قطة في براثن الذئاب بقلم عائشة هشام
(4)
لمعت عينى حمزة ببريق غامض ، وأردف بنبرة مرغمة
.. – تمام ، ابعتلى العنوان فى رساله .. وانا عليا الباقي !
و نظر لهاتفه .. وظل يكتب رسالة لشخص ما وضغط على زر إرسال ، وفى تلك اللحظة رن هاتفه بوصول رساله جديدة
في شقة ما بمدينة السادس من اكتوبر …
خرجت الاء من حجرتها واتجهت الى غرفة الصالون وجدت اخيها يجلس على اللاب توب الخاص به وحوله الكثير من الأوراق ، ذهبت تجاهه خلسه وهى تمشى على اطراف اصابعها حتى اصبحت خلفه ، وكانت تمسك بيديها بالون ودبوس وفجأة فرقعت البالون عند اذن اخيها .. بينما انتفض هو اثر ما فعلته هى قائلا
.. – اية فى اية !؟
قهقهت هى بصوت عال ، فهم ما كانت تفعله .. فتلك هى عادتها منذ الصغر والغريب انه لم يسلم منها يوما ً منذ وفاه والديهم
امسك باذنيها قائلا ً .. – مش هتبطلى حركات العيال بتاعتك دى ، قطعتيلى الخلف ..!
زمت شفتيها فى غضب طفولى ، واردفت بمرح
.. – ميزو .. انا كل شوية بعمل فيك الحركات دى ، وكل شوية بتقطع الخلف اية الجديد يعنى !!
همهم قليلا ، ثم قال فى جدية مصطنعة
.. – هممم .. الجديد يا ستى انك بوظتيلى ورق الشغل ووقعت النيسكافية عليه ..
نظرت للورق ثم قالت وهى تضع يديها على شفتيها قائلة فى صدمة
.. – اوبس ..!
ثم اكملت .. – تعيش وتاخد غيرها يا ميزووووو
وانطلقت من امامه حتى وصلت الى الباب ، ثم قالت بصوت عال
.. – مازن .. انا رايحة الجامعه ، سلام
كان ادهم يتجول بسيارته قليلا ً ، ثم وجد اتصال هاتفى من زميل له يعمل معيد بجامعة القاهرة
.. – ادهم باشا ، اية يا عم من ساعة ما بقيت ظابط وانا مش بشوفك !
هتف بذلك صديقة ، وكانت نبرته تحمل القليل من العتاب
انتهز ادهم فرصة فراغه وقرر مقابلة زميلة
.. – طب انت فين دلوقتى
تعجب زميله ثم قال
.. – انا فى الجامعه
ادهم بإبتسامة .. – حلو قوى مكانك يا بطل انا جايلك حالا ً
واغلق الإتصال متجها ً لجامعة القاهرة
اتجه حمزة نحو سيارته وانطلق بها نحو العنوان المدون فى هاتفه ، وبعد القليل من الوقت وصل إلى الملجأ وترجل من سيارته .. ودخل الى الملجأ سئل على اسمها ردت عليه المسئولة قائلة وهى تنظر له
.. – لا هى زمانها هتيجى من الكلية دلوقتى
حمزة بتساؤل .. – هى بتدرس ..!
المسئولة .. – اه ، فى كلية هندسة .. فى ناس كل سنة يبعتوا فلوس للملجأ وليها بالأخص ..
وبعد قليل من الوقت .. وصلت هى وظلت تلقي التحية على الجميع بمرح وعفوية ، وصلت لديه ووقفت امامه .. رفعت نظرها حتى تتمكن من النظر اليه ، وهنا ظهر فرق الطول الواضح بينهما .. وقالت بعفوية
.. – مين حضرتك ، قالولى انك عايزنى
حمزة .. – انتى تقي صح ..!
ردت فى تهكم .. – لا ماشاء الله عليك .. نبيه !
حمزة بعدم فهم قائلا .. – افندم ..!؟
تقى بجدية .. – لا ولا حاجة ، ايوة انا تقى .. عايزنى فى اية !
حمزة بنبرة عادية .. – ابدا ً انا من طرف مامتك وباباكى وجاى اخدك ..
ظهرت السعادة على وجه تقي ، وهتفت بنبرة غير مصدقة
.. – بجد !
حمزة بعدم اكتراث
.. – ايوة ، واتفضلى حضرى شنطك علشان هنمشى انا مستنيكى برة
اومأت برأسها فى تفهم ، ولملمت جميع متعلقاتها .. وودعت الجميع .. وخرجت وجدته يقف مستندا ً على باب سيارته ويضع كلتا يديه فى جيوب بنطاله .. ذهبت اليه قائلة
.. – انا جاهزة ..!
فتح لها باب السيارة ، ثم قال فى جدية
.. – اركبى
انصاعت تقي لما قال واستقلت السيارة بجانبه .. وانطلق بها
لم تكن تعرف تلك القطة البريئة انها وقعت حتما ً فى براثن الذئاب ..!!
– يتبع –