رواية الجرم الأكبر
————–
_ هو فين بابا يا ماما؟لا تعرف بماذا تجيب صغيرها.. ماذا عليها قوله، كيف تسد فراغ أبيه، حقًا لم يكن شاهين أب حنون وودود لكريم، وكان يغيب عنه كثيرًا بطبيعة الحال.. ولكن يظل أبيه في أخر الأمر، وسيشتاق رؤيته، لا مفر إذا من كذبة لتحل أمر غيابه، فلن تعرض طفلها لصدمة معرفته بوفاة والده وماضيه المخحل الذي أوصله لعقاب گ حكم الإعدام..!_ بابا مسافر ياكريم وهيغيب فترة كبيرة!
_ يعني هيغيب شهر؟
_ أكتر ياكريم.. هيغيب وقت طويل، وانا عارفة إنك ولد شاطر وجميل.. يمكن في حاجات مش هتقدرتفهمها دلوقت.. لكن أكيد لما تكبر هتعرف وتستوعب حاجات كتير..!
بدا الصغير لا يدرك ما وراء الكلمات، فهتفت له:
_ هسألك سؤال يا كريم.. لو اضطريتنا الظروف أن أنا وبابا نفترق، ولازم تختار حد فينا تعيش معاه، هتختار مين فينا..!
نظر لها بملامح تنضح حيرة، ثم هتف بثقة:
هختارك انتي يا ماما لأني بحبك أكتر.. بابا مش بيلاعبني وبيزعقلي كتير ومش بياخدني في حضنه ويحكيلي حواديت قبل النوم زيك، وبيسبنا لوحدنا كتير..وانا بشوفك بتعيطي وانتي لوحدك.. عشان كده انا هفضل معاكي لحد ما اكبر وابقى راجل قوي وانا اللي هاخدك في حضني واحكيلك حواديت!
سيل جارف من الدموع هو ما تدفق من مقلتيها وهي تتلقفه بين ذراعيها المرتعشة، وفؤادها يصرخ بفيضان من الحب الغريزي لقطعة قلبها ووحيدها الذي فاجأها بامتنانه وتقديره لما تفعل ومشاعره البريئة نحوها والتي ترجمها لها بوعد طفولي حين تتبدل الأدوار ويصيبها الكِبَر..! ويكون هو بعنفوان شبابه وقوته، حصن يحميها من غدر الأيام، وحضن يحتوي وهن شيبتها حين يمضي بها العمر..
*********************
_ ياتري مرتاحة في الشغل هنا يا مدام حسناء؟
_ الحمد لله أستاذ غسان مرتاحة جدا.. كنت فاكره مخي صدى ومش هعرف اشتغل، بس حضرتك ساعدتيني كتير.. بجد شكرًا ليك!!
غسان بصوت دافيء:
_ ماتقوليش كده.. أنا تحت أمرك، أوعي تحملي هم حاجة وأنا موجود على وش الدنيا يا حسناء
ثم تنحنح لزلة لسانه: عفوًا قصدي مدام حسناء..!
أحمر وجهها من الخجل وارتعش قلبها من رقة صوته، وهذا حالها منذ أتت لتعمل معه گ سكرتيرة خاصة له! دائمًا يختلق المهام والفرص حتى يجتمع بها ويحدثها، وما أن يبدأ حديثه بما يخصُ العمل، حتى ينتهي بحديثه عن نفسه، أو. اسئلته الشخصية عن أحوالها هي وكريم، أصبح يؤثر فيها بشكل كبير..!
غسان! مزيج جديد عليها..!
تنجذب إليه بشكل يؤرقها.. ويخيفها من تجربة مجهولة..! بعد أن كانت تشك بميله نحوها.. أصبح لا مجال للشك بعد إعلانه المباشر لرغبة الزواج منها..!
رفضت.. ولكن يبدو أنه لم ولن يستسلم لقرارها..!
يحاصرها بحنانه واهتمامه ورعايته التي يفرضها عليها فرضًا..! ولكنها ستظل تقاوم تلك المشاعر الوليدة داخلها، وتحاسب ذاتها بشدة، كيف لها أن تفكر بنفسها، ولديها كريم! هل تأمن أحدًا عليه؟!!! لا يستسيغ عقلها فكرة وجود زوج أم له، وهي تعرف أكثر من غيرها ما معنى هذا.. لا! لن تضعه بتلك التجربة، ستعيش لأجله فقط، مهما تحرك فؤادها لذاك الفارس! يجب أن تفيق من سحر مشاعرها المراهقة التي تحياها مع غسان، هو رب عملها وفقط.. لا شيء أخر..!
**********************
_ مش قلتلك ياغسان هترفض.. وده طبيعي، أكيد هتخاف على مستقبل أبنها من شبح زوج الأم القاسي! لازم تعذرها، وعايز اعرف بجد.. أنت فعلا مش فارق معاك إنها أكبر منك بسنتين؟؟
_ لا طبعا مش فارق معايا نهائي، لأنه فرق طفيف ومابحسش بيه معاها ، بالعكس يامروان، حسناء فيها مزيج بيجنني، رقيقة جدًا، بس قوية في الحق لما خلصت ضميرها ووقفت معاك ضد جوزها اللي يستحق مصيره.. وضعيفة في خوفها على كريم ، وبحر حنان وهي بتتعامل معاه.، بحر نفسى ارسى على شطه وارتوي منه واغرق فيه!
أنا مش هيأس ولا استسلم لرفضها، هفضل أحاول لحد ماتطمنلي وتحبني زي مابحبها، حسناء هتكون ليا يامروان. وده قرار مش هرتاح إلا إذا نفذته وخليتها تعيش تحت جناحي هي وكريم..!
مروان مربتًا على كتفه:
وأنا اتمني من قلبي ده يحصل ياغسان، حسناء تستحق راجل زيك، وأنا متأكد إنك هتكون أب حقيقي لكريم.. ربنا معاك ياصاحبي وتنول اللي بتتمناه وافرح ليكم عن قريب!!!
*********************
_ يعني أنا هرجع أمشي تاني والعب مع اصحابي؟!
سمر وهي تقبل جبين شقيقها حاتم:
بأذن الله ياحبيبي، هتخف وتمشي تاني، والفضل هيكون لربنا أولًا ثم أستاذ مروان! عايزاك تدعيله ياحاتم، أنت دعوتك بريئة وإن شاء الله مستجابة!
هتف ببراءة: يارب يحج ويدخل الجنة!
فرددت: اللهم أمين.. المهم يا تومي، عايزاك تفضل تقرأ في سرك القرءان اللي أنت حافظة، عشان ربنا يكون معاك ويحفظك وتتعافى على خير ياحبيبي!
حاتم: حاضر، ومش هخاف من الحقنة زي ماقلتيلي لأني راجل، صح؟
ضحكت وضمته وقبات رأسه متمتمة: طبعا ياحبيبي وأحسن راجل في العالم كله!!
**********************
في غرفة استقبال أنيقة بمنزل عمرو الشقيق الأكبر لملك! واقفًا مروان يتلقى ثورة أخيها ببرود تام، وهو قابضًا بيديه عنقه، بعد أن أخبره بخطف شقيقته!!
ياسر: خطفتها وجاي تقولنا ببساطة كده!! يابجحتك يا أخي يابجحتك! أنا هطلع روحك في ايدي!!
عمرو الذي يحاول إدارة الموقف بحكمة:
_ سيبوا يا ياسر خلينا نفهم أيه اللي حصل بالظبط، بلاش جنان..أسمع الكلام بقولك سيبوا..!
_ أنت مش سامع يا عمرو قال أيه، بيقولك خطف اختنا ملك هي وصاحبتها، وفاكرني هطبطب عليه! ده أنا هقتله!!!
مروان بتهكم شديد:
_ ولما أنت حنين ودمك حامي كده، اهملتها ليه أنت واخوك؟! ليه ماسألتوش عن أختكم واطمنتوا عليها، بتغيبوا بالشهر .وأكتر على ما تزوروها، حتى التليفون فين وفين أما تتصلوا بيها، حد فيكم حس بيها؟ رابط الدم اللي بينكم ماحسسكوش إنها في خطر أو بتمر بأزمة؟؟؟ جاي تثور دلوقت؟ ملك كان ممكن تتعرض لمشكلة حقيقية لو لص بجد خطفها عشان يأذيها..!
لكن أنا مش حرامي ولا لص.. صحيح عالجت مشكلتي بشكل غلط ودخلت معايا ناس مالهاش ذنب بس في الأخر مأذيتش حد!
وأنا جاي لحد بيتكم وبقولكم اللي ماكنتوش عمركم هتعرفوا.. لأنكم لحد اللحظة. دي محدش فيكم راح يزورها ويسأل عنها.. ملك وحيدة لأنكم بعيد، كان لازم تكونوا سندها بجد، مش لازم تمرض ولا يحصلها مصيبة عشان تسألوا وتظهروا حبكم وخوفكم عليها اللي شايفوا في عينكم دلوقت!
لأن ملك للأسف مش شايفة ده.. ماينفعش يا أساتذة تبقوا أخوات وعلاقتكم بالبرود ده .. راعوا ربنا فيها زي ما بتراعوه في ولادكم وزوجاتكم!!!
تراخت قبضة الشقيق الثائر ياسر عن عنق مروان واغرورقت عيناه حتى سالت من حدقتيه دموع حارقة، أما عمرو فلم يختلف عن حالته، بعينه الدامعه والخجل الذي ملأ روحه.. شقيقته الصغيرة ملك.. خُطفت دون أن يدروا عن اختطافها؟؟؟
(أنا بخير يا عمرو ماتقلقش هيجرالي أيه يعني.. ثم ضحكت بتهكم:
هتخطف مثلا؟؟؟؟؟ ابقي سلم على مراتك والولاد، ووقت ما تفضي أنت وياسر ابقوا تعالوا..!)
أسترجع عقله أخر حديث هاتفي معها وهي تتهكم بوضوح، الآن شعر بمرارة صوتها التي لم يلحظها، كانت تسخر من إهمالهما دون أن يدري!!!
يا لعاره!! كيف يسامح نفسه ويغفر لها إهماله لشقيقته التي كان يمكن أن تفقد حياتها أو شرفها بحادث گهذا ربما تحول لمآساة!!
تتنقل عين مروان بين وجهيهما، وقد كساها الشحوب والخزي والندم، وهذا ما جاء لأجله!!
جاء ليعلموا مدى تقصيرهما بحق قارورتهم الصغيرة
فمنذ سردت عليه كل شيء، وكأنها كانت تنتظر لتحكي مافي قلبها لأحد.. شعر بالحزن والغضب لأجلها..!
فلو كان مُنح نعمة شقيقة له من أبوية، ما كان أهمل برعايتها .. وكان منحها كل الاهتمام والحنان الذي تحتاجه..!
************************
_ والله خطوة ممتازة اللي عملتها بزيارتك لاخواتها يا مروان.. إنك تلفت نظرهم وتفوقهم بجد عين العقل!
_ كان لازم اعمل كده بعد ما ملك حكيتلي كل حاجة، حسيت بحزن شديد عشانها، وغيظ من اخواتها اللي مش مقدرين قيمة أخت زي ملك، روحت ومش عارف هتكون نتيجة زيارتي أيه.. بس الحمد لله، محاولتي أثمرت كتير!!
_ طب على كده طلبت إيد ملك منهم ؟
_ طبعا اتكلمت معاهم .. ومستني يسألو عني ويكلموها وبعدين يبلغوني!
_ بس تعرف يامروان.. مستغرب من سرعة قرارك إنك ترتبط بملك.. إمتى حسيت ناحيتها بالمشاعر القوية دي كلها.. ؟!
_ يابني في حاجات في حياتنا بتبقى قدر.. سهم بيصيبك في لحظة.. حبيت جرأتها وقوتها أما كنت خاطفها، وعقلها وحكمتها اللي لمستهم فيها.. وحبيتها أكتر أما سألت عنها .. بجد بنت جوهرة ياغسان وأنا هبقى محظوظ أنها تنتمي ليا..!
ثم رمقه بخبث: وبعدين مين اللي بيتكلم عن سرعة القرار.. أمال حضرتك أيه؟؟؟
ده أنت هتموت على حسناء عشان توافق عليك!
_ فكرتني ليه دي هتجيبلي شلل.. مش عارف أعمل أيه عشان توافق عليا.. أنا بجد بحبها يا مروان، مابقيتش شايف غيرها.. ومستحيل ابعد عنها أو أستسلم لخوفها من أرتباطها بيا.. خصوصًا إني بقيت متأكد إن جواها ليا مشاعر مماثلة.. مهما تظاهرت بالعكس عيوني كاشفاها..!
مروان بتفكير: أنا هساعدك في الموضوع ده!
غسان بلهفة: بجد.. طب ازاي؟
_ أنا هكلمها واطمنها من ناحيتك، وهخليها توافق!
غسان بسعادة: ده يبقى جميل مش هنساه، وساعتها نتجوز أنا وانت في يوم واحد.. ويبقي الفرح اتنين!!
**********************
_ إيه لازمة الحاجات دي كلها يا أستاذ مروان والله كتير علينا كده!
مروان وهو يداعب كريم:
مافيش حاجة تكتر على كيمو.. وبعدين إيه أستاذ دي، مش أحنا بقينا اخوات؟
أجابت بامتنان: وأكتر والله ربنا عالم!
_ يبقي قولي مروان بدون ألقاب.. ومعلش اسمحيلي أكلمك في موضوع مهم!
_ تحت أمرك يامروان اتفضل!
نظر لكريم هاتفا: روح ياكيمو اتفرج على باقي الهدايا براحتك.. عشان هكلم ماما في حاجة مهمة!
كريم بطاعة: حاضر ياعمو!
………………………..
ليه رافضة غسان يا مدام حسناء!
كانت على يقين أن محادثته ستكون بذاك الشأن، فتمتمت بثقة: إسمعني كويس يامروان.. أستاذ غسان ونعم الناس ومحترم جدا، وأي واحدة عاقلة ماترفضش واحد زيه أبدًا.. بس أنا ظروفي مختلفة
أنا عندي ولد مستحيل اضحي براحته عشان راحتي وسعادتي.. ولا أحطه جوه حكاية زوج الأم القاسي اللي بيفضل ولاده عليه.. لو اتجوزته وخلفت منه، هيكون وضع ابني أيه، غصب عنه هيكون اهتمامه وحنانه كله لأولاده، وأنا مش هخلي كريم يمر بالإحساس الفظيع ده .. وغير كده في حاجة مهمة، أنا أكبر من صاحبك بسنتين، ودي حاجة م…………
قاطعها: مش فارقة معاه بالمرة، ولا هو الفارق اللي يتلاحظ من أساسه، لو مشيتوا مع بعض كل الناس هتتصور العكس، وبعدين تفتكري لو غسان ممكن يكون النموذج اللي بتحكي عنه ده ،.كنت هاجي أحاول اقنعك بيه؟؟؟ غسان ده صاحبي من زمان وعارف معدنه وأصله، أقسم بالله ماهتلاقي حد في أمانته وتُقاه وإخلاصه.. وحبه ليكي!!
خجلت من ذكر حب غسان لها، وحاولت الحديث فقاطعها ثانيًا :
ارجوكي اسمعي كلامي للأخر.. غسان عارف ظروفك كويس مافيش حاجة تجبره يرتبط بيكي، غسان بجد بيحبك وعايز يكون سندك وأمانك.. وأنا نفسي مش هطمن عليكي غير معاه .. الأيام بتعدي والعمر مش بيستنى، ماتضيعيش منك حد زيه لأن بجد مش هيتعوض.. أمشي الخطوة دي وأنتي مطمنة وأنا اوعدك إنك لو يوم ندمتي على جوازك منه ولا عامل كريم وحش، أنا ساعتها اللي هقف اخدلك حقك واعملك اللي تطلبيه.. بس أنا متأكد إنك في يوم هتشكريني على غسان.. أرجوكي ماتحرميش نفسك وتحرميه من السعادة، لأنكم تستحقوها سوا..!
قرأ بعيناها الكثير والكثير، يعلم أنه اربكها وبعثر سلام نفسها ولكن هو يرى ما لم تراه .. غسان خير أمين وأب لكريم وخير حافظ لحياتها.. ويكاد يجزم أن حب صديقه نبت بقلبها وتملك منها..!
غادرها تاركًا لها مساحة التفكير .. ولكن حدسه يخبره أنها حتمًا ستوافق بالأخير! وتستسلم لقرار القلب!
**********************
واقفة تعد طعام الغداء الذي ستتناوله بصحبة الجارة سمر! گ استقبال لها عند عودتها من المشفى مع أخيها حاتم، الذي مَن الله عليه بالشفاء عقب إجراء العملية التي تكفل بها مروان!
وعلى ذكر الأخير.. ارتسمت ابتسامة لا إرادية وهي تستعيد بعقلها طلبه للزواج منها وهما جالسان بكافيتريا المشفى!
وكيف تملكها الذهول والخجل والارتباك، وكان رد فعلها الوحيد. أنها نهضت تهرول بعيدًا كي تستجمع ذاتها من تلك البعثرة التي اصابتها من عرضه!
لم تقابله إلى الآن ولم يتصل هو، وگأنه يعطيها فرصة للتفكير وأخذ القرار!!
تذكرت أشقائها .. عمرو وياسر!!
كيف تخبرهما بأمر گ هذا، لا تستطيع!!
قاطع تفكيرها.. رنين الباب، فتوجهت وهي تتصور أنها سمر واخيها، وقالت وهي تدير المقبض المعدني: أتأخرتي كده ليه ياس……………
بترت جملتها وهي تطالع أمامها شقيقاها..!
عجبًا لم يخبراها گ عاداتهما حين يقرروا زيارتها..!
فقالت بترحيب : أهلا يا عمرو أنت وياسر .. وحشتوني أوي اتفضلوا واقفين ليه؟!
ثم بحثت بعيناها حولهما متمتمة: أمال فين الولاد مش قلت يا عمرو هتجيبهم المرة الجاية؟!
تبادل الشقيقان النظرات بتردد، ثم عبرا للداخل و عانقاها سويًا عناق جارف بمشاعر شتى، مابين اعتذار وندم وحب، وعمروا يتمتم:
أنا أسف يا ملك سامحيني!!
وتبعه ياسر: حقك علينا يا اختي.. أخدتنا الدنيا واهتمينا بعيالنا وزوجاتنا وقصرنا في حقك، سامحينا
لا تعرف مادا حدث.. هل علموا بأمر خطفها؟؟
هل أخبرتهم سمر؟ هل……………
وجائتها الإجابة بلسان ياسر: لولا مروان ماكناش عرفنا حاجة.. أنا مكسوف من نفسي بجد!
كما هتف عمرو: وأنا مش قادر ابص في عينك يا ملك!!
إذا هو فارسها مروان.. هو من أخبرهما..!
أنتشلت نفسها من بين ذراعيهم وراحت تطالعهما بإشفاق على حالتهما، وحنان صادق، فمهما حدث سيظلوا لها بعد الله السند، حتى وإن شغلتهم أعباء الحياة، هما الغاليان أشقائها..!
هتفت بمزاح گ محاولة لتخفيف شعور الذنب داخلهما:
أيه اللي انتوا بتقولوه ده! هو كان حصل أيه يعني، طب ده كان نفسي تشوفوني وأنا ببهدل مروان وكأني أنا اللي خاطفاه.. لا شكلكم ماتعرفوش ملوكة.. أنا وقت الجد بميت راجل ومايتخفش عليه!
_ على يدددددددي!!!
ملك بمفاجأة حقيقة: مروان؟؟؟?
قال وهو يعبر الداخل ويقف جوار شقيقاها:
أيوة مروان اللي بهدلتيه.. يلا كملي الفضايح عايز اسمع بقيت الفشر بتاعك يا أنسة ملك!!
فقالت باعتراض: أنا مش فشارة! تنكر أني هزأتك وماكنتش خايفة منك؟؟؟
قال بمشاكسة محدثًا عمرو وياسر: طب ينفع يا اساتذة أختكم تهزأ خطيبها وانتوا وافقين تتفرجوا؟!
ملك مرددة: خطيب مين؟ هو أنا لسه وافقت؟
ياسر وهو يحيط كتفيها بحنان موجهًا حديثه لمروان: أختي مش موافقة.. فوت علينا بكره!!
مروان: افوت الساعة كام؟؟؟؟
عمرو بمزاح مماثل: أيه رأيك يا ملوكة، نخلي الراجل ده يعدي بكره ولا نحدفه من البلكونة دلوقتي؟
ابتسمت غير مصدقة أنها تقف بينهم وهم يمازحون مروان ويعززانها أمامه، سعادتها لا تساعها الكون
هي الآن محظوظة بحق، لديها اشقاء يحبوها ورجل رائع گ مروان.. حاول إصلاح عطب علاقة أشقائها بها وأعادهما إليها ثانيًا..!
ليتها خْطفت منذ زمن!
_______________________