رواية كيف لي ألا أحبك
رواية كيف لي ألا أحبك
جميع الحقوق محفوظة للكاتبة أية أحمد
الفصل الاول
حين ضَرَعْتُ الشمس بدأ مراسم الأحتفال ليلة رأس السنة التي أقامها أحد رجال الأعمال سعيد عرابي فهي حفلة مفعمه بالمرح الكثير من الرجال معهم فتايات يرتدون الفساتين القصيرة العارية الصدر والتنورات التي تظهر أكثر ما قد أخفت غير أنهم يحتسون الخمور وأشياء أخري ، أتجه ناحية غرفته ، ماهر العراقي ذلك الشخص الذي يهابه الجميع ذو الشخصية الصارمة حادة الطباع سيئ المزاج لو تحدثنا عن صفاته الجسمانية فهو طويل القامة، جسده رياضي بدرجة كبيرة،عينيه زرقاءوات كمياة البحر شعره أسود كالليل وجهه نصف مستدير، لديه شارب يرقد فوق شفاه صغيرة، أبيض الوجه كبيض الثلج ،عندما دلف غرفته وجد زوجته جالسه تقرأ بخشوع في مصحف كبير الحجم فأقترب منها وقال بنبرة جامدة :
– أنتي لسه مجهزتيش؟
نظرت له بعينيها البنية الواسعة قائلة :
– روح أنت أنا مش بتاعت حفلات وأنت عارف كدا.
زفر وأزاح وجهه بعيداً وضع راحتي يديه في جيب بنطاله الأسود قائلاً :
– هو اللي نقوله نعيده أنا قولتلك مينفعش أروح الحفلة لوحدي لازم تيجي معايا كل رجال الاعمال هيجيبوا مراتتهم الحفلة عاوزاني أروح لوحدي ويتكلموا عن ماهر العراقي انه مش قادر علي مراته ؟
أعتدلت واقفة فظهر كبر بطنها أثر الحمل فقالت :
– قولهم تعبانه الحمل تعبها ومش هتقدر تيجي
فأبتعدت عنه وأتجهت ناحية الفراش لتستريح عليه فأوقفها ماسكاً يديها بعنف فتأوهت ألماً فأردف بغضب :
– شكلك هتخليها ليلة حلوة عليكي انهارده.
نظرت لعينيه الثاقبتان عليها فارتعدت مما خطر ببالها فأمتلئ عينيها بالدموع وقالت :
– بس أنا مش عندي حاجة ألبسها و
قطعها قائلاً :
– قولت لسمية تجيبلك الفستان بعد ما كويته .
أبتلعت ريقها وقالت بإستسلام :
– حاضر.
نظر الي وجهها المستدير الذي به أثار كدمات من أعتدائه عليها بالضرب قائلاً :
– حطي مكياج كتير داري اللي في وشك دا مش عاوز حد يتكلم كلمة.
اؤمات رأسها بإيجاب فقال مبتسماً بفرحة كمن أنتصر بمعركة :
– هستناكي تحت .
خرج من الغرفة فجلست علي السرير ولم تستطيع أن تمنع عينيها من الدموع فبكت بشدة وهي ترفع أكمام عبأتها لتنظر لكدمات يديها فهي لا تزال تؤلمها من أعتدائه عليها تزكرت لثواني كيف قام بتقيدها وأخذ يضربها بظهرها بحزامه وعلي وجهها وصدرها وهي تضم جسدها لتحمي طفلها الذي يستقر ببطنها هرولت ناحية الشرفة دفعتها وكأنها لم تستطيع التقاطها انفاسها ولكنها حصلت عليها اخيراً وبعدما هدئت لثواني نظرت للسماء وقالت :
– سامحني يا رب أنت الوحيد اللي عالم أني مش عاوزة أروح أحتفل بالليلة دي بس دا غصب عني أنا مبقاش فيا حيل للضرب تاني.
سمعت صوت يطرق باب الغرفة فدلفت خادمة نحيفة قصيرة ومعها فستان سوارية قالت وهي تقترب منها :
– فستانك يا هانم
أمسكته وقالت وهي تناجي ربها مرة أخري :
– أسترها معايا يارب .
أمسك سيجار فاخر وأخذ ينفث به ينتظرها وهو يجلس بجانب أمه سعاد سيدة في العقد السادس ولكنك إن رأيتها أعتقدت انها في اوائل الثلاثينات من شعرها الأشقر القصير والعيون الزرقاءالواسعه التي ورثها ماهر عنها ترتدي التنورات فوقها بلوزات القصيرة ذوات الصدر المنكشف فيظهر عقدها الألماظ الثمين واضعة ساق علي ساق فظهر بيض قدميها أسفل التنورة لوت ثغرها وهي تنفث السيجارة لتخرج الدخان من أنفها قائلة :
– بردو هتاخدها الحفلة.
أجابها :
– مش هنتأخر.
قالت بإستنكار من ولدها :
– برحتك هي مراتك وانت حر فيها.
عندها وجدها تنزل من الطابق العلوي لعنده أرتدت فستان طويل لونه وردي يليق مع بشرتها القمحية المستديرة ، تداري شعرها البني القصير بحجاب ما يليق مع ما ترتدي وصلت لعنده فوجدته يرتدي بذلة سوداء أنيقة ووالدته تحدقها بنظرات غير راضية بما أحضر أبنها لتلك الفتاة حتي تخرج معه بالأحتفال ولم يأخذها هي معه فأمسك يديها وودع والدته وانصرف بها،أخذ طوال الطريق للحفله يتطلع لجمالها وكيف ستجذب إنتباه الجميع من في الحفلة ليحسدونه عليها نظرت له وجدته يبتسم لها فحاولت ان تبادله الابتسامة وازاحت وجهها بعيداً عنه مسك يديها فحاولت أن لا تخبره أن يديها تؤلمها ولكن تحملت مسكته لها كما تتحمل الكثير في حياتها معه ،كانت الساعة التاسعة حين وصلوا لفيلا سعيد عرابي ، دلفت معه للحفل فتقدم ناحيته صديقه وهي تقف بجانبه تنظر علي الجميع ما يرتدون فقام بمصافتحة واخذوا يتحدثون عن العمل حتي وقعت عينيها علي شاب فأتسعت حدقة عينيها ولكنها سرعان ما أدعت انها لا تراه فأبتلعت ريقها وقالت لماهر :
– أحنا هنمشي أمتي؟
أجابها بصوت خافت :
– أحنا لحقنا.
أتجه ناحيتهم ذلك الشاب فهو طويل القامه جسده رياضي عينيه سوداء واسعة طويل القامة، شعره مموج يرتدي نظارات طبية أقترب منهم فسلم علي سعيد فصافحه بحرارة فنظر لها فأتسعت حدقت عينيه فقال بداخله وبصوت يصرخ نابع من قلبه :
– الاء.
ظن أنها سمعته فنظرت له ولكنها لم تعد تلك التي يعرفها فقد تغيرت كثيراً قال سعيد لماهر :
-احب اعرفكم علي أبن أخويا الدكتور هيثم صبري .
نظر لها وجدها أمتلئ عينيها بالدموع التي تترجاه بأن لا يظهر أنه يعرفها وكأنها أول مرة يراها بحياته كلها فهي لم تكن لتضع تلك المساحيق التجميل الكثيرة التي تداري جمالها نظر لحجابها فقال بداخله :
– أين ذهب الخمار يا الاء ؟
أمد يديه ليصافح ماهر فقال :
– سعيد أني اتعرفت عليك.
أبتسم له ماهر قائلاً :
-أنا أسعد يا دكتور.
نظر لها بتضايق قائلاً :
– أتشرفنا يا مدام.
اؤمات رأسها ولم تجيبه بل حاولت أن لا تلتقي عينيها بعينيه فلاحظ ماهر ذلك فنظر لها فأتت فتاة جميلة للغاية عيونها سوداء شعرها أشقر بيضاء البشرة كبيض القمر ، ذات جسد ممشوق فقالت لهيثم :
– انت سبتني وروحت فين ؟
نظرت لها الاء فرمقتها مي بنظرات قائلة :
– مش هتعرفنا يا هيثم .
أشار هيثم لماهر قائلاً :
– ماهر بيه .
ثم نظر ناحية الاء واكمل :
– المدام .
أبتسمت مي للاء وقالت :
– اهلا وسهلا يا حبيبتي انا مي خطيبة هيثم وبابا سعيد عرابي .
بادلتها الاء الابتسامة :
– اهلا بيكي .
نظر هيثم للاء ولكبر بطنها فلاحظت مي أنه ينظر للاء فأردفت :
– تعالي معايا نقعد نرغي بعيد عنهم .
أمسكت يد الاء من ذراعها تجذبها ناحيتها فتألمت من مسكتها فقالت الاخري :
– اسفة يا حبيبتي مكنتيش اعرف اني مسكتك جامد .
اردفت الاخري بحرج :
-لا ممسكتنيش جامد بس .
نظرت لماهر قبل أن يبادلها النظرة وهي نظرة غريبة قد تضايق هيثم من نظرته لها فأبتسم بخبث لهيثم قائلاً:
-اصلها حساسه اوي .
أخذتها مي وجلسوا بعيد عن ماهر وصديقه وهيثم الذي لم ينزل عينيه من عليها
ماهر بتضايق عندما وجده ينظر لزوجته :
– ولا انت رايك ايه يا دكتور .
أنتبه له هيثم فقال :
– نعم .
لوي ماهر ثغره قائلاً باستنكار :
-شكلك مش معانا خالص .
أجابه :
– لا ابدا سرحت شوية .
نظر له ماهر بتضايق فقال سعيد :
– صحيح تعالي هقولك علي حاجة يا ماهر .
اخذ ماهر ودلفوا غرفة المكتب فتقدم هيثم ناحية مي فأنحني بجسده ليهمس بأذنها :
– مي الميك اب محتاج يتظبط .
فهبت واقفة فنظر للاء التي تجلس أمامها وهرولت ناحية الحمام كادت أن ترحل بعيدة عنه هي ايضاً فأوقفها قائلاً :
– لو سمحت يا الاء .
أردفت الاء وهي تلتفت حولها خائفة من رؤية ماهر لهم :
– عاوز ايه ؟
كادت أن تتركه فتجرأ هيثم أن يمسك يديها ليوقفها فألمتها نظر لها متضايقاً حاولت أن تجعله يترك يديها ولكنه ظل ممسكها رفع معصمها وجدها لديها كدمات ضرب .
أبتلع ريقه و قال :
-ايه دا ؟
نظرت له بشده وهي تستعطفه أن يترك يديها :
– سيب ايدي.
أكمل بتضايق :
– هو اللي ضربك مش كدا.
أمتلئ عينها بالدموع وحاولت ان تزيح يديه التي كانت تمسك يديها بشدة حتي لا يراهما ماهر فيؤذيهما
دمعت الاء قائلة :
– ملكش دعوة يا هيثم سيبني .
مال رأسه قليلاً ليقول لها بإستنكار :
– انتي ازاي تسمحيله انه يضربك كدا .
دمعت الاء فقالت مستعطفة هيثم :
– بليز ابعد عني .
ترك يديها عندما رائ ماهر خرج من غرفة عمه ويبحث عنها وتقدم لعندهم فأسرعت بالتوجه ناحية ماهر وهي تضع يديها علي بطنها وتمسح دموعها
امسكت يد ماهر وقالت :
– ماهر .
نظر لهيثم فأستئنفت :
– يالا نمشي انا ابتديت اتعب .
لم يناقشها ماهر غير أنه أمسك يديها وخرج بها من الفيلا
فقالت مي متسائله :
– هي الاء مشيت ليه بسرعة كدا
صمت هيثم ولم يجيب ،أركبها السيارة فظل صامتاً طوال الطريق ولكنها كانت تغشي صمته فذلك الهدوء التي يصاحبه عاصفة وصلوا للبيت فقالت والدته :
– أيه اللي جابك بدري كدا.
تركته الاء وصعدت لغرفتها فلحقها ماهر وهو بداخله بركان ثائر كادت أن تغير ملابسها فقال وهو يفتح أزرار قميصه
– انتي تعرفي دكتور هيثم ؟
تلعثمت قائلة :
– ها اعرفه اعرفه منين .
وقفت بغرفة الملابس فتقدم ناحيتها وأمسك يديها بقوة ألمتها فصرخت متالمه :
-علي اساس ان لو حد ميعرفكيش ممكن يمسكك المسكه دي .
أزدادت دقات قلبها وأخذت تتسارع أحست أنه يستطيع أن يسمعها فلمعت عينيها وهي تنظر لعينيه وقالت :
– والله معرفش انا هو بيعمل كدا ليه.
نظر لها وجدها تلتقط أنفاسها فقال بخبث لم تستريح لكلامه:
– أنا هعتبر نفسي مشوفتيش حاجة علشان معكننش عليكي في يوم زي دا أقربها أليها ليضمها فأمتلئ عينيها بالدموع لما ستقدم عليه قبل رأسها قائلاً بداخله :
– أتدري حبيبتي إن كنتي تعرفين ذلك الشاب سأدمرك أقسم أني سأفعل .
بعد ساعتين خرج هيثم ومعه مي وركبوا سيارته فقالت مي له :
– الحفلة كانت حلوة اوي بابي بقاله اسبوع بيحضر فيها بس أنا مبسوطة أنك جيت .
أجابها :
– أنتي عارفة أني مش بحب حفلات رأس السنه اللي ابوكي كل سنة يعملها دي.
أستئنفت :
– جرا ايه يا هيثم أنت كل سنه تعمل الشغلانه دي .
صمت هيثم محاولاً أمتصاص غضبه وتابع القيادة فأكملت بتضايق :
– انت من ساعة ما كنا في الحفلة وانت مش طبيعي .
حاول الأبتسامة لها قائلاً :
-أنا تمام اوي.
تابعت :
-علي اساس إني مش عارفاك .
أمسك صدره فقد أحس بضيق بصدره وقال :
– مي بليز أنا مش عاوز أتكلم دلوقتي أوك .
زفرت بشدة فأزاحت وجهها لتنظر من خلال النافذة المجاورة لتخبره ان يعود بها لفيلتها مرة اخري ، فأوقف السيارة امام فيلتها ليقول لها :
-تصبحي علي خير .
تنهدت قائلة :
– وانت من اهله .
فتحت عينيها في ظلام الليل وجدت الأنوار خافته بالغرفة وهو نائم بعمق أبتعدت عنه، فتحت النافذة فرأت السماء صافية بها مجموعة من النجوم تلمع فجلست علي الكرسي تتطلع علي النجوم وعندها تذكرت هيثم بالحفل كيف له أن يصبح بذلك الجرأة أن يمسك يديها هكذا لما ألم يكتفي هو وصديقه بما فعلوا بها ألم يكرهها جماً قالت بداخلها وهي تتذكر صديقه :
– أنه بالتأكيد سعيد مع زوجة جميلة تحبه بالتأكيد تحبه فمن الحمقاء التي لا تسقط أسيرة حبه كما فعلت من قبلها .
أمتلئ عينيها بالدموع ونظرت للسماء مرة أخري حتي لا تتذكره فتصبح خيانه لماهر بالتأكيد هي لا تحبه ولكن تكره أن تصبح زوجة خائنة تفكر بشخص أخر غير زوجها،
دلف هيثم شرفة غرفته فنظر علي نافذة المقابلة أمسك تربزيون بعصبيه حين تذكر ألمها نظرات عينيها الزائغة خوفها من زوجها الذي يجعلها تلتفت خوفاً يميناً ويساراً أهذه الاء التي كانت تشرق كشروق الشمس هدؤها يجعلها أميرة تجتاح عرش قلبه وعقله ولكن أنها ليست له علي كل حال فكيف كنت سيطلب أن يتزوجها وهي تكون حبيبة صديقه ،زفر بشدة من ثم أكمل :
– أهيه أتجوزت غيره وحامل كمان علي وش ولاده كل واحد شاف حياته الا أنا.
أغمض عينيه وهو يحاول أن يهدئ ضربات قلبه فهو إنسان بائس طوال عمره لم يستطيع أن يحصل علي أي شئ يريده وأبيه من يتحكم فيه كمثل دمية الخيوط يحركها كيفما يشاء هو من أختار له الكلية فهو لم يحبذ الطب فقط أراد أن يصبح مهندساً ولكن وكيف لوالده طبيب أمراض القلب والجراحة المشهور ببلدهم ان لا ينجب ذكر يأخذ من مهنته ليخلد اسمه المهني ولكن قدرة الله فوق كل شئ حتي خطيبته لم يحبها يوماً فهي أبنت عمه ولكنه يراها كمثل أخته الصغري سما ولكن كيف لوالده أن لا يختار ايضاً من يتزوج حتي أنه يقول له :
– لازم تخلف ولد وتخليه دكتور.
ضحك بسخرية والافكار تتولي بداخل عقله أيعقل أنه مثل ما سيطر عليه والده ان يتدخل أيضاً فيما سينجب فأن ذلك بيد ربه وحتي أن تزوج مي وأنجب فتاة كيف سيفعل بأبنه كما فعل به والده وجعله مدمراً ههكذا جذب أنتباه الالعاب النارية تنتطلق بالسماء فأخذ يتابعها وكأنها كفيلة ان تخرجه لما هو به،نظرت للسماء وجدت الالعاب النارية تنطلق بالسماء فأبتسمت بعفوية وكأنها طفلة ذات الثامنة تشاهد الألعاب النارية بفرحة.
في الصباح أستيقظ ماهر قبلها فأستحم وأرتدي بذلة سوداء ورابطة عنق من ذات اللون فخرج من الغرفة، ففتحت عينيها بعدما تأكدت من رحيله فهي تحاشت أن تلتقي به فيفتح معها سيرة هيثم مرة اخرى نزل للطابق السفلي حيث تجلس والدته تتناول أفطارها أقترب منها وقبل يديها :
-صباح الخير .
أبتسمت وقالت :
– صباح النور حبيبي أقعد أفطر .
نظر بساعته قائلاً :
– يا خبر انا كدا هتأخر علي الاجتماع مش هلحق افطر .
– هتتاخر؟
قالتها والدته وهي تتسائل أن كان سيفعل فنفي أنه سيحدث وسيحاول جاهداً أن يأتي اليها مبكراً من ثم تركها وخرج من الفيلا ليقابل مساعدة محسن فهو رجل قصير عينيه بنية بشرته قمحية ذو لحية خفيفة يرتدي نظارة شمسية أبتسم لماهر قبل أن يلقي عليه تحية الصباح فقال له ماهر :
– كويس أنك جيت يا محسن عاوزك .
أبتلع محسن ريقه ورد متسائلاً :
– خير يا فندم.
ركب ماهر السيارة فلحقه محسن ليجلس في المقعد الامامي بجانب السائق
قال ماهر لمحسن :
– تعرف الدكتور هيثم صبري أبن اخوه سعيد بيه عرابي
أردف محسن :
– ماله يا فندم ؟
لوي ماهر ثغره قبل أن يكمل :
– عاوزك تجبلي كل حاجة عنه وتكون عندي بعد الاجتماع .
– حاضر يا فندم .
قالها محسن لماهر فوجده يخبر السائق بأن يسرع قليلاً حتي لا يتأخر .
نزلت الاء وجدت حماتها تجلس أمام التلفاز تتابع أحد الافلام الاجنبية فقالت لها :
– ماهر مشي؟
نظرت لها سعاد وصمتت فلم ترد الاء أن تتكلم حتي لا تتدخل معها بمناقشة تنتهي بتوبيخها لانها زوجة مهملة لا تهتم بزوجها ولم تستيقظ قبله لتقدم له فروض الطاعة وبالنهاية تخلق معها شجار ينتهي بأن ماهر يأتي ليضربها أمام ولدته حتي ترضي عنه فأنه أن لم يفعل ذلك لن يصبح رجل أمامها تركتها لتجلس بالحديقة الفيلا بمفردها فتزكرت يوم زفافها من ماهر فهو محفور بذاكرتها كالنقوش علي الجدران وذلك في يوم العيد الكبير منذ أربعة سنوات حين دلفت ذلك المكان
تعالت أصوات الزغاريد من قبل أمها فردوس فهي سيدة كبيرة بالسن في العقد السادس من عمرها عينيها سوداء بشرتها بيضاء رموشها ثقيلة تزين عينيها كحل أسود وترتدي عباءة سوداء دلفت خلف الاء القصر وهي تكبر وتزغرد وسعاد لا يعجبها بمثل تلك الاشياء التي لا تليق بمستواها الأجتماعي وليست بمستوي أبنها ماهر بيه
فأمسك مصطفي يديها فرحاً فهو اخيها الأكبر ولكنه ليس بكثير فيوجد من هو أكبر منه وهو محمد فإن تحدثنا عن مصطفي فهو شاب في أواخر العقد الثاني وسيم أنفه حاد عينيه بندقتين شعره قصير ناعم طويل القامة جسده رياضي تخرج من كلية الهندسة ولكنه يشارك أخيه الاكبر بشركه رويال للإستراد والتصدير ويكون أقرب شخص للاء في ذلك العالم فأنها دائماً ما تضيق بها الدنيا لا يستطيع أحد جعلها تضحك غيره يقف محمد بجانب زوجته فهو رجل متزوج ولديه أبنه تدعي سارة ولكن زوجته دائماً ما تقسي قلبه علي أخوته ولكنه بنهاية الامر أخيهم الاكبر فهو رجل حاد الطباع طويل القامة جسده ممتلئ بعض الشئ عينيه العسلية بجانب لحيته تزيده وسامة فوق وسامته أما عن زوجته فهي سيدة عادية ليست بجميلة ولكنها تستطيع أن تجعل نفسها كذلك وتدعي علياء أمسكت الاء يد مصطفي فقال لها :
– مبروك يا حبيبتي.
أمتلئ عيونها بالدموع فضغط علي يديها قائلاً :
– بالله عليكي ما تعيطي أنتي أجمل وانتي بتضحكي مش كدا
حاولت الابتسامة فقال :
– حبيبتي أنا عارف أنك مكنتيش عاوزة الجوازه دي وعملتي كدا علشان تنتقمي من ..
أوقفته قائلة :
– لا يا مصطفى متجبش سيرته هو بالنسبالي ماضي خلاص ربنا يصلحله حاله ويصلحلي انا كمان .
أبتسم لها فأقترب منها وقبل رأسها فأتي ماهر بعدما أنهي كلامه مع محمد وأمسك يد الاء فأخذت سيدة أولدها ورحلوا ليتركوا الاء له بعدما أخبرتها والدتها أنها ستاتي بالصباح لمباركتها أنتبهت الاء علي سعاد فنظرت لماهر من ثم أبتسمت له ولم تفهم الاء معني تلك الابتسامة غير أنه أخذها من يديها وصعد بها لغرفتهم أوصد خلفه الباب فشعرت بالحرج من نظراته الثاقبة لها وكأنه يأكل جسدها بعينيه الواسعة الزرقاء فأبتلعت ريقها وقالت بحرج :
– ممكن أغير هدومي ؟
فأبتسم لها بودٍ قائلاً :
– طبعاً اتفضلي .
من ثم أشاح بيديه تجاه المرحاض فأبتعدت عنه وكأنها تخلصت من نظراته لها لثواني معدوده ، غسلت وجهها من تلك المساحيق التجميل اللعينة وهي تقول لنفسها :
– أتيت لأنتقم منه .
تساقط المياة من علي وجهها فرأت وجهها الصغير لتكمل :
– أنتقمت من نفسي .
بدلت ملابسها بقميص نوم أبيض وفوقه معطفه الطويل خرجت وهي يمتلكها التوتر والخوف لما سوف تقدم عليه وجدته يجلس بيديه كوباً من الخمر صعقت حين وجدته يحتسيه فقالت وقد تغير لونها ليصبح شاحباً كاليمون :
– ايه دا خمره؟
قال بإبتسامة بلهاء :
-دا شامبانيا لزوم الليلة تعالي خديلك كاس .
وضع بكوب الاخر بضع من المشروب ليناولها أياه ،كورت قبضة يديها بغضبٍ قبل أن تردف بإنفعال :
– أنا مش هقعد في مكان واحد والزفت دا موجود أدخل ارميه في قاعدة الحمام دا نجس .
وعندها انفعل عليها وألقي الكوب بإتجاها ولكنه أرتطام بجدار المجاور فصرخت بخوف وهي تغمض عينيها وكرد تلقائي عما فعله ليقول ببرود وكأنه لم يفعل شئ :
– أنتي بتعلي صوتك عليا.
أرتعشت قائلة :
– أنا كان ممكن اتعور من الهباب دا حرام عليك هو أول يوم في جوازنا تعمل كدا .
جلست علي السرير واعطته ظهرها بحزن فدمعت، أقترب منها ليجلس بجانبها وكأنه أحس أنه مخطئ بحقها مسد علي شعرها فأبتعدت عنه فأقترب أكثر فنظر لعينيها وجدها تملئهما الدموع فقال بتضايق معتذراً :
– أسف .
أردفت بحزن :
– ليه مقولتليش انك بتشرب .
أجابها ببرود :
– عادي بقي دا يوم فرحي متعكننيش علينا في ليلة حلوة زي دي يا قمر .
أزاحت وجهها بعيداً عنه فأمسك ذقنها بأطراف أنامله عندها تخيلته حبيبها يجلس أمامها يبتسم أليها وللحظه تخيلت أنها أصبحت زوجته فكم تمنت ذلك أقترب أكثر وأمسك يديها كاد أن يقربها اليه فعندها طرق باب الغرفة بقوة كمن أتت الشرطة للقبض عليه ولكن ماذا اذا ….