديها ليجبرها علي الوقوف أمامه فنظرت لعينيه الدامعتين فسئلته بلهفة :
– مالك بتعيط ليه.
أجلسها علي الكنبة وجلس بجانبها فقال لها :
– حبيبتي أنتي مؤمنة ومتدينة وعارفة أننا كلنا جايين الدنيا فترة وكلنا هنروح عند ربنا.
ضاق صدرها من طريقته معها بالحديث فستحثته علي إكمال حديثه فمسح دمعه قبل أن يقول :
– حمزة تعيشي انتي .
نظرت له وعينيها أمتلئت بالدموع فهرت قدميها لتهرول خارج الشقة وهي لا تعلم بأين تذهب فلحقها أمسك يديها وقال :
– أستني متجريش كدا.
أركبها سيارته فقالت له وهي تحدق بنقطة ما بالطريق فظلت صامتة أمسك يديها وجدها باردة كالثلج عينيها شاردة بنقطة ما وكأنها جثة هامدة تحدق بعالم أخر دمعت عينيه عليها فعندما وصل للمشفي المتواجدين بهم ماهر وأبنه دلفت به مسرعة فوجدت والدة ماهر تبكي علي أبنها الذي يرقد بين الحي والموت ورجاله واقفون ومحمود حاولت أن تتكلم فأخرجت صوتها كطفل يتعلم الكلام لأول مرة فقالت بتلعثم :
-أأ أبني ففيين
قالت سعاد بدموعٍ :
– في التلاجه
وقعت الكلمة عليها كالصاعقة فأزدادت دقات قلبها وأمتلئ عينيها بالدموع التي لم ترد أن تخرج بذلك العالم القاسي جلست علي أقرب كرسي فأنها أحست بعدم قدرتها علي الوقوف وتحمل قدميها النحيلتان ثقلها فرفعت رأسها لأعلي وهي تحاول أن لا تظهر دمعها فأتي ضابط ومعه عسكرين وقال :
– البقاء لله يا جماعه ربنا يجعلها أخر الأحزان فنظروا له جميعاً أما عنها فهي لم ترد أن تسمع شئ فتابع وهو ينظر لوالدة ماهر قائلاً :
-ممكن اخد من وقتك شوية يا هانم
نظر له محمود بتضايق وهو يجلس علي الكرسي المجاور لها فأمسك كف يديها لم تشعر بمسكته به فأن جسدها لا تشعر به أطلاقاً حتي سمعت من الضابط وهو يقول :
– هنحول الطفل للطب الشرعي علشان يتشرح .
عندها وقفت الاء عندما أحست بالدماء الساخنه تجري بأوردتها فصاحت بهم بصوت جهوري :
– لا ابني مش هيتشرح انتم اتجننتوا
وقف هيثم وأمسكها من ذراعيها ليهدئها فدفعته وأقتربت من الشرطي قبل أن تكمل :
– محديش هياخد ابني حرام عليكم بقي متعذبهوش وهو ميت هو ميستهلش منكم كدا سيبوا بقي هو لازم يدفن
عندها نظر لها الضابط وقال بتأسف :
– أنا بعتذر منك عارف أن الصدمة كبيرة بس أنا لأزم أشوف شغلي وأحوله للمشرحةعلشان نجبله حقه من اللي قتله
صرخت بالجميع بحالة هستريا وهي تقول :
– لا محديش هيشرح أبني لا
أمسكها وأحتضنها بقوة وهو يحاول تهدئتها فنظر للضابط :
– أنا أسف يا فندم بس هي تعبانة أعذرها
اومأ الأخر بإيجاب فقالت الاء :
-عاوزة أشوفه.
ذهب هيثم معها ومعهم محمود فأمره محمود بأن يفتح لهم الثلاجة ،نزلت دموعها والرجل يفتح الثلاجه ووجه الصغير يظهر أمامها أسفل الغطاء الأبيض وضعت كف يديها علي وجهه لم تتحمل الوقوف كثيراً فتركته وغادرت الغرفه فلحقها هيثم قالت ضابط بترجي :
– أبوس أيديك يا حضرة الظابط بلاش تشرحه أنا مش هستحمل أشوف أبني كدا أقسم بالله مش هقدر سيبني أوصله بأيدي لجنته
قال الأخر بتضايق :
– حضرتك بتضيعي حقه
فدمعت وقالت :
– حقه
مسحت دموعها براحة يديها وهي تكمل :
– حقه ضايع من ساعة ما عاش مع أبوه بعيد عن حضني أنا متنزلة عن حقه ماهر لو عاوز يجيب حقه يبقي يجيبه بمعرفته لكن سيبولي أبني
زفر الضابط وبسط كفيه وهو لا يعلم ماذا سيخبرها عندها شكرته كثيراً قالت سعاد وهي تدمع :
– شوفوا ترتيبات التغسيل
قالت لها الاء وهي تضع يديها علي صدرها لعلها تقلل من ذلك الضيق الذي لم يحل عنها لحظة :
-انا اللي هغسل ابني
نظر لها هيثم وقال بنبرة خوف عليها :
– مش هينفع يا الاء
وقفت الاء أمام باب غرفة تغسيل الجثث فقالت لهم بصوت مرتفع :
– والله لو حد قرب من ابني لهموت نفسي
حاول تهدئتها ليخبرها أنه يريد أن يكون معها ولكنها رفضت وصاحت بهم :
– مش عاوزة حد معايا سيبوني في حالي بقي عاوزين مني ايه
دلفت الغرفه عند أبنها فأحضروا لها المياة والصابون نظرت لصغيرها وأمتزج دموعها مع المياء التي تسقطها علي جسده الصغير البارد فقالت له بتألم :
-سامحني يا حبيبي اني معرفتيش أختارلك أب كويس و مقدرتيش احميك واخدك منه تركت المياة وأقربته لها وضمت جسده المتخشب لحضنها فهي حرمت منه طوال حياته فهل ستحرم منه بمماته أيضاً فأكملت وهي تبكي :
– سامحني يا حمزة
قبلت خده ورأسه واخذت تقبله بجسده وهي تبكي بشدة أمسكت يديه وقدميه فقبلتهم لطالما تمنت أن يكبر أمامها ويدلف المدرسة لتلبسه ملابسها وحذاء جديد تخيلته عريس بيوم فرحه وهو يرتدي بذلة وبجانبه عروسته دمعت فأنامته واخذت تكمل مهمتها حتي انتهت وجف دموعها كأن عينيها أنهت منسوب الدموع لديها ولو كان لديها لبكت عمرها بأكمله علي صغيرها ،خرجت فأتجه أليها هيثم وضمها أليه وبكي بشدة فدفعته بعيداً عنها لتقول له بغضب :
– بتعيط ليه ابني عايش مامتش .
نظر لها الجميع بشفقة علي حالها أما هو فقد نزلت دموعه فضمها وقال بمواساة:
-اهدي يا حبيبتي
ألتقطت أنفاسها قبل أن تردف :
– انا عاوزة اروح انا عاوزة انام دلوقتي
نظرت لها سعاد وقالت بإستنكار :
-هتمشي ومش هتحضري الدفنه
نظرت له وعينيها ممتلئه بالدموع :
– كفاية انك هتحضرها وهتدفني حفيديك بإيديك اللي ماتت علشان ابوه انسان قذر ولو هو لسه عايش خليه ينزل يدفن أبنه وقوله زي ما سرقت منها أبنها وهو لسه مولود أدفنه بأيديك في التراب علشان أب فاشل معرفش يحمي أبنه وجاي عليا أنا بس علشان تبقي تصلتيه عليا يا ماما.
أمسكت قلبها الذي ألمها وهو يخرج ذلك الكلام فقالت لهيثم :
– يالا بقي نروح أنا تعبانة مش قادرة
أسندها هيثم للسيارة فظلت صامته طوال الطريق لا تبكي وكأن شئ لم يحدث قلق هيثم عليها فقال لها متسائل :
-انتي كويسة ؟
أسندت رأسها علي مسند السيارة وقالت :
– عاوزة أنام.
وصلوا للشقة فأجلسها علي الفراش فقال لها بتضايق وهو يقبض علي يديها :
– الاء انا قلقان طمنيني عليكي يا حبيبتي
أزاحت عينيها بعيداً عنه فقالت وهي تحاول التماسك :
-انا بخير يا هيثم لو سمحت سيبني لوحدي عاوزة انام
تركها فخرج من الغرفة فأغمضت عينيها وهي تنام علي الفراش فسقطت دمعه بلت قماش الوساده
ظلت نائمة فترة طويلة ظل هيثم يطمئن عليها انها تتنفس بين الحين والآخر فأستيقظت في المساء علي صوت مريم ومصطفي ،خرجت من غرفتها وجدتهم يرتدون اللون الاسود وقفت صامتة
تقدمت مريم ناحيتها وقبلتها بدموع :
– البقاء لله
أجابتها قائلة :
– ونعم بالله
تقدم هيثم ناحيتها ليسندها ويجلسها بجانبه
حضنها مصطفي وقبلها من رأسها ليقول :
– انا اسف يا حبيبتي احنا لسه عارفين من محمود قولنا نيجي نعزيكي
أبتعد عنها فقالت له بنبرة هادئه :
-مفيش عزاء يا مصطفي انا ابني راح في مكان احسن مفروض تفرحوا علشانه لانه راح للي خلقه هو لطيف به اكتر من انه يقعد مع ماهر ولا حتي معايا
نزلت دموع هيثم فمسك يديها بشدة
فقالت وهي تحاول الابتسامة :
-تشربوا ايه هعملكم عصير فريش وهجيبلكم كيك كنت عملها أمبارح تحفة
دمعت مريم قبل أن تردف :
– الاء حبيبتي متعمليش في نفسك كدا
نظرت لها وأبتسمت وهي تخبرها قائلة :
-مفيش حاجه يا مريم متقلقوش عليا يا جماعة انا مش زعلانه بالعكس فرحانه عقبال ما اروحله انا كمان
دمع هيثم ورد عليها قائلاً :
– بعد الشر عليكي يا حبيبتي
وقفت الاء وتركتهم ودلفت المطبخ رفضت مساعدة مريم لها
فهمس هيثم لمصطفى ومريم قائلاً :
– انا خايف عليها
عندها أردف مصطفى قائلاً :
-اتصرف يا هيثم انت مش دكتور
أجابه هيثم وقال :
-مينفعش اديها اي ادوية علشان الحمل دي قربت تولد يعني كله هيأثر عليها وبعدين لأزم أستشير دكتورة النسا بتاعتها
سمعوا صوت الأطباق تتنكسر بالأرض فهرولوا جميعاً لها وجدوها أوقعت كاسات العصير بالأرض فتحطمت جميعهم فأرتعدت وهي تنظر لهم فأقترب منها هيثم وضمها أليه وهو يحاول أن يقلل من ذلك الأرتعاد فأخذها لغرفتها ليجلسها علي السرير فقالت لهيثم بعدما أبتلعت ريقها :
– أسفة يا هيثم كسرت الكوبايات والله غصب عني
نظر لها ورتب علي يديها وهو يقول :
– محصلش حاجة يا حبيبتي فداكي الحمدلله أنك كويسة.
أبعدت يديها عنه وأراحت جسدها وهي تقول :
– عاوزة أنام أنا سقاعنة أوي
أدفئها جيداً حتي نامت فتركها وغادر الغرفة وجد مريم قد تخلصت من بقايا الكاسات
سئله مصطفي عنها فأخبره أنها نامت
قال له مصطفي :
– انا هخدها عندي يومين لحد ما نفسيتها تتحسن وعلي اقل مريم تخدمها لحد لما تقوم بالسلامة
أردف هيثم قائلاً :
– لا يا مصطفي خليها معايا وانا هخدمها بعنيا بس هي تبقي كويسة
تابع مصطفي قائلاً :
– الحمدلله أنها نامت شوية.
تنهد هيثم قبل أن يكمل قائلاً:
-دي نامت انهارده كتير اوي من ساعة المستشفي
سئله مصطفي قائلاً :
-انتم عرفتوا ازاي ؟
شبك كفيه معاً وهو يجيبه قائلاً :
-محمود قالي واخدتها وروحنا وصَممِت انها تغسله
جلست مريم بجانب مصطفي وقالت بصدمة : -ياخبر
تضايق مصطفي وقال له :
-ليه كدا يا هيثم أزاي تسيبوها تعمل كدا.
أستئنف هيثم وقال :
-كانت في حاله هستريا وقالت لو حد جيه جمبه هتموت نفسها خوفت عليها
دمعت مريم وقالت :
-يا حبيبتي دا صعب عليها اوي
رد عليه مصطفي بتضايق :
-الله يكون في عونها بص يا هيثم انا من رايي انك تجيبها في بيت بتاعنا علي اقل كلنا نبقي حوليها علشان نحاول ننسيها ونخفف عنها
اومأ بالإيجاب .
فتحت عيونها باليوم التالي وجدته نائم بجانبها ممسك كف يديها
تركته ودلفت المرحاض غسلت وجهها فنظرت للمياة تذكرت كيف غسلت ابنها والبسته الكفن فبكت بشدة فسمع هيثم صوت بكاؤها فاستيقظ فأتجه ناحيتها فقال بلهفة :
-الاء
مسحت دموعها فقالت :
-هحضرلك الفطار قبل ما تروح الشغل
تركته ودلفت المطبخ فشعرت بالدوار وألمٍ شديداً أسفل بطنها وظهرها حاولت أن تتحمله كما تتحمل الكثير بحياتها فهي تحاول أن تبدو قوية أمامه ولكنها تنهار بداخلها من الضغط النفسي والجسدي عليها دلف المطبخ وجدها تمسك الرخام بشدة بيد وتغمض عينيها متألمة واليد الأخري تمسك بطنها أقترب منها ولف ذراعه حول خصرها ليسندها وقال بلهفة :
-مالك أيه اللي وجعك
أجابته وهي تحاول الأبتسامة له :
-سلامتك يا هيثم ءنا بخير أقعد أنت وانا دقايق ويكون الفطار قدامك.
أشتد غضبه وأجبرها علي السير ليجلسها علي كرسي الانتريه فقال بترجي:
-ابوس ايديك متعمليش كدا في نفسك عيطتي صرخي .
نظرت له فأكمل قائلاً :
-اقولك اضربيني طلعي كل اللي جواكي يا حبيبتي متبقيش كدا انا مش قادر أستحمل أشوفك كدا
نظرت له وامتلئ عيونها بالدموع فتابع وهو يقول :
– انا عارف انك بتحولي متظهريش حزنك بس مش هيفيد بحاجه انتي هتتعبي أبننا الجاي محتاج أم قوية يا الاء
دمعت وهي تخبره أنها تحتاج أن تنام قليلاً لم يمانع بذلك فهو يعلم أنها تهرب من واقعها بالنوم أنامها من ثم أتصل بمصطفي ومحمد لكي يأتون لعندهم فلعلهم يخرجوها من تلك الحالة السيئة،أستيقظت عندما سمعت صوت قوي بخارج الغرفه أعتدلت بجلستها من ثم تقدمت ناحيه الباب ففتحته وجدت هيثم يقوم بترويق الشقة وبمسحها فدلفت مرة أخري غرفتها
في المساء رن جرس باب الشقة ففتح هيثم ليستقبل عائلتها
اسلم عليهم هيثم فقال محمد :
-البقاء لله يا اخويا
أجابه هيثم :
– ونعم بالله اتفضلوا
جلسوا بصالة الشقة فدلف هيثم لعندها وقال :
-حبيبتي اخواتك قاعدين برة .
رن جرس الباب مرة أخرى فقال لها: – اخرجي بقي اقعدي معاهم
خرج وفتح الباب فوجد عائلته قبل يدي والدته فقالت :
– فين الاء يابني أعزيها
عندها خرجت الاء فذهبت لهم وسلمت عليهم
نظرت لصبري فقال : -البقاء لله
نظرت له وامتلئ عينيها بالدموع وقالت بصوت محتنق:
-جاي هنا برجلك ياتري قولت لماهر بيه انك جي ولا روحتله الاول .
مسك هيثم يديها فأبعدتها عنها :
– ابعد عني عاوزين مني ايه كلكم جايين ليه علشان حمزة
محديش فيكم فكر فيه ولا فيا وهو بعيد عني كلكم وقفتوا ضدي جيتوا عليا دلوقتي عاملين بتحبوني وجايين تعزوني ابعدوا عني مش عاوزة اشوف حد اطلعوا برة مفيش عزا محديش مات علشان تعزوني فيه
اقترب منها هيثم وامسكها
صاح بها هيثم فقال لها :
– الاء ميصحش كدا
دمعت وقالت :
-انا اللي همشي
كادت أن تتركهم لترحل ولكن هيثم أمسكها من معصمهابشده فقالت له بصياح :
– ابعد عني انت السبب منعتني اني اشوفه مش عاوزة اشوفك تاني مش عاوزة أشوفك
صاح بها وهو يقول :
– فوقي بقي من اللي انتي فيه دا.
أغمضت عينيها من شدة التألم الذي لم تعد تتحمله فصرخت متألمة أقترب منها بلهفة فدفعته بضعف قبل أن تغمض عينيها لتصرخ ألماً وسيل من الدماء المختلطة بسائل أخر تجري من بين قدميها لتسقط بالأرض عندها أيقن هيثم بأنه قد حان وقت ولادتها 
error: