ظلمني من أحببت بقلم سمر شكري
الفصل الثالث عشر
مشاعر متضاربة، تخبط، عدم تصديق، شك، كل عنده ما يدور بخلده.
ايمان تائهة، حزينة، لاتصدق ماسمعته، أيعقل إنها فقدت فلذة كبدها وإن من قتلته هى من اعتبرتها ابنتها، كانت على إستعداد أن تحميها منه، ولكنها لاتصدق أنها من فعلت ذلك، هى تغضب وتثور ولكنها لا تصل إلى درجة القتل، بكت بشدة وانهارت ورافقتها كلا من هند ورانيا
حسام تراوده الشكوك، يتساءل أين ذهبت بالأمس ويتعجب من الحالة التى عادت بها، لا لابد أن ينفض هذه الافكار من رأسه فهو يعلم أن شقيقته لا تقو على فعل مثل هذا الأمر، لكنه لايملك الأن سوى الدعاء لها وتوكيل محام ماهر لمساعدتها
زين يعلم أنها أضعف من أن تقتل، ولكن ربما غيرتها السنوات و معاملة مروان لها قد زادت من قسوة قلبها لتصل إلى حد القتل
أما هى فكانت تجلس فى غرفة التحقيقات وبرفقتها محاميها الموكل بحضور التحقيق معها، كانت منهارة، تبكى بشدة، لا تصدق ما آلت إليه الأمور، لم تتصور أن تكون هى موضع الاتهام، ربما هذا خطأها لاخفاء الحقيقة عنهم، فربما لو كانت اخبرتهم ماحدث بالأمس ما كانت اليوم فى هذا الوضع
بدأ الضابط التحقيق بأخذ بياناتها، ثم بدأ باستجوابها
الضابط : إيه قولك فيما هو منسوب اليكى من تهمة قتل طليقك مروان العشرى ؟
علياء ببكاء : مقتلتوش، والله ماقتلته
الضابط : بس الشهود شافوكى، جارته شافتك وانتى طالعة والحارس شافك وانتى نازلة بتجرى، اعترفى الانكار مش هيفيدك
علياء : أنا فعلا رحتله الشقة امبارح، بس أنا رحت لقيته مقتول
أجهشت بالبكاء عند تذكرها مشهد مروان وهو مسجى ارضا غارقا فى دماءه
الضابط : انتى الوحيدة اللى ليكى مصلحة فى قتله
حملقت به علياء : مصلحتى إيه ؟ دا أبو أبنى إزاى هقتله ؟
الضابط : مصلحتك هى ابنك، اللى اعرفه إن القتيل كان رافع قضية عشان يضم ابنه لحضانته، دا ممكن يكون دافع قوى للقتل، أو بلاش نقول كده، خلينا نقول إنك رحتى تتكلمى معاه الموضوع تطور وقتلتيه من غير قصد
قاطعته علياء بصريخها : محصلش محصلش، والله ما قتلته
الضابط : اعترفى عشان أقدر أساعدك
امتنعت علياء عن الإجابة، فأمر الضابط بحبسها أربعة أيام على ذمة التحقيق
خرجت من غرفة التحقيقات يديها مكبلة بالأصفاد، جرى عليها اخيها، أخذها باحضانه مطمئنا إياها أن الامور ستسير على ما يرام،
سألته عن يوسف فقال لها :
متقلقيش، هو كويس، سايبه مع هند عند طنط ايمان
بكت وأخبرته : قول لطنط ايمان انى مقتلتوش، والله رحت لقيته مقتول
حسام : ليه خبيتى ؟ مقلتليش ليه إمبارح عاللى حصل؟
منعهم العسكرى من استكمال حديثهم، آخذا إياها إلى محبسها الذى ما أن دخلت إليه حتى انزوت فى أحد الأركان وأخذت تدعو ربها إن ينجيها ويظهر براءتها
علمت ايمان فى اليوم التالى بم حدث مع علياء، فطلبت من زين أن يأخذها لزيارتها، فهى تريد أن تعرف منها ما حدث، فطلب زين من المحامى استصدار أمر بالزيارة
ذهبا اليها سويا، عندما رأتها علياء ارتمت بأحضانها وشرعت فى البكاء وظلت تقسم لها أنها لم تقتله، رق قلب ايمان لحالها، شعرت فى داخلها بصدقها، أشفقت على حالها فربتت على ظهرها مهدئة إياها وطلبت منها أن تحكى لها بالتفصيل ماحدث فى هذا اليوم، بدأت علياء الحديث قائلة :
أنا لما جالى إعلان القضية اللى هو رفعها اتضايقت، رحت وديت يوسف عند حسام ورحتله عشان نتكلم وأفهم منه هو بيعمل كدا ليه وعايز يوصل لإيه ، لما رحت لقيت باب الشقة مفتوح، نديت عليه مردش عليا، دخلت لقيته نايم فى الارض وغرقان فى دمه، خفت من المنظر جريت ومعرفتش أنا وصلت البيت عند حسام ازاى، والله هو دا كل اللى حصل صدقينى
جرت دموع ايمان على وجنتيها وهى تتخيل منظر ابنها والدماء تحاوطه ولكنها طمئنت علياء واخبرتها :
مصدقاكى يا حبيبتى، بس أنا ليا طلب عندك، لو بتعزينى تسامحيه، هو دلوقتى بين أيد ربنا ومش عايزه تكون ذنوبه كتير
قبلت علياء يديها قائلة : والله مسمحاه عشان خاطرك، بس عشان خاطرى خرجونى من هنا أنا بريئة
طمأنها زين الذى لم يتحدث سوى الان : متقلقيش يا علياء ، المحامى طمنا إن الامل كبير إنه يقدر يخرجك، ملقوش بصماتك على السكينة اللى اتقتل بيها، ودا شئ فى مصلحتك
نظرت إليه علياء واكتفت بايماءة من رأسها، ثم أتى العسكرى ليأخذها معلنا انتهاء الزيارة، ولكنها قبل رحيلها أوصتهم بالاعتناء بيوسف، ونظرت لزين طويلا نظرة ترجى أن يبقى بجانبها ولا يتركها
كان يوسف دائم السؤال عن والدته، فأخبره حسام بمرض جدته ايمان وانها برفقتها لرعايتها ، وإنه غير مسموح له بالذهاب إلى هناك حتى لا يصاب بالمرض هو الاخر
وفى اليوم التالى ، ذهب شخصا ما إلى مركز الشرطة طالبا مقابلة الضابط المسئول عن التحقيق مع علياء
الضابط : مين حضرتك ؟
احمد : أنا مهندس احمد الهنداوى، جار أستاذ مروان الله يرحمه، أو بمعنى أدق صاحب مكتب الهندسة فى الشقة اللى قصاده
الضابط : وايه المعلومات اللى عايز تبلغنا بيها ؟
احمد : مكتبى من فترة إتعرض لسرقة، وقتها ركبت كاميرات، وأنا متعود أبص فى تسجيل الكاميرات كل يومين أو تلاتة، النهاردة وأنا بشوف التسجيل لفت نظرى شئ غريب وقت قتل أستاذ مروان
أنهى كلامه مناولا الضابط تسجيل على هاتفه يظهر به شخص ما يخرج من شقة مروان قبل صعود علياء، حتى إنه اختبأ حتى دلفت إلى داخل الشقة ثم فر هاربا
نهاية الفصل