رواية كيف لي ألا أحبك
الفصل الخامس
انتبه لها هيثم وقال بفضول :
– اللي هو ايه
أبتلعت ريقها وقالت :
-اننا نتجوز
أتسعت حدقة هيثم وقال متفاجئاً :
-ايه ؟!
فنظرت له مرة أخري بوسط ذهول منه لما تطلب.
أردفت الاء :
-ممكن تسمعني للاخر ومتقاطعنيش.
نظر لها فوجدها تكمل:
– أنا هطلب اسافر لأني عاوزة اعمل مقال عن حياة الغرب وهسافر باريس عند ماهر وهحاول اخد منه ابني بس مينفعش اسافر لوحدي. حدق بها هيثم وهي تكلمه :
-لحسن يجرالي حاجة ومحديش يلحقني هناك وانت عارف بقي فكنت عاوزاك تتجوزني لمدة شهر واحد بس واوعدك اننا هنفضل اخوات لحد لما نرجع مصر وتطلقني وتعيش حياتك وانا كمان اعيش حياتي مع ابني
ضاق صدره من قولها فقال :
– انتي بتقولي ايه يا الاء ازاي هعمل كدا ومحمود دا بيحبك يابنتي .
أزاحت وجهها وقد امتلئ عيونها بالدموع :
– بس أنا مبحبهوش مش عاوزة اتجوزه
تنهد هيثم وأزاح وجهه عنها فتابعت بترجي:
– ابوس ايديك يا دكتور وافق واوعدك هو شهر واحد بس .
أردف هيثم بتضايق :
– ازاي يا بنتي عاوزاني اتجوزك من وراه اهلك ونتجوز ليه في السر
أجابته :
– اهلي مش هيرضوا يجوزوني ولو قولتلهم الموضوع دا هيوفقوا بمحمود ولو اتجوزته مش هيرضي يطلقني وهكرر مسيرة ماهر تاني
دمعت فناولها منديل ففتحت مي باب الغرفة وجدته يجلس مع الاء
تضايقت مي من رؤية الاء :
– الاء
وقفت الاء وسلمت علي مي :
– ازيك يا دكتورة مي
نظرت لها مي ونظرت لهيثم نظرة تحمل الوعيد قبل أن تلوي ثغرها :
– بخير يا حبيبتي
الاء لاحظت انها قد تضايقت من وجودها مع هيثم فقالت بحرج :
– بعد اذنكم
حاول هيثم أن لا يجذب أنتباه مي لهم فقال للاء :
-استني انتي هتمشي من غير ما اكتبلك الدوا
أنتبهت الاء له وحاولت أن لا تظهر عينيها الدامعه امام مي :
– اها صحيح معليش
نظر لها هيثم ثم نظر لمي وكتب احدي انواع الادوية وقال :
– باذن الله هتبقي كويسة والف سلامه علي حضرتك
قالت له :
– الله يسلمك بعد اذنكم
خرجت الاء وقد شعرت بالتضايق انها قد حرجت امام مي فوجدت امامها محمود فنظر لها بتضايق مستغرباً :
– الاء
سلمت عليه فسئلها لما أتت للمشفي فكذبت عليه أنها أتت من اجله فرأت مي فسلمت عليها لم يقتنع محمود بما قالته له للتو فأرد أن يجلسوا معاً قليلاً
هزت رجليها بتوتر وخبطت القلم علي زجاج المكتب فشرد قليلاً بما قالته له الاء فحاول ان لا ظهر ذلك عليه فقال لها :
– يابنتي أهدي وترتي أمي.
فقالت له متسائلة :
– الاء كانت بتعمل ايه هنا
تلجلج قليلاً :
– جاية تكشف
نظرت له بخبث قائلة :
– ومالها كانت مدربكه كدا ليه لما شفتني وكانت بتعيط
تابع هيثم :
– مفيش يا مي أنتي مضايقة نفسك ليه كبري
زفرت مي بشدة فحاول هيثم أن يغير ذلك الموضوع قائلاً :
– هناكل ايه أنهارده ؟
في سيارة محمود كانت الاء تجلس بجانبه ينظر لها بين الحين والاخر فقد كانت صامتة شاردة فحاول أن يقطع ذلك الصمت بينهم :
– تعرفي اني واحشني قعدتك معايا في العربية
نظرت له قبل أن تقطع صمتها :
– أيام ربنا ما يعودها عليا
تضايق كثيراً من ردها عليه فقال :
-تقصدي ايه ياالاء
صمتت قليلاً وكأنها تحضر ماذا ستقول له فسئلته :
– محمود انت بتحبني
صمت لثواني وكأنه يفكر بإجابة لها مما ضايقها وقال :
– طبعاً بحبك اوي .
علمت أنه مازال يكدب عليها ولكنها أصرت أن تكمل متسائلة :
– بتحبني ليه .
نظر لها محمود وصمت لبرهة فعندها قالت له بإستنكارٍ:
– سؤالي صعب اوي لدرجة
تلعثم محمود وهو يقول لها :
– لا أبداً أنا بحبك علشان انتي مؤدبة ومحترمه ومحافظة علي نفسك ومتدينه
أشاحت وجهها الناحية الاخري لتنظر للطريق عبر النافذة الزجاجية :
-تسلم علي المجامله الحلوة دي .
عندها شعر أنها تضايقت فقال لها:
– مبجاملش علي فكره انتي الله اكبر عليكي عندك كاريزما قوية تتحب .
صمتت الاء ولم تجيب عليه فلم تكن تتوقع أن يظل تفكيره بها هكذا هل حقاً يحبها أم يتلاعب بمشاعرها كما فعل من قبل فكاد أن يقف أمام المقهي بالقرب من الحي الخاص بهم فقالت له بضيق :
– روحني لو سمحت يا محمود
أخبرها أنه يريد أن يتحدث معها كثيراً فقد أشتاق لكلامها معه فرفدت ذلك وأصرت علي ذهابها لبيتها
أدار محمود السيارة وذهب بها لعند خالته
ظل هيثم يفكر فيما قالته الاء له وتتصارع الأفكار برأسه فكيف تمتلك ذلك القدر من الجرأة لتخبره بذلك العرض حتي وإن فعل ذلك اليس ذلك الزواج محرم فهو لم يكن بإشهارٍ وتحت شروط لو قال لأبيه أنه يريد أن يفسخ خطبته من مي ويأخذه ليتقدم لطلب زواج الاء فلن يوافق علي ذلك وسوف يعانده ويزوجه مي رغماً عنه قبل الوقت المحدد فماذا عن صديقه الذي يحبها منذ سنوات طويلة ماذا سيفعل معه وسيقول لو علم أنه يريد أن يتزوج حبيبته أمسك رأسه فبدأ يصيبه صداعاً ترك الكنبة التي كان يجلس عليها وأتجه ناحية المرحاض لاخذ علبة الاسعافات الاولية وتناول حبوب لذلك الصداع نظر لوجهه بالمرآه وأخذ يحدث نفسه :
– ستبعد عن جميع الناس من أجلها أيها الأحمق ماذا بعد أن تأخذ أبنها وتعود به ستنساك حتماً وسوف تخسر أهلك وأعز أصدقائك من أجلها فقط لتجعلها سعيدة تباً لتلك السعادة التي تأتي علي مصلحة الأخرين ولكنه أبنها أيضاً وتريده فقد حرمها ماهر من رؤيته كل تلك الفترة قطع شروده صوت جرس باب شقته شك أن تكون هي من تطرق بابه فهرول ناحيته وفتحه فوجد محمود أمامه يبدو عليه الضيق دلف شقته وجلس علي أقرب كرسيفسئله هيثم :
– ايه يابني مالك .
أخرج محمود سيجارة وأشعلها وبعدما نفث بها :
– الاء متغيرة معايا اوي يا هيثم وانا مش عارف اعملها ايه
صمت هيثم ولم يتكلم وشرد قليلاً بها فقال له محمود :
– سرحت فيه ايه .
لم يجيبه هيثم بل سئله ذات السؤال الذي سئلته له الاء من قليل :
محمود بأمانة ربنا انت بتحبها .
أجابه محمود :
– هي بتحبني
أردف هيثم قائلاً :
– وانت
أطفأ سيجارته بطفاية المتواجدة علي المنضدة وتابع :
– منكرش اني بغير عليها وجوايا مشاعر تجاهها.
نظر لهيثم وجده ينتبه له بشدة فأكمل :
– وعاوزها ليا انا ندمت اني سبتها زمان وخليت حد يخدها مني عرفت قيمتها
أزاح وجهه عنه قبل أن يزفر ويقول :
– تعالي نخرج انا مخنوق أوي
لم يخبره هيثم بشئ بل جعله يأخذه ليسهروا بأحدي المقاهي أو يذهبون للحسين ليصلون به العشاء لعل صدره بعدما أنتهوا من الصلاة فقال له محمود :
– مش ناوي تحكيلي مالك .
عندها فكر هيثم قليلاً قبل أن يقول له :
– مفيش تعالي نروح ناكل
أبتسم محمود له وقال :
– تعزمني علي حمام
فوافق هيثم وذهبوا لتناول العشاء
ظلت مريم تكلمها وتخبرها عن مواقف مضحكة لها بأمريكا فوجدتها شاردة ولا تضحك بل كانت عقلها بمكان أخر
– ماذا فعلت كيف يمكن أن أقول له كذلك أعلم أنه لن يؤذيني ويخبر أحد بما قولته ولكن كيف أتت لي تلك الجرأة ،ماذا سيقول اذا كيف يمكنني أن أفعل الأن.
ضربتها مريم برأسها لتستحثها علي قطع شرودها فقالت متألمة :
– أيه يا مريم.
أردفت مريم قائلة :
– أنتي مش معايا خالص مخك راح فين
أجابتها :
– معاكي
عندها استأذن مصطفي بالدخول وقال للاء :
– لولو مش هتباركيلنا
أبتسمت وقالت :
– مبروك
قال لها مبتسماً قبل أن ينظر لمريم بهيام :
– في العيد هنتجوز
أستئنفت قائلة :
– ملقتيش غير عيد الاضحي اللي هتتجوز فيه
تابع مصطفي :
– نأجل ليه تاني
أمسكت يديه ونظرت له بفرحة :
-خلاص يا حبيبي مبروك يا قلبي
قبلها من راسها وقال :
– عقبالك يا حبيبتي
ابتسمت الاء وقالت :
-ربنا يخليك يا مصطفي
أحتضنت مريم بفرحة وقالت لها :
– هتبقي أحلي عروسة ربنا يسعدك يا مريومتي
مر اسبوع ولم يجيب هيثم علي الاء في ذلك الموضوع كلما ذهبت له للعمل وجدت لديه الكثير من المرضي وخجلت ان تدلف لعنده وتخبره عن رده عليها ظنت انه قد رفض وقد شعر بالحرج ان يقول لها ذلك فسرفت نظر عن ذلك وتقبلت الوضع
اما عنه فقد شعر انه يضيق صدره بما حوله فأنه سيخسر اهله وصديقه المقرب من اجلها حبيبته سيعقد قرانه عليها لفترة ويطلقها بعدها فقد الكثير من الوزن من عدم تناوله الطعام لفترات طويلة ظل يراقب غرفتها كل يوم بإستمرار جلوسها بالشرفة حتي يطمئن انها نامت من إغلاقها لنافذة الغرفة فينام هو الاخر
أته العيد فدبح محمد عجل فخرج الاء لتشاهد الذبيحة فرئته يركب سيارته ويرحل ولم يلقي عليهم السلام حتي أتي يوم زفاف مصطفي أرتدت الاء فستان جميل سماوي ذو لمعة وارتدت الخمار زين ذلك الفستان وضعت القليل من المساحيق التجميل فزدادت جمالاً فوق جمالها اما عن مريم فقد كانت كالبدر بتمامه أما فستانها فكان طويلاً يشبه فساتين السندريلا أرتدت الحجاب بسيط فجعلها جميلة جدا بأعين الجميع
قالت لها مريم وهي تجلس أمام فتاة تنهي من وضع أخر لمسه بالمساحيق عل وجهها :
– لولو اتصلي بمصطفي شوفيه اتاخر ليه
قالت لها :
– حاضر يا حبيبتي هتصل
ألتفتت لها مريم وقالت :
– مش هناكل قبل ما يجي ؟
أجابتها الاخري :
– كلي انتي علشان مش هتعرفي تاكلي في القاعه
اتت الاء لها الطعام واخذت تاكل وتستحث الاء بالجلوس للأكل معها فرفضت
اتي مصطفي عند باب مركز التجميل فخرجت له الاء فوجدت بجانبه محمود يرتدي بذلة سوداء أنيقة يبدو وسيمٍ للغاية أبتسم لها فبادلته الابتسامة واتجهت ناحية مصطفي وهي تراه يرتدي بذلة سوداء جميلة ورابطة عنق من ذات اللون فقالت مازحة :
– اش اش ايه الحلاوه دي يا بختك يا مريومه .
مصطفى : يابت اتلمي بقي بتعكسيني يوم فرحي أمشي بلاش تسول.
فضحكت ومعها محمود فسئلها عن مريم
فقالت له وهي تنكزه بكتفه :
-ادخل هاتها وخليك جينتل
أبتسم لها قبل أن يقوب :
– انتي صح
تركها مصطفي ودلف لعند مريم فتركها مع محمود فهمس لها :
-عقبالك .
ازداد دقات قلبها وأجابته :
– عقبالك انت .
مال رأسه قليلاً قبل ان ينظر لها بهيام :
– ما انا مش هعملها غير لما تعمليها انتي .
تضايقت الاء فقالت له :
– يبقي شكلك عمرك ما هتعملها .
خرج مصطفي ومعه مريم فأطلقت الاء الزغاريد ووالدة مصطفي ، فابتسمت الاء لهم بفرحة وركبت الاء بجانب محمود بسيارته وركب معهم العروسين
ذهبوا للقاعة وجلست الاء تستريح علي الكرسي من ثم وقفت وأخذت تلتقط صور مع مريم ومحمود تصورهم بالسلو فتقدم محمود لها وهمس لها :
– تحبي ترقصي.
حدقت به قبل أن ترفض فشعر بالحرج وذهب ليجلس بجانب خالته ، فبعدما انتهوا من الرقص ظلت واقفة بجانب مريم تعطيها المياة لتشرب فشعرت بشعور غريب شئ ما يقول بداخلها :
-انظري ناحية باب القاعه .
فعندما نظرت وجدت هيثم ومعه مي يدلفوا المكان، يبدو مختلفاً فقد خسر الكثير من الوزن ولكنه ما زال وسيماً كما هو بتلك البذلة الزرقاء اما مي فهي كانت شديدة الجمال ولكن فستانها كان قصيراً ما يصل لفوق الركبة بقليل ذو اللون الأحمر فوجدته يتقدم ناحية محمود وأحتضنه وهنئه وسلم علي محمد ووالدته واتجه ناحية العروسين يهنئهم ومعه خطيبته فنظر الي الاء التي كانت قد بدا عليها الخجل والتوتر لاحظه في فركها لأصابع يديها
قال لها :
-ازيك يا الاء .
الاء : بخير يا دكتور ازيك يا دكتورة
مي بإبتسامة سخيفه :
-أهلاً
شعرت بالحرج فستأذنت بالرحيل :
-بعد اذنكم
نزلت الاء وجلست بجانب محمود فقال لها محمود :
-الاء مالك شكلك مضايقة
ابتسمت له وقالت :
– مليش مبروك لمريم
نظر لها وقال :
– الله يبارك فيكي يا حبيبتي
وقفت الاء وكادت ان تبتعد عن محمود وتذهب ناحية باب القاعه عندما وجدت هيثم اتي لعند محمود
اردف محمد :
– رايحة فين يا الاء
أجابته :
– هخرج اشم شوية هوا برة يا أبيه
فقالت لها فردوس :
– ناوليني أزازة الماية دي
أعطتها لها فشعرت ببرودة يديها فقالت لها :
– ايديك تلج كدا ليه
فأخبرتها :
– مفيش إنا خارجة
تركتهم وخرجت من القاعة فنظر لها هيثم تابعها وهي تغادر فنظر لها محمود ايضا أجلس هيثم مي بجانب فردوس وتركهم وخرج من القاعة أيضاً
فوجدها واقفة امام سور المطل علي النيل فاتجه ناحيتها
قالت مي وجدت محمود :
– دكتور محمود
نظر لها محمود واجابها :
-نعم
فسئلته عن هيثم فقال لها إنه بالتأكيد ذهب للمرحاض.
فتحت هاتفها واخذت تطلبه ولكنه الغي المكالمة واغلق الهاتف بأكمله
سئلها :
– أنتي كويسة ؟
ازاحت وجهها عنه وقالت :
– كويسة الحمدلله
أبتلع ريقه قبل أن يقول :
– اعتقد ان دا الوقت المناسب اللي اكلمك فيه في موضوعنا
أمسكت السور ونظرت للمياة فقالت بتضايق : -جوابك وصلي يا دكتور انا بعتذر لحضرتك اني فتحتك في موضوع زي دا بس اقسم بالله دا من قلة حيلتي مش اكتر انا قلبي موجوع
قاطعها هيثم قائلاً :
-انا موافق
نظرت له الاء وقالت بفرحة :
– موافق ؟
أجابها :
– ايوة يا الاء موافق بس طالما حطيتي شروط انا كمان عندي شروطي
أبتلعت ريقها فقالت :
– ايه هي
أردف :
– أولاً تهتمي بصحتك وأول ما نخلص أتفاقنا تعملي العملية وتبقي بخير
قالت له بتردد :
– بس
وضع راحتي يديه في جيب بنطاله :
وأنك تساعديني أني أخد الماجستير لو وافقتي عليه انا كمان موافق
أزاحت وجهها عنه قائلة :
– وانا موافقة
وضع يديه علي رأسه فأكمل :
– امتي هننفذ الاتفاق
تابعت :
– كمان اسبوع نكتب الكتاب واظبط اموري في الشغل وهسافر الاول وانت تفاتح اهلك في موضوع الماجستير وتحصلني
تنهد قبل ان يقول :
– ربنا يسهل ادخلي القاعة وهحصلك علشان محديش يشك في حاجة
تركته واتجهت ناحية مريم ومصطفي بالقاعو ووقفت بجانبهم ، فوجدت هيثم اتي لعند محمود و مي تكلمه لتطمئن عليه
نظرت له ونظرت لمصطفي أنتهي الفرح سريعا كمثل ذلك الأسبوع ، حتي اتي يوم كتب كتابهم فذهبت الاء لعند المأزون الشرعي وكذلك هيثم نظرت له في كتب الكتاب يبدو عليه التوتر الخوف من ما هو قادم وعندما انتهوا خرجوا من عنده
فاوصلها هيثم ودلفت شقتها ووصل لشقته هو الاخر
لما فعل ذلك لما طاوعها افعل ذلك فقط لتكون سعيدة عندما يعود لها ابنها ام انه سيكون اكثر سعادة عندما يراها بخير ولا يؤلمها قلبها في الحالتين هو سيكون سعيد بوجوده بجانبها برغم من انه وقت صغير وما أسرع الأيام ولكنه حين كان يكتب الكتاب لم يضع بباله أنه سيتزوجها شهر واحد بل قال زوجتي للعمر بأكمله فكيف يفعل وهو الذي لطالما تمني أن يحصل علي تلك اللحظة و يتزوجها وتصبح له حتي لدقيقة واحدة
أخبر هيثم مي أنه سيسافر للخارج وأهله أيضا كما فعلت هي كذلك رأت تعارض من اخواتها ومحمود كذلك ولكنها حسمت أمرها بالعمل ولا مجال للتراجع فسافرت وهولحقها بالطيارة التي تليها
اخذت تنتظره في المطار حتي أتي اليها فأبتسمت له وقالت :
– حمدالله علي سلامتك
سئلها كم انتظرته فكانت أجابتها :
– اربع ساعات
تضايق انه جعلها تنتظر كل تلك المدة فأعتذر لها فأخذها وخرج من المطار أوقف هيثم تاكسي فتحدث معه هيثم ليخبره انه يريد أن يذهب بهم لأقرب فندق فهي لم تعرف أبدا أن تتحدث الفرنسية لانها كانت لغاتها الثانية أيطاليا ولكنها حمدت ربها بأنه معها الأن
فتحرك السائق بهم ليوصلهم للفندق ظلت تتابع الشوارع فرحة فكم هي شوارعهم جميلة تختلف عن شوارعنا مرت من أمام برج ايفيل فرأها تبتسم بشدة وكأنها اول مرة يراها تبتسم منذ وقت طويل،فدلفوا الفندق وسجلوا اسمائهم ومن ثم اخذوا جناح
فقال لها هيثم :
– صلي علي النبي.
قالت له مرددة :
– عليه الصلاة والسلام.
فأكمل :
– بصي يابنت الناس أنتي هتنامي علي السرير وانا هنام علي الكنبه قشطة
قالت معترضة :
-بس انت طويل وضهرك هيوجعك من الكنبة سيبلي انا الكنبة أنا قصيرة وهتيجي مقاسي
فأمسك منها الوسادة وقال :
– قولت نامي انتي علي السرير وانا الكنبة وبلاش رغي كتير
ردت بتضايق :
– دكتور هيثم لو سمحت متحسسنيش اني جاية عليك انا عارفة انك مش هتعرف تنام علي الكنبة فلو سمحت نام علي السرير وأنا هنام علي الكنبة
زفر هيثم بشدة فكادت ان تذهب ناحية الكنبة
فأمسك بيديها وجذبها ناحية الفراش فتعرقلت بالمنضدة فدفعته فسقطوا علي الفراش فشعرت بالخجل وأحمر وجنتيها فأبتعدت عنه وقالت معتذرة :
– أنا اسفة كنت هقع
اتجه ناحية الكنبة وقال لها :
-نامي بقي
ازاحت وجهها بخجل فشعر بخجلها وتمدد معطياً ظهره لها وضعاً يديه علي صدره وهو يحاول أن يخفف من دقات قلبه المتسارع وكأنه ركض لأميال بعد قليل نظر ناحيتها ليتطمئن انها نامت
فوجدها نائمة بخمارها ولم تنزعه فهي تشعر انه مازال غريب بالنسبة لها فأبتسم وأجدل نومته لينظر لها وهي نائمة هادئة الملامح ظل يتابعها حتي غلبه النوم، نامت بعمق احست انها لم تنم بحياتها كمثل ذلك اليوم شعرت بالطمأنينة كلما فتحت عينيها في المساء تجده مازال نائماً علي الكنبة فتكمل نومها
في صباح اليوم التالي
اقتربت منه وقالت وهي تستحثه علي الاستيقاظ :
– دكتور هيثم اصحي
فتح عينيه فوجدها امامه فأنتفض ذعراً فأعتدل بجلسته وقال :
– أنتي بتعملي أيه هنا أحنا فين
نظرت له فعندها أمسك رأسه وفرك بعينيه بنعاس فأنفجرت ضاحكة وقالت :
– هو أنت من الناس دي
فضحكزهو الاخر قبل أن يردف :
– أسف لسه مش واخد عليكي أعذريني
فقالت بخجل :
– لا عادي ولا يهمك .
كاد أن ينام مرة أخري قائلاً بنعاس :
– فيه ايه بتصحيني ليه عاوز انام
أردفت متسائلة :
– مش هنروح ندور علي ماهر
غطاء جسده جيداً وقال :
– دا وقت ماهر لسه بدري يا ماما انتي فاكرة نفسك في مصر ناميلك شوية ولما نصحي نبقي نفطر وننزل ندور عليه
قالت له بغضب :
– لا قوم بقيييييي لحسن يروح في اي مكان تاني
زفر هيثم بشدة بغدما أعتدل بجلسته فوجدها بدلت ملابسها بفستان أخضر اللون وخمار به ورود حمراء لم يمر كثيرا ً حتي بدل ملابسه ونزلوا يتناولون الفطار من ثم اخذها وذهبوا للفنادق التي توجد بباريس للبحث عن ماهر حتي وجدوه بعد فترة طويلة بأحدي الفنادق فعندها قالت :
– ابني
هرولت مبتعدة عن هيثم وصعدت علي السلم فهرول ورائها هيثم يخبرها بأن تتوقف ولا تتسرع فطرقت باب الغرفة بقوة قائلة :
-افتح يا ماهر
أمسك هيثم يديها حتي تهدئ ففتح ماهر الباب فنظرت له وامتلئ عيونها بالدموع وقالت :
– ابني فين عاوزة ابني
كاد أن يدفعها بعيداً عن الباب وهو يقول :
-انتي جايالي من مصر لهنا
أمسك يديه هيثم ليمنعه من دفعها
فنظر له ماهر بغضب :
-ماشاء الله انت كمان جاي من مصر لهنا مع الهانم
قال له هيثم بنبرة صارمة :
– فين حمزة
نظر له ماهر بإستحقار :
– انا مش هديكم حاجة ويلا برة علشان انا عندي ميتنج كمان نص ساعة
أمسكت الاء يديه بغضب وقالت :
-هات ابني لحسن اعملك فضيحة هنا
دفعها بقوة فوقعت بالارض وتالمت فأقترب منها هيثم واوقفها وقال :
– انتي كويسة
نظرت له الاء ودمعت فأقترب منه هيثم وصفعه عدة صفعات ليوقعه بالارض وأخذ يضربه بالكميات حتي أستحثته الاء أن يتركه حتي لا يموت بيديه فوجدت صوت ابنها يصرخ فهرولت ناحية الغرفة وأخذته بحضنها فصمت فأبتعد هيثم عنه وأخذها وغادروا تاركاً ماهر فاقد للوعي
نزل من الغرفة فوجد رجال ماهر الاء معها الطفل فأسرعوا ورائهم اوقف سيارة اجرة استحثها علي الاسراع فقد اتبعه رجال ماهر ولكنهم أستطاعوا الهرب
ظلوا يسيروا بالشوارع لا يعرفونها
قالت له الاء :
– هنروح فين يا دكتور هيثم الوقت اتاخر والجو ساقعة اوي علي حمزة
أردف قائلاً :
– خايف نروح الاوتيل نلاقيهم هناك مستنينا
أكملت :
-طيب والعمل
نظر هيثم في جيبه فاخرج محفظته التي بها القليل من المال فقال لها :
– تعالي معايا
ذهبوا لمكان قديم بيوت تكاد تكون متجمدة من البرد شوارع خاوية من الاشخاص فقط هما الاثنين من يسيرون به
فطرق إحدي البيوت وأخذ يتحدث مع صاحب البيت ويطلب منه أن يأجر له غرفة لكي يبيت فيها هو وزوجته فأنه ضل الطريق والطقس أصبح بارد ولكنه رفض ذلك ولكن هيثم تذكر أنه مازال يحمل محفظته فاخرج منها ورقة بها رقم هاتف فابتسم للاء وقال :
– باذن الله هتفرج.
تقدم ناحية هاتف المتواجد بالشارع وضع به نقود وطلب ذلك الرقم نظرت له الاء بإستغراب من الخارج فوجدته يبتسم فخرج وقال :
-هنروح نبات عند زميلي من ايام الكلية
ابتسمت وقالت له :
– بجد طيب يالا نروحله
تابع :
– انا وصفتله الطريق وهو هيجي ياخدنا
قالت له :
-يا مسهل يارب
لم تعد تستطيع الوقوف وهي تحمل صغيرها الذي أخذ يصرخ جوعاً وهي لا تعرف ماذا تفعل فوجدت هيثم ينزع معطفه ويضعه عليها ليغطيها وقال :
-رضعيه وانا هراقب الطريق .
نظرت له واخذت ترضع طفلها وجدته يقف امامها يمنع أحد من رؤيتها حتي أنتهت من أرضاع واشباع صغيرها فنام فقالت له :
– دكتور هيثم
انتبه لها وقال :
-ايوة يا الاء عاوزة حاجة
نزعت معطفه عنها وعن الصغير وأمدت يديها به له وقالت :
-اتفضل انا خلاص مش محتاجاه وجدته يمسكه ويضعه عليها مرة أخري ويقول :
-لا يا الاء مينفعش تشيليه من عليكم لحسن تبردوا
قالت له :
-بس انت كدا هتبرد .
أجابها :
-انا كويس كدا متقلقيش
أبتسمت له فتدفئوا بالمعطف حتي غلبها النعاس أخذت تقاومه فلاحظ هيثم انها ستقع علي الأرض الصلبه البارده فجلس بجانبها ووضع راسها علي كتفه فنامت أتي صديق هيثم أوقف سيارته أمامهم ونزل وأعتذر علي التأخير فنظر له هيثم فهو أسامة رجل قصير القامة بدين بعض الشئ ، أصلع وعينيه سوداء أنفه حاد وشفتيه غليظة
سلم عليه هيثم :
– ازيك يا اوس اوس استني مش هعرف اسلم عليك اشيل مراتي الاول وبعدين نبقي نسلم
فضحك اسامة فحمل هيثم الصغير علي ذراعيه واعطاه لاسامه من ثم حملها هو وادخلها السياره وسلم عليه واحتضنه فقال اسامه مداعباً :
-هتفضل مشيلني ابنك كدا كتير .
فضحك هيثم وحمل الصغير وركبوا السيارة
أردف أسامة :
– عاش من شافك يابو زمل
نظر له هيثم وقال بإستنكار :
– انت من ساعة ما جيت هنا وانت مش معبرنا
قال أسامة :
– مشاغل والله يابني
صمت هيثم فنظر لحمزة وهو نائم بين يديه فسئله أسامة :
-هي دي البنت اللي كنت بتحبها ايام الجامعة
نظر لها هيثم وابتسم قبل ان يردف :
– هي
فرح أسامة وقال له :
– ربنا يخليكم لبعض
تنهد هيثم وقال :
– أمين
وصل هيثم لبيت اسامه فحمل اسامة الطفل وحمل هيثم الاء ودلف بها لشقته
استقبلتهم زوجة اسامة علياء فهي سيدة جميلة تبدو في أواخر العشرينات عيونها عسلية ترتدي حجاب بسيط نحيفة بشدة فقال لها اسامة :
-اوضة الضيوف جاهزة ؟
أجابته :
– ايوة طبعاً اتفضلوا .
دلف هيثم الغرفة بها ووضعها علي الفراش نزع حذاء من قدميها وادفئها جيداً فخرج وجلس مع اسامه الذي اخذ يداعب طفل الاء الذي استيقظ
قال هيثم له :
– الولد
أردف أسامة قائلاً :
-متقلقش عليه علياء هتغيرله وهتاكله تعالي نتكلم انا وانت
ذهب هيثم معه بغرفة المعيشة
سئله أسامة عما حدث له
-هنقعد عندك لحد بكره وبكره هنرجع الفندق
قالها هيثم بحرج من أسامة
تابع أسامة :
– فهمني طيب
نظر هيثم له وقال :
-بعدين
استفاق ماهر وجد بجانبه الطبيب يضع له ضمانات علي جرحه
صاح بغضب وهو يزيح الغطاء عنه ليعتدل بجلسته :
-راحوا فين ولاد الكلب دول .
قال مساعده الشخصي بتأسف :
– هربوا مننا
صفعه ماهر بقوة وكأنه يخرج ما بداخله من غضب قائلاً :
– تدورولي عليهم وتجيبهوملي حتي لو تحت تقطيق الارض
فقال رجاله له :
– اؤمرك ياماهر بيه
شرد قليلاً قبل أن يقول بتوعد :
– ماشي يا بنت ….. بقي كنتي فعلاً بتخونيني مع الجربوع دا اما وريتك مين ماهر العراقي
في الصبح فتحت الاء عيونها وجدتها بغرفة صغيرة اعتدلت بجلستها وجدت هيثم نائم علي الارض بجانب الفراش النائمة عليه
فقالت بلهفة وبصوت مرتفع :
– ابني ابني فين
استيقظ هيثم وأعتدل بجلسته وقال :
-فيه ايه
سئلته :
– ابني
أمسك هيثم يديها وقال :
-متقلقيش هو بخير نايم مع اسامة وعلياء
أبعدت يديه عنها وقالت :
-انا عاوزة اشوف ابني
شعر بالحرج من صوتها المرتفع أن تُقظ من بالبيت :
– اصبري يا ماما عيب نخبط عليهم دلوقتي الوقت بدري اوي
دفعته واتجهت للخارج فوجدت اسامه وزوجته يحملان ابنها فاخذته بعفوية شديدة فضايقت هيثم
فخرج هيثم وقال معتذراً :
– اسف يا جماعة هي متقصدش الاء اديلهم حمزة شوية
نظرة لهم الاء وظلت واقفة صامته يمتلئ عيونها بالدموع فذهب اليها هيثم واخذه منها واعطاه لعلياء فأمسكها بقوة من ذراعها وقال : -بعد اذنكم يا جماعة
دلف بها الغرفة مرة أخري التي كانوا نائمون بها فقال لها بغضب :
– ايه اللي هببتيه دا
دمعت قائلة :
– انا اسفه انا مكنتيش اقصد
هيثم وقد أخفض من روعه وقال :
– طيب تعالي معايا
خرجت معه فنظرت لعلياء واسامة وقالت معتذرة :
– اسفة والله مقصدش حاولوا تفهموني
فابتسمت لها علياء وقالت بتقبل :
– عادي يا حبيبتي ولا يهمك تعالي معايا نحضر الفطار اكيد جعانه
أمسك أسامة يدي هيثم فدلفت الاء مع علياء المطبخ
همس له أسامة :
-انت ايه اللي هببته دا .
هيثم بتضايق :
-معرفش انفعلت عليها ليه
قالت الاء لعلياء :
– أنا بعتذرلك تاني بجد أنا مقصدش والله
أبتسمت علياء وقالت :
– يابنتي عادي حصل خير وبعد الله أكبر علي حمزة ربنا يخليهولك زي العسل
أبتسمت الاء وقالت :
– يارب ويرزقك يا علياء
بادلتها علياء الابتسامة وخرجت لتوضع اطباق الطعام علي السفرة بمساعدة الاء فبعدما أنتهوا أخبر هيثم أسامة أن يذهب بهم لأفضل مشفي حتي تستطيع أن تقوم بالعملية فعندها نظرت له فقال لها :
– أنا وفيت وعدي الباقي عليكي أنتي
وافق أسامة فأكمل هيثم :
– وياريت تشوفلنا شقة نقعد فيها الكام يوم دول
عندها قال له أسامة :
– ماانتم منورنا يا جماعه ولو مشلتكمش الارض اشلكم انا
فقال هيثم بمزاح :
-يعم اقعد انت قادر تشيل نفسك اتنيل
فبتسمت الاء وضحت علياء وقالت :
-ملكش حق يا دكتور هيثم كله الا اوسي داعبت خديه الممتلئه قبل أن تكمل :
– مفيش زيه
ضحك الجميع فقال هيثم للاء :
– انا هجيب شنطنا وجاي
قالت له :
– وهتسبنا لوحدنا
أجابها :
– انا خايف عليكي اكيد ماهر محاوط المكان وخلي بالك من حموزه
ابتسمت الاء وقالت :
– ترجع بالسلامة
أبتسم لها وقال :
– علي الله
تركها هيثم وذهب ولكنه تاخر بشدة شعرت بزدياد دقات قلبها التي كانت تقلع بقوة تصدر صوتاً رناناً
وعندما وصل البيت هرولت اليه مسرعة تطمئن عليه وقالت :
– انت كويس ماهر شافك
قال لها :
– لا يا ماما انا كويس متقلقيش
تنهدت وكانها تنفست الصعداء أبتسم هيثم بفرحة فقد أحس بقلقها عليه لأول مرة بحياته فسئلها :
– قلقتي عليا
أجابته بتلجلج :
– اها خفت لحسن يكون ماهر اتعرضلك
أبتسم لها بشدة فشعرت بالخجل وأخبرته انها ستذهب للأطمئنان علي أبنها مر يومين وكان ماهر يبحث عنها كالمجنون فأن طفله كل ما يريده منها أوقف جراس عند المطار حتي يراقبونهم أن سافروا لمصر لم يترك فندقاً الا وسئل به فقال بتوعد :
– وحياة أمي ماهسيبك يا الاء وانا وأنتي والزمن طويل
جهز اسامة لهم بيت مجاور له للايجار وقال :
– عقبال ما ترجعوا مصر
ذهبوا لمنزلهم الجديد فهو بيت صغير مكون من غرفة الاستراحه بها مدفئه وجهاز تلفاز وكنبة صغيرة تكفي شخصين فقط وغرفة الاخري بها مطبخ صغير وسلم اذا صعدت عليه يكاد يكفيك وحدك لا احد يصعد معك ستشاهد غرفتين بها غرفة نوم متوسطة ولكنها مقفولة وغرفة اخري صغيرة بها غرفة نوم صغيرة
أخذ أسامة يفرجهم علي البيت وقال :
– معليش يا جماعة البيت صغيرة
– لا دي جميلة جدا
قالها هيثم
أستأذن أسامة بالرحيل موعداً بأنه سوف يزورهم باليوم التالي لأصطحابهم للمشفي
خرج اسامة فنظر لها هيثم وقال :
-تعالي نشوف فيه اكل ولا لا لاني هموت من الجوع
ابتسمت له الاء وقالت :
– تعالي
وضعت صغيرها علي الكنبة ودلفت معه للمطبخ فوجدوا الثلاجة ممتلئه بالطعام
هيثم :
– طلعي كل الاكل علشان هخلصه دلوقتي
أخرجت الطعام فوضعته أمامه
جلس هيثم امامها بالمطبخ ياكل وهي تنظر له :
-انتي اكلتي
نظرت له الاء وقالت بتلجلج :
– اها طبعاً كل انت الف هنا وشفا
هيثم وقد علم انها تكذب عليه فأمسك قطعة خبز بجبن وقال :
-افتحي بوقك
نظرت له ولم تعلق فوجدته يقول :
-افتحي بوقك بقي
فتحته فوضع اللقمة بفمها وقال :
-علي فكرة انا عارف انك مكلتيش حاجة من الصبح بردو مش قولنا لازم ناكل علشان منتعبش
الاء بتضايق :
-اسفة
ابتسم لها وقال :
-متتاسفيش ويالا انا عاوز الاكل كله يتنسف حالاً
ابتسمت له واخذت تاكل فظل يراقبها وهي تحشر الطعام بفمها الصغير
بعدما انتهت فقال لها :
-انا هنام هنا على الكنبة
نظرت له والي الكنبة الصغيرة فهو اكثر طولا من أن ينام علي تلك الكنبة
قالت :
– بص انا قصيرة ممكن انام عليها وانت نام فوق
جلس علي الكنبة وقال :
-هتنامي ازاي كدا ومعاكي الولد لا يا الاء اطلعي ارتاحي فوق وباذن الله بكره يحلها حلاال .
صعدت الغرفة وأرضعت الصغير عندما أستيقظ وانامته بجانبها ،حتي اشتد الليل ظلاماً نزلت علي السلم ونظرت علي هيثم وجدته جالس علي الكنبه فأشفقت عليه فهو يبدو غير مرتاح بتلك الوضعية فصعدت للغرفة مرة اخري واحضرت غطاء من الخزانه الملابس ونزلت واقتربت منه وضعت الغطاء عليه فوجدته يتقلب خشيت أن يقع فسندته بيديها وأبعدته قليلاً عن الطرف الكنبة ولما اطمئنت انه نائم بعمق صعدت غرفتها مرة اخري ، تاكد انها لم تعد بجانبه فتح عيونه وابتسم عندما وجد الغطاء يدفئه فتدفئ ونام
في الصباح استيقظت من نومها ونزلت وهي تحمل بيديها صغيرها فوجدته واقف بالمطبخ يعد الفطور
قالت :
-انت بتعمل ايه سيب انا هعمل كل حاجة
أردف وهو يضع الملح والفلفل علي الطعام :
– خلاص مش مشكلة ما انا ياما عملت لنفسي اكل وفطار جت عليكي يعني وبعدين انهارده هيبقي فطار مختلف علشان اول مرة افطر مع بنوته زيك قمر تبارك الله
أحمر وجنتيها خجلاً :
-تسلم علي المجاملة الجميلة دي
تابع :
– والله ما بجامل انتي فعلاً زي القمر ربنا يحميكي يارب
تركته وخرجت من المطبخ فقال وهو يشاهدها تبتعد عنه بصوت هامس :
-ويخليكي ليا
وضعت الصغير علي الكنبة ودلفت لعنده مرة اخري
سئلته :
– احنا امتي هننزل مصر
أجابها :
-والله علي حسب الاشعات والتحاليل والعملية يعني مش اقل من شهر شهرين
قالت :
– بس دا كتير اوي انا خايفة ماهر يدور علينا ويلاقينا وساعتها هتبقي مشكلة .
تنهد قائلاً :
– سيبيها علي الله
أخذها هيثم والصغير وذهبوا للمشفي مع اسامةوأجروا الفحوصات فقالوا له :
– أنها يمكن أن تفقد قدرتها علي الأنجاب.
فقال له أسامة متسائلاً :
– هتعمل ايه يا هيثم.
أجابه :
– هخليها تعملها وأن شاء الله مش هيحصل كدا وهتقدر تخلف تاني.
خرجت لهم فأخذهم هيثم وذهبوا للبيت جميعاً
في المساء جلست الاء أمام المدفئه بعدما نام الصغير فأتي هيثم وجلس بجانبها ولكنه ظل صامتاً متضايقاً شعرت بضيق صدره فسئلته عما بقلبه فأجابها :
– مخنوق يا الاء
قالت :
– بسببي
أجابها :
– احنا غلطنا لما اتجوزنا من وراه أهلنا
نظرت له بتضايق :
-بس احنا قدام ربنا متجوزين ومعملناش حاجة تغضبه
أردف هيثم قائلاً:
– الجواز اساسه الإشهار يا الاء
قالت بضيق :
-لو حابب نرجع مصر وتطلقني انا معنديش مشكلة بس مسببلكش مشكلة
عندها تابع :
– انا خايف عليكي انتي
سئلته :
-خايف عليا من ايه
عندها نظر بعينيها وأكمل :
-ماهر مش هيسيبك وهياذيكي وخايف لحسن يقول للكل في مصر اننا اتجوزنا
سئلته مرة أخري بفضول :
– خايف علي نفسك
عندها أبتسم بسخرية قائلاً :
– تفتكري اللي يوافق علي كل حاجة فكرتي فيها حتي لو شاف أنها غلط عليه يبقي خايف علي نفسه.
صاح ماهر برجاله وأخبرهم أن يبحثوا بجميع فرنسا ولا يغمض لهم جفن قبل ما يعثروا عليهم وعلي أبنه
في اليوم التالي فتح عينيه وجدها ترتدي فستانٍ أصفر اللون وخمار أخضر فسئلها هيثم :
– انتي لابسه ورايحة فين
أجابته بلا مبالاغ :
– هروح السفارة المصرية
أستغرب من ردها فسئلها :
– دا ليه ان شاء الله
أردفت مجيبة علي سؤاله :
-هطلب حماية ليا ولابني
عقد هيثم حاجبيه وقال :
– وانا مش هقدر احميكم ولا ايه
شعرت بغضبه فحاولت أن تخفف من روعه :
– انا مقصدش بس انا خايفة ماهر يجي وياخده غصب عنا
عندها قال لها بتضايق :
-اللي تشوفيه انا خارج
كادت ان تلحقه ولكنه كان أسرع منها فخرج وأغلق الباب ورائه بقوة
تضايقت الاء وصعدت لغرفتها تحمل صغيرها علي ذراعيها سئله أسامة ما به ولكنه لم يجيب بل أخبره أن يسرع به ليتقدم للجامعة فجلست الاء مع علياء تناقشت معها حول ما ضايق هيثم وكان رأي علياء أن الاء خاطئة فءنه أغضبته دون أن تشعر فأخذت تنصحها بما يجب أن تفعل
ذهب هيثم للجامعة وقدم اوراقه وطلب دراسه الماجستير وعندما عاد لم يجدها بالمنزل ولكنه وجدها تدلف الشقة ومعها حمزة
فقالت له :
– ثواني هحضرلك الاكل ثواني
أردف قائلاً :
-متتعبيش نفسك يا ام حمزة
أبتلعت ريقها وقالت له معتذرة :
-دكتور هيثم انا اسفة بس اقسم بالله ماقصد اقل منك لانك عالي اوي في نظري وبعدين انا لو مش بثق فيك مكنتيش اتجوزتك من وراه اهلي وسافرت معاك بلد معرفش حد فيها غيرك
ضحك بسخرية :
– علي اساس ايه انك مقلتيش مني اني مش عارف احميكي وروحتي اتحميتي في السفارة
أمتلئ عيونها بالدموع :
– والله ابدا انا
أقترب منها هيثم وامسكها من ذراعها بقوة
قبل أن يقول :
– انا بعت كل حاجه علشانك وانتي بردو مش شايفة غير نفسك
نزلت دموعها :
-دكتور هيثم
أمسكها ونظر بعينيها بقوة قائلاً :
-انا
كاد ان يقول لها عما بقلبه ولكنه أمسك اعصابه وقال :
– انا ماشي يا الاء طالما مبقتيش محتاجاني . فتركها وغادر الشقة
نزلت دموعها وهي واقفة أخذت انفاسها بصعوبة فجلست علي اقرب كرسي بكت حتي جف حلقها والمها مع صراخ الصغير الذي تركته علي الكرسي جائع
ظلت طوال اليوم تتذكر انها استغلته لمصلحتها لم تفكر به قط للحظه وأن كان لما يفعل كل شئ لاجلها وأن كانت ضد مصلحته خرجت مهروله لعند أسامة وعلياء تبكي فخرج اسامة ليبحث عنه
بكت بشدة :
-انا انا مقصدش انا
ظلت علياء تهدئها :
– اهدي تعالي أعطتها كوب ماء كي تهدئ فرتعش يديها وهي تحتسيه وكاد ان يقع لولا ان مسكته علياء عنها
بحث عنه أسامة طويلاً حتي وجده يجلس أمام البحر فقال متنهداً :
-اخيرا لاقيتك
وجد هيثم يجلس علي مقعد امام البحر
مسح هيثم دموعه حتي لا يظهرها لأسامة
فأردف أسامة قائلاً : :
– دوختني عليك الاء هتموت من القلق عليك
تنهد هيثم ونظر امامه قبل ان يقول :
-مليش لازمه عندها
أمسك أسامة ساعده فقال له :
– متقولش كدا انت جوزها وحبيبها
لوي ثغره بسخرية وهو يلتقط أحدي الحجارة الصغيرة ليلقيها بالمياة :
– هي مبتحبنيش يا اسامة حبي ليها من طرف واحد وهيفضل طول عمره من طرف واحد
اسامة : ازاي يابني أنا مش فاهم حاجة
نظر له هيثم وقال بضيق :
– هقولك كل حاجة
أخذ يحكي له عن جميع ما حدث فظل الاخر منتبه له بشدة وكأنه يحكي له حكاية قبل النوم فتضايق أسامة من أجل صديقه فقال له هيثم :
– بس يا سيدي لاقتني جايبها وجاي علشان تاخد ابنها.
زفر أسامة بشدة وقال:
– أيه اللي مخليك مستحمل دا كله.
وضع يديه علي قلبه قبل أن يجيبه قائلاً :
– دا اللي مخليني مستحمل مخليني أقدر اني أتحدي أي حاجة علشانها أعرض نفسي للخطر بس علشان تبقي مبسوطة
عندها رن هاتف أسامة فتغير ملامح وجهه بعدما سمع صوت علياء وهي تصيح به فأغلق المكلبمة فقال له هيثم :
– فيه ايه؟
في خلال دقائق كانوا قد وصلوا للبيت
فسئل هيثم علياء عن الاء:
– هي فين
– ممددة علي الكنبة
دلف هيثم سريعا ناحيتها وجدها جالسة تبكي
فاقترب منها أمسك يديها فرتعشت فقال لعلياء :
-فين حمزة
– نايم
قالتها حسناء فعندها قال هيثم لأسامة :
– انا اسف ممكن تخلوه عندكم انهارده وبكره الصبح اجي اخده
كاد أامة أن يطلب الأسعاف ولكن هيثم منعه ليقول له بنبرة صارمه :
– ملهوش لزوم انا هاخد مراتي وهروح البيت بعد اذنكم
أقترب منها وكاد أن يحملها فدفعته بعيداً عنها فاقترب منها مرة اخري وحملها بقوة مجبرها علي الصمود فأمسكت به خاشية في الوقوع
خرج بها من منزل أسامة وهي تنظر له وتبكي اما هو يراقب الطريق ولم تسقط عينيه عليها وكأنه يأبي أن يراه عينيها الحزينة الدامعة ويري ضعفها بين يديه
دلف بها الشقة من ثم صعد بالغرفة النوم انامها علي الفراش فأعتدلت بجلستها وجدته يخرج حقيبته من شنطة سفرهم
قال له وعينيها تسقط دموعاً :
– انت عاوز ايه
اخرج سماعته الطبية وقال بنبرة باردة :
– لو سمحت نامي
رفضت أن يفحصها فعندها أشتد غضبه فألقي سماعته علي الارض وأقترب منها أمسكها من ذراعيها بقوة قائلاً :
– أنا مش بتعاند وكلامي هو اللي هيمشي لما أقولك اتخمدي يبقي تسمعيكلامي سامعة ولا
دمعت وأرتعشت بين يديه وهي تنظر لعينيه الثاقبتان عليها فصرخت :
-امشي أطلع برة برة
أشتد غضبه ليقول :
-لا مش هطلع
نظرت له بعيونها الدامعة وقالت بصراخ هستيري :
– أنت مش طبيعي أنت إنسان حيوان
عندها صفعها بقوة جعلت شفتيها تنزف دماً ولم يعرف كيف فعل ذلك بها فتركها واقترب من حقيبته واخذ ينبش بها
أخذت تبكي وتصرخ وتهتز بجسدها بقوة فعندها أخرج حقنه وسرينجة فأبتلعت ريقها وقالت :
-امشي أطلع برة عمرك ما هتقدر تجبرني علي حاجة انا مش عاوزاها مش هتكشف عليا
أقترب منها بعدما جهز الحقنة وهو غير مبالي بها أمسك يديها فبعدتها عنه ولكنه أمسكها بقوة وحقنها بذلك العقار رغماً عنها أخذت تتالم قليلاً وقال بنبرة تحدي جعلتها ترتعد :
– انا هوريكي الحيوان دا هيعمل فيكي ايه وهتبقي في كامل وعيك متقلقيش هتحسي بيا بس جسمك مش هتقدري تحركيه .
أبتعد عنها وجدها تدمع وتنظر له برعب فأكمل :
-يعني تقدري تقولي شلل مؤقت علشان تبقي تتربي وتكلمي جوزك عدل
أرتعدت لثواني وهو يقترب منها
فقالت بضعف فشعر بشفقة علي حالتها :
-هيثم ابوس ايديك متعملش فيا كدا انا مكنتيش اقصد ازعلك انا
أخذ تأثير المهدئ يجري بعروقها فنامت
فوقف والتقط سماعته من الارض وأقترب منها ليفحصها شعر بالتضايق انه قال لها ذلك لو لم يقول لها ذلك لما كانت ستضايق منه هكذا كيف يفعل ذلك بحبيبته التي باع الجميع من اجلها نظر لها وهي هادئه ساكنه دموعها متجمعة بجانب عينيها فمسحها لها اقترب منها وقبلها من جبينها وقال معتذراً :
– حقك عليا يا حبيبتي انا اسف
في صباح اليوم التالي استيقظت فاعتدلت متلهفة ان يكون هيثم فعل بها شئ ولكنها وجدتها كما نامت بالأمس بخمارها ولكن كفها متصل بانبوبة محلول يؤلمها اعتدلت بوقفتها فشعرت بالدوار فجلست مرة أخري فنزعت الابرة من يديها فوجدته يطرق باب الغرفة ويدلف عندها اقترب منها دون أن يتفوه بكلمة ملامحة جادة للغاية أمسك رسخها ونظر بساعته فطمئن عليها تركها وكاد أن يبتعد عنها ولكنها قالت له :
-دكتور هيثم انا دايخه اوي
نظر هيثم للمحلول التي نزعته فقال :
– شلتي المحلول ليه
فركت بيديها أثار المحلول :
-وجعلي ايدي
تركها هيثم وخرج حاولت ان تقف مرة اخري ولكنها لم تقدر فوجدته يدلف الغرفة ويحمل صنية فوقها طعام وضعها أمامهاوقال :
-اتفضلي افطري وابقي خدي الحباية دي بعد ما تخلصي من ثم تركهانظرت له وهو يغادر الغرفة وفرت الدموع من عينيها
أتت علياء اليها لتطمئن عليها وأحضرت معها الصغير حمزة
دمعت قبل أن تقول :
-انا غلطت في حقه جامد معرفش ليه الغباء دا نزل عليا كدا
سئلتها علياء عن ما حدث بليلة أمس معه فأخذ تحكي لها جميع ما حدث أما هيثم فقد ذهب للجامعة بصحبة أسامة الذي حاول أن يعرف ما يشغل عقله ولكنه لم يكن ليخبره
في المساء دلف هيثم الييت فوجدها جالسة تنتظره فتجاهلها وذهب لكنبة التي ينام عليها
نادت عليه فرد عليها بنبرة جامدة لم تعتاد عليه منه :
– عاوزة ايه
أخفضت رأسها أسفه فعندها سئلها ببرود كمن لا يعرف عما تتحدث : -علي ايه
فركت بيديها بتوتر :
– على كل حاجه متاسفة
تنهد وكاد أن يرحل من أمامها فمسكت يديه وقالت بدموع :
-متزعلش مني
نظر لها فوجد عينيها تنزف دموعاً فتركها ودلف غرفة الصالة اما هي فقد صعدت لغرفتها القت بجسدها علي الفراش وأخذت تبكي
في اليوم التالي لم يكلمها هيثم وذهب للجامعة وفي المساء قالت علياء للاء :
– احنا عاملينلكم سهرة حلوة
وضعت الصغير بجانبها وقالت :
-اخرجوا انتم يا علياء انا هقعد بحمزة
حملته علياء قبل أن تردف :
– ملكيش دعوة بحمزة هو معايا متقلقيش عليه
في نفس ذات اوقت كان أسامة يخبر هيثم بتلك السهرة أمسك هيثم أحدي الكتب وقال :
– مش لازم يا اسامة انا عندي كتب كتيرة لازم اقرائها علشان احضر الرسالة بتاعتي
أخذ أسامة منه كتابه قائلاً :
– معليش الكتب مش هتطير ياعم الدكتور
زفر هيثم بقوة
في المساء ارتدي هيثم بذلة سوداء أنيقة فقال له اسامة :
– روح شوف مراتك جهزت؟!
فوجه هيثم كلامه لعلياء التي تحمل حمزة علي يديها بينما ترتدي فستان طويل ذو الاكمام وحجاب بسيط قال :
– معليش يا مدام ممكن تشوفيها انتي
ضربه أسامة بخفة علي كتفه فقال :
– ما تشوفها انت خلي في دم مراتي شايلة حمزة
تضايق هيثم وزفر واتجه ناحية البيت فتحه وكاد ان يصعد علي السلم وجدها تنزل عليه ترتدي فستان جميل أحمر اللون وخمار ما يليق به تبدو جميلة للغاية فنظر لها لثواني حتي آفاق من شروده وتركها وغادر المنزل فاتبعته
ركب الجميع بسيارة اسامة
ظلت الاء صامته تنظر لهيثم عبر المرآه فبادلها النظرات واشاح وجهه بعيداً ناحية الطريق
وصلوا لأحدي المطاعم الكبيرة وجلسوا جميعاً به فجلست الاء مقابل هيثم وبجانبها علياء والناحية الاخري أسامة
جلسوا ياكلون ولكنها لم تاكل فلاحظ هيثم انها صامته شارده فقطع شرودها :
-هتفضلي سرحانه كدا كتير ومتاكليش
ردت عليه قائلة :
– مليش نفس
أردف أسامة :
-ليه يا مدام دا الاكل تحفة
وضعت علياء لها قطعة لحم بطبقها وقالت :
-دوقي دي من ايدي
أزاحت الاء الطبق وهي ترفض الطعام فأخذت علياء تطمئنها انها لحم حلال فأن ذلك الطباخ المسئول عن المطعم مسلم ولا يقدم غير الطعام الحلال فقاطعها هيثم قائلاً ببرود :
– سيبك منها يا مدام وكلي انتي هي لما الجوع هيقرصها هتاكل غصب عنها
أمتلئ عيونها بالدموع وهي تتذكر انها كلما كانت تقول لماهر انها لا تريد الطعام كان يقول لها :
-ان شاءالله ماعنك طفحتي ويأمر الخادمة أن لا تقدم لها الطعام حتي أن ماتت جوعاً فقد كانت يمر عليها أيام لا تتناول أي طعام حتي تفقد قوتها
وقفت وتركت المنضدة وهرولت لخارج المطعم
قال اسامة لهيثم :
-وراها يا هيثم
لم ينتظر هيثم ما قاله أسامة حتي يلحقها ولكنه اسرع خلفها ولكنه لم يجدها ركض بالشارع المجاور للمطعم وجد ازدحام من الناس
بينما كانت تركض تبكي لا تعرف أين تذهب ولما يحدث لها هكذا ما الذنب الذي فعلته كي يحدث لها كل ذلك وقفت تلتقط انفاسها اللاهثه فوجت امامها ضابط قال :
-أنتِ بخير يا سيدتي؟
نظرت له وهي تدمع وكأنها فقدت القدرة علي النطق
فقال له الضابط الاخر متسائلا ً:
-ماذا حدث ؟
نظرت لهم وتذكرت انها نسيت جواز سفرها وأنهم يمكن أن يتم ترحيلها أن علموا بذلك، فتركتهم وهرولت مبتعدة عنهم مما استفزتهم فركضوا ورائها وامسكوها
وقالوا لها :
-لماذا تركضين أيتها السيدة أين جواز سفرك ؟
أخبرتهم بأنها قد نسيت أن تحضره معها ولكنها ضلت الطريق وتبحث عن زوجها فعندها قال لها ذلك الضابط :
-فلتأتي معنا للمخبر سيدتي
أتسعدت حدقة عينيها وهو يمسكها الضابط من يديها وأدلفها السيارة فأخذت تبكي تحاول أن تفهمهم بما حدث معها ولكنهم لم يستمعوا لها حتي ذهبت للقسم
ظل يبحث بكل مكان عنها حتي رن هاتفه الذي أعطاه اليه أسامة فوقف يلتقط انفاسه لاهثاً وأجاب علي المكالمة
وعندها اتسع حدقة عينيه واوقف سيارة اجرة بعد حوالي نصف ساعة وصل لعندها وجدها تجلس علي كرسي الجلد بالمخفر تبكي وعندما رأته هرولت لعنده سريعاً واحتضنته بشدة
فقال لها بلهفة :
– الاء انتي كويسة
فحركت راسها يميناً ويساراً وظلت تبكي فأمسكها من ذراعيها قائلاً بغضب :
-فيكي ايه مالك حد فيهم ضايقك
قال له الضابط متسائلا ً :
– إهذه السيدة زوجتك؟
فقال له هيثم :
– أجل زوجتي
من ثم اخرج جواز سفره ليقدمه له
تنهد الظابط وهو يلتقط الباسبور وينظر به
كرر سؤاله مرة أخري عليها :
-حد ضايقك ؟
نظرت له بدموع وقالت :
– لا
نظر له الظابط واعطاه اوراقه وأعتذر له عن سوء التفاهم الذي حصل مع زوجته فأخذ الاء
وخرج من مركز الشرطة وهي مازالت تحضتنه وكأنها طفله تحتمي بأبيها لم يكن يتوقع أنها ستفعل ذلك فأبتعدت عنه قليلاً بعدما هدئت من نوبة بكائها فتسائل :
-هنروح دلوقتي ازاي انا اخر فلوس اديتها للتاكسي اللي اتنيل جبني علشان أفك حبسك؟
عندها ضحكت بشدة وكأن جميع الأحوان التي رأتها بتلك الأيام أنتهت عنده فأبتسم لها ومازحها :
-طالما ضحكتي يبقي موتورجل بقي يالا قدامي ياللي مشحطاني في الاقسام يارتني كنت جبتلك عيش وحلاوة وأنا جاي .
أمسك ماهر صورها بين يديه وهي مع هيثم وهو يحتضنها بين ذراعيه بمغفر الشرطة فأشتد غضبه ومزقها بيديه حتي أصبحت فتات فدهسها بقدميه ليقف أمام رئيس الحرس الخاص به ليردف قائلاً :
– نفذ ياعصام.
يتبع…