رواية كيف لي ألا أحبك

الفصل الرابع عشر
حَملها ليضعها علي الفراش قبل أن وضع يديه علي جبهتها ليجث حرارتها أتسعت حدقة عينيه حينما وجدها لديها حمي شديدة فأتي جميع أهلها بغرفتها أقترب منها مصطفى بلهفة وهو يصيح بهيثم :
– الاء مالها.
رفعها أليه مرة ليذهب بها لمنزله فأوقفه هيثم قائلاً :
– رايح بيها فين.
أجابه هيثم :
– هطلع بيها شقتي .
لم يمهل هيثم أخيها بأن يكمل كلامه بل أخذها وخرج من الشقة مهرولاً فلحقه عائلتها وهم يحاولون أيقافه ولكنه لم يكن ليستمع لأحد أنامها علي فراشها فدلف لعنده أخواتها فتحت عيونها وجدت الجميع بحولها وهو أمامها أزاحت وجهها عنه قائلة بصياح وهي تحبو بالفراش كي تبتعد عنه :
– أبعد عني .
حاول أن يهدئها ولكنها بكت بشدة وصاحت به وهي تزيح يديه عنها بقوة حتي لا يفحصها فأبتعد عنها ليعتدل بوقفته قبل أن يردف قائلاً :
– أنا رايح أجبلها الدوا
لحقه مصطفي ذاهباً معه لإحضار الدواء فجلست مريم بجانبها أخذت تهدئها فأخذت تبكي بشدة فأحتضنتها مُرتبة علي كتفها بحنان أوقف مصطفي هيثم وسئله :
– فيه ايه ما تفهمني ايه اللي حصل.
نظر له هيثم قبل أن يسرد له جميع ما حدث معهم وهم يجلبون العقار الخاص بها فقال له مصطفي :
– محكتليش ليه قبل كدا
أردف هيثم بتضايق :
– هقولك ايه يا مصطفي أنا محبتيش أن حد يشيل همنا
وصل لعندها وجد مريم تحتضنها فصاحت به أن يبتعد عنها ولكنه يحترق قلبه عليها فأعطي مريم الدواء لكي تعطيه أليها نعست بعدما أحتسته فجلس بجانبها وطمئن عائلتها بأنها ستصبح بخير ولا داعي للقلق ولكن قلبه ينفطر قلقاً فقال لهم محمد :
– يالا نروح يا جماعة مش هينفع نبات
أمسكت بها مريم قائلة :
– لا مش هنمشي ونسيبها
أقترب منها مصطفي وأخذها مواعداً أنه سيحضرها أليها في صباح اليوم التالي وبالفعل رحل الجميع وأخذت مريم رؤي فأن هيثم لن يستطيع أن يعتني بها بمفرده جلس بجانبها قبل أن يضع عليها الغطاء ليدفئها جيداً
في نفس ذات اللحظة هرولت مي الي المشفي المتواجدة به سارة ،سئلت عن تواجد الفتاة التي أصطدمت بحادث فأدلوا لها عنها بتواجدها بغرفة العمليات أنتظرت قليلاً حتي خرج الطبيب الجراح المسؤول عن جراحتها فأوقفته مي قائلة بلهفة علي صديقتها والدموع تغرق وجنتيها :
– سامح سارة عاملة ايه ؟
أجابها سامح بتأسف قائلاً :
– مكدبش عليكي حالتها صعبة أوي وأضطرينا أننا نعمل جراحة بتر ساق
نزلت كلمته كالصاعقة عليها فقالت له بتلعثم :
– أيه بتر ؟
نظر لها سامح وتابع :
– أربطة ركبتها كانت تالفة من الحادثة ومكنش هينفع نعمل أي حاجة غير البتر .
جلست علي الكرسي المتواجد خلفها قبل أن تزرف الدموع التي تساقطت كشلالات المياة فعندها أخذ يخبرها سامح أن تعتني بها وتواسيها علي ما فقدت حتي لا يعود ذلك عليها بالسلب تركها ورحل ليكمل عمله وجدتها تخرج من غرفة العمليات فهرولت عليها.
سمع صوتها تتمتم بكلمات غير مفهومة فأقترب منها وجدها متلونة كثمرة الطماطم يتصاعد منها سخونة شديدة أحضر قطن ومياة مثلجة وأخذ فترة يصنع لها كمادات لتقلل من تلك الحرارة المرتفعة ولكن لم تكن بفائدة فتحت عيونها بتثاقل، لم تكن رؤيتها له واضحة فقالت بصوت ضعيف وهي تحاول أن تحرك يديها فلم تستطع ذلك وهي تردد بأسم صغيرتها :
-رؤي رؤي
نظر لها قبل أن يمسك بيديها قائلاً بنبرة هادئه :
– متخافيش عليها هي عند مصطفى
أغمضت عينيها لتعود لتلك الكلمات الغير مفهومة فلم يكن لديه شئ يفعله غير أنه تركها ودلف المرحاض ليملئ حوض الأستحمام بمياة باردة بشدة ووضع بضع قطع من الثلج قبل أن يتجه ناحيتها مرة أخرى فقام بنزع أبرة المتصلة بالمحلول الملتصقة بظهر كفها وحملها علي ذراعيه بعدما خفف لها من كثرة الملابس التي ترتديها ، وضعها ببطئ في ذلك الحوض فتحت عيونها وصرخت من شدة برودة المياة عليها وتعلقت به لتحتضنه وهي تحاول أن تخرج جسدها من تلك المياة المثلجة ولكنه أجبرها علي التمدد فلم تتركه وظلت متشبثة به ، بكت بشدة وهي تترجاه أن يخرجها من تلك المياة فدمع وهو يقول لها :
– أسف حبيبتي أستحملي شوية علشان السخونية تروح .
دمعت هي الأخري وأرتعشت من شعورها بالبرودة أسندت رأسها علي صدره ظل حوالي ساعة حتي تأكد أنها قد هدئت حُمتها حتي أخرجها من تلك المياة وبدل لها ملابسها لينيمها علي فراشها وظل بجانبها لم تذوق عينيه طعم النوم خائفٍ عليها أن تعود لها الحمي مرة أخري .
فتحت مي عيونها المتورمة لم يظهر من عينيها الأ جزء صغيراً للغاية من كثرة تورم وجهها وجفنيها فوجدت أهلها بجانبها وسارة أيضاً دمعت أمها حين وجدتها أستيقظت فأحتضنتها بشدة وهي تقول :
– حمدالله علي سلامتك يا حبيبتي
حاولت الأعتدال ولكنها تألمت فأسندها أخيها حتي أعتدلت بجلستها فنظرت لقدميها التي تداريها ملابس المشفي اللعينة لم تجد الأ قدم واحد والأخري لم تكن متواجدة فقالت لهم :
– أيه دا؟
أمسكت بها والدتها وقالت :
– الحمدلله يا حبيبتي أنها جت علي قد كدا .
صرخت بهم وهي تقول :
– لا وسعي فين رجلي وسعوا أوعوا فين رجلي؟
دفعتهم بعيداً عنها وهي تصرخ وتحاول أن تعتدل واقفة لتثبت لنفسها أن ما زال هناك قدم أخري وأن كل ما حدث لها مجرد كابوس سيئ أنتهي ببتر قدميها اليسري لم تهدئ من نوبة الصراخ والهياج الهستيري الأ أن أتي سامح وحقنها بمهدئ جعلها تهدئ فأخذت تردد وهي تغطو بالنوم :
– دا ذنبها اللي أذيتها ربنا أنتقم منييي .
فتحت عيونها بالصباح وجدته نائم بجانبها يستند رأسه علي رأسها فأن عادت لها الحمي شعر بها وأسرع بالأستيقاظ أبعدت رأسها قليلاً سرعان ما أستيقظ هو الأخر فأبتعدت عنه قائلة بتضايق ولم تنظر لعينيه :
– بنتي فين ؟
أجابها قائلاً :
– عند مصطفى .
أعتدلت بوقفتها فوجدها تتجه للمرحاض تزيل أثر النوم قبل أن تتجه ناحية خزانه ملابسها لتبدل ملابسها فأوقفها قائلاً :
– رايحة فين؟
لم تلتفت له وكأنها لم تستمع أليه فأكملت ما تفعل وقف أمامها فأمسكها من ذراعها برفق وهو يقول :
– طيب أقعدي نتكلم شوية
عندها لأحظ الدموع تتجمع في عينيها قائلة :
– مش هقدر يا هيثم سيبني أمشي أنا نفسيتي تعبانه أوي
ترك ذراعها قبل أن يبتعد عنها بضع خطوات ليفسح لها مجال لكي تبدل ملابسها فتقدم ناحية غرفة النوم أغلقها بأحكام وهو يقول :
– ما أنا مش هطلعك من هنا غير لما أخلص كلامي وتفهميني
هرولت ناحية الباب لتفتحه ولكنها فشلت بذلك فصاحت به بأن يعطيها مفتاح الغرفة ولكنه رفض فأقتربت منه لتفتش عن المفتاح بجيوب بنطاله ولكنه منعها ليجلسها علي الفراش قائلاً :
– أسمعيني بقي
أصدر هاتفه صوت مألوف لديه أنه أتصال أمسكته وهي تهدده أن يعطيها المفتاح بمقابل الهاتف ولكنه كان أسرع منها بإلتقاط الهاتف وأجاب علي المكالمة المجهولة قائلاً :
– الو سلام عليكم
عندها أتسعت حدقة عينيه وهو يستمع للطرف الأخر حتي أنهي كلامه فقال لها :
– سارة عملت حادثة وتعبانه جداً وطالبة تشوفك يا الاء
نظرت له الاء وقالت بصدمة مما يقول :
– أيه؟
أخذها وذهبوا للمشفي بعدما بدل ملابسه أتجه للغرفة المتواجده بها فدلفوا وجدوا الجميع حولها نظرت لها الاء بتضايق علي حالها فأن وجهها متورم بشدة ممتلئ بالجروح لم تستطيع رؤية عينيها من تورمها متوصل بها أسلاك لقراءة مؤشراتها الحيوية لم تنتبه الي أختفاء ساقها كما لأحظ هيثم فقال لها :
– ألف سلامة عليكي يا سارة
فرت الدموع من مقلتيها وقالت للجميع بأن يتركوها مع هيثم وزوجته قليلاً فخرج الجميع من غرفتها فانتبهت لها الاء لأحظت أبتلع سارة ريقها قبل أن تردف :
– أنا اللي فيه دلوقتي ذنبك يا الاء ربنا أنتقم مني في الحادثه دي
أقتربت الاء منها ولم تفهم ما تقوله سارة فدمعت وهي تقول بتألم :
– أنا أحقر بني أدمة في الدنيا سمعت كلام صاحبتي ودمرتك وانتي ملكيش ذنب هي كانت عاوزة هيثم
أمتلئ عيني الاء بالدموع وحدقها هيثم بتضايق فأكملت :
-أنا كنت قصداها أني اشيلك الرحم .
لم تشعر الاء بالدموع الدافئة التي هرولت علي وجنتيها غير أن هيثم صاح بها قائلاً :
– أنتي بتقولي أيه ؟
تابعت قائلة وهي تسرد لهم ما حدث مع مي من قبل تلك العملية بفترة
ذهبت سارة لفيلا سعيد عرابي لتجالس مع أبنته فشعرت مي بالغيرة حين عرفت من سارة أن الاء تحمل بأحشائها بطفل فصمتت قليلاً وهي تتحصر علي السنين التي أحبته بها وقررت أن تنتقم قائلة لها :
– عاوزاكي تجهضيها
عندها أخبرتها مي أنها لن تستطيع فكيف تعطيها عقار يجهضها وزوجها طبيب فأنها ستدخل السجن أن فعلت فطارت تلك الفكرة من رأس مي حتي فكرت بأن تمنعها نهائياً من الأنجاب مرة أخري عندما علمت أن زوجة عمها فرحة بأن الاء ستنجب ولد ولكنها تحمل بأحشائها فتاة.
دمعت عيني الاء وهي تستمع لمؤمرتهم الدنيئه من ثم قالت لها سارة بترجي وهي تدمع :
– سامحيني يا الاء
حاولت ألتقاط أنفاسها قبل أن تقول بصوت منبوح :
– أسامحك علي أيه أنك جرحتيني جرح عمري كله أنتي دمرتي حياتي ومستقبلي أنا مش هقولك غير حسبنا الله ونعم الوكيل فيكي وفيهم أنا مش مسامحاكم
تركتها وهرولت لتخرج من غرفتها فلحقها هيثم وهو يصيح بها أن تتوقف حتي أمسكها وأركبها رغماً عنها سيارته
قاد السيارة فقال لها بتضايق :
– والله مش هسمح لمي تدخل تاني في حياتنا وهنسافر أنا وانتي ونبعد عنهم كلهم
ظلت صامته تدمع بدون صوت نظر لها فأعتصر قلبه ألماً عليها أمسك يديها الباردة فأرتعدت وكأنها صعقت فأكمل طريقه دون أن يتحدث ولكن عقله يحمل الكثير من الأفكار فماذا سوف يفعل معها نعست بسيارته من كثرة بكائها فذهب بها لشقة أخيها محمد فأدفئها عنده قبل أن يتركها ويرحل لم يجيب أحد من أخوتها بما حدث معها وكأن عقله يستهدف شئ واحد كأسد يترقب فريسته وهو يتجه ناحية بيت عمه رجل الأعمال سعيد عرابي..
وصل للفيلا فدلف بها رحب به عمه ولكنه شعر بغضب هيثم فأن وجهه لا يوحي بالطمأنينة فقال لعمه بنبرة صارمة :
– فين الهانم بنتك؟
وقف أمامه قائلاً بتساؤل عما يريد فكرر هيثم سؤاله وبتلك النبرة التي جذبت أبنة عمه وزوجته السابقة وقفت أمامه وقالت ببرود :
– عاوز أيه مني؟
أقترب منها وعينيه ثاقبتان عليها تحترق من شدة غضبه منها وفي لحظة غير متوقعة منه رفع كفه ليهوي علي خدها ليصفعها بقوة جعلتها تهوي بالأرض من قوتها فصاح به عمه وهو يدفعه بعيداً عنها فأعدلتها والدتها بوقفتها وهي تبكي فقال له عمه بغضب :
– أنت أتجننت أنت ازاي تضربها كدا أنت ملكش حكم عليها
لم يهمه عمه فأردف قائلاً بحنق :
– أرتحتي يا مي لما دمرتيني ودمرتي مراتي
أبتلعت ريقها فعلمت أنه قد علم بالأمر فقالت بتلعثم :
– أ أنا معملتيش حاجة
أمتلئ عينيه بالدموع فتابع بصياح :
– مش أنتي اللي قولتي لسارة تشيلها الرحم
أتسعت حدقة والدها وولدتها فقالت له والدتها بغضب :
– أنت بتقول أيه أنت أتجننت
عندها صاح بوالدتها قائلاً :
– أخرسي يا ولية علشان مقليش أدبي عليكي
أمسك مي من ذراعها ليجذيها أليه بقوة فأرتعدت بيديه فقال بنبرة صارمة :
– أنتي كنتي اللي بعتي الممرضة تحقن بنتي بماغنسيوم مش كدا
أمسكه عمه بقوة وهو يبعده عن أبنته فصاح به أن يبتعد عنه حتي لا يفقد أعصابه عليه فهو ما زال يحترم أنه عمه الأكبر فصاح بها قائلاً :
– أنطقي لأما أقسم بالله أسجنك يا مي علي كل حاجة قذرة عملتيها في مراتي
بكت ولم تنطق فصفعها مرة أخري ليجبرها علي الأعتراف حاولت أمها منعه ولكنه دفعها حاولت أن تهرب مي من بطشه ولكنه أمسكها من شعرها بقوة كاد أن يمزق بأصابعه المحكمة عليه فقالت له بترجي أن يتركها :
– سيبني يا هيثم
لم يتركها قائلاً :
– أنا هوديكي القسم يا بنت **** وهما يتصرفوا معاكي
حاول عمه أن يخلصها من يديه ولكنه قبض علي رسخها بشده ففرت من يديه لتلقي جسدها بحضن أمها قائلة :
– والله ما انا دا محمود هو اللي عمل فيها كدا أنا بس حبيت أمنعك من الخلفة زي ما حرمتني منها وظلمتني
كور قبضة يديه قبل أن يهتف بها قائلاً :
– أنتي اللي ظلمتيني لأنك دمرتيني اللي بيحب حد مش بيأذيه يا بنت عمي
دمعت قائلة :
-بكرة تسيبها زي ما سبتني
رمقها بنظرات إستنكار من ردها فقال :
– تعرفي الاء تفرق عنك فيه أيه
نظرت له بدموع فأكمل :
– أنها واخدة كل قلبي اللي معرفتيش أنتي تاخديه علشان أنتي واحدة متستهلهوش وأنا عمري ما هسيبها غير وأنا في القبر بس متأكد أننا هنتجمع تاني في الجنة
تركهم وهي تصرخ وتبكي حتي خرت قواها ففقدت وعيها وهو يغادر الفيلا فمازال يحترق صدره من شدة غضبه فأنهم أحرقوا قلب زوجته فتوعد لهم جميعاً …
في المساء فتحت الاء عينيها لم تجده بجانبها فخرجت من الغرفة وجدت أولاد محمد يلعبون وعلياء تعد العشاء فسئلتها :
– فين رؤي.
أجابتها علياء قائلة :
– أكلتها ونامت.
دلفت الغرفة المتواجدة بها طفلتها فنظرت لوجهها الصغير النائم لمست بشرتها الناعمه بأطراف أناملها فجلست بجانبها وهي تحدق بها فأتت علياء لعندها وهي تخبرها :
– دكتور هيثم عاوزك يا الاء
أبتلعت ريقها وهي تفكر ماذا ستقول له فأخبرتها أن تقول له أنها مازالت نائمة فهي لا تريد رؤية أحد ، أستغربت علياء من ردها فهي بالتأكيد متضايقة منه من موقف ما فخرجت علياء لتقول له هكذا فبعد قليل طرق باب الغرفة فأذنت بالدخول فوجدته هو من يقف أمامها قبل أن يردف قائلاً :
– والله أنتي كدا نايمة أومال لو صاحية هتبقي أزاي.
أزاحت وجهها بعيداً عنه وهي تقول له :
– عاوز أيه يا هيثم
أقترب منها فقال لها بمداعبة :
– أنا جاي أخد بنتي الكبيرة والصغيرة يالا أن شاء الله ما عن حد حوش
تنهدت قائلة :
– بنتك الصغيرة ممكن تشوفها في أي وقت لكن الكبيرة مش هتنفع تيجي معاك
أقترب منها فوضع يديه علي ذراعيها قائلاً :
– حبيبتي ممكن تديني فرصة أتكلم
أمتلئ عينيها بالدموع وأزاحت وجهها بعيداً فهي لا تستطيع أن تنظر لعينيه فقال :
– أنا أسف أني كدبت عليكي ومقولتلكيش علي الموضوع دا بس أقسملك باللي خلقنا أني كنت خايف عليكي تتعبي
ألتقطت أنفاسها فسقطت دموعها فأكمل قائلاً :
– أحنا هنسافر هنبعد عن كل الناس الوحشة وهنبدأ صفحة جديدة مع بعض صفحة مفهاش غيرنا ورؤي
أردفت قائلة :
– محديش هيسيبنا في حالنا المشاكل هتفضل ورانا حتي لو روحنا أخر الدنيا فخدها من قصرها وتطلقني
ضغط علي ذراعها قائلاً بتضايق :
– أنتي بتقولي أيه
بكت وهي تكرر كلامها قائلة :
– أبوس أيديك طلقني أنا تعبانه نفسي أرتاح ولو شوية الكل جاي علينا فأنا هريحك وهريحهم
تابع بغضب :
-أنا مش عاوز أسمع الكلمة دي تاني
أستحثته للأستماع أليها فقالت :
– العلاقة دي مش هتكتمل يا هيثم أهلك مش هيرضوا بيا تاني
قاطعها قائلاً :
– أهلي بيحبوكي وطالما أنا مستريح معاكي هما أيه اللي هيضايقهم
ألتقطت أنفاسها قائلة :
– العيل يا هيثم الولد اللي هيشيل أسمك أنا مش هقدر أجيبهولك
أمتلئ عينيه بالدموع وهي تقول :
– وبنتك لما تعوز تشوفها أهلا بيك في أي وقت أنا مش همنعك أنك تشوفها وتقعد معها
بكت بشدة ووضعت يديها علي صدرها وهي تكمل قائلة :
– متنساش تعزمني في فرحك لأني أكيد هفرحلك
أشتد غضب هيثم من كلامها فأستئنف قائلاً :
-أنتي أكيد اتجننتي بقي أنا مستنيكي السنين دي كلها واول ما تبقي ليا أسيبك علشان مش هتخلفي تاني
أبعدت يديه عنها بقوة وهي تصيح به قائلة :
-متتعبنيش معاك وأخرج من حياتي قبل ما أتعلق بيك أكتر من كدا
قال لها بإستنكار :
– بطلي عبط لأني عمري ما هسيبك أنتي مراتي حبيبتي
صاحت به فأستمعت لهم علياء من الخارج لكلامهم :
-أنت مش عاوز تفهم ليه أن أهلك مش هيردوا ابدا أني مخلفش وهيجوزوك يا هيثم وأنا ساعتها مش هستحمل تتجوز قدامي هطب ساكتة فيها
أردف هيثم قائلاً :
– بعد الشر عليكي يا حبيبتي
أعطته ظهرها فقالت له :
– سيبني وأمشي يا هيثم الله يرضي عليك وأنا أقسم بالله هقدر قرارك وهحاول أني أنساك
كاد ان يقترب منها ولكنها منعته قائلة بدموع :
– متقربليش أبعد عني بقي يا أخي أنت ذنبك أيه تتحرم من الخلفة وتخسر اهلك علشاني
أبتعد عنها قليلاً وكاد أن يخرج من الغرفة فقال لها :
– أنا هسيبك دلوقتي علشان أعصابك تهدي شوية بس أوعدك أني مش هعمل بكل الهبل اللي قولتهولي دا لأني مستعد أخسر كل حاجة في حياتي بس تبقي جمبي.
تركها وغادر فبكت حتي أتي لعندها مصطفي بعدما رحل فأحتضنته وأخذت تبكي بحضنه فرتب عليها بحنان وقال :
– ليه تعملي كدا يا الاء أنتي تعرفي هيثم عمل علشانك أيه في محمود.
أتسعت حدقة عينيها حينما سمعت أسمه يرتد بأذنها فقالت :
– محمود
أبعدها مصطفى قليلاً وهو يقول لها :
– هيثم أنتقملك منه.
نظرت له قبل أن تردف بأستغراب :
– عمل أيه ؟
أوقف سيارته فهو لا يعلم لما يسير بالشوارع بدون هدف منذ أن تركها فقلبه يمزقه كما يمزقها أرباً عندها تذكر حين طرق الباب شقة محمود ففتح له الباب أتسعت حدقة عيني محمود حينما رأي هيثم يقف أمامه مباشرة فقال له هيثم بلؤمٍ:
– أيه يا محمود مش هتقولي اتفضل .
أفسح له محمود مجال لكي يدلف شقته فنظر هيثم للشقة كيف أصبحت قذرة وغير مرتبة وكأنها لم تنظف لأعوام نظر لزجاجات الخمر التي تملئ رخام المطبخ فوقف محمود أمامه قائلاً وهو يضع كفيه الأيمن فوق الأيسر :
– أفندم جاي ليه؟
أردف هيثم قائلاً :
– أنت عرفت أن سارة عملت حادثة وهي في المستشفي دلوقتي بين الحياة والموت
نظر له محمود بخبث قبل أن يجيبه :
– أيه المشكلة يعني؟
فتابع هيثم :
-اللي متعرفهوش أن سارة أعترفت عليك وعلي مي أنكم رتبتوها سوا علشان تخلصوا من الاء واللي شايلاه
أبتعد محمود عنه وأعطاه ظهره وهو يحرك عينيه يميناً ويساراً بتردد :
– دي كدابة أنا معرفش حاجة عن الموضوع دا
كور هيثم قبضة يديه بقوة وهو يكمل :
– يعني مش أنت اللي بعت الممرضة الغلبانة أنها تقتل بنتي
ألتفت أليه محمود وقال بتلجلج :
– محصلش دي كدابة أنا هعمل كدا ليه
أخبره هيثم بنبرة صارمة دست الرعب بقلب محمود وهو يقول :
– أنا بلغت عنهم سارة ومي ولما مي راحت القسم أعترفت أنك معها في الجريمة دي وأنت علشان صاحبي بسئلك أنت عملتها يا محمود هساعدك أنك تطلع منها بس ساعدني أنت كمان وقولي الحقيقة وأوعدك أني هقوم محامي كبير أوي يطلعك منها لأنك لو أنت وعرضوك علي الممرضة وأعترفت فيها أعدام قولي يا صاحبي وأنا أقسملك بالله هتفاهم أن دي لحظة شيطان وعديت وأنت ندمت عليها
لم يكن هيثم يعتقد أن محمود بتلك السذاجة ولكنه سرعان ما قال له محمود :
– مكنتيش لوحدي مي ساعدتني وقالتلي أنا كمان عاوزة أخلص منها بس أنا مليش دعوة بشيل الرحم دا مي اللي خليت سارة تشيله
أبتسم هيثم له وفي لحظة أنكسر باب الشقة ليدلف الشرطة حاوطوا محمود فقال لهم بصياح :
– أيه دا فيه أيه ؟
قال له الضابط :
– دكتور محمود معانا أمر بالقبض عليك بتهمة القتل
نظر له محمود بغضب فأنه لم يكن ليتوقع أن هيثم سيقوم بأبلاغ الشرطة عليه فأخذته الشرطة ولحقهم هيثم بسيارته ليعطيهم التسجيل الصوتي الذي أتفق معهم عليه
أتسعت حدقة الاء وهي تستمع لأخيها فأن هيثم قد رد لها جزء مما فعله بها محمود فأنها واثقة من عدالة ربنا معها فدمعت فقال لها مصطفي :
– دا جزاته تقومي تسيبه كدا
صمتت الاء وشردت قليلاً به كيف يفعل لها كل ذلك ولا ينتظر منها مقابل يعشقها ولا يتحمل رؤيتها حزينة ماذا أسمي هذا الحب أنه أعظم منه ذلك الحب الحلال التي لطالما حلمت به
مر يومين وهي مازالت في بيت أهلها وهو يبيت بمفرده ببيته يدلف شرفته فتدلف بها الأخري ينظرون لبعضهم البعض وكأن عيونهم تشتاق أكثر من جسدهم لم يرد أن يأخذها من بيت أبيها ألا أن تهدئ نفسيتها فدائماً ما تسئل عليه طفلته تريد أن تخبرها كم تشتاق اليه كتلك الصغيرة ولكنها تخشي غد اليوم الذي يأتي ويجبره فيه صبري أن يتزوج الأخري لينجب له طفلاً يحمل أسمه ولكنها لا تتحمل بعده عنها فكل يوم تنتظر وصوله من عمله لتطمئن عليه أنه صعد شقتها تدمع حين لا تراه ينظر لها ليطمئنها عليه حاولت أن تبتعد عنه حتي تستطيع أن تتأقلم علي عدم تواجده بجانبها ولكنها لم تقدر فهي الأن تعلم بمقدار حبه بقلبها الذي أصبح ينبض به فعندما مر أسبوعين مرضت الصغيرة وجسدها أنبعث منه حرارة مرتفعة ،تفرغ ما بجوفها وهي لا تعرف كيف تتصرف معها فأن الوقت متأخر أن توقظ أخوتها ولكنه أول من خطر ببالها و سرعان ما أمسكت هاتفها وأتصلت به فعندما أجاب بفرحة أنها كلمته :
– الاء
أمتلئ عينيها بالدموع فتابع وقد تغير نبرته لتصيح نبرة محملة بالقلق :
– الاء ردي عليا أنتي كويسة
أستمع لصوت بُكائها وهي تخبره بأن طفلته مريضة ولا تعرف أن تسعفها عندها قال لها :
– أنا جايلك يا الاء سلام
أغلقت المكالمة فهرول بنزول من شقته وذهب لبيتها طرق باب الشقة ففتحت الباب الشقة فتقدم ناحية طفلته التي عندما رأته أحتضنته بشدة وبلهفة فقال لها :
– مالك يا حبيبة بابا
أغمضت عينيها فحملها علي ذراعه وضع كفه خلف ظهرها فتقدم ناحية باب الشقة فلحقته الاء وجلست بجانبه في السيارة وهي تحمل صغيرته فقاد بسرعة كبيرة…
نظر لها وجدها تدمع والطبيب يفحص طفلته فأردف هيثم قائلاً :
– خير يا عمار .
تركها عمار وجلس علي كرسي المكتب قبل أن يقول :
– نزلة معوية هي كلت أيه ؟
حملتها الاء علي ذراعها فقالت له :
– أكلت حواوشي.
حدقها الطبيب بأستنكار :
– أيه حواوشي أنتي بتهزري
نظرت لهيثم فقال له :
– هي متعرفش أنه غلط عليها
نظر لها حسام مرة اخري من ثم أكمل بكتابة بعض الأدوية فأعطاها لهيثم وأوصاه بأن يهتم بالصغيرة ولا يجعلها تأكل من الخارج مرة أخري فهي مازالت مناعتها ضعيفة أن تتحمل كل ذلك خرجوا من العيادة ففتح هيثم لها باب سيارته فركبت بجانبه كما فعل هو وقاد تلك السيارة نامت الصغيرة مسندة رأسها علي صدر والدتها فأردف هيثم وكأنه أنتهز الفرصة لمحادثتها :
– أسف يا الاء
سئلته :
– علي ايه
أجابها قائلاً :
– علي كل حاجة
صمتت فأبتسمت فلأحظ أبتسامتها جعلته يتابع قائلاً:
-علي فكرة أنتي وحشاني.
نظرت له فبادلها النظرة فأكمل :
– بتكلم بجد البيت وحش أوي من غيرك أنتي و رورو
فركت بيديها بتوتر فقال لها :
– مش ناوية ترجعي تقعدي معايا بقي علي أقل أخلي بالي من البنت
عندها قالت له بفرحة دارتها بقلبها فشعرها :
– ماشي يا هيثم هرجع معاك
أبتسم لها قبل أن يذهب بها لمنزلهم ظل يعتني بصغيرته حتي تعافت لم تكن الاء قد عادت أليه بطبيعتها فهي مازالت تخشي أن يتركها ويتزوج بأخري فينجرح قلبها مر حوالي أسبوع علي جلسة الحكم علي محمود ومي وسارة أخذها هيثم وذهب بها للمحكمة فتجمع الكثير من الناس صوت تهامسهم نظرات عمه ومرات عمه التي يحدقون بهم وبجانبهم أهلها دموع مريم التي لم تغادر جفنيها لأحظ رجفتها حينما دلف محمود بقفص المحكمة فأمسك يديها وقال لهاوهو يحاول أن يطمئنها :
– متقلقيش ياحبيبتي أن شاء الله ياخدوا حكم
تنهدت فضغطت علي يديه بشدة فرتب عليها عندها دلف القاضي المكان فوقف له الجميع وكأنه أمر بجانب أحترامٍ له ولهيبته عندما جلس أمر بالجلوس جميع من بالقاعة وقف محمود وقد كبر ذقنه كثيراً وأسمر وجهه وكأن غضب ربه قد أنزله علي ذلك الوجه الذي كان يتسم بالوسامة حدقها بغضبٍ وكأن عينيه تخرج منها شرارة الغِل ظل يتابعها من خلف القضبان ولكنها أمسكت بهيثم بشدة وكأنها طفل خائف يحتمي بوالده أما عن مي فهي تقف تبكي وبجانبها تجلس سارة علي كرسي متحرك تابعت الجلسة والنيابة تقدم للقاضي الأدله التي تثبت التهم عليهم وسجلات العملية التي تثبت أن سارة قد فعلت ذلك بأصرار منها صرخت بهم ببكاء ولكن القاضي أوقفها بحزمٍ حتي أتت لحظة الحكم علي محمود…
فقال القاضي بنبرة صارمة :
– طبقاً للمادة خمس واربعون من قانون العقوبات بجريمة الشروع في القتل وتصميم عليها قد قررنا كتالي.
أبتلع محمود ريقه بينما ألتقطت الاء انفاسها لثواني والقاضي يكمل :
-حكمت المحكمة حضورياً علي المدعو محمود عادل سلامة بالسجن المؤبد .
جلس محمود بصدمة وقد نظر للاء بغضب سيطر عليه فأكمل القاضي قائلاً :
-أما قد أمرنا نحن بحبس كلاً من مي سعيد عرابي وسارة محمد ممدوح بالحبس لمدة ثلاث سنوات مع دفع غرامة قدرها عشرة ألاف جنية كسبيل للتعويض
هب واقفاً بعدما قال :
– رفعت الجلسة
سمعت الاء أصوات صراخ أهل سارة وأهل مي أيضاً أمسكها هيثم وكاد أن يخرج بها من المحكمة ولكنها سمعت صوت محمود يصيح مهدداً أنه لن يتركها قائلاً :
-أنتي فاكرة أني هسيبك أنتي وهو ورب الكعبة مش هسيبك وهخرج من هنا يا الاء وربنا لخرج ومش هسيبكم تتهنوا .
أخذت ترتجف وهو يضمها أليه فأركبها السيارة حاول تهدئتها قائلاً :
– أهدي يا حبيبتي ميقدرش يجي جمبك
بكت وهي تقول :
– عععاوز مني أيه تاني .
أمسك يديها وهدئها فقاد مركبته متجهاً ناحية شقتهم
في ثواني مر عليها جميع ما حدث بحياتها معه ذلك الذي نبض قلبها من أجله يوماً اليوم وقفت أمامه لتشهد عليه بالمحكمة فسجنته نظرت لهيثم وقالت وهي تمسح دموعها:
– أمتي هنسافر؟
أجابها هيقم قائلاً :
– في أقرب وقت يا حبيبتي
وجدها صامتة فأحب ان يخرجها من ذلك الصمت قائلاً :
-الحمدلله أنهم أخذوا حكم .
تنهدت ونظرت خلال النافذة المجاورة لها حاولت أن تنسي جميع تلك الذكريات السيئة ولكننا لا نستطيع أن نضغط علي زر مسح تلك الذكريات من عقلنا التي لطالما نجاهد أن ننساها
لم تنكر أن والدة هيثم أتت عندها وجلست معها ولم تفتح لها فكؤة الأنجاب فأن أبنها أوصاها ألا تحادثها به مرة أخري وحضرت معها فاطمة التي سوف تتزوج قريباً فقد أتي أحد الشباب المنطقة بطلبها للزواج فرحة الاء بها وأخذت فاطمة لتحضر لها أشياء للزواج من أدوات منزلية وملابس خاصة بها سافرت الاء وهيثم للبلد لحضور الخطبة فقد كان يومٍ لا ينسي بحياة الاء فأنها وللحظة شعرت بفرحة مرة أخري منذ أن تزوجت هيثم فأن حبيبها بجانبها وطفلتها معها فماذا تريد من الدنيا أذا نظر لها بالفرح وأبتسم لها بحبٍ قد لأحظه جميع من حضر وكأنهم هم العروسين وليس أخته أنتهي الحفلة فصمم هيثم أن يعود بزوجته من حيث أتي فأن والده مازال يغضب حينما تقع نظره عليها فهي حرمته من أن يكون له حفيداً يحمل أسمه وكذلك قطع علاقته بأخيه وسجنت أبنة اخيه ، مر يوم والأثنين ليصبح شهور حتي سافروا بباريس مرة أخري ومعهم الصغيرة حينما رأت علياء زوجة أسامة الصغيرة فرحة بها بشدة وأحتضنتها فعندها سئلت عن حمزة :
– حمزة عامل أيه هو مع باباه
تغيرت تعبيرات وجه الاء فأقترب منها هيثم وضمها أليه واضعاً كفه علي ذراعها قائلاً :
– الله يرحمه يا علياء
أتسعت حدقة عيني علياء قبل أن تقول معتذرة :
– أسفة مكنتيش اعرف الله يرحمه
حاولت الأبتسامة فقالت لها بتضايق :
– لا عادي أبني عايش في الجنة.
حاول أسامة تغير ذلك الموضوع قائلاً :
– أيه أحنا مش هناكل
أبتسمت له علياء وقالت له:
– فوريره
لم تللحظ الاء غمزة التي غمزها هيثم لأسامة بل جلست تحمل الصغيرة وتداعبها أحضرت لها علياء الطعام وقد أقسمت أن لا تعد معها الطعام أخذ الجميع يأكلون ولكنها في لحظة شعرت بالدوار يجتاح رأسها فأمسكت به فسئلها هيثم :
– مالك يا حبيبتي
نظرت له وهي تقاوم ذلك الدوار قائلة بتثاقل :
– دايخة ألحقني يا هيثم
كادت أن تقع لولا أنه قام بإسنادها وحملها فأبتسم لأسامة وقال له بمزاح :
– أوعي تكون زودت الجرعة
ضحك أسامة وزوجته فأجابه :
– متقلقش أتكل انت علي الله
تركهم وخرج بها من البيت تاركاً صغيرته مع علياء وأسامة ولكن هيثم كان يريد أن يذهب بها لمكان ما لهدفٍ ما بذهنه ، فتحت عينيها ببطء بعد فترة من اليوم ليست بكبيرة حينما أنتهي مفعول المخدر أعتدلت بجلستها فأتسعت حدقة عينيها وهي تطلع عما حولها بذهول قائلة :
– هيثم ….
error: